الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

السبت، 14 أبريل 2012

صرخة هاني خليفة ..إرشاد أسر ذوي الإعاقات المعرفية

يتطلع  جميع أفراد الأسرة وخصوصاً الوالدين عندما ينتظرون مولوداً جديداً, أن يكون هذا الطفل القادم جميلاً وذكيًا وسليمًا من جميع الجوانب, ولكن تكون الصدمة الكبرى عندما يخبرهم الطبيب بأن طفلهم الجديد معاق عقليا. ويقضي الآباء والأمهات الوقت الطويل في التفكير حول مستقبل طفلهم المعاق وما سيحملون من همه ومن سيرعاه بعدهم إلى غير ذلك من استفسارات تشغيل تفكيرهم.

ويلاحظ من تعريفات الإعاقة العقلية أنها تتضمن :-

* انخفــاض مستوى الأداء العقلي الوظيفي للفرد دون المتوسط بصفة عامة وأن نسبة ذكاء الفرد المتخلف عقلياً أقل من (70) على أحد مقاييس الذكاء المقننة .
* يصاحب هذا الانخفاض قصور في مستوى السلوك التكيفي للفرد وتكون ملازمة معه .
* أن هذا الانخفاض في مستوى الأداء العقلي دون المتوسط والقصور في مستوى السلوك التكيفي للفرد تظهر أثناء فترة النمو الأولى أي قبل سن الثامنة عشرة من العمر .

إرشاد أسر الأفراد المعاقين عقلياً

يعتبر التعامل مع الإعاقة العقلية أمراً مربكاً وصعباً. ويعبر عن هذا بقوله: يستطيع الشخص المبصر أن يتخيل كونه كفيفًا أو أن يعيش تلك التجربة بأن يعصب عينيه ويتحرك في مكان جديد بالنسبة له, وكذلك الحال مع الصمم وبقية الإعاقات الجسمية ولكن لا يمكن للإنسان أن يلغي العمليات العقلية العليا لديه أو أن يتناسى مؤقتاً كل ما تعلمه لذلك فمن الصعب جداً التعامل مع الإعاقة العقلية.
ردود فعل الوالدين واتجاهاتهم:
بناء على الوضع النفسي والجسدي المرهق الذي تعيشه الأسرة يمكن تلخيص ردود فعل الأسرة أو اتجاهاتهم نحو الطفل المعاق عقليا كما يلي:
1- الاتجاه السلبي: نلاحظ أن بعض الأسر لم تكن تتوقع أن يكون لديها طفل معاق ولذلك فهي لا تتقبل هذا الوضع المؤلم وتتهرب منه و ترفضه بأشكال شتى كأن يتبادل الزوجان التهم حول السبب في وجود الطفل المعاق وقد يستمر ذلك طويلاً وتتحول البيئة الأسرية إلى جحيم لا يطاق.

2- عدم الاكتراث والإهمال:
لوحظ أن بعض الأسر يتكون لديهم اتجاهات سلبية نحو طفلهم المعاق. فلا يتقبلونه إطلاقاً وهذا الاتجاه يؤدي إلى إهمالهم له بدرجة كبيرة, فلا يكترثون لمظهره وملابسه وطعامه ولا يوفرون له العناية الصحية الكافية ويحاولون إخفاءه من حياتهم اليومية. كوضعه في مؤسسة داخلية للمعاقين أو إبعاده عن أنشطة الأسرة وخصوصًا الاجتماعية منها. مما يؤدي إلي زيادة درجة إعاقته. لذا كان لا بدّ من وجود البرامج الإعلامية والتثقيفية المستمرة لأهالي المعاقين.

3-الاهتمام الزائد بالطفل المعاق: 
يتكون لدى بعض الأسر اتجاهات مغايرة للاتجاهات حيث أن أحد الوالدين أو كلاهما يبدي اهتمامًا زائداً في الرعاية والعناية بطفله المعاق؛ مما يعيق برامجه التعليمية والتدريبية وتنشئته السليمة ويعود ذلك لشعور الوالدين بالإثم والذنب حيث يعتقد أحد الوالدين أو كلاهما بأنه السبب في وجود الإعاقة عند الطفل. وبصورة خاصة عندما تنجب الأم طفلاً معاقاً وهي في سن الأربعين أو أكثر أو لاعتقادها بأنها تناولت دواءً في مرحلة الحمل أو كانت تكثر من المشروبات أو التدخين أو أنها تعرضت لأشعة اكس خلال الحمل إلى غير ذلك من الاعتقادات التي تسيطر على الأم وإذا سيطرت مثل هذه الاتجاهات على الوالدين أو كلاهما (الريحاني ورفاقه، 2010).

مرحلة التشخيص:
تعتبر أصعب المراحل بالنسبة للأهل هي عندما يتم تشخيص الطفل لأول مرة على أنه معاق عقلياً بحيث لا يمكنهم تقبل الأمر بسهولة وواقعية حيث يحتاج الأهل في هذه المرحلة إلى الدعم والتشجيع النفسي والمساعدة في التخطيط للتغييرات المصاحبة لوضعهم واتخاذ القرار المناسب فيما يتعلق بالتوجه الذي سيتخذونه.

مستويات وعي الأهل:
تختلف طبيعة وأسلوب الإرشاد حسب وعي الأهل فهناك ثلاثة مستويات لوعي الأهل ويمكن تحديد هذه المستويات من خلال عدة خصائص هي:
أ-الوعي الكامل:
1-يصرح الأهل بأن الطفل معاق عقلياً.
2-يدرك الأهل أن أي طرق للمعالجة ستكون محددة.
3- يطلب الأهل معلومات حول طرق الرعاية الملائمة والتدريب أو إدخال الطفل إلى مؤسسة للرعاية الخاصة.
ب-الوعي الجزئي:
1-يدرك الأهل أعراض الإعاقة مع تساؤل عن أسبابها.
2-يأمل الأهل بتحسن الحالة ولكن يخافون عدم جدوى العلاج .
3- الأهل هنا غير متأكدين من كونهم قادرين على التعامل مع المشكلة .
4-يرى المختص أن الأهل لديهم وعي غير كامل من ناحية إدراكهم لمشكلة طفلهم .

ج-الوعي الأدنى:
1-يرفض الأهل اعتبار بعض الخصائص والصفات أنها غير طبيعية
2-يعزو الأهل الأعراض إلي أسبابها وليس إلي وجود الإعاقة .
3-يعتقد الأهل أن العلاج سيجعل الطفل طبيعيا.

الخدمات الإرشادية والدعم لأسر الأطفال المعاقين عقليًا:
يستطيع المرشدون استخدام نوعين من الإرشاد الفردي أو الجمعي في عملية الإرشاد لأسر المعاقين عقليا ويعتمد اختيار الأسلوب على طبيعة وخصائص الأسر وحاجاتهم.
1 – الإرشاد الفردي:
يستخدم مع الوالدين ذوي الحاجات الفردية الواضحة وهم يتميزون بخصائص نفسية وسلوكية تستدعي الانتباه والمعالجة الفردية. حيث يستفيد منه الوالدان الذين يبدون ميلا للاعتماد العاطفي أو يتميزون بوجود نزعات عصبية أو ذهنية أو عدوانية . حيث أن وجودهم مع الجماعة في حالة الإرشاد الجمعي قد يؤدي إلى تفكك الجماعة بسبب إصرارهم على لفت الانتباه لحاجاتهم الشخصية لذلك فالإرشاد الفردي يسمح للمرشد بان يكيف العملية الإرشادية لتناسب حاجات المسترشد وتمكنه من السيطرة وضبط إشباع حاجاته الخاصة.

2 – الإرشاد الجمعي:
يهدف إلى إعادة تكامل الشخصية وتكيفها مع الواقع والحقيقة ويستخدم كذلك لتقديم المعلومات. فيعمل المرشد على استخدام الأساليب والعمليات الإرشادية والتربوية الجماعية من اجل العمل على خفض التوتر وفهم سلوك الطفل المعاق والمساعدة في التعرف على الأساليب المناسبة لمعالجة القضايا والمشاكل المحددة للطفل.
ومن القضايا التي يعالجها الإرشاد الجمعي قبول الوالدين للطفل المعاق والتحرر من مشاعر الذنب والخجل والعار وتعديل طموحاتهم الخاصة بالطفل المعاق بشكل يتناسب وقدراته الحقيقية وتجنب تدليل الطفل وإعطائه مزيدا من الرعاية التي قد تؤثر في اتجاهات الإخوة نحوه وتؤثر في علاقاتهم معه . (يحيى، 2010).
التدخلات الإرشادية مع المعاقين عقلياً
تعتمد فاعلية الخدمات الإرشادية المقدمة للأفراد المعاقين عقليا على دقة التقييم ودقة تعرف المشكلة ولذلك فإنه وقبل تقديم الخدمات لا بد من توافر معلومات كافية حتى نضمن فرصة تحقيق النجاح. يلعب الكشف والتشخيص المبكر للإعاقة العقلية وتحديد آثارها على المظاهر النمائية المختلفة دورا مهما في زيادة فاعلية الخدمات الإرشادية . وفي واقع الأمر فان الخدمات الإرشادية تأخذ أشكالا مختلفة ونشير فيما يلي إلى بعض تلك الخدمات التي يمكن الاستفادة منها في مجال إرشاد المعاقين عقليا وأسرهم:

1 -خدمات الإرشاد النفسي :
تهدف خدمات الإرشاد النفسي للأفراد المعاقين عقليا إلى مساعدتهم على كسب المهارات التكيفية وتنمية مظاهر الشخصية المختلفة 
المتأثرة بطبيعة الإعاقة العقلية.
2- التدريب على مهارات الحياة:
لكي يتم التدريب على مهارات الحياة, فإن هذا يتطلب تقييما لمستوى أداء المهارات من جهة, والتأكد من دافعية الطفل المعاق عقليا من جهة أخرى.
3 - التدريب على المهارات الاجتماعية :
إذا كان الهدف من تعليم المعاق عقليا هو إعداده للعيش في المجتمع, فإن هذا الهدف يتطلب إدخال وتعليم المهارات الاجتماعية ضمن المنهج واعتبارها جزءا لا يتجزأ منه.
4- تدريب الرفاق:
لا يوجد تدخل يساعد الأفراد المعاقين عقليا في الدمج مع المجتمع إذا لم يتقبلهم المجتمع نفسه, وهذا يتحقق في الأوضاع التربوية من خلال تعريض كافة الأفراد المعاقين عقليا إلى بيئات الدمج الاجتماعي. 
5- الإرشاد والتوجيه المهني :
تهدف خدمات التوجيه والإرشاد المهني إلى مساعدة الأفراد المعاقين عقليا على اختيار مهنه مناسبة لطبيعة قدراتهم كما ويهدف إلى مساعدتهم على التكيف مع متطلبات المهنة وإتقان مهاراتها. 
6- التدخلات التربوية الخاصة :
هنالك العديد من التدخلات النفسية والاجتماعية التي يمكن أن تقدم في الأوضاع التربوية, فالتعليم الصفي غالبا ما يستند إلى مناهج المهارات الوظيفية المصممة للتعليم الفردي والعيش في المجتمع الموحد. وتصميم التدخلات التربوية الخاصة واعتمادا على نتائج التقييم التربوي والنفسي للطفل المعاق عقليا.
7- الإرشاد الأسري:
يؤدي وجود طفل معاق عقليا في الأسرة إلى الاضطراب النفسي وإرباك نظام الأسرة والخطط المستقبلية لأعضائها. فعندما يشعر الآباء بأن طفلهم يعاني من صعوبات فإن هذا يدفع بهم إلى اللجوء إلى الأطباء لتحديد الحالة الصحية لطفلهم. وإذا كان الآباء لا توجد لديهم الخبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات فإن هذا يؤدي إلى الشعور بالأذى. وفي العموم, فإن عملية فهم أن الطفل معاق عقليا تتطلب الوقت والجهد وهذا في النهاية يعكس مدى حاجة الآباء إلى خدمات إرشادية ومعلوماتية توعوية بطبيعتها حول خصائص الطفل وأسباب الإعاقة والخدمات التي يمكن أن يحصلوا عليها, وحقوق الطفل وحقوق الأسرة. ***
مع تحيات هاني خليفة 
hany.moaz@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق