الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الاثنين، 31 ديسمبر 2012

صرخة هاني خليفة ..أخطاء التربية و أثرها في حياة الأبناء

                                                   
                                           

وهنالك أخطاء قد يقع فيها الوالدان، سنذكر في هذا المقال أخطرها وأشدها شيوعًا. ومن ذلك:

1ـ التربية على الأنانية والسيطرة:

ذلك 'أن تربيتنا في المنزل وفي المدرسة، هي تربية تؤدي إلى الأثرة وحب الذات، وإلى جعل الغرض من الحياة منزلاً فخمًا وأثاثًا وريشًا.
فالأم تضع هذه المعاني في ذهن الطفل، ولا تحسن أبدًا أن تقول له: يا بني! إني لأرجو الله أن تقر عيني بجهادك في سبيل الله، ونضالك في سبيل الحق، واستشهادك في سبيل إعلاء كلمة الله.
إن هذه الكلمات قد أصبحت مرعبة، فتستعيذ الأم من أن تسمع ابنًا لها ينطق بمثلها...
والمدرسة كذلك تنمي الفردية، وتشعر كل فرد بأنه يستطيع أن يعيش وحده، ويمضي في أموره وحده .. فنشأ عن ذلك عدم ثقة الأفراد ببعضهم، وأصبحت الروح التي تسود المجتمعات الإسلامية هي روح النقد الممزوج بالسخرية وعدم الثقة والشدة في التجريح'.

2ـ التأرجح بين الشدة واللين:

كثيرًا ما نجد التردد والتأرجح في معاملة الوالدين للأبناء؛ فقد يُعطي المراهقون حرية ولا حدود لها، أو يعاملون بقسوة وشدة لا رحمة فيها.
وشواهد الحياة الأسرية على هذا الأسلوب كثيرة.

ـ فهل نسمح مثلاً للمراهق أن يسهر خارج المنزل ويتأخر في عودته بحجة أنه حريص على مستقبله وسمعته؟
ـ وهل يسمع للفتاة في وضع الزينة والمكياج، ولو أمام النساء من غير مناسبة؟ وخارج المنزل؟
ـ قد لا يتقبل المراهقون كل ما يقوله الآباء لهم، ويحسون بعدم الأمان والتقبل لما يقولون.

ـ فما موقف الآباء والأمهات عند ذلك؟

هنا لا يجوز التساهل؛ لأن الضابط الشرعي هو الحكم في هذه القضايا، ولا مانع من استخدام الأسلوب الهادئ لتحقيق المطلوب.
ينبغي أن نعلم أبناءنا ضرورة الانصياع إلى حكم الشرع الحنيف منذ الصغر، ولا خيار للجميع في خلافه؛ فللحرية حدود لا بد من الوقوف عندها، ولا بد من الاستئذان قبل خروج الابن أو الابنة، ولا بد من التعود على أسلوب المشورة وتقبل النصيحة المخلصة.

لا بد من الاعتدال؛ فلا يفرط الوالدان في التسامح والتساهل، ولا يفرطان في السيطرة واستخدام العقوبات كيلا يؤدي ذلك إلى النفور والهرب من المنزل؛ فلتعط الحربة ضمن الضوابط المستمدة من تعاليم الإسلام.
أما التربية اللينة: فسوف تؤدي إلى التسيب، ولن تربي أجيالاً سوية، ولن تؤدي إلا إلى الانحراف والإحباط لدى المراهقين والمراهقات.

وقد يظن بعض الآباء أن التستر على الخطأ وسيلة مجدية في معاملة الأبناء، وهذا خطأ شنيع؛ لأن الأبناء لا يحبون الأب الضعيف ولا يقدرون الأم التي لا تعينهم على كبح نزواتهم.
فالثقة المتبادلة والحوار الدائم بين الشباب والأسرة، هما الطريق الوحيد لاستعادة العلاقات الأسرية الدافئة.
وعلماء الاجتماع يقولون: الثقة المتبادلة بين الشباب والآباء كانت موجودة من قبل؛ لأنه كان يوجد اقتناع بدور الآباء، وكانوا متفهمين للمصارحة بينهم وبين آبائهم .. أما في الوقت الحالي فقد تغلبت الماديات على التفكير، وأصبحت لغة الآباء هي لغة الأرقام، فكانت النتائج مؤسفة الآن.

والشدة في التربية:

 لا تأتي غالبًا بخير؛ لأنها ستربي أجيالاً مذعورة مهزوزة، متناقضة في تصرفاتها، تنصاع أمام المربي الشديد، وتنقلب إلى مَرَدة إذا رفع عنها الكابوس ... وطالما عرفنا كثيرًا من الأبناء يعانون من هذه الأساليب ـ يضربون لأتفه الأسباب وبأسلوب عصبي حتى تحولت البيوت إلى ثكنة عسكرية صغيرة؛ فالرعب مطبق يرتجف له قلب الفتاة لمجرد ذكر اسم الوالد، ويهرب الولد إن خوف بوالده، فلا يستطيع أن يصارح أباه خوفًا وهلعًا، ولا يبوح لأمه بمكنون نفسه؛ لأنه لا يجد لديها إلا التسفيه والكلمات الجارحة، ولا تستطيع الفتاة أن تشاور أمها، خوفًا من لسان سليط وقلب سقيم، فتنكفّ المسكينة تنتظر الفرج.

فعلى الوالدين أن يتقيا الله في تربية الأبناء، وخير الأمور أوسطها فلا قسوة مرعبة، ولا لين ضعيف، وإنما هي أمانة، فلتؤد بحقها، وعلى الوالدين أن ينميا ثقافتهما ليواكبا العصر ويطلعا على مشكله، فيحصلا على احترام الأبناء وثقتهم.

كما أن الأبناء الذين يعيشون في جو مشبع بالتفاهم والتشاور هم أقرب الناس إلى الشعور بالثقة بالنفس والاستقلال، وتمتعهم بصحة نفسية جيدة تساعدهم على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين.
فالنمط المتسلط، الذي يفرض الطاعة العمياء سوف يضعف نشأة الأبناء، فتقل قدراتهم الإبداعية في كثير من المجالات، بل وكثيراً ما يهرع هؤلاء إلى الهروب من المنزل، أو خارج البلد والعيش مع رفقاء السوء.
أما النمط المنضبط: فيمتاز سلوك آباء هذا النمط بالتقبل والتفهم والمنطق مع إعطاء مساحة مقبولة من الحرية والاستقلال للأبناء، فينشأ هؤلاء الأبناء نشأة الأسوياء.

3ـ ضعف متابعة الأبناء:

إن ضعف متابعة الأبوين، سيقود إلى ضعف الأثر التربوي لهما، ومن ثم وقوع هؤلاء المراهقين بين أيدي العابثين من الأقران، أو دعاة السوء.
والمتابعة لا تعني سيطرة مستمرة للأبوين، وإنما هي متابعة ودودة،مباشرة أو غير مباشرة.
نتابع أخبار الابن [أو البنت] في المدرسة وفي خرجاتهم وفسحهم، وفي المنزل له ولأصحابه: نعقد صلات طيبة مع أسر ملتزمة بدينها من أجل معايشته مع أبنائها.
وخلال ذلك كله نقوم وننصح، ونناقش الكبار منهم، ونعلم الصغار، ونضرب لهم الأمثال من واقع النماذج الرائدة من تاريخ أمتنا المجيد.

4ـ سوء استخدام وسائل اللهو والترفيه:

وفي مقدمتها التلفاز والفيديو، فلا نسمح بمشاهدة محرم، ولا سماع مكروه منهي عنه.
ونوجه الأطفال والمراهقين نحو اقتناء وقراءة الكتب النافعة والقصص المفيدة، والمداومة على حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد، والقيام بالرحلات الأسرية المناسبة.
هذا وإن قضية تفكك العائلة كثيرًا ما يؤدي إلى مختلف العقد النفسية، والاضطرابات العقلية.

فقد أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها، أن هنالك [380] مليون مريض بالاكتئاب على مستوى العالم، وذلك بسبب التفكك الأسري، وفقدان الحنان الأبوي، وإهمال الشباب في مرحلة التكوين النفسي، مما يسبب الإحباط الشديد والقلق والتوتر النفسي، وفي الاكتئاب تكون حالات الحزن شديدة وبدون سبب أو مسوغ، وأفضل وسيلة لتجنب الإصابة هي التعاطف مع الطفل طوال فترة تربيته، وعدم إساءة معاملته، أو ضربه بعنف، مما يجعله فريسة سهلة للمرض.

وفي مصر الآن ستة ملايين مريض بالاكتئاب بسبب ضغوط الحياة وانفعالاتها النفسية، وأكثر ضحاياها من الشباب والنساء، والأخطر من هذا كله أن المرضى لا يرغبون في العلاج، ولا يعترفون بمرضهم أصلاً.
هذه القضية كشف عنها 'المؤتمر الدولي للطب النفسي وخدمات الصحة النفسية في القرن المقبل' الذي أقيم في القاهرة.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية ـ حتى الغربية منها ـ أن الإيمان بالله ـ تعالى ـ يأتي في مقدمة أسباب الشفاء، ويساعد الجسم في إفراز مركبات لها مفعول الدواء.
                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق