الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

السبت، 4 مايو 2013

أسرار حياتنا الزوجية .. صرخة هاني خليفة


مع بداية الحياة الزوجية: اليكم عشرة أساليب كي يظل الحب ضيفاً دائماً بينكما
صورة توضيحية
الحب
هو تلك الحالة التي تصبح فيها سعادة شخص آخر ضرورية لك، فالزوج يحتاج دائماً أن يشعر أن زوجته تثق به وبإمكانياته، وبقدرته على القيام بالأعمال المطلوبة منه، وهو يريد أن يشعر بهذا من خلال العمل والمواقف وليس أيضا من خلال الكلام. وتتجلى هذه الثقة أيضا من خلال اعتقاد الزوجة أن زوجها يبذل جهده مخلصا في سبيل راحتها وسعادتها بينما تحتاج الزوجة أن تشعر أن زوجها يقوم برعايتها من خلال إظهار الإهتمام بمشاعرها وأحاسيسها، وهي تحتاج أن تشعر أن لها مكانة خاصة عند زوجها. تلبية إحدى هاتين الحاجتين المختلفتين عند أحد الزوجين من شأنه أن يلبّي الحاجة الأخرى عند الطرف الأخر، فعندما تثق الزوجة في قدرة زوجها فإنه يصبح أكثر رغبة في رعايتها وخدمتها، وكذلك عندما يقوم الزوج برعاية زوجته فإنها تصبح أكثر قدرة على الثقة العميقة به وبإمكانياته.
التخطيط لمستقبل العلاقة
يذكر الدكتور "جريج جولدنر"، مدير مركز الدراسات للعلاقات عن بعد أن "الفرق بين الأزواج الذين ينجحون والذين لا ينجحون يكمن في كلمتين "القواعد الأساسية"، فوفقا للدراسات فإن 70% من الأزواج لم يتوقعوا النتائج أو يتحدثوا عن الخطط المستقبلية وكيفية التعامل معها خلال الستة أشهر الأولى من العلاقة الزوجية وهذه نقطة مهمة جدا.
احترام الآخرين
من المهم على الدوام سلوك سبيل احترام الآخرين. دعي شريك حياتك يعلم بشكل واضح تماما أنك تحبّينه وتحترمينه فعلا، فهذا الحب وهذا الاحترام هما الضمان الأكيد لعلاقة سعيدة ومستقرة.
التخلص من النكد
يتمنّى الأزواج على الدوام التخلص من بضعة أشياء، من جملتها النكد والكبت الذي يسلبهم حرياتهم، ويقف على رأس كل تلك الأماني، أمنية التخلص من عصبية الزوجة التي يرتفع صراخها – خاصة على الأطفال – لأمور تافهة، وخاصة إذا كانت تلك الزوجة قد قالت لزوجها ذات مرة "يا ليتني كنت تزوجت فلانا واستشعرت السعادة"، لأن الرجل يشعر بعد هذا الكلام بحالة من الانفصال والابتعاد الدائم عن زوجته.
عدم فرض السيطرة
محاولة أحد الزوجين فرض السيطرة على الآخر تضر الحياة الزوجية، خاصة عندما تكون الزوجة صاحبة شخصية استقلالية، ويؤكد علماء النفس أنه في استطاعة كلا الزوجين أن يجعلا حياتهما الزوجية الممتدة تجربة مشتركة يخوضانها معا، ببذل كل منهما العطاء والحنان من أجل الشريك الآخر دون الدخول في مباريات لإثبات من يتمتع بالشخصية القوية ومن هو صاحب الكلمة المسموعة في البيت.
الوضوح التام مع النفس
فيما يتعلق بالمشكلات، يجب التزام الوضوح التام مع النفس، فعدم التزام الوضوح والشفافية يؤدي إلى تصاعد المشكلات مما يؤدي بدوره إلى تدمير العلاقات الحميمة بين الطرفين. إذا شعرتما أن العلاقة لا تسير على ما يرام فاعلما أنها كذلك، أو عادة ما تكون كذلك، ولا تحاولا إقناع نفسيكما بعدم وجود المشكلات، هذا يجعلكما أكثر قابلية لمواجهة المشكلات بشجاعة وعدم المبالغة فيها أو عدم إعطائها حق قدرها.
الصمت المؤقت والمزمن
هناك فرق بين الصمت المؤقت والمزمن، فالصمت المؤقت يكون في أوقات الخلافات وهذا شيء حميد. ويُفضَّل ألاّ يطول مثل هذا النوع من الصمت ولكن يجب المناقشة وتعرية المشكلة تماما حتى يمكن القضاء على جذورها وتستأنف الحياة الزوجية الطبيعية. أما الصمت المستعصي (المزمن) فيكون بمثابة المسمار الأول في نعش الحياة الزوجية، وهنا يكون القلب قد فقد البوصلة فيحتار ويسير أحيانا بمسارات خاطئة قد تزيد من حالة البرود العاطفي بين الزوجين، فيصنع حائلا بينهما ويحوّل الحب إلى نفور ويتحول الزواج من سكن ومودة إلى مباراة من مباريات الضربة القاضية وتكون الصعوبة في إمكانية عودة الحب من جديد بينهما، فقد فقدت العلاقة بينهما صفة الامتنان والمودة، ولا بد من معرفة سبب هذا النفور الذي أدى إلى هذا الصمت الزوجي بينهما فلا بد من جلسة ودية وصافية في مكان مريح ووقت مناسب حتى يتم تذويب ما علق بالنفوس من تراكمات.
قضاء الوقت الكافي
يقول خبراء علم الاجتماع أن الزوج والزوجة اللذان يشعران أنهما لا يقضيان وقتا كافيا في صحبة أحدهما الآخر يمكنهما إيجاد وسيلة للاندماج بالقيام بالأعمال المشتركة لصالح أسرتهما، فإحساس الزوجة أن الزوج يشاركها في بعض الأعباء الأسرية يشعرها أنه يتعاطف معها.
الجمال الخارجي والداخلي
في بداية الزواج أكثر ما يشغل الزوج هو جمال زوجته، ولكن بعد مضيّ مدة قصيرة يركز جُلّ اهتمامه على كلامها. وإذا أصبح على استعداد للقول أن "زوجتي وإن لم تكن جميلة إلا أنها نديمة جيدة وكلامها جميل" فلتعلم الزوجة حينذاك أنها محبوبته ومعشوقته الدائمة.
الطلبات وتلبية الإحتياجات
من أهم أسباب الود بين الزوجين أن تطلب الزوجة من زوجها بين الحين والآخر شيئا في حدود طاقاته وإمكانياته، لأن مثل هذا الأمر يعدّ أسلوبا فعالا لإيجاد الألفة والمحبة ويؤدي إلى توطيد أواصر الرحمة. وفضلا عن ذلك فإن شعور الرجل بحاجة المرأة إليه يرضي طموحه ويرى فيه نوعا من الإعتبار لشخصه ولاهتمام المرأة به. فالمرأة الذكية تعرف كيف ومتى تطلب من زوجها بعض حاجاتها أو مالا لنفقاتها الخاصة.
عدم الإستعانة بالأهل لحل المشاكل
من أهم الأمور التي يتميّز بها الأزواج السعداء أنه عندما تتعقد الأمور بينهما لا يتصلان فورا بالأهل لحل المشكلة، ذلك أنه في بداية العلاقة الزوجية لا يزال الزوجان متعلقين بحياتهما السابقة في منزل العائلة ويشعران بالحاجة إلى الذهاب للزيارة بكثرة، لكن مع الوقت وتوطّد العلاقة تبدأ هذه الزيارات بالتباعد، ولكن يجب ألاّ يعرف الأهل بدواخل العلاقة الزوجية إلا إذا استعصت الأمور على الحل، وليس من الضروري أن تعرف الأم بكل ما يجري في منزل ابنها أو ابنتها لأن ذلك يزيد من الضغوط على العلاقة.هاني خليفة
مع بداية الحياة الزوجية: اليكم عشرة أساليب كي يظل الحب ضيفاً دائماً بينكما

الحـب الذكـــي كيف أختار شريك حياتي .. صرخة هاني خليفة

تحدثنا في المقال السابق على أن الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام أو طبائع وهي: شخص بصري، شخص سمعي، شخص حسيّ. كما تحدثنا على أهم ما يميز كل منهم، ونوردها الآن باختصار لأهمية ربطها بموضوع اليوم.

صفات الشخص البصري: يتحدث بسرعة، بصوت مرتفع، قراره حسب ما يراه أو يتخيله، دائم الحركة، أنفاس قصيرة وسريعة، يهتم بالصور والمناظر، يناسبه التخطيط الاستراتيجي، قراراته فورية مما يدفعه للمخاطرة، قد يقاطع غيره.

صفات الشخص السمعيّ: يتحدث بتوسط، بصوت متنوع، قراره حسب ما يسمعه ويحلله، متزن الحركة، يتنفس بطريقة مريحة، يهتم بالأصوات، يناسبه التخطيط المتعاقب، حذر في اتخاذ القرارات مما يخفف من نسبة المخاطرة، لديه القدرة على الاستماع للآخرين.

صفات الشخص الحسيّ: يتحدث ببطء، بصوت منخفض، قراره حسب مشاعره، بطيء الحركة، يتنفس ببطء وعمق، يهتم بالشعور والأحاسيس، يناسبه التخطيط التنفيذي، لا يحب المخاطرة نهائياً في القرارات، يستمع للآخرين بشكل واضح وملموس.

الآن السؤال الذي يطرح نفسه كيف أختار شريك حياتي؟ هل أختاره مثل طبعي أم عكس طبعي؟ أرجو أن تفكر في الموضوع جيداً قبل أن تجيب لأن كلنا يبحث عن الحب الذكــي الذي يجلب لنا السعادة ويبعدنا عن الصراخ والإهانات والعنف.
لأول وهلة يتبادر للذهن أنه من الأفضل أن تختار زوجه/ زوج عكس طبعك وذلك لكي يكون تنوع في الحياة الزوجية القادمة، ودفعاً للملل والروتين. وهذا ما كنت أسمعه كثيراً من طلبتي الذين يحضرون دوراتي التدريبية المنعقدة على مدار السنة في فنادق عمان وإربد.


ولكن الحقيقة والتي تجلب لك الحب الذكــي والسعادة هو أن تختار شريك حياتك بحيث يكون مثل طبعك يعني ( بصـري + بصـري ــ سمعـي+ سمعـي ـ حسـي + حسـي). وذلك لأن الحياة الزوجية تقوم على التوافق والألفة وهذا التوافق لن يتحقق إذا كان الزوجان مختلفين، لأن كل واحد له طبعة الخاص به حتى لو تنازل اليوم في موقف ما لزوجته لن أضمن أن يتنازل أو يترك طبعه وينزل لطبع زوجته في مواقف الحياة الزوجية القادمة. كما أنه لا يعقل أن أكون طيلة حياتي الزوجية أنزل لمستوي زوجتي أو أرتفع لمستواها وذلك حسب طبعها، وهذا يتطلب مني جهد كبير وستكون نتيجته الملل وستقول الزوجة مثلا(إلى متى سأبقى أحتمل عصبيته وصوته العالي وتهوره).

ومن خلال استشاراتي في المجال الأسري مع عدد غير معدود من العائلات وجد أن كل الخلافات الزوجية التي حضرت إلي في مركزي كان أساسها أن الزوجين مختلفان في الطباع. ولم أستقبل استشارة كان فيها الزوجان متوافقان.
وهذا يؤكد القناعة التي أتبناها والتي أنصح بها كل الشباب والبنات وهي أن تتزوج بإنسان مثل طبعي فإن كنت حسيا فسأتزوج زوجة حسية مثلي.

وأما بالنسبة لأهمية التنوع المطلوبة في الحياة الزوجية بين الزوجين، هذا يحصل حتى لو تزوجت مثل طبعك؟ كيف.!!
مثـال: سمير (بصري) ، وسهى (بصرية) تزوجا منذ فترة وهم سعداء كثيرا لأنهما يشعران بالتوافق في أغلب المواقف والتصرفات.
سمير رغم أنه بصري فهو ليس بصري 100% فهو يأخذ من صفات السمعي بنسبة ومن صفات الحسي بنسبة معينة. وهذا أيضا ينطبق على زوجته سهى. إذن التنوع في الصفات حاصل تحصيل في الحياة الزوجية المتشابهين في الطباع. بالإضافة لما ذكر تنوع خبرات الزوجين خاصة الزوج وخروجه للعمل والخلطة تجعله يكتسب صفات جديدة لشخصيته مما يعمل على زيادة التنوع في حياته الزوجية.

إن أسوأ حالات التوافق في الحياة الزوجية والتي رأيتها بعيني هي أن يكون الزوجان ضمن الطبائع التالية:

زوج (بصري) زوجة (حسية)
زوجة (بصرية) زوج (حسيّ)


وهذا أشبه مثل توم وجير (القط والفار) فهما دائما في خلاف وتناقض ومشاكل، لأن الطرف الأول سريع في الكلام والحركة وعجول في القرارات، والآخر بطيئة في الحركة والكلام والقرارات، وهذا قمة التناقض وأساس المشاكل الزوجية في مجتمعنا العربي. أعط نفسك مهلة واذهب للمحاكم وشاهد معي قضايا الطلاق وانظر في طبائع الأزواج ستجدها على الأغلب مختلفين.
ومن هنا تأتي أهمية توعية الشباب الذكور والإناث بأهمية هذا العلم الذي أطرحة وأنه من الأمور الهامة التي تضمن لنا حياة أسرية سعيدة ويخفف نسبة الطلاق بين الأزواج. ومن هنا أدعو إلى عمل فحص قبل الزواج وقبل الارتباط أصلا – وهذا جاهز عندي أعمله للراغبين قبل الارتباط- وهذا الفحص تكمن أهميته مثل أهمية الفحص الطبي المعمول به حاليا في المملكة، لذلك أتمنى أن يعي الناس أهمية هذا الموضوع لأن كثيرا من زيجاتنا محكوم عليها بالخراب أو الطلاق مسبقاً ومن أول يوم بسبب اختلاف طبائع الزوجين خاصة إذا كانا متباعدين كحالة: (بصري ـــ حسي).
أعقد أن القراء يدور في أذهانهم ثلاثة أسئلة وهي:

1. من الأفضل في الطبائع الثلاثة السابقة، هل هو البصري أم السمعي أم الحسي؟
نجيب أن كل الناس خير وبركة، فنحن بحاجة للبصري في مواقف ونحتاج السمعي في مواقف ونحتاج الحسي في مواقف أخري فكلنا يكمل الآخر في المجتمع.




2. هل يمكن تغيير طبعي؟ من حسي مثلا إلى سمعي.
لأول وهلة يتبادر لأذهان الناس أنه من المستحيل تغيير طبع الإنسان الذي مضى عليه سنين، ولكن في الحقيقة والعلم يمكن تغيير سلوكيات وطبع الإنسان وننوه أنه يحتاج أولا: لوقت طويل وثانيا: لمجاهدة النفس والمتابعة وثالثا: تغيير الصحبة والأصدقاء لأشخاص يحملون الطبع الذي أرغبه.
وللتأكد من هذه النقطة تذكر معي عندما حضرت السيرك كيف وجدت الحيوانات كيف كانت تتصرف وتعمل حركات مضحكة، هل سألت نفسك كيف وصلت هذه الحيوانات لدرجة أن تعمل حركات غير حركاتها الأصلية. في الحقيقة أن هذه الحيوانات تم تغيير طبعها وسلوكها بالتعزيز، وهذا ينطبق أصلا على الإنسان من باب الأولي.

3. من هو القائد/ المعلم/ المربي/ المحاضر، الناجح والمتميز. هل هو البصري أم السمعي أم الحسي؟
الإنسان الناجح هو من يخاطب الجمهور بلغات ثلاثة تناسب الأناس البصريين والسمعيين والحسيين، لأن كل جمهور تخاطبه على الأغلب سيتضمن الأنواع الثلاثة.

مثال:خالد يلقي محاضرة ثقافية في إحدى الدوائر الحكومية، حيث تنبه أن بين الجمهور أناس بصريين وأناس سمعيين وأناس حسيين. فكان من كلامه:

• ( تخيلوا معي يا جماعة المنظر الجميل الخلاب الذي يرسمه قول الشاعر...)
• (سأطرق أسماعكم بجملة هامة أرجو أن تنتبهوا لها لأن فيها معاني جميلة تطرب الأذان عند سماعها فارعوني سمعكم...
• (هل أصابكم شعوراً جميلا بعد أن قمنا معنا بالتمرين، هل تلمست برود صدرك الآن وهدوء قلبك إنه...)
هاني خليفة

صرخة هاني خليفة .. علاج العنف الزوجي في ضوء القرآن الكريم


بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
القرآن العظيم هو كلام رب العالمين، ومن ابتغى السعادة والأمن في الدارين لا بد من أن يجعله نصب عينيه، ويسير على هداه في كافة شئونه.
والعنف الزوجي هو أحد أبرز الأمور الهدامة التي تقوض بناء الأسرة أولاً؛ ومن ثم المجتمع والأمة .
فكيف سيكون الأفراد فاعلين في مجتمعاتهم، وهم تحت ضغوط شديدة تحت مظلة أسرهم،
ولا شك أن العنف الزوجي هو مؤثر قوي، ومقوض هدام للزوجين ابتداء ومن ثم الأولاد، وكذا يؤثر سلباً على كل من له علاقة وارتباط بالزوجين .
وحياة الزوجين في ظلال العنف تصبح عذاباً وألماً وكابوساً يتمنى المظلوم منهما أن يفيق منه، أو تنتهي حياته تلك بأي صورة كانت.
ومن هنا كانت عناية القرآن الكريم بالسلام الزوجي متمثلاً في كل ما يعززه ويبنيه ويقوّمه بشتى أشكاله وأنواعه، وفي درء كل ما يقوّضه ويهدمه من العنف بدفع عوامله والحد من آثاره.
ولعظيم أهمية هذا الموضوع، ولشيوع صوره المختلفة بصورة مرتفعة نسبياً تختلف بحسب أولاً مدى تمسك والتزام الزوجين بكتاب الله، وكذا بحسب المناطق والعادات والتقاليد...، أحببت الحديث عنه في بحثي هذا .
وقد قسمته إلى عدة مباحث تحوي عدة مطالب وتحت كل مطلب عدة نقاط:
المبحث الأول:
تعريف العنف الأسري:
1- الأشخاص الذين يمارسون العنف.
2- العوامل المؤدية إلى العنف الأسري.
3- الآثار المترتبة على العنف الأسري.
4- أبرز الفئات التي تتعرض للعنف الأسري
المبحث الثاني:
علاج العنف الزوجي
وتحته عدة مطالب:
العناية بحسن الاختيار ومراعاة الكفاءة الزوجية
تحديد الهدف ووضوح الرؤية
التقوى وترك المعاصي
الاعتدال في المحبة

أعظم ألفة وسكن بين زوجين هو بين الزوجين
علاج النشوز بين الزوجين
آداء الحقوق والواجبات
تحديد أحكام الطلاق والخلع والرضاع والولاية
بيان حقيقة القوامة
تنظيم قضية التعددالمشاركة الحسية والمعنوية فيما بينهما
تنظيم قضايا الفراش والعلاقة الجنسيةالمشاركة الحسية والمعنوية فيما بينهماضبط ضبط مشاعر الغيرة والشك والبغض والكراهية.
وذلك في ضوء الآيات القرآنية وتعليق المفسرين –- على ذلك.
وأخيراً نسأل الله التوفيق والسداد.
المبحث الأول: تعريف العنف لغة: مثلثة العين ضد الرفق[1], وعَنُفَ به وعليه عُنْفاً وعَنَافة: أخذه بشدة وقسوة ولامه وغيّره فهو عنيف[2].
العنف اصطلاحاً: يمكن تعريف العنف من فرد لآخر بمحاولة تسلط متزايدة يفرض خلالها (ومن موقع إحساسه بقوته) مراقبة وضبط الآخر مستخدماً وسائل ضغط متنوعة تحافظ على حالة دونية, وتجبره على تبني مواقف وسلوكيات متطابقة مع توجهاته الخاصة ورغباته[3].
تعريف العنف الأسري: أنه السلوك الذي يصدر من أحد أفراد الأسرة دون مبرر مقبول, ويلحق ضرراً مادياً أو معنوياً أو كليهما بفرد آخر من أفراد الأسرة, وهو يشمل عنف الزوج تجاه زوجته, وعنف الزوجة تجاه زوجها, وعنف الوالدين تجاه الأولاد وبالعكس, كما أنه يشمل العنف الجسدي والجنسي واللفظي والتهديد, والعنف الاجتماعي والفكري.
الأشخاص الذين يمارسون العنف: العنف الأسري هو أشهر أنواع العنف البشري انتشاراً في زماننا هذا, وتبين الدراسات التي أجريت في الدول العربية على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى, وأن الزوج بالتالي هو المعتدي الأول, يأتي بعدها في الترتيب الأبناء والبنات كضحايا إما للأب أو للأخ الأكبر أو للعم بنسبة 99% يكون مصدر العنف للأقوى.
أي ليس بالضرورة أن يكون الممارس للعنف هو أحد الأبوين, وإنما الأقوى في الأسرة, ولا نستغرب أن يكون الممارس ضده العنف هو أحد الوالدين إذا وصل لمرحلة العجز وكبر السن.[4]
وقد يصدر العنف من الزوجة تجاه الزوج، والأم تجاه أبنائها، والأخت تجاه الأخ ونحو ذلك، ولكن بنسب أقل.
أنواع العنف الأسري:
1- العنف المقصود الواعي‏:
يقصد بالعنف المقصود جميع الممارسات العدوانية الواعية المدعومة بإرادة وإصرار سواء أكانت مبررة أو غير مبررة وتوجد أشكال متعددة لهذا النوع من العنف وسنكتفي هنا بما يوضح فكرة العنف الواعي:‏
أ - القسوة في المعاملة:‏
الضرب، ربط بالحبال، الحبس و الحرمان من وجبات الطعام، إعطاء مواد لاذعة، تهجم، لفظ التهديد لإكسابهم أنماط سلوكية مقبولة واستبعاد أخرى غير مقبولة إلى جانب تنمية سمات مع الذكور منهم كالرجولة والخشونة لتعليمهم أدوارهم الاجتماعية المستقبلية.‏
ويأتي ضمن قسوة المعاملة‏:
ب- صورة الاستغلال الجسدي. ‏
ج- النقد والنهر والإذلال والاتهام بالفشل‏.
د- التخويف (الحبس، العزل)‏.
2- العنف غير المقصود‏:
1- الاعتداءات الجنسية:‏
والتي يكون فيها الأب أو الأخ الأكبر هو الطرف المعتدي وغالباً تحدث مثل هذه الحالات تحت تأثير تعاطي المخدرات أو بعض الاضطرابات النفسية والانحرافات السلوكية‏.
2-الهياج والتصرفات الخارجة عن المعايير:‏
ومن الحالات الملاحظة في أسرنا حالات الهياج والتصرفات التي تخرج عن المعايير المقبولة اجتماعياً وهي غالباً تصدر عن الآباء تحت تأثير المخدر أو استخدام بعض العقاقير التي تفقد التوازن (عقاقير الهلوسة و عدم القدرة على التحكم في الانفعالات وكثيراً ماتؤدي مثل هذه التصرفات إلى استعمال القسوة مع الأطفال أو مع أمهاتهم وقد يتعرضون نتيجتها للأضرار الجسدية .‏
3- الحرمان من قبل الأزواج والتي تتمثل في حرمانها من أبسط احتياجاتها، أو العكس
وكذا حرمان الأطفال من التعليم والصحة والغذاء الكافي والمناسب وتشغيلهم في أعمال لاتتناسب ونموهم وقدراتهم وكثيراً ماتسبب لهم تشوهات جسمية ومعاناة نفسية..‏.[5]
الأسباب المؤدية إلى العنف الأسري:
أ - ضعف الوازع الديني وسوء الفهم لكثير من القضايا والأحكام الفقهية.
ب - سوء التربية والنشأة في بيئة عنيفة.
ج - غياب ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة.
د - سوء الاختيار وعدم التناسب بين الزوجين في مختلف الجوانب بما فيها الفكرية.
هـ - ظروف المعيشة الصعبة كالفقر والبطالة.
و- دوافع ذاتية وهي التي تنبع من نفس الشخص، أو اقتصادية للحصول على المادة، أو اجتماعية كتصور أن ذلك يصور الرجولة في حق الرجل والقدرة على التحكم في الرجل بالنسبة للمرأة أو عموماً.
الآثار المترتبة على العنف الأسري:
1-العُقد النفسية، والأمراض الجسدية، والإعاقات.
2-انتهاج الشخص الذي عاش العنف النهج ذاته.
3-تهديد كيان الأسرة ومن ثم المجتمع بأسره.
4-التعثر الدراسي للأطفال، الهروب من المنزل.[6]
أبرز الفئات التي تتعرض للعنف الأسري[7]:
1-الأطفال. 2-النساء .
3-المعاقين. 4-المسنين.
المبحث الثاني :
علاج العنف الزوجي في ضوء القرآن الكريم:
اعتنى القرآن الكريم بكل ما يدفع العنف الزوجي, بكافة جوانبه وصوره .
أولاً: عنف الأزواج تجاه الزوجات والعكس:
1-العناية بحسن الاختيار ومراعاة الكفاءة الزوجية:
المعيار الحقيقي للاختيار الصحيح للزوج أو الزوجة هو تقوى الله، ومن ثم تأتي الصور الأخرى التي تتعلق بالكفاءة والمناسبة المقبولة شرعاً وعقلاً.
أما ما يتعلق باختيارات غالبية الناس اليوم وهي بالتحديد تهتم كأصل أول وأساس بالأشكال والألوان والهيئات، وبعد ذلك تكون بعض الاعتبارات المادية ونحوها مع غض الطرف عن الجانب الأهم وهو تقوى الله.
ومن هنا نلحظ جنوح كثير من الأزواج والزوجات إلى العنف لتحقيق الرغبات المطلوبة بناء على أصل هذه الاختيارات.
والله في كتابه ذكر المعيار الحق وهو الإيمان فقال سبحانه )وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ( [البقرة:221]، قال ابن كثير: (أي ولرجل مؤمن –ولو كان عبداً حبشياً- خير من مشرك، وإن كان رئيساً سرياً (أولئك يدعون إلى النار ) أي معاشرتهم ومخالطتهم، تبعث على حب الدنيا واقتنائها وإيثارها على الدار الآخرة، وعاقبة ذلك وخيمة (والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه) أي بشرع وما أمر به وما نهى عنه[8].
وقال تعالى: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُللطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّايَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [النور:26]، قال السعدي:أي: كل خبيث من الرجال والنساء، والكلمات والأفعال، مناسب للخبيث، وموافق له ومقترن به، ومشاكل له.
وكل طيب من الرجال والنساء، والكلمات، والأفعال، مناسب للطيب، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له[9].
ولا يخفى اثر المخالطة المجردة على الفرد قال ابن الجوزي: (مارأيت أكثر أذى للمؤمن من مخالطة من لايصلح ، فإن الطبع يسرق، فإن لم يتشبه بهم ولم يسرق منهم فتر عن عمله، وإن رؤية الدنيا تحث على طلبها)[10].
وأن يحيا المرء مع زوج غير صالح يؤثر سلبياً على حياته ونفسيته ومن ثم في سلوكه وتعامله وإحساسه تجاهه، ومع الأيام تزيد الهوة فيما بينهما مما يثير العنف بلا شك في هذا الوسط الزوجي، ويصبح البون شاسعاً والتوافق مستحيلا
2-تحديد الهدف ووضوح الرؤية: فالأهداف عندما تكون واضحة تكون الخُطى نحو تحقيقها ثابتة .
وتأمل في ذلك آية التخيير (ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) الأحزاب 28-29 قال ابن كثير:( هذا أمر من الله لرسوله عليه الصلاة والسلام ،بأن يخير نساءه بين أن يفارقهن فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا وزينتها ، وبين الصبر على ما عنده من ضيق الحال، ولهن عند الله في ذلك الثواب الجزيل، فاخترن وأرضاهن ، الله ورسوله والدار الآخرة، فجمع الله لهن بعد ذلك بين خير الدنيا وسعادة الآخرة)[11].
فتعالين :أي اقبلن بإرادتكن واختياركن لإحدى الخصلتين
وعن جابر قال:أقبل أبو بكر يستأذن على رسول الله عليه الصلاة والسلام والناس ببابه جلوس والنبي عليه الصلاة والسلام فلم يؤذن له ثم أذن لأبي بكر وعمر فدخلا والنبي عليه الصلاة والسلام جالس وحوله نساؤه وهو ساكت فقال عمر :لأكلمن رسول الله عليه الصلاة والسلام لعله يضحك فقال عمر :يارسول الله لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة آنفا فوجأت عنقها فضحك رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى بدا ناجذه وقال: هن حولي يسألنني النفقة،فقام أبو بكر رضي الله إلى عائشة ليضربها ،وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقولان تسألان رسول الله عليه الصلاة والسلام ماليس عنده، فنهاهما رسول الله عليه الصلاة والسلام عن هذا فقلن نساؤه :والله لا نسأل رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد هذا المجلس ماليس عنده)[12]
وأخرج البخاري عن عائشة أن رسول الله عليه الصلاة والسلام جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت:فبدأ بي فقال:إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك قد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه ،فقال: إن الله قال (ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن الحياة الدنيا وزينتها..)،فقلت له : ففي أي هذا استأمر أبوي فإني أريد الله والدار الآخرة وفعل أزواج رسول الله عليه الصلاة والسلام مثل ما فعلت.[13]
نعم تحديد الهدف :(الدنيا أو الآخرة ) يجعل العبد أكثر قدرة على التحكم في انفعالاته وتوجيهها بطريقة صحيحة.
3-التقوى وترك المعاصي: المتأمل في القرآن الكريم يجد عظيم ارتباط التقوى بالحياة الناجحة والسعيدة على مستوى الأسرة والمجتمع والأمة .
في آيات النكاح والطلاق والولاية ..تجد التركيز على مزيد من العناية بأمر التقوى .
ولو تأملت فقط سورة الطلاق ومدى عنايتها بأمر التقوى وربط اليسر بعد العسر ، وكذا الفرج والمخرج ونحوها كيف تكرر ذلك ،لأدركت كيف يكون التقوى مجانبا للعنف الزوجي بإذن الله.
4-أعظم ألفة وسكن بين زوجين هو بين الزوجين: هذه هي العلاقة المطلوبة بين الزوجين كما صورها القرآن الكريم لو عقلها واستشعرها الزوجان لكان ورود العنف في حياتهما شيئاً مستحيلاً, ولأصبح ظلال الود والسكن والرحمة هو أصل هذه الحياة الزوجية قال تعالى: )وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( [الروم: 21]، قال ابن كثير: (فلا ألفة بين الزوجين أعظم مما بين الزوجين ولهذا ذكر الله تعالى أن الساحر ربما توصل بكيده إلى التفرقة بين المرء وزوجه)[14].
نعم هذه أعظم ألفة فمن أين يأتي العنف إلى مثل هذه الألفة؟!.
وقال النسفي: (لأن الجنس إلى الجنس أميل خصوصاً إذا كان بعضاً منه، كما يسكن الإنسان إلى ولده ويحبه محبة نفسه لكونه بضعة منه)[15].
فالله عزوجل خلق حواء من ضلع آدم الأيسر, وهو سبحانه قادر أن يخلق حواء كما خلق آدم دون أن تكون جزءاً منه وبضعة, ولهذا الخلق بهذه الكيفية حكمة عظيمة في جعل المودة والأنس والرحمة بين الزوجين، فليتأمل ذلك.
وكيف يتصور المرء أن الزوج أو الزوجة في ضوء هذه العلاقة يؤذي أحدهما الاخر بأي صورة كانت، ثم يضاجعه، ويستخدمه في حاجته .
5-عدم تقديم محبة الآخر على محبة الله: قال تعالى(ياأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) التغابن 14 قال مجاهد :يحمل الرجل على قطيعة الرحم أو معصية ربه، فلا يستطيع الرجل مع حبه إلا أن يطيعه.[16]
وفي الصحيح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما،ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله،ومن كان أن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه).[17]
وتقديم غير الله على الله في المحبة هلاك وخسارة محضة في الدنيا والآخرة .
6-علاج النشوز بين الزوجين:
أولاً: إذا كان النفور والنشوز من الزوج فقد عالجه القرآن الكريم بعيداً عن العنف الذي قد يفعله الزوج تجاه زوجته في حال نشوزه ذلك والذي قد يبلغ أقصى صور العنف من سباب وضرب وتنكيل وتقصير في الحقوق وغير ذلك, فجاء علاج القرآن الكريم لذلك قبل حدوث النشوز أو في بدايته فقال تعالى: )وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا( [النساء: ١٢٨]، والمعنى: إذا خافت المرأة أو أحست من زوجها استعلاء بنفسه منها إلى غيرها, أو أثرة عليها, وارتفاعاً بها عنها, إما لبغضة وإما لكراهة منه بعض أمور فيها, أو شعرت بانصرافه عنها بوجهه أو ببعض منافعه التي كانت لها منه.
حينها لا حرج عليها أن يصلحا بينهما صلحاً وذلك بأن تضع عنه بعض الواجب لها من حقٍّ عليه, تستعطفه بذلك, وتظهر حرصها وعظيم رعايتها بالعقد الذي بينها وبينه بالنكاح، ويثنيه ذلك عن عنفه في الغالب ، ويحد من آثار الجفاء الحاصل فيما بينهما.
ثانياً: إذا كان النشوز من الزوجة تجاه زوجها: وهذا الأمر أيضاً من أسباب العنف الذي قد يدفع الزوجة للإضرار بزوجها، قال تعالى: )الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا( [النساء: ٣٤]، ولذا إن خاف الزوج من امرأته نشوزاً وعظها فإن أنابت وإلا هجرها في المضجع, فإن ارعوت وإلا ضربها ضرباً غير مبرح, فإن استمرت تم تحكيم الحكمين.
ثالثاً: إذا كان النشوز والنفور بين الزوجين: قال تعالى: )وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا( [النساء: ٣٥]، قال البغوي: (إذا ظهر بين الزوجين شقاق واشتبه حالهما فلم يفعل الزوج الصفح ولا الفرقة, ولا المرأة تأدية الحق ولا الفدية, وخرجا إلى مالا يحل قولاً وفعلاً ) - وهذا هو العنف المرفوض- ثم قال (بعث الإمام حكماً من أهله إليه وحكماً من أهلها إليها, رجلين حرين عدلين, ليستطلع كل واحد من الحكمين رأي من بعث إليه, إن كانت رغبته في الصلة أو الفرقة, ثم يجتمع الحكمان فينفذان ما يجتمع عليه رأيهما من الصلاح)[18].
فإذا وقع الشقاق بين الزوجين كان الحكم بالتدرج السابق وحسب ما تقتضيه المصلحة حتى يندفع العنف فيما بينهما.
7-آداء الحقوق والواجبات:
عدم التزام الزوجين أحدهما أو كلاهما بآداء الحق الذي عليه تجاه الآخر سبب للعنف, سواء كانت تلك الحقوق مادية أو معنوية, قال تعالى: )وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ( [البقرة: ٢٢٨].
قال الشافعي:(وجماع المعروف بين الزوجين كف المكروه, وإعفاء صاحب الحق من المؤونة في طلبه لا بإظهار الكراهية في في تأديته, فأيهما مطل بتأخيره فمطل الغني ظلم)[19].
وفي هذا الكلام معنىً لطيف إذ أن إظهار الكراهية في تأدية الحق أو التماطل فيه يُعد قصوراً, فما الحال بمن ترك تأدية الحقوق أصلاً؟!
ألا يُعد ذلك عنفاً منهياً عنه ؟!
وكذا قال ابن قدامة: (قال بعض أهل العلم: التماثل هاهنا في تأدية كل واحد منهما ما عليه من الحق لصاحبه بالمعروف, ولا يمطله به ولا يظهر الكراهة, بل ببشر وطلاقة, ولا يتبعه أذىً ولا منة لقوله تعالى"وعاشروهن بالمعروف")[20].
وفي هذا القول معنىً آخر يضيف على الحياة الزوجية الأنس في حال تأدية الحقوق الزوجية وهو أن يكون حالهما في تأدية هذه الحقوق البشر والطلاقة وعدم المنة والأذى، فمن أين يجد العنف مدخلاً إليها؟!
بل يتعدى الأمر ذلك إلى أبعد منه حين يخشى أحدهما أن يستوفي كامل ماله لئلا يلزمه جميع ما عليه كما فهم ذلك صحابة رسول الله .
وحين تستوفى الحقوق بكل أشكالها ومعانيها, وتكون صادرة عن حب وبحب وود وألفة, ستستقر الأنفس ولن يدخل العنف في مثل الحياة الزوجية.
8-تحديد أحكام الطلاق والخلع والرضاع والولاية:
قد تستحيل الحياة الزوجية لأي سبب كان؛ ويصبح لا بد من إنهاء هذه الحياة بالحسنى والمعروف بدون ضرر أو إضرار بالزوجين أحدهما أو كليهما, وكذا دون الأضرار بالأولاد .
فوضع الله صوراً وحلولاً لإنهائها كالطلاق والتسريح بالمعروف والإحسان إليهن حتى بعد الطلاق أو الخلع ونحوه وكما ضبطت مسائل الرضاع والولاية بعد الانفصال .
والمتأمل في كتاب الله يجد أن الآيات التي تحدثت عن هذه الأحكام أكدت على جانب تقوى الله، وكذا سعة علمه الله وحكمته وإحاطته أو نحو ذلك من المعاني التي لا بد من مراعاتها وخاصة في هذه القضايا التي مظنة الظلم فيها بالغة وخفاءها متحقق بحسب ضعف إيمان صاحبها أو زيادته، وكل ذلك كي تكون رادعة عن أي عنف أو ظلم قد يسلكه أحد الأطراف تجاه الآخر، وتأمل هذه الأحكام الواردة في آيات سورة البقرة وسورة النساء وسورة الطلاق وغيرها وهي كثيرة منها: )وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا( [البقرة: 231]، )لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ( [البقرة ٢٣3]، )وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا( [النساء: ١٣٠]، )يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا( [الطلاق: 1].
9-بيان حقيقة القوامة:
سبق وبيّنا أن الله تعالى خلق حواء من آدم, وأن وجودها الأول كان مستنداً إلى وجود الرجل وفرعاً منه.
قال الشنقيطي: (وهذا أمر كوني قدري من الله, أنشأ المرأة في إيجادها الأول عليه, وقد جاء الشرع الكريم المنزل من الله ليعمل به في أرضه، بمراعاة هذا الأمر الكوني القدري في حياة المرأة في جميع النواحي, فجعل الرجل قائماً عليها وجعلها مستندة إليه في جميع شؤونها قال تعالى: )الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ( [النساء: ٣٤]، فمحاولة استواء المرأة مع الرجل في جميع نواحي الحياة لا يمكن أن تتحقق لأن الفوارق بين النوعين كوناً وقدراً أولاً وشرعاً منزلاً ثانياً يمنع ذلك منعا باتا)[21].
فالقوامة بيد الرجل وله تأديبها ووعظها للتأديب لا للتشفي والانتقام منها, وذلك بتذكيرها بحرمة النشوز, ووجوب طاعتها له في غير معصية, فإن لم يُجدِ ذلك هجرها في فراشها أو الحديث معها في البيت, ولا يتعدى ذلك خارج البيت, ومدة الهجر لا تزيد على ثلاثة أيام, فإن لم ينفع ذلك معها جاز أن يضربها ضرباً غير مبرح بسواك أو منديل ملفوف؛ لا بسوط ولا بعصى أو نحوه, والسواك كما لا يخفى دقيق وقصير، طوله غالباً طول القلم.
كما أنه لا يحل للرجل أن يضرب زوجته إن استدعى الأمر ذلك أمام أطفالها أو غيرهم, لكون ذلك زيادة في التأديب لم يأذن بها الشارع, تنجم عن ذلك أمور لا تحمد عقباها, ولا يضرب في حال الغضب ولو وقع وجود ما يستدعي ذلك لكونه والحال هذه سيتجاوز الحد المأذون به.
والتأديب متى ما كان في الحدود الشرعية ينفع, ولا يصح تسميته عنفاً أسرياً, ومع ذلك كله نقول: إن الترفع عن الضرب أفضل وأكمل إبقاء للمودة.[22]
وقال ابن حجر: (فيه دلالة على أن ضربهن مباح في الجملة ويحل ذلك أن يضربها تأديباً إذا رأى منها ما يكره, فيما يجب عليها فيه طاعته, فإن اكتفى بالتهديد ونحوه كان أفضل, ومهما كان الوصول إلى الغرض بالإيهام لا يعدل إلى الفعل , لما في وقوع ذلك من النفرة المضادة لحسن المعاشرة المطلوبة في الزوجية, إلا إذا كان في أمر يتعلق بمعصية الله )[23]
ومن خلال ما سبق تتبين مدى رعاية القرآن الكريم للتأديب المطلوب بعيداً عن العنف المنفر والمضاد لقوله تعالى: ) وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا( [النساء: ١٩]
وكذا الحال بالنسبة للزوجة ينبغي أن تعي حقيقة هذه القوامة فتُحسن التبعل لتَحْسُن الحياة الزوجية.
10-تنظيم قضية التعدد:
التعدد من الأسباب التي قد تثير العنف في الأسرة على مستوى الزوجين والأولاد في كثير من صورها, وخاصة حين أصبحت العلاقة الزوجية فقط إشباع رغبات مختلفة والسعي للوصول إليه بكل صورة ووسيلة أيا كانت.
وفي القرآن الكريم ضبط لهذا التعدد وتقييد كي لا يكون دماراَ للأسرة بل بناءً وسلامة.
قال تعالى: )وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا( [النساء: ٣]
قال ابن كثير : (أي إن خفتم من تعداد النساء أن لا تعدلوا بينهن كما قال تعالى (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) فمن خاف من ذلك فليقتصر على واحدة أو على الجواري السراري فإنه لا يجب قسم بينهن، ولكن يستحب فمن فعل فحسن، ومن لا فلا حرج)[24]
والذي يحصل من الرجال _ إلا ما رحم الله _هو التعدد العشوائي وحسب الهوى, في حين المطلوب التحرج، فأي حرج يستشعره أولئك في أمر النساء بمثل هذا التعدد؟!
وقال الطاهر ابن عاشور: (وإذا لم يقم تعدد الزوجات على قاعدة العدل بينهن اختل نظام العائلة, وحدثت الفتن فيها, ونشأ عقوق تعدد الزوجات أزواجهن, وعقوق الآباء أبنائهم بأذاهم في زوجاتهم وفي أبنائهم, فلا جرم أن كان الأذى في التعدد لمصلحة يجب أن تكون مضبوطة غير عائدة على الأصل في بالإبطال).[25]
وصور العنف الناتجة عن التعدد عديدة ولا تخفى, وقد تصل إلى إزهاق الأنفس, وما ذاك إلا من سوء تصرف من الأزواج أو الزوجات أو الأولاد تجاه هذه القضية التي إنما شرعت لبناء الأسر وليس لهدمها.
11- تنظيم قضايا الفراش والعلاقة الجنسية:
من صور العنف كذلك ما قد يحدث بسبب الإخلال بقضايا الفراش بين الزوجين, لذا نجد القرآن الكريم نظم هذه القضية وحدد أموراً عدة تتعلق بها, فقد قال تعالى: )نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ( [البقرة: ٢٢٣]،
قال الطبري: (معناه فأتوهنّ في فروجهن على الوجه الذي أذن الله لكم بإتيانهنّ, وذلك في حال طهرهنّ وتطهرهنّ, دون حال حيضهن)[26].
وقال الشنقيطي: (ومما يؤيد أنه لا يجوز إتيان النساء في إدبارهنّ, أن الله تعالى حرم الفرج في الحيض لأجل القذر العارض له, مبيناً أن ذلك القذر هو علة المنع, بقوله: "هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض", فمن باب أولى تحريم الدبر للقذر والنجاسة اللازمة)[27].
وهذه الأمور كلها ونحوها مما يخالف الفطرة السوية كالضرب أثناء الجماع ...هي مظنة العنف في هذه العلاقة, وتنظيم هذه العلاقة حسب الضوابط الشرعية تسمو بهذه العلاقة وتجعلها سبباً للقرب من الله, وليس كما أوصلها بعض الناس إلى أبشع الصور, وكأنها علاقة بهيمية لا حدود لها ولا ضوابط ولا مشاعر صادقة.
وليس هذا التنظيم مقتصر على هذا؛ بل وأبعد من ذلك مما يترتب عليه خلل كبير في هذه العلاقة, وذلك حين يجنح الزوجان أو أحدهما إلى إشباع رغباته بصورة أو بأخرى, خارج هذا الإيطار الزوجي.
فمن ذلك الأمر بغض البصر للزوجين، قال تعالى: )قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ( [النور: ٣٠-٣١], وكذا النهي عن اللواط والسحاق ونحوه: )أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ( [الشعراء: 165]، )إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ( [المؤمنون: 6]،
فكيف بمن تجاوز ذلك من مجرد إطلاق البصر إلى المكالمات المحرمة واللقاءات والعلاقات المحرمة، ولا شك أن هذه الأمور تضعف العلاقة الجنسية بين الزوجين بل قد يلغيها تماماً مما يثير فيما بعد ذلك قضايا العنف الجنسي.
12-المشاركة الحسية والمعنوية فيما بينهما
وهذا الجانب مهم في تعزيز العلاقة الزوجية، وكثيراً ما يكون الجفاء وبقاء كل من الزوجين في عالمه الخاص بعيدا عن زوجه سبباً في العنف.
فيصبحان شخصان نعم يعيشان تحت سقف واحد لكن ما بينهما كما بين السماوات والأرض من شدة الجفاء والبون.
ليست هناك مشاركة حسية أو معنوية؟ بل قد يكون ما يربطهما فقط هؤلاء الأولاد .
ولا يطيق أحدهما الحديث مع الآخر، بل قد يدير الحوار الأولاد أو غيرهم.
الخادمة هي المشاركة الحسية للزوج، والسائق هو المشارك الحسي للزوجة.
والمشاركة المعنوية معدومة ! لا حديث ..لا حوار.. صمت قاتل..أو كلمة قاتلة.
نعم يعيشان معاً و لكن كأنهما يساقان سوقاً في هذه الحياة علها تمضي وتنتهي بأي صورة كانت، والمهم السلامة السلامة.
وحوار النبي مع أزوجه في سورة الأحزاب وتخييرهن بين الدنيا والآخرة، وكذا تربيتهن على كثير من القيم والسلوكيات، وجعل بيوتهن منارات للدعوة والقرآن الكريم هي صورة من صور المشاركة الحسية والمعنوية في الحياة الزوجية.
وكذا حوار النبي لزوجاته في سورة التحريم )وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ( [التحريم: 3].
وهذه صورة رائعة للمشاركة المعنوية فيما بين الزوجين.
وبالمشاركة الحسية والمعنوية فيما بين الزوجين تصلح كثير من الأمور الضرورية لاستقرار أنفسهما وصلاح شأن أولادهم.
13- ضبط مشاعر الغيرة والشك والبغض والكراهية
هذه المشاعر قد تحدث في الحياة الزوجية فتفسد الحياة فيما بين الزوجين، فيلجئان حين ذلك للعنف لينفسان عن نفسيهما. وقد عالج القرآن الكريم هذه المشاعر وهذب نفس الزوج والزوجة ليتجاوزا هذه المرحلة قال تعالى: )... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا( [النساء: 19].
ولو تفكر كل من الزوجين أنه ليس هناك من هو كامل غير الله ، والنقص حاصل في نفسه قبل شريكه، وأيضاً نظر بعين الرضا للآخر لأحدث ذلك في نفسه رضا وقبولاً للآخر وزالت مشاعر البغض والكراهية، فإن كره خلقاً أو تصرفاً ارتضى آخر حتى تتحول هذه الكراهية حباً ومودة.
وبالنسبة للشك حد الله في تلك المشاعر البينة )يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا( [الطلاق: 1]، وكذا ضبطه بالملاعنة كما في سورة النور فليس الداعي للشك وفقد الثقة الأوهام والظنون فالعلاقة أوثق من أن تهزها جملة من التخيلات والأقاويل.
وبالنسبة للغيرة فقد أمر الله الزوجين بالعفة وحفظ البصر وعدم مقاربة الزنا ونحو ذلك مما يثير الغيرة والشك، وإن حصل التعدد ألزم الزوج بالعدل، وكل هذه ضوابط لحفظ كيان العلاقة الزوجية والحد من ظاهرة العنف الشنيعة التي قد تحدث من مغبة ذلك.
وأخيراً ألا يقف الأزواج وقفة تدبر وتأمل مع قوله تعالى: ) هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ( [البقرة: 187].

صرخة هاني خليفة .. الفتور في العلاقة الزوجية .. السبب والعلاج

أولا لابد ان نعرف أن الفتور غير العجز ، اذ ان العجز الجنسى عبارة عن انحطاط قدرة الرجل تماما عن القيام بعملية جنسية ناجحة مع زوجة يحبها بالرغم من وجود الرغبة وانتفاء اسباب النفور والفتور وغالبا ما تكون اسبابه عضوية بحتة كالتسريب الوريدى او تصلب وانسداد الاوعية الدموية للقضيب او النقص الحاد فى هورمون التيستوستيرون نتيجة لمرض مباشر فى الغدد او غير مباشر كتليف الكبد
اما الفتور الجنسى فهو عدم وجود الرغبة اساسا سواء فى الرجل او المرأة ، وترجع معظم اسبابه للحالة النفسية وعدم وجود توافق زوجى حقيقى قائم على الحب والصداقة والايثار ( لم اعد احبك .. لم اعد ارغب فيك .. ان عواطفى يجب ان تتجاوب اولا لكى يتجاوب جسدى ..) ، والنظر الى العلاقة بين الرجل والمرأة على انها مجرد التقاء جسدين لتحقيق لذة مؤقتة سرعان ما تزول بزوال الرغبة وحصر جسد المرأة فى أعضائها التناسلية فقط وكذلك جسد الرجل والجهل بجغرافية الجنس
ولكى نفهم هذا الكلام يجب ان نتعرف اولا على الفروق الجوهرية بين الرجل والمرأة فى النظرة الى المتعة الجنسية امتاعا واستمتاعا وفلسفة غريزية
فالرجل مفتاح متعته فى نظره ، وشمه ، ولمسه ، وارضاء غرور القوة عنده ( لذلك فهو يحب ان يرى من زوجته جسمها ويفضل الاضاءة على الاظلام )
اما المرأة فمفتاح متعتها فى سمعها ، وقلبها ، وارواء رغبتها فى الشعور بالأمان ( لذلك فهى لا يسرها ان تنظر الى الرجل العارى وتفضل اظلام على النور اثناء المعاشرة )
ولنفسر ذلك بشيئ من التفصيل ، فالرجل يحب ان يرى زوجته فى أجمل صورة وأبهى حلة اينما وجدت يشم منها الريح الطيب والملمس الناعم وعندما يكون معها تشعره بانه سندها الوحيد وحامى حماها النبيل والقوى والشجاع وان ليس لها الا هو فلا اخ ولا اخت ولا اب ولا ام فهو الكل فى الكل ، عند ذلك تتحرك عواطف ومشاعر هذا الرجل حتى ليخيل له انه آدم الوحيد فى هذا الكون كون امرأته ولابد ان يثبت ذاته فتنشط قواه وتتقد وينتفى الشعور بالخور والفتور وتتأجج الرغبة
وعلى الصعيد الآخر نجد المرأة تريد ان تسمع من زوجها دائما كلمة احبك او اى كلام آخر جميل يطرى على جمالها ويشعرها ان ما انفقته من وقت فى التزين والتجمل لم يضع هباء وهى تريد من الرجل ان يقع عليها كما تقع البهيمة على انثاها بل تريد ان يسبق اللقاء الجسدى ويتبعه ذلك اللقاء الروحى الجميل والحانى ، يتم كل ذلك تحت مظلة من الاحساس بالامان ينشرها عليها الزوج فى كل مرة ليطمئن قلبها ان هذا الرجل ملكها وحدها لا تشاركها فيه غيرها حتى ولو كانت امه
اذن فطباع الرجل ومشاعره واراءه تختلف عن طباع ومشاعر وأراء المرأة ، ويقارب كل منهما الآخر دون ان يتفق تماما معه فى الاتجاه والطريق
ويجب الا نغفل ونحن نتكلم عن قوى التجاذب بين الرجل والمرأة وجود قوى أخرى تعمل فى الاتجاه المضاد وهى قوى التنافر كعدم وجود الحب او الصداقة بين الزوجين واهمال كل منهما لمظهره ونظافته والنظرة الانانية للامور التى يجب ان تكون مشتركة كتربية الاولاد والمساعدة على اعباء المعيشة والرضا والقناعة
ويجب ان يتنبه الرجل الى ان المرأة أبطأ اثارة وتشوقا واستجابة من الرجل فى المسألة الجنسية سيما من لم تسبق لها التجربة الحسية من قبل فاذا اهمل الرجل هذه الجزئية بسبب جهله أو أنانيته فلن ينجح فى إثارة زوجته وامتاعها والانسجام معها حسيا وقد ينشأ عن ذلك شقاق ونفور ومشاكل تستمر لفترة طويلة
وقد يكون الخوف من الحمل من اسباب الفتور
وقد يكون عدم الافصاح عن المشاعر والعواطف النفسية الحميمة البعيدة عن المشاعر الحسية التى يشعر بها الزوجان كل منهما تجاه الاخر سببا آخر من أسباب الفتور بل قد يكون اهمها
أيضا قد يكون من الاسباب وجود أطفال مع الزوجين فى حجرة النوم
او ان يكون الزوجان يسكنان مع ام الزوج او الزوجة
واذا اختفت الصفات والعوامل الجذابة والفتانة تركت الطريق خاليا امام القوى المنفرة ومن ثم ينقلب الحب والتجاذب الى تباغض وتنافر
وهناك واجب يقع على عاتق المرأة وحدها فى الحقيقة خصوصا فى هذا العصر الذى امتلأ فيه الفضاء بالقنوات التليفزيونية التى تبث اغانى البورنوكليب وصور الفتيات الشبه عارية والمثيرة للغرائز وهو ان تبقى المرأة حساسية الرجل ورغبته فيها هى نفسيا متقدة وعند المستوى العالى الذى يناسب طبعها ويناسب قدرته ومعنى هذا ان تبعد عن نفسها واعمالها كل ما يضايقه او يثير اشمئزازه وتتفنن فى اغرائه واثارة حواسه بالقدر الذى يرضى رغباتها ورغباته
فالرجل يتطلع الى ما يحتاج اليه من امتاع واستمتاع وهو يبحث عنهما جاهدا ويهمه ويبهجهه ان تشاركه زوجته مشاركة فعالة فى الاستمتاع بما يقدمه لها من ملذات ويفرحه ويسعده ان تحاول المرأة امتاعه بمجهودها الخاص فاذا لم تتقن المرأة دورها الحسى فقد يتطلع الى حسناء اخرى غيرها تمتاز عليها بالمهارة والرغبة فى اسعاده وامتاعه وابهاجه بما يظهر عليها اثناء النشاط الحسى من علامات الاستمتاع ؟؟
فواجب المرأة نحو نفسها وزوجها ان تتقن دورها الحسى لتحفظ زوجها لنفسها ولتمتع زوجها ونفسها وتمنع هدم بيتها وسعادتها
ويقول الدكتور عادل صادق استاذ الطب النفسى الراحل ان العلاقة الزوجية تقوم فى الاساس على ثلاثة جوانب الجانب البيولوجى وهو العلاقة الجنسية والجانب الوجدانى والجانب الفكرى وان هذه الجوانب مرتبطة بعضها ببعض ولا يمكن فصل احداها عن الاخرى ، وان العلاقة الزوجية كاى علاقة اخرى لابد وان تمر بفترات ازدهار وفترات اخرى من المصاعب والمشاكل وان الفتور قد يحدث فى اى فترة من فترات العمر فهو غير مرتبط بكم مر على الزواج وانما مرتبط بمدى ارتباط هذه الجوانب الثلاثة ببعضها فالفتور لا يمكن ان يصيب ايا من هذه الجوانب دون ان يصيب الاخرى
ويقسم الدكتور صادق الفتور الى نوعين
1 – الفتور الصحى وهو شيئ طبيعى بل وضرورى فالحياة نفسها فيها فصول اربعة تتعاقب وليست فصلا واحدا طول العمر وهناك ليل ونهار فلا يمكن للاشياء ان تمشى فى خطوط مستقيمة او على وتيرة واحدة ولهذا فمن الضرورى ان توجد فترات فتور فى الحياة الزوجية تهبط فيها الرغبات الجسدية والمعنوية والفكرية وهى فترات مؤقتة يعقبها تجديد وانطلاق واستئناف للحياة بنشوة ورغبة وينصح كل زوجين الا ينزعجا او يخافا من هذه الفترات فهى تزول تلقائيا اذا كان هناك حب حقيقى بينهما .
2 – الفتور المرضى ويعنى ان هناك اضطرابا جوهريا فى صميم العلاقة الزوجية ، وان هذا الاضطراب لا يأتى فى وقت معين او لأسباب جديدة طرأت على العلاقة الزوجية وانما يكون موجودا منذ البداية ، منذ التعارف والاختيار اى انه زواج قائم على اسس غير سليمة لم تتوافر فيه الالفة ولا المحبة ولا المودة ولا الرحمة ولم يرتق الى الانسجام الفكرى والذهنى والوجدانى ذلك الاساس المتين الذى يستطيع مقاومة الاعاصير ، وهذا الفتور المرضى يسميه الدكتور عادل صادق الطلاق الروحى
والفتور المرضى يؤثر فى المرأة اكثر من الرجل وان كانت لا تعبر عنه لطبيبها بشكل مباشر وانما تأتى الاعراض على هيئة صداع او دوخة او الام منتشرة فى كافة انحاء الجسم او حموضة مستمرة او تقلصات عصبية بالقولون او اضطراب بالدورة الشهرية وكل هذه الاعراض لا تزول بتناول العقاقير فالمرأة لا تريد ان تبرأ اساسا لان مرضها يعفيها من اشياء كثيرة أهمها التهرب من التزاماتها الزوجية
ونسبة علاج هذه الحالات ضئيلة لاسباب كثيرة منها التأخر فى فتح ومناقشة الملف الزوجى الذى يكون قد تفاقم وانقطعت كل حبال الود بينهما ومنها ان كلا الطرفين يحمل الاخر المسئولية ويرى نفسه على حق ، وهنا يجب الا ننظر الى الطرفين على انهما مرضى ولكن العلاقة الزوجية هى المريضة وهى التى يجب ان تؤخذ فى الاعتبار
والاسلوب المتبع فى علاج مثل هذه الحالات هو العلاج الاسرى وتقديم كافة المعلومات عن كل ما يتعلق بالعلاقة الزوجية ابتداء من ليلة الدخلة واهمية وجود الحب والتفاهم والانسجام الوجدانى والفكرى منذ البداية وان تكون العلاقة بين الرجل وزوجته جامعة لكل خصائص العلاقات بين الناس فتكون علاقة زوجين ووالدين وصديقين وزميلين فى مكان واحد والا يحصرا تمتعهما ببعضهما البعض فى حيز الجنس الضيق فهناك مجالات اخرى رحبة غير الجنس فى علاقة الرجل بزوجته يمكن لهما ان يجدا المتعة بتفعيلها كالهوايات المشتركة والامال الواحدة وتشجيع كل منهما للآخر على النجاح والتقدم فى الحياة .
المراجع :
الزواج الموفق لفان ديفلد
الزواج المثالى لفان ديفيلد
أسرار فى حياتك وحياة الاخرين للدكتور عادل صادق
نقلها لكم أخوكم : هاني خليفة ( الصحة النفسية )

Family Care Network .. صرخة هاني خليفة

Health Care that provides a range of confidential psychological services for a diverse population of individuals, children, adults, couples, families, and employers.
Clinical services include:

صرخة هاني خليفة ...طرق علاج المشاكل الأسرية

تحدث المشاكل الأسرية بسبب صعوبة  التكيف وهى من المشاكل  الشائعة وتدفع الناس للبحث عن العلاج النفسي . ومن الممكن أن تتطور المشاكل الزوجية بسبب وجود مشكلة طبية أو نفسية في كلا الزوجين أو في أحد أبنائهما .كما يمكن أن تخلق مشاكل الآباء و الأبناء نوعا من المحنة داخل الأسرة . و قد أصبح ضعف التواصل و المشاكل الاسرية  أمور شائعة جدا . في بعض الأحيان توجد منازعات مستمرة بين أفراد الأسرة ، و يبدو أن الآباء لا يستطيعون أن يفضوا تلك الصراعات ، ويمكن أن يخلق الطلاق أو الزواج من أخريات أو آخرين صعوبات لبعض أفراد الأسرة، وفى بعض الأحيان لكل أفراد الأسرة .و أحيانا يمكن أن تكون العلاقة الزوجية نفسها هي المشكلة : بضعف التواصل،أو الصراع المستمر،أو قلة التفاهم،أو مشاكل القضاء؛كل يمكن وضعه في الاعتبار .
ويمكن أن تقود هذه المشاكل إلى تزايد مشاكل التكيف بالنسبة لعضو أو أكثر من أعضاء الأسرة وهنا تتغير بنية العلاقات الأسرية بسبب تلك المشكلة. ويقدم بعض الأطباء النفسيين علاج نفسي للزوجين و للأسرة لمواجهة هذه الأمور ،كما أنهم يساعدون الآباء على تنمية مهاراتهم الأبوية.
وفي بعض الأحيان توجد مشاكل متضاعفة:مثل الاكتئآب عند عضو من أعضاء الأسرة بالإضافة إلى الصراعات الزوجية. وربما يصبح العلاج ضروريا في مثل هذه الحالات و يكون ذلك معتمدا  على نوع المشاكل واستعداد أفراد الأسرة لان يشاركوا في العلاج. وبصفة عامة لن يقدم الطبيب النفسي علاج نفسي فردى لفرد واحد من أفراد الأسرة ،ويجب في نفس الوقت يقابل كل أفراد الأسرة من أجل تقديم علاج نفسي أسرى أو يرى الزوجين لتحديد نوع العلاج النفسي الزوجي المناسب .و أحيانا يشتمل العلاج النفسي الأسرى لمشاكل سلوك الطفل جلسات فردية مع الآباء وتعقد تلك الجلسات لتطوير المهارات الأبوية ومن الممكن أن يقدم علاج نفسي فردى لفردين من أفراد الأسرة ولكن أحيانا يشكل ذلك مشكلة ويجب على علماء النفس دائما أن يقيموا آثار هذه المعالجة .
ولا يقوم معظم أطباء النفس بالعلاج النفسي الزوجي أو الأسرى و لكن الذين يفعلون ذلك غالبا ما يكونوا  اخصائيين نفسيين تلقوا  تدريب متخصص في نظرية التركيب الأسرى وكذلك في مهارات العلاج النفسي  الأسرى والزوجي .ولذلك اذا أردت الحصول على علاج أسرى فلا تتردد في أن تسأل عن اخصائى العلاج النفسي العائلي عندما تستشير طبيب نفسي في حالة تحتاج علاج نفسي عائلي... هاني خليفة

الخلافات النفسية للزوجين .. صرخة هاني خليفة

لا يخلو بيت من مشكلات عائلية بين الزوجين، هذا شيء طبيعي ولا نظن أن أحداً يختلف حوله، خصوصاً إذا كانت من نوعية المشكلات الاعتيادية التي تنجم عن تقلبات الأمزجة واختلاف الطباع بين الأزواج. نحن هنا لا نتحدث عن ذلك ولا نبحثه. ما نقصده بالضبط هو تلك الصور الصارخة من الخلافات التي قد تهدد الحياة الأسرية برمتها.
هل يمكن أن توجد في الواقع الأسرة المثالية الخالية من الخلافات، والتي يعيش أطرافها في مودة وطمأنينة كاملة؟
- الإجابة بالنفي الكلي للأسف، وهي إجابة ليست من عندنا، وإنما مستقاة من الحقائق اليومية التي نعيشها أو نسمع عنها باستمرار.
قبل أن تتهمنا بالمبالغة أو التشاؤم، اقرأ هذه الدراسة الميدانية التي تم خلالها استطلاع آراء نحو مائة سيدة، اخترن كعينة عشوائية، لتعرف أكثر عن هذا الموضوع. بعدها نقدم رأي اختصاصيتين مهتمتين بالبحث في العلاقات الزوجية ودراستها ميدانياً، إحداهما من زاوية علم النفس العلاجي، والأخرى من علم الاجتماع. ولكننا نبدأ بنتائج الاستطلاع:
تبين الإجابات المتعلقة بأبرز المشكلات الزوجية التي يواجهها أفراد العينة، أن هناك اختلافاً في طبيعة هذه المشكلات ومدى حدتها، ولكنها تراوحت بشكل عام ما بين الصور التالية:
(بقاء الزوج فترة طويلة خارج المنزل - الاختلاف المستمر في الآراء ووجهات النظر - تباين أسلوب كل منهما في تربية الأبناء - المسائل المادية - الكذب - تدخل أهل الزوج في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالأسرة- المشكلات الجنسية والعاطفية).
بالنسبة للطالبات: (مشكلة التوفيق بين الواجبات الدراسية ومتطلبات الحياة الزوجية والأبناء، ورغبة الزوج في الانعزال عن الآخرين أو الاختلاط في المجتمع المحيط - العناد - اختلاف ميول الزوج ورغباته عن الزوجة - الغيرة الشديدة - الأنانية - فارق العمر - انعدام الحوار - انخفاض المستوى الثقافي والاجتماعي للزوج مقارنة بالزوجة - الرغبة في إنجاب الكثير من الأبناء - عدم إعطاء الزوجة الحرية أو الثقة في تصرفاتها الشخصية - عدم تحمل المسؤولية - عدم فهم كل طرف لشخصية الآخر - إفشاء أسرار البيت - النظرة الدونية للمرأة - إنفاق المال في غير محله - العمل المرهق خارج المنزل - ضعف المدخول المادي - التسلط - التلفظ أمام الأطفال بكلمات غير لائقة - الخيانة).
أما الإجابة عن السؤال: إذا كانت درجة الخلافات الزوجية تزيد أم تقل في بداية الزواج مقارنة بالسنوات التي تلي ذلك، فقد أعربت (46%) من المشاركات عن أن هذه المشكلات تقل حدتها بمرور السنين، في حين قالت (36%) إن مرور السنوات يعمق من هذه الخلافات ويزيدها. أما النسبة الباقية (18%) فقلن إن الوضع يظل على ما هو عليه دون زيادة أو نقصان!
يبدو أن هناك العديد من المسببات التي تؤدي إلى زيادة درجة الخلافات الزوجية أو نقصانها بمرور السنين، فبالنسبة للّواتي قلن إن المشكلات تزيد في بداية الحياة الزوجية عنها فيما بعد، فقد بررن أسباب ذلك في الآتي:
- لأن وجود المشكلات المزمنة منذ البداية يزيد من حدتها فيما بعد - زيادة حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق الطرفين وكذلك الحال بالنسبة لمتطلبات الأبناء - زيادة الهوة بين الطرفين بمرور الوقت - ترك الزوج العنان لنفسه في التعامل مع الزوجة دون مراعاة للمجاملة أو الذوق - اعتقاد كل طرف أن المشكلات التي تمر بها الأسرة ترجع لأخطاء الطرف الآخر فقط - عدم حسم المشكلات منذ البداية يزيدها فيما بعد - ظهور المواقف الفجائية باستمرار خلال سنوات الزواج قد يزيد من درجة سوء التفاهم بين الزوجين.
الفئة الأخرى من العينة التي قالت إن الخلافات بين الزوجين تقل بمرور الوقت عللت ذلك بالأسباب التالية:
- زيادة فهم كل طرف لطباع الآخر وعاداته وبالتالي يعرف الأشياء التي يحبها فيفعلها والعكس صحيح - العشرة والتعود يزيدان غالباً من المودة والرحمة بينهما - زيادة تجربة كلٍّ من الزوجين ونصحه - في البداية يحاول كل طرف فرض رأيه على الآخر، إلا أن ذلك يقل فيما بعد - تقارب الأفكار بمرور السنين - تفهم الطرفين نوعية الأشياء التي تؤدي إلى نشوب الخلاف فيحاول كلاهما تجنبها - اعتقاد كل طرف أن مصيره مرتبط بالآخر فيحاول الحفاظ عليه.
* الحوار المباشر... أولاً
تبين أن ما يزيد على (87%) من إجابات أفراد العينة يفضلن الحوار المباشر تحديداً مع أزواجهن لحل أية مشكلات، وفسرن ذلك بأنه أقصر الطرق لحل أي خلاف ينشب، وقلن إن تدخل أطراف أخرى سيزيد من حدة المشكلات حتماً. لكن نسبة ضئيلة من أفراد العينة (9%) قلن إنهن يفضلن الاستعانة بأطراف أخرى للمساعدة في حل المشكلات ولاسيما من الأهل، في حين لم تمانع أخريات من الاستعانة بأطراف من خارج دائرة الأهل شريطة أن تتوافر لديهم رجاحة العقل وأن يكونوا مصدرة ثقة من جانب الزوجين. وأخيراً تأتي النسبة الأقل (4%) اللاتي قلن إنهن يلجأن لوسائل أخرى لحل الخلافات أبرزها كتابة الرسائل المتبادلة التي توضح وجهة نظرهن في المشكلة المثارة!
كم نسبة اللاتي اعتقدن أن مشكلة معينة مع الزوج ستهدد حياتها الزوجية برمتها؟
- (63%) من العينة أجبن بأن بعض الخلافات كادت تؤدي إلى وقوع الانفصال لمرات متعددة، في حين قالت (22%) إن ذلك لم يحدث سوى مرة واحدة. والنسبة الباقية (15%) قلن إن ذلك لم يحدث على الإطلاق. أما المواقف التي كادت تؤدي إلى وقوع الطلاق فيمكن سردها في الآتي: عدم توافق المزاج -عدم القدرة على التوفيق بين الدراسة ومتطلبات الزوج - خلافات مع أهل الزوج - سفرياته بمفرده - خلاف حول راتب الزوجة - ذهاب الزوجة إلى منزل أهلها دون علم الزوج - تدخل والدته في موضوع خلاف أدى لتعميقه - عزائم الزوج التي لا تنتهي - إصرار الزوج على أن تنجب زوجته أكثر من عشرة أبناء - عند تطاوله بكلام بذيء - إصرار الزوج على أن تترك زوجته دراستها الجامعية - تنازله عن حقه في الميراث ونسيان حق أبنائه.
وهكذا يتبين من الحالات السابقة أن بعض الخلافات بين الزوجين يمكن أن تؤدي إلى انفصالهما إذا لم يتم معالجة ذلك بشكل سليم ومسؤول من الطرفين. وإن كان يعوق ذلك - كما يبدو من النتائج - إلقاء كل طرف المسؤولية على الطرف الآخر حسب اعتقاده.
لاشك أن الأطفال هم أكثر أطراف هذه المشكلة دفعاً لثمن الخلافات الزوجية، وهو ما بدا واضحاً أيضاً في إجابة أفراد العينة عن سؤال يتعلق بتأثر الأطفال بالمشكلات التي تقع بين الأبوين. فقد قالت (57%) من العينة إن الأطفال يتأثرون للغاية، و(29%) قلن إن التأثير محدود. والنسبة المتبقية (14%) قلن إن الأطفال لا يتأثرون بهذه الخلافات، وإن كن أرجعن ذلك إلى حرص الأبوين على إبعاد الأطفال عن أسباب هذه الخلافات قدر الإمكان. وقد تراوحت هذه التأثيرات بين التأخر الدراسي والاضطرابات النفسية والأرق والانطوائية.
اما الأسباب التي تقف وراء الخلافات الزوجية، وكيف يمكن تجنبها، وهل هناك من وسيلة لوأد خلاف ما بين زوجين قبل أن يستفحل خطره إلى طريق مسدود؟!
هذه الأسئلة- وغيرها- تتبادر إلى الذهن دائماً كلما وردت إلينا في عيادة العلاج النفسي حالة مزمنة من حالات الخلافات الزوجية، بعدها مباشرة ننسى الأسئلة وننغمس مع أطراف المشكلة في بحث جميع التفاصيل لعلنا نتمكن من الوصول إلى حل يرضى عنه الطرفان معاً.
مع ذلك، تظل الأسئلة تفرض نفسها علينا باستمرار، ومهما أجهدنا النفس في البحث عن الإجابات، إلا أنه من الواضح أن الخلافات الزوجية تكاد تكون من سنن الحياة ونواميسها، وستبقى قائمة طالما وجدت الأسباب التي تؤجج نيرانها وهي بلا شك كثيرة ومتعددة. غير أننا نكتفي هنا بالحديث عن أكثرها انتشاراً، وبالمناسبة، فإنها قصص من أرض الواقع المعاش. ولنبدأ بالحديث عن أبرز أسباب الخلافات الزوجية:
الكذب
موجود في حياة الإنسان بشكل أو بآخر وبمختلف درجاته وفي بعض الأحيان يكذب الإنسان بغرض الإصلاح، كما أن الحياة الزوجية لا تخلو من وجود حالات من الكذب سواء من جانب الزوج أو الزوجة، ولكن الذي نعنيه بالتحديد هو الكذب المزمن الذي قد تبدأ الحياة الزوجية به.
من ضمن الحالات التي توضح ذلك سيدة حضرت لطلب المشورة من العيادة النفسية بعد أن اكتشفت أن زوجها مقترن بأخرى منذ عام كامل. الغريب أن تلك السيدة لم تكن تمانع من حيث المبدأ في زواجه ومع ذلك فإنه ظل ينكر اقترانه بأخرى لفترة طويلة رغم وجود الأدلة اليقينية التي تؤكد ذلك. مع العلم بأن هذا الشخص يشغل منصباً مرموقاً، وعلى قدر عال من التعليم. وفي النهاية وبعد أن تمت مواجهته بالحقائق، اعترف بزواجه الثاني مع إلقائة المسؤولية على المجتمع المحيط به.
المشكلة الأخطر التي تكمن وراء الكذب المزمن بين الأزواج هي أنه يترتب عليه كذب آخر وهكذا وقد بدا ذلك بشكل واضح في حالة الزوج الذي تحدثنا عنه منذ قليل، حيث إنه دأب أيضاً على الكذب على زوجته في معظم ما يتعلق بالمعاملات اليومية.
قد يرجع السبب في مثل هذه الحالة إلى الأنانية الشديدة لهذه الشخصية وعدم الثقة بالنفس. فرغم خطأ السلوك الذي يقوم به، إلا أنه يريد فعله باستمرار ثم ينكره فيما بعد أو يحاول البحث عن مبررات له.
الشخص الذي يكذب وهو مدرك لذلك، من المحتمل أنه يعاني توترات أو قلقاً أو عدم قدرة على النوم ومن الممكن علاج هذه الأعراض دوائياً في حال إذا لم يكن المريض قادراً على الخضوع لبرنامج علاجي سلوكي، وهنا يدخل الطبيب النفسي لمعالجة هذه الأعراض، أما إذا خضع المريض للعلاج السلوكي فيقوم بذلك المعالج النفسي، فإذا كان مثل هذا المرض له ذيول اجتماعية، أو ذو علاقة بالزوجة أو الأهل في هذه الحالة تتولى الاختصاصية الاجتماعية مهمة إيجاد حلول لهذه المشكلة.
من الطريف أن هناك اعتقاداً شائعاً يشير إلى أن المرأة أكثر كذباً من الرجل، لكن الواقع يدل على أن هذه الصفة يشترك فيها الطرفان معاً، أما التفسير العلمي لمقولة أن المرأة أكثر كذباً، فهو أنها دائماً ما تفسر الأشياء بمشاعرها، وبالتالي فهي تتخيل بعض الأمور بناء على هذا التفسير، كما قد يضطر الإنسان أحياناً إلى الكذب لخوفه من شيء ما أو تجنباً لوقوع بعض المشكلات مع الطرف الآخر وهذا ينطبق على الرجل والمرأة بالقدر نفسه.
وبشكل عام، عندما تصل مشكلة الكذب لمرحلة إحداث الضرر والأذى للطرف الآخر في الحياة الزوجية فهنا تعد من السلوكيات غير المقبولة، عندئذ يتم تحديدها فيما إذا كانت مشكلة أم اضطراباً أم مرضاً، وذلك بناء على نوعية الضرر التي تقع على الآخر، فإذا كانت شديدة جداً بحيث تتسبب في أزمات نفسية للمحيطين بشكل يصعب معالجته في عدة أيام فهذا يكون في حاجة إلى تدخل علاجي نفسي سلوكي.
الشتم والإهانات
نقصد بذلك الحالات السافرة من أحد الزوجين تجاه الطرف الآخر والتي قد تطول العِرض والشرف، لأن ذلك يشكل أهمية لا تضاهى، سواء بالنسبة للمرأة أو الرجل، فإذا تعرض أحد الزوجين لذلك من الطرف الآخر، خصوصاً أمام الأبناء، فإن المشكلة تزداد تعقيداً لأنه يؤدي إلى تشويه صورة أحد الزوجين أو كليهما أمام الأبناء، وهذا ما حدث بالفعل في حالة سيدة جاءت إلى العيادة النفسية فقد تبين من قصتها أن الابن عندما يكبر سيفكر حتماً في مدلول هذه الاتهامات وبالتالي قد يفقد ثقته في والديه وتصبح علاقته بالآخرين مضطربة خصوصاً تجاه الجنس الآخر، لأن الإنسان يعيش على القدوة منذ نعومة أظافره، وغالباً يكون القدوة هو الأب أو الأم سواء كانا قدوة حسنة أو سيئة.
قالت إحدى السيدات اللواتي يخضعن للعلاج النفسي نتيجة تعرضها لإهانات مستمرة من الزوج، الذي تربطها به صلة قرابة شديدة إنها لم تسمع في منزل أهلها مثل هذه الإهانات على الإطلاق، الغريب أن زوج هذه السيدة يكن لها حباً كبيراً كما تحكي الزوجة نفسها، ومع ذلك فهو دائم الإقدام على إهانتها، دون أسباب تدعو لذلك في معظم الأحيان.
التذبذب في اتخاذ القرار
تلك الحالة تقودنا إلى مشكلة عائلية أخرى، منتشرة إلى حد ما وهي التذبذب في اتخاذ القرار من جانب الزوج. بمعنى موافقته على شيء ما في يوم معين ثم رفضه في اليوم التالي مباشرة. هذه الحالة نطلق عليها الشخصية المزدوجة.
القسوة والتعسف
عندما تبدأ الفتاة حياتها الزوجية فإنها تحلم دائماً بتكوين أسرة مثالية، أحياناً تستعين ببعض الكتب التي تعينها على الوصول إلى ذلك الهدف فتكون المحصلة توفر كمية ممتازة من المعلومات، ولكن طريقة تفكيرها قد تكون خاطئة وربما تتعامل مع الزوج بنوع من الشدة أو القسوة.
لدينا سيدة يعاني زوجها السمنة المفرطة، وقد أدى ذلك إلى إصابته بجلطة قلبية فنصحه الأطباء المعالجون بتخفيض وزنه فكانت زوجته تعامله بتعسف شديد في كل ما يتعلق بالطعام، حيث ثبت فيما بعد إن الوسيلة المتبعة كانت سيئة للغاية وكادت تأتي بنتائج عكسية.
نقول لمثل هذه السيدة إنه من الممكن أن تطبقي النظام ولكن بطريقة صحية وسليمة، مثل التحكم في أصناف الأكل وكميته بشكل لطيف غير مستفز لا يجعل الزوج يتأفف منه على اعتبار أن الحياة الزوجية بحاجة إلى المرونة من الطرفين باستمرار.
في بعض الأحيان ينالنا العجب من النظرة القاسية التي تنظر بها المرأة إلى زوجها في أثناء الاحتدام أو الشجار بينهما. مثل هذين ننصحهما دائماً بألا ينسيا وهما في غمرة الانفعال أن كلاً منهما يتحدث مع شريك الحياة وأنهما توجد بينهما أشياء مشتركة كثيرة وأنهما ليسا عدوين.
فإذا كان الشجار بين الزوجين ينشب لرغبة كل طرف في إثبات أنه على صواب في قضية ما، فلابد من التوصل في هذه الحالة إلى حل عن طريق المناقشة الهادئة وإظهار الود في أثناء النقاش أو كلما سنحت الفرصة لذلك.
الشك
كثيراً ما تسبب الشك في انهيار الأسر، فالشك دائماً ما يؤدي إلى وقوع الطلاق لأنه لا يوجد إثبات عليه، وقد ورد ذكر ذلك في القرآن الكريم في قوله: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
ومع ذلك، فهناك نوعية من الناس يفسرون التصرفات العادية والبسيطة على الوجه السيئ. ومثل هذا الشخص يكون «شكاكاً» بطبعه سواء بالنسبة للزوج أو الزوجة.
وهنا نلفت الانتباه إلى أنه إذا كنا ندعو للصراحة ونشجع عليها، إلا أن ذلك يجب أن يعتمد على نوعية الشخص الذي نقوم بمصارحته، ففي بعض الأحيان تكون الصراحة هي المعول الذي يهدم الحياة الزوجية.
عدم تحمل المسؤولية
من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشاراً بين الأزواج أن نرى بعض الشباب يعقد قرانه ثم ينجب أطفالاً وبعد ذلك قد يتوقف عن الإنفاق على أسرته تماماًَ، كما أننا شاهدنا بعض الزوجات اللواتي يخرجن للمستشفيات في وقت متأخر من الليل لعلاج أطفالهن ويكون أزواجهن في المنزل، في حين يتغيب آخرون عن منازلهم لعدة أيام متوالية دون أي سبب وقد يبررون ذلك بأن من حقهم الذهاب لأصدقائهم بعد يوم عمل شاق.
هناك بعض الأزواج من الذين تعمل زوجاتهم يجبرون زوجاتهم على الإنفاق على البيت والأبناء، فإذا رفضت الزوجة ذلك ينشأ الخلاف بينهما في حين أن الشرع والأعراف تفرض على الرجل وحده الإنفاق على البيت، وغير ذلك يعد استثناءً.
الزوجة النكدية
اضطرتني إحدى الزوجات الخاضعات للعلاج النفسي أن أعلمها كيف تكون مرحة، فقد لاحظت أنها دائمة العبوس في أثناء حديثها، فبدأت في تدريبها على كيفية التخلص من ذلك ونصحتها بالتوقف عن سماع الأغاني الحزينة والأفلام التراجيدية، حيث اتضح فيما بعد أن هذه الأشياء كانت من أهم أسباب مشكلاتها الدائمة مع الزوج.
تلك السيدة نفسها لم تكن تمارس أي نوع من الهوايات، فكانت حياتها «رمادية» الطابع، بما في ذلك ألوان الملابس التي ترتديها داخل المنزل وطريقة تزينها. حتى هي نفسها فوجئت بذلك، وقالت فيما بعد إنها لم تكن منتبهة إلى هذه السلوكيات فكان العلاج عن طريق تغيير معظم هذه الأشياء.
العناد
توجد حالات طلاق متعددة، سببها الأساس هو العناد المتبادل بين الزوجين في حين تكون أوجه العلاقة الأخرى بها الكثير من الإيجابيات، إلا أن هذه الصفة «العناد» أو الإصرار على موقف ما، تعقد المشكلات كثيراً وتوصلها إلى طريق مسدود، رغم أن المشكلة كان يمكن حلها بقليل من التنازل أو الكلمة الطيبة.
والواقع أن الزوجة تستطيع أن تجعل الطرف الآخر «الزوج» يفعل ما تريده هي ولكن بشكل غير مباشر، ومع الحفاظ على كرامة الزوج، ويمكن لها هنا أن تتذكر الأسلوب الذي كانت تتبعه معه في فترة ما قبل الزواج والمتميز غالباً بالود والرقة، وهو أسلوب من الأولى أن يتبع بعد الزواج، لأن استمرار الزوجة في الحفاظ على أسرتها شيء مهم للغاية وأكثر صعوبة من الفترة التي تسبق ذلك.
أتذكر حالة زوجية استمرت أكثر من 35 عاماً ثم انتهت بالطلاق، ورفض الزوج أي نقاش حول الموضوع أو أي محاولة للإصلاح، وعندما ناقشناه في الأسباب قال إنه اتخذ قرار الطلاق بعد سنوات قليلة من الزواج لكنه أجل التنفيذ لوجود الأبناء الصغار فانتظر حتى يكبروا.
لقد اتضح أن السبب في ذلك أن الزوجة كانت ترفض الإطار الاجتماعي الذي يعيش فيه الزوج وتنتقد ذلك باستمرار، وكانت دائمة الخروج من المنزل، مع إهمال متطلبات الأسرة، بالإضافة إلى أنها كانت تقتطع من مصروف البيت وتنفقه في أشياء أخرى مختلفة. إنها إذن مجموعة من التراكمات أدت إلى ما آلت إليه هذه الأسرة.
توفر الرغبة في العلاج
أهم شيء في العلاج النفسي لمثل هذه الحالات وغيرها أن تتوفر الرغبة لدى المريض في العلاج، من قبيل إقراره بأن الأسلوب الذي تعامل به مع زوجته يسبب لها ضرراًَ وقد يؤدي إلى فقدانها. مثل هذا الشخص يتقدم بنفسه لطلب العلاج وتكون النتائج إيجابية للغاية.
لقد ثبت إن أنجح وسيلة للتخلص من العادات السلوكية الخاطئة هو أسلوب الثواب والعقاب، لذلك فإننا نقوم بوضع قائمة بالأشياء التي يحبها الشخص الخاضع للعلاج السلوكي، وقائمة أخرى بالأشياء التي يبغضها، يتم عمل جداول مطبوعة وإن كانت تختلف من عيادة نفسية لأخرى.
نحن نسمح لمن يخضع للعلاج بهذه الطريقة أن يخالف بعض بنود الاتفاقية مرتين فقط في الأسبوع الأول، فإذا زادت المخالفات عن ذلك يحرم من أحد الأشياء التي يحبها أو أن يعمل شيئاً لا يحبه، ولكن هذه الطريقة لكي تنجح لابد أن تتم برضا الطرفين.
والحقيقة أن بعض أطراف المشكلات الزوجية يكونون على استعداد تام لتقبل أي وسيلة علاجية لأنهم يشعرون بأنهم وصلوا إلى طريق مسدود مع الطرف الآخر فيقبلون التعاون مع المعالج النفسي في كل ما يطلبه منهم.
في الإطار نفسه فإنه في مقابل التزام الزوج مثلاً بما جاء في الجدول الذي تحدثنا عنه آنفاً، يكون على الزوجة أيضاً الالتزام ببعض البنود الأخرى، وفي حال مخالفتها لبعضها تطبق عليها عقوبات أيضاً. وغالباً فإن الزوجة تكون درجة استجابتها أكثر من الزوج لأنها المتضررة في حالة بقاء الوضع على ما هو عليه.
«ما تحدثنا عنه سابقاً هو الخطوة الأولى في العلاج السلوكي، وهي دائماً ما تكون المرحلة الأصعب. لأن النجاح فيها يكون حافزاً للاستمرارية نحو الخطوات الأخرى».
إذا اضطررنا لتطبيق العقاب فلابد أن يكون معلوماً لمن يقع عليه أن الهدف دائماً الإصلاح وليس التدمير، وبالمناسبة فإن ذلك ينطبق على الكبار والصغار معاً. فعندما يقع المرء في خطأ ما لأول مرة فمن الممكن التغاضي عنه، وفي حالة تكراره فلابد من توقيع العقاب عليه حتى نساعده في الإقلاع عنه، وتُذكر أمام هذا الشخص أنواع العقوبات المحتملة حتى يكون على قناعة بأن العقاب لا يهدف إلى تدميره وإنما مساعدته على إصلاح نفسه.
من المهم أن نشير في النهاية إلى أنه حتى يستمر الزواج بشكل سعيد ورضي فلابد أن يظل الحب والعواطف والاشتياق بين الطرفين. فقد يشتكي أحدهما بعد سنوات طويلة من الزواج بأن الطرف الآخر لا يحاول التجديد وبالتالي أصبح في الحياة معه الكثير من الملل، ومثل هؤلاء ننصحهم دائماً بأن يأخذوا المبادرة بأنفسهم فلابد لأحد الطرفين أن يبدأ لكي يحفز الطرف الآخر على القيام بالفعل الإيجابي
هاني خليفة