الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

الطاقة البشرية والذكاء الإنفعالي...... صرخة هاني خليفة

للطاقات البشرية دور مهم في بناء حضارة المجتمعات، وتتم تقوية المجتمع من خلال بناء الأشخاص القادرين على تحقيق النجـاح والتقدم لمجتمعهم بشكل عام، ولأنفسهم بصورة خاصة، وبذلك يجب أن نقدم للفرد الرعاية المتكاملة في جميع جوانب شخصيته: جسميا وعقليا وانفعالياً واجتماعيًا.

علماء النفس قديماً اعتبروا أن الانفعالات والتفكير نقيضان، حيث اعتبرت الانفعالات عائقاً أمام التفكير ويجب مقاومتها والحد منها لينمو تفكير الإنسان وذكاؤه. أما حديثاً فان علماء النفس ينظرون إلى الانفعالات على أنها سلوكيات منظمة تحكمها قوانين تعتمد بشكل كبير على المعرفة والبيئة المعرفية للفرد ( العتوم، 2004).

ومع ذلك فكثير من الدراسات ركزت على الجوانب المعرفية فقط في ذكاء الطلاب، ولم تتطرق إلى الجوانب غير المعرفية في ذكائهم. مع أن العديد من البحوث في المرحلة الحالية تبين أن تنمية الجوانب الاجتماعية والوجدانية أمر ضروري.، فقد ظهرت برامج للتنمية الاجتماعية والوجدانية التي استخدمت في الكثير من مدارس الدول المتقدمة ( جابر، 2004 ).

وقد أشار جروان (٢٠٠٢ ) لمفهوم الذكاء على أنه من المفاهيم التي يصعب على الباحثين إيجاد تعريف عام وشامل له، والسبب في ذلك أن أي تعريف إجرائي للذكاء يدخل في دائرة القياس النفسي والتربوي، وقد تطور هذا المفهوم خلال أربع مراحل متداخلة مع بعضها بعضًا، فكانت المرحلة الأولى مرحلة ارتباط الموهبة والتميز بالعبقرية، أما المرحلة الثانية فقد ارتبط هذا المفهوم بالأداء المتميز في ميدان أو أكثر من ميادين الشعر والفروسية والخطابة، وفي المرحلة الثالثة ومع ظهور اختبارات الذكاء الفرديـة ( ستانفورد، بينيه، وكسلر) في مطلع العشرينات أصبح مفهوم الموهبة والتميز يرتبط بنسبة الذكاء التي تقيسها هذه الاختبارات. أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة اتساع هذا المفهوم ليشمل كلا من الأداء العقلي المتميز والاستعداد والقدرة على الأداء المتميز في المجالات العقلية والأكاديمية والفنية والإبداعية وغيرها من المجالات.

وفيما يتعلق بالجوانب غير المعرفية في تعريف الذكاء كان ثورندايك من أوائل من أشاروا إلى ذلك، حيث قال: لكي يتم وصف وقياس ذكاء فرد ما، فلا بد من فحص ثلاثة مجالات رئيسة هي: المجال الميكانيكي، والمجال المجرد، والمجال الاجتماعي (روبنز وسكوت، 1998(.

وبالتالي ظهرت العديد من النظريات التي تنتقد وجود ذكاء واحد يولد به الإنسان ولا يمكن تغييره، فقد أشار المربون إلى أهمية دراسة أنواع أخرى من الذكاء، حيث أشار جاردنر (Gardner, 1983) فيما عرف باسم " نظرية الذكاءات المتعددة " إلى ثمانية أنواع مختلفة من الذكاء.، حيث تضمنت نوعين من الذكاء هما: الذكاء الذاتي الشخصي والذكاء الاجتماعي، وبالتالي مهدت نظرية الذكاءات المتعددة لظهور أنواع مختلفة من الذكاء، كان لبعضها علاقة مباشرة بالذكاء الشخصي وهو ما اصطلح على تسميته بالذكاء الانفعالي. فنظرية جاردنر تعتبر أول نظرية تشير إلى أهمية ربط الجانب الانفعالي بالقدرة العقلية، حيث افترضت أن الذكاء الشخصي يستلزم القدرة على فهم الانفعالات الذاتية والتعامل على ضوء هذا الفهم ( Salovey&Mayer,1990).
وقد أشار ماير وسالوفي في السياق نفسه (Mayer & Salovey, 1993), إلى أن الذكاء الانفعالي أيضا جزء من الذكاء الاجتماعي الذي هو في الأصل جزء من الذكاء الشخصي، وهذا يوحي بوجود نوع من التداخل الكبير والمتسلسل بين هذه الأنواع الثلاثة من الذكاء. وهناك العديد من الأسباب أدت إلى زيادة الاهتمام بها من قبل الباحثين من هذه الأسباب، التطورات الحديثة في مجال علم النفس الفسيولوجي التي تتمثل في إمكان رسم المسارات العصبية، وتحديد مدى شدتها بين جوانب المخ المختلفة، مما أسهم في زيادة القدرة على فهم العلاقة القائمة بين الجانب العقلي والانفعالي لدى الإنسان( شابيرو ,2001).

ويرى جولمان (Goleman, 1998).أن الذكاء العقلي والذكاء الانفعالي ليسا متعارضين , ولكنهما منفصلان، وكل فرد لديه مقدار معين من كليهما، كما يرى انه من النادر أن يوجد شخصاً لديه درجة عالية في احدهما ومنخفضة في الآخر.

إن مفهوم معامل الذكاء Intelligence Quotient (IQ) يرتبط بالقدرات المعرفية كالقدرة على الربط بين المفاهيم، والقدرة على التفكير المجرد، والقدرة على الحكم والاستنتاج، والقدرة على حل المشكلات. أما مفهوم الذكاء الانفعالي Emotional Intelligence (EQ) فيرتبط بالانفعالات، والمزاج العام والمشاعر والأحاسيس.(Salovey, & Sluyter, 1997)

ويتحكم كل من الذكاء العقلي والذكاء الانفعالي في سلوك الأفراد اليومي، فلا يستطيع الذكاء العقلي العمل بدون الذكاء الانفعالي. فعندما يعمل هذان النوعان من الذكاء بانسجام وفعالية يرتفع أداء الذكاء الانفعالي وكذلك القدرة العقلية. (Schilling, 1996)

إن النظرة الحديثة للجانب الانفعالي تعترف بأهميته المتزايدة في حياة الإنسان، وبأنه لا ينفصل عن عمليات التفكير لدى الإنسان بل كلها عمليات متداخلة مكملة لبعضها بعضاً. فالجانب المعرفي لدى الطلاب يسهم ايجابياً في العملية الانفعالية من خلال تفسير الموقف الانفعالي، وترميزه وتسميته، ومن خلال عمليات الإفصاح والتعبير عنه ( الخضر، 2002 )

من هنا بدأ الاهتمام به حيث قدم جولمان (Goleman) أشهر ما كتب حول الذكاء الانفعالي في كتابه الشهير الذكاء الانفعالي (Emotional Intelligence)، وتناول فيه ما اسماه بالتفكير الانفعالي وطبيعة الذكاء الانفعالي والمجالات التي له دور فيه، كما أشار إلى دور الذكاء الانفعالي في نجاح الإنسان وتقدمه في مجالات الحياة العملية إما الذكاء الأكاديمي فدوره يكون بارز في حياة الفرد التعليمية.
وبالتالي أصبح هذا الموضوع من المواضيع المهمة التي تحظى باهتمام الأخصائيين النفسيين وغيرهم، كما أصبح مصطلح الذكاء الانفعالي من أكثر المواضيع انتشاراً وتداولا في دوائر الشركات الكبرى والمؤسسات التعليمية. وقد بدأت المدارس في الدول الغربية تدريس هذه المهارات، وبعضهم أسماها حركة التعلم الاجتماعي الانفعالي.(Elias, et al, 1997)
وقد أثبتت كثير من الدراسات على أن من لديهم مستوى متميز من الذكاء الانفعالي ويعرفون مشاعرهم ولديهم القدرة على إدارتها والتعامل مع مشاعر الآخرين بكفاءة، هم أنفسهم الذين نراهم متميزين في كل مجالات الحياة، وهم الأكثر إحساسًا بالرضا عن أنفسهم والتميز بالكفاءة في حياتهم والأقدر على السيطرة على بيئتهم العقلية، مما يدفع إنتاجهم قدماً إلى الأمام، أما من يفتقدون إلى مهارات الذكاء الانفعالي فعادة يكون لديهم صراعات نفسيه داخلية تدمر قدرتهم على التركيز في مجالات عملهم وتمنعهم من التمتع بفكر واضح وتمنعهم أيضًا من التكيف السليم ( جولمان، 2000).

كما أن الذكاء الانفعالي يرتبط ارتباط وثيقاً بالصحة العقلية التي يمكن تحقيقها بتفهم مشاعر الآخرين ومشاعر الفرد نفسه، حيث تؤدي قدرة الفرد على إدراك مشاعر الآخرين والتواصل معها إلى التنظيم الفعال للانفعالات، فالأفراد الأذكياء انفعالياً هم سعداء في نشاطاتهم الاجتماعية وقادرون على إدراك الانفعالات بشكل دقيق، واستخدام طرق رائعة وفعالة في تنظيم هذه الانفعالات أثناء تقدمهم نحو تحقيق أهدافهم. أما الأفراد الذين يعانون من ضعف في الذكاء الانفعالي فيواجهون مشكلات في قدرتهم على التكيف والتخطيط للحياة، وهذا يعود إلى صعوبة قدرتهم على فهم انفعالاتهم الذاتية، ومن الممكن أن يؤدي هذا إلى حالة من الاكتئاب، مما يؤدي إلى تطوير ثقافة فردية تدير انفعالاتهم بشكل غير سوي (.(Salovey& Mayer,1990

ويشير سالوفي وسلوتر (Salovey, & Sluyter, 1997) إلى أن أهم وظائف الذكاء الانفعالي هو توجيه التفكير وتخصيص القدرات التي تسهم في حل المشكلات، مما يؤثر بشكل ايجابي على شخصية الفرد. فالأذكياء انفعالياً أفضل من غيرهم في التعرف إلى انفعالاتهم وانفعالات الآخرين والتعبير عنها بصورة دقيقة، تمنع سوء فهم الآخرين لهم.

كما أشارت العديد من الدراسات إلى أن الطلبة الذين يمتلكون مستويات عالية من الذكاء الانفعالي، أكثر ضبطاً لانفعالاتهم واندفاعاتهم، مما يجعلهم أكثر تسامحاً، وأكثر فهماً لوجهات نظر الآخرين وعمل علاقات جيدة في العمل، وتدبر أمر الضغوط وقدرة التخطيط للعمل، والوصول إلى الأهداف، والمثابرة في وجه التحديات كما أنهم أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات التي تحدث في بيئاتهم (Mayer, 2000).
وذكرت شرنك Shrink, 1996)) أن درجة أو نسبة الذكاء تنبئ بدرجة معقولة عن التحصيل الأكاديمي والنجاح المهني والشخصي، وان المهارات الذهنية مهمة لكي ينجح الفرد في حياته، إلا أنها غير كافية. ومن اجل النجاح في الحياة نحتاج إلى مهارات عديدة أخرى منها مهارات نفسية وشخصية ومهارات اجتماعية.
وقد أوضحت الأبحاث التربوية التي أجريت على الدماغ إلى أهمية الذكاء الانفعالي، فهي تشير إلى أن الصحة العاطفية أساسية ومهمة للتعلم الفعال. لعل أهم عنصر من عناصر نجاح الطالب في المدرسة هو فهمه لكيفية التعلم. فالعناصر الرئيسة لمثل هذا الفهم كما ذكرها دانيال جولمان هي:الثقة، وحب الاستطلاع، وضبط الذات، والانتماء، والقدرة على التواصل، والقدرة على التعاون. وهذه الصفات هي من عناصر الذكاء الانفعالي.
ويؤكد جولمان (Goleman, 1995) على ضرورة الاهتمام بالعمل على تنمية الذكاء الانفعالي لدى الطلبة، وذلك انطلاقاً من مسلمة مهمة لديه مؤداها أن الانفعالات تُعد إطار ومجالاً فعالاً بالنسبة للذكاء، وأن الذكاء الانفعالي له تأثيراته في الشخصية. وإذا كان الذكاء المعرفي يسهم بنسبة محدودة في النجاح بالحياة، فالذكاء الانفعالي دوره أكثر في نجاح الإنسان وتقدمه في مجالات الحياة العملية قياساً بالذكاء الأكاديمي. لذلك فإن من الأهمية الكشف عن الذكاء الانفعالي بين الطلبة، مما يساعد في إيجاد برامج تعمل على تنميته.
ومواكبه للاهتمام العلمي والعالمي بهذا النوع من الذكاء، وما له من أبعاد مهمة في العملية التعليمية، ومتابعة للدراسات التي عُنيت بالكشف عن مدى وجود الذكاء الانفعالي لدى طلاب وطالبات بمختلف مراحل التعليم في المجتمعات المتقدمة، فقد هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على واقع الذكاء الانفعالي عند طالبات المرحلة الجامعية، والكشف عن الفروق في ذلك بين المتفوقات تحصيليا، والعاديات.

صرخة هاني خليفة .....الذكاء الانفعالي لدى الطالبات في جامعة أُم القرى وعلاقته بالتحصيل الدراسي

هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن الذكاء الانفعالي وعلاقته بالتحصيل الدراسي عند طالبات السنة الثانية للأقسام العلمية في الكلية الجامعية بالليث – جامعة أم القرى. تكونت عينة الدراسة من جميع طالبات الفرقة الثانية للأقسام العلمية ( فيزياء – كيمياء – رياضيات ) في الكلية الجامعية بالليث – جامعة أم القرى، للعام الدراسي 2008- 2009 م وعددهم (150) طالبة، منهم ( 60 ) طالبة متفوقة تحصيلياً و (90) طالبة عادية (وذلك حسب التقدير العام للسنة الدراسية الأولى). وقد صممت استبانه تكونت في صورتها النهائية من ( 42 ) فقرة موزعة على أبعاد الذكاء الانفعالي التالي: (المعرفة الانفعالية، إدارة الانفعالات، تنظيم الانفعالات، التعاطف، التواصل الاجتماعي )، وبعد تحليل النتائج، توصلت الدراسة إلى وجود مستوى متوسط من الذكاء الانفعالي عند طالبات العينة وفقاً لإجابات الطالبات على مقياس الذكاء الانفعالي، وأظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05 ≥ α) بين متوسطات درجات الطالبات المتفوقات تحصيلياً ومتوسطات درجات الطالبات العاديات على الدرجة الكلية للمقياس، وأبعاد المقياس التالية: ( المعرفة الانفعالية، إدارة الانفعالات، تنظيم الانفعالات ) وذلك لصالح الطالبات المتفوقات تحصيلياً، كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05 ≥ α)) بين متوسطات درجات الطالبات المتفوقات تحصيلياً ومتوسطات درجات الطالبات العاديات على كل من بعد التعاطف وبعد التواصل الاجتماعي. وفي ضوء النتائج أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بالأنشطة الجماعية التي من شأنها أن تقوي مهارات الذكاء الانفعالي، وترسيخ مفهوم المناقشة والحوار بين الطالبات وأعضاء هيئة التدريس. كما انه من المهم تصميم برنامج تدريبي لتنمية الذكاء الانفعالي لدى الطالبات في المرحلة الجامعية، وإجراء المزيد من الدراسات حول الذكاء الانفعالي.


زواج المعاق امتداد للحياة..... صرخة هاني خليفة

من المعروف آن الزواج واجب يؤديه الفرد
إزاء نفسه وإزاء المجتمع باعتبار إن الزواج مسئولية ولكنه مسئولية طبيعية
تقننها التقاليد والدين والمجتمع ومن المفترض أيضا إن نفرق أولا بين الرغبة
في إشباع الجنس وبين الرغبة في بناء الأسرة وبما أن الاثنين متصلان
ومترابطان إلا انه هناك فارق واضح بين الذي يمارس الجنس لإشباع شهواته
والذي يمارسه من اجل عملية الخلق أقدس وأسمى واجب لكل كائن حي في هذا
الوجود.


وإذا نظرنا إلى المعاقين

ككائنات إنسانية فعلينا أن نسعى أن يتقبل المجتمع الإعاقة خصوصا فيما يتعلق
بأهم الأمور في حياة وواقع الإنسان وهو (الزواج) ونعني به زواج المعاق من
إنسانة سليمة وزواج الفتاة المعاقة من إنسان سليم خصوصا إن ذوي الحاجات
الخاصة باختلاف درجاتهم ونوعية إعاقتهم لا يختلف عن أي أحد منكم في مشاعره
كإنسان وما يعطيه الزواج له من استقرار نفسي وتحقيق طموحه بأن يكون له
أطفال .
والأمومة عند المرأة هي رمز
الأنوثة وهي التي تحمل (رسالة النوع) وستظل رسالة المرأة وثيقة الصلة
بتجربة الأمومة لان التناسل فعل إبداعي يعلو به الإنسان على نفسه ويتجه عن
طريقة نحو المستقبل في ثقة وارتقاب ورجاء في نظرة طفل ترنو إلى أمل الحياة
بالرغم من الآلام والمتاعب الجسدية والنفسية التي تواجهها المرأة أثناء
عملية خروج طفلها للحياة .

ومن خلال دراسة استطلاعية قمت بها على عينة متكونة من عشرة ذكور أسوياء

متزوجين من إناث معاقات تختلف إعاقتهن بين إعاقات حركية (شلل ، إقعاد)
وإعاقات بصرية (كف البصر) و(صم ، وبكم) كان نجاح الزواج بالنسبة لهن في
الغالب يعود إلى عدة عوامل منها: بطالة يعاني منها الزوج في حين توفر له هي
فرصة الحصول على وظيفة ذات علاقات عالية المستوى يستفيد منها الزوج فيما
بعد ، أو كون الزوج من جنسية عربية أو غير عربية أو أفريقية يبحث عن إقامة
دائمة بالدولة.
مع العلم بان
الرغبة بالإنجاب هي رغبة قابلة للقمع ولعدم التنفيذ لأنه من المفترض أن
تكون هناك علاقة جنسية شرعية قائمة وهذا لا يتأتى إلا عن طريق زواج شرعي هو
مرفوض أصلاً بالنسبة للفتاة المعاقة فتلجأ أحياناً إلى بعض الوسائل
المحرمة منها الانحراف وممارسة الجنس المحرم لتنجب طفلاً وهذا كان في ثلاث
حالات رفضت أيا منهن التصريح باسم والد الطفل وحالة واحدة فقط كان أهلها
موافقين على انحرافها وأنجبت بالفعل طفل وهذه الحالة كان نصفها السفلي يشبه
عروس البحر وكانت الأسرة فرحة جدا لأن ابنتهن أثبتت بجدارة أنها تستطيع
الحمل والإنجاب مثلها مثل أي أنثى أخرى حتى ولو كان بطريقة محرمة وغير
شرعية.
فلماذا توجد أزمة
زواج بين ذوي الحاجات الخاصة في مجتمعنا العربي وبين الشباب الأسوياء
والفتيات المعاقات والعكس؟ ولماذا لا يتجه الشباب المعاقين للزواج من
الفتيات المعاقات ؟ هذا السؤال عندما طرح على أعداد كبيرة من الشباب من ذوي
الحاجات الخاصة فئة الإعاقة الحركية مثلا فجاءت الإجابة على النحو التالي
أن سبب عزوف الشباب المعاقين من الزواج من الفتاة المعاقة بحجة أنها لا
تستطيع نجدته في حالة احتياجه للمساعدة عكس الفتاة السليمة التي تستطيع
مساعدته عند السقوط على الأرض على سبيل المثال وبالنسبة للمعاق لتعويضه عن
مركب النقص في شخصيته فيعوضه بالزواج من فتاة سليمة.

كذلك المعارضة الأسرية من جانب أسرة الزوج السليم خوفاً من انتقال الإعاقة

إلى الجيل القادم وهذه ترجع إلى عدم وعي المجتمع بالرغم من الكثير من
الإعاقات كانت أما نتيجة حوادث سيارات أو حروب أو مخلفات الاستعمار مثل
الألغام المزروعة في معظم الدول العربية أو لأخطاء طبية مختلفة إلى جانب
بعض الإمراض الموروثة وهذا له أبعاد أخرى لا مجال لذكرها في هذه الورقة.التوصيات :


1-
إنشاء بنك للمعلومات يحتوي إحصائية لعدد الشباب الأسوياء المتزوجين من
فتيات معاقات والعكس والشباب المعاقين المتزوجين من فتيات معاقات والمشكلات
الطبية والنفسية والاجتماعية لزواجهم ولزواجهن وخبرات المتزوجين منهم وما
قابلوه من مواقف خلال حياتهم الزوجية.


2- إدخال المواضيع الخاصة بالإعاقة ضمن المناهج المدرسية من اجل توضيح وإيصال المفهوم الاجتماعي السليم حول الإعاقة .

3-القيام
بعرض الأفلام التسجيلية خلال المؤتمرات والندوات العلمية والتي تبين
نماذج من الأفراد المعاقين الناجحين في حياتهم نظراً لما لوسائل الإعلام من
دور كبير في توعية المجتمع والبيئة التي يعيش فيها المعاق.


4- صرف
قروض مالية لكل شاب يتزوج فتاة معاقة سواء كان معاقا أو سوياً حتى تستطيع
أن تساهم في تنظيم الأسرة على إلا يكونان ملزمين بسدادها إذا انجبا أطفالا
قبل مضي 10 سنوات على الأقل من الزواج.


3-الإكثار من الندوات
والمؤتمرات العلمية في مجال المعاقين وخاصة في موضوع الزواج سلبياته
إيجابياته لاعتبار أن الزواج يعتبر نمط من أنماط الحياة ولماله من أثر على
الصحة النفسية والجسمية والاجتماعية.


إن العيش في كنف رجل تحت
سقف واحد ليس دائما حلم كل النساء ولكن بالنسبة للفتاة المعاقة ليس حلما
فقط بل هو الوسيلة الوحيدة لا نجاب طفل بطريقة شرعية يرضاها المجتمع.




إذا اعتبرنا أن قضية المعاقين قضية
قومية تؤثر على التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية فمن المفترض حينها
الاهتمام بهذه القضية والتعريف بالمعاق وبعمله وإنتاجه وعلى المعاق فرض
نفسه على ارض الواقع ومطالبته بتطبيق ما هو مشروع له كحق وواجب . وبما أن
العمل من ضروريات الحياة الكريمة فهو إذا من أهم الوسائل التي تؤدي إلى
الاستقلال الاقتصادي لكل إنسان عامل يشعر بذاته وقيمته .



ولأن

الرفض لعمل المرأة المعاقة قائم حتى من الأجهزة الشعبية العامة والخاصة
لذا فإن الاهتمام برعاية النساء المعاقات أصبح عاملاً جوهريا يمكن بواسطته
إحداث تغيير مرغوب في البناء الاجتماعي والاقتصادي والوظيفي للمجتمع ، وذلك
باستثمار تلك الطاقات البشرية المعطلة بما يحقق لها إتاحة الفرص والظروف
المعيشية المتساوية مع بقية أفراد المجتمع والمشاركة في عملية التنمية وهن
قوة إنتاجية هائلة إذا تم لها التخطيط العلمي والعملي الذي يتمشى وقدراتهن
المتبقية يدلا من أن يكن كماً وعبئاً على المجتمع.
الحقيقة
إننا كمعاقين لسنا بأبطال ولسنا بحاجة للشفقة إننا كغيرنا والفرق إن بعضنا
يستعمل كرسي متحرك والآخر عكازين واستعمال المجتمع الإعاقة كتعبير عن رفض
دخول المرأة المعاق إلى مجال العمل باعتبارها مريضة يعتبر هذا تمييز عنصري
صارخ ضدها في المجتمع.
لأنه من
المفترض أن تزال كافة الحواجز والقوانين التي تمنع دمج المرأة المعاقة في
العمل و أولها نظرة المجتمع إليها على أنها عديمة الفائدة وضعف الوعي العام
بالدور الهام لها وإتاحة الفرص المتكافئة في تحمل مسئولياتها في مختلف
المجالات التي تتلاءم مع قدراتها المتبقية أسوة بزميلاتها من السويات .
كما
يجب أن يكون لها الحق في تكافؤ الفرص وهذا لا يعني معاملة الجميع معاملة
واحدة لأن المساواة بين النساء السويات والنساء المعاقات لن تكون واحدة
وهذا أمر مفروغ منه فاختلاف القدرات هو الذي يحكم هنا ولكن جمعيهن يتفقن في
التطلعات المستقبلية في أنهن يتمنين أن يكن عناصر ذات فعالية كبرى .
كما
أن النساء المعاقات يختلفن في نوعية الإعاقة ودرجتها وهذا له دور كبير في
تحديهن للإعاقة من ناحية ومن ناحية أخرى المطالبة بحقهن بفرص العمل التي
تتناسب مع قدراتهن المتبقية وبتدريبهن على المهارات المتنوعة التي تنفعهم
في الحياة العملية بما يتناسب مع التطورات التكنولوجية.
ولهذا
يجب إعادة النظر في التخصصات الحالية في برامج التأهيل لتكون مرنة تتيح
للمرأة المعاقة بعد التخرج فرصة عمل في أكثر من حرفة في مجال تخصصها
والعناية بوضع مخطط شامل للتدريب بدلاً من حصرها في المهن التقليدية.
وحتى
تستطيع اقتحام عدة ميادين إنتاجية وخدمية وتساهم في البناء الاجتماعي
والاقتصادي بصورة ملموسة فينبغي تدعيمها وتعزيزها باستثمار طاقتها بكيفية
مثلى تجعلها تلعب الدور المناط بها حاضراً ومستقبلاً ومساعدتها على مواجهة
العقبات والتغلب على التحديات التي قد تحول دون مسيرتها الإنمائية. لأن
حقوقها مازالت تشوبها القصور الذي يحول دون إعطائها المكانة اللائقة
بطاقتها وقدراتها من جهة وبحجمها الرقمي في الهرم السكاني من جهة أخرى.
لذا
فأني اقترح جملة من المعطيات التي أتمنى ان تجد صدى واسعاً وان تضع حلولاً
جذرية وأولها إنشاء هيئة متخصصة تعنى بشؤون المرأة المعاقة يتم من خلالها
دراسة سوق العمل الخاص بها ورسم السياسة المثلى لرفع نسبة تشغيلهن .
وكذلك
إنشاء مراكز فرعية بمراكز التأهيل لإعادة تدريب الخريجات منهن تدريباً
فنياً سريعاً يتيح التحويل من حرفة إلى أخرى في مجال التخصص تمشياً مع
الاتجاهات المختلفة للمجتمع وتشغيل من تم تأهيلهن وذلك إما بإلحاقهن
بالأعمال المناسبة لقدراتهن ويتطلب ذلك زيادة نسبة العمالة الإلزامية لمن
يحملن شهادات التأهيل او التوسع في مشروعات الأسر المنتجة. ثم يتم وضع خطة
طويلة الأجل تستهدف تشغيل جميع النساء المعاقات في أعمال تتفق مع خطة
التنمية واحتياجات المجتمع.
فلا
يكفي أن تتقاضى المرأة المعاقة معاشاً أو مكافأة أو إعفاءً جزئياً لكن
لتحقيق إنسانيتها وشعورها بوجودها حقاً في المجتمع يجب أن تتاح لها فرصة
للعمل والإنتاج وهي مفقودة تقريباً على الرغم من نص التشريعات الإنسان


مع تحيات هاني خليفة خبير في التربية الخاصة