الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

السبت، 19 مايو 2012

إضاءات في التعامل الشرعي مع ذوي الإعاقات .... ( صرخة هاني خليفة )

إضاءات في التعامل الشرعي مع ذوي الإعاقات
العوق ، والإعاقة في اللّغة مأخوذة من : المنع ، والحبس ، والصّرف عن الوجهة ، يقال : عاقه عن الشّيء

، يعوقه عوقاً ، بمعنى : منعه ، وصرفه ، وحبسه ، وتقول : عاقني عن الوجه الّذي أردت عائق ، وعاقتني العوائق ، الواحدة عائقة ، ويجوز : ( عاقني ، وعَقَّاني ) بمعنى واحد .

والتّعويق : تربيث النّاس عن الخير ، وتثبيطهم ، ومنه قوله تعالى : " قد يعلم الله المعوقين منكم .... "
.
وعَوَّقَهُ ، وتعوقه ، واعتاقه ، كلّه بمعنى : صرفه وحبسه .

ورجل عُوَقَةٌ وعَوِق أي : ذو تعويق للنّاس عن الخير .

ومنه قول الأخطل :

مُوَطَّأُ البَيتِ مَحمودٌ شَمائِلُهُ *** عِندَ الحَمالَةِ لا كَزٌّ وَلا عُوَقُ .

والتّعوق : التّثبط ، والتّعويق : التثبيط . ورجل عُوَقٌ وعُوَقَة مثل : همزة ، أيّ : ذو تعويق وتربيثٍ لأصحابه

، لأن الأمور تحبسه عن حاجته .


تعريف الإعاقة والمعوقين اصطلاحاً :


تنوّعت تعريفات أهل الاختصاص في تحديد المراد بمصطلح ( الإعاقة والمعوقين ) ، وهذا الاختلاف من باب اختلاف التّنوع ، لا اختلاف التضاد .

فالنّقص الّذي يصيب المرء في عقله ، أو جسمه ، أو نفسه ، خِلْقَةً ، أو بسببِ ما قضاه الله وقدره عليه ابتلاء له يجعله هذا من أهل الأعذار الّذين خصهم الشّارع الحكيم بأحكام خاصّة ، فقال عز وجل: "ليس على الأعمى حرج ولاعلى الأعرج حرج ولاعلى المريض حرج " .

وقبل الشّروع في تّعريف الإعاقة والمعوقين تجدر الإشارة إلى أمورهامة منها :

أ) أنّ مفهوم الإعاقة والمعوق يواجه اختلافات بين الباحثين حسب تخصصاتهم ، واتجاهاتهم الفكرية ، أو

حسب المعايير والقواعد المختلفة لكلّ باحث ، وذلك لكون هذه المفاهيم ترتبط بالعديد من المجالات :

( الشّرعية ، و الاجتماعية ، و الطبيّة ، و النفسية ، و التّربوية ) ، وما يقال عن مفهوم الإعاقة والمعوقين ينطبق تماماً على تصنيفهم ، وتقسيمهم
.
ب) انتشر استخدام مصطلح (ذوي الاحتياجات الخاصّة) (persons of special needs ) للدلالة على المعوقين ، تجنباً لمصطلح ( المعوقين ) الّذي يرى الكثيرون أنّه مصطلح قاس على هذه الفئة ، فهو كنبزٍ لهم ، فوجدوا أنّ استخدام مصطلح : ( ذوي الاحتياجات الخاصّة) ، أو ( ذوي الحاجات الخاصة ) ، محبب للمعوقين ، ولكلّ من يتعاطف معهم ويشاطرهم معاناتهم .

ولا شكّ أنّ هذا المصطلح مصطلح جيد ، ولو لم يتأتى منه إلاّ مراعاة الحالة النّفسية للمعوقين لكان كافياً ، غير أنّه مصطلح لا يصف بدقّة الفئة الّتي يرمز إليها ، لأنه يشمل كلّ فئة لها خصائص جسمية أو ذهنية ، أو نفسية ، أو سلوكية معينة ، مغايرة للخصائص الّتي يتمتع بها الأشخاص العاديون .
وهو بهذا مصطلح ذو مدلول عام يدخل ضمنه فئات متعددة منها : ( المعوقون ، والمسنون ، والموهوبون ، والأحداث ، وكلّ من يعاني من اضطرابات نفسية ، أو سلوكية مؤقتة ) .

أولاً : تعريف مصطلح : ( الإعاقة ) (handicap ) :[/SIZE]

عُرِّف مصطلح الإعاقة بأكثر من تعريف ، ومن تلك التعريفات
:
ما ورد في نظام رعاية المعوّقين في المملكة بأنهّا هي : ( الإصابة بواحدة ، أو أكثر من الإعاقات التّالية : الإعاقة البصرية ، الإعاقة السّمعية ، الإعاقة العقلية ، الإعاقة الجسمية والحركية ، صعوبات التّعلم ، اضطرابات النّطق والكلام ، الاضطرابات السّلوكية والانفعالية التّوحد ، الإعاقات المزدوجة والمتعدّدة ، وغيرها من الإعاقات التي تتطلّب رعاية خاصّة) .

ثانياً : تعريف مصطلح : ( المعوق ) ، ( dilatory ) :


وقد عرف مصطلح المعوّق أيضاً بأكثر من تعريف ، ومن تلك التّعريفات :

ماورد في نظام رعاية المعوّقين بالمملكة بأنّه : ( كلّ شخص مصاب بقصور كليٍّ ، أو جزئيٍّ بشكل مستقر في قدراته الجسمية ، أو الحسية ، أو العقلية ، أو التواصلية ، أو التّعليمية ، أو النّفسية إلى المدى الّذي يقلّل من إمكانية تلبية متطلباته العادية في ظروف أمثاله من غير المعوّقين ) .

ثالثا : عناية الشريعة الإسلامية بالمعوقين
:
أقرّت الشّريعة الإسلامية مبادئ ، وأسساً عامة تكفل للإنسان حياة هانئة آمنة ، وتنير له الطّريق الّذي يجب عليه سلوكه ، قدوته في ذلك النّبي صلى الله عليه وسلم ، وخلفاؤه الرّاشدون رضي الله عنهم ، وتابعوهم بإحسان إلى يوم الدّين ، وكلّ ذلك لكي يخرج للبشرية مجتمع مؤمن متراحم متعاون ، كلمته واحدة ، وهدفه واحد ، لا فرق بين أتباعه أبداً مهما اختلفت الظّروف والأحوال .

والمعوّق جزء لا يتجزأ من ذلك المجتمع ، وانطلاقاً من ذلك فقد اعتنت الشّريعة الإسلامية به عناية لم يعرف تاريخ البشرية لها مثيلاً ، سابقة بذلك كافة المواثيق ، والإعلانات الدولية عن حقوق الإنسان .
وأوّل مظاهر هذه الرّعاية والعناية ، أن بوأت الشّريعة الإسلامية المعوقين مكاناً ومكانة في المجتمع ، داعية كافة أفراد ذلك المجتمع إلى التّعاون معهم ، والإحسان إليهم ، على أن هذا التّعاون ، وذلك الإحسان ليس شفقة عليهم أو رحمة بهم ، بل هو واجب ملزم به كلّ مؤمن .
وفي هذا يقول الله عز وجل " : وتعاونوا على البر والتقوى .... الآية "

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال : «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . . . الحديث »
.
وفي دعوة صادقة إلى الإحساس بمشاعر المعوقين واحترامهم ، بينت الشريعة الإسلامية حرمة إيذاء المعوقين ، بأي صورة من صور الإيذاء كاحتقارهم أو ازدرائهم أو السخرية منهم ، ونحو ذلك من الصور .
يقول عز من قائل : " يا أيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم ... الآية "

كما لم تهمل الشّريعة الإسلامية معالجة أثر الإعاقة في نفس صاحبها ، ولذا وجهت من نزل به شيء من ذلك هو وأفراد أسرته إلى الصبر ، واحتساب الأجر على الله في ذلك ، وأرشدته إلى العلاج النّاجع في أكثر من آية ؛ وحديث .

وفي نظرة تكاملية رائعة ، تلبي احتياجات روح المعوق وجسمه ، أرست الشّريعة الإسلامية دعائم مبدأ عظيم هو مبدأ : ( التّكافل الاجتماعي ) ، وعلى هذا النّهج القويم سار سلف هذه الأمة الصّالح – رحمهم الله – من الصّحابة ، والتّابعين ، وتابعيهم بإحسان ؛والأمثلة على ذلك كثيرة ، وما قتال الصّديق رضي الله عنه لمن منع الزكاة إلاَّ صورة بيضاء من صور تحقيق التّكافل الاجتماعي في الإسلام .

كما كان جمع الصّدقات والهبات ، وإيصالها إلى مستحقيها من ذوي الحاجة ، مظهراً آخر من مظاهر رعاية وعناية الشّريعة الإسلامية بالمعوّقين .

وفي الإنفاق العام والصّدقات والمارستانات ( المستشفيات ) ؛ تأكيد على مدى تلك الرّعاية والعناية الّتي توليها الشّريعة الإسلامية للمعوقين وغيرهم .

وتلخيصاً لما سبق ، فإنه يمكن إجمال مظاهر رعاية وعناية الشّريعة الإسلامية بالمعوّقين الأمور الآتية :

1– المساواة بين البشر في الحقوق والواجبات ، فلا تفاضل بينهم إلاّ بتقوى الله عز وجل .
2– أنّ الإنسان مكرم في أصل خلقته .
3– أنّ ما يكون لدى الفرد من نقص ، أو كمال إنمّا هو بمشيئة الله ، وأنّ الله يوزع الصّحة والأرزاق بين عباده .
4– النّهي عن تحقير أيّ فرد من أفراد المجتمع المسلم ، أو السخرية به .
5– النّهي عن النّفور من المرضى ، والعميان ، وغيرهم من المعوقين ؛ كما كان شائعاً قبل الإسلام .
6– رفع الحرج والمشقّة عن المعوّقين ، وذوي الأعذار .
7– الدّعوة إلى مساعدة الضعفاء ؛ وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم :«هل تنصرون إلاّ بضعفائكم ؟ » .
8– ما فرضه الإسلام على القادرين من حقوق في أموالهم ، تدفع إلى المحتاجين في صورة زكاة ، أو صدقة ، أو عطاء .
9– حفظ كافة الحقوق ( الدّينية ، والعلمية ، والنّفسية ، والجسمية ، والأسرية ، والاجتماعية ، والمالية ) .

رابعا : أهم حقوق ذوي الإعاقات واحتياجاتهم :


أولا : الحقوق الدينية :

1– بيان أحكام الشريعة الإسلامية له .
2- إيصال الدعوة إليه ، بكافة الوسائل والأساليب المشروعة .
3- حسن الخلق في معاملة المعوق .
أ - تحريم غيبته ، أو الاستهزاء به ، أو الانتقاص من قدره ، أو احتقاره :
ب - طلاقة الوجه عند لقاء المعوق ، واستقباله بالابتسامة الصادقة .
جـ - حسن مصاحبة المعوقين ومعاشرتهم والتغاضي عن تقصيرهم .
ثانيا : الحقوق التربوية والتعليمية :
أ – بيان أمور العقيدة ؛ والعبادات ؛ ومكارم الإخلاق لهم .
ب - الحث على إعداد الدّراسات الخاصّة بهم ، وتشجيع القائمين عليها بشتّى الوسائل.
ج - العناية بتلك الدّراسات والأبحاث ونشرها .
د - إنشاء المراكز المتخصّصة بتلك الدراسات ، ومدّها بما يعينها مادياً ومعنوياً.
هـ- إعداد المعلّمين المُرَبِّين في مجال التّربية الخاصّة ، وتأهيلهم لدعوة المعوّقين .
و - الاهتمام بالوسائل التعليمية والتربوية الخاصة بهم .
ز - العمل على دمج ذوي الإعاقات البسيطة بكافة أنواعها : (العقلية ، والجسمية ، والبصرية ، والسّمعية) في مؤسسات التّربية والتّعليم العام ، والإفادة من تجارب الآخرين في هذا الشأن بما لا يتعارض مع الشّريعة الإسلامية .
ثالثا : الحقوق النّفسية :
1– ربط المعوّق بالله تعالى وتربيته على الإيمان بالقضاء والقدر .
2– تطمين المعوّق نفسيا.
3– بث الأمل والتّفاؤل في نفس المعوّق .
4– عدم الشماتة بالمعوّق .
5– التّربية الشّعورية النفسية للمعوّق .
6– تربية المعوّق على تحمل المسؤولية والاعتماد على الذّات .
7– تعاهد المعوق بالهدية .
8– تقدير المعوق وتكريمه .
9– تجنب المواقف المحبطة للمعوقين .
10– تربية المعوّقين على عدم احتقار أنفسهم وازدرائها.
11– التّرويح عن المعوّق وفق الأسس والضوابط الشّرعية .

12– تجنب التسميات السلبية للمعوقين .

رابعا : الحقوق الجسمية :

1– حقّ التّداوي .
2– حقّ المعوّق في التّأهيل .
3– حق المعوق في الرياضة .
4- حقّ المعوّق في أعداد الأبحاث ، والدراسات الخاصّة بالأجهزة التّعويضية لإعاقته الجسمية .

خامسا : الحقوق الأسرية :

1 - الرّضا بقضاء الله وقدره ، والاستسلام لأمره ، ومعرفة أنّ هذا اختبار وابتلاء من الله لهذه الأسرة ، سوف تنال الأجر والثواب عليه من الله عز وجل في الدنيا والآخرة حال رضاها به .
2 - عدم تضخيم هذا الأمر أكثر ممّا يجب ، بل الواجب على الأسرة التعامل مع هذا الأمر بهدوء وروية وصدق التجاء وتضرع ودعاء إلى الله سبحانه وتعالى ، أن يعينها على ما ابتلاها به ، وألاّ يحرمها الأجر والثّواب عليه .
3 - الكشف الطبي المبكر على الطّفل للتّأكد من مظاهر نموه ، لتحديد نوعية الإعاقة والتّعامل معها كما ينبغي .
4 - تقبل إعاقة هذا الطفل ، والنظر إلى الطفل المعوق على : ( أنّه ينمو بصورة طبيعية
5 - العدل في التّعامل مع المعوّق ، والتّوازن في علاقته بأبويه ، وعدم تفضيله بمزية أكثر من بقية إخوانه الأصحاء ؛ لأنّ هذا التّفضيل قد يؤذي مشاعره ، فيؤدّي إلى ضعف إرادته واستقلاله ،كما ينبغي عدم إهماله بشكل زائد ؛ لأنّ هذا الإهمال قد يضر به ، ويؤثر عليه نفسياً واجتماعياً .
6 - إشعار المعوّق بقبول أفراد أسرته له ، ومعاملته كالأصحاء ، لاسيما في الجوانب النّفيسة والاجتماعية ، كي لا يلجأ المعوّق إلى الهروب من واقعه ، أو العزلة عن مجتمعه ، وغير ذلك من الأمور التّي قد تصل به إلى الاضطرابات والانفعالات النّفسية والاجتماعية .
7 - عدم حرمان المعوّق من حقوقه المشروعة ، إذ أنّ هذا الحرمان قد يؤدّي به إلى الانحراف أو الاكتئاب ، فتزداد إعاقته ، ويقل عطاؤه وإنتاجه ، ولا يتفاعل التفاعل المطلوب مع مجتمعه ، ويصبح سلبياً غير قادر على الاعتماد على نفسه في أي أمر .
8 - تربية المعوّق على الاستقلالية ، وأخذ رأيه واستشارته في الشّؤون الأسرية ، خاصّة فيما يتعلّق بحالته ، وعدم تجاهله بحجة أنّه (معوّق) ؛ لأنّ هذا السّلوك السلبيّ من الأسرة تجاه ابنها المعوّق له آثار سلبية عليه ، قد تؤدّي به إلى الانطواء ، والعدوانية ، والحقد على أفراد أسرته الأصحاء ، وبالتّالي لا يتفاعل مع أسرته ، ثمّ مجتمعه ، وكلّ ذلك راجع إلى تربيته على التّبعية ، والدونية ، وكأنّه لا وجود له .
9 - محاولة إبعاد المعوّق عن المشكلات الأسرية التّي قد تؤثّر سلباً على نفسيته ، وتوافقه مع مجتمعه .

خامسا : نماذج من الهدي النبوي في التعامل مع ذوي الإعاقات :


عن عطاء – رحمه الله - قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنهما - ألا أريك امرأة من أهل الجنّة ؟ قلت : بلى ، قال : هذه المرأة السّوداء ، أتت النّبي  فقالت : إنّي أُصرع ، وإنّي أتكشّف فادع الله لي ، قال : إن شِئْتِ صَبِرْتِ ولك الجنّة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ، فقالت : أصبر ، فقالت : إنّي أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها » .
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال : قال النبي  : «ملعون من سبّ أباه ملعون من سبّ أمّه ، ملعون من غير تُخوم الأرض ، ملعون من كَمِهَ أعمى عن طريق ، ملعون من وقع على بهيمة ، ملعون من عمل بعمل قوم لوط » .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : « إن رجلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبتاع وفي عُقْدَتِه ضعف ، فأتى أهله نبيّ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا نبيّ الله أحجر على فلان فإنّه يبتاع وفي عقدته ضعف ، فدعاه النّبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عن البيع ، فقال يا نبيّ الله : إنّي لا أصبر عن البيع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن كنت غير تارك البيع فقل ها وها ولا خِلاَبَةَ » .



سادسا :أهم أساليب التعامل مع ذوي الإعاقات السمعية :


أ - طريقة التواصل الشفهي :

يقصد بطريقة التّواصل الشفهي : ( قراءة المعوّق سمعياً لشفاه المتكلّم وفمه أثناء الكلام ) .
ب - طريقة التّواصل اليدوي :
يقصد بطريقة التّواصل اليدوي : التّواصل مع المعوّقين سمعياً باستخدام اليد بالإشارة أو هجاء الأصابع ، وهجاء الأصابع عبارة عن إشارات حسيّة يدوية للحروف الهجائية تستخدم بطريقة متّفق عليها ، ويمكن الجمع بين هجاء الأصابع والإشارات اليدوية بطريقة مفيدة ؛ لتكوين جمل وأوصاف تفيد المعوّق سمعياً.
جـ - طريقة التّواصل الكلي :
وهي طريقة تعتمد على الإفادة من كافة أساليب التّواصل اللّفظية واليدوية الممكنة ، والمزج بين توظيف البقايا السّمعية وقراءة الشّفاه ، ولغة الإشارة وأبجدية الأصابع بما يتلائم مع طبيعة كلّ حالة وظروفها ؛ لتنمية المهارات اللّغوية لدى المعوّقين سمعياً وإكسابهم المهارات التّواصلية والتّفاعل الإيجابي منذ طفولتهم المبكرة.
د - لغة الإشارة :
لغة الإشارة ( Sing Language ) عبارة عن رموز مرئية إيمائية تستعمل بشكل منظم ، وتتركب من اتّحاد وتجميع شكل اليد وحركتها مع بقية أجزاء الجسم الّتي تقوم بحركات معينة تمشياً مع حدة الموقف ، وتعتبر لغة الإشارة وسيلة للتّواصل تعتمد اعتمادا كبيراً على الإبصار.
ولغة الإشارة لغة مستقلّة لها فوائدها ونظامها الّذي يُمَكِّن من تركيب جمل كاملة ، وتعتبر لغة طبيعية ، أو كاللّغة الأم بالنّسبة للمعوّقين سمعياً ، وتعدّ نسبة اكتساب وتعليم الصمّ للغتهم هي نفس النّسبة التّي يتعلّم بها السّامعون لغتهم ، وتسير بنفس الأطوار تقريباً ومن الملاحظ أنّ الأصمّ أوّل ما يتعلّم لغة الإشارة حتّى ولو كان يتبع البرنامج الشّفهي ، فإلى أن يستطيع معرفة الكلمة بِفهمها أولاً من إشارتها ، ثمّ يحفظ مدلولها اللّفظي. 

استخدام الحاسوب في تعليم المعاقين سمعياً... ( صرخة هاني خليفة )

استخدام الحاسوب في تعليم المعاقين سمعياً... ( صرخة هاني خليفة )

من المتوقع أنه كما يحسن استخدام الحاسوب أداء العاديين فإن استخدامه لدى ذوي الاحتياجات الخاصة سيكون أكثر فاعلية لأنهم في أمس الحاجة إلى وسيلة تعليمية متعددة الحواس فيزيد من انتباههم وينمي تفكيرهم ويدفعهم إلى التعلم ويشوقهم إلى كل ما هو جديد، بالإضافة إلى أن الحاسوب يلعب دوراً فعالاً كأداة ترفيهية في تحسين توافقهم النفسي والاجتماعي الذي يعانون من انخفاضهما.
ونظراً للطلب المتزايد على ادخال تقنيات تعليميه تنهض بقدرات الطلبة ومهاراتهم العقلية فقد تم إدخال الحاسوب إلى التعليم لتميزه بامكانية الاستفادة من الوسائط المتعددة Multimedia، وبالقدرة الفائقة على تخزين المعلومات ومعالجتها واسترجاعها، كما أنه يوفر للمتعلم فرصة التجريب والأكتشاف اثناء العملية التعليمية، وزيادة عنصر التشويق لديه.
وقد اهتم الباحثون باستخدام الحاسبات(الكمبيوتر) لتدعيم الإنجاز الأكاديمي للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم منذ منتصف عام 1980(Woodward & Rieth, 1997).
وقد تعددت البرمجيات التربوية التي يمكن استخدامها من خلال الحاسوب حيث صنفت إلى الأنواع التالية(الموسي، 2002):
- التمرين والممارسة Drill & practice.
- التعليم الخصوصي Mode tutorial.
- الحوار التعليمي Dialog.

مزايا وفائدة التعلم بالكمبيوتر لدى التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة
مزايا التعلم بالكمبيوتر الفائدة
يوفر بيئة تعليمية آمنة للتلميذ يشجع التلاميذ على تجريب الأشياء الجديدة دون الخوف من أن تكون هذه الأشياء خاطئة، كما يشجعهم على خوض أي تجربة دون الشعور بالخطر.
يمدهم بإشارات وإيماءات وخلفية عما يحتاجونه يعرف التلميذ نتيجة اتخاذه للقرار فوراً، ويكون على دراية بالاجابة الصحيحة لكل سؤال من الأسئلة المعروضة عليه وكيفية الوصول إلى طريقة الحل الامثل.
يستلزم أن يطبع التلميذ إجابته يشجع التلميذ على الدقة والاختصار في الإجابة، ينمي التآزر الحركي من خلال العين واليد، ويقوم التلميذ بإدخال إجابته باستخدام الحروف للوصول إلى الحل الصحيح من خلال لوحة المفاتيح.
(الدمرداش واخرون، 2008).
وعلى هذا فالكمبيوتر يعتبر في اهميته كمستودع احتياطي بمثابة صندوق مليئ بالكنز المحمل بالأمل يلبي احتياجات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولقد ساعدنا من خلال تطوراته التكنولوجية، وهذا يعني أن مستخدمي الكمبيوتر يجب أن يعرفوا أنه متعدد الجوانب والاستخدامات، ويعني أيضا أن التكنولوجيا التي دخلت في صناعته استخدمت بشكل تطبيقي ليتكيف معه هؤلاء الأطفال، كما يجب أن يتكيف مع استراتيجياتهم التعليمية بالمثل (Barbara & Richard, 1994, 120).
كما يستطيع الكمبيوتر أن يلعب دورا مهما في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يكون في أغلب الأحيان وسيلة فعالة تخفف عليهم عبئا كبيرا في أثناء تعليمهم، وقد طور مركز أبحاث الكمبيوتر في مدينة"لومان بفرنسا"، برمجية تعليمية لتعليم القراءة والكتابة بواسطة الكمبيوتر للأطفال الذين تأخروا في تعليمهم أو الذين يعانون من مشاكل حركية نفسية مهارية أو مشاكل مكانية أو زمنية، حيث باستطاعة تلك البرمجية تشبيه حركة القلم على الشاشة بنفس الطريقة التي تتم بواسطة الكتابة اليدوية.
لذلك فالكمبيوتر لا يقدر بمال ويقوم بمساعدة الافراد ذوي الاحتياجات الخاصة على التغلب على كثير من الصعوبات التي تواجههم أثناء تعلم القراءة أو الكتابة أو الحساب.

تحصيل المعاقين سمعياً: 
يواجه الافراد المعوقون سمعياً صعوبات في الاداء الاكاديمي والتحصيل العلمي مقارنه بتحصيل الطلبة غير المعوقين، وكما ان دراسات كثيرة أظهرت نتائجها بوضوح تخلف المعوقين سمعياً في جانب التحصيل الدراسي في حال مقارنته بالتحصيل الدراسي لدى أقرانهم العاديين. وأن هذا التأخر في الجانب التحصيلي يمكن تقديره بمتوسط عام يتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام، وأن هذا المقدار من التأخر يتضاعف مع تقدم عمر المعوقين سمعياً. وتعتبر قدرة المعوقين سمعياً علي القراءة من أكثر جوانب التحصيل الدراسي أهمية في هذا الصدد، إذ يتركز التأخر في التحصيل الدراسي في التأخر في مهارات القراءة، وذلك لاعتماد القراءة على المهارات اللغوية.
وقد كان اول تقرير أكاديمي صدر حول تحصيل المعوقين سمعياً كتبه(Reamer) وذلك بعد تطبيقه بطارية اختبارات تربوية على(2172) معوق سمعياً ووجد ان ادائهم التربوي يقل خمس سنوات، ويقل بمعدل ثلاثة صفوف عن أقرانهم السامعين. 
ويذكر القريوتي )2006) ان أهم الطرق التي تساعد التلميذ المعاق على التعلم بوجه عام هي:
- تعرف المعاق على صفات الأشياء، وعلاقاتها ببعضها 
- تعرفه كيفية استخدام مثل هذه الأشياء 
- التدريب على العادات السلوكية لتعديل السلوك 
- التدريب على أسلوب حل المشكلات من خلا اعطاء مشكلات للمعاق بأشكال مختلفة تساعده على نمو التفكير والقدرة على حلها.
إن من اصيبوا بالصم في سن متأخرة أكثر تحصيلا ممن اصيبوا بسبب وراثي. ولقد أوضحت البحوث السابقة أن الأصم متخلف سنتين عقليا وخمس سنوات دراسيا عن زميله العادي، ومن الممكن أن يتضاءل هذا الفرق بالتقدم في تعليمه. كما ان الفرق كبير بين الأصم وزميله العادي في التحصيل الأكاديمي بوضوح الفرق بين القدرات العقلية الحقيقية الكامنة لدى الأصم ومقدار تحصيله الدراسي، مع العلم بأن من أساسيات التوجيه المهني الذكاء، والتحصيل، والتعرف الى الظروف الاجتماعية والاسرية المحيطة بهم. ولقد شملت دراسة بواتير ومكلر 93%من التلاميذ الصم في السادسة من العمر بأمريكا أثبتت أن(15%) فقط من التلاميذ الصم وصلوا إلى نهاية المصف العاشر تقريبا ومعظمهم مصابين بصمم عرضي أو ضعاف السمع، وكان مستوى ما يقارب من(60%) في الصف الخامس تقريبا، بينما وصل إلى مستوى الأميين ما يقترب من(30%) من العينة، ومن بين ثنايا هذه الاراء هناك اتفاق على امكانية تعليم الصم بالرغم من الاختلاف في الطريقة التدريسية ومن يقومون بها. وقد ثبت من الدراسات الحديثة تغير هذه النسب بصورة ايجابية مع تقدم تعلمهم وأساليبه المختلفة.

الصعوبات التي تواجه المعاقين سمعياً في تعلم القراءة والحساب: 
تسبب الاعاقة السمعية بعض المشكلات الاكاديمية الناشئة عن طبيعية الاعاقة السمعية، وبخاصة في مجالات القراءة والحساب، وذلك بسبب اعتمادها اساساً على النمو اللغوي، وهذا الضعف او التأخر في هذه المجالات يمكن تفسيره بعدد من العوامل أهمها:
1- عدم ملاءمة المناهج الدراسية لهذه الفئة حيث أنها مصممة بالاصل للافراد السامعين.
2- انخفاض الدافعية للتعلم في الغالب لديهم نتيجة ظروفهم النفسية الناجمة عن وجود الاعاقة السمعية.
3- عدم ملاءمة طرائق التدريس لحاجاتهم، فهم بحاجة لاساليب تدريس فعالة تتناسب وظروفهم
ومن الجدير بالذكر هنا أن درجة الاعاقة السمعية تلعب دوراً هاماً في التحصيل المدرسي فكلما زادت درجة الاعاقة السمعية قلت فرص المعوق سمعياً للاستفادة من البرامج التربوية، وهذا مع العلم بأن التحصيل الاكاديمي يتأثر بمتغيرات أخرى غير شدة الاعاقة السمعية مثل القدرات العقلية والشخصية والدعم الذي يقدمه الوالدين والعمر عند حدوث الاعاقة السمعية وعوامل اجتماعية واقتصادية كثيرة(Ysseldyke & Algozzine, 1990).

الوسائل التعليمية المستخدمة في التدريس للتلاميذ الصم:
ان الوسائل التعليمية الحديثة وكذلك التقليدية تعتبر عاملا اساسيا في تعليم الصم ولقد أثبتت الأبحاث أن الفروق في الذكاء بين الاصم والعادي يرجع لقلة الخبرة، كما أن النقص النوعي في قدرات الاصم يمكن علاجه باستخدام وسائل تعليمية متقدمة ومناسبة، وحيث أن الوسيلة هنا مدرك حسي يقرب بين المفردات والألفاظ والحروف المحددة ومدلولاتها الحسية، فان الرموز البصرية يمكن التعبير عنها بوسائل مختلفة مثل الرسوم التوضيحية وغيرها. ويراعى في هذه الوسائل المعروضة على التلميذ الأصم أن تكون واضحة وذات دلالة وتكاد تتحدث الى الاصم ويكون بمثابة بديلا سمعيا له ومن الملاحظ أيضا ان تكون تلك الوسائل التوضيحية يمكن ان تكفل اعطاء المعاني صحيحة ومحددة دون لبس أو غموض، وان ما يتم تعلمه عن طريقها يبقى في الذاكرة محفوظا لمدة أطول أكثر من مجرد التدريس اللفظي، ويرى مناسبة هذه الوسيلة لمستوى نضج التلميذ الأصم حيث ان ذلك يحقق الأثر الجيد لبقاء التعلم ومن المعروف ان الوسيلة تجعل خيال التلميذ الاصم وحواسه الاخرى في موقف ايجابي ويكون الهدف النهائي من استخدام الوسيلة مع التلميذ الاصم محددا في النقاط التالي:
- إرساء مبادئ واسس للتفكير والادراك الصحيح في الموقف التعليمي 
- تقديم وسائل حسية مباشرة أو غير مباشرة 
- الإسهام في انماء واثراء اللغة لدى التلميذ الأصم 
- تنمية قدرات التلميذ الأصم نحوالنطق والكلام والتعبير بالكتابة وتنمية المهارات والاتجاهات 
- إثارة النشاط الذاتي لدى التلميذ الأصم، والمشاركة مع الاخرين.
- تساعد الوسيلة على جودة عملية التدريس وتوصيل المعلومات بشكل محدد في ذهن التلميذ.

تطبيقات الكمبيوتر في التربية الخاصة: 
إن تطبيقات الكمبيوتر في مجال التربية الخاصة متنوعة وتعكس تنوع الحاجات التعليمية الخاصة المتباينة للطلبة المعوقين والموهوبين الذين يعنى هذا المجال بتعليمهم وتدريبهم.
ومن التطبيقات المهمة للحاسوب في مجال التربية الخاصة:
معالجة المعلومات والتعلم التفاعلي:
في بداية الأمر، تخوف كثيرون في مجال التربية الخاصة من ان الاعتماد المتزايد على الكمبيوتر سيقود إلى المزيد من العزل للأشخاص المعوقين. 
ولكن الكمبيوتر أصبح أكثر الأدوات التكنولوجية استخداماً في برامج التربية الخاصة، وقد فسر معظم النجاح الذي حققه استناداً إلى حقيقة أنه نسخة إلكترونية من الآلة التعليمية اليدوية التي طورها عالم النفس(ب. ف. سكنر)، فبرامج الكمبيوتر ذات التصميم الجيد تزود الطلبة بالانتباه الفردي، والتغذية الراجعة المتواصلة، وهي تعتمد على مباديء التعزيز الإيجابي.
والأكثر أهمية من ذلك أن الكمبيوتر هو الوسط التعليمي التفاعلي الوحيد ويسمح للمستخدم المعوق بالسيطرة الكاملة على عملية التعلم الفردية ويسهم في تطوير إحساس بالإنجاز الشخصي.
التخطيط للتدريس:
لقد تبين أيضاً أن الكمبيوتر أداة فعالة لتنظيم المعلومات المتعلقة بالبرامج التربوية الفردية للطلبة، فالمعلومات حول أنماط القوة والضعف التعليمية الفردية يمكن الاحتفاظ بها وتحديثها بسهولة من خلال الكمبيوتر.
وعند تحليل ارتباط هذه المعلومات بالبيانات المتوفرة على مستوى أداء الطالب، تتحسن قدرة المعلم على اتخاذ القرار وبالتالي يتحسن البرنامج لتدريسي.
وتحليل المهارات التعليمية محكي المرجع بمساعدة الكمبيوتر يسمح للمعلم بالتركيز على التعلم المتقن بدلاً من استخدام نموذج التقييم التقليدي الذي يركز على الإخفاق. ومن شأن تحليل الارتباط بين قاعدة المعلومات التي يوفرها الكمبيوتر حول المهارات محكية المرجع وبين تسلسل المواد التعليمية المستخدمة في غرفة الصف أن يوفر للمعلم مزيداً من الإمكانيات لتحسين وتفعيل خططه التدريسية، ويسمح بتصحيح الاختبارات بمساعدة الكمبيوتر بالتحليل محكي المرجع لدرجات الطالب المتحققة على كل من اختبارات القدرة والتحصيل.
التواصل:
تتمثل إحدى أهم استخدامات الكمبيوتر في توظيفه كنظام تواصل إلكتروني، فالطلبة يستطيعون استقبال المعلومات عبر الكمبيوتر باستخدام النموذج الحسي الأقوى لديهم ويستطيعون التحكم بسرعة تقديم المعلومات، وبذلك فهم يركزون انتباههم على محتوى المعلومات وليس على عملية الاستقبال ذاتها.
والتواصل التعبيري يتحسن تبعاً لنفس الأسلوب الذي يتحسن فيه التواصل الاستقبالي.
الأدوات الاصطناعية المساندة:
ترك استخدام الكمبيوتر للتواصل الاصطناعي أثراً كبيراً في حياة الأشخاص المعوقين، فوحدات التواصل من قبيل الهاتف عالي الجودة((Super Phone) مكّن الأشخاص الصّم من إجراء مكالمات هاتفية مع الأشخاص السامعين باستخدام هواتفهم المنزلية.
ومكنت لوحات وطابعات بريل الأشخاص المكفوفين من دخول عالم الكمبيوتر وشبكات المعلومات التكنولوجية. وساعدت الأجهزة الإلكترونية الأشخاص المعوقين على قراءة وطباعة المواد المتوفرة لعامة الناس. وجعلت نظم الكمبيوتر المتحدثّة بالصوت والموصولة بعلب تشغيل خاصة الأشخاص المعوقين جسمياً قادرين على التحكم بالأجهزة الكهربائية في بيتوهم.
وسمحت الأدوات التكنولوجية المكيفة الأخرى(مثل: لوحات التواصل الإلكترونية، وأدوات المسح الخاصة، والمفاتيح التي تعمل بالضغط أو اللمس أو الصوت) للأشخاص ذوي الإعاقات الشديدة جداً باستخدام تكنولوجيا الكمبيوتر.
فالشخص المعوق جسمياً الذي لا يتكلم يستطيع الآن استخدام نظم الكمبيوتر المعدلة هذه للتحدث مع الآخرين في المدرسة وفي البيت. إضافة إلى ذلك، فإن نظم الاتصالات المربوطة بالكمبيوتر تمكّن الأشخاص المعوقين من التواصل، والعمل، والترويح عبر أجهزة الكمبيوتر المنزلية.
الترويح والتسلية:
تقدم تطبيقات التكنولوجيا في المجال الترويحي فرصاً واعدة للأشخاص المعوقين. وتمثل ألعاب الكمبيوتر الوسط الترويحي الوحيد الذي يشمل تفاعلاً حقيقياً. فالمستخدم يشارك شخصياً في النشاط ولا يكتفي بدور الملاحظ السلبي كما هو الحال في الوسائط الأخرى مثل الراديو، والتلفزيون، الأفلام. وتسمح ألعاب وبرامج الكمبيوتر المتوفرة حالياً للأشخاص المعوقين جسمياً، على سبيل المثال، بالمشاركة في أنشطة رياضية متنوعة، وتقديم بعض البرامج للمستخدمين ألعاباً تستثير التفكير، وتوفر برامج أخرى فرصاً لتنفيذ أنشطة متنوعة مثل البحث، والقراءة، والدراسة الشخصية.

البرنامج التربوي الفردي:
يمكن وصف البرنامج التربوي الفردي(Individualized Education Program) باعتباره نظاماً يحدّد موقع الطالب حالياً، وإلى أين سيصل، وكيف سيصل إلى هناك، وكم من الوقت سيستغرق للوصول، وكيف سنعرف أنه قد وصل فعلاً إلى الموقع المنشود.
وعلى ضوء ذلك، تم أتمتة عدد من البرامج لمساعدة المعلمين من خلال قيام الكمبيوتر بتأدية بعض المهمات التي يتضمنها تخطيط البرنامج التربوي الفردي وتنفيذه.
فعلى سبيل المثال، تقوم بعض البرامج المحوسبة بتخزين أهداف طويلة المدى وأهداف قصيرة المدى في المجالات المختلفة. ويستطيع المعلمون وأعضاء الفريق الآخرون عرض هذه المعلومات على الشاشة ومن ثم اختيار الأهداف الملاءمة منها. ويمكن تعزيز هذه الأهداف بأدوات قياس وإجراءات تدريسية مناسبة. ويتوفر حالياً برامج محوسبة تقوم بإعداد البرامج التربوية الفردية بالكامل حيث يقوم المعلمون بإجراء التعديلات التي يرونها مناسبة على ضوء المصادر التعليمية المتوفرة لهم.

القياس والتقييم في التربية الخاصة:
لا تقتصر مسؤوليات معلمي التربية الخاصة على التدريس فقط، فهم مطالبون أيضاً بالعمل مع معلمي المدارس العادية ومع اختصاصي علم النفس المدرسي للقيام بملاحظات قبل إحالة الطالبة المشتبه بضعفهم إلى التربية الخاصة. كذلك فهم مطالبون باتخاذ قرارات بشأن الأهلية لخدمات التربية الخاصة وبتوثيق مستوى التقدم الذي يحرزه كل طالب. وقد أصبح ينظر إلى التكنولوجيا باعتبارها وسيلة لتنفيذ تقييم أفضل وفي وقت أقل. وفي العقدين الماضيين، بينت البحوث المتصلة بالتقييم المستند إلى الكمبيوتر كيف أن هذه الأدوات التكنولوجية يمكن أن تحاكي التقييم الذي يقوم به الناس، وكيف أن هذه الأدوات التكنولوجية يمكن أن تكون أكثر جدوى وفاعلية من العمل اليدوي المرهق والمستغرق للوقت.

تدريب كوادر التربية الخاصة:
إن تقديم الخدمات التربوية الخاصة والخدمات المساندة الفعالة والمناسبة للطلبة ذوي الحاجات الخاصة يتطلب كوادر مدربة جيداً تعي أحدث التطورات في الميدان. ولذلك فإن تدريب الكوادر قبل الخدمة وفي أثنائها يعتبر من المهمات الرئيسة الموكلة للقائمين على إدارة التربية الخاصة. ولكن تنفيذ هذه المهمة بشكل فعال يتطلب التزود بمعلومات عن الممارسات الميدانية الحديثة ومصادر التدريب المتوفرة في المجتمع المحلي.
وفي هذا المجال أيضاً، تستطيع تكنولوجيات المعلومات تيسير عملية الوصول إلى المعلومات اللازمة. علاوة على ذلك، تتوفر حالياً برامج محوسبة تقدم التدريب للكوادر بشكل مباشر.

إدارة التربية الخاصة:
تعتمد الإدارة الفاعلة لبرامج التربية الخاصة بالضرورة على توفر معلومات دقيقة وحديثة عن هذه البرامج. فمثل هذه المعلومات تلزم لتنظيم الخدمات ومتابعة تقييم مدى فعاليتها والتخطيط للمستقبل، وغير ذلك من الأهداف. ومعروف أن جمع المعلومات، والمحافظة عليها، وتحديثها، وتحليلها يتطلب جهود كبيرة تثقل كاهل الكوادر.
ولمواجهة مثل هذا التحدي، فقد تم تطوير عدد من نظم المعلومات المحوسبة الخاصة بمتابعة المعلومات وتحليلها. ويمكن تشغيل هذه النظم بأجهزة الكمبيوتر التقليدية وغير المكلفة.

تطبيقات الحاسوب في التأهيل:
لا تقتصر استخدامات الحاسوب على التدريس الأكاديمي. فمع الاهتمام المتزايد بتيسير انتقال الطلبة ذوي الحاجات الخاصة من المدرسة إلى عالم العمل، تزداد الحاجة إلى توظيف الحاسوب في برامج التأهيل المهني ولأن بعض المهن تعتمد على إدارة المعلومات أكثر مما تعتمد على إدارة الأشياء، فإن الكمبيوتر، من حيث المبدأ، يسهم في إتاحة فرص عمل أفضل لذوي الإعاقات الجسمية الشديدة.

استخدام الحاسوب في تدريس المعاقين سمعياً: 
يقدم الحاسوب مجموعة كبيرة من الحلول التكنولوجية للطلاب الذين يعانون من مشكلات سمعية والتي يمكن ربطها بأجهزة الحاسوب الصفية وأن بعض تكنولوجيا الحاسوب تم تزويدها بوسائل إدخال قياسية مثل لوحة المفاتيح والفأرة ومن بين الوسائل التكنولوجية المتكيفة مع الحاسوب والتي تساعد الطلبة ذوي الاعاقات السمعية على التعلم ما يلي:
1. أجهزة التأشير Adaptive Pointing:
وتقدم هذه التكنولوجية عدد من البدائل لذوي الاعاقات السمعية مثل المؤشر الممسك يدوياً، الشرائح اليدوية اللواصق وكل هذه تعتبر تكنولوجيا مفيدة للطلبة ذوي الاعاقات السمعية والذين يعانون من صعوبات في استخدام الحاسوب 
2. لوحة المفاتيح Adaptive Keyboard: 
وهنا نرى أمكانية تكييف لوحة المفاتيح من أجل تحسين وصول الطلبة الذين لديهم صعوبات استخدام الازرار في لوحة مفاتيح الحاسوب. وهناك العديد من أجهزة التكنولوجيا السمعية المكيفة حاسوبياً ومنها شاشات اللمس ولوحة المفاتيح الموضوعة على الشاشة، وأجهزة الفأرة البديلة لأجهزة التكنولوجيا لمدخلات الصوت وأجهزة الاخراج، حيث يتم التركيز على اجهزة الخراج البصرية مع هذه الفئة (Phillip & Patrick, 1999).

تطبيقات الكمبيوتر التربوية للصم: 
لقد ساعدت التطورات في المجالين التربوي والتكنولوجي إلى زيادة الاهتمام بتقديم برامج تتناسب مع قدرات التلميذ الاصم عن طريق استخدام الكمبيوتر في تعليم هذه الفئة، لكونه يتمييز بالاثارة والتشويق والتحفيز على التعلم، خاصة وان التلميذ الاصم يعتمد ويركز على البصر اكثر من باقي الحواس،وقد اشارة الدراسات التربوية إلى ان اول استخدام للحاسوب في مجال التربية والتعليم لذوي الاعاقة السمعية كان سنة(1970) من قبل المكتب التربوي الامريكي حيث انشأ قسم للدراسات بجامعة "ستانفورد" واظهرت الدراسات إلى زيادة مهارات التلاميذ ذوي الاعاقة السمعية كما اكدت على اهمية اتقان المعلمين والاخصائيين في علاج عيوب النطق باستخدام الكمبيوتر وبعض البرامج في مساعدة وتسهيل التواصل بين التلاميذ الصم والمعلم. 
كما انه يساعد على نقل بعض الظواهر الحقيقية للتلاميذ الصم الذين يعتمدون على حاسة البصر اكثر، خاصة الظواهر التي يصعب مشاهدتها لبعدها المكاني او لندرة حدوثها في بيئتهم، فتصميم برنامج يعالج هذه الظواهر ويسهل عملية التعلم باقل وقت ممكن، وهذه العملية المتمثلة في استخدام الكمبيوتر-في التعلم تدخل في اطار عملية التعليم.
وبالتالي فان عملنا هنا يكون قد حقق مجموعة من العوامل الهامة بالنسبة لتعليم الاصم علوم الكمبيوتر والتي، نلخصها بما يلي:
1-التواصل الاجتماعي للصم عن طريق الكمبيوتر
2-الكم الهائل من المعلومات المقدمة للصم
3-الكمبيوتر الذي يتمتع بطريقة جذابة وسريعة ومتحركة وقادرة على جذب انتباه الطفل الاصم 
4-الكمبيوتر مهنة راقية تلائم الصم
5-الكمبيوتر يضمن للأصم التعلم المستمر طوال الحياة.