الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الأحد، 21 أكتوبر 2012

صرخة هاني خليفة ..الرهاب المدرسي المشكلة والحل




فغالباً ما يشعر الأطفال بالقلق عند بدء دخولهم المدرسة وخصوصاً المستجدين منهم بسبب انفصالهم عن والديهم بيد أن استمرار الشعور بمشكلة الانفصال هذه لعدة أيام, ربما يتطور هذا الشعور إلى شيئاً آخر هو الخوف المرضي من المدرسة أو ما يسمى علمياً " برهاب المدرسة". وعلى الرغم من أنه لا يوجد طفل يولد وهو يشعر بالخوف، فالخوف سلوك مكتسب ألا أن المخاوف بأنواعها تنتشر بين الأطفال وتختلف طبيعتها باختلاف المرحلة العمرية فهي أحيانا تعد جزء من نمو كل طفل. لكن يجب التعامل مع تلك المخاوف ومساعدة الطفل بشكل صحيح وعدم إهمالها أو السخرية منها حتى لا تزداد حدتها وتأثر بشكل سلبي على نمو الطفل الانفعالي والاجتماعي.أو معاناته لاضطراب نفسي مزمن في بعض الحالات .فبناءً على بعض الدراسات فأن نسبة 2-8% من الأطفال المراجعين للعيادات النفسية الخاصة يعانون من الرهاب المدرسي.
فما هو الرهاب المدرسي وكيف يتم التعرف عليه ؟
الرهاب المدرسي هو رفض الطفل الصريح للمدرسة كتعبير في بعض الحالات عن قلق الانفصال عن الأم. وعادة يصاحب هذا الرفض بعض الأعراض الجسدية كالآلام البطن والشعور بالغثيان و التقيؤ والإسهال وعدم الرغبة في تناول طعام الإفطار وهذه الأعراض تحدث في المنزل، أما عند اقتراب الطفل من مكان المدرسة فتبدأ أعراض مشابهة لأعراض نوبة الذعر في الظهور مثل تزايد ضربات القلب, العرق الشديد, ألام الساقيين, بكاء شديد وأحياناً صراخ و شحوب في الوجهة. وجميع هذه الأعراض تتلاشى تلقائياً بمجرد عودة الطفل للمنزل أو غيابة من المدرسة.
بواعث الخوف
نمط شخصية الطفل تلعب دوراً مهماً في معاناته من الخوف حيثً يزداد حدوث الرهاب المدرسي بين الأطفال الانطوائيين والخجولين والذين يفتقرون لشعور بالأمان والاستقلالية النفسية أما بسبب أسلوب التربية أو البيئة الأسرية.
الجو الأسري ومدى استقرار الأسرة وارتباطها يساهم في ظهور هذه المخاوف.
أسلوب التربية والمبالغة في رعاية الطفل وحمايته وتدليله من قبل الأم .أو بالمقابل أسلوب التربية القائم على التخويف لضبط السلوك يساهم في ظهور الخوف المدرسي.
عدم تهيئة الطفل نفسيي لتعامل مع التغيير الكبير في نظام حياته نتيجة لالتحاقه بالمدرسة قبل بدء الدراسة بفترة.
البيئة المدرسية سواء تعرض الطفل للعقاب أو السخرية أما من قبل أحدى المعلمين أو على يد أقرانه. كما أن مواجهة الطفل لصعوبات في أداء الواجبات المدرسية يؤدي لظهور خوف المدرسة
بعض الممارسات الخاطئة في التعامل مع المشكلة سواء من قبل المدرسة أو الأهل:
عدم تفهم مشاعر الطفل وتقبلها, بل التهكم والسخرية و اتهامه بالضعف والجبن ضمنياً وعلنياً
استخدام الشدة والقسوة وأحياناً الضرب لإجبار الطفل على الذهاب للمدرسة والبقاء بها.
عدم استشارة مختصين نفسياً وتربوياً بل التعامل بذاتية وتلقائية مع المشكلة دون دراسة الحالة والظروف الأسرية.
انصياع واستسلام الأبوين لصراخ الطفل و بكائه وتنفيذ رغباته بالبقاء بالبيت أو بمصاحبته في الفصل طوال اليوم الدراسي.
الأساليب المثالية للتعامل مع المشكلة
تفهم مشاعر الطفل وتقبلها كمشاعر حقيقة وموجودة و مساعدته على اكتشاف أساليب لزيادة قدرته في التحكم بهذه المشاعر السلبية.
الانتباه للمكاسب الثانوية لسلوك الخوف المدرسي مثل الحصول على انتباه الوالدين, البقاء بالمنزل واللعب أو حصوله على مغريات وجوائز في حالة ذهابه للمدرسة.
ضرورة الحزم في أهمية الذهاب للمدرسة وعدم السماح لطفل أن يختار عدم الذهاب للمدرسة بسبب القلق خصوصاً أذا لم يكن مصدر قلقه هو خوفه من التعرض لعنف أو تهديد بالمدرسة.
اللجوء لمعالج نفسي لوضع خطة للعلاج السلوكي باستخدام إستراتجية التعرض التدريجي لموقف الخوف متدرجاً من الأسهل إلى الأصعب .
بما أن الخوف سلوك مكتسب فلا يولد طفل يخاف بل يتم تعلمه وبرمجته بالمخ بواسطة الحواس الخمس, لهذا فتوظيف تقنيات البرمجة العصبية على يد معالج متخصص والتي تهدف إلى تغيير الشكليات الثانوية لتجربة(المحتوى) تساعد على تخليص الطفل من خوفه في غضون دقائق.
إن المخاوف أكثر انتشاراً عند الأطفال مقارنة بالكبار، وعادة ما تبدأ هذه المخاوف ثم تختفي دون سبب واضح. تتذبذب لديهم المخاوف وتكون شديدة أكثر من تلك التي تصيب الكبار. ان هذا الأمر ينطبق على معظم مشاعر الأطفال والتي غالباً ما تكون متغيرة ويُعبر عنها بصورة عنيفة. ولأن مخاوف الأطفال شديدة فمن الصعب التفريق بين المخاوف الطبيعية وحالات الرُّهاب غير الطبيعية.
       فالخوف هو استجابة فطرية تجاه مؤثرات محددة يمكن التفريق بينه وبين مشاعر أخرى في السنة الأولى من العمر.  إن الإجفال (ردة الفعل السريعة لأي حركة غير متوقعة، كأن يُطرق الباب ثم يقفز الشخص بصورة مُبالغ بها، وهذا كثير الحدوث عند الأطفال) هو رد فعل يُظهره المواليد ويمكن الاستدلال به على الخوف الطبيعي لاحقاً. إن أي عمل غير متوقع ومفاجئ للمولود يجعله يرفع يديه وقدميه إلى أعلى وقد يبكي. بعد عمر ستة شهور يمكن أن نُفرق وبصورة واضحة ما بين الإجفال والخوف الذي يُرى كرد فعل للغرباء. يظهر الخوف من الحيوانات في فترة لاحقة.
        تتغير المخاوف العامة كلما كبر الطفل. في العمر ما بين سن الثانية والرابعة يكون الخوف من الحيوانات هو أكثر المخاوف شيوعاً ولكن بعد هذا العمر تظهر المخاوف من الظلام أو المخلوقات الخيالية. يتلاشى الخوف من الحيوانات لدى البنين والبنات بصورة سريعة ما بين سن التاسعة والحادية عشرة، أما بعد مرحلة البلوغ فإن نسبة قليلة جداً من الناس يكون لديها أمثال هذه المخاوف.
         إن بعض المخاوف لا تتلاشى بمرور الزمن. فالخجل والتوتر بصفة عامة عند مقابلة أشخاص لأول مرة يستمر حتى مرحلة البلوغ. فمثل هذه المخاوف وجدت عند حوالي نصف مجموعة تقدر بحوالي  6آلاف طفل من أطفال لندن تم اجراء دراسة عليهم على الرغم من وجود مخاوف أخرى قليلة مثل الخوف من الظلام والحيوانات. يخطئ كثير من الآباء تقدير عدد تلك المخاوف التي تصيب أطفالهم. في مجموعة أطفال من منطقة كاليفورنيا تبلغ حوالي ألف طفل كان حوالي  90في المائة منهم لديهم خوف بعينه في المرحلة  ما بين سن الثانية والرابعة عشرة. إن تكرار حدوث تلك المخاوف يتلاشى كلما تقدم الطفل في العمر. تكون قمة التكرار هذه في حوالي الثالثة من العمر. في دراسة أخرى أجريت في منطقة ليستر في انجلترا على  142طفلاً تتراوح أعمارهم ما بين الثانية والسابعة وجد عند حوالي الثلث منهم مخاوف محددة تلاشت معظمها بعد مرور حوالي السنة ونصف السنة.
الحالات المعيقة نادرة:
     على الرغم من أن المخاوف تنتشر وسط الأطفال إلا أن أنواع تلك الرُّهاب التي تعيق حياتهم تكون نادرة. في مسح ميداني تم اجراؤه في جزيرة وايت (في بريطانيا) لحوالي ألفي طفل وجد فقط عند  16منهم مشاكل رُهابية تجاه واحد أو أكثر من المثيرات خمسة منها كانت بسبب العناكب وستة بسبب الظلام. من مجموع  239طفلاً تم تحويلهم لقسم الأمراض النفسية كانت لدى عشرة فقط منهم مشاكل رُهابية محددة.
      

الرُّهاب عند الأطفال نفس درجة الإعاقة التي يؤدي إليها عند الكبار. طفل في السابعة من عمره كان يشكو من خوف شديد من الحشرات الطائرة، خاصة الكبير منها، استمر لمدة عامين. يقول الطفل "تخيفني الحشرات الطائرة جداً وأخشى أن تلسعني وتسبب لي ألماً وتقول والدته حين يواجه طفلها الحشرات الطائر: "يصبح شاحباً، يتصبب عرقاً، تعتريه برودة في جسده ويرتعش ثم تخور ساقاه" انه يهرب في أي اتجاه إذا رأى حشرات طائرة، ثم تشل حركته. فهو لا يلعب خارج منزله في فصل الصيف ويجبر على الذهاب إلى المدرسة أوقات الدراسة. لقد هرب مرتين على الأقل تجاه شارع مزدحم حين رأى حشرات طائرة.
لقد أوضحت معظم الدراسات التي أجريت حول الخوف عند الأطفال أن البنات لديهن مخاوف أكثر من الأولاد. لكن هل يرجع هذا إلى أن الأولاد مطلوب منهم أن يكونوا أكثر شجاعة، وأن يخفوا مخاوفهم تلك؟ أم أن هناك اختلافاً عضوياً (بيولوجياً) يجعل البنات أكثر خوفاً من الأولاد، هذا ما لم ندركه بالضبط ولكن من المحتمل أن يكون كلا الاحتمالين يحمل نوعاً من الحقيقة.
البيئة الاجتماعية:
         إن  المكان الذي يعيش فيه الطفل يؤثر أيضاً في الأشياء التي تخيفه. فالأطفال الذين يعيشون في القرى والأرياف يخافون من الحيوانات أكثر من أطفال المدن. على كل حال فإن الأشياء التي لم يشاهدها الطفل قط وليس لها وجود في منطقته قد تكون هي مصدر خوفه. بعض المخاوف قد تُكسب بتقليد أشخاص آخرين في الأسرة والذين لديهم نفس هذه المشاكل. نجد حوالي سُدس (1/6) الأشخاص البالغين يشكون من مخاوف يعاني أشخاص مقرّبون لهم من رُهاب مثلها. وقد وُجد خلال الحرب العالمية الثانية في انجلترا ان أولئك الأطفال الذين لم يبلغوا سن المدرسة في خوف من الغارات الجوية إذا كانت أمهاتهم يخشونها. وبالمقابل فقد لا يشعر الأطفال بأية مخاوف إذا كان هناك شخص بالغ يثقون فيه موجود ساعة حدوث أمر مخيف.
رُهاب المدرسة:
        تمر على عدد كبير من الأطفال لحظة من اللحظات يُظهرون فيها ترددهم في الذهاب إلى المدرسة. وفي أحيان قليلة يتحول هذا التردد إلى رفض صريح للذهاب إلى المدرسة. قد يكون الرفض للذهاب إلى المدرسة مشكلة حقيقية عندئذ يُسمى "رُهاب المدرسة".
على الرغم من أن معظم الأطفال يظهرون نوعاً من التوتر حيال المدرسة في وقت من الأوقات إلا أن هذا التوتر يكون عمره قصيراً سرعان ما يختفي دون الحاجة إلى علاج. لكن حالات الرفض المزمنة في الذهاب إلى المدرسة تشكّل مشكلة يجب مواجهتها.
يختلف رفض الذهاب إلى المدرسة عن التغيب (أو التهرّب) حيث أن هذا الأخير لا يرفض فيه الأطفال الذهاب إلى المدرسة ولكنهم يقومون بعدة أمور حتى يكونوا بعيدين عن أسوار المدرسة، ويتسكعون في الشوارع إما لوحدهم أو مع بعض زملائهم الهاربين مثلهم دون علم والديهم والذين يعرفون هذا الأمر من ادارة المدرسة، إن التهرّب من المدرسة مرتبط بسلوكيات جنوح أخرى، تغيّر متكرر للمدرسة، غياب الوالدين (أو أحدهما) في فترة الطفولة، وعدم انضباط سلوكي داخل المنزل، عادة ما يظهر هؤلاء المتهربون مستويات دراسية متدنية.   بالمقارنة  بأولئك الأطفال الذين يتهربون من مدارسهم  فإن الأطفال ذوي رُهاب المدرسة يُعلنون رفضهم صراحة في الذهاب إلى المدرسة وليس لديهم أية سلوكيات جنوح، ولا يوجد عندهم ماضٍ لغياب الوالدين عن منازلهم، ولهم سجل مشرّف في مستوياتهم الدراسية والسلوكية. كما أن لديهم أعراضاً جسمانية للتوتر أكثر من أقرانهم المتهربين خصوصاً صعوبات الأكل والنوم، آلام البطن، الغثيان، والتقيؤ. إن الطفل عادة وبكل بساطة يرفض الذهاب إلى المدرسة. قد لا يُعطي الأطفال الصغار أية أعذار لهذا الرفض، أما الكبار منهم فيرجعون هذا الأمر إلى العديد من المخاوف التي تجابههم في الحياة المدرسية. فقد يشتكون من ضعفهم أمام أطفال أقوياء أكبر منهم أو من سخرية الآخرين منهم، أو إنهم خجولون من مظهرهم. كذلك قد يخشون من خلع ملابسهم أمام أطفال آخرين أو غسل أجسادهم مع مجموعة أطفال أو بعد الانتهاء من ألعاب وتمارين رياضية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق