الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الخميس، 20 يونيو 2013

صرخة هاني خليفة ( hany khalifa cry )... علامات حب وكره المرأة للرجل وعلامات حب وكره الرجل للمرأة


1- الإحترام والخضوع .
2- الأناقة الدائمة .
3- الحراير والعطور .
4- ترديدها لإسمه .
5- غيرتها عليه .
6- الهبوط إلى مستواه (الرجل إذا أحب المرأة رفعها إليه والمرأة إذا أحبت الرجل هبطت إلى مستواه)
7- خدمته وإسعاده .
8- تصديقه والانخداع له .
9- الحرص على الجلوس معه والابتسام له .
10- سهولة البكاء أمامه .
11- شوقها إليه وخوفها عليه .
علامات كره المرأة للرجل
1- التقطيب والنفور .
2- عدم الحرص على النظر إليه أو الجلوس معه .
3- عدم الاهتمام بمظهرها أمامه .
4- البرود معه .
5- احتقاره .
6- تكبير أخطائه وعدم رؤية حسناته .
7- كره غيرته .
8- كره أهله .
9- عدم الحياء وعدم الخجل .
10- الانشغال عنه والبطء في الرد عليه لإغاظته .
11- عدم طاعته بل تكسير أوامره .
12- العناد .
علامات حب الرجل للمرأة
1- يعطيها قيمتها .
2- يحترمها جدا .
3- تتغير طبيعته معها إلى الأفضل .
4- يحب تفاصيلها وصغائرها النسائية .
5- الأناقة أمامها .
6- عشق العطور التي هي تحبها .
7- يحب حضورها وحديثها .
8- الشوق إليها والخوف عليها .
9- يحس بأنها مخلوقه له وتناسبه تماماً.
10- الانشراح امامها والابتسام لها .
11- يرفعها إلى مستواه .
12- يبوح لها .
13- يغار عليها .
علامات كره الرجل للمرأة
1- تغير طبيعته معها إلى الأسوأ .
2- عدم معاتبتها .
3- المرارة في كلامه .
4- إهماله لها .
5- ملله منها .
6- كرهه لإقترابها منه .
7- عدم التسامح معها .
8- سوء الظن بكلامها ومواقفها .
9- عدم الحديث معها ولا أي أسرار .
10- نظرات عيونه لها تكشفه
11- عدم معاشرته 
هاني خليفة 

فرص عمل وظائف في السعودية . صرخة هاني خليفة

فرص عمل وظائف في السعودية 26_5_2013
صرخة هاني خليفة

صرخة هاني خليفة ( hany khalifa cry ) .. Iraq / Diwaniya / Gmas / demonstration / condemning flood that swept Iraq because of a lack of services Iraq / Diwaniya / Gmas / demonstration / condemning flood that swept Iraq because of a lack of services

Iraq / Diwaniya / Gmas / demonstration / condemning flood that swept Iraq because of a lack of services
After political calamity that Vdanha rain namely deficit politicians for rain water drainage after the politicians brag their projects giant turned Baghdad and other provinces to disaster areas paralyzed administrative in joints vital defect in doing business with this collapse and failure of government out of the Iraqi people from م?لدي reference Iraqi Arab Mr. Sarkhi Hassani (long live) in an angry mass demonstrations after prayers Friday, 28/12/2012 the event titled: demonstration ((deluge failure and corruption reveals rain Baghdad)), raising slogans calling for which the United Nations to intervene and save Iraq from this political disaster, where the absence of equitable distribution of wealth also called for the suspension of personal conflicts and political hypocrisy ...

صرخة هاني خليفة ( hany khalifa cry )

صرخة هاني خليفة .. ليونيل ميسي" لم اتهرب من الضرائب

ليونيل ميسي 
نفى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كل ما نسب إليه من اتهامات بالتهرب الضريبي رفقة والده، حيث صرح نجم برشلونة عبر حسابه الخاص في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" والذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية، حيث قال: "موضوع المتابعة القضائية من النيابة الإسبانية علمنا به عبر وسائل الإعلام، هذا أمر غريب لأننا لم نرتكب أي مخالفة قانونية، لقد احترمنا كل واجباتنا الضريبية مثلما أمرنا به مستشارونا الذين سيكلفون بالرد على هذه الاتهام
هاني خليفة

مقتل 100 سجين في حلب بسبب الجرب والسل ... صرخة هاني خليفة

مقتل 100 سجين في حلب بسبب الجرب والسل
توفي اكثر من مئة سجين منذ شهر نيسان/ابريل الماضي، في سجن حلب المركزي الذي يشهد محيطه عمليات عسكرية بين القوات النظامية ومقاتلو المعارضة التي تحاول اقتحامه والسيطرة عليه، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، مشيراً الى ظهور اصابات بالجرب والسل بين السجناء.
وقال المرصد في بريد الكتروني "الوضع الصحي والإنساني في سجن حلب المركزي وصل الى مرحلة مخيفة بسبب النقص الشديد في الادوية و المواد الغذائية"، مشيراً الى "وفاة ثلاثة سجناء امس الاول (الاثنين) بعد اصابتهم بمرض السل وعدم وجود أدوية لمعالجتهم".
واشار الى "انتشار كبير للجرب بين السجناء والسجانين".
واضاف "يقدر عدد السجناء الذين فارقوا الحياة في السجن منذ شهر نيسان/ابريل الفائت بأكثر من مئة سجين"، مشيرا الى ان سبب الوفاة "تعددت بين القصف ونقص الدواء والطعام والإعدام". وتابع ان "الطائرات الحوامة تقوم بإلقاء الطعام والأدوية على السجن المحاصر من الكتائب المقاتلة".
وبدات مجموعات مقاتلة معارضة هجوما في اتجاه سجن حلب بهدف "تحرير الأسرى" فيه، في الأول من شهر نيسان/ابريل. و"تمت تباعا السيطرة على دوار الجندول ورحبة الشقيف وحي الشقيف ومخيم حندرات"، بحسب المرصد، وهي مناطق قريبة من السجن الواقع شمال حلب. كما سيطروا على "الطريق المؤدي إلى السجن"، ما تسبب "بقطع الإمدادات عنه" بحسب المرصد.
وحاصر المقاتلون السجن "بشكل كامل" في الثاني من ايار/مايو بعد ان سيطروا على مبان عدة في محيطه.
واقتحم المقاتلون المعارضون حرم السجن للمرة الاولى في منتصف أيار/مايو الجاري بعد تفجير سيارتين مفخختين قرب مدخله، واشتبكوا مع القوات النظامية في داخله، وسيطروا على مبنى قيد الانشاء من دون ان يتمكنوا من التقدم الى مباني السجناء، بحسب المرصد.
ويضم السجن نحو اربعة آلاف سجين بينهم اسلاميون ومحكومو حق عام.
وناشد المرصد السوري لحقوق الانسان "اللجنة الدولية للصليب الاحمر والمنظمات الدولية الاخرى بضرورة التدخل العاجل من اجل ادخال الدواء والطعام باسرع وقت ممكن الى السجن وانتظام هذه العملية مستقبلا من خلال التنسيق بين كافة الاطراف".
كما نناشد المنظمات الانسانية "التدخل من اجل ضمان حصول السجناء على امدادات المياه بصورة مستمرة".
من جهة ثانية، نقلت قناة "الاخبارية" السورية الخميس عن مصدر عسكري مسؤول في حلب ان "القوات المدافعة عن سجن حلب المركزي أفشلت محاولة عصابات جبهة النصرة الهجوم على السجن، ما أدى الى مقتل 12 إرهابيا وتدمير مدفع بي 10

هاني خليفة

الإسلام فوق كل شيء ... صرخة هاني خليفة

 
سم الله الرحمن الرحيم
ان حياة الفقراء صعبة , ولعله ما من مرض أشد من الفقر بعد مرض نقص الايمان , ولكن أي مقام يصله الفقير الصابر على فقره , او المرأة الصابرة التي لا يستطيع زوجها توفير المصاريف ( بالدرجة المطلوبة ) فتصبر ولا تظهر الحاجة , وتشكر زوجها وتسليه ؟! فيقول الرسول الاعظم ومربي الانسانية (ص) لعي بن ابي طالب (ع)  : يا علي ان الله جعل الفقر امانة عند خلقه , فمن  ستره أعطاه الله مثل الصائم القائم , ومن افشاه الى من يقدر على قضاء حاجته فلم يفعل فقد قتله , أما انه ما قتله بسيف ولا رمح ولكنه قتله بما نكى من قلبه .
ورد في احد الاحاديث الشريفة ان الله يتحدث بلغة المعتذر مع الفقراء يوم القيامة , اي ان الزوج الذي يرغب في ان يوفر معيشة مرفهة لعياله ولا يستطيع وذاك الذي يؤذيه عدم استطاعته تسديد فروضه , وتلك السيدة التي تحب ان يكون اطفالها في رفاهية فلا يقدر زوجها على ذلك , فلا تشتكي له بل تسليه , هؤلاء يعتذر منهم الله تعالى يوم القيامة يقول الرسول الاعظم (ص) : اذا كان يوم القيامة امر الله تبارك وتعالى مناديا ينادي بين يديه اين الفقراء ؟ فيقوم عنق من الناس كثير , فيقول : عبادي ! فيقولون : لبيك ربنا , فيقول : اني لم افقركم لهوان بكم علي ولكني انما اخترتكم لمثل هذا اليوم تصفحوا وجوه الناس فمن صنع اليكم معروفا لم يصنعه الا في فكافوه عني الجنة .
فأي مقام اسمى من هذا ؟!
فلا غرابة ان يدخل الاعتذار السرور على هؤلاء وعلى الذين تحملوا المحن والمصائب , فيتمون انهم لو كانوا قد تعرضوا في الدنيا للتقطيع اربا اربا , لتكون منزلتهم في الاخرة اسمى , الاهم من ذلك هو انهم اكتسبوا في هذا العالم ملكة الصبر . 
هاني خليفة

صرخة هاني خليفة .. اسلوب حياة الفقراء وتاثيرها على نفس المجتمع المحيط

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة: هاني خليفة
احتلت ظاهرة الفقر مكانة بارزة داخل البحث العلمي وقد كانت أغلب اهتمامات الباحثين على معرفة المشاكل المترتبة أو الناتجة من ظاهرة الفقر مثل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية والصحية وتأثيرها على المجتمع ومحاولة إيجاد حلول لهذه الظاهرة والفقر ليس ظاهرة تجارب في جيل واحد وإنما هي ظاهرة عميقة الجذور في كل مجتمع ويعتبر الفقر مصدر المشكلات وكافة الشرور والتي يعاني منها الأفراد في أي مجتمع.
إن الفقر في حقيقة الأمر هو الوجهة الأخرى لصور التمايز الاجتماعية واللامساواة وانعدام العدالة التي هي السبب الأساسي الذي ظل وما زال يهدد الحياة البشرية والحضارات الإنسانية سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات والدول والمجتمعات والتمايز الاجتماعي واللامساواة والفقر ليس ظاهرة أبدية متأصلة في الحضارات البشرية تظهر بفعل عوامل بيولوجية يتوارثها الأفراد والمجتمعات وإنما هي نتائج لأنماط تاريخية محددة على العلاقات التي تربط بين البشر.
ومن الواضح أن ظهور مفهومي الغنى والفقر في الحياة الاجتماعية قد ارتبط باستئثار البعض بجانب أكبر من الموارد المتاحة على حساب الآخرين أو ظهور المجتمعات الطبقية، ففي إطار مثل هذه المجتمعات التي تقوم على التميز واللامساواة تختلف أوضاع أعضاء الطبقات المتميزة عن أوضاع غيرها من الطبقات الأخرى.
ويأخذ هذا التمايز صوراً مختلفة تظهر شكل السيطرة على الموارد المتاحة أو الملكية والثورة أو الأدوار التي تتطلبها عمليات الإنتاج أو التنظيم الاجتماعي للعمل. ويعني ذلك أن مفهوم الغنى أو الفقر يرتبطان بالتمايزات الاجتماعية ولا يمكن فهم عوامل تشكل أي منها بمعزل عن الآخر.
كما تتسم دراسات الفقر بوجود مساهمات متنوعة في الاقتصاد، متعددة المداخل، فلا يمكن النظر إلى ظاهرة الفقر من زاوية واحدة، ومن هنا يشترك في دراسة الفقر كل هذه الفروع من المعرفة، ولكن تقتصر هذه الدراسات في معظمها على رصد الظاهرة من حيث الحجم والأبعاد أو الخصائص. بينما لا تتعلق في معرفة الأسباب لهذه الظاهرة.
وتحتاج دراسة الفقراء إلى رؤية بعيدة المدى للقضاء على مشكلة وسوف نناقش من خلال هذا البحث تعريف الفقر وأهم أسبابه وأهم المشكلات وكيفية مواجهتها..
في إطار كل هذه الظروف ظهرت استراتيجية اختزال الفقرPoverty Reduction Strategic Papers والتي تعد الإطار الأساس الذي تمنح المؤسسات المالية الدولية على أساسها القروض للدول الفقيرة. وفي الوقت نفسه تمثل هذه الاستراتيجية فرصة لزيادة المشاركة الشعبية في صنع القرار، وتمنح الدول المقترضة الفرصة لصياغة استراتيجية ذاتية لاختزال الفقر، تتناسب مع ظروفها وأوضاعها الداخلية.
وبناءً على ما سبق تحاول هذه الدراسة التعرف على استراتيجية السودان كنموذج فى اختزال الفقر، وما إذا كان من الممكن اعتبارها حلاً مناسباً لاختزال ظاهرة الفقر في الدول الأفريقية بما يتناسب مع الأوضاع الداخلية لهذه الدول، أما إن هذا الحل يعد تكراراً لحلول سابقة، مثل: برامج التكيف الهيكلي، والتي حاولت المؤسسات المالية الدولية فرضها، بما لا يتناسب مع الأوضاع الداخلية في الدول المطبقة لها.
وتنقسم الدراسة إلى ثلاثة مباحث؛ حيث يتناول المبحث الأول: تعريفاً لمفهوم الفقر، ولظاهرة الفقر في القارة الأفريقية مع أخذ السودان نموذجا، ويتناول المبحث الثاني: المعوقات التي تعترض طريق التنمية في السودان. بينما يتناول الجزء الثالث: استراتيجية اختزال الفقر فى السودان.
المبحث الأول
أولا: الفقر: مفهومه وتعريفاته وأبعاده
من الإدراك العام يمكن القول بأن الفقر هو عدم القدرة عل تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة، ونجد في تحليل للنصوص الأولى «القرآن» تعريف "للفقراء" ثم المفرد «الفقر» ثم اسم الفعل «الفقر» فمن حيث الشكل اللغوي يشير الفقر إلى مجموعة من الناس فى طبقة اجتماعية هم الفقراء وليس جوهرا والطبقات الاجتماعية متغيرة متحركة لا تبقى على حال ثابت وهم معرفون بالألف ولام التعريف وليسوا مجهولين جمعا فاعلاً ومفعولاً ومجروراً أي أنهم فاعلون ومفعولين ومستقبلون لأفعال أخرى.
وتتخذ كلمة "الفقر" ثلاثة معانى رئسية هى:
المعنى الأول: هو التعوذ من الفقر وهو معدل للفقر يضع الإنسان قلة وذلة ويجعله يشعر بالظلم وهو المعنى الذي قصده عمر بن الخطاب ] بقوله الشهير: «والله لو كان الفقر رجلا لقتلته».
المعنى الثاني: تجاوز الفقر بالصدفة وضع مؤقت والمساواة بين الناس وضع دائم وهي مسؤولية الحاكم قبل المحكومين.
المعنى الثالث: وهو أن عامة أهل الجنة من الفقراء يدخلون الجنة قبل الأنبياء والفقراء صفة الأنبياء وهو المعنى السلبي الذي استمر في بعض الثقافات عند الصوفية وعلماء العقيدة.
أن الفقر مفهوم سلبي ونسبي يصعب فهمه في ذاته بصورة مستقلة ومنعزلة غيره من المفاهيم الأخرى المرتبطة كمفهوم الغني والرفاه ومستوى المعيشة ونوعية الحياة.
ويشير مفهوم الفقر إلى غياب أو عدم ملكية الأصول أو حيازة الموارد أو الثروة المتاحة المادية منها وغير المادية، فإذا كان هذا النقص في الثروة المادية أو الدخل حيث يكون الفقر اقتصاديا يتمثل في عدم القدرة على إشباع الحاجات البيولوجية (المأكل - الملبس - المسكن) بصورة كلية ويسمى (بالفقر المطلق) أو في مستوى إشباع الحاجات الأساسية وتدني المعيشة ونوعية الحياة وخصائص وقدرات الأفراد والجماعات داخل المجتمع (فقر نسبي) وتدعى عناصر الثقافة الخاصة أو المحلية في الفاعلية الاجتماعية وهنا يأخذ الفقر بعدا ثقافيا واجتماعيا وسياسيا، وهكذا يصبح الفقر ظاهرة متعددة الأبعاد تظهر في أي مجتمع على مستويات وفي صور أشكال مخالفة تكشف عن مجمل أوضاع البناء الاجتماعي.
ويمكن التميز بين ثلاث معاني للفقر وهي:
المعنى الأول: «الفقر الاجتماعي» وهو لا يعني عدم المساواة الاقتصادية الناتجة عن نقص الدخل ولممتلكات وانخفاض مستوى المعيشة وإنما يشمل أيضا عدم المساواة الاجتماعية والدونية الاعتمادية والشعور بالنقص والاستغلال. وهذا يكون الفقر نسبيا لا يوضع مستوى معين من الدخل أو حجم الملكية.
المعنى الثاني: «العوز والحاجة» ويقصد به فئة من الناس غير القادرين على تأكيد وجودهم على المستوى التقليدي الذي يعتبر أدنى مستوى دون أي مساعدات خارجية في أي وقت من الأوقات فهو يحدد المستوى الأدنى الذي يؤدي بالإنسان إلى الهاوية كما يحدد نموذجا للعلاقات الاجتماعية التي تشير إلى من هم المحتاجين الذي يطلبون المساعدة ومن الذي يساعدهم وتميز المجتمعات بين أشكال ذوي الحاجة الذين يستحقون المساعدة.
المعنى الثالث: «الفقر الأخلاقي» يحدد مكانه في نسق القيم في المجتمع أو في أحد جماعته الفرعية ويشير هذا المعنى إلى ما إذا كان الفقر مقبولاً أخلاقيا وإلى المكانة التي يشغلها الفقير وتحول دون استمتاعه لذا فإن التعريف المناسب للفقر هو ذلك التعريف الذي يصف الفقراء وهذا الوصف يختلف من مجتمع إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى.
وأخيرا يمكن القول أن الفقر لا يعبر فقط عن عجز الإنسان عن إشباع حاجاته البيولوجية كما يقرر رجال الفكر الاقتصادي بل يعني كذلك عجز البناء الاجتماعي عن توفير مستلزمات الإنسان المادية والمعنوية وتأثير ذلك على عمليات الاندماج والعلاقات الاجتماعية وتكوين شخصية الفرد في المجتمع وتشكيل قيمته وثقافته بل تحديد دوره ووزنه السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
فالفقر يجب أن ينظر إليه على أنه «حالة يعجز فيها الإنسان بسبب مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية عن تلبية حاجاته المادية والمعنوية في ظل نظام اجتماعي وثقافي محدد».
ويحمل الفقر معاني مختلفة باختلاف رؤى الباحثين منها ما هو مادي أو اجتماعي أو ثقافي ولذلك فالفقر ظاهرة مركبة تجمع بين أبعادها ما هو موضوعي (كالدخل والملكية والمهنة والوضع الطبقي) وما هو ذاتي (أسلوب الحياة ونمط الإنفاق والاستهلاك وأشكال الوعي والثقافة).
إن تحليل وفهم الفقر كظاهرة اجتماعية يعتمد على تحليل كيفي لظاهرتين أساسيتين تتعلق الظاهرة الأولى بعملية التفاوت في توزيع الدخل وإعادة توزيعه على الفئات الاجتماعية وترتبط الظاهرة الثانية بقضية التفاوت الطبقي والتمايز المعيشي وتشير الظاهرة الأولى إلى اختلاف واضح بين رجال الفكر في رؤية الفقر وتحليله وتحديد العوامل المساهمة في انتشاره وبينما يرى فريق منهم أنه يجب التركيز على مفهوم المركز النسبي للفقراء في إطار السياسات الاقتصادية للدولة.
ويعرف الفقر في قواميس علم الاجتماع بأنه مستوى معيشي منخفض لا يفي بالاحتياجات الصحية والمعنوية والمتصلة بالاحترام الذاتي لفرد أو مجموعة من الأفراد. (وينظر على المفهوم نظرة نسبية نظرا لارتباطه بمستوى المعيشة العام في المجتمع وبتوزيع الثروة ونسق المكانة والتوقيعات الاجتماعية)، هذا ويعرف خط الفقر عادة بأنه الحالة التي يكون الفرد فيها عاجزا عن الوفاء بتوفير متطلبات الغذاء، الملبس، والمأوى الضروري لنفسه.
ويعرفه «فليب عطية»: بأنه ندرة المادة أو تبديدها أو توزيعها على نحو غير عادل.
ونجد أن الفقر ظاهرة متعددة الأبعاد يمكن التعبير عنها من خلال مفهومين للفقراء هما:
- فقر الدخل (الذي ينصرف إلى عدم كفاية الموارد لتأمين الحد الأدنى لمستوى المعيشة المناسب اجتماعيا).
- فقر القدرة (الذي ينحرف إلى تدني مستوى قدرات الإنسان إلى حد يمنعه من المشاركة في عملية التنمية).
ويرى «مارك فريد» إلى أن الفقر حالة واقعية وليست وحدة تصورية وأنه يمثل مجموعة مشكلات غير مترابطة مثل تفشي البطالة والبطالة المقنعة واللامساواة في الرفاهية وتفاوت الخدمات في البيئة الحضرية أي أن الفقر واقع اجتماعي يتطلب التفسير.
وهكذا يتبين لنا أن مضمون الفقر لا يرتبط فقط بالحرمان والعوز المادي فقط وإنما هو ظاهرة مركبة تتضمن معايير متعددة.
وبعد كل هذه التعريفات الخاصة بالفقر نستخلص منها أن الفقر ليس فقط عجز إمكانية الفرد لتلبية حاجاته الأولية فقط ولكنها تشمل عدة أبعاد هناك بعد اقتصادي وأحيانا اجتماعي وأخر سياسي وسيكولوجي وكل تلك الأبعاد تؤثر على الفرد وتنمية المجتمع ككل.
ومن هذا المنطلق رُكّزت الحلول العديدة التي طرحتها الأمم المتحدة لاختزال ظاهرة الفقر في العالم النامي على بعدين أساسيين: فمن ناحية ركّزت على تنمية القطاعات التي يتركز فيها الفقراء، ومن ناحية أخرى عملت على تمكين هؤلاء الفقراء، وتنمية قدراتهم ليتمكنوا من الخروج من دائرة الفقر. وعلى هذا الأساس كانت استراتيجية اختزال الفقر كما سيرد تحليله في جزء لاحق في الورقة.

ثانيا : المسببات الرئيسية للفقر:

نجد أن أهم أسباب الفقر تندرج تبعا لأسباب أو أبعاد رئيسية وهي أما بعد سياسي أو اجتماعي وتعتبر تلك الأبعاد ذات تأثير قوي على الفرد والمجتمع ككل.
1- البعد السياسي:
نجد في هذا البعد أن التوزيع الجغرافي لبعض البلاد قد يؤثر على مستوى المعيشة بالنسبة لأفراد المجتمع وذلك بسبب قلة الموارد المتاحة للأفراد وبالتالي يؤثر على مستوى المعيشة نظرا لسوء التوزيع الجغرافي.
نجد أيضا الحرب قد تؤثر على مستوى معيشة الفرد وتجعله يعيش في مستوى أدنى للمعيشة وذلك لأن الحروب تؤثر على النشاط الاقتصادي وعلى الموارد الموجودة والحصار الذي يفرض على أي بلد على الأفراد أيضا لأنه يوقف أي نشاط أو استثمار وبالتالي لا يجد أفراد المجتمع أمامهم إلا الموارد المتاحة لهم وبالتالي يصلوا إلى مرحلة الفقر المطلق وهي عدم القدرة على إشباع الحاجات الأولية (كالمأكل - والملبس).
ونجد أيضا أن بعض السياسة في بعض المجتمعات تكون السبب في ظهور ظاهرة الفقر والتي ترجع إلى امتلاك بعض من أفراد المجتمع الثروات وأيضا السلطة والبعض الآخر لا يستطيع أن يملك شيئاً من هذا.
2- البعد الاقتصادي:
ويظهر من خلال الظروف التالية:
1/ بعض الأزمات الاقتصادية في بعض المجتمعات التي تؤثر على طريقها على أفراد المجتمع مثل: عدم الاستفادة من الموارد التي تساعد على رفع المستوى الاقتصادي للبلد أو المجتمع.
2/ التطورات الاقتصادية الدولية مثل ال "جات" والعولمة والخصخصة والتمويل الاقتصادي ولا يعتبر ذلك نجاحاً اقتصادياً في بعض المجتمعات وإنما سيعمق مشكلة الفقر.
3/ عدم استغلال الموارد الطبيعية الموجودة في المجتمع مثل (البترول - الزراعة - الأنهار) وبالتالي يكون استهلاك أفراد المجتمع أكثر من الإنتاج وزيادة الإنتاج.
4/ عدم الاهتمام بإنشاء أنشطة جديدة داخل المجتمع مما تزيد وتحسن من دخل المجتمع وأفراده.
5/ عدم الاهتمام بتكوين علاقات جيدة مع العالم الخارجي للمجتمع لتبادل الأنشطة التجارية بين المجتمعات وبعضها البعض.
3- البعد الاجتماعي:
ويظهر من خلال الظروف التالية:
1/ ثقافة المجتمع والمبادئ التي يقوم عليها هل هي المساواة أم اللامساواة بين أفراد المجتمع.
2/ عدم تقديم الخدمات مثل الرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل بالنسبة لأفراد المجتمع تعتبر من أهم الأسباب المؤدية لظهور الفقر.
3/ ظهور النظام الطبقي والتمايز بين الطبقات والذي يؤدي إلى عدم وجود مشاركة فعالة بين أفراد المجتمع أيضا من أهم أسباب الفقر.
4/ عدم الاهتمام بالتنمية الثقافية بالنسبة لأفراد المجتمع قد يكون ضمن الأسباب المؤدية لظهور الفقر.
ونجد من خلال طرح الأبعاد الثلاثة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع اختلاف الأسباب الناتجة من خلال هذه الأبعاد إلا أنها تعتبر مرتبة ببعضها وذو تأثير قوي على هذه الظاهرة وهي الفقر وينتج عن كل ذلك الحالات التالية:
1- البقاء في دائرة الحروب مما يؤدي بدمار أفراد المجتمع وانهياره ككل.
2- انعدام أو تدني في مستويات الدخل.
3- انتشار البطالة.
4- انخفاض مستوى المهارة وظهور الأمية (الجهل).
5- ظهور وانتشار الأمراض وانخفاض مستوى الرعاية الصحية مما تؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات.
6- نقص وسوء التغذية والتي تؤدي لانتشار الأمراض.
7- تدني مستوى الإسكان.
8- ظهور المشكلات الاجتماعية مثل التفكك الأسري الناتج عن عدم قدرة رب الأسرة على تحمل المسؤولية لباقي أفراد الأسرة والتي تؤدي إلى:
9- اللجوء إلى نزول الأطفال إلى مجال العمل وترك الدراسة لمساعدة سد احتياجات الأسرة من مأكل وملبس.
10- انتشار الجرائم مثل القتل والسرقات والاختلاس الناتج من انخفاض الدخل ومستوى المعيشة والرغبة في الثراء أو الحصول على المال لسد احتياجات الأسرة.
11- قلة فرص التعليم بالنسبة لأفراد المجتمع.
12- نقص القدرة والضعف الجزئي والكلي عن المشاركة بفاعلية في الحياة الاجتماعية والاستمتاع بثمار التطور الحضاري والتنمية.

ثالثا: ظاهرة الفقر في أفريقيا

تعانى أفريقيا جنوب الصحراء من ظروف معيشية متدنية؛ حيث يعاني ثلث تعداد سكانها من الجوع، ويموت نحو سدس عدد أطفالها قبل سن الخامسة، برغم استمرار الزيادة السكانية في الكثير من دولها. وما زال الركود الاقتصادي، وانخفاض مستويات المعيشة سائداً في أغلب مناطقها. وهو الوضع نفسه الذي كان سائداً منذ عقد سابق من الزمان؛ مما يعني إخفاق كل المحاولات التي بذلتها دول القارة، والمؤسسات المالية الدولية لرفع معدلات النمو الاقتصادي، وإنجاح تجارب التنمية، وتحسين مستويات معيشة أبناء القارة.
وعلى مدى عقدين كاملين بُذلت العديد من المحاولات لاختزال الفقر في أفريقيا، إلا أنها أخفقت جميعاً في تحقيق أهدافها. واستمرت هوة الفقر التي تفصل بين القارة الأفريقية وباقي دول العالم في الاتساع. حيث تنقسم الدول الأفريقية ما بين دول منخفضة الدخل: (وهي الأغلبية؛ حيث يبلغ عددها 40 دولة أفريقية)، وتبلغ حصة الفرد فيها 745 دولاراً أو أقل سنوياً من إجمالي الدخل القومي، وفقاً لإحصاء عام 2001م، ودول متوسطة الدخل (ويبلغ عددها 14دولة)(1)، وتتراوح فيها حصة الفرد من إجمالي الدخل القومي ما بين 746 إلى 9205 دولارات في عام 2001م(2).
وتبدو خطورة هذا الوضع إذا عرفنا أن التقديرات المعتدلة تطلب أن تحقق الاقتصاديات الأفريقية معدلات نمو لا تقل عن 7% للحد من الفقر بصورة كبيرة. وفي ظل ظروف أفريقيا الاقتصادية الحالية يعتبر هذا تحدياً كبيراً في ضوء أهداف الألفية الجديدة، وتتلخص في: اختزال الفقر والجوع، وتحقيق تعليم ابتدائي عالمي، وتطوير المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، وتخفيض نسبة الوفيات بين الأطفال، وتحسين الصحة الإنجابية، ومحاربة الإيدز، والملاريا، وغيرها من الأمراض، ودعم البيئة المستدامة، وتطوير شراكة عالمية للتنمية(1).

على الرغم من النجاح النسبي الذي حققته القارة الأفريقية في رفع مستوى معيشة الأفراد، إلا أن حصة أفريقيا ممن يعيشون تحت خط الفقر؛ (أي من يحصلون على أقل من دولار أمريكي يومياً) ما زالت هي الأكبر؛ حيث يقدر عدد هؤلاء بحوالي 522 مليوناً في جنوب آسيا في عام 1998م، بالمقارنة بما يقرب من 291 مليوناً في أفريقيا جنوب الصحراء، و278 مليوناً في شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادي. وعلى الرغم من الجهود المضنية التي بذلتها دول القارة لخفض نسبة هؤلاء، إلا أن النجاح كان نسبي؛ حيث تمكنت القارة من خفض نسبة من يعيشون تحت خط الفقر بواقع 1.4% فقط في الفترة من 1990م، وحتى 1998م، وهي نسبة ضئيلة إذا ما قورنت بالنجاح الذي حققته القارة الآسيوية؛ حيث انخفضت النسبة بواقع 4% في منطقة جنوب آسيا، و12.3% في منطقة شرق آسيا (انظر الجدول 1). وهو ما يعني أن نسبة من يحصلون على أقل من دولار أمريكي يومياً قد زادت من 19% في عام 1990م إلى 24% في عام 1998م (2).
وعلى الرغم من ارتفاع إنتاج الغذاء في الفترة من عام 1980م إلى عام 1995م في مناطق الدول النامية بنسبة 27% في آسيا، و12% في أمريكا اللاتينية؛ فقد انخفض في أفريقيا جنوب الصحراء بنسبة 8%. ورغم انخفاض انتشار الجوع في آسيا إلا أن ثلث سكان أفريقيا ما زالوا يعيشون في ظل الجوع الشديد، والنسبة في ازدياد مستمر. وما زالت القارة الأفريقية تعاني من ارتفاع نسبة السكان الذين يعانون من سوء التغذية؛ حيث انخفضت النسبة انخفاضاً طفيفاً من 35% إلى32%، في حين تأمل أهداف التنمية إلى خفض النسبة إلى 17% في عام 2015م، وهو هدف بعيد المنال استناداً إلى مسار الإنجازات الحالية. (
ويلاحظ ارتفاع نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية خلال التسعينيات في أمريكا اللاتينية لتصل إلى 90% من الأطفال، وتبلغ النسبة 79% في جنوب آسيا، بينما زادت النسبة 3% فقط في أفريقيا جنوب الصحراء؛ حيث تصل نسبة الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية إلى 60% من الأطفال (انظر الشكل 2)، ونتيجة لهذا ترتفع نسبة الأمية في أفريقيا. حيث قدرت نسبة الأمية في القارة الأفريقية لدى البالغين من العمر 15 عاماً وما فوق 62.4% في عام 2001م بعد أن كانت تقدر بما يربو على 50% في عام 1990م، بينما ارتفعت هذه النسبة في الفئة العمرية من 15 إلى 24 عاماً من 76.4% في عام 1990م إلى 77.9% في عام 2001م، كما وصل مجموع نسب الالتحاق الإجمالية بالتعليم الابتدائي والثانوي والعالي في الفترة من 2001م إلى 2002م ما يقرب من 45%؛ وذلك رغم اختلاف نسبة الأمية فيما بين الدول الأفريقية؛ حيث تصل إلى أدنى معدل لها في دول مثل: زيمبابوي (12%) وموريشيوس (16%)، بينما تبلغ أعلى معدلاتها في دول مثل: النيجر (85%)، وبوركينا فاسو (77%)، وجامبيا (56%)(1). يتضح عدم امتلاك الأفراد في القارة للقدرة العلمية التي تمكنهم من الارتقاء بوضعهم الاقتصادي، أو مكانتهم الاجتماعية؛ فتظل أوضاعهم الاقتصادية بلا تغير يُذكر، مهما كانت المحاولات المبذولة في سبيل ذلك.
كما ترتفع نسبة الوفيات أثناء الحمل والولادة بشكل مخيف في أفريقيا جنوب الصحراء؛ حيث تصل النسبة إلى نصف وفيات الأمهات في العالم النامي؛ حيث تتوفى أُمّ من بين كل مائة أثناء الولادة. وفي هذا الإطار تبدو الأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة أهدافاً بعيدة المنال؛ حيث تنص على تخفيض وفيات الأطفال بنسبة الثلثين مع حلول عام 2015م، بينما تبلغ نسبة الوفيات من الأطفال دون الخامسة في أفريقيا 17%، ومن هنا لن تتمكن القارة من تحقيق هدف خفض الوفيات سوى بعد نحو 150 عاماً .
وفي حين يعتبر الحصول على مياه الشرب النقية أمراً ضرورياً للبقاء على قيد الحياة، ولتحقيق أهداف التنمية، تبلغ نسبة السكان الذين لا يحصلون على مياه مأمونة 65% في آسيا، بينما تصل إلى 28% في أفريقيا.
أما بالنسبة للصرف الصحي؛ فيقدر عدد المحرومين من سكان آسيا 80%، بينما تصل نسبة المحرومين من خدمات الصرف الصحي إلى 13% في أفريقيا .
إلا أن (الفقر) وفقاً لتعريف البنك الدولي لا يقتصر على المعنى المادي فقط، بمعنى الحرمان من المال والثروة (وهو ما يقاس بمفهوم الدخل والاستهلاك)، ولكنه يتسع ليشمل انخفاض نصيب الفرد من عوائد التنمية الاقتصادية .. من الخدمات الأساسية، والتعليم والرعاية الصحية... إلخ(1).
فالفقير ليس من تنقصه الأموال والثروة المادية فقط، ولكن هو من يعاني من ضعف مستوى الدخل ومن ثم الاستهلاك، وضعف نصيبه من الخدمات التعليمية، والصحية، والأمن؛ نتيجة تعرضه للتقلبات الاقتصادية، وكذلك يعاني من ضعف فرصته في المشاركة السياسية، ومن ثم فرصته في الوصول إلى السلطة(2).
وبهذا المعنى لا يصبح الفقير فقيراً بالوراثة، ولكنه يصبح كذلك عند افتقاده للوسائل والأدوات التي تمكنه من الخروج من دائرة الفقر والتهميش، وتعينه على تحسين مستواه الاقتصادي والاجتماعي.
ومن هنا يكون اختزال الفقر من خلال تمكين الفقراء Empowerment، بمعنى منحهم الأدوات والقدرات التي تمكنهم من تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية وظروفهم المعيشية(3).

ثالثا : الفقر فى السودان كنموذج
1/ البعد التاريخى:
السودان هو أكبر قطر في أفريقيا وتاسع أكبر قطر في العالم (تبلغ مساحته حوالي 2.5 مليون كيلومتر مربع), ويشترك بحدود واسعة مع تسعة دول. وبسبب كبر حجمها, فإن البلاد تغطيها عدد من المناطق المناخية. لقد إنعكس هذا التنوع الجغرافي أيضاً علي سكانه, ونتيجة لذلك فإن البلاد متعددة الثقافات, الأعراق, اللغات و الأديان. يقدر عدد السكان بحوالي 32 مليون نسمة, الغالبية العظمي منهم ( حوالي 70% وفقاً لتعداد السكان عام 1993) يعيشون في المناطق الريفية, ولو أن ذلك يمكن أن يكون قد تغير بسبب الهجرة الكبيرة من الريف إلي الحضر في السنوات الأخيرة, وبالرغم من ذلك فإنه من غير المحتمل أن يكون ذلك قد أثر علي الطبيعة الريفية الغامرة للسكان. إن البلاد متناثرة السكان بسبب حجمها بالمقارنة مع عدد سكانها بالإضافة إلي ذلك فإن حالة الطقس التي يغلب عليها الطبيعة الجافة والتي يصعب التنبؤ بها قد أثرت علي أجزاء واسعه من البلاد وجعلتها عرضة لنوبات من الجفاف الشديد و/أو الفيضانات الكبيرة. إن الغالبية العظمي من السكان فقراء بمتوسط دخل فرد أقل من 400 دولار في السنة, ولو أن هذا المستوي المنخفض للدخل لايعكس التباين الكبير بين الأقاليم في التنمية الإقتصادية والإجتماعية. إن مستويات التعليم منخفضة و الأمراض واسعة الإنتشار وتشكل عبئاًً ثقيلاً. البنيات الأساسية( الطرق, النقل النهري, الطاقة الحديدية, المياه, الإتصالات, بالإضافة الي وسائل الري) إما غير موجودة أوغير متطورة وغير كافية, وحتي القليل الموجود منها منهار نتيجة للإهمال الطويل لعمليات الصيانة الضرورية والدورية. ونتيجة للهجرة الكبيرة والمستمرة للكوادر المدربة لدول الخليج الغنية بالبترول والتي بدأت في مطلع السبعينات وما زالت مستمرة إلي الأن ولكن بكثافة وسرعة أقل مع التدهور الكبير في نوعية وفعالية القدرات المؤسسية, فإن المحاولات السابقة في التعامل مع هذه المشاكل الهيكلية قد ثبت أنها لم تكن كافية. وهذه العوامل قد زادت حدة نتيجة للوضع السياسي الصعب منذ الإستقلال, وقد ساهمت جميعها في الحلقة المفرغة ما بين الصراعات السياسية, الأضطرابات المدنية والتخلف.
ظل أداء الإقتصاد السوداني منذ الإستقلال دون التوقعات وخصوصا في ضوء الهبات والخيرات التي تتمتع بها البلاد من موارد طبيعية بالإضافة للإستثمارات الضخمة التي تمت في تنمية وتطوير الموارد البشرية والمهارات. وفي لب هذه الظاهرة تكمن الحرب الأهلية التي ظلت مستعرة منذ الإستقلال ما عدا فترة قصيرة بعد إتفاقية السلام بأديس أببا عام 1972. العامل الرئيسي الأخر الذي ساهم في ذلك هو ضعف وعدم ملاءمة السياسات الإقتصادية السائدة خلال معظم أجزاء فترة ما بعد الإستقلال. وفي الوقت الراهن, يقف السودان في مفترق الطرق لتغيير كبير. حيث يبدو أن السلام أخيرا أصبح في متناول اليد وقد تم أيضاً إجراء إصلاحات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية والتي نتج عنها تحسن في الأداء الإقتصادي وتم وضع الأساس لمزيد من النمو الإقتصادي الشامل والعادل والمستمر. وعلي الرغم من أن هذين التطورين قد وجدا الترحيب, فإن تفاعلهما يضع تحديات جديدة أمام البلاد في كيفية مقابلة المتطلبات العاجلة للسلام والمحافظة علي المناخ الملائم للإقتصاد الكلي لتعزيز النمو والتنمية.
2/ تقييم الفقر:
فى حين أنه لا يمكن الوصول إلى تقدير دقيق عن مستوى الفقر فى السودان في الوقت الحاضر بسبب الإفتقار إلى البيانات الحديثة الخاصة بقياس الفقر (بحيث أن آخر مسح قومي لدخل وإنفاق الأسرة قد تم القيام به فى عام 1978م)، فإنه يمكن القول بأن الفقر فى السودان ربما يكون واقعاً فى المدى 50 – 60%، بما يتسق مع الدول المجاورة له. وهذا المستوى للفقر واضح أيضاً في مختلف مؤشرات التنمية البشرية.
بالإضافة لذلك ، فإن نتائج المسوحات القليلة التي أجريت في الفترة الأخيرة، علي الرغم من أنها ليست مركزةً أو مصممة بصفة خاصة للفقر, لكنها أيضاً توضح تفشى الفقر فى البلاد. هذه المسوحات الحديثة هى:
- مسح ميزانية الأسرة لعام 1992م (وبصفة خاصة عن شمال السودان).
- مسح الأمومة الأمنة لعام 1999م (الذي قام به الجهاز المركزى للإحصاء بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للإنشطة السكانية)، والمسح متعدد المؤشرات فى عام 2000م (الذي تم بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة). وعلي الرغم من أن أى من هذه المسوحات لم يغطى كل المناطق بالبلاد (حيث قامت بتغطية شمال السودان, وفى أحسن الظروف، المناطق التي تحت سيطرة الحكومة في جنوب السودان)، فإن نتائجها يمكن، علي أية حال إستخدامها لتسليط الضوء على المؤشرات غير الدخلية للفقر، وإظهار التباين فيما بين المناطق، وكذلك فيما بين الريف والحضر. إن العديد من خرائط الفقر المستندة على هذه المسوحات والتي تم إنتاجها, تشير أيضاً إلى الإنتشار الواسع للفقر والمناطق التي تأثرت كثيراً بذلك. هذه الخرائط توضح ، ما عدا الشريط الضيق الذى يغطى مناطق من الخرطوم وعلي طول الجزيرة إلى القضارف فى شرق السودان، بأن تفشى الفقر هو قاسم مشترك تقريباً فى كل المناطق الأخرى (جنوب السودان لم تتم تغطيته).
إن نتائج هذه المسوحات يمكن الإستفادة منها بصورة أكبر فى وضع خريطة للفقر البشرى فى شمال السودان من منظور الحرمان فى أبعاده الثلاث وهى: - البقاء والمعرفة والحد الأدنى لمستوى المعيشة اللائق. الأول هو مؤشر مركب من إحتمال وفاة الشخص قبل بلوغه سن الأربعين، وإحتمال وفاة الطفل قبل بلوغه/بلوغها سن الخامسة، وإحتمال وفاة الطفل الرضيع قبل بلوغه العام الأول. الإحتمال الثانى قد تم قياسه بمؤشر مركب من نسبة البالغين (+15) الغير قادرين على القراءة والكتابة, نسبة الأطفال فى سن التعليم الأساسى والذين لم يلتحقوا به أبداً و/أو الفاقد في التعليم الأساسي، والنسبة من اليافعين فى سن التعليم الثانوى الذين لم يلتحقوا به أبداً و/أو الفاقد في التعليم في التعليم الثانوي. الثالث تم قياسه بمؤشر مركب من عدم القدرة على الحصول على الحد الأدنى من المكونات المادية لمستوى المعيشة اللائق، وقد تم قياسه من نسبة الأشخاص الغير قادرين على الحصول على الكهرباء والمياه الصالحة للشرب والتصريف الصحى الكافي، ونسبة هؤلاء الذين يعتمدون على الطاقة بواسطة البيوجاز. إن إستخدام مؤشرات الفقر غير النقدية، علي الرغم من بعدها عن المثالية، لكنها تساعد في توضيح، ليس فقط نسبة الفقراء على مستوى مؤشر الفقر الفردى، ولكن أيضاً على مستوى المؤشرات المركبة. بالإضافة لذلك، فإن البيانات تعطى معلومات أيضاً عن توزيع الفقر على مستوى الريف والحضر بكل ولاية. كل ذلك له إنعكاسات هامة علي السياسات وبصفة خاصة على إستهداف الفقر علي المستوي الجغرافى والقطاعى.
إن تحليل البيانات من مسح الأمومة الآمنة والمسح متعدد المؤشرات، تشير بأن الحرمان من البقاء منتشر في كل أرجاء البلاد، لكنه مرتفع قليلاً فى المناطق الريفية. إن الإحتمالات للمتوسطات القومية الريفية بأن الشخص سيموت قبل بلوغه سن الأربعين وأن الطفل سيموت قبل بلوغه سن الخامسة وأن الطفل الرضيع سيموت قبل بلوغه العام الأول هى 23.3% و 12% و 8.2% على التوالى، فى حين أن المتوسطات القومية الحضرية لنفس هذه المؤشرات هى 19.4% و 9.95% و 6.9% على التوالى. وعلي الرغم من وجود فروقات بين الريف والحضر فى كل هذه المؤشرات الثلاثة, فإن التباين ما يزال ضئيلاً. ومن ناحية ثانية، وبإستخدام مؤشر الحرمان المركب للبقاء في المناطق الريفية لترتيب الولايات، يتبين أن المستويات الأعلى للحرمان توجد بالمناطق الريفية لولايات البحر الأحمر، النيل الأزرق، كسلا، جنوب كردفان، وشمال دارفور، ويعتبر البحر الأحمر من أكثر المناطق حرماناً فى هذه المجموعة. ومن جهة أخري، وبإستخدام مؤشر الحرمان المركب للبقاء في المناطق الحضرية, يتبين أن المستويات الأعلى للحرمان توجد في المناطق الحضرية لولايات النيل الأزرق، ملكال، البحر الأحمر، جنوب كردفان، وكسلا. ويجب التنبيه، بأن ولايات البحر الأحمر والنيل الأزرق وكسلا وجنوب كردفان تبرز كأكثر المناطق حرماناً لكل من السكان الريفين والحضريين.
إن مؤشر الحرمان من المعرفة يوضح بأنه رغم التباين الكبير بين الريف والحضر، إلا أن الحرمان من المعرفة هو القاسم المشترك بين كل الولايات وتتعرض له كل من المناطق الريفية والحضرية, وبالرغم من الإختلاف بينها لكن المستويات تظل غير مقبولة. وتظهر المسوحات بأن المتوسطات الريفية القومية لمعدل أمية البالغين، في التعليم الأساسى والثانوى للذين لم يلتحقوا أبداً و/أو معدل الفاقد التربوي هى 52.3% و49.8% و53.6% على التوالى، فى حين أن المتوسطات الحضرية القومية لنفس هذه المؤشرات هى 28.9% و26.82% و27.4% على التوالى. المقارنات فيما بين الولايات تشير أيضاً إلى التباين الكبير. وعلى سبيل المثال، فإن معدل الذين لم يلتحقوا أبداً و/أو الفاقد التربوي في التعليم الأساسى في المناطق الريفية يتراوح ما بين 75.5% فى ولاية النيل الأزرق و 17.8% فى ولاية الشمالية. بينما يتراوح نفس المعدل في التعليم الثانوى فى المناطق الريفية ما بين 77.9% فى شمال كردفان و23.2% فى ولاية الشمالية. وعلي نحو مماثل، فإن الذين لم يلتحقوا أبداً و/أو معدل الفاقد التربوي في التعليم الأساسى بالمناطق الحضرية يتراوح ما بين 46.5% فى ولاية غرب دارفور و9.6% فى ولاية الجزيرة. بينما يتراوح نفس المعدل في التعليم الثانوى فى المناطق الحضرية ما بين 41% فى غرب دارفور و8.5% فى ولاية الجزيرة. وتظهر كل من ولايات النيل الأزرق، شمال وغرب كردفان، وشمال وغرب دارفور بإعتبارها الولايات الأكثر تضرراً, وعليه فإنها تعتبر أولي الولايات المرشحة للتوسع فى الخدمات التعليمية بها. بالإضافة لذلك، فإن معدلات الأمية أيضاً مرتفعة في كل من المناطق الريفية والحضرية وكذلك الحال فيما بين الولايات. الأمية في المناطق الريفية تتراوح ما بين 69.1% فى شمال كردفان و30.7% فى الولاية الشمالية, بينما تتراوح معدلاتها في المناطق الحضرية ما بين 30.5% فى ولاية غرب دارفور و20.4% فى ولاية النيل الأبيض. وحتى على مستوى ولاية الخرطوم، التى تعتبر الأفضل نسبياً، فإن معدلات الأمية هي 43.5% و 21.2% في كل من المناطق الريفية والحضرية على التوالى. وفى نفس الوقت، فإن إمكانية الحصول علي وسائل الإعلام منخفضة للغاية مما خلق عائقاً معلوماتياً ليس فقط فى المناطق الريفية التى تشير المسوحات إلى أن نسبة 88.4% من المواطنين في المناطق الريفية بولاية البحر الأحمر لا يتمكنون من الحصول علي وسائل الإعلام، ولكن أيضاً فى بعض المناطق الحضرية حيث تشير النتائج إلى أن 76.8% من سكان مدينة واو علي سبيل المثال لا يتمكنون من الحصول علي الوسائط إعلامية.
إن المؤشرات التى تقيس العوامل اللازمة التي تتيح إمكانية الحصول علي الحد الأدنى من مستوى المعيشة اللائق توضح التباين الكبير بين الريف والحضر. وفى المتوسط، فإن نسبة السكان الريفيين الذين لا يتحصلون على الكهرباء تبلغ حوالى 87.4%، نسبة الذين لا يمكنهم الحصول على المياه الصالحة للشرب تبلغ حوالى 53%, نسبة الذين لديهم وسائل صرف صحى متدنية تبلغ حوالي (53%), نسبة الذين يعتمدون على إستخدام الطاقة الحيوية (البيوماس) تبلغ حوالى 92.6%، وهى أعلى من تلك النسب في المناطق الحضرية. بالإضافة لذلك، فإن المتوسط الريفى القومى للمؤشر المركب للحرمان والذي يبلغ حوالي 74.5% يعتبر أعلى كثيراً عن المتوسط القومى الحضرى والذي يبلغ حوالي 54.3%. وهذا يعكس التباين الكبير فى إمكانية الحصول على حياة لائقة. فإن نسبة السكان الذين لا يمكنهم الحصول على الكهرباء فى المناطق الريفية يتراوح ما بين 99.6% فى ولاية غرب كردفان و57% فى ولاية الخرطوم، نسبة أولئك الذين لا يمكنهم الحصول على المياه الصالحة للشرب تتراوح ما بين 92.3% فى ولاية النيل الأزرق و14% فى الخرطوم، ونسبة أولئك الذين لديهم وسائل صرف صحى متدنية (ليس لديهم مراحيض) تتراوح ما بين 89.1% فى ولاية شمال كردفان و15.6% فى ولاية نهر النيل. من ناحية ثانية, حتي في المناطق الحضرية، فإن التباين بين مختلف الأجزاء يعتبر مرتفعاً. إن نسبة أولئك الذين لا يمكنهم الحصول على الكهرباء يتراوح ما بين 89.2% فى ملكال و27.4% فى الجزيرة، نسبة أولئك الذين لا يمكنهم الحصول على مياه المياه الصالحة للشرب تتراوح ما بين 94.6% فى ملكال و3.2% فى الخرطوم, ونسبة هؤلاء الذين يعتمدون على الطاقة الحيوية (البيوماس) يتراوح ما بين 99.6% فى ملكال و40.8% فى ولاية نهر النيل.
إن ترتيب الولايات وفق الحرمان الريفى فى المؤشر الإقتصادى المركب يوضح بأن أكثر المناطق حرماناً هي التي توجد فى ولايات النيل الأزرق، شمال كردفان، غرب دارفور، البحر الأحمر، وغرب كردفان. وهذه هي المناطق الريفية ذات المستويات الأكثر إرتفاعاً في الحرمان والتى تتسم متوسطات مجموعاتها الفرعية لمؤشرات الفقر بأنها أكثر إرتفاعاً عن المتوسطات الريفية القومية. من جهة أخري, فإن ترتيب الولايات وفق الحرمان الحضري في المؤشر الإقتصادى المركب يوضح بأن أسوأ المناطق هي ملكال, جنوب كردفان, واو والنيل الأزرق وجميعها ذات مجموعات فرعية لمؤشرات الفقر أكثر إرتفاعاً من المتوسطات الحضرية القومية.
وإجمالاً، فإنه من الواضح أن الفقر، بمقياس الحرمان البشرى، منتشر على نطاق البلاد، لكنه أكثر إنتشاراً في الريف. إن معظم الفقراء هم من المقيمين في الريف، ولو أن الفقر الحضرى أيضاً في تزايد. ومن الجدير بالذكر أن الأجزاء الريفية و/أو الحضرية فى ولايات البحر الأحمر، النيل الأزرق، كل كردفان، كل دارفور، كسلا، ملكال وواو ظهرت منسجمة فى قائمة المناطق الأكثر حرماناً فى جانب واحد أو أكثر من جوانب الحرمان الثلاث. ولكن ذلك لا يجب أن يخفي حقيقة أن معظم فقراء الحضر يوجدون فى ولاية الخرطوم حيث النسبة الكبرى من النازحين بالداخل قد إستقروا فى معسكرات. أما الذين  أفضل نسبياً فإنهم يوجدون فى ولايات الخرطوم، الجزيرة، والمناطق الحضرية بالولايات الشمالية وأجزاء من الشرق حول بورتسودان. بالإضافة إلي ذلك، فإن عدم المساواة كبيرة بين الولايات والأقاليم، بين المناطق الريفية والحضرية، بين المناطق المتأثرة بالحرب وأكثر المناطق تمتعاً بالسلام, بين السكان المستأصلين من جذورهم و السكان المقيمين وبين الرجال والنساء.
هناك فهم واسع، يستند على الملاحظة والأدلة الروائية، أن حالة الفقر والحرمان البشرى قد إزدادت سؤاً خلال العقد الماضي أو نحو ذلك. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى الطريقة التى نفذت بها سياسات الإستقرار الإقتصادى الأخيرة. إن الحكومة لها الفضل فى برنامج الإستقرار الإقتصادى القوي والذى خفض التضخم من مستوي ثلاثة أرقام إلى رقم آحادى وتحقيق الإستقرار النسبى فى سعر الصرف. علي الرغم من ان ذلك قد تم تحقيقه من دون دعم، أو دعم محدود، من المانحين، ومن خلال التخفيض الحاد فى الإنفاق العام بأكثر من 50%، مما تسبب فى تخفيضات كبيرة فى تنمية الخدمات الإجتماعية والبنيات الأساسية. وهذه السياسة الإقتصادية القاسية والحالة المتدنية لتوزيع الخدمات الإجتماعية قد ساهمت فى زيادة الفقر والحرمان البشرى، علي الرغم من النمو الإقتصادى العالي الذى زادت وتائره عند البدء في إنتاج البترول وإستمرار الظروف المناخية الملائمة لعدد من السنوات.
هاني خليفة