الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الخميس، 3 أكتوبر 2013

صرخة هاني خليفة ... العنف الأسرى الموجه للأطفال المعاقين ذهنيا ً

بقلم : الدكتورة/ هاني خليفة 60735474 بالكويت

يتعرض الأطفال ذوو الإعاقة الذهنية إلى العديد من أساليب التربية والتنشئة الاجتماعية غير السوية في البيئة الأسرية والمدرسة، وتتفاوت هذه الأساليب من العنف والإساءة البدنية والنفسية، إلى إهمال المعاق عقلياً، ونبذه انفعالياً ونفسياً،  وإهمال أو عزل الابن المعاق من الأسرة عن المجتمع. هذا، وتقوم الخصائص الأسرية بدور كبير في التأثير سلباً على استعداد الأسرة لرعاية الابن المعاق والقيام بوظائفها تجاهه، ومن هذه الخصائص الأسرية: انخفاض المستوى التعليمي للأسرة، قلة الدخل الاقتصادي، الاضطرابات النفسية والصحية التي يعاني منها الوالدان(1).
وتعد الإساءة للأطفال واحدة من أخطر الظواهر التي تجتاح أي مجتمع من المجتمعات، وتعد الإساءة الموجهة ضد الطفل المعاق من أخطر أنواع الإساءات الموجهة للأطفال؛ نظراً لما لها من آثار سيئة عليه، حيث يتحول الطفل إلى موضوع لعدوانية الكبار جسمياً وانفعالياً؛ مما ينعكس سلباً على صحته النفسية، حيث يتحول إلى الجنوح والعدوانية (2).
هذا، ويتعرض الطفل إلى أنماط من الإساءة داخل نطاق الأسرة، حيث يعرف العنف الأسري على أنه: استعمال القوة المفرطة ضد أحد أفراد الأسرة، بالقدر الذي يسبب الأذى الجسيم أو الموت. والعنف الأسرى على هذه الشاكلة لا تقره الشرائع السماوية ولا القوانين الوضعية، ولم تعرفه تقاليد المجتمعات العربية القائمة على أساس الأسر الممتدة التي تربط بين أفرادها المحبة والاحترام المتبادل. وفي ظل متغيرات العولمة أصبحنا جزءا من المنظومة الكلية للمجتمع الدولي؛ فالأسرة العربية أخذت طريقها إلى الانفتاح على العالم الخارجي من خلال الدراسات التي تنتشر عن العنف الأسرى في المجتمعات العربية. وتشير كثير من الدراسات إلى ارتفاع معدلات العنف الأسري في المجتمع العربي، ورغم ذلك نجد أن الإحصائيات المنشورة عن العنف الأسري لا تشكل كل النسب الحقيقية، وهذا يعود لعدة أسباب، منها: أن المجتمع العربي مجتمع محافظ ومترابط، يهتم بسمعة العائلة، ورد الفعل الاجتماعي على أي تصرف سلبي يحدث في الأسرة حتى لو وصل إلى حد العنف، وبالتالي تستطيع الأسرة ـ خاصة رب الأسرة ـ احتواء أي بوادر للعنف الأسري، ويتم حل المشكلة دوما بحيث لا تصل إلى علم السلطات، ولا تسجل في السجلات الرسمية(3).
وقد أكدت دراسات متعددة علاقة الارتباط بين الإعاقة والعنف؛ ففي دراسة حديثة حول العنف الذي يتعرض له المراهقون في عينة من المجتمع في محافظة بني سويف، أجرتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع كلية الطب ووزارة الصحة والسكان، تمت دراسة انتهاك المراهقين بدنيا وعاطفيا وجنسيا في عينة مختارة عشوائيا في بني سويف خلال عام 1998. و العينة تتألف من 555 من طلاب المدارس بعمر وسطي مقداره 15.6 سنة. وقد أجري لكل مراهق فحص طبي، حيث بلغ معدل انتشار انتهاك المراهقين 36.6 %، وكان معدل الانتهاك العاطفي 12.3%، والجسدي 7.6 % ، والجنسي 7.0 %، والانتهاك المتعدد 9.7 %. أما عن أسباب الانتهاك الجنسي، فكانت: الطفل المفرط النشاط، الطفل المعاق، الأم اللا مبالية، تأخر ترتيب الطفل في قائمة أشقائه في الأسرة، والطفل المهزول. أما عن أسباب الانتهاك الجسدي، فكانت عدم مبالاة الأم، ودرجة تعليم الأم، والإصابات.  في حين كانت أسباب الانتهاك العاطفي هي: الازدحام، والمرض، وسوء المعاملة من قبل المعلم. وقد أبلغ عن سلوك يتسم بالعنف في أكثر من 20 % من المراهقين الذين تعرضوا لانتهاك عاطفي أو جنسي. وتوصي الدراسة أنه على أرباب المهن الطبية في البلدان النامية إعداد استراتيجية فعالة للتدخل في أمثال هذه الحالات (4).
وتوجد العديد من المداخل النظرية التي تفسر العنف. ويهمنا منها نظرية "الحرمان البيئي"؛ حيث ترى هذه النظرية أن البيئة التي لا تشبع احتياجات أفرادها ينتج عنها شعور بالحرمان يدفع الأفراد دفعا نحو العنف، فمثلا هناك كثير من المناطق تعاني من الحرمان البيئي، ويمكن ـ على سبيل المثال ـ ملاحظة أن صعيد مصر بيئة تعاني من الحرمان مقارنة بالوجه البحري في كثير من الخدمات والمرافق والاستثمارات؛ ولذلك انتشر العنف في الصعيد أكثر من الوجه البحري(5).
العنف و الإساءة الجسدية للمعاق عقلياً:
إن إساءة معاملة الأطفال ظاهرة سلبية لها آثار مستقبلية على الصحة النفسية والعقلية للطفل بوجه عام، وللطفل المعاق بوجه خاص، كما أن العنف الموجه ضد الأطفال المعاقين ذهنياً قد يطور حالاتهم العقلية إلى الأسوأ، بحيث تصل إلى مراحل متقدمة ومستعصية على العلاج في حالة تعرضهم المتكرر للإساءة من قبل الأسرة أو المدربين في مراكز التأهيل، والمدرسين في المدارس الخاصة؛ نتيجة إخفاق الفئات السابقة في التعامل مع حاجات ومتطلبات أبنائهم من ذوي الإعاقات المختلفة عموماً والعقلية منها تحديداً. ويؤكد الباحث أن هناك بعض الأبحاث والدراسات أشارت إلى أن الأطفال المعوقين عقلياً هم أكثر الفئات تعرضاً للعنف والإساءة؛ نتيجة أن هذه الإعاقة قد تكون مصدرا للضغط والتوتر للأسرة والمدرسين(6).
أ - مفهوم الإساءة للأطفال:
يقصد بالإساءة بوجه عام أنها تصرف يحدث في محيط الطفل الصغير أو الكبير، والذي يعوق جهوده في أن يصبح إنساناً. ويتضمن هذا المفهوم صورا متعددة للإساءة للطفل، مثل: العدوان الجسدي، أو النفسي، أو الاعتداء الجنسي، أو التحرش والاستغلال والإهمال. وتنقسم الإساءة إلى عدة أنواع أساسية، وهي كالآتي: إساءة جسدية، إساءة نفسية وانفعالية، إهمال الطفل، عزل الطفل من الأسرة والمجتمع.
ب - مفهوم الإساءة الجســـدية:
أفعال يقوم بها الوالدان أو أحدهما، تتسم بالعنف الموجه نحو الطفل، مما يؤدي لإصابته بأذى جسدي. ومن المظاهر الشائعة لهذه الإساءة (الكدمات - التجمع الدموي – الحروق – الجروح – الخدوش) في أماكن مختلفة من الجسم. وتوجد عدة سمات لها: أن يتوافر تعمد  فعل الإساءة، أن تكون متكررة، أن تكون ردة الفعل عنيفة لأي سلوك يصدر عن الطفل سلبياً أو إيجابياً. هذا وتنتشر إساءة المعاملة الجسدية بين أسر الأطفال المعاقين عقلياً بصورة أكبر من الأسر العادية؛ اعتقاداً منهم أن هذا هو أسلم طرق التربية وضبط سلوك الطفل (7).
وقد قامت منظمة "اليونيسيف" بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة بدراسة ظاهرة (العنف الموجه ضد الأطفال في مصر)، وأشارت نتائجها إلى أن حوالي 37% من الأطفال يتعرضون للضرب من خلال أبويهم، و26% من الحالات التي تبلغ عن السلوكيات العنيفة الموجهة ضدهم تحدث لهم إصابات بدنية، كما تحدث حالات إعاقة دائمة ناتجة عن استخدام العنف البدني في التعامل مع الأطفال.. وفي مستويات العنف الشديدة يمكن أن يؤدي العنف إلى الموت، والجروح، والكسور. كما أن العنف يتسبب فى إحداث العديد من الآثار الاجتماعية والنفسية السلبية لدى الأطفال، ويعطل نمو شخصياتهم، ويدمر ثقة الطفل بنفسه وتقديره لذاته واستعداده لكي يكون أباً صالحاً فى المستقبل، وقد يؤدي بهم للإحباط والانتحار. وتضيف الدراسة نقطة هامة، وهي أن العنف في مراحل حياة الطفل الأولى فى الأسرة قد يكون غير مرئي أو مخفياً؛ وذلك لخوف الأطفال من الإبلاغ عن صور الانتهاكات البدنية التي يتعرضون لها في هذه الأماكن، ومن ثم يعاني الطفل من الآثار السلبية للانتهاكات البدنية والنفسية مع عدم استطاعته الإفصاح عنها (8).
ويذهب الخبراء الدوليون العاملون في "اليونيسيف" إلى أن علاج ظاهرة العنف، أو ما أطلقوا عليه "تحطيم دائرة العنف"، يتم من خلال توعية الآباء والأسر حول الآثار المترتبة على العنف ضد الأبناء، وتنمية وسائل التنشئة أو العقاب التي لا تعتمد على العنف، وسن التشريعات القانونية التي تهدف لإيقاع عقوبات قانونية ضد كل من يمارس العنف ضد الأطفال، كذلك من خلال إدراك أن العنف الموجه ضد الأطفال هو عنف موجه ضد المجتمع ككل، وهو فعل إجرامي من الممكن السيطرة عليه من خلال إدراك فكرة أن السلام يعد من أهم الحقوق الإنسانية، وهذه المسؤولية تقع على عاتقنا جميعاً (9).
ج - العوامل المؤدية لإيقاع الإساءة البدنية على الطفل المعاق :
تشير العديد من الدراسات إلى تعرض فئة المعاقين بوجه عام، والمعاقين عقلياً بوجه خاص، إلى أنماط مختلفة من الإيذاء البدني والنفسي، وتشير كذلك إلى أن أسباب تعرض هذه الفئة للإيذاء إما تتعلق بخصائص الأسرة، أو الطفل، أو بكليهما معاً. وهي كالتالي:
الخصائص الأسرية المؤدية إلى إيقاع العنف البدني والنفسي على الابن المعاق عقلياً:-
       توجد بعض العوامل الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالأسرة تؤدي إلى تعرض الابن المعاق للإيذاء البدني، لعل أهمها: انخفاض المستوى الاجتماعي للأسرة، العزلة الاجتماعية أو انسحاب الأسرة من التفاعل الاجتماعي، والذي يميل إلى الزيادة بتقدم عمر الطفل، النظرة غير الواقعية لمستقبل الابن، نظرة المجتمع السلبية للإعاقة وللمعاق، المعتقدات الثقافية المرتبطة بالإعاقة العقلية، والتي ـ غالباً ـ ما تؤدي إلى ارتباط الإعاقة العقلية بمفهوم الوصمة الاجتماعية، انخفاض مستوى الدعم الاجتماعي داخل وخارج الأسرة؛ مما يسبب ضغوطاً ومشكلات وتوترات زائدة تقع على عاتق الأسرة (10).
كذلك يتأثر احتمال تعرض الطفل للإساءة بتعرض الأبوين أو أحدهما لإساءة المعاملة في مرحلة الطفولة، أو مشاهدتهم للعنف الأسري؛ ونعني بها أن يكون الآباء قد تعرضوا هم أنفسهم للعنف والإساءة في طفولتهم؛ مما يجعلهم أكثر ميلاً واستعداداً إلى إسقاط تجاربهم السلبية على أطفالهم، وبوجه خاص آباء الأطفال المعاقين عقلياً(11).
      كما يؤثر انخفاض المستوى الاقتصادي الاجتماعي للأسرة ـ مثل: البطالة، الفقر، العزلة الاجتماعية بصورة مباشرة أو غير مباشرة ـ على حدوث إساءة معاملة الأطفال، من خلال تأثيرها السلبي على الصحة النفسية للآباء، كذلك تزيد بعض خصائص الطفل ـ مثل: النوع، العمر ـ من احتمال التعرض لإساءة المعاملة، بل وتكرار التعرض لها؛  فصغار الأطفال والإناث ذوو الحالات المزاجية أو المشكلات السلوكية أكثر عرضة لإساءة المعاملة والإهمال(12).   
كما أن الوضع الاجتماعي للأسرة؛ ونعني بها حدة المشاكل والخلافات الأسرية بين الزوجين، يؤدي لزيادة الضغط والتوتر داخل المنزل؛ مما قد يؤدي إلى إيجاد مواقف انفعالية وتوترات تدفع الآباء إلى تفريغ شحنات الغضب في أبنائهم، وبالتالي وقوعهم في دائرة الإيذاء والعنف البدني. وإذا كان هذا الأمر يتم مع الأطفال الأصحاء الأسوياء، فإنه من المتوقع أن تزيد احتمالية إيقاع الإساءة البدنية على الطفل المعاق عقلياً، لا سيما وأن كلا من الأبوين يحمل الآخر المسؤولية عن الإعاقة الخاصة بالطفل(13).
الخصائص العقلية والسلوكية للمعاق المؤدية لإيقاع الإساءة البدنية عليه:
       توجد بعض الخصائص العقلية للطفل المعاق عقليا تعتبر من العوامل المسؤولة عن إيقاع الإساءة البدنية والنفسية عليه؛ فقد أثبتت العديد من الأبحاث النفسية والتربوية أن المعاقين عقلياً يتعرضون للإساءة أكثر من غيرهم من الأطفال؛ لوجود عدة عوامل تساعد على تعرض هذه الفئة للإساءة، ومنها:-  أن المعاقين عقلياً أقل قدرة على الدفاع عن أنفسهم مادياً، كما أنهم أقل قدرة على تفسير حقيقة الإساءة، وأن هذه الفئة غير قادرة على التفرقة بين الاتصال المادي المناسب وغير المناسب، سواء النفسي أو الجنسي، وأن هذه الفئة أكثر اعتماداً على الآخرين للمساعدة أو الرعاية؛ ولذلك يكونون أكثر ثقة في الآخرين، وتكون ترجمتهم للاعتماد والثقة هو الخضوع والاستجابة(14).
وتشير دراسة أخرى إلى أن هناك العديد من السلوكيات الخاصة بالأطفال المعاقين ذهنياً الذين تعرضوا لإيقاع الإساءة البدنية عليهم، ففي دراسة للباحثة " لينة أبو شريف 1991"، لعينة من الأطفال المعاقين ذهنياً الملتحقين بمدارس التربية الفكرية في عمان، توصلت إلى أنه من أكثر السلوكيات غير التكيفية ارتباطاً بالإساءة البدنية للأطفال المعاقين ذهنياً هي النشاط الزائد، الانسحاب، العـدوان، القلق والخوف، التردد والسلبية، الفوضى والتخريب، العادات الشاذة، والسلوك النمطي(15).
ومن خبرة الباحثة التي اكتسبتها من خلال عملها في الجمعيات الأهلية والخيرية، يتضح أن هناك دورا كبيرا للجمعيات الخيرية في مواجهة العنف الأسري والإساءة البدنية الموجهة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، حيث يجب على الجمعيات الخيرية القيام بعدد من الإجراءات، من أهمها ما يلي:-
- إنشاء مراكز الإرشاد الأسري داخل الجمعيات الخيرية؛ لتوعية وإرشاد الأسر حول الأساليب العلمية والإنسانية للتعامل مع هذه الفئة.
- التوعية المجتمعية والأسرية والدينية حول الحقوق الإنسانية لفئة المعاقين ذهنيا، وذلك من خلال الندوات والمحاضرات التي يتم فيها استضافة المتخصصين من رجال الدين و أساتذة علم الاجتماع والتربية الخاصة للتحدث حول خصائص هذه الفئة واحتياجاتها في المراحل العمرية المختلفة، وأساليب تعامل الأسرة مع أبنائها ذوي الإعاقة الذهنية.
تنظيم دورات تدريبية في الجمعيات الخيرية للأسرة حول أساليب التنشئة الاجتماعية الملائمة للأبناء ذوي الإعاقة الذهنية.
- التوعية الدينية من خلال الجمعيات الخيرية حول النظرة والتعامل الإنساني للدين الإسلامي الحنيف  لفئة المعاقين ذهنيا، وذلك من خلال الندوات والمحاضرات التي يتم فيها استضافة المتخصصين من رجال الدين للتحدث حول النصوص الدينية والأحاديث النبوية التي توضح نظرة الدين لهذه الفئة، وثواب صبر الأسرة على ابتلاء الإعاقة، حيث تؤكد العديد من الدراسات الميدانية مدى تأثير ذلك على تحسن معاملة الأسرة للابن المعاق ذهنيا.
تنظيم دورات تدريبية للعاملين في مجال رعاية الأفراد ذوي الإعاقة الذهنية حول أساليب التعامل الملائم مع هذه الفئة.

إدماج الطفل المعاق في الحياة يبدأ من داخل الأسرة وبإدماج الأم أولا .... صرخة هاني خليفة

لا شيء اقسى على الوالدين من ان يرزقا بطفل معاق او طفلة معاقة. فوجود هذه الحالة في البيت، ايا كان نوع الاعاقة، يؤثر في كل فرد من أفراد الاسرة وفي حياتها، خاصة الام في ظل غياب اي شكل من اشكال المساعدة المعنوية والمادية، في بعض البلدان العربية.
يؤكد الدكتور عبد الله الورديني الاخصائي النفسي ان «مجيء طفل معاق الى الاسرة، خصوصا اذا كانت الاعاقة ظاهرة في الشهور الاولى، يعني فشل مشروع اسري، وانهيار حلم ظل يراود الابوين لعدة شهور، وهو ان يرزقا طفلا سليما. فالطفل السليم يشعر الابوين بالامان، بينما في حالة وجود طفل معاق فانهما يعرفان أن حياتهما ستتغير جذريا، خاصة أنهما وحدهما سيتحملان المسؤولية، في غياب أي دعم من الدولة».
واشار الورديني الى ان الام تتحمل العبء الاكبر في تربية الطفل المعاق، لكونها أما في المقام الأول، ولانه «يتكون لديها شعور باطني بانها لم تستطع ان تمنح هذا لطفل الذي حملته بين احشائها حياة طبيعية، وهذا الشعور يسبب لها احساسا بالذنب لا يفارقها، وهو ما نلاحظه من خلال لقاءاتنا مع الامهات».
وحذر الورديني من ان هذا الشعور بالذنب كثيرا ما يتسبب في نشوء علاقة مضطربة وغير طبيعية بين الام وطفلها، تنعكس بشكل سلبي على نمو الطفل المعاق وتجاوبه مع العلاج وقدرته على الاندماج في المجتمع، بالرغم من مظاهر الرعاية التي تبذلها الام على المستوى العملي، إلا انها تبقى غير كافية أو مجدية، اذا لم تتخلص من ذلك الشعور النفسي.
وتبعا لذلك، اكد وجود حالات عديدة لاطفال خضعوا لعلاج منتظم وتلقوا رعاية خاصة، الا ان حالتهم لم تتحسن بسبب عدم استيعاب الام كونها تتعامل مع طفل معاق، وليس ذاك الطفل المثالي الذي كانت تحلم به. فوجود تلك المسافة او الهوة النفسية بين الطفل المثالي الموجود في خيال الام وطفلها المعاق، يضاعف معاناة الطفل.
ولتدارك الخطأ الذي كان يقع فيه المعالجون النفسيون في السنوات الماضية، قال الورديني انه بدأ الاهتمام والعناية بالاسرة ككل في مرحلة العلاج، وليس فقط بالطفل المعاق كحالة فردية، لمساعدة الام بالتحديد على تجاوز حالة الاكتئاب والاحباط التي تعاني منها نتيجة شعورها بالذنب.
صحيح أن «الاب قد يشعر بنفس الاحساس لكن بدرجة اقل، لان علاقته بالطفل الصغير في المجتمعات العربية عموما، تبدأ في مرحلة متأخرة، اي بعدما يكبر الطفل، الامر الذي يترك الام وحدها في مواجهة مسؤولية طفلها المعاق».
واشار الورديني الى ان هناك اهمالا تاما لهذه الفئة في مجتمعنا، فنحن بحاجة الى برامج عملية ومراكز للرعاية، لان المعاقين لديهم الحق في التربية والتعليم والصحة كغيرهم من الاطفال. وبالرغم من ان المغرب صادق منذ سنوات على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، إلا أنه لم ينتج عنها الكثير على ارض الواقع، بل مجرد مبادرات غير كافية، لان الامر يتطلب ارادة سياسية.
ومقارنة بما وصلت اليه الدول الغربية في موضوع العناية بالاطفال المعاقين، نجد اننا بعيدون جدا عن ما هو مأمول، ففي الدول الغربية لا يسمح للاهل بترك طفل معاق في المنزل، بل يوضع في مراكز للرعاية الخاصة، كما تقدم للأسرة جميع التسهيلات والمساعدات المعنوية والمادية. لان العناية به من مسؤولية الدولة والمجتمع ككل باعتباره مواطنا. في حين لا احد يسأل عن المعاق عندنا.
وحتى ذلك الحين، أي عندما تتغير الظروف والعقليات يقدم الورديني نصائح مهمة عن كيف يمكن للأسرة أن تتعامل مع طفلها المعاق حتى تتغلب على بعض الصعوبات:
ضرورة أن تتعامل الاسرة، خصوصا الام، مع هذا الطفل بواقعية لا باعتباره ذاك الطفل الذي كانت تحلم به.
عدم عزله في المنزل، من باب حمايته من قسوة العالم الخارجي، بل مساعدته على الاندماج في المجالات الطبيعية للحياة. مساهمة الاب في تحمل المسؤولية لمساعدة الأم وتخفيف العبء عنها.
عدم المبالغة في اشراك الابناء الاخرين في تحمل مسؤولية الاخ المعاق والاعتناء به، حتى لا يؤثر ذلك سلبا في حالتهم النفسية وفي علاقتهم به.

علامات الاعاقة عند الاطفال .. صرخة هاني خليفة ( hany khalifa cry )

العلامات المبكرة لحالات الضعف البصري
ــ الاحمرار المستمر في العين .
ــ كثرة الإدماع والافرازات البيضاء في العين .
ــ الحركة السريعة لمقلة العين وصعوبة تركيز النظر .
ــ ظهور عيوب واضحة في العين كالحول .
ــ الذبذبة السريعة والمتكررة لأهداب العين .
ــ حملقة العين أثناء النظر الى شيء ما .
ــ وضع غير طبيعي للرأس اثناء القراءة والكتابة .
ــ تقريب المادة المقروءة أو ابعادها بشكل ملفت للنظر .
ــ التعثر أثناء المشي والحذر الشديد عند نزول السلم .
ــ الانزعاج من الضوء بشكل ملفت للنظر ( أو طلبالمزيد منه ).
ــ كثرة الشكوى من عدم وضوح ماهو مكتوب على السبورة .
ــ مواجهة صعوبة كبيرة في التنقل في الأماكن غير المألوفة .
ــ تكرار الشكوى من الصداع .
ــ سرعة الشعور بالاجهاد والتعب أثناء القراءة أو الكتابة والأعمال الأخرى التي تتطلب تركيزاً بصرياً .
ــ كثرة الأخطاء في القراءة والكتابة فيما يتعلق بالحروف المتشابهة أو ضياع السطور عند القراءة .
ــ صعوبة التمييز بين الألوان المختلفة .
ــ تغطية احدى العينين باليد أثناء القراءة أو التدقيق في شيء ما .
ــ فرك العينين لدى محاولة إدراك التفاصيل الدقيقة لشيء ما .
ــ الطلب بشكل متكرر من الزملاء في الصف أو من المعلم ان يفسروا مايحدث أو ماهو مكتوب على السبورة .
لعلامات المبكرة لحالات الضعف السمعي البسيط
ــ إدارة الأذن أو الرأس نحو المتكلم .
ــ الصعوبة في فهم التعليمات وطلب إعادتها .
ــ اخطاء في النطق والمشكلات الكلامية.
ــ وضع اليد حول احدى الأذنين لتحسين القدرة على السمع .
ــ الحملقة في وجه المتحدث ومتابعة حركة الشفاه .
ــ تفضيل استخدام الاشارات أثناء الحديث .
ــ التهاب الأذن بشكل متكرر .
ــ ظهور إفرازات صديديه من الأذن أو إحمرار ، في الصيوان .
ــ التهاب الحلق واللوزتين بشكل متكرر .
ــ ضغط الطفل على الأذن أو الشكوى منطنين ( رنين ) في الأذن .
ــ استخدام القطن في الاذن بشكل متكرر .
ــ التنفس من الفم .
ــ العزوف عن المشاركة الصفية بحكم عدم قدرتهم على متابعة وفهم مايقال .
ــ تحاشي المشاركة في النشاطات التي تتطلب مزيداً من الكلام ومحاولة اشغال النفس .
ــ عدم ملائمة الاستجابات الصادرة عن الطفل .
العلامات المبكرة للصعوبات التعليمية
ــ السلوك الاندفاعي التهوري .
ــ النشاط الزئد او الخمول المفرط .
ــ الافتقار الى مهارات التنظيم .
ــ عدم المثابرة .
ــ الصعوبات الادراكية البصرية .
ــ الارتباك .
ــ التشتت .
ــ العجز عن الانتباه .
ــ عدم القدرة على التركيز .
ــ عدم القدرة على القراءة .
ــ قلب الحروف والارقام والخلط بينهما .
ــ صعوبات كبيرة في الحساب
ــ الافتقار الى المهارات الحركية الدقيقة .
ــ عدم القدرة على استيعاب التعليمات .
العلامات المبكرة للاضطرابات السلوكية
ــ عدم الثقة بالنفس .
ــ عدم القدرة على بناء العلاقات الاجتماعية المناسبة مع الآخرين .
ــ تدنب المستوى التحصيلي الاكاديمي .
ــ تباين السلوك من وقت الى آخر .
ــ الانسحاب الاجتماعي .
ــ العدوانية المفرطة .
ــ نوبات الغضب والعناد .
ــ النشاط الجسمي المفرط .
ــ عدم القدرة على التركيز والانتباه .
ــ عدم ادراك نتائج الافعال .
ــ اظهار أنماط سلوكية غير هادفة بشكل متكرر .

هاني خليفة بالكويت 60735474


أنا حامل فهل هنالك احتمال ان يكون طفلي معاق؟؟ وكيف اعلم بذلك مبكرا؟؟ وكيف اتجنب حدوثه؟؟ .. صرخة هاني خليفة ( hany khalifa cry )

أنا حامل فهل هنالك احتمال ان يكون طفلي معاق؟؟ وكيف اعلم بذلك مبكرا؟؟ وكيف اتجنب حدوثه؟؟ كل ذلك يجيبك عليه
هاني خليفة خبير في التربية الخاصة 0096560735474 بالكويت
تعريف الإعاقة
كيف نستطيع التحدث عن اقة أنواعها وأسبابها يجب أولاً معرفة معنى كلمة إعاقة وقد عرفتها منظمة الصحة العالمية في ثلاث مستويات
الخلل : وهوإصابة مأقتة أو دائمة لعضو من أعضاء الجسم أو أجهزته
الإعاقة: الصعوبة في أداء أنشطة جسمانية معينة مناسبة لسنه وجنسه مثل القصور في الحركة التعلم الإبصار
العجز: القصور في قدرة الإنسان هلى أداء الدور المناسب لسنه وحنسه في المجتمع مثل عدم مقدرة الطفل على اللعب مع أقرانه
أنواع الإعاقة
أعاقات عقلية: وتتمثل في انخفاض معدل الذكاء نتيجة انخفاض معدل الأداء الوظيفي العقلي بحيث يكون مقدار الذكاء اقل من 85 وقد تكون أعاقة بسيطة أو متوسطة أو شديدة أو جسيمة
أعاقة سمعية: و تعنى عدم قدرة الفرد على السمع بشكل طبيعي و تتراوح من الصمم الجزئي إلى الصمم الكلى ويعتبر وقت حدوث هذه الإعاقة غاية في الأهمية حيث فقدان السمع قبل تعلم الطفل الكلام و اللغة يحرم الطفل من القدرة على الكلام.
أعاقة بصرية: وقد تكون أعاقة جزئية أو كلية
أعاقات لغوية: وتشمل أولا صعوبات النطق (مثل حذف حرف أو أكثر من الكلمة –أو ابدال بعض الحروف- أو إضافة حرف جديد للكلمة ) ثانيا صعوبات الكلام (مثل اللجلجة و التلعثم و السرعة الذائدة أثناء الكلام )
أعاقات أكاديمية: وتشمل صعوبة تعلم القراءة و الكتابة والرياضيات والرسم.
أعاقات حركية: مثل (الشلل الدماغي- التأخر الحركي ضعف الاتزان)
أسباب حدوث الإعاقة
1-الوراثة عن طريق زواج الأقارب.
2-تأخر حمل الأم
3-اختلاف عامل rh
4-تأثير بعض الأدوية ذات التأثير على الجنين أثناء الحمل.
5-التدخين وتعاطي الأم للكحوليات.
6-صابة الأم بأمراض معدية
7-التعرض المتكرر لأشعة (إكس) أثناء الحمل.
8-التعرض لنسبة كبيرة من الرصاص أثناء الحمل.
9-النزيف الشديد أثناء الحمل.
10-نقص التغذية للأم أثناء الحمل.
11-اضطرابات صبغية) كروموسومية).
12-أخطاء عملية الولادة مثل نقص الأكسجين، أو استخدام الشفاط
13-الولادة المبكرة
14-صعوبة الولادة
15-إصابة الطفل بالصفراء
16-الالتهابات والتسمم.
17-رتفاع درجة حرارة الطفل
18-أمراض الدماغ.
19-الصدمات والإصابات الجسمية.
20-اضطرابات التمثيل الغذائي وسوء التغذية للطفل.
21-الاضطرابات النفسية في الطفولة.
مؤشرات الإعاقة لدى الطفل
عند حدوث أي من الأعراض الآتية لطفلك يجب عليك متابعته جيدا وعرضه على الطبيب المتخصص لسرعة التشخيصومعرفة نوع الإعاقة وعدم تأخر الحالة أو تجنبها نهائيا
1-انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
2-صعوبة المص والبلع والمضغ.
3-لايظهر حساسية للتلامس الجسدي إما بالبكاء أو الهدوء أو تحريك الجسم.
4-يظهر تقلص في الذراعين أو الساقين بشكل غير طبيعي.
5-بطء الحركة وعدم القدرة على التحرك بمفرده.
6-ضعف وعدم القدرة على السيطرة على عضلات الرقبة.
7-البكاء بطريقة مختلفة أقرب إلى الإزعاج.
8-ترك إبهامه منقبضة داخل قبضة اليد.
9-عدم الاستطاعة على تثبيت الرأس وسط الجسم.
10-لا يستطيع متابعة الجسم الذي يتحرك أمامه أو يعاني صعوبة في ذلك .
11-تأخر في استعمال اليدين.
12-تأخر في الجلوس.
13-لا يحافظ على رأسه وصدره منتصبين أثناء استلقائه.
14-لا يستطيع الاستلقاء على بطنه مستندا على ساعديه.
15-لا يحرك الأشياء من يد إلى أخرى.
16-يقوم بحركات في اللسان داخل فمه أو خارجه.
17-يمد رجليه عندما يتم ثنيهما.
18-عدم الاستقرار في النوم.
19-يتأخر في الوقوف.
20-ارتخاء العضلات.
21-تيبس في الجسم عند حمله.
22-بطء بالتطور تقيؤ عند البلع.
23-التأخر والبطء في الكلام.
24-عدم الإستجابه للأصوات من حوله.
25-يمكن لبعض الكشوفات الطبية والتحاليل إظهار وجود إعاقة لدى الجنين 

هاني خليفة 0096560735474

طقوس الحج في الحجاز بين القديم والحديث .. صرخة هاني خليفة ( hany khalifa cry )

1380451676_1380437125292552200.png
قدوم العيد الكبير أو ما يسمى بعيد الأضحى، يعني التجهيز الكامل للاحتفال، واستقبال الأهل والأقارب، وتبادل المعايدات، وكما تقتضي الحاجة وكما هو معروف عند كل بلد ومنطقة عن أعرافها وعاداتها لهذه المناسبة، فطقوس أهل الحجاز تختلف كلياً عن أي منطقة، خاصة منطقة الحرمين، التي يتم فيها أداء مناسك الحج، ويشتد الازدحام بها؛ نظراً لقبول الحجاج عليها.
اختلاط الحجيج بأهل البلد
تحدثت المطوفة «فاطمة ألماس» لـ«سيدتي.نت» عن الحج قديماً، وكيف يتعامل الحجيج مع أهل البلد، فأوضحت «أن الحج قديماً كان مختلفاً اختلافاً كلياً عن الأيام الحالية؛ حيث كان أهالي البلد مختلطين مع الحجاج في السكن والمعيشة، وخدمات الحجاج التي تسمى الرفادة؛ وهي إكرام الحجاج لمدة 3 أيام عند وصولهم، فكان تمركز الحجاج عند الحرم في مناطق: «الغزة، والقرارة، والشعب، والشامية، وأسواق المدّعة، وزقاق الصوغ، والقششية»، بحيث يتنقل الحجاج بواسطة المواصلات القديمة والبسيطة. أكثر الحجاج يفضلون زيارة قبور: «المعلاة، وغار حراء، وجبل ثور»؛ وذلك لأهمية زيارتهم لـ«عرفة ومنى والمزدلفة»، حيث تلك المناطق المقدسة تترك لهم أثراً كبيراً في نفوسهم بتداولهم التصوير في هذه المناطق.
أكلات خاصة للعيد الكبير
بيّنت السيدة «صباح شافعي» لـ«سيدتي.نت» قائلة: «في الزمن السابق كانت الفتيات في سن الزهور متحملات لمسؤولية المنزل عن والدتهن في جميع النواحي، وكانت الأم تقضي لهن احتياجاتهن لجميع الأغراض، ومعظم المشتريات تكون للأطفال لتفريحهم بالعيد، وباقترابه يتم النزول للسوق؛ لشراء جميع الحاجيات من ملبس، ولوازم الطعام والمشرب؛ لتلافي زحام الزوار لبيت الله. وفي بعض الأحيان تقوم البائعات بالذهاب إلى البيوت، وتجتمع السيدات للشراء بدلاً من الخروج إلى الأسواق. وفي العيد يغيب الرجال عن البيوت؛ لخدمة الحجيج أو الحج 3 أيام العيد، وتجتمع السيدات كل يوم في بيت أحد الجيران؛ لقضاء السهرة، وتسمى هذه الأيام «بالخُلّيف»، حيث خلو الأحياء من الرجال، وسكون السيدات في بيوتهن على سهرة بالدفوف، والمعمول والغريبة والشابورة والنُقُل «مجموعة من أنواع المكسرات مع الحمص وعين الجمل».

وأول أيام العيد يتم ذبح الأضحية، والجار يعطي جاره، بجانب طبخ أنواع من الأصناف المشهورة عند كل منطقة وبلد، كأرز الحمص والمقلقل، بجانب الشريك والفتوت، فتحرص معظم بيوت الحجاز على جلب كمية كبيرة من الشريك والفتوت خلال أيام العيد؛ ليقدم مع الجبن الأبيض والحلوى الطحينية والهريسة الحمراء واللّدو واللّبينة؛ وهي ما يطلق عليها أهل الحجاز «النواشف»، وقديماً كانوا يسمونها التعتيمة، وأيضاً بيع البليلة والترمس والفول واللوبياء وقمر الدين.
ترتيبات خاصة من أجل الأضحى
وتستطرد السيدة «صباح شافعي» عن عادات أهل الحجاز في موسم الحج، بعض العادات الجميلة والمخصوصة التي كانت في السابق، وبعضها لا يزال موجوداً إلى الآن، منها:
«أنه إذا دخل الحج توقف الناس عن شراء اللحم من السوق؛ وذلك لكثرة الهدي الذي يذبح من الحجاج، فكان الناس يمسكون عن شراء اللحم من الجزَّارين؛ لأن هذه اللحوم معرضة للتلف، أو أنها تكون مريضة أو هزيلة أو متردية أو نطيحة، فلا يأكلون اللحم تلك الأيام. وشراء الوزف والسمك الناشف والربيان المجفف، ويطبخون منه في أيام الحج على الأرز والعدس، وكان له طعم ومذاق خاص، بجانب خبز حلوى المعمول والغريبة في جميع البيوت، وتعمل كميات كبيرة، ثم يذهب بها إلى الأفران، ويرجع بها إلى البيت، ويأكل منها أهل البيت حتى انتهاء الموسم، وخروج النساء يوم عرفة إلى المسجد الحرام صائمات؛ للفطور في الحرم، وأداء صلاة المغرب والعشاء بالمسجد الحرام، وبعد الخروج يشترين الألعاب لأبنائهن وبناتهن؛ احتفاءً بالعيد.

وبالنسبة للسكن، فمعظم البيوت تكون مؤجرة للحجاج، سواء كانوا مالكيها مطوفين أم لا، واختلاط أهل البيت بالحجاج وإكرامهم بالطعام ومشاركتهم بالأغراض الأساسية للمبيت، وعند الإيجار يتم نقل جميع الأثاث لملحق فوق المنزل والمبيت فيه، أما لغير المؤجرين فأثاثهم يتغير بحاجيات بسيطة يتم الاستعداد لها قبل الزحام؛ نظراً لإقبال العيد واستقبال الجيران والأقارب، والبعض يبقي على أثاثه دون تغير، فبيوت الأثرياء يفرشونها بالبسط الإيرانية الصوفية، بل وكثير من متوسطي الحال يفرشون الحجر بها على اختلاف الجودة، والطبقة الأقل، ومن هم دون الوسط يفرشون غرفهم بحنابل من القطن مخططة بالأسود والأحمر».
الحداثة وأثر التغيير العمراني
وأعربت السيدة «مريم كعكي» لـ«سيدتي. نت» قائلة: «الزمن الحديث متغير كلياً لعادات زمان، فتوسّع البلاد وتباعد المناطق السكنية التي أصبحت بعيدة نسبياً عن منطقة الحرم، أدى ذلك إلى الحصول على بعض الحرية للخروج أيام العيد وقضاء ما يناسب الاحتياجات بكل سهولة، فزمن أمهاتنا وجداتنا لم يعد يفيد الآن، وخاصةً في المواسم التي تستغلها الفتيات لقضاء احتياجاتهن وشراء مستلزماتهن؛ نظراً لملاقاتهن قريباتهن والتمتع بمظهر جميل ومختلف، فالعيد يأتي بتجديد لهن، ويعتبر تجديد أثاث المنزل أمراً لابد منه كل عام، فذلك يعتبر أمراً مختلفاً عما كنت عليه وأنا في الصغر، فالتسوق كان أمراً نادراً، وخروجي من المنزل كان شيئاً غريباً، فوالدي هو من يقضي لنا من السوق».
تغير الأسواق والأسعار
عبَّر لنا المطوف «أنمار عمر بلخي» موضحاً أن أمر أهل البلد تغير الآن مع تطور الحال، ونشأت الكثير من الفنادق القريبة من المواقع المتميزة، بانتشار المطاعم التي أغنت عن أكل البيوت، وانتشار الأسواق مما ساعد على الخروج إليها بسهولة.
بينما قال التاجر «عبدالمجيد باريان» لـ«سيدتي. نت»: «يقوم اقتصاد الحجاز، وبشكل رئيس، على بيع السلع والمنتجات للحجاج والمعتمرين، لذا تكثر الأسواق المركزية والمراكز التجارية فيها، وقد شهدت في الآونة الأخيرة ارتفاعاً في أسعار بعض السلع، وهو ما يعتبر أمراً طبيعياً في مواسم الحج، وأن الزيادات لا تتجاوز عشرة ريالات في معظم الأحيان، ومازال ارتفاع أسعار بعض السلع يسهم في إحجام بعض المعتمرين عن الشراء، مما جعل البائعين يبحثون عن بدائل بأسعار أقل. حالياً التوجه يتركز على بعض المنتجات السعودية؛ بسبب اعتدال أسعارها، وعدم خضوعها لتقلب الأسعار في الأسواق العالمية».

دور المرأة المطوفة وأهمية وجودها في الحج .. صرخة هاني خليفة ( hany khalifa cry )

1380622210_1_441.jpg
مهنة المرأة كـ«مطوّفة» من المهن المتداولة خلال عدّة أزمنة، وبكل مرحلة تاريخية لها شكل مختلف، في السابق كانت هناك عوائل معروفة تقوم بممارسة هذه المهنة باجتهاد منها، ومع تطوّر التنسيق، والترتيب لاستقبال الحجاج، ورعايتهم، والعمل على تسهيل هذا الركن الفضيل، أصبحت هناك لجان منظّمة تضم عدداً من الكوادر النسائية التي تعمل بممارسة مهنة الطوافة بحرفية ومهنية ودقّة، وبترتيب وتعاون مع الدولة، للسعي إلى موسم حجّ خالٍ من العثرات على ضيوف الرحمن بقدر المستطاع.
عن ماهية دور المرأة المطوّفة بالحج تقول الدكتورة سميرة بناني (رئيسة اللجنة النسائية لمطوفي حجاج الدول العربية) لـ«سيدتي نت»: «على الرغم من الجهود التوعوية التي تقدّمها الدولة في توعية الحجاج، إلاّ أن المرأة الحاجة قد تتحرّج، بل وتعجز أحياناً عن طرح بعض التساؤلات النسوية فيما يتعلق بخصوصياتها، فتفقد استيعاب وتطبيق بعض ما يتعلق بمناسك الحج من أركان وواجبات، مع ما قد يعتريها من الوهن والأمراض التي تحتاج لرعايتها من قبل أخوات لها من بنات جنسها».
وحول كيفية مواجهة الصعوبات والمشاكل والعمل على حلها تقول: «كانت فكرة إنشاء مشروع توعوي اجتماعي صحي انطلاقاً من أهداف ومهام اللجنة النسائية الموسمية بالمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية لموسم حج عام 1434هـ، بمنتدى المطوّفة والحاجة للمساهمة في توعية الحاجة المسلمة، ضمن الحلول العملية لتمكينها من أداء مناسكها على أفضل وجه، مع العناية بإشاعة العلاقات الإنسانية في التراحم والتعاون بين (المطوفة والحاجة) منذ قدوم الحاجة إلى البيت العتيق، وحتى العودة لديارها بسلامة الرحمن.
هذا، مع تبصيرها بأبرز الجهود المبذولة في خدمة ضيوف الرحمن من المشاريع والتجهيزات والمنجزات التي توفّرها الدولة في رحاب الديار المقدسة».
بينما تتجلّى أهمية المرأة المطوّفة باللجنة في عدّة أدوار، منها الدور التثقيفي والتعليمي. وذلك من خلال إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية بإطلالة شرعية على الحج، وبعروض ثقافية تاريخية إلكترونية، تبرز «رحلة الحج قديماً وحديثاً» لتيسير فهم المناسك بأساليب تقنية عصرية، ووسائل متعدّدة في إطار المسار الدعوي تحت شعار «لقاؤنا عبادة وشرف». وتهدف إلى بثّ الوعي الديني لدى الحاجة بكيفية أداء مناسك الحج، وإشاعة روح التسامح والتواصل الإنساني في العناية بالحاجة أثناء تواجدها بمكة، ونشر التوعية البيئية بنظافة السكن، ومواقع حلولها بالمشاعر المقدسة، وتلاقح الأفكار، وأخذ مقترحات الحاجات في تطوير أساليب التوعية والرعاية النسوية، والتعرّف على الثقافة المكيّة من خلال دور المطوفة في مهنة الطوافة. وتستهدف ضيفات الرحمن من الجنسيات العربية «مصر، والأردن، والسودان، والمغرب، وسوريا، واليمن، والعراق، ودول الخليج».
دور سياحي تعريفي
القيام بالعديد من الجولات التعريفيّة لأبرز المواقع والأماكن الدينية والأثرية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كجبل عرفات، ومنى ومزدلفة، ومتحف الحرمين الشريفين، ومصنع الكسوة، وغير ذلك من الأماكن المتواجدة بالديار المقدسة.
وحول العمل على خدمة الحاجات ورعايتهن من كل جانب، كتوطيد العلاقة مع الأخوات الحاجات، واستمرارية التواصل معهن بعد انتهاء موسم الحج، توضح الدكتورة سميرة بناني بالقول: «هنالك خطة تشغيلية، ولها برامج لكل موقع، وذلك عبر اللقاء بضيفات الرحمن بمواقع ثابتة عددها ستة مواقع سكنية للحاجات، تضم مصليات كبيرة لها خصوصية اللقاءات النسائية، وتشرف على كل مجموعة مطوفة وأربع عضوات من بنات الطائفة ودون ذلك، بحيث يتم إطلاق اسم على كل مجموعة بكل موقع تشمل عروضاً حاسوبية لفيلم تعليمي لمناسك الحج، ومسابقة ثقافية عن حرمة البلد الحرام، وتوعية بيئية عن النظافة، ومطويات عن حج المرأة، وأسئلة عن أخلاقيات الحج، ولقاءات تعريفية اجتماعية.. إلخ»، وتصاحبها توزيع استبيانات لتوثيق المعلومات الشخصية لكل حاجة، ومشاعرها نحو الخدمات التي تتلقاها، والصعوبات التي واجهتها لإمكانية استمرارية التواصل معها مستقبلاً.
هذا من جانب توعوي ثقافي اجتماعي، وهناك جانب خدمي رعوي صحي آخر يتناول رعاية الحاجات المريضات المنومات بالمستشفيات، وهي «الششة، والزاهر، وحراء للولادة، والنور، والملك عبدالله الطبية»؛ لمتابعة أحوالهن الصحية، وتخفيف معاناتهن المرضية، والتواصل مع أهاليهن وطمأنتهن، ونحو ذلك، مع توزيع الهدايا المتنوّعة من الورود، والسبح، والمصاحف، والسجاجيد عليهن».

بالصور..الاسد يقتل وزوجته تقوم بواجب العزاء. .. صرخة هاني خليفة ( hany khalifa cry )

بالصور..الاسد يقتل وزوجته تقوم بواجب العزاء
من يتجول في صفحة “رئاسة الجمهورية العربية السورية” في موقع “فيسبوك” التواصلي، قد يشعر بأنه يزور موقعا خاصا بشركة لدفن الموتى، فأمس الاثنين نشر القيّمون عليها صورا اطلعت عليها “العربية.نت” لزوجة الرئيس الأسد، وهي تقوم بواجب العزاء لعائلات فقدت أحد أفرادها، أي جندي أو شبيح.
كانت 7 صور كلها حداد بحداد واتشاح بالسواد وبالحزن الواضح، وإلى جانب واحدة تبدو فيها أسماء الأخرس ممسكة بذراع فتى وإلى جانبه شقيقتاه اليتيمتان مثله، كتبوا: “أكثر من 4000 عائلة شهيد تواصلت معهم السيدة أسماء الأسد حتى الآن” إضافة لكلام الصورة بأنها لأبناء “الشهيد محمد محمود أحمد” من دون معرفة إذا كان جنديا أم شبيحا، أو جنديا- شبيحا معا.
نجد أيضا صورة ثانية حزينة الطراز، وهي للسورية الأولى وقد عانقتها “زوجة الشهيد عماد الدين صالح العبيد” وليس واضحا أيضا إذا كان جنديا أم شبيحا، كجميع من قدمت لعائلاتهم واجب العزاء. إلا أننا نرى في هذه الصورة بالذات علامات الأسى والحزن بارزة من شدة العناق ودموع الأسف على عزيز قضى، ربما عنوة ومن حيث لا يرغب.
ومن الصور البائسة واحدة لأسماء الأسد وهي تتوسط والدي القتيل الجندي أو الشبيح عمر صياح المغير، وتبدو والدته مسكينة الملامح، قصيرة القامة ونحيفة وقد سيطر عليها سواد الحزن والحداد، وتنظر ومعها زوجها إلى الكاميرا لتبث إليها ما بدا كأنه تساؤلات في عينيها وتستر على مصيبة ابتليت بها كأنها معصية.
وصفحة “رئاسة الجمهورية العربية السورية” في “فيسبوك” مختلفة تماما عن حساب الأسد في موقع “أنستاغرام” للصور وما شابه، إلى درجة أن المتجول فيه يشعر وكأنه حساب خاص بكريم العرب الشهير، حاتم الطائي، أو حتى للأم تريزا التي أفنت عمرها بعمل الخير لفقراء 5 قارات، لذلك وصفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف” محتوياته في أول أغسطس/آب الماضي بمثيرة للاشمئزاز، لأنها بعيد عن واقع ما يجري.
الحساب مكتظ بصور للرئيس الأسد وهو يحيّي أنصاره، وأخرى لزوجته وهي تزور مستشفى أو مدرسة للأطفال، أو تعقد لقاءات مع طلاب في قاعة كبيرة وهم يبتسمون، لذلك استدركت هارف بأن الحساب “لا يعكس أبدا حقيقة الحرب الدائرة في سوريا” على حد تعبيرها.
قالت أيضا، طبقا لما قرأت “العربية.نت” من تصريحها الذي تناقلته الوكالات: “هذه ليست سوى مناورة علاقات عامة خسيسة، وإنه لأمر مثير للاشمئزاز أن يقوم نظام الأسد باستخدام هذا الحساب للتعمية على الوحشية والمعاناة اللتين يتسبب بهما” لأن “أنستاغرام” الأسد برأيها “يتجاهل فظائع ارتكبت في حمص وغيرها” وفق ما وصفت الحساب الذي تم افتتاحه في 24 يوليو/تموز الماضي، ومنذ ذلك الوقت أصبح مكتظا بأكثر من 100 صورة، معظمها ابتسامات.
نرى الرئيس السوري في “الأنستاغرام” وهو يعمل في مكتبه أو مبتسما يلوح بيده موجها تحية إلى مناصرين، يبدو معظمهم ضاحكا ومبتهجا، تماما كالذين نراهم مع السورية الأولى وهي تحادثهم، وغالبيتهم فتيان أو طلاب صغار السن تهنيء الواحد منهم لنجاحه في الصف الدراسي، أو ما شابه، بينما تدفن سوريا أبناءها.