الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الأربعاء، 23 أبريل 2014

صرخة هاني خليفة ........ (متلازمة داون، ترنر، باتو، كلين فلنتر).

بقلم هاني خليفة بالكويت للتواصل 60735474
للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة شخصيتهم المتميزة ولهم قدراتهم الخاصة حتى لو كانت محدودة، وهم يملكون موهبة تميزهم عن غيرهم، ويستحقون الاهتمام الكامل حسب احتياجاتهم العقلية والجسدية، لذلك فهم يملكون الحق في التعليم والتأهيل والحياة الاجتماعية الكريمة.
ومن هذا المنطلق تولي المراكز المتخصصة برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماما كبيرا بهذه الفئة وتحرص على إعداد خطة فردية تساعده على الاستفادة القصوى من قدراته وإمكانياته في إطار منهج موضوع للمجموعة ككل، وذلك لتطوير وتنمية مهارات التفاعل الاجتماعي وطرق التواصل ومهارات الاعتماد على النفس وهي قابلة للتغيير حسب قدرات أطفالنا. مع المشاركة المستمرة للآباء في متابعة حالة أبنائهم ووضع الخطة العلاجية الخاصة بهم، وذلك من أجل استكمال الحلقة التعليمية بين البيت والمؤسسة. 
هناك أنواع متعددة من الإعاقات وتقوم هذه المراكز برعايتها وأبرزها مرضى التوحد، والتي في غالب الأمر يجهل الأهل بإصابة الطفل بهذا النوع من الإعاقة إلى عمر معين، وما إن يكتشفها حتى يبدأ بالبحث عن الطرق المناسبة للتعامل مع هذا الطفل، لذلك فقد بدأت المراكز المتخصصة في متابعة مثل هذه الحالات للوصول بها إلى بر الأمان وأبرزها مركز تفاؤل الذي يقوم باستخدام كل الطرق الخاصة بالتعليم والتأهيل والشمولية، حيث يتم تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على القيام بالأمور الأساسية في حياتهم اليومية، بالإضافة إلى تزويدهم بمجموعة من البرامج التي تساعدهم على الاندماج في المجتمع وتكون حياتهم ذات معنى من خلال توظيف ما يقومون بدارسته من برامج في مواقف الحياة اليومية العادية- حتى يكونوا أقرب إلى الأشخاص الطبيعيين، وخصوصا أن إعاقتهم في الغالب غير ظاهرة.
وحول طرق التعامل مع هذه الإعاقة أخبار الخليج التقت عددا من المتخصصين في هذا المجال وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتوحد الذي يصادف الثاني من ابريل الجاري. 
كان لقاؤنا الأول مع الدكتور أٍسامة مدبولي اختصاصي التربية ورئيس مركز «تفاؤل» والذي تحدث قائلا: تعتبر الإعاقة قدرا من الله سبحانه وتعالى وهي موجودة في بني البشر لحكمة لا يعلمها إلا هو جلت قدرته، ومن تفسيراتنا البسيطة نعتبرها اختبارا من الله عز وجل لأسرة هذا الابن، وقد تكون الجسر الذي يدخله الجنة بلا حساب إن شاء الله تعالى.
وهذه الإعاقة تختلف من فئة إلى أخرى بناءً على التصنيف الذي حدده المتخصصون، فهناك إعاقة ذهنية وإعاقة سمعية وإعاقة بصرية وإعاقة حركية، ويندرج تحت الجانب العقلي أنواع مختلفة مثل: صعوبات التعلم، التخلف العقلي بدرجاته، التوحد، ومتلازمات مختلفة مثل (متلازمة داون، ترنر، باتو، كلين فلنتر).
ويهتم مركز تفاؤل بالإعاقة النمائية والتي تعرف على أنها اضطراب ذاتي بيولوجي عصبي أو اضطراب في نمو المحاور التالية: (اللغوية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية) أو فقدانها بعد تكوينها بما يؤثر سلبا على قدرات الطفل مستقبلاً.
وعن إعاقة التوحد أوضح قائلا إن المرض هو عبارة عن اضطراب نمائي في النمو العصبي يؤثر على ثلاث مجالات أساسية: التواصل، المهارات الاجتماعية، التخيل ويظهر التوحد في جميع أنحاء العالم وبمختلف الجنسيات والطبقات الاجتماعية بالتساوي، ويظهر في السنوات الثلاثة الأولى من عمر الطفل بسبب خلل وظيفي في المخ والأعصاب ولم يصل العلم إلى تحديد أسبابه حتى الآن، وبخصوص معنى كلمة التوحد فهي مترجمة من اليونانية والتي تعني الانعزال والانطواء على الذات، لذلك يطلق عليه أحيانا الذاتوية، وبشكل عام فإن نسبة الإصابة بالتوحد تكون 1:4 بين الذكور والإناث، ولكن التوحد يظهر في الغالب بدرجات شديدة لدى الإناث، ويكون مصحوباً بتأخر ذهني شديد، وفي فئة التوحد الشديد يوجد ذكران مقابل كل أنثى، وهكذا، ولو أخذنا بعين الاعتبار أن من أصيب بالتوحد المقترن بتأخر ذهني شديد من الذكور والإناث فإن نسبة الإصابة تنخفض بينهما إلى 1:2، وتختلف درجات التوحد (أو سمات التوحد) من شخص إلى آخر من توحد بسيط إلى متوسط إلى شديد، كما أن درجة الذكاء لدى الأطفال التوحديين تختلف من بسيط إلى متوسط إلى شديد، أما بالنسبة للعلاج فأفضل الطرق وأحسنها على الإطلاق هي التدريبات العملية التعليمية المنظمة والخطط التي تم تصميمها لها، وقد يمثل سلوك الأشخاص التوحديين تحدياً حقيقاً للذين يعملون معهم حيث إنها بالغة التأثير على الحياة اليومية، فإن تعديلها يمثل جزءاً أساسياً من عملية تعليم الأشخاص التوحديين. والسلوك هو كل ما يفعله الشخص بشكل ظاهر بما ذلك السلوك غير المرغوب (كالرمي والضرب) والسلوك المرغوب (مثل القراءة والمشي والكلام) وكلا النوعين من السلوك هي سلوكيات مكتسبة، وحيث إن سلوك الإنسان مكتسب بمعنى أنه يتم تعلمه من البيئة فيمكن بالتالي تعليم الأشخاص التوحديين سلوكيات مقبولة والتخلص أو التقليل من السلوكيات غير المقبولة. 
ويواصل حديثه قائلا يعتبر مركز الخدمات التربوية الخاصة للأطفال (تفاؤل) وهو مركز خيري غير ربحي ويقوم بتقديم خدمات تربوية لفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة لتعليمهم وتأهيلهم للاعتماد على أنفسهم ودمجهم في المجتمع، من أبرز المراكز التي تولي اهتماما كبيرا بمختلف الإعاقات العصبية أبرزها التوحد، وذلك من خلال التمييز في شمولية البرامج والخدمات التأهيلية لكل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وتطبيق مبدأ الدمج للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المرحلة المبكرة وذلك من خلال الدمج العكسي، وتقديم برامج تربوية إسلامية مبسطة تناسب قدرات الأطفال، واستقبال خبراء عرب وأجانب لتدريب الكوادر البحرينية داخل المركز وخارجه من خلال الدورات المختلفة بالإضافة إلى توفير مواد علمية متخصصة بالغة العربية تناسب المجتمع العربي وذلك بعد ترجمتها، ومن أبرز وأهم البرامج المستخدمة مع فئة التوحد برنامج تيتش (TEACCH) وهذا البرنامج بالتحديد موجود في 20 دولة على مستوى العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية، إنجلترا، فرنسا، الدنمارك، السويد، بلجيكا، أيسلندا، البرازيل، فنزويلا، الأرجنتين، تايوان، هونج، كونج، سنغافورة، صربيا، وهولندا، المملكة العربية السعودية، الكويت وهي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات التعليمية وبرامج التأهل المهني وتدريب الآباء وهي تعتمد على برنامج كامل من الخدمات التي تقدم للأشخاص الذين يعانون من التوحد والتي تعتمد على احتياجات الشخص وتنمية قدراته المتاحة.
التوحدي قادر على التفاعل 
ومن جانبها أكدت اختصاصية التخاطب بمركز تفاؤل غادة جابر على الاعتقاد السابق أن المعاق لا يعرف شيئا ولا يتعلم ولا يتطور ولا يذهب إلى أي مكان ولكن اكتشفنا انه يتعلم ويتطور، ولكن بشكل أبطأ من الأطفال العاديين ويمر في كل مراحل النمو الطبيعي ولكن بشكل أبطأ، وتعرفت على عدد كثير من الإعاقات والحالات الجديدة وهناك إعاقات تظهر منذ لحظة الولادة مثل متلازمة داون وهناك إعاقات تظهر أعراضها وتعرف بعد 36 شهرا مثل التوحد، ويوجد إعاقات تظهر عن طريق تحليل الكروموسومات مثل (فراجيل، أكس الهش)، وأيضاً صعوبات التعلم وكيف نميزه عند الأطفال. ومن خلال تعاملي مع هذه الفئة تعلمت الصبر والتفاؤل وعدم اليأس، وهناك أطفال تطوروا أكثر من المتوقع والفضل لله ثم التعاون بين المركز والبيت.
فالتوحديون يعانون ولكن بصمت، وعلى الرغم من ذلك فإنهم قادرون على التكيف مع المجتمع فيما لو تم تدريبهم بالشكل الصحيح والمناسب، فمع التدخل المبكر تنمو قدراتهم وتتحسن ويزداد دافعه للتعلم، لذلك وفي بادئ الأمر تكون هناك صعوبة، ولكن مع المحاولة تكون الأوضاع أفضل فالطريقة التي يعالج بها الأطفال ممن لديهم توحد مجزءة، فهم لا يستطيعون فهم معناها كما يفعل الأطفال الطبيعيون، وبالتالي يكون تقديرهم للأوضاع الخطيرة خطأ كعبور الشارع من دون تفكير أو تسلقهم لأماكن مرتفعة وخطرة أو قفزه في بركة سباحة من دون أن يدرك أنه سيغرق، وليس هذا وحسب، فهم وبطبيعة الحال يكونون غير قادرين على التواصل البصري، لذلك عند عمل برنامج لطفل لديه توحد ينبغي أن يكون التواصل البصري أول الأهداف التي نقوم بعملها له.
التفتوا إلى هذه الفئة 
رانيا منير مساعدة اختصاصي بمركز تفاؤل في بداية حديثها ناشدت أولياء الأمور بأن يلتفتوا إلى أطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ولا يغلقوا عليهم الأبواب بل يواجهوا العالم بهم، لأنهم بالفعل يملكون العديد من القدرات التي لا تختلف عن الطفل الطبيعي، فعندما نمعن النظر في الأطفال المصابين بإعاقة التوحد نجد أنهم قادرون على اللعب بعد تدريبهم بشكل جيد، وعلى الجميع أن يعي أن الاعاقة حالة وليس مرضا لأن المرض يمكن الشفاء منه ويستخدم له الأدوية، أما أطفالنا ذوو الاحتياجات الخاصة أثبتت الأبحاث العلمية والخبرة العملية أن التدريب هو أفضل ما يمكن أن يقدم لهؤلاء الأطفال، وبالتالي يكون أٌقرب إلى الطبيعي وخصوصاً أن هذه الحالة تستمر معهم طوال حياتهم، مما يجعل أسرهم تعيش في ضغوط نفسية واجتماعية صعبة إذا لم تقدم للطفل أي برامج من شأنها أن تسارع في الارتقاء بقدرات الأطفال. 
المهارات الحياتية 
ودور أمل دعيج مساعدة اختصاصي بمركز تفاؤل لا يختلف عن زملائها حيث تقوم بمساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتنفيذ البرامج المهيئة لهم والتي تساعدهم على التعلم والتطور ومواجهة الحياة، فهذه البرامج تشتمل على المهارات الحياتية والمهارات الإدراكية والمعرفية التي تؤهل الطفل لمواكبة الحياة.
وتؤكد دعيج إن التوحد من الاضطرابات السلوكية ذات التأثير السلبي على نمو الطفل ومدى قابليته للتعليم أو التفاعل الاجتماعي أو التدريب أو الإعداد المهني أو تحقيق أي قدر من القدرة على العمل أو تحقيق درجة ولو بسيطة من الاستقلال الاجتماعي والاقتصادي أو القدرة على حماية الذات إلا بدرجة محدودة وبنسبة محدودة من الأطفال، وهنا نجد في هذا المجال العديد من الصعوبات التي تواجه الأهل والاختصاصيين على حد سواء، ومن أهم هذه الصعوبات الصعوبة التي تتعلق بالتشخيص أو التعديل السلوكي أو إعداد البرامج التعليمية على نظريات وأسس علمية، وعدم وجود تعريف محدد ودقيق أو حتى اتفاق عام على العوامل المسببة لهذا النوع من الإعاقة هل هي وراثة جنينية أو بيئية اجتماعية أو بيوكيميائية أو هي نتيجة العاملين؟! 
تجارب أولياء الأمور 
بعد التعرف على آراء المتخصصين في هذا المجال ننتقل بدفة الحديث إلى عدد من أولياء الأمور للتعرف على رأيهم في الخدمات التي تقدم للمعاقين في المملكة 
صدمة الاكتشاف 
أكد فاضل حسن أن الجهات المختصة بمتابعة ذوي الاحتياجات الخاصة من مرضى التوحد آخذة في الازدياد، فهناك العديد من المراكز المتخصصة في تعليمهم وتدريبهم، ويقول عندما اكتشفنا إصابة طفلنا بهذا النوع من الإعاقة صدمنا حقا، وخصوصا أننا على غير دراية في الأسلوب الأمثل للتعامل معه ومن هنا بدأت رحلة البحث بكل السبل التي من شأنها أن تسهم في تقويم حالته حتى يكون قادرا على التعايش مع كل من حوله، فسمعنا عن مركز تفاؤل الذي استقبلنا بكل حب وود وخلال فترة دراسة ابننا تطور كثيرا وبدأ التحسن يظهر عليه وبشكل واضح، فبدأ بالتعامل مع الأطفال من حوله وتكيف معهم، لذلك فنحن نأمل أن يتحسن مع مرور الوقت وخصوصا أن إعاقته ليست شديدة. 
أما شريف عبدالله ولي أمر الطفلة أمل فيقول كانت ابنته تعاني من صعوبات في النطق فلا تجيد التعبير عن نفسها أو التعامل مع الآخرين وهذا الأمر جعلنا نواجه صعوبة حقيقة في التواصل معها، فقد كانت منعزلة وترفض التعامل معنا، ما دفعنا إلى البحث عن جميع الطرق التي تمكننا من حل هذه المشكلة وبالتدريب والتعليم أصبحنا أكثر قربا منها، وهي الآن قادرة على التحدث بشكل بسيط والتعبير عن رغباتها وخصوصا أن الحصيلة اللغوية باتت لديها أفضل بكثير من السابق. 
التقدم الطبي
ولية أمر الطفل عيسى ترى أن التقدم الطبي في البحرين وقدرتهم على اكتشاف إصابة الطفل بالإعاقة وتحديد نوعها قد تطور بشكل لافت، ولكن بالمقابل لازلنا نعاني من قلة التوجيه، وخصوصا أن المراكز الحكومية تكاد تكون محدودة، وهذا ما يضع أولياء الأمور في مأزق كبير لأنهم يرغبون في منح هذا الطفل الاهتمام الكافي حتى يكون قادرا على التفاعل والتواصل مع مجتمعه بأفضل صورة، فعامل التعايش مهم جدا مع هذه الحالات وعلى المجتمع أن يتقبلها ويتعلم كيف يتعامل معها. 
وتضيف قائلة عندما عرفت أن طفلي مصاب بالتوحد وستكون حياته مختلفة عن بقية الأطفال شعرت بغصة، فقد كنت أجهل الأسلوب الأمثل في التعامل معه وخصوصا ان العيادة التي قمت بزيارتها لم توجهني التوجيه السليم في الطريقة الصحيحة للتعامل مع مثل هذا النوع من الإعاقة، ولكن بعد ذلك سمعت بالصدفة عن مركز تفاؤل، فبدأت بالتعامل معهم، ومن هنا بدأت أشعر بالراحة والطمأنينة، فقد بدأت رحلة العلاج التعليم والتدريب بشكل تدريجي حتى بدأ يقرأ ويتعلم ويكتب، وكلي أمل في أن يتم قبوله في صفوف الدمج بوزارة التربية والتعليم والعمل على إضافة المزيد من الصفوف خلال الفترة المسائية حتى يتعلم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة التعليم الصحيح حتى تكون حياتهم أفضل. 
بقلم دكتور / هاني خليفة للتواصل بالكويت 60735474