الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

الخادمة اللعوب ... صرخة هاني خليفة

قال: لدي قصة أحب أن أقصها عليك، وإنك لتعلم أني لست ممن يؤلف القصص، ولست ممن يحسن الاستعارة والتشبيه وسائر أبواب المجاز التي تعلمنا أسماءها في المدرسة، فلا تأمل أن تسمع مني قصة أدبية معقودة من وسطها بعقدة فنية، مردودة الأول على الآخر، فيها الصورة النادرة، والفكرة المبتكرة، والأسلوب البارع، فليس عندي من ذلك شيء، وإنما هي واقعة أرويها كما رأيتها وسمعتها، وإن فيها لدرسا نافعا لمن يرى الحياة مدرسة، فهو يدأب على الاستفادة منها والانتفاع بها، فهل تحب أن تسمعها؟ِ

قلت: نعم

قال: لا أدري من أين أبدأ القصة لتجيء محكمة الوضع يرضى عنها أهل الأدب، فدعني أبدأها من نصفها، فما لك في أولها كبير نفع، وإن أولها ليلخص مع ذلك في كلمة، هي أن لي أقرباء إخوة ثلاثة شبابا أعزابا يقيمون مع أمهم العجوز التي ربتهم وقامت عليهم منذ تركهم لها أبوهم أيتاما صغارا، حتى إذا كلّت وهرمت، وعجزت عن خدمة الدار، ذهبوا يفتشون لها عن خادم تعينها، ولو فتشوا عن ثلاث زوجات لهم لكان ذلك أهون عليهم وأدنى إليهم، فلما طال التفتيش وزادت الحاجة وجدوا بنتا من (التواني) فقنعوا بها، وأنت تعلم أن (التواني) قرية منزوية ضائعة بين الأدوية المقفرة والجبال، وأن أهلها من أقذر القرويين وأجفاهم وأبعدهم عن المدنية، على صحة فيهم وجمال. وكانت بنتا –كما يقولون- ذكية، فسرعان ما ألفتهم وألفوها، وأقامت فيهم مدة طويلة ما أنكروا منها شيئا، ولم أرها أبدا على كثرة ما كنت أتردد على الدار، حتى كان اليوم الذي جعلته مبدأ قصتي هذه....ِ


وكنت أزور أقربائي هؤلاء، فدعوني إلى الشاي، فإذا هي تدخل فتقدمه إليّ، وإذا فتاة في نحو السادسة عشرة، قد تخمرت بخمار أبيض لفّته من فوق رأسها إلى ما تحت ذقنها، فعل القائمة إلى الصلاة، فسترت به شعرها وجيدها، وبدا منه وجهها مدوّرا أبيض مورّدا يطفح بالصحة والصبوة، ويشع منه السحر والدلال، وكانت تلبس ثوبا قصيرا لا يكاد ينزل علن الركبتين، يكشف عن ساقين بضّتين غضّتين ممتلئتين في غير سمن، ممشوقتين في غير هزال، مصبوبتين صب التمثال، وفوق الثوب صدار من وشي رقيق كالذي تتخذه أنيقات الخادمات، قد شدّ شدّا، فهو يبرز من ورائه نهدين راسخين، يلقيان عليه ظلا لهما خفيفا لا يعرف موقعه من النفس إلا من قرأ سطور النهود في صدور العذارى.... وكانت تحمل الشاي بأكف كأنها خلقت بلا عظام، وكان جسمها ينبض بالعاطفة التي تلين أقسى الرجال، وتستخرج الصبوة من قرارات النفوس فتظهرها، ولو قيدتها قيود من الخلق المتين، ولو غطّتها ستور من الهمّ الدفين، ولو أنساها صاحبها علم يشتغل به، أو مال يسعى وراءه، ولو أن الصبوة قد ماتت، لردّها هذا الجمال المطبوع حيّة.... أما عيناها، فدعني بالله من وصفهما، فما أدري ما لونهما وما شكلهما، فإن لهما سرا يشغلك عن التفكير في وصفهما.... إنهما تروعانك فتبقى معلقا بهما، فإذا حاولت أن تضبط نفسك وتعود إلى ما كنت فيه، لم تشعر إلا وأنت قد عدت إليهما.... إن فيهما مغناطيس يجذب الأبصار والقلوب....ِ

فلما خرجت، قلت: أهذه هي الخادمة القروية التي جئتم بها من (التواني) ؟ِ

قالوا: نعم

قلت: فأخرجوها من هذه الدار، فإنها أخطر من البارود! فضحكوا وعدوها نكتة

وعدت مرة أخرى، فإذا هي بلا خمار، فسألتها عنه، فقالت –وياليتها لم تقل، فما كنت أدري أن لها مع جمالها هذا الصوت الذي يرنّ كأجراس الفضة في مواكب الأحلام.. أو كرنّات العيدان في خيال متذكر ليلة غرام- قالت: إني قد استثقلته فألقيته أمام الأقرباء، وأنت منهم (مُشْ هيك) ؟ِ

وشفعتها ببسمة من فيها، وغمزة من مقلتيها، وهزة من كتفيها…. فما هذه البنت؟! ومن أين لها هذا كله؟! صدقني لو أنها ربيت في مسارح (مونمارتر) في باريس لكان هذا كثيرا منها، فكيف تعلمته في مزابل (التواني) ؟!ِ

وعبست فما أحببت أن أوغل معها في هذا الطريق، فولّت ترقص رقصا لا تمشي مشيا، وشعرها الذهبي حقا لا تشبيها، المنشور على كتفيها وظهرها، البالغ حقويها يرقص معها!ِ

وعدت بعد ذلك، فإذا هي قد جزّت شعرها على (الموضة)، وأمرّت يد الزينة على وجه ما يحتاج إلى زينة، وطرحت صدارها، ولبست ثياب فتاة غنية مدللة، لا ثياب خادم، فانفردت بأكبر الإخوة من أقربائي فقلت له: إنك أنت وإخوتك من أمتن الناس خلقا وأقومهم سيرة، ولكن هذه البنت تفتن والله العابد، وتستزل الزاهد، وتحرك الشيخ الفاني.... وإنها لتسحر بكل نظرة وكل حركة، ويكاد جسمها يتفجر إغراء بالمعصية، وإذا أنتم بقيتموها في هذه الدار فما أظن الأمر ينتهي بسلام!ِ

واستجاب لما قلته له، ورآه حقا، فأخرجها وأدخل مكانها زوجة صالحة

قال: ودخلت البنت دارا أخرى، دار قوم مترفين منعّمين لا يسألون عن المال أين ذهب، وكانوا كلهم ثلاثة أبا تاجرا جاهلا، همه عمله في النهار، وسهراته في الليل، وأما شغلها ثيابها وزياراتها واستقبالاتها، وولدا شابا في العشرين طالبا في الجامعة صاحب جد ودراسة وخلق ودين، غير أنه كان –ككل الصالحين من لداته- يطوي صدره على مثل البارود المحبوس في القنبلة إذا طار منها مسمار الأمان، أو صدمتها فرجّتها تمزقت ومزقت من حولها! وكانت الصدمة لها هذه الخادمة اللعوب!ِ

وبدأت من اليوم الأول تولي اهتمامها صاحبنا الذي أسميه (الشاب) كراهة أن أصرح باسمه، وتنسج حوله خيوطها.... فإذا ناداها لحاجة له –ولم يكن له بدٌّ من أن يناديها- قفزت قفزة الغزال وأقبلت تحف بها شياطين الشهوة.... فتراه منصرفا عنها، فتبسم له، وتساله عما يريده، بصوت يقطر فتونا، وتسلط عليه من عينيها مغناطيس مكهربا يذيب القلوب، ولو كانت من صفا الجلمود، وإن أعانته في رفع نضد أو تسوية كرسي أو ناولته شيئا، دنت الملعونة منه حتى لامست بهذا الجسم اللدن الدافئ المكهرب، جسمه القوي القرم إلى (اللحم) ! أو قرّبت وجهها الفاتن من وجهه حتى ليحس لسع أنفاسها، ويشم رائحة جسمها، وإنها لأفتن من كل عطور الدنيا وطيبها، وأين العطر من ريح جسم المرأة؟ أو تتعمد حركة تزيح ثوبها القصير لحظة عن بياض فخذيها. وكان المسكين بشرا، اجتمعت عليه صبوة الحب في نفسه، وإغراء الجمال في خادمته…. وحماقة أبويه اللذين جاءاه بها وغفلا عنه وعنها، وصارا يتركانه معها وحيدين في الدار طول النهار، حتى لقد بعثاها مرة تناوله الصابون في الحمام…. وثار في أول الأمر عليها، وأعرض عنها، ثم أحس أن سمّها سرى في جسده وروحه، فاستنفر آخر قوى الفضيلة في نفسه وألح على أبويه في إخراجها من المنزل، فأبيا، وكيف يفرطان فيها وقد وجداها بعد طول البحث، وكبير العناء؟ وهل تدع (السّت) زياراتها وسينماها، وتشتغل هي: بالطبخ والكنس لمجرد أن البنت الخادمة جميلة و (دلّوعة) ويخشى منها؟ كلام فارغ!ِ

هكذا كان يفكر الأبوان المحترمان…. وضربا بالعمى عن حقيقة لا تخفى على عاقل، هي أن الرجل والمرأة حيثما التقيا وكيفما اجتمعا: معلما وتلميذة، وطبيبا وممرضة، ومديرا وسكرتيرة، وشيخا ومريدة، وشيخا ومريدة، فإنهما يبقيان رجلا وامرأة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما خلا رجل بامرأة (هكذا، على الإطلاق) إلا كان الشيطان ثالثهما"ِ

ومرض الشاب، وعجز عن الاحتمال.... فكانت الخادمة هي التي تقوم على خدمته، وتصرم الليل كله ساهرة عليه، وتبدل ثيابه فتراه كما هو وتستبيح بالنظر واللمس كل إصبع في جسده، وهو لا يحس بها، حتى إ'ذا تماثل للشفاء، ومرّ في طريق النقاهة رآها إلى جانبه، وكان المرض قد أضعف عزمه وأوهن إرادته، فانكسر السد وطغى الحب.... وفي ليلة كان النعاس قد نال منها، حلف عليها إلا أن تستريح وتنام، وكان في الغرفة سرير آخر فاستلقت عليه أمامه.... وكان هذا أكثر من أن تتحمله أعصاب رجل في الدنيا، فطار النعاس، وكانت النتيجة المحتومة لهذه المقدمات! ودخلت (الست) في الصباح، فرأت الخادمة بين ذراعي ابنها!!ِ

صحت البنت من سكرتها، وصحا الأهلون وأرادوا إصلاح ما فسد، وهيهات! إن الماء قد انسفح على الرمل فمن يردّ الماء المسفوح؟ وعود الكبريت قد احترق فمن يعيد العود المحروق؟ وعرض البنت قد مزق فمن يرتق العرض الممزق؟ لا أحد!ِ

ووثبوا يفتشون كالمجانين عن طريق الخلاص، وأقبل الشيطان مرة ثانية، وكانت المؤامرة، وانجلت عن ستر هذه الجناية بجناية أخرى، هي أن ترد البنت إلى أبيها الذي يطلبها ليزوجها من ابن عمها، وقبلت، وماذا تصنع إذا هي لم تقبل؟ِ

وكان الفصل الآخر من المأساة وإني سأختصره اختصارا:ِ

دبّر الأمر على عجل، وعقد العقد، وسيقت العروس (الشامية....) إلى الشاب القروي، وحسب المسكين كأنما رأى ليلة القدر فدعا فهبطت عليه حوراء من حور الجنان.... وكان الدخول، واحتوى بين ذراعيه الخشنتين ذلك الجسم الذي تتقطع عليه نفوس أبناء الأمراء حسرات و.... فإذا الثمرة مقطوفة!ِ

قلت: ثم ماذا؟

قال: ماذا؟ صار ابن العم في السجن، والبنت في القبر! وأسدل الستار على فصل جديد من هذه المأساة التي تتكرر فصولها دائما في بيوت الشام

المرأه اللعوب ... صرخة هاني خليفة

قصة نسمع عنها كثيرا بالفعل ونراها بالمسلسلات والافلام ،،، لكنها قصة واقعية وحدثت بالفعل ، وبطلة هذه القصة تعيش بيننا الى يومنا هذا ،،، تعالوا سويا لنرى العجب كل العجب من هذه القصة ، وكيف كان عند بطلة هذه القصة كم هائل من الجراءة مما يجعلها تصعد وتغير حالها من حال الى حال ، وسبحانه له الدوام ، فدوام الحال من المحال .

كان هناك فتاة عادية الجمال ، فقيرة الحال ، ونالت من التعليم شهادة متوسطة نظرا لظروف معيشة أهلها

لكنها كانت طموحة لدرجة تخيف وكأنها تلعب بالثلاث ورقات بالفعل ، فهى تنافق هذا وتلعب على هذا وتشترى خاطر هذا لتعيش يومها فقط وكان هذا الحال فى فترة صباها الى ان أحبت شابا فقيرا مثلها ، وهذا بطبيعة الحال فهى بسن المراهقة حتى ان كانت لعوبا لكنها فتاة بسن المراهقة ، والحب يداعب عقلها وقلبها معا ، فسلمت لهذا الحب وتزوجت من هذا الشاب الذى أحبته وكان فقيرا ، لكنها لم تتزوجه لشغفها بحبه فقط ، بل كان لها هدف أخر وهو ان تتخلص من ولاية أهلها الذين كانوا يلجمونها كثيرا عن جماح طموحاتها الشاطحة بعيد عن مستواهم
الاجتماعى ،،، تزوجت وسرعان ما أنجبت ولدين واحدا تلو الاخر وهى ناقمة على حالها مع فقر هذا الزوج وقيلة حيلته وكانت تعنفه باستمرار على عدم طموحه فهو راضى عن حاله هكذا ، بينما هى تريد ان تعلو وترتقى لتعيش ،،، إضطرت لان تعمل لتسد إحتياجاتها ورغباتها هى لا لمساعدة الزوج ، فوجدت عمل بمستشفى عام

حيث عملت به تمرجية رغم انها تعليم متوسط لكنها قبلت بالذى كان متاح وقتها لتمسك بيدها نقدية تملكها هى
بالطبع فى عملها ليست المرأة الملتزمة بل ضحكة هنا وغمزات هناك لتهرب فقط من عملها وتجد من يساعدها بهذا العمل أى بضحكة وغمزة يعملون عملها بدلا منها وكان هذا بداية الشرارة الاولى فهى تبدأ كالشرار الى ان تصبح نارا تحرق كل من يطاوع شيطانها ، الى ان وصلت لغرفة الاطباء بهذه الحركات اللعوب ، ولعبت لعبتها عليهم هم أيضا ، الضحكات والغمزات مستغلة انوثتها بهذا لتتودد لهم ليعرفونها ويطلبونها للعمل
معهم فترحم من العمل كتمرجية الى ممرضة ، بذلك نجحت فى الترقى من حال الى حال ومن مستوى الى مستوى أعلى من الحال السابق ، مضى شهورا وهى على هذا الحال مع الاطباء ، الى ان وصلت الى عام وهى معهم كانت بمثابة دراسة لها بحال كل طبيب لتعرف من هو فريستها القادمة لتلعب عليه ........ الى ان أوقعت طبيبا فى شباكها بالفعل كان مطلق بسبب عدم الانجاب وكان هذا هو السبب فيه ، فلعبت على الوتر الحساس بالنسبة له فبدأت تأخذ أولادها معها للعمل بحجة انها لا تجد لهم مكان لتتركهم فيه ، والهدف بالطبع ان يتعلق بهم هذا الطبيب وتداعب أحلامه فى ان يكون لديه طفل ، هذا إقتناء نعم ، حيث انه لا يمكن ان يرزق باطفال أبدا ، هكذا كتب الله عليه هذا الحرمان ، الى ان اشتغلت بنغمة واحدة وكانت تقول ان والدهم يضربهم باستمرار ولا يريدهم ولا يعرف قيمتهم وكيف يجدون الحنية فيك ولم يجدوها بهذا الوالد قاسى القلب ، الى ان زادت نغمتها بنغمة أخرى بجانب القصة الاولى ، بان الزوج يريد ان يطلقها ويرميها هى وابنائها الى الشارع ليتزوج بعروس جديدة للتغيير ، يعنى هو لاقى ياكل ليتزوج مرة أخرى ، لكن كانت لعبة وجابت نتيجة مع المتشوق للاطفال ، هذا الكلام بالطبع دفعه الى ان يطلب منها الزواج بعد ان باح لها بفشله بزواجه السابق الذى كان من ابنة الحسب والنسب التى فضحته لعدم الانجاب ، أنتهزت الفرصة على الفور لتقول له انها خدمته وتتمنى ان ينظر لها ولاطفالها المساكين ، لم تكدب خبرا ذهبت فى يومها والفرحة ترفعها للسماء ، أفتعلت الشجار مع الزوج الفقير الذى أصبح عقبة أمام طريق طموحها للرقى ، وبالطبع سبب الشجار كان لفقره وضيق الحال وكان معها حق فى ان تطلب الطلاق ،، ونظرا لفقره الشديد أخذت منه تعهد بتركه لها الاطفال ، طبعا فهم الورقة الرابحة ، حيث ان بهم أوقعت محروم الانجاب كيف تتنازل عنهم الان وهم كانوا الطعم بالصنارة التى اصطادت بها فريستها ،،، حصلت على الطلاق بالفعل

وغابت شهور العدة الى جن جنون الطبيب الذى تعلق باطفالها لكى تحكم عليه الشباك ولا يتراجع عن الزواج ، بالفعل ذهبت اليه بعد ثلاثة شهور من الطلاق وحدها لتخبره بانها بالشارع هى وأطفالها ، غدر بها الزوج الندل الذى كان لا يعرف قيمتها ولا قيمة أطفاله ، سبحان الله لم ينتهى اليوم والا كانت عند المأذون وتزوجته بالفعل ومن حال الى حال ، فمن الحضيض الى الرقى وركبت عربيات الطبيب وسكنت فى الشقق الفاخرة ، وسبحانه له فى ذلك حكم ، فكان كل شىء يساعدها على الصعود بسرعة البرق وتصعد على رقاب العباد بالغش والخديعة وكل هذا دون الوقوع على جدور رقبتها ......... كله بميعاد أت .......... عاشت معه فى عز وهناء ، لكن الطمع بداخلها وكيف ترضى وهى ظلمت وغدرت لابد لها ان تدفع ثمن كل ما صنعته لذا كانت من الصنف النمرود لم تكتفى بالارتقاء ، لم تكتفى بزوج يعشق التراب الذى يمشى عليه أطفالها ، بل أشتغلت بنغمة عدم أحسسها بالامان حيث انهم ليسوا أطفاله وأهله معترضين عليها ، لابد وان تؤمن لهم مستقبلهم لذا لابد وان يشترى لها شقة تكتبها باسمها ضمانا من غدر الزمان وهى الغدر نفسه ، فذهبت لافخم برج كان فى التشييد وطلبت من المسئول عنه شقة الى ان أخبرها ان كل الشقق محجوزة ولا يوجد شقق شاغرة ، هل تعتقدون ان واحدة مثلها ترضى وتقول يا خسارة وتنصرف فى هدوء لا ليست هذه المرأة اللعوب ، بل طلبت ان تقابل صاحب هذا البرج لتتمايل عليه ، نعم تتمايل بدلالها معتقدة انه فريسة يقع فى شباكها

لتحصل على ما تريد ، وجدت رجل صعيدى بجلابية ، لا يعرف التعليم سكة له ، لكنه يا جماعة سكيبة فلوس اذا لتلعب عليه ضحكة وغمزة لتنال منه الشقة ، لكن تيجى تصيده يصيدك ........... تمادى الحديث بينهم الى ان أخبرها انه يشتاق للولد حيث انه متزوج ثلاث زيجات وكلهن انجبوا له بنات وهو يريد الصبى الذى يورث كل هذا من عمارات وعربيات وأموال طائلة بالبنوك الى فيلا لها وحدها ان أنجبت له الولد ، والدليل على انه كان صياد لا فريسة لكن طماعها جعلها غبية ، عمياء عن الحقيقة التى كانت واضحة مثل الشمس ، فهو لم يسألها على انها متزوجة ام لا ، لم يسألها اى سؤال بل اكتفى فقط بان يعرف انها تنجب الصبيان من مين ليس مهم

فهو صياد رمى الشباك ويعرف جيدا ما الذى يأتيه بشباكه ، بالفعل سال لعابها ، فيلا وعربية كل هذا لتنجب له الولد ليكون ولى العهد ، بالفعل لم تكدب خبرا ، ذهبت يومها الى الزوج الطبيب والطيب الذى يربى ابنائها ، الطريقة معروفة مسبقا واجادتها لتنفيذها كان بالسابق طريقة مجربة ومضمونة ، أفتعلت شجار عنيف والسبب ان أهله لم يحترموها ولم تحس معه بالامان ، هل يقدر يوفر لها الامان المرضى لها ، فيلا وعربية بالطبع لا ، لذا كان طلب الطلاق ، ترجى هذا الزوج المسكين ان تصبر عليه وهو يلبى متطلبتها حيث ان أولادها أصبحوا روحه المتعلقة بهم ولا يقوى على فراقهم ،،، لكنها لم تستجب لتوسلاته لها ....... وذهبت تقابل كبيرها فى مدرسة ابليس لتخبره أنه رافض الطلاق حيث انه متعلق بالاولاد جدا ، تعتقدون رجلا كهذا ماذا سيقول لها ؟ ! بالطبع اتركيهم له ، انا اريدك وحدك لى لتنجبى لى ولى العهد ، هو أنتى هتتحرمى من الامومة انتى هتكونى أم ابنى ، بالطبع واحدة مثلها بطماعها وطموحها الشديد الذى كان لا حدود له لم تعترض ولا حتى فكرت فى ابنائها المهم عندها الفلوس وبس ، ذهبت للزوج المخدوع فيها منذ البداية لتطلب ان يطلقها وتترك له أطفالها ، لكن من قرب إفترائه قرب هلاكه ........... وربك لما يريد جعل هذا الطبيب الطيب ان يمكر لمصلحة ابنائها ، ليحميهم من شرها وطماعها الذى يكسر لا يبنى ، طلب منها لكى يمنحها الطلاق ورقة تنازل عن أطفالها له ، السعد كله مستنيها لابد وان توافق ، وقد كان ذهبت لزوج المستقبل لتكبش منه ما تطوله يدها منه ، عشم ابليس فى الجنة .

تزوجت فى فيلا بالفعل لكن ليس باسمها الى ان تنجب الولد أولا ، انجبته بالفعل ، طالبته بتنفيذ العهود لها ، أخذ الولد الى الزوجة الاولى ......... فالقديمة تحلى حتى ان كانت وحلة ........ وطردها شر طردة وقال لها هذا الكلام :

لقلبى الطيب هسيبك بشقة متواضعة الحال لانك أم ابنى ، ستكونى له ولى خادمة وستتولى تربيته زوجتى الاولى ست الحجة ربنا يطول فى عمرها ، وأحمدى ربك على ان مازلت باق على زوجة خائنة مثلك باعت زوجها الطيب الذى يربى أولادها ، بكرة هتبيعى أبنى انا كمان مثل بيعك لابنائك بالامس ........... كانت صدمة لكنها أيضا كانت نتيجة متوقعة فهذا عدل السماء ، مرضت مرض شديد حزنا على ما وصلت اليه من سيدة الى خادمة

ومن فات قديمه تاه ........... ذهبت للطبيب الطيب الذى يربى أولادها معتقدة انها ستميله لها مرة أخرى ليرجع لها وتترك أبنها الرضيع وزوجها الحالى ،،، لكن هيهات رفض بشدة فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ......... لكن لطيبة قلبه سمح لها لان ترى ابنائها من حين لاخر ..... وقتها فقط أدركت هذه المرأة اللعوب ما صنعته طوال مشوار حياتها وعرفت ان الله حق .......... بل ذاقت من نفس الكأس الذى كانت تذيقه لفريستها كل مرة ، فالله يمهل ولا يهمل .

تَأْثِير الْخَادِمَاتْ عَلَى نَفْسِيَةْ الْطِفِلْ ... صرخة هاني خليفة

لاشك أن تربية الخادمات للأطفال لها تأثير كبير على نفسية الطفل، فالواقع يؤكد أن وجود الخادمات بالمنزل لفترات طويلة مع الأطفال بدون تواجد الآباء والأمهات يؤثر بالسلب على نفسية الطفل، ويرجع ذلك لخروج الآباء والأمهات لفترات كبيرة خارج المنزل إما للعمل أو السفر.
التأثيرات السلبية للخادمات على نفسية الطفل:
- دينياً: يتسبب وجود الخادمات لفترات طويلة بالبيت في اختلال القيم الدينية لدى الأطفال، نتيجة لاختلاف ديانة أغلب الخادمات العاملات بالبيوت عن ديانة ومعتقدات الأطفال.
- لغوياً: يكتسب الأطفال مصطلحات ومفاهيم لغوية غير مرغوب فيها؛ نتيجة لكثرة جلوس الأطفال مع الخادمات، وفي كثير من الأحيان تكون هذه المصطلحات غير أخلاقية.
- سلوكياً: تسهم الخادمات في إكساب الأطفال أنماطا سلوكية جديدة غير مرغوب فيها؛ نتيجة لاختلاف بيئة الخادمة عن بيئة الطفل، فضلا عن اكتساب الأطفال لأنماط سلوكية جديدة، قد يكون من غير المسموح أن يعرفها الأطفال في هذا السن المبكر، ولكن يتعلم الطفل مثل هذه السلوكيات عن طريق احتكاكه بالخادمة.

- نفسياً واجتماعياً: يشكل وجود الخادمات بالبيت عبئاً نفسياً على الأطفال، حيث يتعرض الطفل لمشكلات نفسية نتيجة غياب الوالدين عنه وعن متطلباته واحتياجاته، بجانب شعور الطفل في كثير من الأحيان بعدم الاطمئنان والشعور بالذنب، فهو يجلس كثيرا وحده مع الخادمة وقد تترسب لديه أشياء بالعقل الباطن ويحتفظ بها ولا يخبر والديه عنها. مما يترتب عليه احتمالية تعرض الطفل لانحرافات سلوكية في المستقبل في حالة تراكم الإحباطات والمواقف المؤلمة مع الخادمات. كما أن قد يتعرض الطفل للإيذاء بدني نتيجة للضرب الخادمة له عند رفض الانصياع لأوامر الخادمة.


طرق القضاء على التأثير السلبي للخادمات على نفسية الطفل:
- اهتمام الآباء والأمهات بتوفير جو من الحب والرعاية والحنان للأطفال؛ لتعويض الأطفال عن الفترات التي يتغيبون فيها عن المنزل.
- الحرص على احتفاظ الآباء والأمهات بأدوارهم داخل الأسرة فيما يتعلق بتربية وتنشئة الأطفال وعدم التخلي عنهم نهائيا.
- تجنب التهاون في العبارات التي قد تتحدث بها الخادمات أمام الطفل.
- وضع ضوابط لعمل الخادمات، من حيث مظهرها وأسلوب حديثها وطريقة تعاملها مع الطفل.
- متابعة دور الخادمة في تربية الطفل والطريقة التي تتعامل بها مع الأطفال للتمكن من الاطمئنان عليه خلال فترات الغياب خارج المنزل.


تأثير الأم الموسوسة على الأطفال ::صرخة هاني خليفة


-1- الأم المصابةَ باضطراب الوسواس القهري : أي الأم التي تعاني من أفكارٍ تسلطيةٍ تتعلقُ مثلاً بسلامة ابنها أو بنتها تعرفُ هيَ أنها أفكارٌ غير صحيحة لكنها لا تستطيعُ التخلصَ من إلحاحها وتسلطها على وعيها ، كما تعاني من أفعالٍ قهرية تتعلقُ مثلاً بفحص الطفل للتأكد من عدم إصابته بشيء.

-2- الأم صاحبة اضطراب الشخصية القسرية : وهيَ التي يعرفها الناس بالتزامها الزائد واهتمامها المفرط باللوائح والقواعد وبالشكليات في كل شيء إلى الحد الذي قد يتعارضُ مع روح الموضوع كما أنها لا تثقُ في قدرة الآخرين على إتمام أي فعل إلا إذا تأكدت أنهم ينفذونه بنفس طريقتها وبحرفية أدائها له ، فهذه الحالةُ وإن كانتْ شدةُ الأعراض فيها أقلَّ إلا أنها مزمنةٌ وأقلُّ احتمالاً للعرض على الطبيب النفسي.

ومن الممكن بالطبع أن نتخيل أن الأم التي تصبغُ الحمائية الزائدة تصرفاتها مع أطفالها تقعُ على نفس المتصل ما بينَ الاهتمام الطبيعي من الأم بسلامة أطفالها وما بينَ وسوسة الأم فيما يخص أطفالها.

كل طفلٍ يحتاجُ إلى مدْحِ والديه أو إلى رضاهم أو على الأقل إلى عدمِ انتقادهم لهُ فماذا تكونُ الطريقةُ لإرضاء أم موسوسةٍ ؟

لابدَّ أنها الالتزامُ بما تمليهُ وسوستها عليه بما في ذلك من إنكارٍ لمشاعره ورغباته واندفاعاته الطبيعية العاديةِ، وهوَ يقعُ في صراعٍ بينَ أن يتصرفَ حتى وهوَ خارجَ البيت بشكلٍ طبيعي كما يفعلُ أقرانهُ وبينَ أن يلتزمَ بما وعد به أباهُ أو أمهُ ، فماذا يكونُ بعد ذلك موقف الأم الموسوسة ؟

إنها فقط ستطلبُ منه أداءً أفضلَ في المرة القادمة لأنَّ الأم الموسوسةَ إن أعجبها سلوك طفلها في أي منحىً من مناحي الحياة وهذا ما يندرُ حدوثهُ أصلاً ، فغالبًا ما تخافُ من أن تكونَ سببًا في تدليل الطفل وهكذا بينما ينتظرُ الطفل مكافأةً كبيرةً تطلبُ الأم الموسوسة منه أداءً أفضل في المرة القادمة والتزامًا أدقَّ بقواعد الأداء.

ثمَّ هل افتراضُ أن الأم الموسوسةَ تنتج أطفالاً موسوسين هو افتراضٌ صحيح ؟ وكيفَ يمكنُ إن وجدَ طفلٌ موسوسٌ لوالدةٍ موسوسةٍ أن نقولَ أن التأثير كانَ لطريقة التربية وليس للمادةِ الوراثية التي انتقلت إلى ذلك الطفل ؟ بمعنى آخرَ كيفَ سيمكنُ الفصل ما بينَ ما هوَ وراثةٌ وبينَ ما هو نتيجةُ البيئةِ الأسرية ؟ خاصةً وأن دراسات التبني التي تربي فيها أم موسوسةٌ أطفالَ أم غير موسوسةٍ أو العكس غير ممكنةِ التطبيقِ حتى في الغرب لأسبابٍ أخلاقية ، وما يعنينا بالطبع في هذا الفصل هوَ ما يمكنُ أن تسببهُ البيئةُ الأسريةُ في وجود وسوسة الأم على الطفل ، فماذا يكونُ تأثيرُ والدةٍ تتوقع من طفلهما أن يتحكم في كل شيءٍ ربما قبل الأوان وربما بشكلٍ يفوقُ طاقةَ البشر ، وماذا يمكنُ أن نتوقعَ من تأثيرٍ على طفلٍ تطلبُ منهُ أمه أن يقومَ بغسلِ الخبزِ قبلَ أن يأكلهُ أو المفاتيح كلما عاد من خارج البيت وهكذا ؟

إن من الصعوبة بمكان أن تعيشَ مع أم تخافُ من إظهار المشاعر بوجهٍ عام كما هو الحال في صاحبة اضطراب الشخصية القسرية ، ولا تفرح بالمفاجئات لأنها تتوجسُ خيفةً بينها وبينَ نفسها من كل ما هوَ غيرُ ملتزمٍ بالقواعد ، وكلُّ ما هوَ مفاجئٌ هوَ بالطبع مخالفٌ للقواعد إلى حد ما ! يا سبحان الله إن مثل هذا الطفل في النهاية لابد يتحولُ إلى شخصٍ جامدٍ متحجرٍ لا يستطيعُ أن يحسَّ إلا بالقواعد والأطر واللوائح وكلِّ ما هوَ غيرُ إنساني أو كل ما هو محددٌ بدقةٍ وانتظام، إن عدم القدرة أو عدم السماح بإظهار الحب مباشرةً من جهة الوالدين أو إظهارهُ فقط بصورٍ أخرى مثلَ تلبية الحاجات المادية للطفل إنما يحملُ في طياته رسالةً للطفل مؤداها أن التعبير عن الحب من جهة الوالدين إنما يكونُ بتلبية الحاجات لا بالسماح بالتسيب وأن التعبير عن الحب من جهته هو للوالدين إنما يكونُ بطاعتهم والالتزام بعمل الأشياء كما يطلبون منه وينطبقُ هذا الوصفُ بالطبع أكثرَ ما ينطبق على حالات اضطراب الشخصية القسرية في الأم التي تنجبُ فيها الأم الموسوسةُ أطفالاً موسوسين.

ولقد عالجتُ بنتًا تحمل الليسانس بتقدير ممتاز كانت تعاني من الوسواس القهري وتاريخ حالتها يوضحُ كيفيةَ تأثير وسوسة الأم على طفلتها فقد كانتْ البنت في طفولتها موضوعًا لوسوسة الأم التي كانت تخافُ على عذرية طفلتها الصغيرة من أي رجلٍ وكانت تقومُ بتعرية البنت وتفتيش ملابسها بحثًا عن نقطة الدم كما كانت تقوم بالكشف على البنت بنفسها لكي تطمئن كلما حدث أن غابت البنتُ عنها وكان هناكَ احتمالٌ لانفراد رجلٍ بها !، لقد أثرَ ذلك في نفسية البنت بالطبعِ ولم تستطعْ لا أن تتصرفَ بشكلٍ طبيعي مع الرجال الذين كانَ ولابد أن تتعامل معهم في حياتها بعد ذلك ، ولا استطاعتْ أن تنسى لأمها ما تسببت لها فيه من الألم النفسيِّ وهيَ طفلةٌ صغيرةٌ حتى أنها بدت كمن تعاقبُ أمها عندما أصبحت شابةً تحملُ الليسانس ، فعلى الرغم من أن الاكتئاب الجسيم المصحوب بأعراض الوسواس القهري الذي أصاب الأم (وتصرفت خلالها تلك التصرفات الفظيعة التأثير مع بنتها الصغيرة ) لم تطلْ مدتهُ فقد كانت كلها أربعةَ أشهر إلا أنهُ تركَ أثرًا عميقًا في نفس البنت ، لكننا بالطبع يجبُ ألا ننسى وجودَ تهيئةٍ أو استعدادٍ لدى سماح نفسها للإصابة بالوسواس القهري وللوراثةِ دورٌ فيه ، لكننا لا نستطيعُ أن نقولَ أن لما تعرضت البنتُ لهُ من ضرارٍ نفسي دورًا في تهيئتها للإصابة بالوسواس القهري وإن كانَ من الممكنِ أن يهيئها للعصابية بوجه عام.

وهناكَ الكثيرُ من الحالات التي تأخذُ فيها وسوسةُ الأم شكل الخوفِ المفرط على أبنائها حتى من الذكور ، وذلك ما يتحملهُ الأطفالُ طالما ظلوا أطفالاً ، لكنهم عندما يقتربون من مرحلة البلوغ وعندما يبدؤون في مقارنة تصرفات الأم معهم بتصرفات أمهات أصدقائهم ، غالبًا ما يبدؤون في إعلان الثورة والعصيان خاصةً في الحالات التي يتخذُ الأب فيها دورَ الناقد أو الساخر من تصرفات الأم ومشاعرها دونَ أن يتدخل بطريقةٍ إيجابية ويساعد الأم على العلاج، بل إن بعض الأبناء يسخرون من مشاعر الأم المسكينة التي يشعرهم خوفها عليهم بأنها ما تزالُ تراهم أطفالاً ، وبعضهم يعمدُ إلى اللعب بأعصاب الأم المسكينة ، ما أتكلمُ عنهُ بالطبع هو ناتجُ خبرةٍ شخصية يمنعني ضيقُ المقام هنا من الخوض في إعطاء تفاصيلها المرضية ، لكن الذي لاحظت أنهُ صفةٌ مشتركةٌ بينَ الأمهات المصابات بهذه الحالة هوَ الإحساس المتضخم بالمسؤولية والتقييم المفرط لخطر غياب الولد عن عيونها ، علمًا بأنها تؤمنُ بالقضاء والقدر ، وتعرفُ جدا أن الحذرَ لا يفيدُ في منع القدر ، لكنها لا تستطيعُ مقاومةَ أفكارها التسلطية المتعلقةَ بما يمكنُ أن يحدثَ للولد ولا أفعالها القهرية المتعلقةَ بمراقبته أو التضييق على ابتعاده عنها بشتى الطرق والوسائل .

وأما تأثيرُ إصابةِ الأم باضطراب الشخصية القسرية وكلمةُ الإصابة هنا في الحقيقة قد لا تكونُ موفقةً لأن اضطراب الشخصية إنما هوَ اضطراب في السمة بمعنى أنهُ يصبغُ حياةَ الشخص كلها منذ بداية مراهقته أو حتى منذ سنين طفولته وعلينا أن نستنتجَ من ذلك أن الأم هنا تكونُ موسوسةً من قبل أن تكونَ أمًّا !! ، بمعنى أن الأطفال يولدونَ وهيَ على هذه الحالة ، صحيحٌ أن الحالةَ تتميزُ بتداخل الأعراض فيها مع السلوكيات الحياتية العادية ويكونُ التمييز بينَ ما هوَ دليلٌ على المرض وما هوَ سلوكٌ بشريٌّ عادي أمرٌ يحتاجُ إلى خبرةٍ وإلى وقتٍ لكي يفصلَ فيه لكنَّ من يعيشونَ مع صاحب الشخصية القسرية يختلفُ الأمرُ بالنسبة لهم فشريكُ الحياة والأبناء إذن وضعهم مختلف لأنهم أكثرُ من يعانونَ من الجوانب السلبية في هذه الشخصية.

فالجوانبَ الإيجابيةَ في الشخصية القسرية تتمثلُ في الانضباطِ والالتزام باللوائح والقوانين مع الإخلاص والتفاني في العمل وهيَ أشياءٌ ربما ينتفعُ بها المجتمعُ أو المؤسسةُ التي تعملُ بها صاحبة الشخصية القسرية.

والحقيقةُ أن كونَ الأم صاحبةَ شخصية قسرية لابد أن يكونَ أكثر تأثيرًا على الأطفال من كون الأب هو صاحبُ الشخصية القسرية نظرًا لحميمية وطول العلاقة مع الأطفال من جانب الأم ، وهناكَ واحدةٌ من النقاط المتعلقة بهذا الموضوع وضعت فيه بعضُ الفرضيات ولكنها لم تثبتْ بالملاحظة العملية في عيادات الطب النفسي ، وهذه النقطة هيَ عمليةُ التدريب على استخدام الحمام فكما ذكرتُ في فصل اضطراب الشخصية القسرية فإن نظرية التحليل النفسي ترجعُ أسباب تكونِ الشخصية القسرية إلى الصعوبات النفسية التي يواجهها الطفلُ أثناء هذه الفترة إذا وصلت شدتها وحدتها إلى المستوى الذي يحدثُ معهُ تثبيتٌ في هذه المرحلة " المرحلة الشرجية "من مراحل النمو النفسي الجنسي ،

ولنتخيل أما موسوسةً أو صاحبةَ شخصية قسريةٍ فمن الطبيعي أنها ستتوقعُ من أطفالها قدرةً مبكرةً على التحكم والانضباط وهو ما لا يحدثُ دائمًا كما أنهُ يفتحُ احتمالاتٍ كثيرةٍ لأشكال التأثير السلوكي على الأطفال ، هذه الأم ربما تحاول تدريب طفلها على التحكم في عملية التبرز في سن صغيرة ربما كانت حتى أقل من السنة ، ومعروف أن نموَّ الوصلات العصبية بينَ النخاع الشوكي وبين القشرة المخية تلك الوصلات التي تجعلُ ذلك التحكم ممكنًا إنما يحدثُ في السنة الثانية من العمر وربما قرب نهايتها ، معنى ذلك أن هذه الأم تطلبُ من طفلها ما لا يستطيعُ هوَ بيولوجيًّا أن يصل إليه ،وبما أن صاحبة الشخصية القسرية لا تعترفُ بالضعف أو بالعجز البشري إلا مرغمةً ولا تغفرُ الإهمال أبدًا فإن مثل هذا الطفل طفلٌ مسكين لأن أمه تريدُهُ أن يطلب القسرية وهوَ بعدُ لا يتلقى في وعيه الإشارةَ بأن المستقيم ممتلئٌ وأنهُ على وشك التبرز كما يحدثُ في الكبار ! ، لكنها لا تفهم ذلك وتريدُ من طفلها أن يكونَ نظيفًا منذُ ولادته إذا استطاعتْ.

ولا نستطيعُ في النهاية أن نعمِّمَ ونقولَ أن تأثيرَ وسوسة الأم على الأطفال هيَ كذا أو كذا لأن طريقةَ تشكل سمات الشخصية لا تقاسُ ولا يصحُّ التنبؤ بها بهذه السهولة، وكلُّ ما نستطيعُ قولهُ هوَ أن وسوسة الأم كثيرًا ما تحمل الأطفالَ ألمًا نفسيا ومعاناةً ربما يكونُ لها أثرٌ على سلوكِ الطفل فيما بعد ، كما يمكنُ أن تكونَ لها تفاعلاتٌ مع ما يحملهُ هذا الطفلُ من مورثات يأخذها من الأم الموسوسة ولكنَّ الشكل الذي سنصلُّ إليه في النهاية يصعبُ التنبؤ به.

الخلافات العائلية لها تأثير سلبي على تنشئة الطفل وتخلق إنسانا غير متزن عرض/ محرر الصفحة: لم يعد غريباً أن نسمع أو نقرأ عن حوادث الطلاب داخل المدارس التي تتكرر بين الحين والآخر.. فهذا الطالب طعن زميله بسكين أثناء مشاجرة وآخر أطلق الرصاص على زميله داخل الفصل، وثالث ضرب معلمه ورابع اقتحم مدرسته من اجل السرقة. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يحدث داخل صروحنا التعليمية؟.. هل استبدل مثل هؤلاء الطلاب الكتب الدراسية في حقائبهم بمسدسات وأسلحة بيضاء؟ .. ومن المسؤول عن تكرار مثل هذه الحالات .. صحيح أنها لم تصبح ظاهرة، ولكن هناك حالات متعددة حدثت في مدارسنا لابد من دراستها وطرح أسباب حدوثها ووضع روشتة العلاج حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث. طرحت قضية العنف في المدارس على طاولة المناقشة من اجل وضع الحلول الكفيلة بعودة الوئام إلى الصروح التعليمية. لذا لابد من معاملة المراهقين معاملة توعوية والاخذ بايديهم وان يكون للاسرة دور مهم في التربية الصحيحة وان حدثت نزاعات او مشاجرات بين الطلاب فللمدرسة دور مهم في التدخل وحل مثل هذه المشاكل من خلال المرشد الطلابي الذي يقوم بتوجيه الطلاب التوجيه الصحيح وعليه ان يجلس مع الطلاب العدوانيين ومن خلال التحدث معهم قد يصل إلى السبب الرئيسي لتعديهم على زملائهم. كما لاننسى دور العائلة في التربية والسماح للطفل ان يبدي رأيه في المنزل وعدم ممارسه الدكتاتورية في البيت حتى يشعر بالثقة في نفسه وبأن آراءه مسموعة وأنها ذات أهمية. ظاهرة العنف و الشغب بين طلبة المدارس ظاهرة العنف و الشغب في المدارس أصبحت مثيرة للقلق سواء بالنسبة لأولياء الأمور أو العاملين في المدارس. ونتيجة الشكاوى التي نسمعها من ابنائنا ومن اصدقائهم في المدارس ار تأينا أن نرصد هذه الظاهرة ونقف على اسبابها لأنها غالبا ما تكون مرتبطة بالعنف البيتي حيث ان الخلافات العائلية لها تأثير سلبي على تنشئة الطفل، ذلك لأنها تخلق انسانا غير متزن. فمن اين يأتي العنف؟ وما مرده؟ وكيف يسيطر على مجتمعنا الآن، وتحديدا في مدارسنا وبين اولادنا؟! أما مايتعلق برأي الاختصاصيين النفسيين فيقول: إن الطالب العنيف هو طفل خائف فاقد للاحساس بالامان، وغالبا ما يعيش في جو عائلي متشنج، وربما هو طفل غير سوي نفسياً.. اما المدرس العنيف فهو انســــان يعاني من حالة نفسية غير مستقرة لها اسبابها المتعددة كأن تكون شخصية او عائلية او وراثية او مهنية او مشاكل واقعية بحاجة الى حلـــول. والمسألة اولا وأخيرا هي مقدرة المدرس على ان يكون المحور الأساس في عملية الضبط والتربية والتعليم بشكل حضاري. الطالب العنيف لم تنتجه المدرسة فقد اتى من المنزل باستعداد مكتسب للعدوانية لكن هناك اسباباً تجعل الطالب يستخدم العنف في المدرسة حددها العلماء في النقاط التالية: 1 - عدم الاهتمام بالطالب وعدم الاكتراث به مما يدفعه إلى استخدام العنف ليلفت الانتباه إليه. 2 - عدم الشعور باحترام وتقدير الآخرين. 3 - عدم الشعور بالأمن. 4 - التعبير عن مشاعر الغيرة. 5 - استمرار الاحباط لفترة طويلة. 6 - تشجيع بعض الأسر للأبناء على مبدأ «من ضربك فاضربه». 7 - الاعتقاد بأن تخريب ممتلكات المعلمين يساعد على تغيير معاملة المعلمين. 8 - العقاب البدني. 9 - ضعف القدرات التحصيلية. 10 - تساهل المدرسة في اتخاذ الاجراءات النظامية ضد الطلاب العدوانيين. 11 - مشاهدة أفلام العنف. والسبب الأخير تؤكده وسائل الإعلام في تغذية السلوك العدواني عند الطلاب إذ جاءت النتيجة من وجهة نظر المعلمين ان 50 % منهم أوضح ان اسباب العنف الطلابي تعود إلى الأفلام المثيرة والعنيفة. وذهب نحو 22 % من المعلمين الى ان الأسرة أحد أسباب ظهور العنف بين الطلاب، وذكر 2 % من المعلمين أن للبيئة المدرسية أهمية في معالجة العنف الطلابي. 12 - عدم التعامل الفردي مع الطالب، وعدم مراعاة الفروق الفردية داخل الصف. 13 - عدم تقدير الطالب كأنسان له احترامه وكيانه. 14 - عدم السماح للطالب بالتعبير عن مشاعره فغالباً ما يقوم المعلمون بإذلال الطالب وإهانته إذا أظهر غضبه. 15 - التركيز على جوانب الضعف عند الطالب والإكثار من انتقاده. 16 - الاستهزاء بالطالب والاستهتار بأقواله وأفكاره. 17 - رفض مجموعة الرفاق والزملاء للطالب مما يثير غضبه وسخطه عليهم. 18 - وجود مسافة كبيرة بين المعلم والطالب، حيث لا يستطيع محاورته او نقاشه حول علاماته او عدم رضاه عن المادة. كذلك خوف الطالب من السلطة يمكن أن يؤدي الى خلق تلك المسافة. 19 - الاعتماد على أساليب التلقين التقليدية. 20 - عنف المعلم اتجاه الطلاب. 21 - عندما لا توفر المدرسة الفرصة للطلاب للتعبير عن مشاعرهم وتفريغ عدوانيتهم بطرق سليمة. 22 - المنهج وملاءمته لاحتياجات الطلاب. 23 - التأثر بما يعرض في القنوات الفضائية وخصوصا تلك البرامج الهابطة. 24 -ضعف دور الأسرة في توجيه الأبناء والحرص على نشأتهم نشأة صالحة . فالدلع هو الصفة السائدة بين الآباء والأمهات . -25 التركيز في المدارس على المعلومات دون التركيز على الاخلاق والصفات الحميدة . -26 من اسباب انتشار تلك الظاهرة بعض قرارات وزارة التربية التي اضاعت هيبة المعلم والمعلمة . 27- أصدقاء السوء والتأثر بهم وكم من طلاب كانوا مميزين وخلقهم رائع لكن بسبب مرافقتهم لأصدقاء السوء تغيرت أخلاقهم . 28- بعض المختصين يرون ان الأسباب تعود لوقت الفراغ الكبير غير المستغل وغياب توعية الطلاب بأهمية المشاركة في الأنشطة الطلابية وعدم قيام أولياء الأمور بتوعية أبنائهم بأهمية العلم . 29 - ضعف الوازع الديني . 30 - سمة التقليد بين الطلاب المراهقين تعتبر من أسباب انتشار العنف . 31 - غياب الأنشطة التي يمكن أن تستوعب طاقات الطلاب ومنها الأنشطة الرياضية والفنية وسد حالة الفراغ التي يعيشها الغالبية العظمى من الطلاب. 32 - عدم القدرة على التعامل مع الطلاب بطرق تربوية صحيحة . 33 - عدم فهم الطالب جيداً في حالة انتقاله من مرحلة دراسية لأخرى خاصة في سن المراهقة ووجود شحنة زائدة لدى الطالب يفرغها في المدرسة بالعنف وعدم اهتمام بعض إدارات المدارس بالمحاضرات اليومية التوعوية وانفصال أحد الوالدين عن الآخر وغيرها مما له تأثير عكسي على الطالب ووجود وقت فراغ متسع غير مستغل نظراً لعدم توعية الطلاب من قبل المدرسة بالمشاركة في الأنشطة. علاقات سوية إضافة إلى أن الصحة النفسية مهمة للمجتمع بمؤسساته المختلفة مثل الأسرة والمدرسة ومكان العمل، ففي الأسرة.. تعتبر صحة الأبوين النفسية عاملاً مهماً يؤدي إلى تماسك الأسرة ونمو الطفل نمواً نفسياً سليماً.. وفي المدرسة تعتبر الصحة النفسية ضرورية فالعلاقات السوية بين الإدارة والمدرسة وبين المدرسين وبعضهم تؤدي الى نمو سليم في الخلية التعليمية الأساسية. ان العلاقات الاجتماعية في المدرسة تؤثر على الصحة النفسية للطالب والعلاقات الجيدة بين المدرس والطالب تؤدي إلى النمو التربوي السليم كما ان العلاقة الجيدة بين المدرسة والمنزل تساعد على رعاية النمو النفسي للأبناء. وأوضح ان بعض سلوكيات العنف بين الطلاب غالباً ما تظهر في مرحلة مراهقتهم وتعود إلى الحساسية الانفعالية ورغبة الطالب في السعي لتأكيد ذاته بجانب تصنيفه لنفسه ضمن البالغين الذين لا يحتاجون للنصح والارشاد بالإضافة إلى المؤثرات الإعلامية والثقافية التي بدأت تغزو عقول طلابنا من خلال ما يتم بثه عبر الفضائيات والتي تخالف قيمنا الإسلامية وبعض عاداتنا وتقاليدنا كل ذلك يعطي الفرصة لبعض الأبناء لاختيار سلوكيات غير مبررة تعبر عن أحاسيسهم ومشاعرهم ورغبة في الانطلاق بعيداً عن التعقل. وطالب بضرورة عدم اتاحة الفرصة أمام الطلاب المراهقين لاطلاق العنان لهم للاتجاه العاطفي بشكل أكثر من اللازم، حيث انهم بحاجة للرعاية من خلال التوعية على مستوى كافة المؤسسات التعليمية والاجتماعية المتعاملة مع هؤلاء الطلاب. أهمية المشكلة إن المساهمة في حل هذه المشكلة ستدفع نحو تطوير العملية التعليمية في بلادنا ، ذلك إن القضاء على العنف داخل أروقة المدرسة سيؤدي إلى انصراف الطلبة والمعلمين ومديري المدارس والمسؤولين إلى تجويد تلك العملية وسيعطي مجالا لازدهار التربية والتعليم وفي مجالات المجتمع المدني المنشود . إن خلق مدرسة تقوم على اللاعنف يعني في نهاية المطاف خلق مجتمع يحترم الإنسان وحقوقه، فالهدف الأساسي من التربية هو تحقيق النمو والتكامل والازدهار. إن التعليم كما يجري في شخصية الإنسان يتميز بصفتين رئيسيتين : فهو من جهة يقلل من أهمية الإقناع والمكافأة ومن جهة أخرى يزيد من أهمية العقاب الجسدي والتلقين. هناك طوق تربوي على الأقل نحو تفعيل التربية وعصرنتها وبث مفاهيم ديمقراطية في العملية التعليمية، ومن هذه المفاهيم إقامة علاقة إنسانية بين أركان التعليم خصوصا بين المعلم والطالب وطلب الوزارة صراحة بعدم استخدام أساليب العنف المادي واللفظي تجاه الطلبة ، بالإضافة لنشر المئات من المرشدين النفسيين في المدارس لتوجيه سلوك الطلبة وفهم مستوياتهم وحل مشاكلهم بأساليب تربوية حديثة بعيدا عن الأساليب القديمة ، ومعنى ذلك إن راس الهرم التربوي يتفق مع اللاعنف في المدارس ، لكن المشكلة تظل كامنة في الطالب والمعلم والمدير كونهم مواطنين مازالوا يتأثرون بالمجتمع الذي يعيشون فيه كما يقول الباحث الدكتور علي وطفة: بعض المعلمين وبتأثر من خلفياتهم الثقافية التربوية يلجؤون إلى أسلوب العنف في تعاملهم مع التلاميذ وذلك للأسباب التالية : 1 -بعض المعلمين ينتمون إلى أوساط اجتماعية تعتمد التسلط والإكراه في التربية وهم في المدرسة يعكسون حالتهم هذه. 2 -بعض المربين لم تسنح لهم فرص الحصول على تأهيل تربوي مناسب،فهم بذلك لا يملكون وعيا تربويا بطرق التعامل مع الأطفال وفقا للنظريات التربوية الحديثة . 3 - المعلم بشكل عام يعيش ظروفا اجتماعية تتميز بالصعوبة الحياتية ، إضافة إلى الهموم والمشكلات اليومية التي تجعله غير قادر على التحكم بالعملية التربوية ، إذ يتعرض للاستثارة السريعة والانفجارات العصبية أمام التلاميذ . 4 - إن الفكرة السائدة سابقا هي إن المعلم المتسلط هو الذي يتحقق لديه مستوى الكفاءة العلمية التربوية معا. ولكن هذه النظرية أثبتت خطاها فان المعلم الديمقراطي هو المعلم المتمكن المؤهل وهو وحده الذي يستطيع أن يعتمد على الحوار الموضوعي في توجيه طلابه وتعليمهم ،دون اللجوء إلى العنف. والمعلم الذي يستخدم الاستهجان والتبخيس والكلمات النابية يكرس العنف ويشوه البنية النفسية للطالب ،والمدرسة عندما تتبع هذه الأساليب من عنف وإكراه وإحباط إزاء التلاميذ تكون بمنزلة مؤسسة لتدمير الأجيال وإخفاقهم في كل المجالات.. وهناك عدة نصوص سواء في مجال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو اتفاقية حقوق الطفل أو نصوص منظمة العمل الدولية، إضافة إلى التشريعات العربية المحلية تنادي بحقوق الطفل، ولكن العمل لا يكون بمجرد إصدار القوانين مهما كانت عادلة وسامية، بل بتطبيق المجتمع لها. البيئة المدرسية الإنسان يتميز بالقدرة غير المحدودة على التكيف مع البيئة وتكييف البيئة لحاجاته، وان خروج الطفل عن الأنظمة المدرسية له أسباب يجب أن نبحث عنها في إطار الوسط الذي يعيش فيه التلميذ والأسرة التي ينتمي إليها. وتوجد أساليب متعددة ومتنوعة جدا يمكن استخدامها في معالجة هذه الظاهرة فالقليل من الاحترام والتفهم يجعلنا قادرين على احتواء مظاهر العنف، وفي كل الأحوال فان العنف والإكراه عملية تخدير مؤقت وليس حلا جذريا، لان الطفل الذي كبح جماحه بالقوة سيعود إلى مخالفة النظام كلما سنحت له الفرصة. أما فيما يتعلق بمسالة التقصير المدرسي والتخلف الدراسي:فهي تعود إلى عوامل اجتماعية وأسرية،والتقصير ليس مسؤولية الطفل وحده بل هو مسؤولية الأسرة ومسؤولية المدرسة ذاتها. وفي كل الأحوال فان العقاب ليس حلا، إنما المساعدة والتفهم والتشجيع ومعالجة الظروف المحيطة بالطفل هي الوسائل التربوية التي يجب أن تعتمد كحلول موضوعية لهذه الإشكالية. العنف والتحصيل المدرسي ماهي الآثار الناجمة عن استخدام العنف في التحصيل المدرسي؟! لايمكن للعنف أن يؤدي إلى نمو طاقة التفكير والإبداع عند الطفل، والعنف لا يؤدي في افضل نتائجه إلا إلى عملية استظهار بعض النصوص والأفكار، إن القدرة على التفكير لا تنمو إلا في مناخ الحرية، فالحرية والتفكير أمران لا ينفصلان. وإذا كانت العقوبة تساعد في زيادة التحصيل فان الأمر لا يتعدى كونه أمرا وقتيا عابرا وسوف يكون على حساب التكامل الشخصي، والدراسات التربوية الحديثة تؤكد أن الأطفال الذين يحققون نجاحا وتفوقا في دراستهم هم الأطفال الذين ينتمون إلى اسر تسودها المحبة والأجواء الديمقراطية. والعملية التربوية ليست تلقين المعلومات والمناهج بل إنها عملية متكاملة تسعى إلى تحقيق النمو والازدهار والتكامل. بعض النقاط الأساسية لمعالجة هذه الظاهرة: 1 - تنمية وتطوير الوعي التربوي على مستوى الأسرة والمدرسة، ويتم ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال إخضاع المعلمين والآباء لدورات اطلاعية وعلمية حول افضل سبل تربية الأطفال ومعاملتهم. 2 - تحقيق الاتصال الدائم بين المدرسة والأسرة واقامة ندوات تربوية خاصة بتنشئة الأطفال. 3 - تعزيز وتدعيم تجربة الإرشاد الاجتماعية، والتربوي في المدارس وإتاحة الفرصة أمام المرشدين من اجل رعاية الأطفال وحمايتهم وحل مشكلاتهم ومساعدتهم في تجاوز الصعوبات التي تعترضهم. 4 - ربط المدارس بمركز الرعاية الاجتماعية والنفسية الذي يحتوي على عدد من الأختصاصيين في مجال علم النفس والصحة النفسية والخدمة الاجتماعية، حيث تتم مساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات كبيرة في تكيفهم المدرسي، وحل المشكلات السلوكية والنفسية التي يعجز المرشد عن إيجاد حلول لها، أي أن يكون مرجعية تربوية نفسية واجتماعية لكل محافظة أو مدينة على الأقل . 5 -التعاون بين المدارس وجمعية حماية الطفل في رصد مشكلة العنف لدى الأطفال ومعالجتها


الخلافات العائلية لها تأثير سلبي على تنشئة الطفل وتخلق إنسانا غير متزن

عرض/ محرر الصفحة:

لم يعد غريباً أن نسمع أو نقرأ عن حوادث الطلاب داخل المدارس التي تتكرر بين الحين والآخر.. فهذا الطالب طعن زميله بسكين أثناء مشاجرة وآخر أطلق الرصاص على زميله داخل الفصل، وثالث ضرب معلمه ورابع اقتحم مدرسته من اجل السرقة. والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يحدث داخل صروحنا التعليمية؟.. هل استبدل مثل هؤلاء الطلاب الكتب الدراسية في حقائبهم بمسدسات وأسلحة بيضاء؟ .. ومن المسؤول عن تكرار مثل هذه الحالات .. صحيح أنها لم تصبح ظاهرة، ولكن هناك حالات متعددة حدثت في مدارسنا لابد من دراستها وطرح أسباب حدوثها ووضع روشتة العلاج حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث.

طرحت قضية العنف في المدارس على طاولة المناقشة من اجل وضع الحلول الكفيلة بعودة الوئام إلى الصروح التعليمية.

لذا لابد من معاملة المراهقين معاملة توعوية والاخذ بايديهم وان يكون للاسرة دور مهم في التربية الصحيحة وان حدثت نزاعات او مشاجرات بين الطلاب فللمدرسة دور مهم في التدخل وحل مثل هذه المشاكل من خلال المرشد الطلابي الذي يقوم بتوجيه الطلاب التوجيه الصحيح وعليه ان يجلس مع الطلاب العدوانيين ومن خلال التحدث معهم قد يصل إلى السبب الرئيسي لتعديهم على زملائهم.

كما لاننسى دور العائلة في التربية والسماح للطفل ان يبدي رأيه في المنزل وعدم ممارسه الدكتاتورية في البيت حتى يشعر بالثقة في نفسه وبأن آراءه مسموعة وأنها ذات أهمية.


ظاهرة العنف و الشغب بين طلبة المدارس

ظاهرة العنف و الشغب في المدارس أصبحت مثيرة للقلق سواء بالنسبة لأولياء الأمور أو العاملين في المدارس. ونتيجة الشكاوى التي نسمعها من ابنائنا ومن اصدقائهم في المدارس ار تأينا أن نرصد هذه الظاهرة ونقف على اسبابها لأنها غالبا ما تكون مرتبطة بالعنف البيتي حيث ان الخلافات العائلية لها تأثير سلبي على تنشئة الطفل، ذلك لأنها تخلق انسانا غير متزن.

فمن اين يأتي العنف؟ وما مرده؟ وكيف يسيطر على مجتمعنا الآن، وتحديدا في مدارسنا وبين اولادنا؟!

أما مايتعلق برأي الاختصاصيين النفسيين فيقول: إن الطالب العنيف هو طفل خائف فاقد للاحساس بالامان، وغالبا ما يعيش في جو عائلي متشنج، وربما هو طفل غير سوي نفسياً.. اما المدرس العنيف فهو انســــان يعاني من حالة نفسية غير مستقرة لها اسبابها المتعددة كأن تكون شخصية او عائلية او وراثية او مهنية او مشاكل واقعية بحاجة الى حلـــول.

والمسألة اولا وأخيرا هي مقدرة المدرس على ان يكون المحور الأساس في عملية الضبط والتربية والتعليم بشكل حضاري.

الطالب العنيف لم تنتجه المدرسة فقد اتى من المنزل باستعداد مكتسب للعدوانية لكن هناك اسباباً تجعل الطالب يستخدم العنف في المدرسة حددها العلماء في النقاط التالية:

1 - عدم الاهتمام بالطالب وعدم الاكتراث به مما يدفعه إلى استخدام العنف ليلفت الانتباه إليه.

2 - عدم الشعور باحترام وتقدير الآخرين.

3 - عدم الشعور بالأمن.

4 - التعبير عن مشاعر الغيرة.

5 - استمرار الاحباط لفترة طويلة.

6 - تشجيع بعض الأسر للأبناء على مبدأ «من ضربك فاضربه».

7 - الاعتقاد بأن تخريب ممتلكات المعلمين يساعد على تغيير معاملة المعلمين.

8 - العقاب البدني.

9 - ضعف القدرات التحصيلية.

10 - تساهل المدرسة في اتخاذ الاجراءات النظامية ضد الطلاب العدوانيين.

11 - مشاهدة أفلام العنف.

والسبب الأخير تؤكده وسائل الإعلام في تغذية السلوك العدواني عند الطلاب إذ جاءت النتيجة من وجهة نظر المعلمين ان 50 % منهم أوضح ان اسباب العنف الطلابي تعود إلى الأفلام المثيرة والعنيفة. وذهب نحو 22 % من المعلمين الى ان الأسرة أحد أسباب ظهور العنف بين الطلاب، وذكر 2 % من المعلمين أن للبيئة المدرسية أهمية في معالجة العنف الطلابي.

12 - عدم التعامل الفردي مع الطالب، وعدم مراعاة الفروق الفردية داخل الصف.

13 - عدم تقدير الطالب كأنسان له احترامه وكيانه.

14 - عدم السماح للطالب بالتعبير عن مشاعره فغالباً ما يقوم المعلمون بإذلال الطالب وإهانته إذا أظهر غضبه.

15 - التركيز على جوانب الضعف عند الطالب والإكثار من انتقاده.

16 - الاستهزاء بالطالب والاستهتار بأقواله وأفكاره.

17 - رفض مجموعة الرفاق والزملاء للطالب مما يثير غضبه وسخطه عليهم.

18 - وجود مسافة كبيرة بين المعلم والطالب، حيث لا يستطيع محاورته او نقاشه حول علاماته او عدم رضاه عن المادة. كذلك خوف الطالب من السلطة يمكن أن يؤدي الى خلق تلك المسافة.

19 - الاعتماد على أساليب التلقين التقليدية.

20 - عنف المعلم اتجاه الطلاب.

21 - عندما لا توفر المدرسة الفرصة للطلاب للتعبير عن مشاعرهم وتفريغ عدوانيتهم بطرق سليمة.

22 - المنهج وملاءمته لاحتياجات الطلاب.

23 - التأثر بما يعرض في القنوات الفضائية وخصوصا تلك البرامج الهابطة.

24 -ضعف دور الأسرة في توجيه الأبناء والحرص على نشأتهم نشأة صالحة . فالدلع هو الصفة السائدة بين الآباء والأمهات .

-25 التركيز في المدارس على المعلومات دون التركيز على الاخلاق والصفات الحميدة .

-26 من اسباب انتشار تلك الظاهرة بعض قرارات وزارة التربية التي اضاعت هيبة المعلم والمعلمة .

27- أصدقاء السوء والتأثر بهم وكم من طلاب كانوا مميزين وخلقهم رائع لكن بسبب مرافقتهم لأصدقاء السوء تغيرت أخلاقهم .

28- بعض المختصين يرون ان الأسباب تعود لوقت الفراغ الكبير غير المستغل وغياب توعية الطلاب بأهمية المشاركة في الأنشطة الطلابية وعدم قيام أولياء الأمور بتوعية أبنائهم بأهمية العلم .

29 - ضعف الوازع الديني .

30 - سمة التقليد بين الطلاب المراهقين تعتبر من أسباب انتشار العنف .

31 - غياب الأنشطة التي يمكن أن تستوعب طاقات الطلاب ومنها الأنشطة الرياضية والفنية وسد حالة الفراغ التي يعيشها الغالبية العظمى من الطلاب.

32 - عدم القدرة على التعامل مع الطلاب بطرق تربوية صحيحة .

33 - عدم فهم الطالب جيداً في حالة انتقاله من مرحلة دراسية لأخرى خاصة في سن المراهقة ووجود شحنة زائدة لدى الطالب يفرغها في المدرسة بالعنف وعدم اهتمام بعض إدارات المدارس بالمحاضرات اليومية التوعوية وانفصال أحد الوالدين عن الآخر وغيرها مما له تأثير عكسي على الطالب ووجود وقت فراغ متسع غير مستغل نظراً لعدم توعية الطلاب من قبل المدرسة بالمشاركة في الأنشطة.


علاقات سوية

إضافة إلى أن الصحة النفسية مهمة للمجتمع بمؤسساته المختلفة مثل الأسرة والمدرسة ومكان العمل، ففي الأسرة.. تعتبر صحة الأبوين النفسية عاملاً مهماً يؤدي إلى تماسك الأسرة ونمو الطفل نمواً نفسياً سليماً.. وفي المدرسة تعتبر الصحة النفسية ضرورية فالعلاقات السوية بين الإدارة والمدرسة وبين المدرسين وبعضهم تؤدي الى نمو سليم في الخلية التعليمية الأساسية.

ان العلاقات الاجتماعية في المدرسة تؤثر على الصحة النفسية للطالب والعلاقات الجيدة بين المدرس والطالب تؤدي إلى النمو التربوي السليم كما ان العلاقة الجيدة بين المدرسة والمنزل تساعد على رعاية النمو النفسي للأبناء.

وأوضح ان بعض سلوكيات العنف بين الطلاب غالباً ما تظهر في مرحلة مراهقتهم وتعود إلى الحساسية الانفعالية ورغبة الطالب في السعي لتأكيد ذاته بجانب تصنيفه لنفسه ضمن البالغين الذين لا يحتاجون للنصح والارشاد بالإضافة إلى المؤثرات الإعلامية والثقافية التي بدأت تغزو عقول طلابنا من خلال ما يتم بثه عبر الفضائيات والتي تخالف قيمنا الإسلامية وبعض عاداتنا وتقاليدنا كل ذلك يعطي الفرصة لبعض الأبناء لاختيار سلوكيات غير مبررة تعبر عن أحاسيسهم ومشاعرهم ورغبة في الانطلاق بعيداً عن التعقل.

وطالب بضرورة عدم اتاحة الفرصة أمام الطلاب المراهقين لاطلاق العنان لهم للاتجاه العاطفي بشكل أكثر من اللازم، حيث انهم بحاجة للرعاية من خلال التوعية على مستوى كافة المؤسسات التعليمية والاجتماعية المتعاملة مع هؤلاء الطلاب.

أهمية المشكلة

إن المساهمة في حل هذه المشكلة ستدفع نحو تطوير العملية التعليمية في بلادنا ، ذلك إن القضاء على العنف داخل أروقة المدرسة سيؤدي إلى انصراف الطلبة والمعلمين ومديري المدارس والمسؤولين إلى تجويد تلك العملية وسيعطي مجالا لازدهار التربية والتعليم وفي مجالات المجتمع المدني المنشود .

إن خلق مدرسة تقوم على اللاعنف يعني في نهاية المطاف خلق مجتمع يحترم الإنسان وحقوقه، فالهدف الأساسي من التربية هو تحقيق النمو والتكامل والازدهار. إن التعليم كما يجري في شخصية الإنسان يتميز بصفتين رئيسيتين : فهو من جهة يقلل من أهمية الإقناع والمكافأة ومن جهة أخرى يزيد من أهمية العقاب الجسدي والتلقين.

هناك طوق تربوي على الأقل نحو تفعيل التربية وعصرنتها وبث مفاهيم ديمقراطية في العملية التعليمية، ومن هذه المفاهيم إقامة علاقة إنسانية بين أركان التعليم خصوصا بين المعلم والطالب وطلب الوزارة صراحة بعدم استخدام أساليب العنف المادي واللفظي تجاه الطلبة ، بالإضافة لنشر المئات من المرشدين النفسيين في المدارس لتوجيه سلوك الطلبة وفهم مستوياتهم وحل مشاكلهم بأساليب تربوية حديثة بعيدا عن الأساليب القديمة ، ومعنى ذلك إن راس الهرم التربوي يتفق مع اللاعنف في المدارس ، لكن المشكلة تظل كامنة في الطالب والمعلم والمدير كونهم مواطنين مازالوا يتأثرون بالمجتمع الذي يعيشون فيه كما يقول الباحث الدكتور علي وطفة:

بعض المعلمين وبتأثر من خلفياتهم الثقافية التربوية يلجؤون إلى أسلوب العنف في تعاملهم مع التلاميذ وذلك للأسباب التالية :

1 -بعض المعلمين ينتمون إلى أوساط اجتماعية تعتمد التسلط والإكراه في التربية وهم في المدرسة يعكسون حالتهم هذه.

2 -بعض المربين لم تسنح لهم فرص الحصول على تأهيل تربوي مناسب،فهم بذلك لا يملكون وعيا تربويا بطرق التعامل مع الأطفال وفقا للنظريات التربوية الحديثة .

3 - المعلم بشكل عام يعيش ظروفا اجتماعية تتميز بالصعوبة الحياتية ، إضافة إلى الهموم والمشكلات اليومية التي تجعله غير قادر على التحكم بالعملية التربوية ، إذ يتعرض للاستثارة السريعة والانفجارات العصبية أمام التلاميذ .

4 - إن الفكرة السائدة سابقا هي إن المعلم المتسلط هو الذي يتحقق لديه مستوى الكفاءة العلمية التربوية معا.

ولكن هذه النظرية أثبتت خطاها فان المعلم الديمقراطي هو المعلم المتمكن المؤهل وهو وحده الذي يستطيع أن يعتمد على الحوار الموضوعي في توجيه طلابه وتعليمهم ،دون اللجوء إلى العنف.

والمعلم الذي يستخدم الاستهجان والتبخيس والكلمات النابية يكرس العنف ويشوه البنية النفسية للطالب ،والمدرسة عندما تتبع هذه الأساليب من عنف وإكراه وإحباط إزاء التلاميذ تكون بمنزلة مؤسسة لتدمير الأجيال وإخفاقهم في كل المجالات.. وهناك عدة نصوص سواء في مجال الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو اتفاقية حقوق الطفل أو نصوص منظمة العمل الدولية، إضافة إلى التشريعات العربية المحلية تنادي بحقوق الطفل، ولكن العمل لا يكون بمجرد إصدار القوانين مهما كانت عادلة وسامية، بل بتطبيق المجتمع لها.

البيئة المدرسية

الإنسان يتميز بالقدرة غير المحدودة على التكيف مع البيئة وتكييف البيئة لحاجاته، وان خروج الطفل عن الأنظمة المدرسية له أسباب يجب أن نبحث عنها في إطار الوسط الذي يعيش فيه التلميذ والأسرة التي ينتمي إليها.

وتوجد أساليب متعددة ومتنوعة جدا يمكن استخدامها في معالجة هذه الظاهرة فالقليل من الاحترام والتفهم يجعلنا قادرين على احتواء مظاهر العنف، وفي كل الأحوال فان العنف والإكراه عملية تخدير مؤقت وليس حلا جذريا، لان الطفل الذي كبح جماحه بالقوة سيعود إلى مخالفة النظام كلما سنحت له الفرصة.

أما فيما يتعلق بمسالة التقصير المدرسي والتخلف الدراسي:فهي تعود إلى عوامل اجتماعية وأسرية،والتقصير ليس مسؤولية الطفل وحده بل هو مسؤولية الأسرة ومسؤولية المدرسة ذاتها. وفي كل الأحوال فان العقاب ليس حلا، إنما المساعدة والتفهم والتشجيع ومعالجة الظروف المحيطة بالطفل هي الوسائل التربوية التي يجب أن تعتمد كحلول موضوعية لهذه الإشكالية.

العنف والتحصيل المدرسي

ماهي الآثار الناجمة عن استخدام العنف في التحصيل المدرسي؟!

لايمكن للعنف أن يؤدي إلى نمو طاقة التفكير والإبداع عند الطفل، والعنف لا يؤدي في افضل نتائجه إلا إلى عملية استظهار بعض النصوص والأفكار، إن القدرة على التفكير لا تنمو إلا في مناخ الحرية، فالحرية والتفكير أمران لا ينفصلان. وإذا كانت العقوبة تساعد في زيادة التحصيل فان الأمر لا يتعدى كونه أمرا وقتيا عابرا وسوف يكون على حساب التكامل الشخصي، والدراسات التربوية الحديثة تؤكد أن الأطفال الذين يحققون نجاحا وتفوقا في دراستهم هم الأطفال الذين ينتمون إلى اسر تسودها المحبة والأجواء الديمقراطية. والعملية التربوية ليست تلقين المعلومات والمناهج بل إنها عملية متكاملة تسعى إلى تحقيق النمو والازدهار والتكامل.

بعض النقاط الأساسية لمعالجة هذه الظاهرة:

1 - تنمية وتطوير الوعي التربوي على مستوى الأسرة والمدرسة، ويتم ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال إخضاع المعلمين والآباء لدورات اطلاعية وعلمية حول افضل سبل تربية الأطفال ومعاملتهم.

2 - تحقيق الاتصال الدائم بين المدرسة والأسرة واقامة ندوات تربوية خاصة بتنشئة الأطفال.

3 - تعزيز وتدعيم تجربة الإرشاد الاجتماعية، والتربوي في المدارس وإتاحة الفرصة أمام المرشدين من اجل رعاية الأطفال وحمايتهم وحل مشكلاتهم ومساعدتهم في تجاوز الصعوبات التي تعترضهم.

4 - ربط المدارس بمركز الرعاية الاجتماعية والنفسية الذي يحتوي على عدد من الأختصاصيين في مجال علم النفس والصحة النفسية والخدمة الاجتماعية، حيث تتم مساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات كبيرة في تكيفهم المدرسي، وحل المشكلات السلوكية والنفسية التي يعجز المرشد عن إيجاد حلول لها، أي أن يكون مرجعية تربوية نفسية واجتماعية لكل محافظة أو مدينة على الأقل .

5 -التعاون بين المدارس وجمعية حماية الطفل في رصد مشكلة العنف لدى الأطفال ومعالجتها

أثر الرسوم المتحركة على نفسية الطفل وسلوكياته ... صرخة هاني خليفة

إن الحياة الإنسانية عبارة عن مجموعة من الحلقات العمرية، إلا أن أولها وأكثرها أهمية "مرحلة الطفولة". وتنسب الطفولة في اشتقاقها إلى الطفل أوإلى الصغير الذي لم يصل بعد إلى مرحلة الحلم(1).
وتعرف الطفولة أيضا بأنها تلك المرحلة العمرية التي يقضيها الصغار من أبناء البشر منذ الميلاد إلى أن يكتمل نموهم ويصلوا إلى حالة من النضج(2).
وقد شدد علماء النفس والتربية وأجمعوا على التأثير الحاسم للتربية في السنوات الأولى على الطفل، إذ لاحظ بعض الباحثين أن سمات وخصائص الشخصية إنما تتحدد في السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل(3).
وبما أن الطفل ينشأ وينموفي إطار اجتماعي ثقافي يرعى مسالك نموه ن فإن العلماء لاحظوا أن وسائل الإعلام ومنها التلفزيون تعد من بين أبرز تلك الأطر، فهويعدأكبر وسيلة استقبال من قبل الجماهير، كما أن له جاذبية متميزة تعكس ما له من خصائص وسمات تميزه عن سائر وسائل الإعلام الأخرى(4).
وهواي التلفزيون إلى جانب ذلك له دور هام لا سيما في حياة الطفل في مرحلة مبكرة تمتد من ثلاث سنوات إلى ست سنوات، إذ يعمل كمدعم قوي وكمنشط لعملية التعلم في كل من الفصل الدراسي وفي المنزل(5).
وغير خاف على أحد ما استجد في عصرنا الحاضر من انتشار وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وما لها من عظيم الأثر على خلقيات وسلوك الأطفال، حيث باتت تلعب دورا مهما في صياغة العقول والتوجهات والمعتقدات(6).
وبما أن الرسوم المتحركة تعد واحدة من أهم برامج الأطفال التي تعرض على التلفزيون، فإن لها دور كبير في جذب الأطفال وشد انتباههم، وذلك من شأنه أن يقودنا إلى عدة تساؤلات :ما مدى تأثير أفلام الكارتون على الأطفال؟ وما هي السلوكيات التي قد يكتسبها الأطفال من مشاهدتهم لهذه الأفلام وكيف يمكن للأهل تجنب عادات الطفل العنيفة التي اكتسبها من مشاهدته لأفلام الكارتون أوالرسوم المتحركة؟.
الحقيقة لقد تباينت الآراء حول مدى تأثير الرسوم المتحركة علي نفسية الطفل وكذاشخصيته، فذهب البعض إلى أنها سلاح ذوحدين، ويفهم من ذلك أن للرسوم المتحركة أبعاد إيجابية كما لها أبعاد سلبية، وهو الأمر الذي يغفل عنه الكثير من الأولياء معتقدين أن تلك الرسوم لا تعدوأن تكون عاملا ينشغل به الطفل عن الخارج، أوبإعتبارها ذلك الحصن المنيع الذي يقي الطفل من أخطار العالم الخارجي، إلا أن الخطر الأكبر هوعدم الانتباه إلى طبيعة تلك البرامج التي تقدم إليهم.
لقد باتت الرسوم المتحركة محل خلاف من قبل بعض الدارسين، إنها وباختصار سلاح ذوحدين لما تحمله في طياتها من إيجابيات وكذا من سلبيات.
فمن التأثيرات الإيجابية للرسوم المتحركة على الطفل:
* توسيع أفق التفكير لدى الاطفال، حيث أظهرت النتائج أن الأطفال قادرون على التعلم المعرفي من الكارتون، وأنهم قادرون على استخدام مستوى عال من مهارات التفكير العليا لقبول معلومات معرفية محصلة من الكارتون(7).
* ترك القيم الإيجابيبة وغرسها في نفوس الأطفال كقيم التعاون والصداقة والأمانة والأخوة.
* توضيح بعض المفاهيم التي يركز عليها الأطفال كالخير والشر، والصدق والكذب.
* تنمية المعرفة والقدرة على الابتكار والتفكير.
* تساعد الطفل على اكتساب الصفات الانسانية الجيدة وتنمي شخصيتهم(8).
أي أن هناك رسوما متحركة تنضوي على معايير تتوافق وقيم إسلامية، ولا يكون وراء عرضها مجرد التسلية، وهي تساهم في ترسيخ القيم العقدية الصحيحة لدى الأطفال، وهوأمر قد لا يدرك أهميته العديد من الأولياء، خاصة وأن مرحلة الطفولة هي حجر الأساس في بناء وتكوين القاعدة العقدية، إذ يولد الطفل على الفطرة ويكون حينها سهل الانقياد.(9)، وبالتالي نلفي أن هناك رسوما متحركة تنمي تمثل القيم الدينية لدى الطفل.وننوه بالذكر بوجود بعض الدراسات التي تناولت دور التلفزيون في تنمية القيم التربوية لدى الطفل، والتي هدفت للتعرف على أهم القيم التربوية الواردة في كارتون الأطفال، ومدى تقبل الأطفال للشخصية الكارتونية.
* من شأن بعض الرسوم المتحركة أن تعزز وتزيد من شعور الانتماء لدى الطفل إلى الجماعة، باعتبار أن الجوالجماعي عامل جوهري في تحقيق الصحة النفسية .(10)
* زيادة وإثراء خبرات الطفل، أي تحقيق جانب المنفعة إلى جانب المتعة والتسلية من خلال بعض الرسوم.

صرخة هاني خليفة ...الآثار النفسية التي تتركها الصدمات على الأطفال، وكيفية معالجتها

عادة ما تترك الحوادث التي يتعرض لها الإنسان الكثير من الدمار في الممتلكات المادية والأرواح، وتؤثر في أوجه الحياة الاجتماعية والأقتصادية، وتخلّف دماراً في البنية التحتية، وآثاراً ملموسة على من يتعرضون لها، وهذا ما تحاول أن تركز عليه وسائل الإعلام عند تصويرها للحدث، مغفلة نتائج وتداعيات الحادث الذي مر به الإنسان من النواحي النفسية والانفعالية، وخاصة الأطفال منهم، حيث تركز الكاميرا على مشاهد الدمار المادي والإصابات الجسدية دون قدرتها على الولوج إلى أعماق النفس الانسانية، والتعرف على مدى الدمار النفسي والانفعالي الذي لحق بالأطفال المعايشين لهذه الحوادث على مختلف أشكالها حتى بعد انتهائها.
ما تلبث الأحداث أن تصمت وتتبدد أصوات النحيب على شخص عزيز تم فقدانه، حتى تحاول الحياة أن تعود إلى طبيعتها وتلملم الأسرة المنكوبة جراحها، إلا أن هناك الكثير من المشاهد والأصوات التي ما زالت ماثلة أمام الأطفال وعالقة في أذهانهم، والتي لا يجدون تفسيراً لها، وكأن كابوساً مزلزلاً قد أتاهم بغتة وظل صداه يتردد ملازماً لهم في حياتهم اليومية، حيث تبقى حالة ما بعد الصدمة، من صور وأصوات وتخيلات، ساكنة في صمت في أعماق الطفل، إلى أن يتم استثارتها بين الحين والأخر، فتنفلت من عقالها عبر الأحلام والانفعالات، وبعض السلوكيات اليومية.
 
تستخدم عادة كلمة (صدمة) للتعبير عن التأثر النفسي الشديد، وهي حالة من الضغط النفسي تتجاوز قدرة الإنسان على التحمل والعودة إلى حالة التوازن الدائم بعدها، دون آثار مترسبة، وهناك من الصدمات التي تهدد بخطورة على الحياة أو الإصابات الجسدية والمفاجآت الخارقة للعادة … فتجعل الإنسان في مواجهة الخوف من الموت، الإبادة، الإيذاء، العجز، الألم أو الخسارة.
إن من أهم تأثيرات الصدمة على الأطفال هي الاضطرابات السلوكية التي تأخذ أشكالاً متعددة، كالقلق الشديد والخوف من المجهول وعدم الشعور بالأمان والتوتر المستمر، فيشعر الطفل بأنه مهدد دوماً بالخطر، وأن أسرته عاجزة عن حمايته، فعلى الرغم من أن الوالدان هما مصدر قوة الطفل وأمانه، إلا أنهما عاجزان عن توفير ذلك.
وكما هو عليه الحال في صدمة ما بعد الحرب والتي تترك آثارها النفسية والاجتماعية بعيدة المدى على الطفل، فهناك الصدمات الأخرى التي تحدث آثاراً عميقة في الطفل وتسبب له في بعض الأحيان ما يسمى باضطراب ما بعد الصدمة Post Trauma Disorder (PTD)، ومن هذه الصدمات المؤلمة: صدمة فقدان شخص عزيز على الطفل كموت أحد الوالدين أو الأقارب، صدمة التعرض لحادث سير مروّع، وصدمة التعرض لنوع من أنواع الإساءة الجسدية أو الجنسية، وصدمة التعرض لإعاقة وفقدان أحد أعضاء أو حواس الجسم.
 
ويعبر الطفل عن هذه مشاعر الصدمة بأوجه مختلفة، منها العدوان نحو الآخرين والتعامل بخشونة مع الزملاء، وسرعة الاستثارة الانفعالية، فنراه يصرخ أحياناً بلا سبب، أو يغضب لأتفه الأسباب، ومن العادات السلوكية التي تعبر عن قلق هؤلاء الأطفال نتيجة الصدمة قضم الأظافر والتبول اللاإرادي، والتي تعتبر انعكاساً لحالة من الأمان التي كان يعيشها الطفل في مرحلة عمرية سابقة، وهو يحن للرجوع إليها كونها تذكّره بمرحلة ممتعة بالنسبة له، أو هروباً من الواقع الموجود حالياً.
وفي ظل هذه الظروف التي عايشها الطفل، لا بد من التدخل لحمايته للحد من تفاقم هذه المظاهر النفسية والانفعالية التي طرأت عنده والتي قد تترك بصماتها على شخصيته على المدى البعيد، ومن أهم استراتيجيات التعامل معهم هي الطمأنة ومحاولة إعادة حالة الشعور بالأمان، نظراً لأن الأمان هو من الحاجات الفسيولوجية الهامة عند الإنسان والتي صنفها بعض علماء النفس بعد حاجات الطعام والشراب والنوم، فإذا لم يتم إشباع هذه الحاجة سينعكس الأمر بالضرورة على مدى قدرة الطفل على اشباع الحاجات النفسية والاجتماعية الأخرى التي ترتكز عليها، كالحاجة إلى الحب والانتماء والتقدير.
 وهناك حاجة إلى التفريغ النفسي والانفعالي للمشاعر المكبوتة التي اكتسبها الطفل وقت الحرب، حيث يعجز الكثير من الأطفال عن الحوار اللفظي للتعبير عما يجول في خواطرهم ويشعرون به، لذلك يكون اللعب الحر والرسم وتمثيل الأدوار أدوات هامة لتفريغ هذه الإنفعالات، إضافة إلى محاولة إخراج الطفل من دائرة الحرب التي طوقت عنقه طوال فترة من الوقت، وتوفير الجو الملائم الذي يشبع فيه ميوله واهتماماته، وممارسة الأنشطة المثمرة والترفيهية، إضافة إلى الانخراط في الجو التعليمي الذي يشد الطفل للإهتمام بالمذاكرة بعيداً عن آثار الحرب وترسباتها.
 
وخلاصة توجيهات المختصين في هذا المجال أنه على الأهل في حال تعرض الطفل لظروف مروعة أن يبدأوا مباشرة بإحاطتهم بالإطمئنان ولا يتركونهم عرضة لمواجهة هذه المشاهد دون دعم نفسي، وذلك عن طريق الحديث المتواصل معهم وطمأنتهم بأن كل شي سيكون على ما يرام وأنهم لن يصيبهم شي مع التركيز على بث كلمات من الحب أو تشتيت فكرهم عن التركيز في الحدث المروع الذي وقع…. فهذه اللحظة هي الأهم في حياة الطفل النفسية وكلما تركناه يواجهها وحده يزداد أثرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد .
 
وفيما يلي مجموعة من الإقتراحات العملية المقدمة لأولياء الأمور من أجل مساعدة الأطفال في أعقاب تعرضهم لصدمة ما:
 
استمع
من المهم جداً أن تجعل أبناءك يعلمون انك تهتم بهم وانك متاح لهم إذا أرادوا التحدث عن مشاعرهم… وأحيانا لا يعرف الطفل من أين يبدأ ، ولهذا حاول أن تشجع الأطفال عن طريق توجيه أسئلة ذات علاقة بالموضوع الذي شكل لهم الصدمة، دون أن يبدو الأمر وكأنه استجواب. وقد تحاول أيضا أن تكون قدوة لهم عن طريق مشاطرتهم مشاعرك الخاصة من أجل بدء محادثة، أو قراءة كتب معهم عن أطفال أصيبوا بنفس المشاعر التي يمرون بها وقد تغلبوا عليها، من أجل تحفيز النقاش مع الأطفال.
 
استخدم وسائل اتصال غير شفوية
يجد العديد من الأطفال صعوبة في التعبير عن أنفسهم شفوياً. حاول المبادرة إلى إجراء "محادثة" عن طريق ألعاب أو رسومات، عندئذ يستطيع الطفل التعبير عن نفسه أثناء وجودك بجانبه، وقد يكون عناق واحد أحيانا أكثر أثراً من حديث مطّول.
 
كن صبوراً
يواجه الأطفال الصدمات بطريقة تختلف عن طريقة مواجهة الكبار لها، فهم لا يستطيعون تدبر أمورهم عند فترة وقوع الحدث، بل يفضلون التنقل بين الحزن والحياة الروتينية…حاول الامتناع عن إصدار حكم عندما يريد طفلك مشاهدة أفلام كرتون ضوضائية أو استقبال أصدقاء بالبيت، ولا تنسى أن هذا لا يعني بأن طفلك لا يشعر بحالة الصدمة.. بل هذه هي وسيلته لمواجهة الموقف، ويمكن أن تكون هذه الوسيلة مختلفة عن وسيلتك في المواجهة.
 
اقبل المساعدة من العائلة والأصدقاء
في الفترة التي تعقب حالة الصدمة، قد تجد مشقة كبيرة في العناية بطفلك أو بنفسك كذلك. فلا تتردد في الطلب من العائلة ومن أصدقاء مقربين مساعدتك في العناية بالأطفال أو مساعدتهم على الترفيه والخروج من حالة الصدمة التي تعرضوا لها وما يرافقها من مشاعر.
 
قلّص التعرض لصور مزعجة في وسائل الإعلام
لا بد من مراقبة مشاهدة الطفل للتلفاز، بحيث يمتنع قدر الإمكان عن مشاهدة مواقف العنف، أو الأمور المحزنة والتي تذكره بموقف الصدمة، والتركيز على مشاهدة البرامج الترفيهية والتي تجلب تسلية للطفل، وتنقله من مرحلة الصدمة إلى مرحلة التعايش الطبيعي مع الحياة اليومية.
 
حدّد إن كان طفلك يحتاج إلى مساعدة مهنية
خلال الأسابيع والأشهر التالية للصدمة التي تعرض لها الطفل، قد تظهر على طفلك أنماط سلوك غير مألوفة كالبكاء المتكرر، والانعزال، وتدني تحصيله المدرسي والتبول في الفراش. وفي العادة يواجه الأطفال الصدمات التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية دون مساعدة مهنية. غير أنه إذا رأيت بأن طفلك ما زال يجد صعوبة في تأدية وظائفه اليومية العادية بعد بضعة أسابيع من الحدث، وأنه ما زالت تغمره حالة من الحزن ويعبر عن القنوط والضجر، فلا تتردد في طلب المساعدة من المختصين، وقد يكون الأخصائي المدرسي مصدراً جيداً يرشدك إلى نوع الأساليب المناسبة في التعامل مع حالة طفلك.