الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الخميس، 30 أغسطس 2012

صرخة هاني خليفة ......عزيزتي الأم .. استعدي .. طفلك في مرحلة المراهقة

المراهقة من الناحية البيولوجية هي تلك المرحلة التي تبدأ من بداية البلوغ ( أي بداية النضج الجنسي ) حتى اكتمال نمو العظام وتقع هذه المرحلة عادة ما بين الثانية عشرة والثامنة عشرة، وإن كانت هناك فروق فردية كبيرة من هذه الناحية. وكان من المعتقد حتى وقت قريب أن مرحلة المراهقة هي بطبيعتها مرحلة " زوابع وعواصف نفسية " أو بمعنى آخر، فإن الاعتقاد الذي كان يسود في ذلك الوقت هو أن الضغوط والاضطرابات النفسية التي نلاحظها على المراهق إنما هي نتيجة طبيعية لما يمر به من تحولات بيولوجية .
على أنه يوجد من الآراء والملاحظات ما يعارض هذه الفكرة بشكل واضح حتى لقد أصبح الرأي السائد الآن هو أن مشكلات المراهقة ـ إن وجدت ـ فإنها تكون في الواقع راجعة إلى الظروف الثقافية الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد وليس إلى مجرد تطوره البيولوجي فيمكننا أن نلاحظ جميعا على سبيل المثال أن الصورة التي توجد للمراهق في الجهات الحضرية من بلادنا قد لا يكون لها وجود بالمرة أو على أقل قد لا توجد بنفس الدرجة من الحدة، في بعض الجهات الأخرى كالمناطق الريفية أو البدوية أو المناطق البعيدة عن الحضر بشكل عام حيث يدخل المراهق في زمرة الكبار في وقت مبكر، فتوكل إليه المسئوليات ويسمح له بالزواج وما إلى ذلك بمجرد أن يشتد عوده .
وقد قامت دراسات وأبحاث عديدة لتؤيد مثل هذه الملاحظات العرضية .

وخلاصة هذه الأبحاث هي:

  1. أن فترة المراهقة ليست بالضرورة فترة زوابع وعواصف نفسية .
  2. أن ما يعتري المراهق من تغير في النواحي النفسية ليس نتيجة لازمة للتغيرات البيولوجية التي يتعرض لها، وإنما هو نتيجة للتفاعل بين هذه المتغيرات من ناحية وبين المتغيرات الثقافية التي يعيش فيها المراهق من ناحية أخرى .
ذلك أن مرحلة المراهقة تعتبر مرحلة انتقالية من طفل يعتمد كل الاعتماد على الآخرين ( الكبار ) إلى راشد مستقل مكتف بذاته . ولا شك أن ذلك الانتقال يتطلب تحقيق توافق من جديد تفرضه ضرورات التمييز بين سلوك الطفل وسلوك الراشد في مجتمع ما . ولما كانت الفترة التي يتم فيها هذا الانتقال قد تطول أو تقصر تبعا للثقافة التي تسود ذلك المجتمع لذلك فبالرغم من أن جميع الأطفال، أينما كانوا يمرون بنفس التحولات البيولوجية في مرحلة المراهقة إلا أن التغيرات النفسية والاجتماعية التي تصاحب هذا التحول ليست نمطية بل إن ظهورها بشكل أو بآخر إنما يرتبط أساسا بالثقافة التي يعيش فيها الطفل .
وقد وجد أنه في بعض الثقافات حيث تقام الطقوس والمناسبات التي ينتقل الطفل بعدها من الطفولة إلى الرشد مباشرة، لا تمثل المراهقة سوى مرحلة نمو سيكلوجي قصيرة نسبيا إذ تلقي على المراهق عندئذ المسئوليات والواجبات التي يقوم بها باعتبار أنه قد أصبح الآن في عداد الكبار والراشدين .
أما في مجتمعاتنا الحديثة المعقدة فيحتاج الإعداد لمرحلة الرشد إلى وقت أطول من ذلك بكثير فقد تطول فترة التعليم مثلا إلى سن الخامسة والعشرين أو ما بعدها وهذا معناه أن يبقى الفرد معتمدا على الكبير في المجتمع الصناعي التكنولوجي الحديث فترة طويلة حتى يستكمل الإعداد اللازم للقيام بدور الراشد فما الذي يحدث في هذه الفترة ؟. 
مع تحيات / صرخة هاني خليفة خبير في الطفل
60735474

صرخة هاني خليفة ..تنشئة الطفل / الطلاق وأمن الطفل

خبير في التربية الخاصة / هاني خليفة 60735474
أصبح من الواضح لك الآن أن الأطفال يدركون وينزعجون للمشاكل التي قد تنشأ بين والديهم . ومن الأفضل أن يناقش الآباء مشكلاتهم بعيدا عن الأطفال – وإذا كان من الضروري أن يثق الطفل في كلا والديه حتى يشب واثقا من نفسه، لذا فإن من الحكمة ألا يحاول أي من الوالدين أن يلقي اللوم على الآخر . ويستطيع كل من الأب والأم، بدلا من ذلك أن يشرح مشاجرته إذا علم بها الطفل دون إلقاء اللوم على الطرف الآخر فيقول مثلا " إننا نختلف على كل صغيرة وكبيرة " أو " إننا نختلف على طريقة إنفاق النقود " ولكن إذا كان كل منا يختلف أحيانا مع الآخر فليس معنى ذلك أنه لا يحبه وليس معنا ذلك أيضا أننا لا نحبكم " .
أما كلمة " طلاق " فلا يصح بالمرة أن يسمعها الطفل أثناء فترات الغضب والمشاحنات، إن الأسرة بالنسبة للأطفال تمثل العالم كله، ولذا فإن مجرد طرح فكرة هدم هذه الأسرة يبدو للأطفال كأنه نهاية العالم بأسره . وفي حالة التأكد من الأقدام على الطلاق فعلا يجب شرح معنى هذا للأطفال بعناية ودقة شديدة، مثلا " الأطفال سوف يعيشون معظم الوقت مع أمهم بينما يكون الأب قريبا منهم أو بعيدا عنهم " أو إن الأطفال سوف يعيشون مع الأب تبعا لجدول معين وهكذا .. " .
وأثناء شرح الطلاق للأطفال يجب إعطاؤهم حرية توجيه أي أسئلة تجول بخاطرهم في هذا الشأن . قد توضح الأسئلة شعورهم بالذنب . وأنهم السبب وراء هذا الطلاق، أو قد يشعرون أنهم سوف يفقدون الأب والأم معا، وهنا يجب توضيح هذه المفاهيم الخاطئة لدى الأطفال بكل ما يطمئنهم ويحقق لهم الشعور بالأمن . وكلما كانت التوضيحات هادئة وصريحة وحقيقية، كان ذلك أدعى إلى تحقيق الأمن للطفل .
أما أن يجر الطلاق على الأطفال مساوئ الدنيا جميعا من شد وجذب وعناد ومحاكم وغير ذلك، فإن أبلغ الكلمات، لا تستطيع أن تصف ما يعانيه الطفل عندئذ من تعاسة بل من كراهية للدنيا بأكملها .

صرخة هاني خليفة...كيف تساعدين طفلك على التعامل مع الآخرين

مع تحيات / هاني خليفة خبير في التربية الخاصة HANY_MOZE@YAHOO.COM
0096560735474
60735474
لا تتوقعي أن يقوم الأطفال بالترحيب بطفلك أول مرة ، وإذا ما لاحظت وجود أي مشكلات أو صعوبات فحاولي أن تقفي على السبب أو التصرف الذي قام به طفلك مما دعا إلى وجود هذه المشكلات والى عدم تقبل الأطفال له قومي بتعليمه كيفية التعامل مع الأطفال الآخرين وسوف يتعلم الطفل كيف يتصرف تماما كما يتعلم آداب المائدة والكلمات الجديدة .

وإليك بعض النصائح في هذا الاتجاه

  • علمي طفلك المبدأ القائل : عامل الآخرين بما تحب أن يعاملوك به ، فمن المهم أن توضحي لطفلك في كل موقف أن المحافظة على مشاعر الآخرين هي بنفس الأهمية التي يحافظ بها على مشاعره فإذا قام بتفجير بالونة طفل آخر مثلا فأوضحي له أن كل طفل يحب أن يحتفظ ببالونته سليمة ... وهكذا .
  • لا تتوقعي من الأطفال في هذه السن أن يلعبوا دون ملاحظة أو مراقبة ، ذلك أن الانضباط الاجتماعي لديهم ليس موجودا بالدرجة الكافية ومسئوليتك هنا هيا أن تحافظي على سلامة جميع الأطفال ولكن لا تجلسي كرجل الشرطة بل حاولي أن تشغلي نفسك باي نشاط أثناء ملاحظتك لهم .
  • إذا ما سارت الأمور بين الأطفال في الاتجاه الخطأ ركزي على أن تعيدي كل شيء في نصابه الصحيح مرة أخرى بدلا من محاولة البحث عن الخطأ والصواب ففي مثل هذه المواقف من الذي بدأ المشاجرة مثلا ولكن الأهم هو أن هذه المشاجرة قد أفسدت جو اللعب والمرح بالنسبة لجميع الأطفال الموجودين .
  • أن وجود علاقة بين طفلك وأطفال الجيران يعد شيئا مهما ، ولهذا يجب أن تفكري جيدا قبل أن تصدري حكمك بان أطفال الجيران ليسوا مناسبين لصداقة طفلك حتى لا تحكمي على طفلك بالوحدة .
  • حاولي أن يكون لطفلك أصدقاء من نفس السن ، حيث أن الأطفال الأكبر عمرا لن يتقبلوه طوال الوقت بل وقد يستغلونه في أداء بعض متطلباتهم .
  • الصداقات وضحي له أنك ترحبين بزيارتهم له في المنزل واستقبليهم معه .
  • ولو بدأ أن طفلك يفضل زيارة أصدقائه عن دعوتهم إلى منزله فاسألي نفسك عن السبب فربما شعر طفلك بأنك لا تحبين بالفعل وجود أطفال كثيرين بالمنزل وانك لا تحبين الضوضاء ... أو قد يكون خائفا من أنك قد تحرجينه امام اصدقائه أو أن أوامرك له قد تبدو قاسية إلى حد ما بالنسبة لأصدقائه

التدليل

  • قد يقسو بعض الآباء على أطفالهم اعتقادا منهم أن في ذلك وقاية لهم من أن يصبحوا مدللين، فنجد هؤلاء الآباء لذلك يمنعون عن أطفالهم الهدايا أو المال أو الاهتمام .
  • وهذا خطأ كبير إذ أن التدليل لا علاقة له بما يملكه الطفل أو بمدى الاهتمام الذي يحظى به من والديه، ولكن المهم هو كيف ولماذا يحظى الطفل بهذه الأشياء .
  • إن التدليل مرجعه إلى ميزان القوى في الأسرة . فطفل ما قبل المدرسة يرى نفسه، فردا ضمن مجموعة من الأفراد، وهو في هذه السن يكون شديد الاهتمام بمعرفة مدى تأثيره عليهم . ومن هنا يبدأ الطفل في اختبار حدود هذا التأثير .
  • وكل طفل بل كل إنسان لا بد أن يكون لديه شعور بأنه مؤثر فيمن حوله بدرجة ما، ولن يكون نمو الطفل سليما إذا كان واقعا تحت تأثيرك تماما .
  • ولكن في نفس الوقت من الخطأ أن نعطي الطفل الفرصة ليتغلب على قوتنا بالعناد ويصبح له هو كل التأثير .
  • إن حل القضية كلها يكمن في قرارك أنت عما تعتبرينه معقولا بالنسبة لما يمكن لطفلك أن يقوم به أو يحصل عليه، وعن مدى صراحتك معه في هذا الشأن .

وإليك بعض القواعد التي تساعدك على اتخاذ هذا القرار :

  • إذا استطاع طفلك أن يقنعك بتغيير رأيك عن طريق مناقشة معقولة أو عن طريق لإقناع لطيف فلا بأس في هذا ذلك أنه هنا يستخدم تأثيره من أجل الوصول إلى نتيجة طيبة، ولكن إذا استخدم الدموع ونوبات الغضب واستجبت له فهذا هو التدليل.
  • اعتبري نفسك قاضيا عليك أن تستمعي دائما وبصبر لكل ما يقوله طفلك، ولكن مع الإصرار دائما على ضرورة التصرف المعقول من جانبه .
  • فكري قليلا قبل أن تردي على طفلك بالرفض إزاء طلب معين، فإذا طلب منك طفلك أن تلعبي معه وأنت مشغولة عنه، فربما يكون ذلك لشعوره بالملل، عندئذ يمكنك أن تردي عليه كالآتي " أنا لا أستطيع أن ألعب معك الآن لأن لدي بعض الملابس التي أقوم بغسلها، ولكن إذا كنت تشعر بالوحدة فلماذا لا تأتي بدميتك وتقوم أنت أيضا بغسل ملابسها " .
  • حاولي أن توازني بين حقوق الطفل وحقوقك بنفس الطريقة التي توازنين بها بين حقوق طفلين .
  • فإذا كنت تريدين أن تمضي فترة الظهيرة في العناية بالمنزل بينما يريد طفلك أن يخرج للنزهة هنا تنشأ مشكلة . ناقشي المشكلة مع طفلك، فإذا كنت لا تستطيعين الخروج للنزهة فقولي له ذلك بصراحة و بحزم ، ولا تجعليه يشعر أنك مترددة بحيث يشعر بأن قليلا من الضغط سوف يجعلك تلبين رغبته وإذا شعرت أن طلب طفلك معقول فحاولي أن تجدي حلا وسطا في رغبتك ورغبة طفلك، فيمكنك مثلا أن تقترحي أن تخرجي معه، لنزهة قصيرة مثلا نصف ساعة ثم تعودي بعد ذلك للقيام بأعمال المنزل .
  • وإذا وضعت خطة كهذه فعليك أن تراعي أن تتناسب معك، فمثلا لا تشعري طفلك بأن كل خطوة في النزهة تشكل ضغطا عليك فإن ذلك سوف يشعره بأنه أجبرك على الخروج معه، وسوف يفقد الشعور بالمتعة من النزهة .
  • ساعدي طفلك على فهم مشاعر الآخرين، فإن فهم مشاعر الآخرين هو أساس العطاء والبعد عن الأنانية، والبعد عن التدليل .
  • انتهزي إذن جميع الفرص لتؤكدي لدى طفلك هذه المشاعر .
  • قصي عليه كيف سرقت دراجة الطفلة الصغير ابنة الجيران، وكيف شعرت بالحزن، وإذا ما عقب طفلك على ذلك بأن الطفلة يمكنها شراء دراجة أخرى، اشرحي له أن الآباء غالبا ما يريدون شراء أشياء كثيرة لأطفالهم، ولكن ليس بإمكانهم دائما أن يشتروا كل ما يطلبونه .
  • اشركي أطفالك معك عندما تضعين أي خطة خاصة بالأسرة، رحلة أو حفلة أو ما إلى ذلك، ودعي طفلك يتعرف على المشكلات التي قد تنشأ عند ذلك، وكيف يمكن التغلب عليها بحيث يكون جميع الأفراد المشتركين في هذه المناسبات مسرورين ومستمتعين .
  • ساعدي طفلك على أن يرى أنه ليس من العدل أن تقومي بطهو الأطعمة التي يحبها فقط، فقد لا يحبها أفراد آخرون في الأسرة .
  • من كل هذه المواقف نحن نرمي إلى أن يشعر الطفل بأنه ليس وحده مركز اهتمامك طول الوقت، وأن يعلم يقتنع تدريجيا بأن العالم لا يدور حوله هو فقط، أي أنه ليس مركز هذا العالم

الطفل الانطوائي

  • إذا كان طفلك خجولا ومنطويا فلا تقلقي أو تعتقدي أنه غير طبيعي أو أن هذا هو طبعه فالطفل لا يولد هكذا، وإنما يكتسب هذه الصفة من طريقة معاملتنا له .
  • ويحدث هذا لكثير من الأطفال عندما يبلغون العام الأول من عمرهم تقريبا، فإذا ما تعرض الطفل لموقف جديد بالنسبة له فإنه قد يصمت وينسحب، وفي هذه الحالة لا تحاولي أن تزيدي من قلقه بأن تصري على اشتراكه في الموقف، ولكن عليك أن تتركيه يجلس قليلا بهدوء على ركبتيك حتى يألف الموقف ويألف الأشخاص الموجودين . وبعد مضي حوالي نصف ساعة، يمكنك أن تشجعيه تدريجيا على الاشتراك في الحديث . سوف تجدين بعد مضي حوالي ساعة تقريبا من تشجيعك الرقيق لطفلك أنه قد عاد يندمج في الحديث وفي الألعاب مع الأطفال الآخرين .
  • تذكري دائما ضرورة تقديم طفلك للمواقف والأشخاص الجدد ببطء حتى يشعر الطفل بالاطمئنان والتعود على هؤلاء الأشخاص .
  • اتركي لطفلك الحرية والاستقلال في اختيار أصدقائه وطريقة كلامه وطريقة لبسه، حتى وإن لم تشعري بموافقتك على هذه الطريقة .
  • كوني لطيفة مع أصدقاء طفلك عندما يحضرهم معه إلى المنزل للعب .

صرخة هاني خليفة ...عزيزتي الأم .. احذري ظاهرة مص الأصابع

يرجع السبب وراء مص الأصابع إلى أن الطفل لم ينل من ثدي أمه أو من الزجاجة الامتصاص الكافي لسد حاجته .. وحاجة الطفل إلى الامتصاص حاجة طبيعية ولابد أن يشبعها تماما كما يشبع حاجته إلى الطعام فإذا لم تتح له الفرصة لذلك أثناء الرضاعة فقد يلجأ إلى مص أصبعه على سبيل التعويض .
في ضوء هذه الحقيقة نستطيع أن نفهم الأحوال المختلفة التي يمص فيها الطفل أصبعه على النحو التالي :
  • لا داعي للقلق إذا كان طفلك يمص أصبعه لمدة دقائق قليلة قبل موعد رضاعته ، فمن المحتمل أن يقوم بذلك لأنه جائع وتعوضه عملية المص عن الطعام مؤقتا .
  • معظم الأطفال يضعون أصابعهم في فمهم عندما يبدءون التسنين وهنا يجب الا نخلط بين هذه الحالة وبين عادة مص الأصابع .
  • أن مص الأصابع المنتظم لا يظهر عند الميلاد وإنما يظهر في العادة عندما يبلغ الطفل ستة أسابيع ويزداد عدد مراته كلما قل عدد مرات رضاعته وقد تصل الحالة ببعض الأطفال إلى أن يبدوا لأمهاتهم وكان أصابعهم لا تفارق فمهم .
فإذا لاحظت ذلك على طفلك فإن أحسن وسيلة لتوقيفه هي:
  • أن تمنحيه فرصة أكبر لمص الثدي أو الزجاجة
  • الا تؤخري الرضعة عن موعدها الطبيعي " وهو موعد طلبه لها "

مص الأصابع في حالة الرضاعة الطبيعية

إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية ولاحظت انه يمص أصابعه جربي أن تتركيه يرضع لمدة 30 – 40 دقيقة فإن الطفل يحصل على معظم اللبن من الثدي في الخمس أو الست دقائق الأولى اما باقي الوقت فإنه يشبع حاجته إلى المص.
واعلمي
  • أن الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية . إذا ما سمح له بالرضاعة كما يشاء فسوف تجدين أن مدة رضاعته تتفاوت من مرة إلى أخرى ففي مرة يكتفي بعشر دقائق ومرة اخرى قد يحتاج إلى حوالي 40 دقيقة ولذلك فقد تخطئ إذا نحن حاولنا أن نحدد له مدة رضاعته قياسا على تقديرنا وعليه فقد يبدأ فعلا في مص أصابعه تعويضا لما فاته بناء على تقديرنا الخاطئ .
ولعلاج ذلك
  • حاولي أن ترضعيه من احد الثديين في كل مرة واتركيه يرضع كيفما يشاء .
  • أو اتركيه يرضع احد الثديين لأطول مدة ممكنة " 20 دقيقة مثلا " ثم ضعيه على ثديك الآخر إلى أن يشبع حاجته من المص .

مص الأصابع في حالة الرضاعة الصناعية " الزجاجة "

عادة ما تبدأ ممارسة مص الأصابع عند الطفل الذي يرضع بالزجاجة في الوقت الذي يستطيع فيه أن يفرغ الزجاجة في عشر دقائق بدلا من عشرين دقيقة – ويرجع ذلك إلى أن الطفل كلما كبر أصبح أقوى من ذي قبل وتصير عملية الامتصاص لديه أقوى مما كانت تأكدي من جعل فتحة الزجاجة عندئذ ضيقة بحيث يستغرق في الرضاعة حوالي 20 دقيقة على الأقل أثناء الستة أشهر الأولى من عمره .

تأثير مص الأصابع على الأسنان

قد تشعرين بالقلق من تأثير مص الأصابع على الأسنان والفك وبالفعل فإن مص الأصابع عادة ما يدفع بأسنان الطفل الأمامية العليا إلى الخارج " الأمام " ويدفع بالأسنان السفلى إلى الداخل ويتوقف شكل الأسنان على كمية مص الطفل بأصابعه بل وكذلك الوضع الذي يمسك به الطفل أصبعه عند المص .
أن أطباء الأسنان يشيرون بأن عملية مص الأصابع لا تؤثر على شكل الأسنان الدائمة والتي تبدأ في الظهور عند بلوغ الطفل العام السادس من عمره تقريبا وهذا يعني أن الطفل إذا ترك عادة مص الأصابع عند اقترابه من العام السادس من عمره – كما هو الحال غالبا – فهناك فرصة ضعيفة لإصابة الأسنان الدائمة بأي تشوه ومع ذلك فإذا كانت هناك أي فرصة لتقويم الأسنان فإن ذلك لا يبدأ قبل اكتمال الأسنان الدائمة .

متى تعتبرين مص طفلك لاصبعه مشكلة

  • إذا كان طفلك سعيدا ومنطلقا ويقوم بالأنشطة المختلفة ولا يمص اصبعه الا عند اقتراب وقت النوم فلا داعي للقلق أن معظم الأطفال يتركون عادة مص الأصابع عندما يبلغون من العمر 18 إلى 24 شهرا إلا في الأوقات التي يشعرون فيها بالقلق أو قرب النوم ويعتبر هذا الأمر عاديا ويمكن الاستغناء عنه بسهولة من قبل الطفل عندما يكبر .
  • إذا بلغ طفلك الثالثة أو الرابعة ولاحظت انه يمضي وقتا طويلا في مص اصابعه أو انه يضغط بشدة على فكيه . فعندئذ لا بد أن ينال ذلك اهتمامك ونقول اهتمامك وليس همك والعلاج لابد أن يكون عن طريق معرفة السبب ومحاولة إزالته دون قلق أو إضطراب .

ماذا تفعلين في هذه الحالة

أولا :
يجب أن تعلمي أن مص الأصابع في هذه الحالة يعتبر وسيلة يجد فيها الطفل خلاصا أو على الأقل تخفيفا من حالة توتر يعيشها بشكل مؤقت أو بشكل دائم تماما كما يفعل الكبير عندما يلجأ إلى تدخين سيجارة أو اللجوء إلى أي وسيلة أخرى يخفف بها عن ثورته .

فعندما يشعر الطفل بانه لا يستطيع أن يحقق ما يريد – وهو ما تسميه الشعور بالإحباط – فإنه يعود مرة أخرى إلى مرحلة سابقة حيث كان المص هو أكبر مصدر للمتعة والشعور بالراحة بالنسبة له وكأن لسان حاله يقول " ليتني أعود رضيعا مرة أخرى حتى أستمتع بما أفتقده الآن من عطف وحنان " .
ولذلك ترين أن طفلك قد يلجأ إلى مص أصابعه إذا شعر بالقلق أو بالتعب أو الملل أو الوحدة أو الغيرة أو ما إلى ذلك مما يسبب له التوتر .
لاحظيه مثلا عندما يتحول انتباهك عنه إلى المولود الجديد أو عند دخول ضيف أو عند الذهاب إلى مكان جديد أو عندما يترك وحيدا لمدة طويلة في فراشه أو عربته أو عندما يفتقد وجود أطفال آخرين .
إذا كان طفلك لم يستطع لسبب أو لآخر أن يترك عادة مص الأصابع في السن المناسبة فسوف تجدين انه يلجأ إلى هذه العادة بشكل واضح في مثل هذه المواقف التي تعتبر مؤشرا هاما بالنسبة لما يعانيه .
ثانيا :
مهما كان السبب وراء مص الأصابع فعليك محاولة التعرف عليه وعلاجه أي إزالته وتوفير حياة أكثر سعادة وراحة لطفلك .

ثالثا :
لا تلجئي إطلاقا إلى الوسائل التي تمنع طفلك من مص أصابعه مثل توبيخه أو أبعاد أصبعه عن فمه أو إلباسه قفازا لمنع وصول أصبعه إلى فمه أو ربط يده أو وضع مادة مرة مقززة على أصبعه ... إن أيا من هذه الوسائل أو مثيلاتها لن تثني طفلك عن عادة مص اصابعه بل قد تدفعه إلى الاستمرار في ممارسة هذه العادة بصورة اشد وأقوى ذلك أنها سوف تزيد من شعوره بالبؤس والإحباط .

رابعا :
إذا استمر طفلك في مص أصابعه حاولي أن تجعلي حياته سعيدة وسهلة : وفري له من الظروف ما يساعده على القيام بنشاط حر تلقائي محبب إلى نفسه.

خامسا :
لا تظهري أي علامة من علامات القلق بالنسبة لهذا الموضوع امام طفلك- ولقد رأيت انه لا داعي للقلق على أي حال – لأنك إذا استمريت في القلق فإن الطفل سوف يشعر بقلقك ويستمر في ممارسة مص أصابعه .

سادسا :
كلما زادت ثقة الطفل بنفسه ضعفت لديه عادة مص الأصابع فاعملي على زيادة ثقة طفلك بنفسه .

سابعا :
الى جانب هذه الطرق غير المباشرة لعلاج المشكلة هناك أيضا ما يمكنك أن تقومي به بشكل مباشر لكي تحولي انتباه طفلك عن مص الأصابع .

  • حاولي أن تطلبي منه القيام بمساعدتك في عمل شيء يمكن أن يستخدم فيه يديه واتركيه يتم هذا العمل بنفسه واشغليه بأي نشاط محبب له كلعبه أو غيرها مما تستخدم فيها اليدان .
ذكريه بلطف ورقة بأنه سوف يكبر يوما ما ويقلع عن هذه العادة فإن مثل هذا الأسلوب سوف يشجعه على محاولة الكف والإقلاع عن هذه العادة


مخاوف الأطفال وأحلامهم المزعجة .. صرخة هاني خليفة

نحن جميعا نخاف . وهناك من الخوف ما هو مفيد . بل إن من الخوف ما هو قاتل .
فأنت مثلا تعلمين أطفالك كيف يحمون أنفسهم بالخوف من الأخطار، كالخوف من السيارات المسرعة ومن النار ومن الزجاجات التي بها سوائل غير معروفة ومن المرض، والعدوى، ومن الرجال الغرباء الذين يقدمون للأطفال الحلوى أو النقود . كل هذه دروس في الاحتراس المعقول التي نعلمها لأطفالنا .
ولكننا من ناحية أخرى قد ننقل إلى أطفالنا مخاوف غير معقولة كالخوف من الحيوانات الأليفة أو من بعض الحشرات، أو الخوف من الظلام، أو من الأماكن الجديدة، أو الخوف من الموت، أو من المعوقين، أو الخوف من الأماكن المغلقة أو الأماكن العالية، أو الخوف من الانفراد وأنواع أخرى لا حصر لها من أمثال هذه المخاوف .
ونحن ننقل هذه المخاوف إلى أطفالنا بالعدوى أحيانا . وننقلها إليهم قاصدين أحيانا أخرى وننقلها إليهم غير قاصدين من ناحية ثالثة .
ولا غرابة إذا قلنا أن لدى الطفل استعدادا قويا لالتقاط مخاوف آبائهم فإذا كانت الأم تخاف من الصراصير أو من الظلام مثلا فإنه سيكون من الصعب عليها أن تنصح ابنها ( أو ابنتها ) أنه لا يوجد هناك ما يوجب الخوف من هذه الأشياء .
كما أننا لا نستطيع أن نتصور أما تقفز من مكانها مرتعده عند سماع الرعد مثلا ثم لا ننقل مثل هذه الخوف إلى الابن ( أو الابنة ) الذي يكون جالسا بجانبها، بل وربما أمسكت به هو طالبة الحماية ؟ ! ويصرف النظر عن مصدر تعلم الخوف فإن أطفال هذه المرحلة تنمو قدرتهم على التخيل إلى درجة تساعدهم على خلق مخاوف بأنفسهم . فيتصورون أشياء لا وجود لها كالعفاريت أو توقع حدوث الحوادث أو ما إلى ذلك كذلك يساعد خيال الطفل في هذه المرحلة على أن يضع نفسه مكان الآخرين ويتصور أن الخطر الذي أصابهم قد أصابه أو يمكن أن يصيبه هو نفسه .
إن خيال الطفل يمكن أن يصور له أي شيء في هذه المرحلة . ولكنه لا ينسج مخاوفا من فراغ، فكل ما يدور حول الطفل من أحداث مثيرة أو مؤلمه، سواء منها ما هو مرئي أو ما هو مسموع أو ما هو مشاهد، هو المادة الأولية التي ينسج خيال الطفل مخاوفة منها . وأهم ما في هذه المادة ما يتعلق بالجو العائلي العام .
فالجو العائلي العام المشحون بالمشاجرات والتهديدات بالطلاق والانفصال .. وأحيانا الاعتداء بالألفاظ أو بالأيدي أو بما هو أقسى ...
والإهانات المتكررة أمام الطفل بين الأب والأم .. ثم ترك الأم أو الأب للمنزل، كل هذا يمكن أن يزعزع أمن الطفل ويملأه بالمخاوف والقلق . على أن ذلك ربما كان يمثل حالة قصوى من الظروف التي تغذي خيال الطفل بالمخاوف . ولا شك أن هناك في معظم الحالات ظروفا أقل قسوة .
فاستماع طفلك لمناقشة عن الموت مثلا قد يجعله في الحال يوجه إليك سؤالا : هل سأموت أنا أيضا : وهو بذلك يعكس خوفه من الموت بناء على ما سمعه . وسنوضح لك فيما بعد كيف نجيب الطفل على هذا السؤال بما يزيل مخاوفه .
والاستماع إلى قصص مخيفة أو مشاهدة المناظرة العنيفة سواء على الطبيعة أو عن طريق وسائل الاعلام، يعتبر أيضا من العوامل التي تغذي خيال الطفل بالمخاوف غير الواقعية .
والصعوبات التي يكون الطفل قد تعرض لها أثناء المراحل السابقة في بعض النواحي كالرضاعة والفطام والتدريب على التحكم في الإخراج يمكن أن يجعل الطفل أكثر قابلية للخوف من غيره من الأطفال .
وعدم وجود فرصة للشعور بالاستقلالية والكفاءة في خبرات الأطفال السابقة يجعلهم أكثر تعرضا للمخاوف من غير غيرهم .
التهديد من جانب الوالدين والتخويف بشكل مباشر يعرض الطفل دون شك للكثير من المخاوف .

الخوف من الحيوانات

من الطبيعي أن يخاف الطفل من بعض الحيوانات في هذه الفترة من العمر، حتى الأطفال الذين لم يمروا بأي تجارب مؤلمة .
لا تحاولي جذب الطفل ناحية الكلب، مثلا، إذا كان يخافه، فإن ذلك سوف يزيد من مخاوفه ولن يساعده . ولكن اتركيه، وبمرور الأشهر سوف تلاحظين أن طفلك يحاول بنفسه الاقتراب من الكلب دون خوف، وخاصة إذا أخذت أنت الكلب بين يديك وأظهرت لطفلك أنه لا يضر، وتكرر منك ذلك عدة مرات مع اقتراب الطفل في كل مرة شيئا فشيئا .

الخوف من الماء

  • لا تحاولي اطلاقا جذب طفلك إلى البحر فإن ذلك يعطي نتيجة عكسية تماما في معظم الحالات وينتج عنه خوف الطفل من الماء .

الخوف من الإصابة

إن الخوف من إصابة أي جزء من الجسم بين العام الثاني والخامس من العمر للطفل يمكن التغلب عليه كالأتي .
ففي هذه السن يريد الطفل أن يعرف السبب وراء أي شيء، فإذا ما شاهد الطفل رجلا معوقا مثلا فإنه أولا يريد أن يعرف السبب وراء إصابته ثم يبدأ في التفكير إذا كان من الممكن إصابته نفسه بهذه الإصابة .
وقد يشاهد الطفل جسم أخته أثناء استحمامها، ويلاحظ الفارق بين جسمه وجسمها وقد يعتقد أن بها إصابة لاختلاف تكوينها عن تكوينه مما قد يصيبه بالخوف، فعليك أن توضحي له بطريقة سهلة أن هناك فرقا بين جسم الأخت وبين جسم طفلك لأنها بنت وهو ولد .
ويمكنك أن تخبريه أنه مثل والده وأن أخته مثلك . أما بخصوص العاهة فبإمكانك أن تقولي له ببساطة أنه أحيانا يتعرض الشخص للحوادث وأن الواحد منا إذا انتبه جيدا وكان حذرا فإن ذلك هو الطريق الوحيد للوقاية من الحوادث .

الأحلام المزعجة ( الكوابيس )

تعتبر الأحلام المزعجة طريقة أخرى من الطرق التي تعبر بها مخاوف الطفل عن نفسها أثناء النوم، إلى جانب تعبيرها عن نفسها أثناء اليقظة، ولذلك تكثر هذه الأحلام في حياة الطفل في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة أخرى، وتصل هذه الأحلام إلى ذروتها فيما بين الرابعة والسادسة، وإن كان بعض الأطفال يستمر بعد هذه السن في المعاناة من مثل هذه الأحلام بين حين وآخر .
وغالبا ما تأتي هذه الكوابيس على فترات، فنجد الطفل يعاني منها كل ليلة تقريبا لمدة أسابيع ثم لا يعاني من أي منها لمدة شهر كامل .
والكوابيس وإن كانت دليلا على الخوف والقلق إلا أنها تعتبر شيئا طبيعيا في هذه المرحلة، فكل طفل في هذه المرحلة لديه ما يقلقه، ولا بد أن يظهر خوفه من حين لآخر بهذه الصورة .
ولذلك فلا حاجة للوالدين إلى أن ينشغلا أكثر مما يجب بشأن هذه الأحلام، ولكن ليس معنى ذلك أن يتجاهلاها أو ينكراها على طفلهما، فالطفل في هذه المرحلة يكون في حاجة شديدة إلى المساعدة بتهدئته والوجود إلى جانبه.
إن من أهم ما يمكن عند التعامل مع الكوابيس هو أن تسرعي إلى طفلك بمجرد سماعك صرخته فإن صوتك وصورتك ولمساتك له سوف تعمل على تبديد الوحشة والوحدة التي تزيد من خوفه، كما تساعد على إعادة الطمأنينة والراحة له في الحال وللاحتياط الواجب أيضا أنك إذا ما اضطررت إلى الخروج وترك الطفل في هذه المرحلة مع أحد المعارف والأقارب أو مع مربية، فعليك أن تتأكدي أنك قد اخترت شخصا معروفا للطفل معرفة جيدة . وأن يكون في الوقت نفسه جديرا بثقتك بأنه سوف يهرع إلى طفلك بمجرد سماع أقل صوت يدل على خوفه .
والأهم من ذلك كله هو العمل على التعرف على مصدر تلك الأحلام إذا ما تكررت أو كانت عنيفة . ذلك أنها في هذه الحالة إنما تعكس وجود درجة من القلق أو الصراع الذي يعاني منه الطفل .
وغالبا ما ينم محتوى الحلم عن مفتاح لذلك الصراع أو القلق الذي يعانيه الطفل . وقد يعبر الحلم عن ذلك إما صراحة أو في شكل رمزي مقنع . فقد يؤرق الطفل ليلا القطة التي أخافته في أثناء النهار أو الحادث الذي حدث له كسقوطه من على الدرج أو غير ذلك من الأحداث أو الأشياء .
وقد يساعد على التعرف على مصدر القلق الذي تعبر عنه أحلام الطفل، أن نناقش معه في الصباح موضوع الحلم الذي أرقه ليلا، أو على الأقل أن نساعده على أن يرويه لنا حتى يخفف من حدة التوتر الذي قد يعانيه .
والطفل الذي يأنس إلى والديه ولا يجد لديهم إلا كل تقدير لمتاعبه وتفهم وتقبل لكل ما يشعر به، دون تهكم أو إنكار أو تقليل من شأن تلك المتاعب، سوف يكون أسلس قيادا في الحديث عن هذه المتاعب، بما في ذلك الأحلام المزعجة سوف يجد الآباء أن ابنهما لا يزال من السذاجة بحيث لا يستطيع أن يخفي دوافعه ويقنعها بالدرجة التي قد يقوم بها الكبير .

الأفكار المخيفة

ولا تحدث الكوابيس كأحلام أثناء النوم فقط بل أنها تحدث أيضا كأفكار أثناء النعاس أي في فترة قبل النوم مباشرة .
ولا يستطيع الطفل نفسه أن يجزم إذا كان نائما لحظتها أم مستيقظا ولكنه يبدأ في البكاء أو النداء ليخبرك بأنه لا يستطيع النوم .
ومما يساعد في هذه الحالة أحيانا سؤالك لطفلك عما يضايقه – فقد يستطيع أن يخبرك عن هذا الوحش الذي يريد أن يلتهمه . وإذا أنصت إليه فإنه يشعر بالراحة عندما يتكلم معك . عندئذ عليك أن تعيدي إليه الطمأنينة والشعور بالأمان بصورة بسيطة وقاطعة أيضا – فإذا كانت المشكلة هي " أن الحرامية سيدخلون المنزل .. فعليك أن تذكري طفلك بأنه ليس في إمكان أي شخص الدخول، ذلك لأن الأبواب جميعها مغلقة بأحكام، وكذلك فإن النوافذ كلها مرتفعة ولا يستطيع أحد ولو استعان بسلم أن يصل إليها .
إن مثل هذه الأفكار تختلف عن الكوابيس، فهي تنبثق مباشرة نتيجة القصص التي يسمعها الطفل أو يشاهدها على الشاشة الصغيرة . وكما لو كان عقله يسرد عليه القصة مرة أخرى عندما يبدأ في الاسترخاء ويقترب من النوم . إن تخيله القوى يبدأ عندئذ في العمل، فعليك ألا تحكي للطفل سوى القصص اللطيفة قبل ذهابه إلى الفراش، وذلك حتى يذهب إلى النوم ولديه أفكار مبهجة .
من الأسباب التي قد تنشأ عنها هذه الأفكار أيضا أن تصل إلى أسماع الطفل بعض أحداث الحياة المؤلمة، أو حتى نصف محادثة عبر المسرة أثناء محادثتك مع إحدى الصديقات عن عملية جراحية مثلا – أو قد يصل إلى سماعة مشاجرة أو يسمع صوت أم تبكي .. كل هذه الحالات تسبب القلق وخاصة عندما يذهب للنوم .
مرة أخرى نكرر أن في استطاعتك مساعدة لطفلك بالحديث معه والشرح .. ولكن إياك والكذب .
فإذا تطرق إلى سمع طفلك مشاجرة، فمن الأفضل كثيرا أن تعترفي بوقوعها وأن تقصى على طفلك جزءا مناسبا من سبب حدوثها .
إن طفلك سوف يتقبل لمشاجرات وخاصة إذا ما ذكرته بأنه هو أيضا يتشاجر مع أصدقائه الذين يحبهم، وكذلك مع أخوته وان المشاجرة لا تعني عدم الحب – كما أن الكبار أيضا يمكنهم البكاء مثل الصغار .


سلوكيات الطفل وعملية التأديب ... صرخة هاني خليفة

ا
  1. ان أهم ما يشغل الآباء والأمهات في هذه المرحلة هو السؤال
" كيف يمكننا أن نعلم أطفالنا التصرفات السليمة والسلوك اللائق الذي يساعدهم على تقبل المجتمع لهم ؟ "
فللمجتمع توقعات معينة بالنسبة لتصرفات أفراده وتعد مرحلة ما قبل المدرسة هي المرحلة المثالية لتدريب الطفل على التصرف بناء على هذه التوقعات ولحسن الحظ فإن الأطفال في هذه السن .
يميلون بشدة إلى التقليد :
ويرغبون بكل إصرار على القيام بجميع الأعمال الروتينية التي يقوم بها الكبار .

يحبون أن يتعلموا لأنه يريدون أن يعرفوا ما يحيط بهم من أسرار الكون .
يقلقهم احتمال فقدان العطف والحب الذي يتمتعون به مع والديهم :
ولذلك فهم يحافظون على مستوى السلوك الذي يتوقعون انه يبقى على حب أبويهم لهم ويتوقف ذلك بالطبع على ما إذا كان هناك شعور من ناحية الطفل بوجود هذا الحب أصلا ....!

وبناء على وجود هذه الخصائص عند طفل هذه المرحلة سوف يصبح من السهل جدا أن نصل إلى المستويات المطلوبة إذا اتبعت في معاملته الأساليب التالية :

اتبعي مع طفلك بشكل عملي مبدأ " أحب لأخيك ما تحب لنفسك " فطفلك لن يعطيك من الأدب والتعاون والاعتبار أكثر مما تعطينه إياه

ولنفرض انه طلب منك أن تعاونيه في حل اللغز أو بناء المكعبات مثلا ولم تستجيبي له بل صرخت في وجهه ... هل تتوقعين منه أن يساعدك في تحضير المائدة .... كذلك فإنه لن يسامحك لن يسامحك سريعا إذا ما جذبت شعره أثناء تمشيطه.

تأكدي من أن تكافئي طفلك على التصرفات السليمة

بدلا من أن تكافئيه على التصرفات السيئة . وقد يبدو لك هذا شيئا واضحا ولكنه في الحقيقة غير ذلك .
مثال ذلك
إذا اصطحبت طفلك معك أثناء التسوق وبدأ في البكاء طالبا بعض الحلوى فربما تستجيبين له حتى يكف عن البكاء وتنعمي أنت بالسلام ولكن إذا اصطحبته معك أثناء التسوق ولم يبك طالبا أي شيء فهل تشترين له بعض الحلوى ؟ إنك عادة لا تفعلين هل رأيت إذن أنك أحيانا تكافئين السلوك الخاطئ دون الصحيح ؟

كوني إيجابية

فإن الأطفال الصغار يفضلون التوجيهات الإيجابية لما يجب أن يقوموا به في حين انه لا يستجيبون للتوجيهات السلبية التي تتضمن مجرد النهي عن الأشياء التي لا يصح أن يقوموا بها .
مثلا
إذا قلت لطفلك" لا تترك لعبك هكذا " فإن الطفل في مثل هذه الحالة قد لا يفهم ما الذي عليه أن يفعله وسوف يجعله هذا الموقف الغامض يحجم عن عمل أي شيء اما إذا قلت له " اجمع لعبك وضعها مرة أخرى في السلة المخصصة لها " فقد تنقل له هذه العبارة شيئا إيجابيا يمكن أن يقوم بتنفيذه .

كوني واضحة

فقد تكون إرشاداتك إيجابية ولكنها قد تفشل لأنها غير واضحة مثال ذلك " كن مؤدبا ودعك من هذه التصرفات " أن هذه العبارة تعد إيجابية ولكنها بالنسبة لطفلك في هذه السن تعني شيئا أن ما تقصدينه بهذه العبارة هو " لا تفعل شيئا انا غير راضية عنه " ويعتبر مثل هذا الأمر في الواقع شيئا مستحيلا ذلك أن طفلك لا يعرف كل ما لا ترضين عنه.

اشرحي لطفلك باستمرار السبب الذي يكمن وراء إرشاداتك

ففيما عدا حالات الطوارئ حيث لا مفر من أن يأتي شرح السبب فيما بعد يعتبر عدم شرح السبب وراء الإرشادات التي توجهينها لطفلك مبالغة منك في تقدير ذكائه فإذا سألك لماذا ؟ مثلا وقلت له " لأنني اقول هذا " أو " لأن هذا هو ما أريد " فسوف لا يتعلم منك أي شيء مفيد .
وإذا فرضنا انك طلبت من الطفل أن يضع الجاروف في المكان المخصص له دون شرح السبب وراء هذا الطلب فماذا يدور في ذهن الطفل عندئذ كسبب لذلك : هل لأن الجاروف قذر أو لأنه خطر أو لأنه قد يكسر أو لأنك تريدين ذلك حتى تستطيعي الحصول عليه بسهولة عند الحاجة أو لمجرد أن هذه رغبتك ؟ أن عدم شرح السبب وراء طلبك يعني أنك لا تعلمين طفلك شيئا .

احتفظي بكلمة " لا " فقط للقواعد العامة

أن استخدام لا تكون فعالة فقط عندما تريدين أن تنهي طفلك عن القيام بعمل ما بصورة دائمة بشكل نهائي . أما إذا كنت تريدين أن تنهي طفلك عن القيام بفعل معين الآن أو في ظل ظروف معينة بالذات فمن الأفضل أن تعطي إرشادات بطريقة إيجابية .

امنحي طفلك الثقة في نفسه

فإذا ما شعر بأنك على الدوام تمطرينه بأوامرك ونواهيك وانه باستمرار تصححين له أفعال فإنه قد يحاول بعد ذلك أن يفكر كثيرا فيما يجب أن يفعله وما لا يجب أن يفعله لذلك كان عليك أن تتركي له بعض المسئوليات التي تناسب سنه أو المرحلة التي يمر بها وأشعريه بثقتك في قدرته على تحمل هذه المسئوليات .
فإذا سمحت لطفلك مثلا أن يذهب للعب مع أطفال الجيران أو الأقارب فلا تمطريه بوابل من التعليمات قبل ذهابه مثل " لا تأتي إلى باكيا " أو " عليك أن تكون هادئا "، " إذا أعطاك أحد شيئا قل له شكرا وإذا أخطأت أعتذر " وهكذا فمادمت قد سمحت له بالذهاب فاتركيه يتحمل هو مسئولية تصرفاته ذلك أن كثرة الإرشادات والتعليمات لن تساعده كثيرا على التصرف وكل ما هنالك هو أنها ستجعله غير مرتاح لعمل هذه الزيارة .

كوني قدوة لطفلك

أن طفلك في هذه المرحلة يتعلم عن طريق القدوة فإذا داعبت طفلك بكلمة خارجة تأكدي انه سوف يرددها بالتالي وإذا طلبت من طفلك إنكار وجودك فسوف يتعلم أن بإمكانه أن يكذب وهكذا .

واذا كان الطفل يلاحظ كل تصرفاتك وسلوكياتك ويقلدها كان من الضروري أن تكوني مستعدة للاعتراف بالخطأ إذا أخطأت

وان تعتذري عن الخطأ ومن العبارات المفيدة عند الاعتذار أو تبرير الخطأ قولك مثلا " أن كل شخص يقوم ببعض الأفعال السخيفة أحيانا " فإذا تفهم طفلك هذه العبارة واقتنع بصدقها فإنه لن يضع لنفسه أو لك مستويات أعلى من الواقع بدون داع كما أنه لن يصدم إذا ما لاحظ عليك لأول مرة تصرفا خاطئا أو حكما غير عادل أو كذبة بيضاء .
فإذا فرضا انك اتهمت طفلك بكسر إحدى الأكواب مثلا ورفضت أن تصدقي إنكاره لذلك ثم اكتشفت بعد ذلك انك كنت مخطئة عليك أن تعتذري لطفلك وتعترفي بخطئك لا مفر من ذلك انك تعلمينه عندئذ أن الاعتراف بالخطأ فضيلة .
فلقد كنت مخطئة وكنت غير عادلة في حكمك عليه ورفضت أن تصدقيه عندما كان يقول الصدق فإذا طلبت منه بعد ذلك أن يسامحك فإن احترامه لك سوف يزيد ولن يقل .

العناد وعدم الطاعة

من خلال خبراتهم المتنوعة يكتشف الأطفال في بداية هذه المرحلة أن الوالدين لا يعرفان دائما ماذا يريد أطفالهم ولا يفهمان في كل مرة حقيقة مشاعرهم وان للأطفال اختيارتهم الخاصة ولهم حاجاتهم التي لا يستطيع الآباء أن يستشعروها وكأني بالطفل بعد اكتشافه هذا بفترة وجيزة يقول " وما الذي يجبرني الآن على أن أظل مستكينا وديعا اتكاليا كما كنت في الماضي لقد جاوزت الآن مرحلة الالتصاق وأصبح لي كياني المستقل فلا جرب إذن هذه القدرة الجديدة على الانفصال والاستقلالية فلا جرب أن أثبت ذاتي وأتغلب على كل ما يحول دون حصولي على إشباعاتي " .
ويبد أ الطفل في إجراء التجارب لقياس حدود هذه الملكة الجديدة انه يتعلم مثلا أن كلمة لا تعني الرفض ولكن طفل الثانية لا يستعملها ليعبر عن رفضه لما لا يرغب فيه فقط بل انه يقولها ردا على أي شيء يقدم له أو أي اقتراح يعرض عليه سواء أكان له رغبة فيه ام لم يكن وما اسعد طفل الثانية عندما يفعل ذلك لقد نجح الصغير في اكتشاف قدرته على التأثير في الكبار المحيطين والسيطرة عليهم وليس هناك من والد لم يلحظ تلك الظاهر المألوفة عند طفل الثانية العناد والسلبية ولكن القليل منهم من يعرف أن هذه الظاهرة هي أكبر شاهد على الحاجة الملحة لطفل هذه السن إلى تأكيد ذاتيته وقدرته على الاستقلال والتلقائية حبذا لو كنت انت ممن يعرفون هذه الحقيقة وبذلك تضمنين أن تتخذي النظرة الصحيحة من الطفل في مثل هذه المواقف .

الشقاوة

الشقاوة شيء يختلف عن العناد فالطفل الشقي يكون غالبا طفلا غير ناضج فهو غير قادر على أن يمارس عملية ضبط ذاتي كاف من أجل القيام بما يعرف هو أنه صحيح . بعبارة أخرى فإن الطفل الشقي هو ذلك الذي يتكرر منه عمل الخطأ بالرغم من أنه يعرف أنه خطأ دون أن يكون في استطاعته أن يتحكم في نفسه لتلافي ذلك .
ويمكن أن نقول انه قد تكونت لديه عادة قوية للقيام بأعمال الشقاوة هذه بحيث يجد نفسه مستغرقا فيها إلى الحد الذي لا تجدي معه التعليمات . على عكس الطفل العنيد الذي يكون ناضجا تماما والذي يرفض تنفيذ أوامرك أو نواهيك وهو عارف بذلك ومتعمد له .
ونحن نقوم بهذا التمييز لأن الطريقة التي نعالج بها كل حالة تختلف عن الأخرى . فالطفل الشقي غالبا ما ينسى انه ببساطة اعتراضاتك فقد توبخينه على القيام بفعل ما ثم تجدينه يقوم به مرة أخرى بعد مرور ساعة واحدة من الزمان بل اكثر من ذلك فإن الطفل نفسه قد يندهش عندما يجد أنه يقع في نفسه الخطأ مرة ثانية .
إن عليك أن تتحدثي إلى مثل هؤلاء الأطفال باستمرار وبقدر أكبر من التعاطف وسوف تجدين انهم عادة ما يقدمون الاعتذار ويشعرون بالندم وفي هذه الحالة عليك أن تقبلي الاعتذار بالترحيب الحار والتفهم التام .
ومع ذلك فهناك مرحلة يقتضي فيها الموقف منك أن تستخدمي بعض أساليب الضبط وفي هذه الحالة يجب عدم استخدام العقاب البدني بأي حال من الأحوال، وكل ما يمكنك أن تفعليه هو أن تسحبي من الطفل بعض المزايا التي يمكن أن يكون قد حصل عليها وان تحرميه من بعض الترفيه الذي تعود أن يستمتع به على أن تعود إليه هذه الأشياء مرة أخرى بعد أن يتحقق الهدف المقصود .
قد يستمر طفلك في الشقاوة لمدة طويلة وعليك أن تكوني مستعدة لذلك ولا تغضبي تقبلي منه أي بادرة للاستجابة وشجعيه وأعطية الثقة بأنه في المرة القادمة سوف يكون اشد التزاما من هذه المرة واجعلي المكافأة دائما هي أن تعيدي إليه ما حرم منه .
ابحثي عن مصدر هذه الشقاوة فيما يمكن أن يكون هناك من أساليب الضغط الشديدة التي تمارس أحيانا من قبل الوالدين أحدهما أو كليهما واعلمي أن شدة الضغط تولد الانفجار .
حاولي أن تتعاطفي مع طفلك بعد ذلك ولا تقسي عليه فالشقاوة هي مجرد حالة تهيج أكثر منها رغبة في المضايقة .

الغيرة

تعتبر الغيرة من المشاعر الطبيعية بالنسبة للطفل بل قد يكون لها في بعض الأحيان اثر إيجابي في دفعة لكي يكون أفضل وأحسن مما هو عليه .
فقد تساعده على أن يكون شخصا محبوبا يسعى لصداقة الأطفال والأشخاص الآخرين وان يكون اجتماعيا .
اما إذا أدت الغيرة إلى المنافسة والمشاجرة فإن هذا يعني تعرض الطفل لكثير من المشاكل .
ومن أشهر الأسباب التي تؤدي إلى شعور الطفل بالغيرة القوية .... وصول مولود جديد . ويرجع شعور الطفل بالغيرة في هذه الحالة إلى انه يعتقد أن وصول هذا المولود الجديد يعني فقدانه لمركزه ومكانته عند والديه وهنا يجب أن نوجه نظرك إلى ما يأتي :
  • قد يلجأ طفلك إلى جميع الحيل والوسائل التي يجذب بها اهتمامك - بل قد يقوم ببعض الأفعال الخاصة بمرحلة سابقة كأن يلجأ إلى التبول اللاإرادي – أو يرفض تناول الطعام بمفرده أو يرفض ارتداء ملابسه بمفرده .
  • قد يوجه غيرته مباشرة إلى المولود الجديد ويحاول إيذاءه .
  • قد يشعر بعدم قدرته على تحمل مشاعر الغيرة فيصبح هادئا ومنطويا ويرفضك تماما .
  • يجب أن تتفهمي هذه المشاعر جيدا ، وتساعدي طفلك على الاستعداد لقدوم المولود الجديد عن طريق تأكيدك له أن مكانته لديك سوف تبقى كما هي على الدوام وخصصي له وقتا حيث تمنحينه كل اهتمامك .
  • اشركي طفلك في العناية بالمولود الجديد – اطلبي منه المساعدة في بعض الأعمال السهلة الخاصة بالمولود الجديد .
  • امدحي كل تصرفاته السليمة وكافئيه عليها وخاصة إذا أظهر حبه وعطفه بالنسبة للمولود الجديد .
  • يستحسن الا تقومي بإرضاع المولود " طبيعيا " أمام طفلك أثناء اليومين الأولين ويمكنك أن تجذبي انتباهه إلى نشاط يحبه أثناء إرضاعك للمولود بعد ذلك .
  • ذكري طفلك انه كان يرضع بنفس الطريقة عندما كان صغيرا وهنا قد يسألك ويطلب منك أن يرضع مثل أخيه المولود الجديد لا تندهشي لهذا الطلب بل قولي له أن الصغار فقط هم الذين يرضعون لأنهم لا يستطيعون أن يأكلوا أما أنت وانا نحن الكبار فإننا نستطيع أن نأكل .
  • شاركي طفلك فيما كنت تشاركينه فيه قبل ذلك وإذا تعارض ذلك مع العناية بالمولود أو إرضاعه يمكنك أن تقولي لطفلك " أسفة " ولكني مضطرة لإرضاع المولود أولا – وأنا أعلم انه ليس عدلا ولكن المواليد الصغار لا يستطيعون انتظار الطعام كما نفعل نحن الكبار ولهذا فأنا مضطرة لإطعامه أولا – أن المولود سوف ينام بعد إطعامه وهنا نستطيع انا وأنت أن نلعب معا " .
  • اقبلي أي عرض من طفلك للمساعدة ولكن لا تحاولي تكرار هذه الجملة " أنت طفلي الكبير " فقد لا يشعر بأنه كبير بل قد تكون مشكلته الحالية هي انه كبير فلو انه صغير مثل المولود لنال كل هذا الاهتمام والحب والعطف . إن عرضه مساعدتك قد يكون محاولة لإرضائك .
  • امنحي طفلك بعض الفرص لكي يتصرف أصغر من سنه وامنحيه الشعور بأنه في كلتا الحالتين ينال حبك .
  • احمليه واحضنيه وغني له قد تظنين أن هذه الأشياء غير مهمة بالنسبة لك ولكن تأكدي بأنها مهمة جدا بالنسبة لطفلك – أشعريه بأن في أمكانه أن يأخذ الزجاجة لو أراد ولكنه كبير إلى درجة يستطيع معها أن يتناول عصير البرتقال في كوب وسيكون مذاقه الذ من اللبن الخاص برضاعة المولود.
  • اعملي على حصول طفلك الكبير على ميزات عملية لكونه الطفل الأكبر مثل إعطائه مصروفا يوميا أو اصطحاب والده له في نزهه بدون المولود الجديد .
  • وبالمناسبة فإن دور الأب مهم جدا من حيث العناية بكل من الطفل والمولود الجديد فأثناء انشغالك بالعناية بأحدهما يمكن أن يقوم الأب بالعناية بالطفل الآخر .
  • بعض الآباء يقومون برعاية الطفل الأكبر في هذه الفترة أثناء انشغال الأم بالمولود.
  • لا تجعلي طفلك يشعر بالذنب لشعوره بالغيرة من المولود الجديد .
  • لا تطلبي من طفلك أن يحب المولود – فهو لا يستطيع فإذا ما طلبت منه ذلك فسوف يشعر بالذنب وسوف يشعر بأنك ستكرهينه إذا ما وقفت على حقيقة شعوره تجاه أخيه المولود .وعلى العكس اخبري طفلك بأن المولود قد يسبب بعض المضايقة له ولكن عندما يكبر قليلا سوف يصير صديقا له .
  • لا تتركي طفلك يؤذي المولود وإذا حدث أن آذي طفلك المولود فسوف ينتابه شعور بالذنب بالرغم من اعتقادك بحسن نيته ومعاملته بلطف – لهذا حاولي الا تقع مثل هذه الأمور – لا تتركي المولود في حراسة أو رعاية الطفل فليس من العدل أن تلقي عليه مثل هذه المسئولية .
  • أفهمي طفلك أن المولود يحبه واعملي على توضيح ذلك لديه.فعندما يقترب من المولود فسوف يبتسم المولود له وهنا يمكنك أن تقولي للطفل أن المولود يحبه ولذلك يبتسم له .
  • وأخيرا، تذكري دائما انه مادام طفلاك يعتمدان عليك عاطفيا فسيكون هناك الشعور بالغيرة لدى كل منهما، أن غيره الطفل الأصغر قد تكون أقوى في بعض الحالات من الكبير فلا تحاولي أن تزيدي من العناية بأحد الطفلين على حساب الآخر عليك باحترام كرامة طفليك ولا تحاولي المقارنة بينهما فإن كليهما لطيف ولكنهما يختلفان ولا تتخذي أحدهما مثالا يحتذي به الآخر إطلاقا.
  • فقد تعتبر التصرفات الساحرة اللطيفة التي تصدر من أحدهما بمثابة معضلة بالنسبة للطفل الآخر يصعب عليه أن يكتسبها أو يتعلمها فإياك والمقارنة .

الكذب

أثناء مرحلة ما قبل المدرسة يختلط على الطفل في كثير من الأحيان بين الحقيقة والخيال ونحن نسمى هذا كذبا، وربما كان معناه إنكار الطفل القيام ببعض الأخطاء ولنوضح مثالا لذلك
فقد يكسر الطفل لعبة أخته بطريق الخطأ فإذا ما واجهته أنكر وقوع الحادثة بأكملها ومن المحتمل أن تغضبي لكذبه أكثر من غضبك لكسر اللعبة نفسها ومن المحتمل أيضا أن تقسي عليه حتى يعترف ومن الخطأ في مثل هذه الحالات أن تمارسي أي قسوة على الطفل لأن ذلك لن يساعده على الاعتراف بأخطائه .
أما إذا أردت أن يعترف الطفل بأخطائه فيجب عندئذ أن تسهلي عليه هذه المهمة يمكن أن تقولي له مثلا " هذه اللعبة مكسورة ... ترى ماذا حدث لها ؟ "
مثل هذه العبارة غالبا ما تساعد الطفل على أن يقول " أنا كسرتها ... إني أسف " وذلك بدلا من أن توجهيه له مثل هذه العبارة " أنت كسرت هذه اللعبة أليس كذلك أيها الشقي المهمل ؟ "
وعندما يعترف طفلك بقيامه بفعل ما فعليك أن تتأكدي من انك لا تبالغين في غضبك أو عقابك له فإنك لو كنت غاضبة أثناء ذلك فلن يجرؤ على إخبارك المرة القادمة .
وقد يدفع الطفل إلى الكذب شيء آخر غير الخوف فقد تكون لديه رغبة شديدة في حدوث شيء فيتصور انه قد حدث بالفعل مثلا : الطفل الذي يعاني من غيره شديدة من اخته الصغرى قد تدفعه نزعاته العدوانية الطبيعية في مثل هذه الحالة إلى تصور أن ضررا بليغا حصل لها لمجرد انها وقعت وهي تجري مثلا عندئذ قد يجري إليك طفلك وهو يحمل معه قصة خيالية أن أخته قد جرحت جرحا بليغا وسال دمها ... وأغمي عليها ... الخ.
عندما تكتشفين مثل هذه المبالغات لا تعاقبي طفلك أو تصفيه بالكذب بل يكفي أن تقولي له " انت تخاف عليها إلى هذا الحد ...؟ الحمد لله ... إنها لم تصب بالشكل الذي وصفته ... كانت مجرد سقطه بسيطة ... والآن تعال ساعدني على تنظيف مكان الإصابة وتطهيره " أن اهم شيء في مثل هذه الحالات هو أن نساعد الطفل على أن يكون واقعيا وان نعالج الدافع الأساسي للمبالغة وهو الغيرة .

السرقة

وأثناء مرحلة ما قبل المدرسة أيضا نجد أن مفهوم حقوق الملكية للطفل شيء مبهم وغامض . فداخل الأسرة الواحدة هناك العديد من الأشياء التي يشترك في امتلاكها جميع أفراد الأسرة بينما هناك بعض الأشياء يمتلكها أشخاص معينون من الأسرة ولكن يمكن لباقي أفراد الأسرة استعارتها . وهناك الأشياء التي تخص مالكها فقط وتعد ملكية خاصة كذلك هناك تعقيدات أخرى متشابهة خارج نطاق الأسرة .

ومن وجهة نظر الطفل

  • نجد أن الطفل قد يرى أن من المسلم الاحتفاظ بكرة صغيرة وجدها في الحديقة بينما من الخطأ الاحتفاظ بنقود وجدها
  • وقد يرى انه ليس هناك خطأ في أن يحضر بعض الألوان من الحضانة إلى المنزل ولكن من الخطأ إحضار قطعة من الصلصال .

إن طفلك ليس لديه المفهوم الحقيقي عن المال

  • فإن الطفل الذي يجمع الأشياء الخاصة بالآخرين ويخبئها في أحد الأدراج قد يكون لديه مشاكل عاطفية – وهو هنا وبطريقة رمزية- يحاول أن يأخذ شيئا يشعر داخليا انه محروم منه حب أو عطف أو انتماء فبدلا من أن تغضبي منه وتشعري بالأسى وتجعليه يشعر بالخزي حاولي أن توفري له ما يحتاجه ويفتقده ؟ وإذا لم تستطيعي مساعدته وإذا استمر هو في السرقة فكوني متفهمة وأطلبي مساعدة أحد الاخصائيين كي يساعدك على رؤية المشكلة بهدوء وحلها بشكل سليم .

لاتقلقي من مسألة العبث بالأعضاء التناسلية

عند نهاية العام الأول يبدأ الطفل في التعرف على أعضائه التناسلية بنفس الطريقة التي تعرف بها فيما سبق على أصابعه ويديه فقد تقوم الطفلة " أو الطفل " التي تبلغ من عمرها عاما ونصفا باستكشاف أعضائها التناسلية أثناء جلوسها على الوعاء المخصص للتبول فلا داعي للقلق بأن هذا التصرف سوف يؤدي إلى عادة سيئة . في هذه الحالة يمكنك أن تجذبي انتباه طفلتك أو طفلك إلى شيء آخر مثل إعطائها لعبة مثلا – ومن الأفضل ألا تعلقي أو تعطيها فكرة أنها سيئة أو أن أعضائها التناسلية تمثل شيئا قذرا أو سيئا بل اعلمي واعملي بالآتي :
  • يجب أن تساعدي طفلك على الشعور بتقبل جميع أجزاء جسمه – لأنه إذا شعر بالخوف من أي جزء من اجزاء جسمه أو كرهه فإن ذلك سوف يجعله يركز اهتمامه عليه ويجذب انتباهه إليه وقد يؤدي ذلك إلى نتائج سيئة في المستقبل .
  • إذا حاولت منع طفلتك أو طفلك من ذلك بضربها على يدها أو نهرها فإن ذلك سوف يجعلها تصمم على مزاولة هذا الفعل.
  • عند بلوغ الطفل ثلاث سنوات من العمر فإن قيامه بالعبث بأعضائه التناسلية يرجع إلى شعوره بالرغبة في ذلك .
  • فالأطفال بين ثلاث وست سنوات ينمون ويكبرون في جميع الجوانب وبيدءون بالشعور بالعاطفة الحميمة نحو الأشخاص القريبين منهم وخاصة الوالدين وذلك انه في هذه الفترة من العمر يوجد حب الجنس الآخر لدى الأطفال ويعد هذا ظاهرة طبيعية لنمو الطفل .
  • فلو أنك نظرت إلى هذا الموضوع من هذا المنطلق فسوف تشعرين بأن هذا نمو طبيعي وأنه شيء يحدث لجميع الأطفال
فإن كان طفلك غير مشغول بهذه العملية بصورة عامة فلا داعي لقلقك .
  • بعض الأطفال يقومون بهذه العملية نتيجة لقلقهم وقد يكون السبب في القلق هو تفكير الطفل في السبب وراء اختلاف الطفل عن الطفلة أو قلقه من أن شيئا سوف يحدث لأعضائه التناسلية .
  • في هذه الحالة ينبغي ألا تخبري طفلك بأنه سوف يجرح نفسه لان ذلك سوف يجعل الأمور أسوا .
  • كذلك إذا قمت بتهديد طفلك بحرمانه من حبك به وبأنه طفل سيء فإن ذلك سوف يضيف إلى مخاوفه .
  • الأسلوب الحكيم هو أن تحاولي أبعاد المخاوف عن الطفل بمجرد شعورك ببدايتها وإذا قام طفلك بمثل هذا الفعل امام بعض الأشخاص أو أمامك فيمكنك أن تحولي انتباه إلى شيء آخر دون أن توبخيه أو تقومي بمعاقبته .

بعد بلوغ طفلك السادسة من عمره

في الفترة بين السادسة وحتى البلوغ يبدو أن الطفل يبذل مجهودا للحد من شعوره بالعبث بالأعضاء التناسلية – ففي هذه السن يكون لدى الطفل الأفكار بأن مثل هذا الفعل لا يصح ومن الخطأ ممارسته سواء أخبره والداه بهذا أم لم يخبراه – ففي هذه الفترة يصبح ضمير الطفل قويا وكن هذا لا يعني أن الطفل قد امتنع نهائيا عن ممارسة هذا وهذا شيء طبيعي .
قد يكون العبث بالأعضاء التناسلية إشارة إلى قلق الطفل في أي مرحلة من مراحل عمره وفي هذه الحالة يجب عليك البحث عن السبب وراء شعور طفلك بالقلق .
فقد يكون الطفل قلقا لمرض امه وأبيه أو لترك أحد والديه – أو لشعوره بالوحدة وعدم قدرته على عمل صداقات مع الأطفال الآخرين ... أو لأي سبب آخر .
بعض علماء النفس يرون أن العبث بالأعضاء التناسلية لا يسبب أي أضرار صحية أو نفسية الطفل، ولهذا لا يرون أن هناك ضرورة لمنع الطفل حتى لا نسبب له خوفا أو شعورا بالذنب وكل ما علينا هو أن نحاول أن نشغل وقته بأي شيء آخر حتى يتعود أن يواجه مشاكله بطريقة أكثر إيجابية .
التهديد والتخويف ضاران بالطفل فلا تحاولي أن تقولي أشياء غير حقيقية من اجل أن يقلع عن هذه العادة . مثلا بعض الآباء والأمهات يقولون لأطفالهم أن العبث بالأعضاء التناسلية بسبب الجنون أو يجعلهم أشرارا وان مثل هذا التهديد والتخويف سوف يخلق مخاوف عميقة لدى الطفل وقد يشوه لديه العلاقة الجنسية في المستقبل ويجعله يخاف أي شيء له علاقة بالجنس .
إذا استمر طفلك في ممارسة هذه العادة فهذا يعني أن لديه مشكلة وان هذا ما هو إلا عرض لمشكلة كبيرة ويجب مساعدته باستشارة متخصص .

نوبات الغضب

من المظاهر الشائعة عند أطفال هذه المرحلة نوبات الغضب ويؤكد المختصون أن هذه النوبات شيء عام طبيعي عند جميع الأطفال في هذه الفترة . ولا تعتبر هذه النوبات ذات صفة مرضية إلا حينما تكون عنيفة جدا ومتكررة بشكل زائد وتأخذ فترة طويلة نسبيا .
والذي يجعل من هذه النوبات شيئا طبيعيا في هذه المرحلة وخاصة في بدايتها ظروف تتعلق بطبيعة الطفل من ناحية وبعلاقته بأبوية من ناحية أخرى .
أما من ناحية الطفل فيمكن أن نلخص تلك الظروف في عبارة عامة وهي أن الطفل في هذه المرحلة تدفعه للفعل دوافع بدائية قوية دون أن يكون قد تعلم بعد كيف يتحكم فيها وفي مثل هذه الظروف تزداد حساسية الطفل لكل ما يعوقه عن إشباع حاجاته . ولذلك فإن أبسط المواقف يمكن أن تثير لدى الطفل نوبات الغضب، فطفل السنتين الذي يعجز عن الوصول إلى الخزانة العالية للحصول على الحلوى التى يريدها والذي قد لا يستطيع أن يعبر عن ذلك بالكلمات أو الذي قد لا تكون أمه على درجة كافية من الحساسية لإدراك ما يريد مثل هذا الطفل يواجه موقفا لا قبل له بتحمله.
ولذا يكون هذا الطفل غير قادر – بعد – على ضبط انفعالاته ، لذلك فإن الاستجابة المباشرة لهذا الموقف هي نوبة من الغضب الشديد وأمثلة هذه المواقف كثيرة . فحتى ما يبدو للكبير انه شيء تافه، مثل رغبة الطفل في أن يقدم له هو الطعام اولا وقبل أي فرد آخر على المائدة أو رغبته في أن يتناولا الطعام هو بنفسه أو أن يفتح الباب بنفسه أو ما إلى ذلك قد يعمل باستمرار على خلق التوتر بين الطفل وأبوية واذا لم يتفهم الوالدان حقيقة مشاعر الطفل في هذه المواقف فقد يزيدان الطين بله .
والواقع انه مها حاول الأبوان أن يفهما الظروف التي تعرض الطفل للضيق ومهما اخذا على عاتقهما أن يساعداه على الاستقلال وعلى محاولة القيام بأعمال جديدة وعلى التعبير عن رغباته يظل من الصعب عليهما أن يتقبلا منه الغضب والعدوانية .
ولا شك أنهما يواجهان عندئذ بواجب تربوي هام وهو كيف يحولان هذه المشاعر العدوانية من الطفل إلى قنوات اكثر تقبلا وكيف يساعدانه على ضبط النفس والحقائق المهمة في هذه الصدد هي :

أن العقاب قد يؤدي إلى عكس المطلوب

بل أن أي محاولات لإسكات الطفل في أثناء النوبة لا جدوى منها وقد تطيل مدة النوبة ذلك أن الطفل في اثناء النوبة لا يكون مستعدا للاقتناع بل حتى ولا للاستماع .

ثم أن الصراخ في وجه الطفل أو ضربه بغرض إسكاته

زيادة على انه لا يفيد أيضا ، فإنه يجعل من الوالدين قدوة سيئة يمكن أن يتعلم منها عكس ما هو مطلوب تماما .
أن ما يضعه الوالدان من قيود على حركة الطفل وتصرفاته وانفعاله وكذلك التنافس الذي قد يحدث بين الإخوة وتفضيل بعضهم على بعض وغير ذلك من الظروف المنزلية التي تعوق الطفل بالفعل عن إشباع حاجاته الأساسية هي بعض الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الطفل في حالة التوتر التي قد تقوده إلى نوبات الغضب .

وينصح المختصون أن يستجيب الكبار لنوبات الغضب عن الأطفال

بأن يظلوا هادئين بقدر الإمكان، وبأن يقتربوا من الطفل ويتحدثوا إليه بصوت رقيق ناعم مما يمكن أن يكون له أثره في تهدئته . ومن الممكن أيضا أن يحمل الطفل بحزم وحنان في نفس الوقت ويوضع في حجرة أخرى ويترك هناك حتى تنتهي النوبة . ولا يتخذ هذا الإجراء على سبيل العقاب ولكن ببساطة لأنه لا يمكن اتخاذ أي إجراء آخر كما انه لا يجوز مواجهة نوبات الغضب أو العقاب . كذلك لا يجوز أن يسمح للطفل بالحضور على أي مطلب عن طريق نوبات الغضب فالنوبات التي تمر دون مكافأة تميل إلى أن تزول تدريجيا والمهم هو أن يطيل الآباء صبرهم وسوف يصلون هم في النهاية إلى نتيجة محقق في هذا الصدد .

العدوان

هناك أشكال عديدة للتعبير عن هذه الرغبات العدوانية عند أطفال هذه المرحلة فأطفال الثانية والثالثة مثلا تكثر لديهم نوبات الغضب حيث يدفعون الآخرين ويرفسونهم ويضربونهم بأيديهم في أثناء هذه النوبات اما الأطفال الأكبر سنا أي في سن الرابعة والخامسة فإنهم يستخدمون العدوان البدني واللفظي معا دون وجود نوبات حادة من الغضب كما كان الحال في الفترة السابقة كذلك فإنهم يميلون إلى الحصول على لعب الآخرين وممتلاكاتهم الأخرى وغالبا ما يكون هذا العدوان على من هم أصغر سنا .
ويساعد على نمو السلوك العدواني عند الطفل طريقة الوالدين في تنشئته فالأطفال الذين لا يتلقون الا القليل من الحب والاهتمام والذين دائما ما ينتقدون ويعنفون هؤلاء الأطفال يكونون أميل إلى العدوان في علاقاتهم بغيرهم بل أكثر من ذلك فإن هناك من الأدلة ما يبرهن على أن عقاب الوالدين للعدوان لا يؤدي إلى اقتلاعه أو التقليل منه اذ يبدو أن الوالد الذي يستخدم العقاب البدني إنما يجعل من نفسه قدوة أو نموذجا عدوانيا يقلده الطفل .
ليس هذا فقط بل أن الوالد قد يجعل من نفسه نموذجا عدوانيا يحتذي أمام الطفل أيضا إذا كان سلوكه هو شخصا أميل إلى العدوان فلا غرابة إذا رأينا أن الطفل الذي أيضا إذا كان سلوكه هو شخصيا أميل إلى العدوان فلا غرابة إذا رأينا أن الطفل الذي يشاهد أباه يحطم كل شيء حوله عندما ينتابه الغضب يقوم هو أيضا بتقليد هذا السلوك العدواني.
وإذا نجح الطفل في استخدام العنف للحصول على ما يريد بناء على ما يراه من أن هذه هي الطريقة التي يتبعها الآخرون سواء ضده أو ضد بعضهم البعض فإن هذا الطفل يكون بعد ذلك أميل إلي إيذاء الأطفال الآخرين عن عمد وقد يصاحب عدوانه ارتفاع الصوت أو التهديد بالحركات لإثارة الخوف .
كذلك قد يساعد على زيادة السلوك العدواني في جماعة من الأطفال عندما يكونون مكدسين في مكان ضيق للعب وقد يحدث ذلك سواء في المنزل أو عند أطفال الروضة حيث يزداد الضرب والصياح والدفع والمعاكسة ذلك أنهم في مثل هذه المواقف يتعرضون بدرجة أكبر لعدم سهولة الحركة والتداخل فيما بينهم والإعاقة لحركة بعضهم البعض وهكذا .
لهذا كله فقبل أن تلومي طفلك على عدوانه عليك أولا أن تحاولي الوصول إلى السبب وراء هذا العدوان فعندما تلاحظين أن طفلك بدأ في إتباع السلوك العدواني فلا تبدئي بعقابه لأن ذلك سوف يزيد من سلوكه العدواني وبدلا من عقابه
  • اظهري له عدم موافقتك على هذا التصرف .
  • أكدي له أن في حالة تغييره لهذا السلوك سوف تكافئنه ونفذي ذلك بالفعل .
  • وضحي له انه مهما كانت الظروف لا ينبغي أن يؤذي أي شخص آخر متعمدا وان عليه الاعتذار عن أي فعل أو حادث يصدر منه ويتسبب في إيذاء أو إيلام أي طفل آخر
وعلى انه يجب ان تتذكري في نفس الوقت أن هذه النصيحة لن تكون مجدية أو ذات أثر ما لم يتبعها جميع أفراد الأسرة ويطبقوها فعليا امام الطفل .
  • وضحي للطفل أن له الحق في استخدام جسمه ليعبر عن مشاعره ولكن ليس من حقه استخدام جسمه في إلحاق الأذى باي شخص آخر .
  • خذي بيدي طفلك المعتدي ووجهي له بعض العبارات مثل
أعرف انك غاضب ولكننا لا نؤذي الناس لأن الإيذاء كالضرب أو العض أو غيره شيء يؤلم وأنت لا تريد أن يؤلمك احد، وكذلك يجب ألا تؤلم أحد.
  • تذكري انك اكبر حجما وأكثر قوة من الطفل ولذلك فليس من الضروري بالنسبة لك أن تؤذيه لكي تمنعيه من إيذاء أو ضرب الغير – يكفي أن تمنعيه وتبحثي عن طريقة أخرى يستطيع بها أن يمتص غضبه .
  • وضحي للطفل انك لو تستنكرين شعوره بالغضب ولكنك تستنكرين بشدة الطريقة المؤلمة التي يتبعها للتعبير عن غضبه