الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

السبت، 22 سبتمبر 2012

الشخص العدواني.. سيكوباتي ... صرخة هاني خليفة


أصحاب الشخصية السيكوباتية هل هم المفسدون في الأرض؟

تمركز السيكوباتي حول ذاته واعتداده بنفسه قد يوقع كثيرا من النساء في حبائله

يبدو في خريف العمر رغم صغر سنه، فهو شخص سيكوباتي الطبع ليس مجرما، لكنه يعادي من حوله حتى لو لم يصنعوا له شيئا!، لأنه يعاني اضطرابات نفسية تقوده إلى تبني سلوك مضاد للمجتمع. يخرج من بيته أو يكون برفقة أصدقائه؛ وفجأة يطرأ على ذهنه أنه سينشل حقيبة سيدة في الطريق ومن دون أن يكون لديه دافع أو خطة مقصودة، هو لا يستفيد من خبراته وتجاربه السابقة. شخصيته تتسم بالاندفاع والمتعة في إيذاء الآخرين! هي حال يصعب علاجها!، فهل أنت سيكوباتي؟! إن كنت كذلك فالعلاج هنا في اللقاءات المتفرقة التي أجرتها "أوان" مع عدد من الاختصاصيين والباحثين وأصحاب الحالات؛ للوقوف على هذه المشكلة وذلك بالتعرف على أسبابها ومن ثم إيجاد العلاج المناسب لها، كل ذلك يتضح في السطور التالية:

ينقلب سيكوباتيا
ربما يولد الشخص عاديا طبيعيا وما أن يتعرض لحادث ما حتي ينقلب إلى سيكوباتيا، كأن يتعرض للاغتصاب مثلا أو ربما يتعرض في صغره للضرب والتعذيب من زوجة أبيه حتى يستقر اسمها في ذهنه ، كأن يكون اسمها مثلا عدلات أو فتكات فيظل الاسم عالقا في ذهنه لا ينساه ليس إعجابا به وإنما كي ينتقم لنفسه من كل من ساءها الحظ أن يكون اسمها على اسم زوجة أبيه، وربما يتعرض الإنسان في حياته لحادث أرداه قعيدا فلما قام كانت الإعاقة في الحركة ملازمة له فهو بذلك يكره كل صحيح معافى ويتمنى لو كان مثله. لذا تسعى (أوان) إلى طرح قضايا اجتماعية ظلت حبيسة الأدراج لدى العلماء والمختصين دون أن تأخذ حظها من البحث والنقاش.

الحادث الأخير الذي أثار المجتمع الكويتي بأكمله وانخلعت معه قلوب الأطفال والذي كان بطله حجاج محمد السعدي الشهير بـ "وحـش حـولي" هذا الشخص حين حلل الاختصاصيون النفسيون حاله عقب القبض عليه وقبل البدء في اجراءات محاكمته وجدوا أنه شخصا سيكوباتيا رغم أنه لم يكن يوما مجرما في حياته، إذ أنه تخصص في هذا النوع من الميول العدواني وهو اغتصاب الأطفال، غاية ذلك أنه تعرض للاغتصاب في صغره فتولدت لديه عقدة نفسية جراء ذلك فبات خطرا يهدد مجتمعا بأكمله.

هناك قصص وحكايات متنوعة داخل المجتمعات العربية جراء انتقال بعض الموروثات الاجتماعية الخاطئة هكذا بادرنا المواطن فهاد الفودري عند سؤاله عن الشخصية السيكوباتية في حياتنا، ويضيف قائلا يتعرض بعض الأطفال داخل العائلة الواحدة إلى الاغتصاب من أحد محارمه فما أن يعلم الأب بفعل ذلك الجرم حتى يطلب من أبنه الأكبر أن يثأر لأخيه الأصغر وهكذا تنشأ من بيننا وفي مجتمعاتنا شخصيات سيكوباتية في حاجة إلى من يعيد الثقة إليها ويضمد جراحها التي لوثتها الموروثات الخاطئة.

أنماط معينة
هنا وقفة قد تطول وتقصر لماذا؟ لأنه ليس هناك نمط معين يمكن أن نفرق فيه بين الرجل والمرأة كشخصية سيكوباتية، وفي محاولة لاكتشاف ذلك تشير هدى الصالح مسؤولة في إحدى شركات القطاع الخاص إلى أن المشكلة تتلخص في سيطرة الحالة على كل منهما، حيث تتواجد أحيانا الظواهر وتختفي لكنها تبقى ظاهرة لابد من الانتباه إليها وعدم إغفالها وإلا فهي السوسة التي تنخر في عظام المجتمع حتى ترديه حطاما، فماذا عن هذه الظاهرة التي أبطالها شخصيات سيكوباتية؟ تواصل الصالح حديثها قائلة إن هذه الظاهرة انتشرت في المدارس بمختلف مراحلها أبطالها مدرس ومدرسة كلاهما يعاني حالة سيكوباتية تجده وتجدها يتحرشون بالتلاميذ وكذلك يمارسون عليهم ضغوطا نفسية عدوانية إن لم يرضخ التلاميذ لطلباتهم، فبعض المدرسين في المدارس يمارسون ضغوطا وإرهابا على طلبتهم إلى الدرجة التي يمكن معها أن يتحرش بهم ويرعبهم والأمثلة على ذلك كثيرة لذا هنا يجب أن ننبه ونلفت انتباه وزارة التربية بأن تجري اختبارات نفسية عند اختيار المدرسين وقبل تعيينهم.

ننتقل إلى مشهد آخر من المشاهد التي يمكن أن تخلق حالة من السيكوباتية العنصرية تجاه دولة ما فيقول سامر العتيبي أن السبب في ذلك شخص ما يعاني مرضا عنصريا عند تعاملاته مع الآخرين، هذا الشخص الذي لم يخف يوما عنصريته وعدائه للآخرين رغم ابتسامته العريضة وقهقهاته المتلاحقة فلا تنخدع به إنه شخص سيكوباتي! يميز بين أبناء وطنه وغيرهم من أصحاب الجنسيات الأخرى، هذا الشخص تولدت في نفسه عقدة السامية وأنه من أبناء الجنس الآري.

الأمثلة في التعرف على الشخصية السيكوباتية كثيرة ومتعددة، وكما يقال بالمثال يتضح المقال، ويعلق إبراهيم خفاجي وقد بدت على ملامحه التأثر "ربما تجد أحد المسؤول في مؤسسة حكومية أو في القطاع الخاص تولدت في صغره خلفية معينة حتى علقت في ذاكرته، هذه الخلفية قد يكون لونا معينا كاللون الأحمر مثلا ومعروف أنه لون الدم فإذا رأي أحد موظفيه يرتدي قميصا لونه أحمر عندها تجد نفسية المسؤول تتغير ويمكن أن يصل به الأمر إلى معادة صاحب هذا القميص!! وصور أخرى للحال المرضية يمكن من خلالها أن يمارس المسؤول ضغوطا نفسية على أحد موظفيه وليس الجميع، وذلك بسبب تشابه ملامح وجهه مثلا لشخص كان يكرره في الصغر! وهكذا..
تفسيرات الشخصية
قد يتساءل البعض لماذا الحديث عن الشخصية السيكوباتية؟ الجواب يتلخص في أن الأمم المتقدمة تبحث عن تفسيرات للظواهر الموجود في مجتمعاتها وهذه المجتمعات تعطي للباحثين النفسيين والاجتماعيين مكانة كبيرة لديها وتجعلهم مستشارين لدى كبار رجال الدولة حتى يفسروا الأحداث ويقترحوا كيفية التعامل مع هذه الشخصية أو تلك ولماذا تتصرف تلك الشخصية على هذا الوجه؟
للتعرف على شخصية السيكوباتي وفق رأي مختص نفسي وأكاديمي التقت "أوان" عددا من اختصاصيو علم النفس، فكانت البداية مع أستاذة علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتورة فاطمة العياد، التي توصف السيكوباتية بأنها إحدى الاضطرابات النفسية الناشئة عن خلفيات وأحداث تعرضت لها تلك الفئة من المجتمع والتي تقودها إلى سلوك مضاد للمجتمع، وتشير العياد هنا إلى أنه في السابق كان السيكوباتيون يعتبرون مضطربون اجتماعيا وكان العلماء النفسيون والاجتماعيون يساوونهم بالمجرمين.
وأما الآن فعلماء النفس عندما يصنفوا هذا الاضطراب يعتبرونه اضطرابا نفسيا، وتبين اختصاصية علم النفس أن كلمة مريض تعني أنه يحتاج إلى علاج أما في حال تم اعتباره مجرما فإنه يحتاج إلى عقاب إذا التسمية يترتب عليها كيفية التعامل مع الحالة.
وتضيف أنه عندما نقول أن الشخص مريض اجتماعيا نتيجة لاضطراب نفسي، وحتى يتم تصنيفه سيكوباتيا وليس مجرما يتعين أن يكون السلوك الإجرامي الذي يقترفه أو السلوك المنحرف الذي يقوم به بدأ معه منذ الصغر أي عند سن الثالثة عشرة أو أقل أما في حال بدأ هذا السلوك في سن متأخر لا يعتبر سيكوباتيا بل مجرما.
ومن مؤشرات هذه الشخصية النشل وليس السرقة وكذلك الكذب والهروب من المنزل والمدرسة والإدمان والانحرافات الجنسية وغيرها من سلوكيات وأشكال تصرف السيكوباتي، كما تبين الدكتورة العياد أنه لابد حتى يعتبر سيكوباتيا أن يكون هناك تكرار للسلوك فحادثة واحدة لا تعد مؤشرا على أنه سيكوباتي.
ينشل دون أن يسرق
لماذا يمارس السيكوباتي النشل وليس السرقة؟ يجيب أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور عويد المشعان، أن السيكوباتي لا يخرج من بيته لكي يسرق وليس له غرض حقيقي في السرقة ففي بعض الأحيان ينشل شيئا لا يريده ثم يأخذه فيرميه فالسارق أو اللص على سبيل المثال يضع خططا لسرقة بيت معين كأن يلاحظ أن ساكنيه يخرجون للشاليه في عطلة نهاية الأسبوع كما أنه يخطط ماذا سيفعل بالنقود بعد أن يسرقها؟
أما السيكوباتي الذي قد يكون برفقة أصداقه وفجأة يطرأ على ذهنه أنه سينشل حقيبة تلك السيدة في الطريق ومن دون أن يأخذ أي شيء من هذه الحقيبة ثم يرميها في مكان ما في الطريق، أي أن هؤلاء سلوكهم ليس له دافع أو خطة مقصودة.
ويوضح الدكتور المشعان أن هذه الشخصية تتسم بالاندفاع وكأن أمرا ما يلح عليها لكي تنشل شخصا ما أو تحطم نافذة منزل وغيرها من الأمثلة وهؤلاء يجدوا متعة في إيذاء الآخرين.
ولم يخف أستاذ علم النفس صعوبة علاج الشخصية السيكوباتية من الاضطراب كما أن المصابين بهذه النوعية من العقد النفسية كثيرو الانتكاسة لذلك تجد أن بعض الأحداث في دور الرعاية الاجتماعية يسجن ستة أشهر ثم يرتكب أعمالا إجراميا أخرى ليعود للسجن مرة ثانية ويؤكد أن السبب في ذلك أن هؤلاء لا يستفيدون من خبراتهم وتجاربهم السابقة .
ويضيف أن ثمة أمرا آخر في هذه الشخصية وهو أنهم يبرروا ما يقومون به من أفعال منافية للمجتمع، ملقين تبعات أعمالهم على الآخرين لكي يبعدوا عن أنفسهم التوتر والقلق الناتجين عن الإحساس بالذنب بمعنى آخر أن السيكوباتي يعطي نفسه ضوءا أخضرا لارتكاب هذه الأخطاء والممارسات المضادة للمجتمع فمهما عمل من أخطاء فهو يرى نفسه أنه ليس مخطئا! ودائما ما يلقي اللوم على الآخرين.

الاضطراب النفسي
وحول نسبة السيكوباتيين في المجتمع الكويتي تقول الدكتورة فاطمة العياد إن نسبتهم حوالي 3 % في المجتمع وأن نسبة الذكور أكثر من الإناث في الإصابة بهذا الاضطراب النفسي أي أن كل خمسة ذكور تكون هناك أنثى واحدة مصابة بهذا الاضطراب.
وتتابع حديثها بأن ذكاء السيكوباتي محدود وأنه من السهل التغرير به من قبل العصابات والمجرمين واستغلاله سلبيا، خصوصا وأن هذه الشخصية لا تفكر في عواقب الأمور، كما أن سلوكها ليس مدفوعا لغرض واتجاه معين مخطط له بل هو سلوك عشوائي ومتهورا.
إن نسبية قليلة من السيكوباتيين يتمتعون بذكاء مرتفع وهؤلاء يجدوا متعة في إيذاء الآخرين والتقليل من شأنهم هكذا تؤكد الاختصاصية الدكتورة العياد، وذلك حتى يحققوا مرادهم بجعل الآخرين مطية للوصول إلى مآربهم وأهدافهم أو يقوموا بالتلاعب بهم وإيهامهم بتحقيق أشياء لن يفعلوها أبدا، ومنهم في حال كان الحديث عن الرسم قال إنه رسام وإذا تحدثت عن الفنانين قال إنه فنان وكذلك عندما يتزوج يلقي المسؤولية كاملة على زوجته ويتفضل عليها في أمور لم يفعلها ويرى أن لها الفخر أنها تزوجته.
وعن الأمارات والعلامات التي يستدل فيها على السيكوباتي تقول إن من صفاتهم الإعجاب بالذات والنرجسية وعدم الاعتراف بالخطأ والتبرير بشكل دائم عما اقترفوه من أخطاء كما أن من صفاتهم الاندفاع والتهور.
وعن وجودهم في وظائف معينة تفيد العياد "يمكن أن نراهم ونحتك بهم في أي وظيفة كانت حكومية أو في مؤسسات القطاع الخاص"، وتوضح أن الكثير من الأفراد في الوقت الحالي صاروا أشبه بالسيكوباتيين، ولكنهم ليسوا سيكوباتيين وذلك لأسباب عدة أبرزها تغير الأولويات في الزمن الحالي حيث صار الناس عمليين أكثر من قبل أو (براغماتك) وبتعبير آخر أصبح تفكير غالبية أفراد المجتمع (ميكافيلي) أي أن تفكيرهم هو كيف أصل إلى هدفي وبأي وسيلة؟ وغالبا ما تكون تلك الأهداف مادية وباختصار تفكيرهم يؤكد مقولة إن الغاية تبرر الوسيلة!
علماء النفس والاجتماع كانوا يعتقدون في السابق أنه مرض وراثي وبخاصة في فترة أوروبا الهتلرية وكان يعتقد أن أولاد المجرمين سوف يكونون مجرمين أيضا، وربما يكون هذا جزءا من تكوين شخصيتهم، مما يوجد لديهم نوعا من التعصب الفكري ورفض الآخر وتفضيل عرق على آخر.

الانحرافات
كل ذلك لم يمنع أستاذة علم النفس في حديثها إلى "أوان" أن تؤكد حقيقة أن الانحرافات بين أبناء المجرمين أعلى منها بين العامة ولكن هذا ليس بسبب الوراثة وإنما بسبب أن هؤلاء يقطنون في الأحياء التي يكثر فيها الإجرام كما أن هذه الفئة تعيش في مستوى متدن اجتماعيا وثقافيا وماديا وعلميا، أضف إلى ذلك أن هذه الفئة قد تحقد على الطبقات الأغنى والأعلى منزلة وكذلك إحساسهم بالحرمان ولاسيما في الدول الكبيرة والغنية يشعرهم بالرغبة في الحصول على الثراء أسوة بأقرانهم من الأغنياء كما أن القدوة التي لديهم وبخاصة من ناحية الأب قدوة غير صالحة وفي بعض الأسر تجد أن الأب غير موجود لانشغاله في كسب الرزق أو قد يكون مجرما وغائبا عن أبنائه في السجن أو مطاردا أو لأي سبب آخر، وهنا تختم الدكتورة العياد حديثها وهي تؤكد أن البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها هؤلاء الأشخاص في جميع جوانبها بيئة حاملة للإجرام.
وفي هذا السياق كان لأستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور عامر الصالح رأي آخر في هذه الشخصية فيقول إن هذه الشخصية يمكن أن تسمى (قمة التسلطية الإجرامية) وهي أعلى حالات الإجرام التي يتم ارتكابها من قبل هؤلاء الأشخاص وقد تؤدي أفعال هؤلاء الأشخاص إلى تدمير الآخرين وتؤدي كذلك إلى قتل السيكوباتي نفسه وتحطيم الممتلكات، خصوصا وأن لدى هذه الشخصية رغبة عارمة في التدمير الشمولي الكبير، ورغم خطورة هذه الشخصية على المجتمع يكشف الدكتور الصالح أن عددا ليس بالقليل منها يشغل مناصب مهمة وقيادية في الدولة.
ومن الأمثلة البينة على تلك الشخصية يقول الدكتور الصالح هي شخصية الرئيس العراقي صدام حسين، حيث أن كثيرا من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين صنفوا شخصيته بالسيكوباتية.
ولم يخف الصالح أن صدام مثال واضح على تلك الشخصية بل ويوصف بأنه بلغ أعلى درجات الإجرام والسيكوباتية فلم يكتف بقتل الأبرياء بل اهلك الحيوان والزرع والبيئة وأنه ربما كان يعاني من عدم استقرار انفعالي مرده ربما سوء التنشئة الاجتماعية فأراد أن ينتقم من المجتمع وحتى مع قادته فقد كان معهم ينتقل من مشكلة لإخرى حتى مع أقرب المقربين إليه.

كيف تتعرف عليه؟
إن شخصية السيكوباتي قد تكون نابعة من الأسرة التي تقوم باستمرار بتوبيخ أبنائها نفسيا وضربهم باستمرار أو تقييدهم وحبسهم كما يؤكد ذلك أستاذ علم الاجتماع، أي أن الطفل يتعرض للتوبيخ سواء كان سلوكه صحيحا أو خاطئا دون أن يكون هناك معيار معين لهذه الأسرة حول كيفية السلوك الحسن.
كما إن شخصية السيكوباتيين شخصية مرضية (باثالوجي) أي يمكن تصنيفها على أنها شخصية مرضية مصابة بمرض نفسي وهو الإجرام، على حد تعبير الدكتور الصالح. وأن ثمة أنواعا للشخصية السيكوباتية فمنهم منخفض الذكاء ومنهم شديد الذكاء وهو الذي يستطيع أن يناور ويتحايل على القوانين وقد يكون خبيثا متمردا.
أما عن وجود سيكوباتيين في المجتمع وفي الوظائف العامة يقول الاختصاصيون "يمكن أن يكون هناك موظف سيكوباتي أو مسؤول سيكوباتي يضرب بالقوانين عرض الحائط وهو شخص مخالف ومضاد للمجتمع وشاذ عنه في سلوكه الاجتماعي و يشعر بنوع من التلذذ في حال ارتكابه جرما أو سلوكا مناهضا للمجتمع.
ويصف عدد من الاختصاصين الحال النفسية للسيكوباتي بأنها تعني الفوضى والمشكلات في حال كانت أمور السيكوباتي مستقرة فيشعر بأن هذا الوضع خاطئ وغير طبيعي، كما تعد هذه الشخصية أسوأ الشخصيات على الإطلاق وهي أخطر الشخصيات على المجتمع والناس، كما لا يهمها إلا نفسها وملذاتها فقط، بعضهم ينتهي بهم الأمر إلى داخل السجون والزنازين وبعضهم يصل أحياناً إلى أدوار قيادية في المجتمع نظراً لأنانيتهم المفرطة وطموحهم المحطم لكل القيم والعقبات والتقاليد وهم يستخدمون صداقاتهم بغية الوصول إلى ما يريدون. هذا الشخص السيكوباتي تضعف عنده وظيفة الضمير وهذا يعني انه لا يحمل كثيرا في داخل مكونات نفسه من الدين أو الضمير أو الأخلاق أو العرف، وهو في ميل دائم نحو الغرائز ونحو تحقيق ما تصبو إليه النفس دون شعور بالذنب أو التأنيب الذي يشعر به أية إنسان في حال وقع في منطقة الخطأ. صاحب هذه الشخصية كما يقول الدكتور الصالح عذب الكلام يعطى وعوداً كثيراً, دون أن يفي بأي شيء منها. عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية ووعوده البراقة, ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحد المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال غير الأخلاقية.
كما أن السيكوباتي المتقلب العاجز وهو كثير الشبه بالشخصية العاجزة وفق تصنيفات علماء النفس ولكنه يزيد عليها الأنانية المفرطة، فهو لا يستقر على عمل، وتتخلل أعماله المشاجرات والمشاحنات، وقد تتعدد زيجاته دون تحمل أية مسؤولية تجاه زوجاته.

المتقلب الانفعالأما النوع الآخر فهو السيكوباتي العدواني المتقلب الانفعال وهو أقل شيوعاً من النوع الأول وأكثر منه سوءاً، ويزيد الدكتور الصالح قائلا "لأنه قد يدوس على كل شيء في سبيل تحقيق ما يريد، بما في ذلك جرائم القتل دون أن تهمه مصائب الآخرين أبداً ما دام بعيداً عنها، وله ذكاء خاص يتحايل به وقد ينجح بعض هؤلاء في الوصول إلى بعض المناصب الكبيرة نظراً لانتهازيتهم وذكائهم فهم لا يعبئون بأي خلق ولا يتورعوا عن أي عمل يوصلهم إلى ما يريدون.
وعن ملامح الشخصية السيكوباتية فهو كذاب، مخادع، محتال، نصاب، لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد و ليس لديه ولاء لأحد، و لكن ولائه لملذاته و شهواته، يُسخر الجميع للاستفادة منهم و استغلالهم و أحياناً ابتزازهم، لا يتعلم من أخطائه و لا يشعر بالذنب تجاه أحد، لا يعرف الحب، و لكنه بارع في الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم و يغريهم بالوعود الزائفة، تجده في كل مكان.
السيكوباتية شخصية تبدأ ملامحها منذ الصغر، مثلها مثل باقي أنواع الشخصيات الأخرى، يشرح ذلك الدكتور عامر الصالح فيقول "تبدأ ملامح هذه الشخصية في الظهور منذ الصغر، فترى الطفل السيكوباتي منذ نعومة أظفاره يسرق ويكذب ويحتال ويوقع بين الأطفال ويحاول إيجاد المشاجرات والعنف والإيذاء حتى مع الحيوانات الأليفة.
يشير باحثون نفسيون أن شخصية السيكوباتي قد تكون من الذكاء والقدرة والوسامة بحيث توقع الكثير من النساء في حبائلها، وبعد أن يتزوج السيكوباتي ويأخذ كل أموال زوجته يهجرها مع أولاده! ليتزوج من أخرى! .. وهكذا.. ولا مانع بعد ذلك لديه من العودة إلى الزوجة الأولى وتقبيل أقدامها وسؤالها الصفح وأنه لن يعود ثانية إلى ما فعل فتصدقه ولكن سرعان ما يعود لطبيعته دون وازع ولا رادع!
ويرى مختصون نفسيون واجتماعيون آخرون أن شخصية السيكوباتي تتصف بعدم القدرة على التوافق مع ضوابط وأنظمة المجتمع، وعدم التخطيط المستقبلي والفجائية في التصرفات، كما أنها عنيفة، مخادعة، غير مسؤولة وتتصف بعدم التعلم من الخبرات السابقة أو الندم على الأخطاء. ومن هذه الشخصية يخرج المجرمون في العادة الذين تخلو قلوبهم من الرحمة. كما أن بعضهم إذا كان ذكيًا قد يتلبس مسوح أهل الصلاح أو أية صفة مثالية في ذلك المجتمع من أجل بلوغ أهدافه الشريرة.

العلاج
هذه الأنماط بالطبع توجد حولنا في كل مكان ولكن هذا لا يعني أنه يمكننا تصنيف الناس بهذه السهولة إلى سيكوباتي أو غيره وأكثر من ذلك فإننا يجب أن نعي أنه لا يمكننا أن ندفع عن أنفسنا هذه الصفة ولكن علينا أن نعي أيضا أن كل إنسان منا لديه قدر من السيكوباتية بدرجة ما يريد فيها أن يحقق رغباته ولكن اغلبنا يستطيع أن يسيطر عليها ويتجنبها في كثير من الأحيان ولكن إذا راجعنا سلوكياتنا فسوف يكتشف البعض منا أننا جميعا نحمل في أنفسنا بعضا من هذه الصفة لبعض الوقت وعلينا أن نكون أمناء مع أنفسنا وأن نحدد هذه الأوقات التي نتحول فيها جزئيا إلى سيكوباتيين وأن نقوم هذه الصفة في النفس وذلك من خلال عيش الحياة بواقعية وبشكل صحيح كذلك يجب أن نتحكم في غرائزنا ونوازعنا.

الشخص العدواني.. سيكوباتي ... صرخة هاني خليفة


أصحاب الشخصية السيكوباتية هل هم المفسدون في الأرض؟

تمركز السيكوباتي حول ذاته واعتداده بنفسه قد يوقع كثيرا من النساء في حبائله

يبدو في خريف العمر رغم صغر سنه، فهو شخص سيكوباتي الطبع ليس مجرما، لكنه يعادي من حوله حتى لو لم يصنعوا له شيئا!، لأنه يعاني اضطرابات نفسية تقوده إلى تبني سلوك مضاد للمجتمع. يخرج من بيته أو يكون برفقة أصدقائه؛ وفجأة يطرأ على ذهنه أنه سينشل حقيبة سيدة في الطريق ومن دون أن يكون لديه دافع أو خطة مقصودة، هو لا يستفيد من خبراته وتجاربه السابقة. شخصيته تتسم بالاندفاع والمتعة في إيذاء الآخرين! هي حال يصعب علاجها!، فهل أنت سيكوباتي؟! إن كنت كذلك فالعلاج هنا في اللقاءات المتفرقة التي أجرتها "أوان" مع عدد من الاختصاصيين والباحثين وأصحاب الحالات؛ للوقوف على هذه المشكلة وذلك بالتعرف على أسبابها ومن ثم إيجاد العلاج المناسب لها، كل ذلك يتضح في السطور التالية:

ينقلب سيكوباتيا
ربما يولد الشخص عاديا طبيعيا وما أن يتعرض لحادث ما حتي ينقلب إلى سيكوباتيا، كأن يتعرض للاغتصاب مثلا أو ربما يتعرض في صغره للضرب والتعذيب من زوجة أبيه حتى يستقر اسمها في ذهنه ، كأن يكون اسمها مثلا عدلات أو فتكات فيظل الاسم عالقا في ذهنه لا ينساه ليس إعجابا به وإنما كي ينتقم لنفسه من كل من ساءها الحظ أن يكون اسمها على اسم زوجة أبيه، وربما يتعرض الإنسان في حياته لحادث أرداه قعيدا فلما قام كانت الإعاقة في الحركة ملازمة له فهو بذلك يكره كل صحيح معافى ويتمنى لو كان مثله. لذا تسعى (أوان) إلى طرح قضايا اجتماعية ظلت حبيسة الأدراج لدى العلماء والمختصين دون أن تأخذ حظها من البحث والنقاش.

الحادث الأخير الذي أثار المجتمع الكويتي بأكمله وانخلعت معه قلوب الأطفال والذي كان بطله حجاج محمد السعدي الشهير بـ "وحـش حـولي" هذا الشخص حين حلل الاختصاصيون النفسيون حاله عقب القبض عليه وقبل البدء في اجراءات محاكمته وجدوا أنه شخصا سيكوباتيا رغم أنه لم يكن يوما مجرما في حياته، إذ أنه تخصص في هذا النوع من الميول العدواني وهو اغتصاب الأطفال، غاية ذلك أنه تعرض للاغتصاب في صغره فتولدت لديه عقدة نفسية جراء ذلك فبات خطرا يهدد مجتمعا بأكمله.

هناك قصص وحكايات متنوعة داخل المجتمعات العربية جراء انتقال بعض الموروثات الاجتماعية الخاطئة هكذا بادرنا المواطن فهاد الفودري عند سؤاله عن الشخصية السيكوباتية في حياتنا، ويضيف قائلا يتعرض بعض الأطفال داخل العائلة الواحدة إلى الاغتصاب من أحد محارمه فما أن يعلم الأب بفعل ذلك الجرم حتى يطلب من أبنه الأكبر أن يثأر لأخيه الأصغر وهكذا تنشأ من بيننا وفي مجتمعاتنا شخصيات سيكوباتية في حاجة إلى من يعيد الثقة إليها ويضمد جراحها التي لوثتها الموروثات الخاطئة.

أنماط معينة
هنا وقفة قد تطول وتقصر لماذا؟ لأنه ليس هناك نمط معين يمكن أن نفرق فيه بين الرجل والمرأة كشخصية سيكوباتية، وفي محاولة لاكتشاف ذلك تشير هدى الصالح مسؤولة في إحدى شركات القطاع الخاص إلى أن المشكلة تتلخص في سيطرة الحالة على كل منهما، حيث تتواجد أحيانا الظواهر وتختفي لكنها تبقى ظاهرة لابد من الانتباه إليها وعدم إغفالها وإلا فهي السوسة التي تنخر في عظام المجتمع حتى ترديه حطاما، فماذا عن هذه الظاهرة التي أبطالها شخصيات سيكوباتية؟ تواصل الصالح حديثها قائلة إن هذه الظاهرة انتشرت في المدارس بمختلف مراحلها أبطالها مدرس ومدرسة كلاهما يعاني حالة سيكوباتية تجده وتجدها يتحرشون بالتلاميذ وكذلك يمارسون عليهم ضغوطا نفسية عدوانية إن لم يرضخ التلاميذ لطلباتهم، فبعض المدرسين في المدارس يمارسون ضغوطا وإرهابا على طلبتهم إلى الدرجة التي يمكن معها أن يتحرش بهم ويرعبهم والأمثلة على ذلك كثيرة لذا هنا يجب أن ننبه ونلفت انتباه وزارة التربية بأن تجري اختبارات نفسية عند اختيار المدرسين وقبل تعيينهم.

ننتقل إلى مشهد آخر من المشاهد التي يمكن أن تخلق حالة من السيكوباتية العنصرية تجاه دولة ما فيقول سامر العتيبي أن السبب في ذلك شخص ما يعاني مرضا عنصريا عند تعاملاته مع الآخرين، هذا الشخص الذي لم يخف يوما عنصريته وعدائه للآخرين رغم ابتسامته العريضة وقهقهاته المتلاحقة فلا تنخدع به إنه شخص سيكوباتي! يميز بين أبناء وطنه وغيرهم من أصحاب الجنسيات الأخرى، هذا الشخص تولدت في نفسه عقدة السامية وأنه من أبناء الجنس الآري.

الأمثلة في التعرف على الشخصية السيكوباتية كثيرة ومتعددة، وكما يقال بالمثال يتضح المقال، ويعلق إبراهيم خفاجي وقد بدت على ملامحه التأثر "ربما تجد أحد المسؤول في مؤسسة حكومية أو في القطاع الخاص تولدت في صغره خلفية معينة حتى علقت في ذاكرته، هذه الخلفية قد يكون لونا معينا كاللون الأحمر مثلا ومعروف أنه لون الدم فإذا رأي أحد موظفيه يرتدي قميصا لونه أحمر عندها تجد نفسية المسؤول تتغير ويمكن أن يصل به الأمر إلى معادة صاحب هذا القميص!! وصور أخرى للحال المرضية يمكن من خلالها أن يمارس المسؤول ضغوطا نفسية على أحد موظفيه وليس الجميع، وذلك بسبب تشابه ملامح وجهه مثلا لشخص كان يكرره في الصغر! وهكذا..
تفسيرات الشخصية
قد يتساءل البعض لماذا الحديث عن الشخصية السيكوباتية؟ الجواب يتلخص في أن الأمم المتقدمة تبحث عن تفسيرات للظواهر الموجود في مجتمعاتها وهذه المجتمعات تعطي للباحثين النفسيين والاجتماعيين مكانة كبيرة لديها وتجعلهم مستشارين لدى كبار رجال الدولة حتى يفسروا الأحداث ويقترحوا كيفية التعامل مع هذه الشخصية أو تلك ولماذا تتصرف تلك الشخصية على هذا الوجه؟
للتعرف على شخصية السيكوباتي وفق رأي مختص نفسي وأكاديمي التقت "أوان" عددا من اختصاصيو علم النفس، فكانت البداية مع أستاذة علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت الدكتورة فاطمة العياد، التي توصف السيكوباتية بأنها إحدى الاضطرابات النفسية الناشئة عن خلفيات وأحداث تعرضت لها تلك الفئة من المجتمع والتي تقودها إلى سلوك مضاد للمجتمع، وتشير العياد هنا إلى أنه في السابق كان السيكوباتيون يعتبرون مضطربون اجتماعيا وكان العلماء النفسيون والاجتماعيون يساوونهم بالمجرمين.
وأما الآن فعلماء النفس عندما يصنفوا هذا الاضطراب يعتبرونه اضطرابا نفسيا، وتبين اختصاصية علم النفس أن كلمة مريض تعني أنه يحتاج إلى علاج أما في حال تم اعتباره مجرما فإنه يحتاج إلى عقاب إذا التسمية يترتب عليها كيفية التعامل مع الحالة.
وتضيف أنه عندما نقول أن الشخص مريض اجتماعيا نتيجة لاضطراب نفسي، وحتى يتم تصنيفه سيكوباتيا وليس مجرما يتعين أن يكون السلوك الإجرامي الذي يقترفه أو السلوك المنحرف الذي يقوم به بدأ معه منذ الصغر أي عند سن الثالثة عشرة أو أقل أما في حال بدأ هذا السلوك في سن متأخر لا يعتبر سيكوباتيا بل مجرما.
ومن مؤشرات هذه الشخصية النشل وليس السرقة وكذلك الكذب والهروب من المنزل والمدرسة والإدمان والانحرافات الجنسية وغيرها من سلوكيات وأشكال تصرف السيكوباتي، كما تبين الدكتورة العياد أنه لابد حتى يعتبر سيكوباتيا أن يكون هناك تكرار للسلوك فحادثة واحدة لا تعد مؤشرا على أنه سيكوباتي.
ينشل دون أن يسرق
لماذا يمارس السيكوباتي النشل وليس السرقة؟ يجيب أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور عويد المشعان، أن السيكوباتي لا يخرج من بيته لكي يسرق وليس له غرض حقيقي في السرقة ففي بعض الأحيان ينشل شيئا لا يريده ثم يأخذه فيرميه فالسارق أو اللص على سبيل المثال يضع خططا لسرقة بيت معين كأن يلاحظ أن ساكنيه يخرجون للشاليه في عطلة نهاية الأسبوع كما أنه يخطط ماذا سيفعل بالنقود بعد أن يسرقها؟
أما السيكوباتي الذي قد يكون برفقة أصداقه وفجأة يطرأ على ذهنه أنه سينشل حقيبة تلك السيدة في الطريق ومن دون أن يأخذ أي شيء من هذه الحقيبة ثم يرميها في مكان ما في الطريق، أي أن هؤلاء سلوكهم ليس له دافع أو خطة مقصودة.
ويوضح الدكتور المشعان أن هذه الشخصية تتسم بالاندفاع وكأن أمرا ما يلح عليها لكي تنشل شخصا ما أو تحطم نافذة منزل وغيرها من الأمثلة وهؤلاء يجدوا متعة في إيذاء الآخرين.
ولم يخف أستاذ علم النفس صعوبة علاج الشخصية السيكوباتية من الاضطراب كما أن المصابين بهذه النوعية من العقد النفسية كثيرو الانتكاسة لذلك تجد أن بعض الأحداث في دور الرعاية الاجتماعية يسجن ستة أشهر ثم يرتكب أعمالا إجراميا أخرى ليعود للسجن مرة ثانية ويؤكد أن السبب في ذلك أن هؤلاء لا يستفيدون من خبراتهم وتجاربهم السابقة .
ويضيف أن ثمة أمرا آخر في هذه الشخصية وهو أنهم يبرروا ما يقومون به من أفعال منافية للمجتمع، ملقين تبعات أعمالهم على الآخرين لكي يبعدوا عن أنفسهم التوتر والقلق الناتجين عن الإحساس بالذنب بمعنى آخر أن السيكوباتي يعطي نفسه ضوءا أخضرا لارتكاب هذه الأخطاء والممارسات المضادة للمجتمع فمهما عمل من أخطاء فهو يرى نفسه أنه ليس مخطئا! ودائما ما يلقي اللوم على الآخرين.

الاضطراب النفسي
وحول نسبة السيكوباتيين في المجتمع الكويتي تقول الدكتورة فاطمة العياد إن نسبتهم حوالي 3 % في المجتمع وأن نسبة الذكور أكثر من الإناث في الإصابة بهذا الاضطراب النفسي أي أن كل خمسة ذكور تكون هناك أنثى واحدة مصابة بهذا الاضطراب.
وتتابع حديثها بأن ذكاء السيكوباتي محدود وأنه من السهل التغرير به من قبل العصابات والمجرمين واستغلاله سلبيا، خصوصا وأن هذه الشخصية لا تفكر في عواقب الأمور، كما أن سلوكها ليس مدفوعا لغرض واتجاه معين مخطط له بل هو سلوك عشوائي ومتهورا.
إن نسبية قليلة من السيكوباتيين يتمتعون بذكاء مرتفع وهؤلاء يجدوا متعة في إيذاء الآخرين والتقليل من شأنهم هكذا تؤكد الاختصاصية الدكتورة العياد، وذلك حتى يحققوا مرادهم بجعل الآخرين مطية للوصول إلى مآربهم وأهدافهم أو يقوموا بالتلاعب بهم وإيهامهم بتحقيق أشياء لن يفعلوها أبدا، ومنهم في حال كان الحديث عن الرسم قال إنه رسام وإذا تحدثت عن الفنانين قال إنه فنان وكذلك عندما يتزوج يلقي المسؤولية كاملة على زوجته ويتفضل عليها في أمور لم يفعلها ويرى أن لها الفخر أنها تزوجته.
وعن الأمارات والعلامات التي يستدل فيها على السيكوباتي تقول إن من صفاتهم الإعجاب بالذات والنرجسية وعدم الاعتراف بالخطأ والتبرير بشكل دائم عما اقترفوه من أخطاء كما أن من صفاتهم الاندفاع والتهور.
وعن وجودهم في وظائف معينة تفيد العياد "يمكن أن نراهم ونحتك بهم في أي وظيفة كانت حكومية أو في مؤسسات القطاع الخاص"، وتوضح أن الكثير من الأفراد في الوقت الحالي صاروا أشبه بالسيكوباتيين، ولكنهم ليسوا سيكوباتيين وذلك لأسباب عدة أبرزها تغير الأولويات في الزمن الحالي حيث صار الناس عمليين أكثر من قبل أو (براغماتك) وبتعبير آخر أصبح تفكير غالبية أفراد المجتمع (ميكافيلي) أي أن تفكيرهم هو كيف أصل إلى هدفي وبأي وسيلة؟ وغالبا ما تكون تلك الأهداف مادية وباختصار تفكيرهم يؤكد مقولة إن الغاية تبرر الوسيلة!
علماء النفس والاجتماع كانوا يعتقدون في السابق أنه مرض وراثي وبخاصة في فترة أوروبا الهتلرية وكان يعتقد أن أولاد المجرمين سوف يكونون مجرمين أيضا، وربما يكون هذا جزءا من تكوين شخصيتهم، مما يوجد لديهم نوعا من التعصب الفكري ورفض الآخر وتفضيل عرق على آخر.

الانحرافات
كل ذلك لم يمنع أستاذة علم النفس في حديثها إلى "أوان" أن تؤكد حقيقة أن الانحرافات بين أبناء المجرمين أعلى منها بين العامة ولكن هذا ليس بسبب الوراثة وإنما بسبب أن هؤلاء يقطنون في الأحياء التي يكثر فيها الإجرام كما أن هذه الفئة تعيش في مستوى متدن اجتماعيا وثقافيا وماديا وعلميا، أضف إلى ذلك أن هذه الفئة قد تحقد على الطبقات الأغنى والأعلى منزلة وكذلك إحساسهم بالحرمان ولاسيما في الدول الكبيرة والغنية يشعرهم بالرغبة في الحصول على الثراء أسوة بأقرانهم من الأغنياء كما أن القدوة التي لديهم وبخاصة من ناحية الأب قدوة غير صالحة وفي بعض الأسر تجد أن الأب غير موجود لانشغاله في كسب الرزق أو قد يكون مجرما وغائبا عن أبنائه في السجن أو مطاردا أو لأي سبب آخر، وهنا تختم الدكتورة العياد حديثها وهي تؤكد أن البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها هؤلاء الأشخاص في جميع جوانبها بيئة حاملة للإجرام.
وفي هذا السياق كان لأستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور عامر الصالح رأي آخر في هذه الشخصية فيقول إن هذه الشخصية يمكن أن تسمى (قمة التسلطية الإجرامية) وهي أعلى حالات الإجرام التي يتم ارتكابها من قبل هؤلاء الأشخاص وقد تؤدي أفعال هؤلاء الأشخاص إلى تدمير الآخرين وتؤدي كذلك إلى قتل السيكوباتي نفسه وتحطيم الممتلكات، خصوصا وأن لدى هذه الشخصية رغبة عارمة في التدمير الشمولي الكبير، ورغم خطورة هذه الشخصية على المجتمع يكشف الدكتور الصالح أن عددا ليس بالقليل منها يشغل مناصب مهمة وقيادية في الدولة.
ومن الأمثلة البينة على تلك الشخصية يقول الدكتور الصالح هي شخصية الرئيس العراقي صدام حسين، حيث أن كثيرا من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين صنفوا شخصيته بالسيكوباتية.
ولم يخف الصالح أن صدام مثال واضح على تلك الشخصية بل ويوصف بأنه بلغ أعلى درجات الإجرام والسيكوباتية فلم يكتف بقتل الأبرياء بل اهلك الحيوان والزرع والبيئة وأنه ربما كان يعاني من عدم استقرار انفعالي مرده ربما سوء التنشئة الاجتماعية فأراد أن ينتقم من المجتمع وحتى مع قادته فقد كان معهم ينتقل من مشكلة لإخرى حتى مع أقرب المقربين إليه.

كيف تتعرف عليه؟
إن شخصية السيكوباتي قد تكون نابعة من الأسرة التي تقوم باستمرار بتوبيخ أبنائها نفسيا وضربهم باستمرار أو تقييدهم وحبسهم كما يؤكد ذلك أستاذ علم الاجتماع، أي أن الطفل يتعرض للتوبيخ سواء كان سلوكه صحيحا أو خاطئا دون أن يكون هناك معيار معين لهذه الأسرة حول كيفية السلوك الحسن.
كما إن شخصية السيكوباتيين شخصية مرضية (باثالوجي) أي يمكن تصنيفها على أنها شخصية مرضية مصابة بمرض نفسي وهو الإجرام، على حد تعبير الدكتور الصالح. وأن ثمة أنواعا للشخصية السيكوباتية فمنهم منخفض الذكاء ومنهم شديد الذكاء وهو الذي يستطيع أن يناور ويتحايل على القوانين وقد يكون خبيثا متمردا.
أما عن وجود سيكوباتيين في المجتمع وفي الوظائف العامة يقول الاختصاصيون "يمكن أن يكون هناك موظف سيكوباتي أو مسؤول سيكوباتي يضرب بالقوانين عرض الحائط وهو شخص مخالف ومضاد للمجتمع وشاذ عنه في سلوكه الاجتماعي و يشعر بنوع من التلذذ في حال ارتكابه جرما أو سلوكا مناهضا للمجتمع.
ويصف عدد من الاختصاصين الحال النفسية للسيكوباتي بأنها تعني الفوضى والمشكلات في حال كانت أمور السيكوباتي مستقرة فيشعر بأن هذا الوضع خاطئ وغير طبيعي، كما تعد هذه الشخصية أسوأ الشخصيات على الإطلاق وهي أخطر الشخصيات على المجتمع والناس، كما لا يهمها إلا نفسها وملذاتها فقط، بعضهم ينتهي بهم الأمر إلى داخل السجون والزنازين وبعضهم يصل أحياناً إلى أدوار قيادية في المجتمع نظراً لأنانيتهم المفرطة وطموحهم المحطم لكل القيم والعقبات والتقاليد وهم يستخدمون صداقاتهم بغية الوصول إلى ما يريدون. هذا الشخص السيكوباتي تضعف عنده وظيفة الضمير وهذا يعني انه لا يحمل كثيرا في داخل مكونات نفسه من الدين أو الضمير أو الأخلاق أو العرف، وهو في ميل دائم نحو الغرائز ونحو تحقيق ما تصبو إليه النفس دون شعور بالذنب أو التأنيب الذي يشعر به أية إنسان في حال وقع في منطقة الخطأ. صاحب هذه الشخصية كما يقول الدكتور الصالح عذب الكلام يعطى وعوداً كثيراً, دون أن يفي بأي شيء منها. عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية ووعوده البراقة, ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحد المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال غير الأخلاقية.
كما أن السيكوباتي المتقلب العاجز وهو كثير الشبه بالشخصية العاجزة وفق تصنيفات علماء النفس ولكنه يزيد عليها الأنانية المفرطة، فهو لا يستقر على عمل، وتتخلل أعماله المشاجرات والمشاحنات، وقد تتعدد زيجاته دون تحمل أية مسؤولية تجاه زوجاته.

المتقلب الانفعالأما النوع الآخر فهو السيكوباتي العدواني المتقلب الانفعال وهو أقل شيوعاً من النوع الأول وأكثر منه سوءاً، ويزيد الدكتور الصالح قائلا "لأنه قد يدوس على كل شيء في سبيل تحقيق ما يريد، بما في ذلك جرائم القتل دون أن تهمه مصائب الآخرين أبداً ما دام بعيداً عنها، وله ذكاء خاص يتحايل به وقد ينجح بعض هؤلاء في الوصول إلى بعض المناصب الكبيرة نظراً لانتهازيتهم وذكائهم فهم لا يعبئون بأي خلق ولا يتورعوا عن أي عمل يوصلهم إلى ما يريدون.
وعن ملامح الشخصية السيكوباتية فهو كذاب، مخادع، محتال، نصاب، لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد و ليس لديه ولاء لأحد، و لكن ولائه لملذاته و شهواته، يُسخر الجميع للاستفادة منهم و استغلالهم و أحياناً ابتزازهم، لا يتعلم من أخطائه و لا يشعر بالذنب تجاه أحد، لا يعرف الحب، و لكنه بارع في الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم و يغريهم بالوعود الزائفة، تجده في كل مكان.
السيكوباتية شخصية تبدأ ملامحها منذ الصغر، مثلها مثل باقي أنواع الشخصيات الأخرى، يشرح ذلك الدكتور عامر الصالح فيقول "تبدأ ملامح هذه الشخصية في الظهور منذ الصغر، فترى الطفل السيكوباتي منذ نعومة أظفاره يسرق ويكذب ويحتال ويوقع بين الأطفال ويحاول إيجاد المشاجرات والعنف والإيذاء حتى مع الحيوانات الأليفة.
يشير باحثون نفسيون أن شخصية السيكوباتي قد تكون من الذكاء والقدرة والوسامة بحيث توقع الكثير من النساء في حبائلها، وبعد أن يتزوج السيكوباتي ويأخذ كل أموال زوجته يهجرها مع أولاده! ليتزوج من أخرى! .. وهكذا.. ولا مانع بعد ذلك لديه من العودة إلى الزوجة الأولى وتقبيل أقدامها وسؤالها الصفح وأنه لن يعود ثانية إلى ما فعل فتصدقه ولكن سرعان ما يعود لطبيعته دون وازع ولا رادع!
ويرى مختصون نفسيون واجتماعيون آخرون أن شخصية السيكوباتي تتصف بعدم القدرة على التوافق مع ضوابط وأنظمة المجتمع، وعدم التخطيط المستقبلي والفجائية في التصرفات، كما أنها عنيفة، مخادعة، غير مسؤولة وتتصف بعدم التعلم من الخبرات السابقة أو الندم على الأخطاء. ومن هذه الشخصية يخرج المجرمون في العادة الذين تخلو قلوبهم من الرحمة. كما أن بعضهم إذا كان ذكيًا قد يتلبس مسوح أهل الصلاح أو أية صفة مثالية في ذلك المجتمع من أجل بلوغ أهدافه الشريرة.

العلاج
هذه الأنماط بالطبع توجد حولنا في كل مكان ولكن هذا لا يعني أنه يمكننا تصنيف الناس بهذه السهولة إلى سيكوباتي أو غيره وأكثر من ذلك فإننا يجب أن نعي أنه لا يمكننا أن ندفع عن أنفسنا هذه الصفة ولكن علينا أن نعي أيضا أن كل إنسان منا لديه قدر من السيكوباتية بدرجة ما يريد فيها أن يحقق رغباته ولكن اغلبنا يستطيع أن يسيطر عليها ويتجنبها في كثير من الأحيان ولكن إذا راجعنا سلوكياتنا فسوف يكتشف البعض منا أننا جميعا نحمل في أنفسنا بعضا من هذه الصفة لبعض الوقت وعلينا أن نكون أمناء مع أنفسنا وأن نحدد هذه الأوقات التي نتحول فيها جزئيا إلى سيكوباتيين وأن نقوم هذه الصفة في النفس وذلك من خلال عيش الحياة بواقعية وبشكل صحيح كذلك يجب أن نتحكم في غرائزنا ونوازعنا.

صرخة هاني خليفة..الشخصية السيكوباتية وكيف تتعامل معها ؟


كثيرا ما يستخدم الناس كلمة سيكوباتي لكي يصفوا بها إنسانا معينا أو سلوكا سيئا قام به احد الأفراد وفي الواقع فان المقصود بالسيكوباتية هو ضعف الضمير والوازع الديني أو الأخلاقي لدى صاحبة ،وبالتالي فان هذا الإنسان لن يوجد لدية شيء يمنعه من تنفيذ أي فكرة أو طلب تصبو إلية نفسه ....وحتى نفهم هذا الموضوع فان علينا أن نستوعب مفهوم كلمة ((النفس))
_ النفس  في المصطلحات الطبية
،فكلمة النفس تعني لدينا مجموعة عناصر مرتبطة بعضها ببعض مثل الأنابيب المستطرقة بحيث تصل هذه التركيبة النفسية في النهاية إلى نوع من الاستقرار والثبات بين عناصرها المختلفة عند المواجهة الإنسان لأي ظرف يحتاج فيه إلى اتخاذ قرار معين ونستطيع أن نلخص هذا الموضوع بتقسيم النفس إلى ثلاثة أجزاء وهي الضمير ،والغرائز ،والجزء الثالث والمهم في هذه التركيبة هو ((الآنا)) ،وهي الجزء الواضح والظاهر من شخصية أي إنسان منا ، بمعنى انه لا يوجد احد يستطيع أن يطلع على ضمير الأخر أو أن نفهم بطريقة مؤكدة غرائز ونوازع
 الآخرين ،ولكننا بالطبع نستطيع أن نحكم على تصرفات وسلوكيات بعضنا البعض وعلى طريقة اتخاذ كل منا لاختياراته وطريقة حلول مشاكله وهذا يعني أن الإنسان
 تتنازعه قوتان في شخصية الأولى وهي الضمير ،والضمير هنا يعني لدينا الجزء الأعلى على المخ والوظائف الذهنية التي يستطيع الإنسان أن يخزن فيها كافة الخبرات المتعلقة بالدين والعرف والأخلاق والنصائح والتوجيهات وغيرها من المعارف المختلفة ،وبالطبع فان هذه الأمور تدفع الإنسان إلى جانب الكمال والصلاح
وعلى الطرف الأخر والنقيض يأتي مجموعة الغرائز وهي عبارة عن المراكز المختلفة الموجودة في الدماغ والتي تمثل احتياجات الإنسان المختلفة مثل مراكز الجوع والعطش والحب والجنس والغضب وغيرها من احتياجات الإنسان،وهذه المراكز في معظم الأحوال في حالة من النشاط تزيد وتقل حسب حالة الإنسان ،ولكن لا تستجيب لها ((الآنا)) أو الإنسان بشكل عام إلا إذا زادت عن حدها وبدأت تلح بشده ولذلك فإننا نستطيع أن نفهم من هذا إن كلتا القوتين سواء الضمير أو الغرائز كل يدفع في اتجاه مضاد ولا بد لكي يعيش الإنسان في حالة الهدوء والتوافق
 النفسي أن تكون هناك وسيلة لحل الصراع الذي ينشا على كل الأمور التي يحتاج الإنسان لان يأخذ فيها قرارا أو يختار بين اختيارين أو أكثر لذلك خلق الله وظيفة أخرى وهي وظيفة ((الانا)) وهي وظيفة توفيقيه وهي محصلة لصراع القوتين المتنازعتين ولكنها ليست وظيفة سلبية وإنما هي وظيفة غاية في الأهمية والتعقل فهي ليست محصلة حسابية بمعنى أنها دائما تميل إلى الأقوى فقط وإنما هي وظيفة تقوم باختيار الواقع للتعرف على ما هي الظروف المحيطة بالإنسان وما هو الاختيار الأمثل الذي يناسب الواقع ثم تبدأ في عملية مقايضة للإصلاح بين طرفين متناقضين وهما الضمير والغرائز حتى تستطيع أن ترضى كليهما باستخدام ما لديها من حيل دفاعية مثل الأفكار والإسقاط والتبرير وغيرها من الوسائل النفسية الكثيرة التي تتميز بها ((الآنا )) وبذلك تستطيع أن تحل هذه المعادلة الصعبة التي يفشل في حلها خبراء كثيرون في مجالات العلم المتعددة ولكن ((الآنا)) بما وهبها الله سبحانه وتعالى من حيل ووظائف دفاعية عظيمة تستطيع أن تجد الحلول التي تجعل الإنسان يستمر في حياته وهو يواجه اختبارات كثيرة في كل دقيقة ولحظة في حياته .
  ومن هنا وبناء على هذا الوصف نستطيع أن نفهم بسهولة من هو الشخص السيكوباتي وبالطبع فان هذا الشخص هو الإنسان الذي تضعف لديه وظيفة الضمير
 وهذا يعني انه لا يحمل كثيرا في داخل مكونات نفسه من الدين أو الضمير أو الأخلاق أو العرف ،وبالتالي فإننا نتوقع أن مؤشر المحصلة سوف يكون دائما في حالة من الميل المستمر نحو الغرائز ونحو تحقيق ما تصبو إليه النفس ،وبالطبع فان هذا مبررا له بان تستجيب ((الانا )) لديه لهذه النوازع والرغبات وأيضا لديها من الحيل ما تستطيع أن تستخدمه ولكن نستطيع أيضا أن نتفهم انه بعد فترة من الزمان فان هذه ((الآنا)) سوف تشعر بالإجهاد وسوف تعييها ((الحيل )) وسوف تكتشف أنها ضعفت طاقتها وقلت حيلتها وتنهار دفاعات النفس المختلفة ويتحول مؤشر ((الآنا )) ليصبح  لصيقا  بمؤشر الغرائز فيتبعه إلى حيث ذهب دون مجهود أو تفكير بل وحتى دون الشعور بالذنب أو التأنيب الذي يشعر به أي إنسان إذا وقع في منطقة الخطأ ،ولذلك نقول أن شخصية السيكوباتية مثلها مثل باقي أنواع الشخصيات المختلفة تبدأ ملامحها في الظهور منذ الصغر ،فنرى الطفل السيكوباتي منذ نعومة أظافرة يسرق ويكذب ويحتال ويوقع بين الأطفال ويسعى إلى المشاجرة والعنف والإيذاء حتى للحيوانات الأليفة وشيئا فشيئا يكبر هذا الإنسان وتزداد لديه هذه الصفات ترسخا بحيث يصبح الكذب لديه شيئا ثابتا في حياته ونمطا في سلوكه حتى وان كان لا يعود عليه بأي فائدة أو يحميه من العقاب فهو يكذب لمجرد الكذب ويسرق من الأشياء البسيطة إلى العظيمة وينافق ويتسلق على ظهور الآخرين ويسعى لإيذاء الذين من حوله حتى يفسح الطريق لنفسه ويرضي غرائزه  ونزعاته وفوق ذلك فهو لا يشعر بالذنب تجاه أي فعل يقوم به أو أي ضرر يلحق بالآخرين لأنه يعيش في هذه الدنيا بمنطق أنا ومن بعدي الطوفان ،وهذه الأنماط بالطبع توجد حولنا في كل مكان ولكن هذا بالطبع لا يعني أننا يمكننا تصنيف الناس بهذه  السهولة إلى سيكوباتي أو غيره وأكثر من ذلك فإننا يجب أن نعي أننا لا يمكننا أن ندفع عن أنفسنا هذه الصفة ولكن علينا أن نعي أيضا إن كل إنسان منا لديه قدر من السيكوباتية بدرجة ما يريد بها أن يحقق نوازعه ورغباته ولكن اغلبنا يستطيع أن يسيطر عليها ويتجنبها في كثير من الأحيان ولكن إذا راجعنا  سلوكياتنا فسوف يكتشف البعض منا أننا جميعا نحمل في أنفسنا بعضا من هذه الصفة لبعض الوقت وان علينا أن نكون أمناء مع أنفسنا وان نحدد هذه الأوقات التي نتحول فيها جزئيا إلى سيكوباتيين وان نقوم هذه الصفة في النفس وذلك من خلال تدعيم الدين والأخلاق والأعراف التي تساهم في زيادة قوة الضمير ونعيش حياة واقعية ومرتبطة بشكل صحيح في الواقع ونقلل من أمور غرائزنا ونوازعنا.

صرخة هاني خليفة..الشخصية السيكوباتية وكيف تتعامل معها ؟


كثيرا ما يستخدم الناس كلمة سيكوباتي لكي يصفوا بها إنسانا معينا أو سلوكا سيئا قام به احد الأفراد وفي الواقع فان المقصود بالسيكوباتية هو ضعف الضمير والوازع الديني أو الأخلاقي لدى صاحبة ،وبالتالي فان هذا الإنسان لن يوجد لدية شيء يمنعه من تنفيذ أي فكرة أو طلب تصبو إلية نفسه ....وحتى نفهم هذا الموضوع فان علينا أن نستوعب مفهوم كلمة ((النفس))
_ النفس  في المصطلحات الطبية
،فكلمة النفس تعني لدينا مجموعة عناصر مرتبطة بعضها ببعض مثل الأنابيب المستطرقة بحيث تصل هذه التركيبة النفسية في النهاية إلى نوع من الاستقرار والثبات بين عناصرها المختلفة عند المواجهة الإنسان لأي ظرف يحتاج فيه إلى اتخاذ قرار معين ونستطيع أن نلخص هذا الموضوع بتقسيم النفس إلى ثلاثة أجزاء وهي الضمير ،والغرائز ،والجزء الثالث والمهم في هذه التركيبة هو ((الآنا)) ،وهي الجزء الواضح والظاهر من شخصية أي إنسان منا ، بمعنى انه لا يوجد احد يستطيع أن يطلع على ضمير الأخر أو أن نفهم بطريقة مؤكدة غرائز ونوازع
 الآخرين ،ولكننا بالطبع نستطيع أن نحكم على تصرفات وسلوكيات بعضنا البعض وعلى طريقة اتخاذ كل منا لاختياراته وطريقة حلول مشاكله وهذا يعني أن الإنسان
 تتنازعه قوتان في شخصية الأولى وهي الضمير ،والضمير هنا يعني لدينا الجزء الأعلى على المخ والوظائف الذهنية التي يستطيع الإنسان أن يخزن فيها كافة الخبرات المتعلقة بالدين والعرف والأخلاق والنصائح والتوجيهات وغيرها من المعارف المختلفة ،وبالطبع فان هذه الأمور تدفع الإنسان إلى جانب الكمال والصلاح
وعلى الطرف الأخر والنقيض يأتي مجموعة الغرائز وهي عبارة عن المراكز المختلفة الموجودة في الدماغ والتي تمثل احتياجات الإنسان المختلفة مثل مراكز الجوع والعطش والحب والجنس والغضب وغيرها من احتياجات الإنسان،وهذه المراكز في معظم الأحوال في حالة من النشاط تزيد وتقل حسب حالة الإنسان ،ولكن لا تستجيب لها ((الآنا)) أو الإنسان بشكل عام إلا إذا زادت عن حدها وبدأت تلح بشده ولذلك فإننا نستطيع أن نفهم من هذا إن كلتا القوتين سواء الضمير أو الغرائز كل يدفع في اتجاه مضاد ولا بد لكي يعيش الإنسان في حالة الهدوء والتوافق
 النفسي أن تكون هناك وسيلة لحل الصراع الذي ينشا على كل الأمور التي يحتاج الإنسان لان يأخذ فيها قرارا أو يختار بين اختيارين أو أكثر لذلك خلق الله وظيفة أخرى وهي وظيفة ((الانا)) وهي وظيفة توفيقيه وهي محصلة لصراع القوتين المتنازعتين ولكنها ليست وظيفة سلبية وإنما هي وظيفة غاية في الأهمية والتعقل فهي ليست محصلة حسابية بمعنى أنها دائما تميل إلى الأقوى فقط وإنما هي وظيفة تقوم باختيار الواقع للتعرف على ما هي الظروف المحيطة بالإنسان وما هو الاختيار الأمثل الذي يناسب الواقع ثم تبدأ في عملية مقايضة للإصلاح بين طرفين متناقضين وهما الضمير والغرائز حتى تستطيع أن ترضى كليهما باستخدام ما لديها من حيل دفاعية مثل الأفكار والإسقاط والتبرير وغيرها من الوسائل النفسية الكثيرة التي تتميز بها ((الآنا )) وبذلك تستطيع أن تحل هذه المعادلة الصعبة التي يفشل في حلها خبراء كثيرون في مجالات العلم المتعددة ولكن ((الآنا)) بما وهبها الله سبحانه وتعالى من حيل ووظائف دفاعية عظيمة تستطيع أن تجد الحلول التي تجعل الإنسان يستمر في حياته وهو يواجه اختبارات كثيرة في كل دقيقة ولحظة في حياته .
  ومن هنا وبناء على هذا الوصف نستطيع أن نفهم بسهولة من هو الشخص السيكوباتي وبالطبع فان هذا الشخص هو الإنسان الذي تضعف لديه وظيفة الضمير
 وهذا يعني انه لا يحمل كثيرا في داخل مكونات نفسه من الدين أو الضمير أو الأخلاق أو العرف ،وبالتالي فإننا نتوقع أن مؤشر المحصلة سوف يكون دائما في حالة من الميل المستمر نحو الغرائز ونحو تحقيق ما تصبو إليه النفس ،وبالطبع فان هذا مبررا له بان تستجيب ((الانا )) لديه لهذه النوازع والرغبات وأيضا لديها من الحيل ما تستطيع أن تستخدمه ولكن نستطيع أيضا أن نتفهم انه بعد فترة من الزمان فان هذه ((الآنا)) سوف تشعر بالإجهاد وسوف تعييها ((الحيل )) وسوف تكتشف أنها ضعفت طاقتها وقلت حيلتها وتنهار دفاعات النفس المختلفة ويتحول مؤشر ((الآنا )) ليصبح  لصيقا  بمؤشر الغرائز فيتبعه إلى حيث ذهب دون مجهود أو تفكير بل وحتى دون الشعور بالذنب أو التأنيب الذي يشعر به أي إنسان إذا وقع في منطقة الخطأ ،ولذلك نقول أن شخصية السيكوباتية مثلها مثل باقي أنواع الشخصيات المختلفة تبدأ ملامحها في الظهور منذ الصغر ،فنرى الطفل السيكوباتي منذ نعومة أظافرة يسرق ويكذب ويحتال ويوقع بين الأطفال ويسعى إلى المشاجرة والعنف والإيذاء حتى للحيوانات الأليفة وشيئا فشيئا يكبر هذا الإنسان وتزداد لديه هذه الصفات ترسخا بحيث يصبح الكذب لديه شيئا ثابتا في حياته ونمطا في سلوكه حتى وان كان لا يعود عليه بأي فائدة أو يحميه من العقاب فهو يكذب لمجرد الكذب ويسرق من الأشياء البسيطة إلى العظيمة وينافق ويتسلق على ظهور الآخرين ويسعى لإيذاء الذين من حوله حتى يفسح الطريق لنفسه ويرضي غرائزه  ونزعاته وفوق ذلك فهو لا يشعر بالذنب تجاه أي فعل يقوم به أو أي ضرر يلحق بالآخرين لأنه يعيش في هذه الدنيا بمنطق أنا ومن بعدي الطوفان ،وهذه الأنماط بالطبع توجد حولنا في كل مكان ولكن هذا بالطبع لا يعني أننا يمكننا تصنيف الناس بهذه  السهولة إلى سيكوباتي أو غيره وأكثر من ذلك فإننا يجب أن نعي أننا لا يمكننا أن ندفع عن أنفسنا هذه الصفة ولكن علينا أن نعي أيضا إن كل إنسان منا لديه قدر من السيكوباتية بدرجة ما يريد بها أن يحقق نوازعه ورغباته ولكن اغلبنا يستطيع أن يسيطر عليها ويتجنبها في كثير من الأحيان ولكن إذا راجعنا  سلوكياتنا فسوف يكتشف البعض منا أننا جميعا نحمل في أنفسنا بعضا من هذه الصفة لبعض الوقت وان علينا أن نكون أمناء مع أنفسنا وان نحدد هذه الأوقات التي نتحول فيها جزئيا إلى سيكوباتيين وان نقوم هذه الصفة في النفس وذلك من خلال تدعيم الدين والأخلاق والأعراف التي تساهم في زيادة قوة الضمير ونعيش حياة واقعية ومرتبطة بشكل صحيح في الواقع ونقلل من أمور غرائزنا ونوازعنا.