الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الخميس، 14 فبراير 2013

صرخة هاني خليفة .. كيفية التعامل مع الطفل الموهوب وتنمية قدراته

 
ما خطى قلم على ورقة ، ولا ضربت ريشة على لوحة ؛ فجعلت من صاحبها مبدع إلا ومن وراءه أب أو أم يدعمونه ، فجروا تلك الطاقة الكامنة في نفسه منذ الصغر .. فالموهبة كالنبتة أو البرعم الصغير الذي يجب تناوله بالرعاية والسقاية وإلا هلكت !!

فلقد أثبتت الدراسات الحديثة أن نسبة المبدعين من الأطفال من سن الولادة حتى سن الخامسة تصل إلى 90% منهم ، وعندما ما يصل هؤلاء الأطفال إلى سن السابعة تقل تلك النسبة لتصل إلى 10% ، وما أن يصلوا إلى الثامنة حتى تحط الموهبة رحالها على .02% منهم فقط .

وهذا دليل واضح على أن مدى نجاح أنظمة التربية والتعليم لدينا ، والأعراف الاجتماعية ، والعادات الأسرية في طمس معالم الموهبة لدى أطفالنا ، وإجهاض أحلامهم وأمالهم على صخور واقع مجتمع لا يعرف كيف يتعامل مع نخبته القادمة ، فهو لا يعرفهم إلا متمردون على نظمه وعاداته ، ويجب أن يخضعوا ولو بالقوة .. ونسى ذلك المجتمع أو تناسى أنه على يد أمثال هؤلاء قامت حضارات ؛ وبضياعهم هدمت أخرى .

ومما لاشك فيه أن أي أب أو أم يحب لأبنائه التميز والإبداع .. ولكن [ المحبة شئ ، والإرادة شئ آخر ] ، فلكي نمهد لأطفالنا سبل الرعاية ونحثهم على بذل الجهد والتقدم نحو الأفضل ، يجب علينا التعرف على طاقتهم ودراستها محاولة لفهمها وتوجيهها.

ومن خلال نقاط البحث التالية سنحاول توضيح عدد من النقاط المهمة حول الموهوبين ...

أولاً : ما هي الموهبة ؟
الموهبة تعني " قدرة استثنائية أو استعدادًا فطريًا غير عادي لدى الفرد ، وقد تكون تلك القدرة موروثة أو مكتسبة سواء أكانت قدرة عقلية أم قدرة بدنية "

ثانيًا : كيف اكتشف أن ابني موهوب؟
تعتبر الأسرة المحضن الأول والرئيسي للطفل في بداية سني حياته ، إذ يقع على عاتق الأسرة مسئولية اكتشاف ورعاية وتنمية مواهب أبنائها .. ولكن في معظم الأحوال تعجز الأسرة عن القيام بواجبها هذا بسبب أما نقص عوامل الخبرة وقلة التدريب ، أو عدم توافر معلومات كافية حول مواهب الأبناء وطرق التعامل معها .

أما عن طرق الكشف عن الموهوبين ؛ فهي متعددة منها ما هو أكاديمي عن طريق محكات واختبارات علمية مقننة ، ومنها ما هو عام ولكنه يستند إلى نظريات ودراسات علمية .. وهذا ما سيستخدمه الوالدين للتعرف على مواهب أبنائهم . فالدراسات الحديثة أجمعت على الرغم من اختلاف نتائجها النهائية ؛ على أنه يوجد خصائص عامة وسمات للموهوبين يمكن من خلالها التعرف عليهم وتمييزهم عن العاديين .. ويمكن تقسيم تلك الخصائص إلى ثلاث مجموعات رئيسية من الخصائص ، وهي كالتالي :

أ- خصائص جسمية :
إن مستوى النمو الجسمي والصحة العامة للموهوبين يفوق المستوى العادي ، فالموهوبين يستطيعون بشكل عام المشي والتكلم في سن أبكر مما هو عند العاديين . وهو بشكل يميلون إلى أن يكونوا :-
• أقوى جسمًا ، وصحة ، ويتغذى جيدًا.
• متقدم قليلاً عن أقرانه في نمو العظام.
• نضجه الجسمي يتم مبكرًا – بالنسبة لسنه - .

ب- خصائص عقلية ومعرفية :
أهم ما يميز الطفل الموهوب عن غيره من الأطفال العاديين يكمن في خصائصه وقدراته العقلية .. فالطفل الموهوب أسرع في نموه العقلي عن غيره من الأطفال العاديين ، وعمره العقلي أكبر من عمره الزمني .... ويمكن إجمال أهم سمات الموهوبين العقلية في النقاط التالية :-
• قوي الذاكرة ، ومحب للاستطلاع.
• يقظ ؛ ولديه قدرة فائقة على الملاحظة .
• سريع الاستجابة .
• لديه قدرة عالية على إدراك العلاقات السببية في سن مبكر.
• يميل إلى ألعاب الحل والتركيب ؛ واختراع وسائل لعب جديدة لألعاب قديمة ومعروفة لديه.
• لديه قدرة فائقة على الاستدلال والتعميم وفهم المعاني والتفكير بمنطقية.
• السن المبكر في تعلى القراءة .
• ميلهم غير العادي للقراءة.
• حصيلة لغوية كبيرة ، وتزداد قدرته على استخدام الجمل التامة في سن مبكر للتعبير عن أفكاره ومشاعره .

ج - خصائص نفسية واجتماعية :-
أكدت الكثير من الدراسات على أن الطفل الموهوب أكثر حساسية ؛ ورغم ذلك فإنه أكثر شعبية من الطفل العادي ، ولديه قدرة أكبر على تكوين علاقات اجتماعية مع غيرهم ، وهم أيضًا يفوقوا العاديين في تكيفهم مع البيئة ... وبمقارنة الطفل الموهوب بغيره من العاديين نجد أنه يميل لأن يتميز بالخصائص التالية :-
• له صفات شخصية سامية ( أكثر دماثة ، مطيع – مع استقلالية - ، مطيع ، اكثر انسجامًا مع الآخرين )
• يتميز بقدرة عالية على نقد الذات .
• يميل لاتخاذ دور القائد في الجماعة ( قيادي ).
• يفضل الألعاب ذات القواعد والقوانين المعقدة والتي تتطلب مستوى عال من التفكير .
• يميل إلى تكوين علاقات صداقة مع أقران أكبر منه سنًا سنتين أو ثلاث على أكثر – لأنهم يتساوون مهم في العمر العقلي - .

ليست كل تلك الخصائص والسمات إلا علامات يرسلها الله – عز وجل – إلى كل أب وأم ، قائلاً لهما من خلالها أنكم مؤتمنون على تلك الوديعة ، وستسألون عنها .. فإلى كل أب وأم يقرأ (( هيا نكتشف طرق تنمية أمانتك!! )).

ثالثًا : مشكلات الموهوبين داخل أسرهم
يمكن إجمال أهم تلك المشكلات في النقاط التالية :
التفرقة في معاملة الأولاد مما يؤدي إلى الكراهية الشديدة بينهم ، والشعور بالإحباط وعدم وجود حالة من الهدوء والأمن النفسي ، والخوف من فقدان حب الوالدين .. وهذا يعتبر معوق خطير يقف أمام إظهار الطفل الموهوب لطاقته وقدراته الكامنة.

عدم فهم الوالدين لطبيعة الطفل الموهوب ، فالطفل الذكي يتذمر من القيود والقوانين والأوامر الصارمة ويعتبرها عائقًا تحول دون انطلاقه .. لهذا يجب توفير قدر من المرونة والحرية في تحركات الطفل وأفعاله لكي يستطيع التنفيس عن انفعالاته وأفكاره.

الطفل الموهوب ذو قدرات عالية ، وقد يقوم بالتخريب لا حبًا في التخريب وإنما لأن طبيعة تحب الاستطلاع والتجريب .. لذلك يجب إبعاد المثيرات المؤذية عنه ، مع إيجاد بديل ليمارس نشاطه ويجري تجاربه في مكان مخصص للعبه ومكتشفاته ..... على سبيل المثال يريد طفلك استكشاف [ المطبخ ] وما يحتويه من أشياء والأم لا تريد منه ذلك حتى لا يؤذي نفسه ويتعرض للخطر ، لذا نقول للأم تدخل معه المطبخ وتعرفه على الأشياء ومسمياتها ووظيفتها – بطريقة مبسطة- ، فتقول مثلاً : هذا سكر ، وهذا ملح .. وليذقهما ، وإذا أراد الطفل اللعب بالسكين ونحوه تحضر له الأم سكينًا بلاستيكيًا وتجعله يقطع بعض الخضراوات ويأكلها !! أما ماذا سيحدث إذا منعت الأم الطفل من دخول المطبخ ؛ سيزيد هذا المنع الطفل إصرارًا وعنادًا على الدخول ، وقد يتعرض ساعتها للأذى وهو بعيد عن نظر أمه..

يجب على الوالدين الأخذ في الاعتبار أن الموهوبين يتصفون بشدة الحساسية ، فقد تؤثر فيهم كلمة بسيطة فيفعلوا الأفاعيل ، أو كلمة لوم بسيطة ولكن قاسية ؛ تقعدهم وتفتر من عزيمتهم.

إذا فالطفل الموهوب + تلك المشكلات = قنبلة موقوتة على شفا الانفجار ؛ ويجب نزع فتيلها . وهذا واجب على أفراد الأسرة كلهم لا الأب والأم فقط .. فاحتواء الموهوب انفعاليًا وفكريًا مع إتاحة الفرصة له لتنمية نفسه حسب قدراته ، يساعده على فهم قدراته وتوجيهها لحل مشكلات الحياة التي ستقابله في المستقبل.

رابعًا : رعاية الموهوب

الإسلام والموهبة:-
نظر الإسلام للموهبة على أنها عطية ونعمة من الله يجب على المسلم أن يؤدي شكرها ؛ ومن هنا ظهرت كفاءات ومواهب سامقة في تاريخ أمتنا المجيد ، أنارت فاهتدت وهدت . وإذا دققنا النظر في تاريخ الأمم والحضارات لم نجد أمة ظهرت فيها كل تلك المواهب والقمم مثل أمة الإسلام.

فلقد وجد الموهوبون في ظل دولة الإسلام أرضًا خصبة لنمو إبداعهم ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أصفى الناس بصيرة ، فاستخرج مكنونات وذخائر أصحابه – رضي الله عنهم - ، كلاً على قدر طاقاته واستعداده وميوله .

فلولا تربية الرسول صلى الله عليه وسلم تلك ما ظهر صدق الصديق ، ولا عدل الفاروق ، ولا حياء عثمان ، ولا شجاعة علي ، ولا حكمة أبي الدرداء ، ولا دهاء عمرو بن العاص – رضي الله عنهم أجمعين - ، وما كان ليظهر هذا الجيل المتفرد إلا برعاية تفجر الطاقات وتعلو بالهمم .. ولله در القائل :

أئمة شرف الله الوجود بهم ساموا العلا فسموا فوق العلا رُتبًا

فهاهو الرسول صلى الله عليه وسلم يرعى موهبة الأطفال ، ويحملهم المسئوليات الثقال التي ينؤ بحملها مائة رجل من رجال اليوم – كل حسب طاقاته - . فعلي رضي الله عنه ينام في فراشه صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة ، ويولي أسامة بن زيد رضي الله عنه جيشًا فيه أبو بكر وعمر وعثمان جنودًا ، ويثق في قوة حفظ زيد بن ثابت رضي الله عنه فيأمره بتعلم العبرانية والسريانية فيتعلمهما في أقل من 17 يوم .

أما عن الموهوبات فلقد ذخر الإسلام بهن .. فهاهي " حفصة بنت سيرين " تحفظ كتاب الله وهي ابنة اثنتي عشرة سنة وتفهمه تفسيرًا ، وكان أبن سيرين إذا أشكل عليه شئ من القرآن يقول : اذهبوا فاسألوا حفصة كيف تقرأ؟!

وكان المجتمع الإسلامي يهيئ فرصًَا متكافئة لكافة طوائف المجتمع وطبقته ؛ فلا فرق بين مولى وسيد ، فشمل الإسلام بعدله جميع الناس وارتفع بمكانة الإنسان ، وأفاد من جميع الطاقات والملكات .. فانظر إلى مكانة " نافع مولى ابن عمر " رضي الله عنه والذي قال عنه البخاري : أصح الأسانيد .. مالك عن نافع عن ابن عمر [ سلسلة الذهب ] .... وانظر إلى منزلة " عكرمة مولى ابن عباس " رضي الله عنه الذي اعتقه وأذن له بالفتيا بعد أن انتهى إليه علم التفسير عنه ، وأخذ من علمه سبعون أو يزيدون من أجلاء فقهاء التابعين .

ومن واقع نظرة الإسلام ؛ والواقع الذي تجسدت فيه النظريات التربوية الحديثة ، وجب على الوالدين الاهتمام بالموهوبين ، حتى ترجع لحضارتنا وأمتنا رونقها وبهاءها الذي تاه وذاب وسط حضارات الآخرين .

لمحات تربوية في رعاية الموهوبين :-
ويمكن إجمالها في النقاط التالية :
(1) التركيز :
قد يظهر عند الطفل الموهوب أكثر من موهبة ، لذا يجب على الوالدين التركيز على الموهبة الأهم والأولى ، وما يميل إليه الطفل اكثر لتفعيله وتنشيطه.

(2) اللحظات الغالية :
اجعل لطفلك لحظات ينفرد فيها بنفسه ليبدع ويكتشف ، واختر لذلك مكانًا هادئًا بعيدًا عن باقي أفراد الأسرة .. أما عن التلفاز فهو من الأشياء التي يصعب معها توفير مثل تلك اللحظات الغالية ، فهو عامل جذب خطير للانتباه ؛ ولحل تلك المعضلة يجب تحديد الأوقات والبرامج التي يشاهدها الطفل وعدم السماح بغيرها.

(3) قاتل المواهب :
الموهبة ليس لها مكان أو وجود معه ؛ فهما لا يعيشان في جسد واحد ، فإذا سكن أحدهما الجسد هرب الآخر .. أنه [ الخوف ] العدو اللدود للموهبة والإبداع . فكيف لطفل يستهزئ والده منه ، ويسفه من آرائه ، ويحط من قدراته ؛ أن يبدع ويطور من إمكاناته . لذا يجب على الوالدين إشعار الطفل بالأمان عندما يعبر عن أفكاره ومشاعره ، وكما يقول " كارل روجرز " : [ إن الطفل يحتاج إلى الأمان النفسي للتعبير عن أفكاره بأساليب جديدة وتلقائية ].

(4) جسور الثقة :
على الوالدين أن يشعروا الطفل الموهوب بكيانه ويُدعما ثقته بنفسه ، ويمكن لذلك أن يتحقق بعدة طرق مثل : أن يسمح الوالدين له بالتخطيط لبعض أعماله ( يريد الذهاب إلى الحديقة أو البقاء في المنزل للعب ..) ، كما يتركاه يخطط لبعض أعمال الأسرة البسيطة وينفذها ( ما الذي نحتاج لشرائه من السوق ؟ وينزل هو ليشتريه / أو العناية بأخيه الصغير ) .. فإتاحة الفرصة لاتخاذ القرارات تجعله يشعر بمدى أهمية وقيمة تفكيره ، وكذلك تساعده على إدراك عواقب تلك القرارات .

(5) اللقب الإيجابي :
فالطفل الموهوب كما قلنا سابقًا حساس من الناحية الانفعالية ، وكلمة مدح صغيرة تفعل به الأفاعيل ، فلا بأس إذا من إيجاد لقب يناسب هواياته ويشعره بتميزه في هذا المجال ..مثل : نبيه / عبقرينو / فاهم / الماهر .

(6) اللعب والألعاب :
اللعب وسيلة هامة في تنمية الموهبة ؛ لهذا يجب الحرص على توفير الألعاب ذات الطابع الذهني أو الفكري ، مع إعطاء الطفل الموهوب الفرصة لاستخدام ألعابه الجديدة واكتشافها .. وللمشاركة الأسرية في اللعب عامل كبير في تلطيف ودعم أواصر العلاقات داخل الأسرة ، وللعب دور أيضًا في تنمية الجانب العقلي والإدراكي لدى الطفل ، فلعبة كالاختفاء والظهور [الاستغماية] على سبيل المثل تجعل الطفل يدرك مفاهيم متعددة ؛ كمفهوم المساحة والمسافات والرؤية.

(7) المكتبة المنزلية :
فالحرص على وجود مكتبة تحتوي على العديد من الكتب النافعة والمفيدة ، والقصص ذات الطابع الابتكاري أو [ التحريضي ] " القصص ذات النهايات المفتوحة - "، وأيضًا ضرورة أن تحتوي المكتبة على دفاتر التلوين وجداول العمل ومجموعات اللواصق .

(8) حكايات قبل النوم :
القصص والحكايات من الأشياء الضرورية لكل الأطفال – خاصة الموهوبين منهم – فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الأطفال الذين يستمعون إلى القصص من ذويهم منذ فترات مبكرة من حياتهم هم أنجح الأطفال في مدارسهم ؛ وتشير تلك الدراسات أيضًا إلى أن القراءة النشطة للحكايات [ بنبرات مختلفة ، مع استخدام تعبيرات الوجه ] له تأثير إيجابي على قدرة الطفل على القراءة ودفعه لها.
وتعمل القصص أيضًا على تدريب الأطفال على مهارات التواصل والحديث والإنصات ، وتنمي الطفل لغويًا بما تضيفه من كلمات وألفاظ تثري حصيلته اللغوية ، وتعمل القصص وحكيها أيضًا على تنمية الطفل الموهوب معرفيًا ؛ وذلك بإثراء معلوماته عن العالم الواقعي ؛ وكذلك أساليب حل المشكلات.
ولعل أهم ما يحققه حكي القصص ؛ هو هذا الجو الحميمي الودود الذي يسود جلسة الحكي ، بما يمد الطفل بالشعور بالأمان والحب ، إضافة إلى الاسترخاء والمتعة . ويجب على الوالدين التركيز على حكي قصص الموهوبين والأسباب التي أوصلتهم إلى العلياء ، وتحبيب شخصياتهم إلى الطفل ليتخذهم قدوة ومثلاً.

(9) معرض الطفل :
من وسائل التعزيز والتشجيع الاحتفاء بالطفل المبدع وبإنتاجه ، ويكون ذلك بعرض ما يبدعه من أشياء في مكان واضح في المدرسة أو البيت ، أو بتخصيص مكتبة خاصة بأعماله ، و إقامة معارض لأعماله يُدعى إليها الأقرباء والأصدقاء في المنزل أو قاعة المدرسة.

(10) المشكلة والحل :
ضع طفلك أمام مشكلة أو سؤال صعب واترك العنان لتفكيره [ الأسئلة المحفزة ] .. مثال على تلك الأسئلة : ماذا تفعل إذا ضللت الطريق للبيت؟ / ماذا تفعل إذا دخل البيت لصًا؟ / ماذا تفعل إذا صرت وزيرًا؟.
ومثل تلك الطريقة تبرز روح التحدي لدى الطفل وتجعله يُخرج ما عنده من طاقات وأفكار مبتكرو وحلول .. وتصبح تلك الطريق أكثر فاعلية إذا ما تم إلقاء الأسئلة على مجموعة من الأطفال وتتلقى إجاباتهم مع المناقشة للحلول المقترحة ؛ فيما يسمى بطريقة [ العصف الذهني ] ، وعندها ستجد عند هؤلاء الأطفال حلول لمشكلات لم تكن لتخطر على بالك أنت نفسك!!

(11) الضبط السلوكي :
الطفل الموهوب لا يسعى للتخريب ولكنه يريد الاكتشاف ، ووقوع الخطأ لا يعني أن المخطئ أحمق أو مغفل ، فلابد للطفل أن يقع في الخطأ ؛ وأنت تصحح له ، وإلا كيف سيتعلم الفرق بين الصواب والخطأ ؟!
ولهذا على الوالدين محاولة البعد عن نقد الطفل نقدًا يهدم من شخصيته – وخصوصًا أمام الآخرين ، حتى أخواته - ، ولكن يمكن القول له : أنت طفل مهذب ، ولا يجب عليك فعل مثل هذا السلوك.

(12) الهوايات المفيدة :
سنورد هنا بعد الهوايات التي يمكن لطفلك الموهوب أن يمارسها : (مقتبس من كتاب"هوايتي المفيدة ")

أ- هوايات فكرية – ذهنية :-
• جمع الطوابع والعملات.
• جمع الصور المفيدة من المجلات والجرائد ، وتصنيفها ( أشخاص / أماكن .... ).
• المراسلة وتبادل الخواطر.
• التدريب على استخدام الحاسب الآلي.
• القراءة والمطالعة ( مرئية / مسموعة / إلكترونية ).

ب- هوايات حسية – حركية :
• مراقبة النجوم ، والتأمل في المخلوقات.
• تربية الحيوانات الأليفة والمنزلية ( عصافير / أسماك زينة .... ).
• الزراعة وتعهد النباتات بالسقي والرعاية.
• الرحلات الترفيهية والمعسكرات.

ج - هوايات فنية – مهنية :
• تعلم الرسم والتلوين.
• الإنشاد.
• صناعة الدمى والألعاب المختلفة يدويًا.
• صناعة الحلويات ، وابتكار أكلات جديدة ( للفتيات ).
• الخياطة ، وفنون الحياكة.

ومن كل ما سبق يتضح للوالدين ملامح خطة عملية يمكن وضعها وتنفيذها ، وذلك لدفع طفلهم الموهوب إلى استخراج مواهبه وطاقاته الكامنة واستخدامها في عمارة الأرض المستخلف فيها من بعد...

وأخيرًا أوجه نصيحتي لكل أب وأم ، لا تنتظر من طفلك البدء ؛ بل ابدأ أنت . فإنك إن انتظرت ظهور علامات الاستعداد لديه قبل أن تقدم أنت له الخبرات والأنشطة المحفزة ، فتكون بذلك حرمته من التحدي المبدع والدافعية الفاعلة .

ولا تخش عليه من الفشل وعواقبه ، فالمبالغة في حمايته قد تعوقه على التصرف في المستقبل .. وإذا رأيت في ذلك نوع من القسوة ، فتذكر الطريقة التي تعلمت بها أنت المشي ؛ كم مرة فشلت ووقعت ، وتقوم لتقف وتحاول دون استسلام .. فترك له الفرصة ليحاول .. هاني خلفة 60735474

صرخة هاني خليفة.. طرق تدريس الموهوبين المكفوفين

هؤلاء يعدون من فئة ذوي الاستثناءات المزدوجة dual Exceptionalities
هم بحاجة الى متخصيين في التربية في مجالين
احدهما في العوق الخاص بالاعاقة او الضعف, والاخر خاص بالجانب القوي اي بالموهبة

بمعنى ان طرق تدريسهم لابد ان تشمل متخصص في الموهبة وكيفية نمائها وتطوريها
وآخر متخصص في الاعاقة للحد من آثارها او الاستفادة بما تبقى لديهم من استعدادات

المتخصصون المختلفون هم اللذين سيعرفون كيفية التصرف مع هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة

صرخة هاني خليفة ... كيف تصبحي عشيقة لزوجك؟

كيف تصبحي عشيقة لزوجك
يعاني كثير من الأزواج حالة السأم والملل وعدم الشعور بأي انجذاب أو رغبة جنسية بعد مرور العديد من السنوات على الزواج.
الحل كما أجمع الخبراء هو أن تفكري في أن تكوني عشيقة لزوجك، الخلاصة بعد كل هذا أنه على المرأة الاختيار بين أن تكون ربة البيت المضجرة أو الزوجة المعشوقة المثيرة التي تسعد بحياتها الزوجية وتسعد زوجها في آن واحد.
إذا اخترت أن تكوني من النوع الثاني، فإليك مجموعة من القوى الخفية لدى كل زوجة، والتي يمكن أن تحولها إلى عشيقة لزوجها.
 
 
 
قوة الحب
النساء المتزوجات مازلن يملكن شيئا خاصا إنه الحب. ولكن معظمهن لا يحسن استخدامه، فالحب هو العمود الفقري للحياة، والزوجة تستطيع أن تقوم بأعمالها المنزلية وأن تظل لزوجها الزوجة المحبوبة والوفية بل العشيقة المرغوبة دائما والتي تردد على مسمعه دائما أنها تحبه.
 
 
قوة الوقت
هناك ميزة في حجم الوقت الذي تعطيه النساء لأجسادهن، فالاهتمام الشديد بجسد الإنسان يعتبر رفاهية وعلى الزوجة أن تعرف ذلك، وتدليل الجسد لا يحتاج أكثر من إجراءات الصحة العامة التقليدية التي تعتمد غالبا على التغذية المتوازنة والرياضة، وموازنة السعرات الحرارية ومساعدة الجسم بالكميات التي يحتاجها من الفيتامينات.
 
 
قوة العواطف
النساء يمتلكن حرية التعبير عن عواطفهن إلى حد كبير، فالمرأة بالنسبة للرجل مثال حي للمشاعر والأحاسيس والانفعالات، وهي عاطفية أكثر منه وبإمكانها أن تذرف دموعها وتظهر انفعالاتها عندما تريد، وهذه ميزة لا يملكها الرجل غالبا.
 
 
قوة الجاذبية
الحنان والعاطفة والجاذبية الجنسية هي أهم مرتكزات الحياة الزوجية السعيدة، هذه لا تستطيع أن تؤمنها سوى الزوجة المحبة التي تصر على أن تظل العشيقة المثيرة لزوجها، شرط أن تتصرف دائماً بشكل طبيعي وغير مفتعل.
 
 
قوة الاستماع
أظهري لزوجك بالكلام والأفعال أنك دائما ترغبين في البقاء معه والاستماع إليه ومشاركته في حياته، أي بعبارة مختصرة أنك راغبة فيه ومستعدة لمبادلته الحب في أي لحظة.
 

وقوة الاستمتاع
طاقة المرأة الجنسية غير محدودة وتزيد بكثير عن طاقة الرجل، ولكن غالبا ماتبقي هذه الحقيقة سرا، كما أن المتعة الجنسية التي تشعر بها المرأة أثناء الحب تفوق متعة الرجل، فهي تستولي على90% من المتعة المرافقة للمداعبات التي تسبق الجماع، بينما يتوقف شعور الرجل عند 10% فقط من هذه المتعة، وتستطيع المرأة أن تشعر بالمتعة الجنسية بأساليب عديدة وأن تصل إلى ذروتها أثناء كل عمل جنسي، بينما لا يستطيع الرجل أن يساوي المرأة في هذه المقدرة.
 
قوة المبادرة
وعليك أن تتخذي دورا فعالا في ممارسة الحب، وأن تقضي وقتا أطول في مداعبة زوجك ومحاولة تطبيق أفكار جديدة أو الطلب من الزوج أن يبوح بما يستهويه، وهذه الأمور كلها قد تكون من الوسائل التي تشعر الزوج بأنه مرغوب.
 
 
نصيحة من الرجل
 الحديث مع الزوج يجب أن يكون رقيقا وكله أنوثة، لأن عكس ذلك سيجعله يفضل قراءة قصة ممتعة أو مشاهدة التليفزيون بدلا من تعاطي الحب بملل ودون رغبة.
 
تأكدي من أن تجاوبك الشخصي مع زوجك هو أهم ما في جاذبيتك الجنسية.
 
ابحثي عن أفكار تزيد من جاذبيتك الجنسية، فأنت لا تعيشين حياة زهد بل أنت امرأة طبيعية تقيم علاقات جنسية مع زوجها، فكوني سعيدة لأنك امرأة.
 
اختاري ملابس النوم والعطور التي تساعد في خلق أجواء الرغبة وتزيد في جاذبيتك وتمنح جسدك مزيدا من السحر والجمال، وتذكري أن المرأة  التي ترتدي جلبابا بشعا تفوح منه رائحة البصل والعرق تقتل كل رغبة عند زوجها لممارسة الحب.
 
هاني خليفة 60735474

تعامل رجل مع زوجته المتمردة ... صرخة هاني خليفة

فتوى في تعامل رجل مع زوجته المتمردة على طاعته
نص السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله أما بعد:
فإنا نحمد الله إليكم، فضيلة الشيخ الوالد يحيى بن عي الحجوري أطلب منكم حفظكم الله فتوى شرعية في مسألتي الخاصة وهي:
أني متزوج بامرأة تعمل في مرفق اختلاطي يشوبه الرجال والنساء ومع ذلك فهي لا تلتزم بالحجاب الشرعي من التغطية لجميع بدنها ، فنصحتها وشددت عليها فلم تعبأ ي بل قالت عملي لا زوجي ، وهي مع ذلك مرتكبة لأشياء أخرى كأكل القات، وشرب المداع وقد كان عندي تلفزيون فمن الله علي بالتوبة فحطمته فحصل خصام بيني وبينها.
شيخنا الفاضل هذه حالتي فما نصيحتكم لي، وحكم الشرع في قاء هذه المرأة معي على هذه الصورة ، أفيدونا مأجوين مثابين موفقين.
نص الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الواجب على زوجتك هذه امتثال طاعتك في المعروف الذي أمرتها به، من التزام الحجاب الشرعي، والبعد عن الاختلاط بالرجال الأجانب، والبعد عن أكل القات، وعن شرب الدخان، فإن فاءت عن ذلك فالحمد لله.
وإن لجت فيما هي فيه، كما ذكرت أنها تقول: عملها مقدم زوجها، فأنصحك إن لم تتب عن ذلك أن تفارقها حتى لا تتعرض لحمل وزرها من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع ومسئول عن رعيته)) ومن التفريط في القوامة المذكورة في قول الله تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}[النساء:34] والله عزوجل يقول: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[المجادلة:22].
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير)) ويقول: ((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم ن يخالل)).
ولأن استمرارها في هذه الأمور ذريعة لفتنتها قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ}[النور:63].
وإذا فُتنت فإنك تلفح بنار فتنتها، وتجنب الفتن أمر واجب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فمن وجد ملجأ أو معاذًا فليعذ به)).
وقال: ((إن السعيد لمن جُنب الفتن))..

صرخة هاني خليفة .. شاب مصري يقضي شهيدًا بسوريا.. وزوجُه ترثيه بكلماتٍ مؤثرة

شاب مصري يقضي شهيدًا بسوريا.. وزوجُه ترثيه بكلماتٍ مؤثرة
قالت تقارير صحافية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن شابًّا مصريًّا جديدًا استُشهد أمس الثلاثاء أثناء قتاله على الأراضي السورية إلى جانب الثوار ضد ميليشيات بشار الأسد.
وجاء في تلك التقارير أن الشاب "محمد محرز" قد تم استهدافه من قبل أحد قناصة الأسد في حلب أثناء قيامه بالاستطلاع تمهيدًا لتفجير إحدى الدبابات.

وكان محمد عبد المجيد محرز الذي لم يتجاوز الـ 27 من عمره، يعمل محاميا في أحد المكاتب الخاصة بالقاهرة، حينما اتخذ قراره بالسفر للقتال في سوريا كانت حياته بلا شيء يعكرها، فعمله مستقر وبيته هادئ، وابنته، التي مازالت سنوات عمرها تُعد على أصابع اليد الواحدة، تكبر أمام عينيه.
وقد رثتْ زوجة محمد محرز زوجها الشهيد بكلمات مؤثرة سطرتها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، حيث كتبت تقول:
"وكأنني كنتُ أعلم أنها آخر ليلة لي معه..
بكينا فيها كثيرا كأول ليلة!
وأضمه ويزيد بكائي وأسأله: ما يبكيك حبيبي؟
قال لي: أخشى ألا يتقبلني الله!
وقال لي: لا تخشي شيئا.. سأعود إليك.
أولن تربي معي ابنتنا؟
ليتني أنجبت منك عشرا..
إنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم لك الحمد"
«يا عم تموت إيه؟ إحنا هنروح نجيب بشار في شوال ونيجي»، كانت هذه الجملة التي رد بها محمد محرز، آخر الشهداء المصريين على الأراضي السورية، ليقنع صديقه بفكرة الذهاب للجهاد في سوريا، بعد أن شعر بتردده، ورغبته في التمهيد لزوجته خشية الموت هناك، فما كان من «محرز» إلا أن رد عليه واثقا بهذه الجملة أنهما لن يموتا هناك.

صرخة هاني خليفة ... عدم توقع المثالية

إن من المسائل الضرورية في الحياة الزوجية، مسألة تعيين ساعة من ليل أو نهار لمناقشة قضايا الأسرة، بشكل هادئ وهادف.. إذ من الملاحظ بأن العلاقة الأسرية علاقة في غالب الأوقات مبتنية على حالة من السطحية في التعامل، وترك القضايا -كما يقال- على عواهنها.. نلاحظ بأن الزوجين لا يرممان العلاقة الزوجية.. فالعش الزوجي مثله كمثل البناء.. وهذه الأيام الذي يبني عمارة على أفضل الأسس الهندسية، فإنه مع ذلك يحاول أن يقوم بعملية صيانة مستمرة للبناء الذي بُني.

إن العش الزوجي بناء مقدس، وهذا البناء المقدس يحتاج إلى حالة من حالات المتابعة والترميم، وتقوية الأواصر بين فترة وأخرى.. كما أن في عالم الطبيعة هنالك ما يسمى بعوامل التعرية التي تحط من البناء الشامخ كما في الجبال، ومن المعلوم أن السهول تتشكل بفعل الرياح التي تهب عليها.. كذلك الحياة الزوجية.. هب أن هذه الحياة عبارة عن جبل أشم.. هب أنه بناء محكم، ولكنه يتأثر مع تقادم الأيام -وخاصةً مع الاعتياد في التعامل-، فإن نفس مرور الزمن من موجبات التآكل من دون أي شيء، كما في الحديث الشريف: (الليل والنهار يبليان كل جديد).. إن طبيعة الأيام والليالي أنها تذيب أو تسلب بهجة الشيء، وكذلك الحياة الزوجية.

نلاحظ أن البعض منذ أول أيام زواجه إلى يوم وفاته، لعله ما جلس جلسة صيانة لعشه الزوجي، يدرس فيها السلبيات والإيجابيات؛ ولو في المناسبات المناسبة.. مثلاً: تاريخ الزواج من المحطات التي يمكن أن يجعلها الإنسان ذريعة لهذه الدراسة.. مثلاً: ولادة سيدتنا فاطمة (ص) -مناسبة مرتبطة بعنصر النساء-، من المناسب أن نجعل ذلك يوماً من أيام بحث العش الزوجي، ومتانة هذا البيت.. وميلاد أمير المؤمنين (ع) -يوم منسوب للرجال-، يمكن أن يجعل كذلك.. وكذلك في ليالي القدر، وفي شهر رمضان، وفي بداية السنة.. من المناسب أن تكون هنالك جلسات مصارحة.

ويمكن القول: أنه -بعد النفس الإنسانية- مِن أخبر الناس بحقيقة الإنسان هي الزوجة بالنسبة للزوج، والزوج بالنسبة إلى الزوجة؛ لأن الزوج والزوجة يتصرفان بكل فطرية وعفوية في الحياة الزوجية.. لأن إمام المسجد من الممكن أن يتكلف في مسجده، وأستاذ الجامعة من الممكن أن يتكلف في جامعته، والموظف يتكلف في دائرته؛ جلباً للمصالح، ودفعاً للمفاسد.. ولكن الإنسان في البيت الزوجي لا يرى تلك الاثنينية -وهذه أمر جيد-؛ أي الاندكاك وحالة الاتحاد بين الزوجين، تصل إلى درجة أن أحدهما لا يرى الآخر.. هذه من ناحية جيدة، أن الإنسان لا يتكلف، ولكن من ناحية أيضاً تجعله يتجاوز الحدود بذلك.. وبالتالي أيضاً يقال: إن من طرق كشف حقيقة الإنسان وماهيته: مراجعة الزوجة عن بعض الخصوصيات الخافية عن الآخرين.

وعليه، فإن عقد هذه الجلسات المباركة من الحركات الإيجابية والمباركة جداً، ومناقشة القضايا التي تتعلق بهما، وكذلك ما يتعلق بالأولاد.. فإن الملاحظ أنه لا يوجد تنسيقاً في هذا المجال بين الأبوين!.. فللأب مزاجه، وللأم مزاجها.. وإذا اكتشف الولد هذه الحالة من المزاجية بين الزوجين، من الممكن أن يسيء الاستفادة من ذلك.. فعندما يقسو الأب يلتجئ إلى حنان الأم، أو أن عندما تقسو الأم يلجأ إلى عقلانية الأب مثلاً؛ وبالتالي فإن الطفل يلعب على هذين الحبلين، ولو بشكل تلقائي من دون أي رغبة في المكر أو الخديعة مثلاً.. لذا فإننا نقترح عقد جلسات دورية بين الزوجين، لمناقشة قضايا الأسرة، وقضايا الأرحام، وعوائل الطرفين، وكذلك مسألة الأولاد.

دور الرجل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
إن من الملاحظ أن الزوج في بعض الأوقات يعفي نفسه من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحياة الزوجية.. مع أنه ينهى عن المنكر في مواطن كثيرة، ولكن عندما يصل المنكر إلى زوجته، فإنه يترك ذلك.. إما إهمالاً؛ لأنه لا يرى لزوجته وجوداً متميزاً، ولا يبالي بارتكابها للمنكر.. وهذه حالة خطيرة جداً!.. أو أنه يخشى من سلبيات الأمر.. فهو يحتاج إلى زوجته، ويحتاج إلى طبخها، ورضاها، وإلى غريزته؛ فبالتالي لا يحب أن يوتر العلاقة.. ومن هنا فقد ترتكب المرأة خطيئة، تغتاب مثلاً أهله أو أهلها أو الأخريات؛ فالرجل أو الزوج حتى يريح نفسه من المشاكل، يتغاضى عن سلبياتها.. وبالتالي هو بهذا التغاضي، أو بهذا الإهمال؛ ينبش في أساس بنائه.. فإن هذا بناء مترابط، بناء يجمع الزوجين في آن واحد، فهو عندما يهمل هذا الجانب، فإنه من الممكن أن يقعا جميعاً في بعض المنكرات.

إن خير ضمان لسلامة الحياة الزوجية، هو تحكيم الشريعة.. فالمرأة التي لا تسمح لزوجها بأن يذهب يميناً وشمالاً، والتي تنهى زوجها عن المنكر في الوقت المناسب، وإن أثار سخطه وغضبه؛ فهي بهذا العمل تحصن زوجها.. والزوج الذي لا يبالي بزوجته عندما تتبرج؛ فإنه قد يرتاح من مغبة بعض أنواع الملاسنة، ولكن هو بهذا العمل قد يعرض زوجته إلى الوقوع في الرذيلة.. ورأينا في بعض الحالات أن المرأة التي تخون زوجها، أو يتعدى عليها في السر، كثيراً ما يتفق أن يكون الزوج هو السبب في تعريفها على ذلك الشخص.. مثلاً: يضع زوجته في بيئة عمل، هو يعلم مسبقاً بأنها بيئة مفسدة، وبيئة غير صالحة، وإذا بها تقع في شباك الرجال من خلال تلك البيئة، وبالتالي يكون الرجل هو السبب في هذه المصيبة!..

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ضمانة لسلامة العش الزوجي، ولهذا لا ينبغي التفريط في هذا المجال.. ومن هنا نلاحظ في مسألة خصوص الصلاة أن القرآن الكريم يقول: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}.. أي أن هذا الأمر إذا لم تلق له أذناً صاغيةً، فإن عليك أن تأخذ موقفاً.

إن الزوج هذه الأيام -مع الأسف- قد يهجر زوجته أو يعاقبها لأمور تافهة: في مطعم، أو في مشرب، أو في بعض الأمور التافهة؛ ولكن عندما يصل الأمر للمنكر؛ فإنه لا يتخذ ذلك الموقف!.. فهو لذاته يأخذ المواقف الغليظة، ولكن لشريعته لا نرى فيه هذه الحساسية، وهذه الغيرة على دينه!..

تعامل الزوجة مع الانحراف الأخلاقي لدى الزوج :
إن الزوجة إذا رأت بعض بوادر الانحراف الأخلاقي لدى الزوج، فلتعلم أن هذه مقدمة لهدم هذا العش المبارك!.. إن الإنسان طبيعته طبيعة المقارنة.. أنت عندما تدخل منزلاً جميلاً؛ فمن دون أن تشعر فإنك تقيس منزلك المتواضع بذلك المنزل.. وإذا بك تحكم لا شعورياً بجمال هذا وقبح هذا، وبفخامة هذا وبساطة هذا.. فهذه حالة طبيعية!.. عندما يرى الإنسان (أ) و (ب)، ويرى أن (ب) أكثر تميزاً من (أ)؛ فإنه يحكم على (ب) بالتميز مع لوازمه.. ومن لوازمه الميل، ومن لوازمه احتقار (أ).. أنت عندما ترى أن (ب) مميز على (أ)؛ فإن (أ) شأنه دون (ب).. فإذا كانت (ب) أجنبية عنك، وكانت (أ) هي الرحم؛ فمن الأمور المتعارفة جداً أن تنظر بازدراء وباحتقار إلى الحلال الذي بين يديك، وهو الذي نجده.

إن الرجل عندما يرجع من السوق وقد رأى من الحسناوات ما رأى؛ فإنه عندما يدخل إلى البيت أول حركة طبيعة له هو أن ينظر إلى زوجته باحتقار باطني.. طبعاً، لا يتجرأ أن يتفوه، ولا يكشف عن أوراقه، فالرجل يحب أن يظهر بمظهر العفة أمام الزوجة!.. ولهذا نلاحظ أن بعض الزوجات الذكيات عندما ترى تصرفاً غريباً من الزوج: إعراضاً، وعدم تحمل لها، كما كان يتحمل سابقاً؛ فإن أول شيء تسأل عنه الزوج، بأن تقول له: لعلك تعرفت على أخرى غيري!.. هذا هو الأمر الطبيعي في هذا المجال.

ولهذا ليس المطلوب أن تتحول الزوجة إلى مراقبة وإلى متجسسة على شؤون الزوج، فالزوج يغاظ بذلك أيما غيظ!.. إن بعض النساء لا يعرفن كيف يصلن إلى الهدف.. فالهدف جيد: وهو تحصين الزوج؛ ولكن تراها بشكل مباشر وفاقع، تسأل الزوج: أين تذهب؟.. ومن أين أتيت؟.. ومن تحدث؟.. وقد تكشف عن أوراقه الخاصة، وقد تمد يدها في جيبه؛ وهي بذلك تزيده نفوراً منها.. هي أرادت بهذا العمل أن تجلب الرجل إليها، وإذا بها تزيده نفوراً ونفوراً!.. من الضروري أن تعلم الزوجة ما هو الأسلوب المحبذ إلى ذلك.. هنالك أمر باليد، وهنالك أمر ليس باليد.. فعليها أن تؤدي ما بوسعها في إنقاذ هذا الرجل -هذا الذي هو والد لأولادها-، وتحصنه قدر الإمكان؛ لأجل عدم ضياع المكاسب التي اكتسبها في هذه الحياة الزوجية.

عدم توقع المثالية :
إن من الحالات التي لا تطابق العقلانية في التصرف، هو ما يحدث بعض الأوقات من أحد الزوجين من عدم الرضى بالآخر، ودائماً يقيس الزوج الفعلي بالذي كان من الممكن أن يتزوجه!.. فلماذا هذه الحالة؟.. وهذه المسألة حاصلة تارة من الرجل، وتارة من المرأة..
الجواب: إما أن تكون هنالك صورة وهمية لامرأة مثالية.. أي الرجل ينام ليلاً، فيرسم في مخيلته امرأة بجمال متميز، وبعقل راجح، وبتخصص ملفت للنظر، وبأخلاق سامية -والإنسان له الحق أن يرسم في خياله ما يشاء.. وطبيعة الذهن البشري طبيعة سيالة وجوالة، تأخذ النقاط أو الصور المختلفة وتلفق بينها-؛ وثم يقيس هذه الزوجة المسكينة بهذه الصورة التي لا وجود لها في الخارج!.. وكما يقول العلماء: كلما كثرت القيود عز الوجود!.. فهو قد يرسم صورة لامرأة لا وجود لها في الخارج!..

وبعض الأوقات -مع الأسف- الزوج لعله كان على علاقة غير شرعية بامرأة، أو كان من المقدر له أن يخطب امرأة، وخطبها ولم تقدر له؛ فيظل في أثناء حياته الزوجية في سنوات متمادية، وهو يقيس المرأة إلى تلك المرأة المفروضة، إلى تلك المرأة المرشحة التي تزوجت وذهبت، ولعلها ذهبت من هذه الدنيا!.. وتتفاقم المشكلة عندما يصرح بذلك الرجل، ويقول: يا ليتني كنت قد تزوجت بتلك!.. وهذا الكلام -لا شك- سيبقى له أثر في نفس هذه المرأة، لا يمكن أن يُتصور!.. والزوجة كذلك، من الممكن أن تكون قد تعرفت خلال دراستها على رجال، أو أنها تتصور جماعة من الرجال الوهميين، أو قد تقدم إليها رجل ثم انصرف عنها؛ فتعيش هذه الحالة.

ومن هنا يجب على الإنسان أن يعمل مسحاً شاملاً لما في ذهنه؛ لأن صفحة الذهن هي منشأ المشاكل.. إن صفحة الذهن أشبه شيء بهذا اللب الذي في أجهزة الحاسوب هذه الأيام.. فهذا اللب هو الذي يعطي كل هذه الآثار، والصور، وما شابه ذلك.. ولهذا نلاحظ أن الإنسان في كل يوم أو في كل أسبوع، يبحث عن هذه الأمور التي يمكن أن توجد الارتباك في داخل جهازه الحاسوب.. والنفس كذلك: الذهن عبارة عن ملفات كبيرة ومفصلة، وهي ملفات تعمل بشكل تلقائي في الوجود البشري: إثارةً للحزن، وللقلق.. مثلاً: إنسان هو الآن في إجازة، في دولة سياحية، يتمشى على شاطئ البحر مع زوجته ومع أطفاله؛ وإذا به يسكت وتغلب عليه الكآبة؛ تسأله الزوجة عن السبب؛ فيقول: تذكرت حادثة في صغري.. فلان ظلمني، أو ضربني.. تذكرت والدتي.. قضايا وملفات قد نقلت إلى جانب المخازن في ذهن الإنسان، في المخازن المهملة التي لا يحب الإنسان أن يتذكرها، ولكن رغم أنفك تأتي هذه الملفات المزعجة!..

إن المسألة أولاً مشكلتها أنها غير مرئية.. تصور أن لديك حاسوباً في دولة أخرى، وأنت تسيطر عليه بجهاز المراقبة من بعيد.. كم من الصعب أن تنظف هذا الجهاز!.. كذلك بالنسبة إلى عالم الذهن وعالم الروح.. فلب المشكلة وعمدة المشكلة: أن الإنسان يتعامل مع جهاز غير مرئي -ما وراء الطبيعة-: لا يرى ذهنه، ولا يرى روحه، ولا يشم ريحها، ولا ينظر إليها، ولا يتحكم بها لمساً، ولا يمكن أن يقتطع منها قطعة ليرميها خارجاً.. ومن هنا لابد للإنسان أن يستكشف نفسه، بالغور فيها، والاستمداد من عالم الغيب من الله سبحانه وتعالى، لذا علينا أن ندعو ونقول: (اللهم!.. عرفني نفسي؛ فإنك إن لم تعرفني نفسي، لم أعرف ربي) قبل أن نقول: (اللهم!.. عرفني نفسك؛ فإنك إن لم تعرفني نفسك، لم أعرف نبيك.. اللهم!.. عرفني رسولك؛ فإنك إن لم تعرفني رسولك، لم أعرف حجتك.. اللهم!.. عرفني حجتك؛ فإنك إن لم تعرفني حجتك، ضللت عن ديني)؛ لأن معرفة النفس طريق لمعرفة الله تعالى.. حتى القرآن الكريم أبهم هذه المسألة، حيث قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}.. البعض جعل (الأمر) بمعنى من المعاني.. ولكن البعض يقول: إنه من باب عدم الإجابة على هذا السؤال؛ لأن هذا السؤال لا يمكن أن يفهم جوابه من قبل كل أحد، ولهذا أبهمه القرآن الكريم مبالغة في تعظيمه، ودفعاً للناس للبحث في أنفسهم.. لأن القرآن الكريم لو عرف الروح أو النفس في آية أو آيتين؛ ثم ماذا؟.. فالأمر يحتاج إلى تفصيل وإلى متابعة وإلى رياضة، وإلى جهد حثيث ليلاً ونهاراً؛ لكشف أسرار هذه الروح.

س1/ هل تشجعون مصارحة الخطيبة قبل الزواج، وبماذا يصارحها، وما حدود ذلك؟..
لا نخفي سراً عندما نقول: إن هنالك إحصائيات مروعة -إن هنالك نسبة كبيرة- من الانفصال في عالم الخاطبين والمخطوبات.. أي قبل أن تنتقل القضية إلى عالم المعركة الحياتية والمحك الزوجي العملي، وفي الأيام الأولى؛ حيث الغرام، والحب، وإبداء بعض المشاعر الحقة والباطلة؛ نلاحظ أنه يتم الانفصال.. ومن هنا ننصح بأنه في أيام العقد الأولى، وقبل أن تتعلق القلوب بعضها ببعض -قبل التعلق العاطفي-؛ لو أمكن التجرد النفسي بين الزوجين المستقبليين، ولنسميها المتعاقدين..
يا أخي المؤمن، لا تعلق قلبك بامرأة مجهولة في باطنها!.. أنت لم تر إلا جمالاً، لم تر إلا ابتسامة مغرية، ولهدف ما.. فإن من الطبيعي أن المرأة التي ترغب في الزوج، أن تبتسم تلك الابتسامات القاتلة!..
ويا أختي المؤمنة، لتعلمي أن الرجل إذا أراد أن يوقع المرأة في شباكه، فلابد أن يقوم بتلك الحركات.. ومن الملاحظ أن هذه الحركات موجودة حتى في عالم الحيوان.. الإنسان عندما ينظر إلى بعض الأفلام المتعلقة بالحيوانات، يكاد يضحك: عندما يرى ثعباناً مثلاً يستعرض نفسه، أو طاووساً ينشر جناحه، وفي عالم القردة: القرد الذي يريد أن يحظى برضا الأنثى فإنه يظهر بحركات بهلوانية معينة.. فالإنسان أيضاً في هذا الفلك، يقوم بأمور معينة؛ جلباً للأنثى.. بعض هذه الأمور حركات، وبعضها أقوال؛ قسم منها حق، وقسم منها باطل، وقسم منها جائز، وقسم منها غير جائز.. فلا ينبغي أن نغش بظواهر الأمور، لابد وأن نعيش باطن الأمر.

وعليه، أيتها الأخت، إذا رأيت زوجاً في أعلى درجات التخصص العلمي، وذا وجه وسيم، وذا عائلة شريفة؛ ولكنه أثناء المناقشة نهيتيه عن غيبة؛ فكان قوله: أنه دعني عن هذا الكلام!.. أو من قال لك بأن هذا حرام؟!.. أو أنا لا أعتقد بهذه الأمور!.. فلا شك أن هذا الرجل ينبغي أن يدرس من جديد، ولا ينبغي الاقتراب من إنسان لا يعتقد بهذا الجو، بجو التعبد بين يدي الله سبحانه وتعالى.

وهنا اقتراح مهم جداً: من الضروري للأخوة أو الأخوات عندما يرشحون لأنفسهم، أو يرشح لهم الأهالي عنصراً في هذا المجال؛ الإكثار من الدعاء.. ليكثر الرجل ولتكثر المرأة من التوسل بالله عزوجل، وبهذا الدعاء: (اللهم أرني الأشياء كما هي)!.. إن المرأة تحتاج إلى هذا التوسل في هذه الفترة؛ لأنه قرار في أيام، حيث يأتي أهل الزوج إلى أهل الزوجة، والأبوان يطرحان عليها الاسم، ويُطلب من المرأة أن تأخذ قرارها في أيام.. فالقرار في أيام، والسعادة والشقاء مدى العمر!.. لا مدى العمر في الدنيا، ولا في البرزخ، ولا في عرصات القيامة، بل في الجنة أو في النار!.. حياة تحدد مصير الإنسان، المصير الذي لا نهاية له.. إن تصور الأمر يرهق الفكر: الحياة الأبدية!.. فكيف يتم اختيار امرأة، أو الولد يختار زوجة، أو الزوجة تختار زوجاً؛ في قرار في أسبوع، وبعض الأوقات الأمر في سويعات -إذا كان الأبوان بعيدين عن أجواء الثقافة الإسلامية والتربوية، ينتقل الأمر إلى الفرض والإلزام في بعض الحالات-؟!.. فمن المناسب جداً الانقطاع إلى الله عزوجل والابتهال.. وعادةً هذا الابتهال يأتي لو أن الإنسان أراد.. أي عاش جو الاضطرار والحيرة.. كما أن الاضطرار والمرض من موجبات الانقطاع إلى الله عزوجل؛ بعض الأوقات الحيرة والوقوف على مفارق الطرق من موجبات الالتجاء أيضاً.. فمن المناسب أن يكثر الزوجان من الالتجاء.

وهنا ملاحظة مهمة جداً أيضاً: إننا نلاحظ أن الزوجين يصلان إلى نقطة القناعة بالانفصال قبل الزواج، ولكن خوفاً من بعض الأمور، ومن كلام الناس، ومن الفضيحة، ومن العتاب؛ فإنهما يفضلان العيش والاستمرارية في تجربة فاشلة.. وهذا بلا شك لا يرضي الشارع المقدس.. لتكن هنالك دراسة شجاعة في هذه النقطة، وخاصة قبل الزواج، وقبل أن تخرج البنت عن حالتها الطبيعية.. صحيح، أن الأمر ثقيل جداً، ولكن هنالك ما هو أثقل، فعلى الإنسان أن يتجنب ذلك بشدة.

س2/ لدي أربعة أولاد، ويرفض زوجي أن أنجب غيرهم بحجة أنه في الخمسين ومريض؛ ولكنني أنا صغيرة في السن وأريد المزيد من الأولاد، فما رأيكم في ذلك؟..
إن مسالة الإنجاب ليس فيها إلزام شرعي لكلا الزوجين: فليس من واجبات الزوجة أن تنجب، وليس من واجبات الزوج أن يُوجب الإنجاب.. فلابد من الاتفاق في هذا المجال.. وبشكل عام، رفض الزوج لأمر، والزوجة لأمر؛ ليس هذا رفضاً سماوياً.. رفض الله تعالى لشيء يبتني على أسس قوية ولا تتبدل، بينما رفض البشر رفض بشري ويمكن أن يتغير.. فهذا الزوج -حفظه الله وشافاه من مرضه- مقتنع بهذا الأمر، ولكن لو دخلت عليه بذكر بعض الروايات التي تحث على الإنجاب: (تناكحوا تناسلوا!.. فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة).. وقصة مريم (ع) وكيف أن زكريا عندما رأى مريم (ع)، تمنى الذرية: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء}.. وهكذا، ممكن أن تتلطف الزوجة، وإذا بهذا الرجل الذي أخذ هذا القرار الاستراتيجي المهم، وإذا به في جلسة من الجلسات العاطفية يرجع عن قراره.
وبشكل عام، كل قرار بشري قابل للنقض والإبرام.. القرار الذي لا ينتفض، هو قرار الشرع.. نحن لا نسمع أن نبياً أو إماماً رفع اليد عن واجب شرعي، إلا مؤقتاً لاضطرار أو ما شابه ذلك.. ولكن كما نعلم أن حلال النبي حلال إلى يوم القيامة وكذلك حرامه.

س3/ ما هي الأمور التي يأمر بها الزوج الزوجة، ويجب أن تطيع أمره؟..
إن حقوق الزوج تتلخص في أمرين :
أولاً: التمكين الزوجي.. بمعنى إتاحة الزوج لأن يمارس حقه بشكل مريح، ومن دون وجود ما ينفر.
وثانياً: إذنه في الخروج من المنزل.. والخروج من المنزل على أقسام: فبعض الرجال يرى بأن الخروج من المنزل ممنوع مطلقاً، ولكن الأمر فيه تفصيل، وينبغي مراجعة الفقيه.. مثلاً: الزوج الآن هو خارج المنزل، وخروج الزوجة لمدة قصيرة -مثلاً- لا ينافي حقه؛ لأنه هو الآن ليس موجوداً حتى تعطي الزوجة حقه الشرعي.. ففي هذه الحالة من الممكن أن بعض الفقهاء لا يلزمها بذلك.. أي أن الممنوع هو الخروج من المنزل إذا كان ينافي الحق.. وعليه، لابد للزوجين أن لا يطلقا القول في هذه المسألة، ومراجعة مقلدهم في هذا المجال.

س4/ متى ينبغي أن يكون الإنسان صريحاً مع الزوجة؟..
لابد من انتخاب الزمان المناسب؛ كما ورد في الحديث عن الرسول الأكرم (ص): (الأمور مرهونة بأوقاتها).. فمن الملاحظ أن المرأة إذا كانت لها مسألة مهمة ومقلقة، ومما يشغل البال، أنها لا تتقن اختيار الفرص لطرح المسألة.. فمثلاً: عندما يأتي الزوج من العمل -وخاصة إذا كان اليوم يوماً عصيباً، وهنالك مشادة في مجال العمل، وجسمه قذر ومتعرق ولا يطيق نفسه، وجائع، ومرهق يحتاج إلى استراحة-؛ وإذا بها على الباب تريد أن تعقد معه محكمة في مجال من المجالات!.. من الطبيعي أن يكون الجواب جواباً خشناً، وبما لا يريح.  
ومن هنا دعوة لكلا الزوجين أن يدرس كل منهما نفسية الآخر.. إن المرأة عليها أن تكون متخصصة نفسياً في أمور الزوج، وكذلك الزوج على الأقل أن يعرف نفسية زوجته: متى تقبل، ومتى تدبر، وما الذي يعجبها في هذه الحياة، وما هي ساعات الاسترخاء لديها؟.. وتميل إلى من الأخوات؛ لعله هنالك بعض الأمور يمكن أن يؤثر عليها من خلال صديقاتها!.. فإذن، من الضروري معرفة الوضع الجغرافي: أن يعلم الإنسان نقاط ميلها وبغضها، وأشخاص بغضها وحبها.. ولهذا نلاحظ أن الإنسان يطلب من زوجته شيئاً، فترفض في ساعة، وتقبل في ساعة.. فمن المعلوم أن النفوس متقلبة.. ولهذا يقال بأن القلب سمي قلباً، لشدة تقلبه.
س5/ زوجي يشعر بالنقص لإحساسه بتفوقي عليه من جميع الجهات؛ فما هو الحل؟..
إذا كان التفوق في الأمور الدنيوية، كأن تكون -مثلاً- متفوقة مادياً أو أكاديمياً؛ فلا قيمة لهذا التفوق؛ لأن هذه الأمور لا وزن لها عند الله عزوجل.. وأما إذا كانت متفوقة معنوياً: تؤدي صلاة الليل والنوافل، وعلى مستوى تكاملي متميز؛ فإن هذا هو حقيقة مقياس التفاضل، كما يشير إليه قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.