الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

مشاريع تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة ( صرخة هاني خليفة )


  تمثل مشاريع الثقة لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة  ملحمة رائعة من ملاحم الكفاح
الذي يبنى على غرس الثقة بالنفس ويأخذ مساره مرحلياً كرؤيا وفكرة وتأسيس ونهوض وانطلاق  
نبدأ قصة هذا الصرح العملاق من حيث الرؤيا ، فقد كانت الرؤية منذ البداية أن تصبح هذه الم
شاريع منارة فكرية وعملية رائدة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي في مجال تأهيل
وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة وكسر حاجز عدم الثقة في أدائهم الوظيفي لكي تكون هذه
المشاريع رافداًَ أساسياً لغرس وتنمية ثقافة مجتمعية إيجابية تسهم في مسيرة عطاء ذوي
الاحتياجات الخاصة وتبرز جوانب الإبداع والتفوق الذي يعتمر دواخلهم . أما الأغراض التي
سعت مشاريع الثقة لتحقيقها فهي كثيرة .. نذكر منها على سبيل المثال :
ـ إتاحة فرص التأهيل الوظيفي المناسب للمعاقين .
ـ بذل المساعي المدروسة لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في القطاعين العام والخاص . 
ـ إدارة المشاريع الاقتصادية الهادفة إلى إتاحة فرص تشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة. 
ـ إقامة الأنشطة الداعمة لغرس وتنمية أسس إيجابية نبيلة لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة.
  ترتكز رسالة مشاريع الثقة لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة على قيم يجب مراعاتها ،
تتمثل في : التخطيط والمتابعة الحسنة ـ المثابرة والعمل المنتظم  ـ تشجيع الابتكار والتجديد في
الأداء ـ إدارة وتقدير وتنمية العمل الفردي والجماعي التطوعي ـ مواصلة السعي إلى التفوق
والامتياز في كل ما يقوم به المعاق شاغل الوظيفة ـ تنمية علاقات إنسانية داخل المؤسـسة
والاعتماد على العنصر البشـري ـ الاهتمام بالتدريب والتأهيل  المناسبين ـ تنمية علاقات شراكة مع
جميع قطاعات المجتمع والاهتمام الدائم بتطويرها .
  جاءت فكرة إنشاء هذه المشاريع من أحد موظفي دائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة عندما
تقرر فتح فرع للدائرة في المنطقة الصناعية في عام 1999م إذ لا يوجد أي مكتب لخدمات
الطباعة في تلك المنطقة ، فاقترح على مدير الدائرة أن يطلب من نادي الثقة للمعاقين فتح مكتب
لخدمات الطباعة . تم نقل فكرة الاقتراح إلى سمو الشيخ محمد بن صقر القاسمي رئيس مجلس
إدارة النادي الذي رحب بالفكرة وتم تكليف سعادة / حسين علي الغزال عضو مجلس إدارة
النادي  ورئيس لجنة العلاقات العامة وتنمية الموارد للبدء بتنفيذ هذا المشروع ، فكان أن وضعت
خطوات التنفيذ بصورة متخصصة ومدروسة من حيث التفكير في إيجاد أسهل السبل والظروف
التي من شأنها تزليل طبيعة العمل بما يتناسب وأوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة تلافياً للصعوبات
المتوقع حدوثها ، فتم بذلك إلغاء فكرة استخدام الآلة الكاتبة لصعوبة استخدام ذوي الاحتياجات
الخاصة لها واستبدلت بالحاسب الآلي (الكمبيوتر) وتم بذلك تصميم برنامج بالكمبيوتر لتسهيل
الطباعة على نفس استمارات الدوائر المختصة ، كما تم شراء آلة طباعة تكون سريعة وعملية في
نفس الوقت وشراء ماكينة تصوير (أبيض وأسود) .
   يحدثني سعادة الأستاذ حسين علي الغزال الذي كان قائداً لأبطال هذه الملحمة التي بدأت من
الصفر لتنطلق بالمعاق في الامارات إلى آفاق تأهيلية رائدة في عالمنا العربي ، يقول .. لقد عانينا
كثيراً في محاولتنا التركيز على استقلالية المكتب وإمكانية استمراره بدون أي دعمٍ خارجي ، وكان
ذلك مبنياً على مبدأ أن الأعمال العظيمة والخلاقة لا تقوم إلا على الجهد والمعاناة .. تم تجهيز
البرنامج الخاص بطباعة الاستمارة من قِبل الأستاذ حيدر طالب ، وهو مختص في مجال الحاسب
الآلي وأنظمة المعلومات ، حيث قام بتدريب ثلاثة من الأعضاء ذوي الاحتياجات الخاصة على
استخدام البرنامج لاختيار أثنين منهم ليعملوا في مكتب الطباعة (الأستاذ حيدر هو من مستخدمي
الكراسي المتحركة وهو الآن مدير عام مشاريع الثقة لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة) ،
يواصل الأستاذ الغزال .. قمنا باستعارة عدد اثنين (كمبيوتر) من قسم الحاسب الآلي في نادي الثقة
، كما قمنا بشراء طابعة (ليزر) وآلة تصوير بالأقساط لمدة ستة أشهر . في شهر أكتوبر 2000م
تم بدء تشغيل المكتب حيث أن البداية كانت موفقة نوعاً ما من حيث تعاون جميع موظفي الدائرة
ودعمهم ، إلا أنه ظلت تواجهنا بعض المشـاكل إذ أن الإيراد لم يكن ليغطي رواتب العاملين في
المشروع مما شكل نوع من الإحباط .. هنا يواصل الأستاذ حيدر طالب قائلاً : كان لسعادة الأستاذ
حسين الغزال رئيس لجنة العلاقات العامة بالنادي الفضل الكبير في رفع معنويات الجميع ، حيث
قام مشكوراً بصرف رواتب العاملين بالمشروع من جيبه الخاص واقترح استخدام الإيراد في
شراء بعض المعدات الخاصة بالعمل ، وبالفعل تضاعف الإيراد في شهر نوفمبر 2000م واستمر
في الارتفاع إلى أن أصبح في يناير 2001م أربعة أضعاف إيراد أول شهر ، وبذلك أثبت المعاقين
إمكانية نجاحهم وجدارتهم في مختلف الأعمال التي يمكن ان توكل إليهم .. سعينا إلى أن نتوسع في
نطاق ما يمكن أن تغطيه امكانيات مشاريع الثقة على مستوى الشارقة فقمنا بمخاطبة كلية البنات
بجامعة الشارقة بصدد فتح مركز الثقة للخدمات بالكلية ، وجاءت الموافقة والترحيب بالفكرة ،
وتلك كانت تجربة أخرى اختلفت بنوعية الخدمات ، إذ تم التركيز على تقديم جميع الخدمات التي
تهم الطالبات الجامعيات مثل مبيعات القرطاسية ومستلزمات الحاسب الآلي وطباعة وتصوير
وتغليف البحوث ومبيعات الكتب العربية والأجنبية والهدايا وكان هذا الجهد مصدراً لارتياح وقبول
الطالبات والأساتذة في الجامعة .. فقد حقق هذا المركز نجاحاً عظيماً .
  يستطرد الأستاذ حيدر .. في فبراير 2001م قمنا بمخاطبة النيابة العامة في الشارقة لفتح مركز
الثقة للطباعة والتصوير ، وجاءت الموافقة السامية من     سمو الشيخ / سلطان بن محمد بن
سلطان القاسمي ولي العهد الذي رحب بالفكرة وطالب جميع الدوائر المحلية دعم المشروع وتم
افتتاح المركز في شهر مارس 2001م .. كل هذه الانجازات أثبتت مقدرات ذوي الاحتياجات
الخاصة وكفاءتهم وتقديرهم للمسئولية ، لا يقلون في ذلك عن الأصحاء مما حدا بدائرة التنمية
الاقتصادية في مقرها الجديد الذي انتقلوا إليه أن تطلب فتح مركز للخدمات وكان أن تم افتتاحه في
ديسمبر 2004م وشرفنا بافتتاحه سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس
الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة  ، كما تم افتتاح مركز جديد في كليات البنات بجامعة الشارقة باسم
(ركن الثقة للهدايا) متخصص في بيع الهدايا ، كما تم افتتاح قرطاسية أخرى بمنطقة أبوشغارة باسم
(قرطاسية العطاء) للبيع بالمفرق والجملة ، كما تم افتتاح مركز الثقة للطباعة بالمحكمة المدنية في
الشارقة في نوفمبر 2001م وأيضاً تم افتتاح مركز الثقة للخدمات بالجامعة الأمريكية ، كما تم
بفضل الله العلي القدير افتتاح مركز الثقة للخدمات في كليات التقنية للبنين وقد شرفه بالافتتاح 
حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى يوم الأحد
 12/5/2005م كما تم افتتاح ثماني مراكز في مبنى دار القضاء الجديد بالشارقة الذي انتقلوا إليه
وشرفنا بافتتاحها حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس
الأعلى وتم اففتاح مركز في مكتب التسجيل العقاري بالشارقة في مبناها الجديد وكذلك ادارة
البحث الجنائي بالشارقة .
وتم وبعون الله في تم افتتاح عجلة الثقة للمعدات الطبية ويقع المحل في نادي الثقة للمعاقين ويقدم
خدماته للمعاقين من كراسي متحركة عكاكيز ،معدات طبية ....... الخ وبأسعار رمزية تنافس
السوق المحلية كم تم افتتاح ورشة الثقة حيث يتم اصلاح جميع كراسي المعاقين وبشكل رمزي
وبسيط 
بعد كل هذا النجاح تقرر فتح مركز الثقة لتنظيم المعارض والندوات حيث تم تنظيم معرض العودة
للجامعات ولمدة ثمان أعوام متتالية وقد نجح نجاحاً باهراً
 

يواصل حديثه الأستاذ حيدر طالب .. بمناسبة مرور أول عام على مشروعات الثقة لتأهيل وتشغيل
ذوي الاحتياجات الخاصة جاءت توجيهات سمو الشيخ محمد بن صقر القاسمي رئيس مجلس إدارة
نادي الثقة للمعاقين بزيادة رواتب جميع موظفي المشروعات بنسبة ثلاثين بالمائة ومنحهم راتب
شهر، اما فيما يتعلق بتأهيل الموظفين بالمشروع فقد بدانا بعمل دورات كمبيوتر متخصصة
ومركزة تمتد فترتها لمدة ستة أشهر وهي إجبارية لكل العاملين بالمشروعات ، وهناك أيضاً
الدورات المجتمعية لتطوير المهارات الذاتية وهي دورات تمتد لفترة عام وقد تم تمويل هذا
البرنامج عن طريق إحدى البنوك العاملة بالدولة وبأسعار رمزية ، ويهدف هذا المشروع إلى جلب
أكبر عدد من الإداريين والمهتمين بقضايا الإعاقة وسائر القضايا الاجتماعية للتفاعل داخل النادي
كوسيلة لآيدولوجية دمج المعاق بالمجتمع (أو المجتمع بالمعاق) . وفي مجال المؤتمرات قامت
مشاريع الثقة بتنظيم (مؤتمر الشارقة الأول لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة ـ فبراير 2004م)
وكان بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية حيث تعرض المؤتمر
لعدد من تجارب التوظيف في الوطن العربي ، وكان الحضور يغطي جميع الدول العربية ، ومن
أهم أهداف هذا المؤتمر :
ـ توفير الفرصة للمهتمين من داخل الدولة والدول العربية للقاء والتباحث في واقع ومستقبل برامج
التأهيل المهني للمعاقين .
ـ دراسة الفرص المتاحة لدخول ذوي الاحتياجات الخاصة لسوق العمل وتحقيق اندماجهم
الاجتماعي والاقتصادي في مجتمعاتهم وبيئاتهم التي يعيشون فيها.
ـ توفير الفرص لتبادل المعلومات والخبرات.
ـ عرض التجارب المعاصرة والمبادرات الناجحة في مجال تأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات
الخاصة .
ـ إصدار وثيقة  التي تضع معايير وشروط التوظيف للمعاقين من صميم الوقائع والتجارب
الواقعية .
 
 جديرٌ بالذكر أن مشاريع الثقة لتأهيل وتشغيل ذوي الاحتياجات الخاصة قد نالت جائزة الهلال

الإبداعية من جمعية الهلال الأحمر بالأمارات ، وقد حصلت مشاريع الثقة على المركز الأول من
أثنين وخمسين مؤسسة تهتم بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق