الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الثلاثاء، 8 مايو 2012

صرخة هاني خليفة .... الاطفال والجنس


كلنا نتذكر هذه النكتة ونضحك منها ايضاً، وهى تلخص موقفنا من المعرفة الجنسية عند الطفل، وايضاً دهشتنا من حصيلة هذه المعرفة عنده، فالطفل يعنى عندنا براءة، والجنس يعنى عندنا نجاسة وبالطبع لا يمكن من وجهة نظرنا أن تجتمع البراءة مع النجاسة والطهر مع الإثم، ولا يمكن أيضاً أن نتخيل أن عالم هذا الطفل النقى قد خدشته أظافر الجنس الشرسة!.
لكن العلم والحقيقة والواقع تأبى إلا أن نخيب ظنوننا وترفض أن ننعم بالراحة والسكينة والإطمئنان ونحن نرى اطفالنا يمارسون اللهو، ويعيشون البراءة فيطلقون إنذاراً معناه: خلف هذا اللهو يختفى غرض ما وتحت هذه البراءة يعشش المجهول الذى نخاف منه.
البداية مع جهاز الموجات فوق الصوتية والذى كشف لنا عن أنه يوجد إنتصاب لدى الجنين الذكر حتى قبل ولادته بشهور وهو داخل رحم الأم، وأيضاً نلاحظ كثيراً فى غرف الولادة إنتصاباً يتم فى الدقائق الأولى بعد الولادة مباشرة، وبالمثل أكدت الأبحاث على أنه يحدث لدى المولودة الأنثى بلل فى المهبل وإنتصاب للبظر فى الأربع والعشرين ساعة الأولى من حياتها...
تستمر هذه الأحاسيس فى الظهور لدى الطفل سواء الذكر أو الأنثى خلال الشهور الأولى بعد الولادة فنلاحظ كثيراً حدوث إنتصاب مع هدهدة الأم للطفل أو إحتضانها له أو أثناء إستحمامه.....الخ .. هذا الإنتصاب يسبب قلقاً شديداً وإنزعاجاً خطيراً للأب والأم من الممكن أن يزولا تماماً حين erotic وليس رد فعل لشهوة pleasure نفسر كل هذا على أنه رد فعل لمتعة.
فهذا الطفل الرضيع يستمتع كما يستمتع بثدى أمه أثناء الرضاعة، يحدث له الإشباع هناك كما يحدث له هنا، إنها خبرة ممتعة ليس عليها أى غبار ولكننا للأسف حين نتعامل معها بهذا القلق والإنزعاج فإنما نحن فى الحقيقة نتعامل مع عقدنا نحن!.
وكما يلاحظ الآباء والأمهات وتأخذهم الحيرة من طفلهم الذى لم يبلغ عامه الأول بعد، ويظل بالرغم من ذلك يلمس ويحك أعضاءه التناسلية بشكل ملفت للنظر، يلاحظه أيضاً العلماء ولكن بدون حيرة المفزوع، إنما بدهشة الفضولى ورغبته وتحرقه شوقاً إلى أن يعرف.
عندما أثبت كينزى فى دراسته أن ذلك اللمس والإحتكاك من الممكن أن يؤدى إلى الأورجازم فى تلك السن، طرح هذا السؤال الهام نفسه على بساط البحث، هل ذلك اللمس هو نوع من الإكتشاف الذى يمارسه الطفل على جسده حتى يتعرف عليه، بمعنى أن القضيب هنا مثله مثل الركبة أو الرقبة أو اليد؟؟، أم أنه يحمل بداخله عنصراً جنسياً مستتراً وإحساساً ممتعاً خاصاً بهذا الجزء يجعله يعيد التجربة ويكررها دوماً؟؟؟؟.
بالطبع لايستطيع الأطفال أن يمنحونا الإجابة الشافية عن هذه الأسئلة لأنهم يمارسون فقط ولايهمهم لماذا، وكيف تتم هذه الممارسات فهم لا يبالون بالتبرير ولا يلقون بالاً للمنطق الذى يبدو أنه هم الكبار فقط وخاصة عديمى الممارسة.........

أرجوك لاتندهش فالأطفال أيضاً يحسون بالمتعة الجنسية!

لا تندهش من هذا العنوان فعلماء كثيرون مثل كابلان وباكوين وغيرهما يؤكدون على الحقيقة الثانية وهى وجود عنصر جنسى فى الممارسات التى ذكرناها سابقاً، بدليل المتعة التى تحدث عندما تثار أعضاء الطفل التناسلية والضيق الذى يعتريه حين نتدخل نحن لقطع هذه الإثارة.
حين يصل الطفل إلى سن الثانية وحتى الخامسة تشتد به الرغبة ويجمح به الفضول لمعرفة جسده وأيضاً جسد الطفل الآخر سواء من نفس الجنس أو من الجنس الآخر، وهنا نسمع "تيجى نلعب عريس وعروسة"... أو نلعب لعبة "الدكتور"..الخ، وهى ألعاب تسمح بالإكتشاف وتتيح الفرصة للمس والتعرى والإحتكاك، وهنا أيضاً وعند هذه السن تبدأ أولى أعراض الإضطراب الجنسى عند الطفل، فهو مطالب دائماً بالحفاظ على جسمه، هذا الشئ الثمين جداً، وفى نفس الوقت ممنوع الإقتراب من هذا الجزء بالذات، ويبدأ التدخل القاسى والتوبيخ العنيف حين ترفع طفلة فستانها مثلاً أو يخلع الطفل بنطلونه...."كده عيب مايصحش".. "إوعى تمسك الحتة دى"، أو على أقل تقدير ندفع يده أو يدها بعنف حين تقترب من هذه المنطقة المحرمة والملغومة. تكتمل تفاصيل هذه اللوحة القبيحة وتكتمل كل عبارات الرسالة داخل الحمام حين ترتبط الأعضاء التناسلية بالقذارة التى لا بد من تنظيفها.
لا تأتى مفردات هذه الرسالة السلبية فقط من الطفل، ولكنها تأتى أيضاً من الوالدين الذين ينسجان حول الجسد سياجاً من السرية والتكتم والرهبة، مما ينقل للطفل إحساساً بأن هذا الذى يسمونه الجسد جريمة لا بد من سترها، أو مأساة لن تغسلها دموع المحيط، فعندما ينسى الأب الفوطة فى غرفة النوم ويخرج سريعاً ليحضرها فيلاحظه الإبن الذى كان يلعب حينها أمام الحمام، فيصرخ الأب وينهره "إبعد من هنا...إنت مش شايفنى قالع"..، ومن حدة الصراخ يختفى الإبن من أمام عينى الأب الناريتين، ولكن دهشته تظل ولا تختفى، وحيرته تدوم لا تقتلها صرخات الأب وتهديداته، ويظل مقتنعاً بأنه غير متطفل ولكنه فقط مندهش!!.
على العكس من هذا التصرف الهستيرى التقليدى أتذكر تصرفاً حضارياً جميلاً ورشيقاً من سيدة تخطت الثلاثين حين كانت فى سوبر ماركت ولاحظت أن طفلتها بدأت فى رفع فستانها راغبة فى خلع ملابسها الداخلية، على الفور إلتقطت هذه السيدة علبة خفيفة من فوق أحد هذه الرفوف وناولتها للطفلة طالبة منها أن تحملها وتحرص عليها، هنا حولت السيدة إنتباه الطفلة بكل ذكاء وعفوية وأنقذت نفسها من موقف إجتماعى سخيف وفى نفس الوقت لم تصدمها أو تسبب لها إضطراباً أو عقدة.
أنا متأكد أن مثل هذه السيدة لم ترد على طفلتها بأنها وجدتها عند الجامع حين سألتها هذه الطفلة عن كيفية حضورها إلى هذه الدنيا!!، وهنا تبرز مشكلة كيف تتحدث إلى طفلك عن الجنس؟، وهى من المشاكل المؤرقة لأى أب أوأم حين يفاجأ بأسئلة تحاصره وهو غير مستعد لها، أو غير مقتنع بأهمية الرد عليها، وسنؤجل حل هذه المشكلة إلى حين مناقشتها بعد قليل لمعرفة نصائح ماسترز وجونسون فى هذا المجال.
فى سن الخامسة أو فى الحضانة يبدأ تقنين مسألة الجنس ووضع القيود والحواجز والموانع على الألعاب التى بها شبهة الجنس، ويبدأ ايضاً صك تعبير جديد وهو تعبير الحياء بديلاً عن الحياة و "إختشى" المشتق من الخشية والخوف.
إن لم يحصل الطفل حتى هذا السن على تربية جنسية صحيحة يبدأ فى إستقصاء المعلومات والحصول عليها من خلال الكلمات الخارجة ونكات القباحة التى عادة ما يتعود أن يضحك عليها دون أن يفهم معناها جيداً، ويفرق حينها بين النكتة القذرة والنكتة النظيفة، والقذرة بالطبع هى النكتة الجنسية، وتستمر رحلة الربط الأزلية بين الثلاثى الكئيب وليس "المرح" الجنس والجسد والقذارة !!.

الأطفال والجنس

كما تصل إلى الطفل رسائل عن الجسد من خلال الوالدين تصله أيضاً رسائل أخرى عن الجنس منهما، فمثلاً عندما تتشاجر الأم مع الأب وتصرخ "إوعى تلمسنى أو تقرب منى".. هذه رسالة لها معنى وترجمة فى وعى الطفل، وحين يقبل الأب الأم بعد عودته من العمل وهما سعيدان يغمرهما الدفء.. هذه رسالة تنقل تلك السعادة وذلك الدفء إلى وعى الطفل أيضاً.
فى سن المدرسة يبدأ التمييز والإحساس بالخصوصية، هذا ولد وهذه بنت، ويزيد كم الإدانة للعرى ويتضخم ورم الحياء، وتؤرق؟ الطفل فى هذا السن أسئلة هامة مثل كم أنا مختلف عن الآخرين من أقرانى من نفس الجنس؟، وأيضاً كم أنا مختلف عن الجنس الآخر؟!!. تلح على الطفل الرغبة فى المعرفة الممنوعة أو المسكوت عنها، ويبرز هذا أيضاً فى الألعاب التى تفوح منها رائحة الجنس، وهذه الألعاب على المستوى النفسى غير ضارة على الإطلاق، ولكن يحدث الضرر حين يتدخل الوالدن بعنف حين يكتشفان هذه اللعبة ويفسرانها على أنها جريمة مكتملة الأركان، هنا تحدث المشكلة فاللعب هو اللعب بالنسبة للطفل ولكنه بالنسبة للأم والأب جنس بكل ما تحمله كلمة جنس من معان وإيحاءات، وعندما يتم تعنيفه وتوبيخه بقسوة فسيحمل هذا التعنيف والتوبيخ على كاهله حتى مرحلة النضج وسيظل يمارس الجنس بهذا المفهوم، يمارسه على أنه قذارة من الواجب التخلص منها، يمارسه على أنه عبء لابد أن يلقيه سريعاً عند أقرب فتحة بالوعة!!، يمارسه على أنه روتين لابد أن يؤدى حتى يحصل على الدرجة أو الترقية!!.
المأساة أن رد الفعل من الوالدين تجاه إكتشاف مثل هذه الألعاب يفرق بين الطفل الذكر والأنثى ففى حين تمنع الطفلة نهائياً من هذه الألعاب يفرق بين الطفل الذكر والأنثى، ففى حين تمنع الطفلة نهائياً من هذه الألعاب ويعتبرونها نذير شؤم وخراب مستعجل، يتم "التطنيش" والتغطية والتعامى والتجاهل لممارسات الولد، بل فى بعض الأحيان تنتفخ أوداج الأب بفرح وفخر مستتر تجاه هذا الولد الذى أظهر فحولة مبكرة ورجولة قبل الأوان!!.
كل ما ذكرناه من قبل يؤيد اقوال العلماء الذين عارضوا فرويد فى قوله بأن هذا السن - سن طفل المدرسة - هى السن التى تتحول فيها دفة الإهتمامات الجنسية إلى سلوكيات وإهتمامات غير جنسية، وكان زعيم هذا الإتجاه الرافض لأقوال فرويد هو الباحث كينزى والذى أكد على أن التجارب الجنسية لا تتوقف ولا حتى تبطئ معدلاتها خلال هذه الفترة، وقد تأكد هذا بالبحث الذى أجراه جولدمان 1982 على 800 طفل فى هذه الفترة السنية من أستراليا وأمريكا الشمالية وبريطانيا والسويد، وأثبت فيه خطأ مقولة فرويد والتى حملت من التبرير أكثر مما حملت من التقرير.
أما أخطر أنواع الجنس عند الأطفال فهو الجنس بين الأخوة والذى يعده البعض من زنا المحارم، وهذا النوع موجود مهما أنكرناه أو تنصلنا منه، وبنظرة سريعة على هذه الإحصائية يتأكد صدق ما نحاول إنكاره والتعامى عنه، والإحصائية أجراها العالمان جرينولد وليتنبرج 1989 وفيها وجدا أن 17% من العينة التى أجريا عليها البحث وهى 526 طالباً جامعياً قد واجها هذه الخبرة الجنسية مع أخواتهم وكانت أكثر سن مروا فيها بهذه التجربة هى سن الثامنة، وعادة إذا تم فى هذه الخبرة ما بين الأخ والأخت تلامس جنسى، فإنها تترك إضطراباً جنسياً فيما بعد، ولذلك ينصح علماء الصحة الجنسية بألا يستحم الأخ والأخت معاً إذا كان فرق السن بينهما سنتين فأكثر، وكذلك لابد أن تتوافر لكليهما غرفة نوم منفصلة بعد سن السابعة تقريباً، وبالطبع لن نفيض فى هذا الحديث عن تطبيقاته فى بلادنا المزدحمة، لأن إزدحام البيوت الشعبية قد أفرز أمراضاً إجتماعية وإنحرافات جنسية أخطرها زنا المحارم، والذى هو ليس فى صلب موضوعنا وأيضاً لا نستطيع أو أنا شخصياً لا أوافق على إطلاقه على تلك الممارسات الطفولية.

صرخة هاني خليفة ...التربية الجنسانيّة للطلاب ذوي التحدّيات الخاصّة


"يجب وضع الجنسانيّة في سياق يتجاوز الجنس التناسلي نحو الاندماج المجتمعي للدور الجندري، النضوج الجسدي وصورة الجسد، العلاقات الاجتماعية، والطموحات المستقبلية. أسوةً بجميع المراهقين، إنّ ذوي التحدّيات الخاصة منهم قد يعبّرون عن رغبات وآمال في الزواج، إنجاب الأطفال، وفي إنشاء حياة جنسية ناضجة طبيعيّة. في حقيقة الأمر، إنّ المراهقين من ذوي الإعاقات الجسدية متمرّسون جنسيًا مثلهم مثل أترابهم ممّن لا إعاقات لديهم" 
                                                                                    
ماذا يعني توفير التربية الجنسية لأطفال ومراهقين ذوي تحدّيات خاصة؟
انطلاقًا من مسؤولية تحضير الأطفال لما تحمله فترة البلوغ من إمكانيات، يواجه الأهالي والمربون العديد من التحدّيات. فتوفير تربية جنسية لأطفال، مراهقين، وبالغين شباب ذوي تحديات خاصة، هو مسألة بالغة الأهمية، لكنها عادةً ما تكون مهمّة صعبة.
هناك الكثير من المعيقات أمام الأشخاص ذوي التحديات الخاصة لممارسة جنسانيّة سليمة. في العادة، تؤدّي الرغبة في الحفاظ على سلامة أطفالنا، بشكل غير مقصود، إلى إبقائهم وسط مخاطر ظلمة المعرفة. فبالنسبة إلى الشباب ذوي التحديات الخاصة، هناك توتّر عينيّ بين الجنسانية السليمة وبين السلامة الشخصية. فهم معرّضون للأساطير والمعتقدات الاجتماعية البالية؛ تتمّ تربيتهم على الخضوع للسلطة ويتعرّضون لتهديد أكبر من حيث الاستغلال الجنسيّ.
من جهة أخرى، تنطوي التربية الجنسانية للأطفال ذوي التحدّيات الخاصة العقلية، على فوائد ملموسة وهامة. وهي تشمل تطوير المهارات الاجتماعية، الحزم والاستقلالية؛ التغيّر الإيجابي في السلوك، مثل تبنّي تعبير أكثر قبولاً عن الجنسانية؛ وهذا إضافة إلى تقليص مخاطر الاستغلال الجنسي والحمل غير المرغوب والأمراض المنقولة جنسيًّا. إنّ تحضير الشبيبة لمسؤوليات وفرص البلوغ يساعد في تحسين حياتهم في العمل وفي العلاقات الاجتماعية، بأساليب تعبّر عن رغبة الشخص داخل المجتمع. في الوقت نفسه، فإنّ هدف العائلات والمربّين هو الحفاظ على سلامة الفتية عند التحاور حول مسار التربية الجنسانية.

للأسف، إنّ الأشخاص ذوي التحدّيات الخاصة الجسدية لا يتلقّون، عادةً، قدرًا كافيًا من المعرفة عن الجنسانية. ورغم أنّ الجنسانية هي خاصية إنسانية كونية، فإنّ التعبير الجنسيّ في حالة الأشخاص ذوي التحدّيات الخاصة من الممكن أن يثير ردود فعل سلبية حادة. فـ"القوانين" التي تحكم الأفراد من ذوي التحدّيات الخاصة عادةً ما تكون هي نفسها تلك التي تسري على سائر المجتمع.
اعتماد توجّه ايجابيّ وفعّال يُمكّن الأهالي، المُناصرين، الوكلاء الاجتماعيين وجميع المعنيين أو العاملين مع فتية ذوي تحدّيات خاصة عقلية، ذهنية وجسدية، من توفير تربية هامة حول الجنس والعلاقات والتعابير الجنسيّة اللائقة.
يملك كلّ طفلٍ حقّ فهم تطوّره/ها بطريقة صحيحة وإيجابيّة. 
(MarshMedia)

اعتبارات ثقافية
ما هي المصاعب التي يتوجّب على الأهالي والمربّين التغلّب عليها حين يدرّسون الفتية ذوي التحدّيات الخاصة حول الجنسانيّة؟
1) الخوف والتفادي، الإنكار والتشكّك
لأسبابٍ متنوّعة، عادةً ما يجد الأهالي والمربّون في التربية الجنسانية مهمّة مثيرة للخوف.
على الرّغم من أنّ موضوع الجنسانية متنوّع ومركّب، يتمّ في حقل التربية التركيز على هذا الموضوع الواسع في جانبه المتعلّق بالعلاقات الجنسيّة. وهذا الأمر يثير قلقًا مفهومًا لدى البالغين المسئولين عن الفتية.
على الصعيد الشخصي، إنّ مناقشة موضوع الجنس والجنسانية مع أيّ طفل، يجعل الأهالي والمربّين يشعرون بعدم الراحة، وفي حالة الفتية ذوي التحدّيات الخاصة، فإنّ القلق والخشية يتعاظمان أكثر. القضايا الثقافية، الأخلاقية، الدينية والمعنوية تؤثّر على الجنسانية، وهكذا فإنّ التربية الجنسية التي يُنصح بها هي مسألة تثير خلافات معروفة. أن الأهالي، المجتمع، القيادة، المربّون والمراهقون قد يجدون أنفسهم في خلاف على المعلومات والمواقف التي يعتبرونها لائقة.
يتفادى عددٌ من الأهالي والمؤسّسات التربية الجنسية اعتقادًا منهم بأنّ الطفل أو المراهق الذي لا يعرف عن الجنس لا تكون لديه رغبة في التعبير عن جنسانيّته/ها. يواجه العديد من مقدّمي الرعاية عرض مفاهيم صعبة بطرق يمكن للفتية من ذوي التحديات الخاصة أن يفهموها، وبعد محاولات فاشلة، لربّما سيتنازلون عن ذلك تمامًا. عمومًا، تُعتبر الجنسانيّة لدى الأشخاص ذوي التحدّيات الخاصة الجسدية بمثابة مشكلة أكثر من كونها جزءًا راسخًا من الحياة الإنسانية.
من خلال البدء مبكّرًا بالتربية الجنسية، وعبر التدريب والتكرار والموقف المتّسم بالإيجابية، يمكن للأهالي التغلّب على شيء من الارتباك الذي يرافق الموضوع. على سبيل المثال، لن يكون متأخّر أبدًا تعلم أسماء أعضاء الجسد.
يجدر النظر إلى التربية الجنسانيّة على أنّها سيرورة متواصلة وليس محاضرة لمرّة واحدة. يمكن لمقدّمي الرعاية أنْ يعزّزوا أنفسهم بقاعدة معرفةٍ راسخة، تعلّم نقل المعلومات مع مرور الوقت، ومواصلة السّعي لحيازة دعم مهنيّ. كل هذه الأمور ستساعد في تخفيف العديد من أشكال القلق التي تساهم في حجب التربية الجنسيّة عن الأشخاص ذوي التحدّيات الخاصة.

2) أساطير وآراء نمطيّة
على مستوى المجتمع، لا تزال هنالك أساطير وآراء نمطية طاغية قائمة بخصوص جنسانيّة الأشخاص ذوي التحدّيات الخاصة. من بين هذه المفاهيم الخاطئة الشائعة هناك معتقدات بأنّ الأشخاص ذوي التحديات الخاصة الجسدية هم أشخاص لاجنسانيون – نوع من الطفولة المستديمة – أو، بعكس ذلك، إنّهم ذوو نزوات جنسيّة.
إنّ الاستناد إلى مثل هذه الأساطير والمفاهيم الخاطئة إشكاليّ. فلو تمّ النظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية على أنّهم نزوانيّون جنسيًا، مثلاً، فسيكون كلّ سلوك عدوانيّ غير قابلٍ للسيطرة، عمليًا. من جهة أخرى، لو تمّ تصوير الفرد على أنّه أشبه بطفل أو لاجنسانيّ، فإنّ السلوك العدوانيّ ينتفي أو يتقلّص إلى الحدّ الأدنى. كلا الاستنتاجين يُلغي نتائج ومخاطر مترتّبة على أفعال الفرد، وبشكل يقصي ذلك الفرد عن فرصة تعلّم سلوك جنسيّ أكثر لياقةً.
في الحقيقة، الجنسانيّة هي جزءٌ لا يتجزّأ من حياة كلّ فردٍ منذ فترة الرضاعة ودون علاقة بالقدرات العقلية التي ربّما سيكتسبها. فالنموّ نحو البلوغ يضمّ النضوج الجسديّ وطيفًا من الاحتياجات الجنسيّة والاجتماعيّة، إضافة إلى المشاعر. مما يجدر ذكره أيضا، أنّ البالغين من ذوي الإعاقات الجسدية يختلفون عن الأطفال العاديين في المظهر، في التجارب المختلفة في حياتهم وفرص الحياة المُتاحة لهم.
هناك أهمّية كبيرة في أن يحرص العاملون مع أفراد ذوي تحدّيات خاصة، أو مَن يعيشون معهم، في عدم ترسيخ فرضيّات خاطئة. فمن خلال تفادي المعلومات الخاطئة والمواقف الصارمة من جنسانيّة الأفراد ذوي الإعاقات الجسدية، ومن خلال الاعتراف بالجنسانية كسيرورة متعدّدة الأبعاد تمتدّ على مراحل العمر، يمكن للسلامة الجنسانية أن تتعزّز كثيرًا.
3) سياسة التربية
إنّ الإعاقة والتحديات الخاصة هي جزءٌ طبيعيٌّ من التجربة البشرية، وهي لا تلغي في أيّ حالٍ من الأحوال حقّ الأفراد في الانخراط أو المساهمة في المجتمع. فتطوير حصيلة تعليميّة لأطفال ذوي تحديات خاصة هو جزء من سياستنا الوطنية لضمان المساواة في الفرص، المشاركة الكاملة، الحياة المستقلّة والاكتفاء الاقتصادي الذاتي للأفراد من ذوي التحدّيات الخاصة.
إن فرص التعليم والتدريب لأشخاص ذوي تحديات خاصة قد اتّسعت بشكل ملحوظ خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ترافقها تفويضات حكومية تدعم مناليّة شاملة للتعليم، حيث إنّ المزيد من الطلاب يخرجون من المدارس الخاصة ويتوجّهون إلى الصفوف العادية. كذلك، في ظلّ استقلالية أكبر واكتفاء ذاتيّ أكبر يختار الأفراد ذوو التحدّيات الخاصة الزواج و/أو إقامة علاقات جنسية.
في العام 1975 سنّ الكونغرس قانونًا عامًا 94-142 (قانون تعليم جميع الأطفال المُعوّقين) يوفّر تعليمًا مجانيًّا، ملائمًا وعامًا لكل طفل ذي تحديات خاصة في كل البلاد.
تم تعديل القانون وتغيير اسمه ليصبح قانون تعليم الأفراد ذوي التحدّيات الخاصة. إن التعديلات لسنة 1997 دعمت مبادرة لخدمات الانتقال من المدرسة الثانوية إلى ظروف معيشة للبالغين من ذوي التحديات الخاصة. تنص هذه التفويضات على أن يشتمل كل برنامج لتعليم الأفراد على خطط انتقال تحدّد عملاً ملائمًا ووسائل معيشة أخرى للطالب، من خلال توجيه الطالب إلى وكالات مجتمعيّة ملائمة، وربط الطالب بموارد مجتمعية متاحة. كما ويشير القانون إلى أنّ خطط الانتقال تبدأ في سنّ 14 عامًا.
حتى حينما يشدّد القانون المذكور على أنّ جميع الطلاب ذوي التحدّيات الخاصة يتلقّون فرص التعليم نفسها بأقصى حجم ممكن كجميع زملائهم الذين لا يعانون من تحديات خاصة، فإنّ البرامج التعليمية والموارد المخصّصة للتربية الجنسية تظلّ شحيحة، بل نادرة في مجال التعليم الخاصّ. أدّى الضغط السياسيّ على جهاز التعليم العام إلى تعليم العفاف/ الأمتناع عن ممارسة الجنس بدلاً من التربية الجنسية. (منذ العام 1996 تمّ تمويل برامج العفاف بما يزيد عن مليار دولار من الميزانية الفيدرالية، في حين أنّ برامج التربية الجنسية لم تُموّل بأيّ دولار من المصدر نفسه).
إنّ المعلومات التي جمعتها مؤسّسة "ألان غوتماشر" عام 1999 أوضحت أنّ العديد من المدارس لا تقوم حتى بتحضير الطلاب لمرحلة البلوغ الجنسيّ، وأنّ تعليم جميع المواضيع المرتبطة بالجنسانية هو أقلّ ممّا يعتقد المعلّمون أنه يجب أن يكون. زد على ذلك، فإنّ معلّمي التربية الجنسيّة يشعرون بنقص في الدعم الذي يتلقّونه من قبل المجتمع، الأهالي والإدارة، ويعبّرون عن حاجاتهم إلى المزيد من المعلومات المهنيّة والتدريب.
4) الاندماج المجتمعيّ
أشار التقرير الطبّيّ للجمعية الأمريكية لطبّ الأطفال (AAP)، إلى أنّ التطوّر الجنسيّ "يرتبط بشكل وثيق بالاحتياجات الإنسانية الأساسيّة في أن يكون الفرد محبوبًا ومقبولاً، متفاعلاً، يشعر بقيمته وبكونه جذابًا ويتبادل الأفكار والمشاعر مع الآخرين".
إنّ الأهل والمربّين عليهم أن يدركوا أنّ التربية الجنسانية تتجاوز كونها حصيلة حقائق حول الأعضاء الجنسية والتناسلية وبيولوجيا الجسد. إن الأهداف الهامة والمركزية لبرنامج التربية الجنسانية هي تعزيز الصورة الذاتية الإيجابية وتطوير الثقة والكفاءة في القدرات الاجتماعيّة.
لسوء الحظ، عادةً ما تتوفّر لدى الفتية ذوي التحدّيات الخاصة فرص أقلّ بكثير من زملائهم للتطوّر والانخراط في السلوك الاجتماعي والجنسيّ. فهم يتعرّضون لعزلة اجتماعية وقيود وظائفيّة. من خلال دفع تطوّر المهارات الاجتماعية لديهم، يمكن للأهالي والمربّين توفير فرص للتعلّم حول سياقات اجتماعية جنسانية وحول مسؤولية اكتشاف وتجربة الفرد بخصوص جنسانيّته.
هناك عدد من الإستراتيجيات لمساعدة الفتية على تطوير مهارات اجتماعية. أن فعالية تبادل الأدوار هي أداة تربوية شائعة، وذات قيمة عالية لتعليم المهارات الاجتماعية، ممارستها وتعزيزها. إنّ تقديم نماذج وتمثيل أدوار لتفاعلات اجتماعية متنوّعة، مثل آداب التحدّث على الهاتف، المحادثة، أو دعوة صديق إلى وجبة طعام، مثلا، هي طرق بسيطة أمام العائلات للمساعدة في ملاءمة المهارات الاجتماعية.
يوصي المركز القومي للأطفال ذوي التحدّيات الخاصة بدوره بالمساعدة في تطوير هوايات لدى الأطفال ومتابعة الاهتمامات أو النشاطات الترفيهية في المجتمع وبعد الدوام الدراسي. على الرغم من الميل الشائع في إبعاد الأطفال عن الخوض في المشاعر السلبية والرفض، إلا أنّه يجب تشجيع الأطفال ذوي التحدّيات على الانخراط في الفرص الاجتماعية والنموّ والتعلّم من التجارب الاجتماعية. حين يخوض الشخص ذو التحدّيات الخاصة فرصة عرض صداقة ما فإنه يجمع جميع تجاربه من الفعاليات غير المنهجية وهواياته التي توفّر له فرصًا لتطوير مهاراته وتقديره الذاتي.
5) التجارب السياقيّة ومسائل الأمان
السلوك الجنسي غير اللائق في حالة الأفراد ذوي التحدّيات الخاصة ينبع عن غياب فرصة التعبير الجنسيّ اللائق، تجاهل ما يعتبر سلوكًا لائقًا وتربية اجتماعيّة غير غنية.
إنّ السلوك الذي يقود المراهقين ذوي التحدّيات الخاصة إلى مشكلة كونهم "جناة" هي ليست بالضرورة نتاجًا للمراهقة المليئة بالتغييرات الهرمونية، بل إنّها عادة ما ترتبط بالحكم السلبي على الفرد ذي التحدّيات الخاصة، و/أو على ردّة الفعل المتهوّرة من جهة الزملاء أو القيّمين في المدرسة. بما أنّ فرص الخصوصيّة قليلة لدى الأفراد ذوي التحدّيات الخاصة، وهم عادة ما يحرَمون من التربية الجنسية، فمن غير المفاجئ أن يتصرّف المراهقون ذوو التحدّيات الخاصة بشكل غير لائق جنسيًّا على الملأ.
إنّ اعتبار السلوك الجنسي لائقًا، غالبًا ما يعتمد على الموقع الذي يجري فيه ذلك السلوك، ونتيجة لذلك، من المهم تفسير السلوك الجنسي غير اللائق ضمن سياقه. على سبيل المثال: أن يلامس الشخص أعضاءَه التناسليّة علنًا هو أمر غير مقبول اجتماعيًا، لكنه قد يعتبر مقبولاً في الحيّز الخاص. إنّ التقييم النقديّ من شأنه تحديد ما إذا كانت ممارسة الاستمناء علنًا سببها غياب الخصوصية، قلّة التربية الجنسيّة، أو ثمّة أسباب أخرى لذلك.
يحدّد المركز القومي للأطفال ذوي التحدّيات الخاصة نوعين من الأخطاء الاجتماعية في حالة الأفراد ذوي التحدّيات الخاصة. فهي أخطاء في المجال العام - الخاص، وأخرى في مجال الغريب - الصديق. تشتمل أخطاء العام - الخاص على سلوكيات مثل اللذة الذاتية أو قول أشياء غير لائقة علنًا. أخطاء الغريب - الصديق تشتمل على أفعال مثل احتضان أو تقبيل غريب أو الإفراط في العلاقة مع المعارف. كلا النوعين من الأخطاء يمكن أن يقود الأفراد ذوي التحدّيات الخاصة إلى حالات تهدّدهم (مثل الاعتداء الجنسيّ أو مخالفة القانون).
عادةً ما تكون تعريفات "التحدّيات الخاصة" واسعة وغير محدّدة، وهو ما يساهم في أن تكون نتائج الأبحاث حول معدّلات الإساءة لدى الأطفال ذوي التحديات الخاصة مختلفة. مع ذلك، فهي تعتبر عمومًا أنّ الإساءة والإهمال هما أمران لا حاجة للتبليغ عنهما. توصّلت الأكاديمية الأمريكية لطبّ الأطفال إلى أنّ الأطفال من ذوي التحدّيات الخاصة يتعرّضون إلى إساءة جنسيّة بمعدّل أكبر بـ 2,2 مرّة من أترابهم العاديين. كذلك، اقتبست الأكاديميّة تقديرات وزارة القضاء الأمريكية، وجاء فيها أنّ 68-83% من النساء ذوات التحديات الخاصة الجسدية سيتعرّضن للإساءة الجنسيّة خلال حياتهنّ.
بطبيعة الحال، إنّ الإساءة أو الاعتداء الجنسي يهدّد الجميع، لكن بالنسبة إلى الفتية ذوي التحديات الخاصة هناك عدد من العوامل الإضافية التي تزيد نسبة الاعتداء عليهم. فالأطفال ذوو التحديات الخاصة الجسدية هم أقلّ قدرة على الدفاع عن أنفسهم؛ وكذلك الذين يعانون من إعاقة عقلية، فإن قدرتهم على التمييز بين الحالات الخطرة محدودة وتتفاقم في ظل غياب المعرفة عن الجنس والجنسانية. إنّ العديد من ذوي التحدّيات الخاصة لا يعرفون كيفية الإبلاغ عن الإساءة، أو يخافون الإبلاغ لكون المعتدي عادةً ما يكون معروفًا لهم. إن بعض الأطفال لديهم تقدير ذاتيّ منخفض، ويشعر آخرون بالوحدة ويبحثون عن تقبّل أو عاطفة. إن الأطفال والمراهقين ذوي التحدّيات الخاصة عادةً ما يكونون متعلّقين بالآخرين بسبب حاجتهم إلى الرعاية والعناية بهم، وبطبيعة الحال فهم ينكشفون لعدد كبير من البالغين الذين يهتمّون بهم وتربطهم بهم علاقة تسلّطيّة.
تؤكّد تقارير الأكاديمية الأمريكية لطبّ الأطفال أنّ احتمالات الإساءة من شأنها أن تنخفض حين "تتمّ مناقشة المسائل والسلوكيّات الجنسية، بشكل منفتح، داخل العائلة، وحين يتمّ تعزيز النموّ الجنسيّ كجزء لا يتجزّأ من مراحل النمو".
الاعتبارات التطوّرية وفنّ تحليل النشاط الجنسيّ
كيف يمكن للأهل والمربّين أن يعدّوا برامج للتربية الجنسانية تلبّي الاحتياجات العينية للأطفال ذوي التحدّيات الخاصة؟
1) تباين الاحتياجات الخاصة
توصي الأكاديمية الأمريكية لطبّ الأطفال بأن تغطّي البرامج المناسبة للأطفال ذوي التحديات الخاصة المسائل التالية: أعضاء الجسد، التغيّرات الجسدية والجنسية، العناية والنظافة الذاتية، الفحوصات طبية، المهارات الاجتماعية، التعبير الجنسي، وسائل منع الحمل والحقوق والمسؤوليات حول السلوك الجنسي.
وفقًا لمجلس المعلومات والتربية الجنسانية في الولايات المتحدة (SIECUS)، فإنّ الأهالي هم (ويجب أن يكونوا) المربّون الجنسانيون الأساسيين لأطفالهم، ولكن في حالة الأطفال ذوي التحديات الخاصة فقد يحتاج الأهالي إلى مساعدة ودعم مهنيين إضافيين.
لكون التربية الجنسانية للأطفال ذوي التحديات الخاصة تتطلب درجة عالية من الفردية، فإنّ طلاب IEP يمكنهم بناء وسيلة لمناقشة الجنسانية في الصف لأجل الطفل. إذا تمّت كتابة التربية الجنسانية في IEP، يكون الاحتمال أكبر في أن تُصاغ وتقدّم بما يتلاءم مع احتياجات الطالب الخاصة.
كإستراتيجية عامة، إن ملائمة وتيرة وعرض المعلومات لاحتياجات الطفل المحدّدة هي أمر عملي. معرفة كيفية تأثير محدودية معينة على التطور، التعلم والتعبير الجنسي، هي مسألة هامة لملائمة برامج التربية الجنسانية. إن البحث عن مصادر عينيّة لوصف مكامن القلق الواضحة بخصوص كلّ محدودية معينة من شأنه أن يساعد الأهالي والمربّين في عملية التربية الجنسانية.
بالنسبة إلى الأطفال ذوي التحدّيات الخاصة، إنّ التغييرات البسيطة في عرض الموادّ من شأنها أن تكون ضرورية، إلى جانب التخطيط بخصوص وتيرة الدروس والتركيز الخاص على المهارات الاجتماعية. إنّ معرفة القراءة قد تكون أمرًا هامًّا يجب أخذه بالاعتبار عند اختيار المصادر. بالنسبة إلى الفتية من ذوي التحدّيات الخاصة العقلية، يجب أن تُعرض المعلومات لهم في أطر صغيرة، من خلال استخدام مصطلحات بسيطة ومحدّدة. إنّ مفاهيم العام والخاص والسلوك، بالإضافة إلى اعتبارات الأمان الشخصي، من شأنها أن تعزّز سيرورة التعلّم لدى الفتية. بالنسبة إلى الأطفال ذوي الإعاقات المُتعدّدة، يمكن أن تكون هناك حاجة لعدد من الملاءمات، مثل تقديم المواد بصيغ أخرى (لغة بريل لدى محدودي البصر، مثلاً) أو تقديم معلومات إضافيّة حول كيفيّة تأثير المحدودية الجسديّة، مثلاً، على التعبير عن الجنسانيّة أو العلاقة الجنسيّة.
هناك إستراتيجيّات تربوية أخرى تضمّ استخدام الفعاليات الحركيّة عبر الرسومات، وسائل إيضاح، صور، موادّ صوت – صورة، ألعاب تفاعليّة، أو تقنيات تتمّ ملائمتها، وتعلم مهمّات جديدة من خلال خطوات صغيرة مثلا: تكرار، تدريب متكرر، يكون مقرونًا بتلقّي المردود والإطراء. يمكن للأهالي والمربّين الاستفادة أيضًا، في المصادر والدعم، من خلال العمل المشترك مع آخرين. مجلس الأطفال الاستثنائيين يوصي بتعلّم إستراتيجيات تشابه واقع الحياة إلى حدّ بعيد، مثل لعبة الأدوار، وكذلك فرص التفاعل مع زملاء من دون تحديات خاصة.
2) تصنيف بلوم
خلال نصف القرن المنصرم، عمل بنجامين بلوم وآخرون على تطوير تصنيف لأهداف التربية، وباتت تعرف بتصنيف بلوم. تحدّد الأهداف "بمصطلحات عملية، أفعال، مشاعر، وأفكار الطلاب التي يتوقّع تطويرها، نتيجة للمسيرة التعليمية". حين تمّ نشر المقترح للمرّة الأولى لم يكن مصطلح التصنيف شائعًا في التربية، ولم يكن يًُفهم الكثير عن قوّته الكامنة. أصبح اليوم التصنيف معروفا جدًا وهو قائم ومطبّق في العديد من الحالات التربوية المختلفة.
تصنيف بلوم يقسم الأهداف التربوية إلى "مجالات": شعوري، نفسي وعقليّ. توجد في داخل كل واحد من المجالات مستويات تعليم مختلفة، حيث أنّ المستويات الأعلى تعتبر أكثر تركيبًا وأقرب إلى مجال سيطرة الذات. المقترح يوفّر أداة مفيدة، تحديدًا، لمجال التربية الخاصة.
تصنيف الأهداف في الحقل العقلي على سبيل المثال، تسلسلا من الاستجابة الأساسية الفعلية إلى تفكير منظّم بدرجة أعلى. مستويات السلوك التفكيرية التي تمّ تشخيصها هي (بالترتيب) المعرفة، الفهم، التطبيق، التحليل، التوليف والتقييم، وضمن كل مستوى من هذه المستويات هناك مفاهيم أساسيّة تصف السلوك المرغوب فيه. تضم مجموعة المعرفة مفاهيم أساسيه مثل: عد، إبلاغ، تشخيص، عرض، صنف واسم، في حين أنّ أهداف الفهم توصف من خلال كلمات مثل: تمييز، تقييم، شرح، تعميم، تقديم مثال وتلخيص.
يمكن لبرنامج تربية للجنسانيّة أن يبلوَر لغرض تعليم وفحص هذه الأهداف الهرمية. ضمن هذا المقترح يأتي التمكّن من تصنيف أعضاء الجسد (المعرفة) قبل شرح التغيّرات في النمو (الفهم). من أجل تمييز أهداف التعليم يجب على المستوى العقلي لدى الطفل أن يؤخذ بالاعتبار، وخصوصًا قدرته/ها على التفكير والفهم بشكل رمزيّ أو حلّ مشاكل استخدام خطوات مركبة. إن هذا يفضي إلى أفضل مستوى للتدريس، وبالتالي إلى أفضل مستوى من حالات الفحص.
الخلاصة
هناك العديد من العراقيل أمام التطوّر الجنسيّ السليم لدى الأطفال من ذوي التحديات الخاصة. فالمسألة حسّاسة من الناحيتين الشخصية والاجتماعية. إن الأهالي، المربين وآخرين في المجتمع يجب أن يواجهوا المواقف السلبية والأساطير والأفكار الخاطئة حول الأشخاص ذوي التحديات الخاصة.
على الرغم من أنّ IDEA توفر فرص تعليم متساوية للطلاب ذوي التحديات الخاصة، إلا أنه لا يزال هناك نقص في الاهتمام بالموضوع المُحدّد المتمثل بالتربية الجنسانية، في مجال قلة الصفوف المدرسية، شح مواد المصادر المتطوّرة، قلة الاستثمار والتدريب للمعلّمين والدعم المادي الضئيل.
على الرغم من أنّ خصوصيات التعليم المتمايز للأطفال ذوي التحديات الخاصة تتطلّب التزامًا شديدًا، فإنّ الفوائد التي تعود على الطلاب متميّزة وتشتمل على تعزيز المهارات الاجتماعية، اكتساب المزيد من التعبير اللائق عن الجنسانية، تقليص خطر الإساءة الجنسية، الحمل والأمراض المنقولة جنسيًّا.
التربية الجنسانية للأطفال ذوي التحديات الخاصة يجب أن تندمج مع المحدودية العقلية العينية وأن تبدأ في الطفولة المبكّرة، من خلال خطوات صغيرة ومحدّدة، عبر التكرار، الممارسة والمراجعة من حين إلى آخر. يجب ألا يقتصر المضمون على الحقائق الجنسيّة، بل يجب أن يشتمل على تطوّر المهارات الاجتماعية والتدريب على العلاقات.
أسوةً بجميع الأطفال، فإنّ الطلاب ذوي التحدّيات الخاصة الجسديّة يدخلون مرحلة المراهقة بأجساد آخذة بالنضوج وبمشاعر واحتياجات شعورية وجنسيّة. قبل حدوث هذه التغيّرات وخلال مرحلة المراهقة، من المهم جدًّا أن يوفّر لهم الأهالي والمربّون المعلومات بأسلوب إيجابيّ وبنّاء، بحيث تتناسب مع مرحلة تطوّرهم وتكون واضحة وملائمة لهم.