الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

الابعـــــــــــــــــــــــــــــــاد المجـــــــــــــــــــــهولة ... صرخة هاني خليفة

كتابة مذكراتي خطوة صعبة ترددت قبل ان اقدم عليها .. فانا اعلم جيدا ان مذكراتي لن تكون شيئا راقيا كمذكرات ( مالكولم اكس ) المناظل الامريكي المسلم .. او ( نابليون ) .. او غيرهما من العظماء حيث تشكل الحوادث الصغيرة في حياتهم تاريخا حقيقيا تسترشد به البشرية .. اذا ما الذي يجعلني اقدم على هذة الخطوة ؟! ... يقال انه لا احد يولد اديبا .. ومن يصبح اديبا يكون قد قرأ اطنان من الكتب حتى اصبح لدية فكرا مستقلا يشعر بامس الحاجة ان يشاطر به الناس ... او قد عاش تجارب قاسية جدا وراى من الاهوال ما راى حتى اصبح من الظروري ان يكتب عنها والا احرقت محركات روحة !! .. واعتقد انني اتبع النوع الثاني من الادباء .. فقد مررت بتجارب واهوال لا يصدقها عقل ستسبب لك عزيزي القاريء صدمات متلاحقة وستحبس انفاسك كما حبست انفاسي .. ستجعلك في نهاية الامر في حالة ذهول شديد كون ان كل هذة الاحداث قد جرت في ( الكويت ) ولي انا على وجه التحديد .. والاهوال التي رايتها لم تكن من طراز زوجة اب قاسية اسرفت في تعذيبي .. او تعاطي المخدرات او .. الخ .. من القصص التي قتلتها الافلام والمسلسلات العربية قتلا . الغريب انني عشت طوال سنوات عمري ايام هادئة جدا لم يكن فيها ما يستحق الذكر وحتى بلوغي سن السادسة عشر .. ولكن بعد ذلك بدأت حياتي تتخذ منحنى اخر بسرعة رهيبة لارى ما لم يره شيخ تجاوز المائة !! يجب ان اعرفكم على نفسي .. اسمي ( خالد ) ابلغ التاسعة عشر من العمر لحظة كتابة هذة السطور .. اعيش مع احب واطيب امرأة عرفتها في حياتي والتي بذلت الغالي والنفيس من اجلي .. جدتي الحبيبة ( فاطمه ) واعتقد ان كل الجدات الطيبات يحملن هذا الاسم .. وهي بالمناسبة امرأة مسالمة وديعة طيبة القلب ترتدي غطاء الرأس الابيض المزركش الشهير الذي تشتهر به الجدات في ( الكويت ) ولها ضحكة فاتنة حتى لتتمنى ان تريح رأسك على ركبتها وتقول لها ( يما ) باللهجة الكويتيه طبعا .. وعلى الرغم من سنوات عمرها التي تجاوزت الستين وتجاعيد وجهها الا انها ولله الحمد بصحة جيدة .. والواقع ان جدتي هي كل ما تبقى لي من عائلتي .. فقد توفي والدي قبل ان اولد لسبب ستعرفونه لا حقا .. وتوفيت بعده امي في حادث سير بعد ولادتي بشهرين تقريبا !! لتتولى جدتي الحبيبة رعايتي وتربيتي لذا فانا ادين لها بكل شيء . اما عن حالتنا المادية فلا بأس بها على الاطلاق .. اذ نملك عمارة سكنية اشتراها ابي لجدتي قبل وفاته لحسن الحظ ونعيش من دخلها الشهري .. ولانني كل ما تبقى لجدتي الحبيبة .. فهي لم تقصر معي ابدا .. اذ الحقتني باحد افضل وارقى المدارس الخاصة في ( الكويت ) كي احصل على افضل مستوى تعليمي .. ولم اكن اخيب املها بعد كل هذا فكنت طالبا متفوقا لامعا وتوضع صورتي في لوحة الشرف بشكل دائم .. وكثير ما سمعت اساتذتي يقولون بانني نابغة .. وعبقري .. و .. الخ .. ليس هذا غرور بل هو راي اساتذتي بي .. وبالطبع فان هذا قد ادى الى تخرجي من المرحلة الثانوية بمعدل مرتفع للغاية اهلني للالتحاق بكلية الطب في جامعة الكويت مع بداية العام الدراسي القادم بأذن الله . اما عن صفاتي الشخصية .. فلك ان تعرف عزيزي القاريء انني قصير القامة نسبيا .. هزيل البنية .. ملامحي عادية جدا لا يوجد ما يميزها او يجعلك تنفر منها .. ولولا بعض التحفظ لقلت انني اقرب الى القبح من الجمال ... انا قاريء من الطراز الاول .. اقرأ كل شيء تقريبا .. ومثقف الى درجة تثير كل من يتحدث معي . واما عن شخصيتي فانني انسان هاديء الطباع املك عالما ذاتيا ثريا .. ومرهف الحس الى اقصى درجة .. وقد علمتني القراءة المستمرة حب الهدوء المتواضع وجعلتني اعيش صراعا رهيبا بين ما يريدة المجتمع للشباب من ثرثرة فارغة وسوقية وضحالة فكر .. وبين ما ارسمة لنفسي كانسان مثقف متزن احلم بالحصول على شهادة علمية عليا .. هذا الصراع بالغربة جعلاني شخصا انطوائيا مكتئبا متشائما .. لست انسانا تعيسا الى الحد الذي قد تظنونه .. ولمنني قطعا لست انسانا سعيدا .. اشعر ان لي في هذا العالم وجود جغرافي فحسب .. وليس لي وجود نفسي او معنوي .. تماما كما يحدث عندما تذهب الى مطعم وحيدا .. الناس معك لكنك لست واحد منهم .. فالبرد يطل من كل ركن من حياتي .. لانها حياة بلا اهل سوى جدتي وبلا صديق حميم اثق به واسلم له رقبتي دون تردد .. نسيت ان اخبركم انني اسكن منطقة ( الرميثية ) .. اول حب في حياتي .. فهي المنطقة التي عشت بها منذ ولادتي واعرفها عن ظهر قلب وكل جزء منها له عبق الماضي الجميل وان لم اعشه قبل ان يصبح العالم قاس ومرعب كما هو عليه الان من انتشار الجرائم وارتفاع معدل البطالة وانتشار المخدرات .. واعيش حاليا في حي هاديء جدا كحال معظم احياء ( الرميثية ) وعلاقتنا مع جيراننا لا تتعدى القاء التحية في الصباح من زحمة الحياة وضغوط العمل والدراسة . تسألوني عن اقاربنا ؟! .. اقول : انهم قليلين جدا وعلاقتنا معهم مقطوعه تماما لاسباب سأذكرها لاحقا .. في حين يوجد لجدتي اقارب في دولة ( الامارات ) تزورهم بين الحين والاخر وتقضي معهم فترة لا تتجاوز في اغلب الاحيان الاسبوعين . اما بالنسبة لطموحاتي واحلامي فهي كثيرة .. احلم ان اكون مليونيرا .. وان اتزوج فتاة اسطورية وان ارى العالم واجيد عدة لغات واكون طبيبا .. واحلم بالهروب .. الهروب من الحياة الروتينية المملة .. والهروب من الايام التي تكرر نفسها .. الهروب من المحبطات التي تلف حولي وتكاد ان تخنقني .. الهروب الى عالم جديد وحياة جديدة .ز فانا لم اجد ذاتي في هذا العالم القاسي اريد البحث عنه في علم اخر . لا ادري جدوى التعبير عن مشاعري بهذة الدقه بالنسبة لكم .. لكني اشعر ان هذا سيريم الجو المحيط بي كاملا وتجعلكم تروني بدلا من ان تستمعوني فحسب ... ارجوا الا تكونوا قد مللتم من هذة المقدمة . سأبدا الان بسرد مذكراتي باحداثها الغريبة المثيرة ومواقفها المدهشة الرهيبة حتى انني اتساءل وانا اخطها اليكم ان كانت قابلة للتصديق ام لا .. ولكني سارويها .. ويبقى التصديق او عدمه خيار لكم انتم ..
قشعريرة ( 1 ) سأحكي لكم قصتي الاولى .. وهي رهيبة غريبة مقبضة كابوسية بكل المقايس .. وستحبس انفاسكم حتى اخر كلمة فيها .. وليس لي فضل في ذلك .. بل هو حظي الذي اوقعني بتجربة شنيعه غيرت تضاريس روحي .. انصحكم بقراءة هذة القصة ليلا .. فهي تحتاج الى سعة صدر وهدوء .. كما ان لها طابعا باردا قاتما يجعل من قراءتها ليلا افضل بكثير .. حيث تتجسد الخيلات .. وتزداد لذة القراءة ومتعة الاثارة .. بدأ كل شيء في عطلة منتصف العام الدراسي .. او عطلة الربيع كما نطلق عليها في الكويت عام 2002 بعد نهاية اختبارات الفصل الدراسي الاول للصف الثالث الثانوي وحصولي ولله الحمد على درجات نهائية تقريبا .. قابلته في جمعية الرميثيه .. شخصا ممتلئ الجسم له ملامح طفولية يرتدي قميصا واسعا وبنطلون جينز .. سد امامي الطريق ورسم على وجهه ابتسامة ود .. فرفعت عيني نحوة متسائلا عما يريد ثم تأملته للحظة .. وبدأت اتذكر .. س .. ( سعد ) ؟ ... الست ( سعد ) .. زميلي في الصف الثاني متوسط ؟ .. ( خالد ) .. اخيرا تذكرتني يا رجل .. لقد كان هذا الفتى في المرحلة المتوسطة اقرب زملائي الى قلبي .. فقد كان يجلس بجانبي في الفصل لسنتين متتاليتين .. وهو انسان طيب القلب وساذج الى حد كبير لا يوصف , حتى لو انك وصفت له صراعك مع ديناصور وقتلته لصدق كل حرف من كلامك دون تفكير .. وبدأ كل منا يروي ماحدث له بالسنوات الخمس التي تلت .. فقد انتقل ( سعد ) منذ الصف الثالث متوسط الى احدى المدارس الحكومية .. وكان سبب انتقالة هو عدم قدرة والدة على دفع مصاريف المدرسة الباهظة في المدارس الخاصة .. ولم يفتني بالطبع ان اسألة عن الفارق الشاسع بكل تاكيد الذي وجدة بين التعليم في القطاع الخاص والحكومي .. فرد بحسرة : انك تثير شجوني يا خالد .. المدارس الحكوميه مخجله .. مخجلة بشكل لا تتصورة .. بدءا من عدد الطلبه الكبير في الفصل الواحد وانتهاء بالمستوى العلمي لشريحة كبيرة من المدرسين مع الاسف .. ثم قال مازحا محاولا تغير دفة الحديث : لا شك اننا المخبولان الوحيدان اللذان سيقضيان العطلة في ( الكويت ) .. بدلا من السفر او الذهاب الى البر في اسوأ الاحوال . قلت مبتسما : في الواقع ان الجو في هذا الوقت جيد لا يشجع على السفر .. كما انني لا احب التخيم في البر .. واجد الذهاب الى السينما او البقاء في البيت للقراءة ومشاهدة التلفاز اكثر متعه. قال بلهفة : اذن لماذا لا نلتقي ؟ .. هناك الكثير من الامور التي من الممكن ان نفعلها لقتل وقت الفراغ .. اليك رقم هاتفي .. وقلت وقد شعرت انني قد وقعت في مأزق : ي .. يشرفني هذا .. فالواقع انني لم اكن ارغب في هذا اطلاقا .. نعم .. انا ارتاح لهذا الفتى ولكن ليس الى درجة ان التقي به واقضي معه بعض اوقات الفراغ .. لكني .. ومع حماسه ولهفتة .. لم اكن املك الرفض !! كتب لي رقم هاتفة المحمول وكتبت له بالمقابل رقم المنزل .. لانني لا املك هاتفا محمولا ولا احتاج واحدا اصلا .. وهذة هي الحقيقة على الرغم انه من النادر ان تجد شخصا في مثل عمري في ( الكويت ) لا يملك هاتفا محمولا .. تبادلنا ارقام الهواتف .. ووعدني بالاتصال بي قريبا لزيارتي في المنزل او للخروج معا . زارني سعد بالفعل اكثر من مرة وقضينا اوقاتا لا باس بها عندي في المنزل .. وبيتنا بالمناسبة عادي جدا لا يوجد ما يميزة يتكون من طابقين كشأن البيوت القديمة والحديثة في ( الكويت ) .. كنا انا وسعد نسهر معا في غرفتي لغاية منتصف الليل خاصة ان جدتي كانت قد سافرت لزيارة اقاربها في دولة ( الامارات ) .






الحقيقة ان ( سعد ) فتى سعيد لا توجد لديه مشاكل .. وهو انسان عادي جدا لا يوجد ما يقال بشأنه ينام ويأكل ويشرب جيدا .. ويذهب الى السينما ويستمع الى الاغاني .. الا انه شديد السذاجة والبساطة كما اخبرتكم .. كما انه ثرثار لدرجة تثير غيظي احيانا .. فهو لا يسمح لي بان افتح فمي لاقول شيئا واحدا وافكارة سطحية جدا .. لماذا اتحملة ؟ ..
لانني بين نارين .. نار الوحدة .. ونار ثرثرته .. نعم احب الوحدة واخترتها لنفسي كما اخبرتكم بالبداية .. لكنني اولا واخيرا بشر واحتاج في بعض الاوقات ان اكون برفقة احد .. كان في كل مرة يحضر شيئا من منزلة لاشاركة فية .. احضر في احد المرات واحدة من العاب الفيديو .. وفي يوم اخر احضر شريطا لاحد الافلام الاجنبيه لنشاهدة معا ... وهكذا .. وقد كنت متحفظا جدا في حديثي معه .. كعادتي مع الناس .. ولم اكشف له أي جانب من حياتي الخاصة فلم يكن يعرف عني شيئا سوى انني يتيم الابوين .. لم يتغير شيء ولم يحدث أي جديد الا بعد خمسة ايام من زيارات سعد المتكررة لي .. وكان ذلك عندما زارني وهو يحمل علبة كبيرة الحجم لم اعرف كنهها .. تبادلنا التحية ودعوته للدخول ما هذا الذي تحملة بيدك ؟ قال بابتسامه عريضة : انها لعبة اشتريتها من ( اسكتلندا ) منذ قرابة العامين .. واردت ان نلعبها معا .. فانا لم المسها قط . وماهي تلك اللعبة ؟ انها لوحة اويجا .. ولوحة اويجا هذة ان كنت لا تعلم عزيزي القارئ .. هي واحدة من الالعاب التي يقال انها تستخدم للاتصال بالارواح لسؤالها اسئلة اخرى تتعلق بالموتى .. والواقع انني لم ارى هذة اللعبة من قبل لكني قرأت عنها في بعض الكتب .. تلك اللعبة التي تحتوي على لوحة مسطرة عليها جميع الاحرف الابجدية والارقام ( 0- 9) .. وثمة كوب مقلوب نضع اصابعنا عليه لتقوم الروح التي طلبناها بواسطة تعاويذ معينه ... بالاجابة على اسئلتنا من خلال تحريك الكوب ناحية الاحرف لتكون كلمات تكون هي الاجابة على الاسئلة !! ولكن ما كان يميز هذة اللعبة بالذات هو انها فاخرة الصنع بشكل ملحوظ .. حيث كانت مصنوعة من الخشب الفاخر ثقيل الوزن بما يشي بقيمتها المادية العالية !! قلت بانبهار : ولكن اللعبة تبدو فاحرة جدا !! كم دفعت ثمنا لها ؟! قال ببساطة : لقد دفعت فيها ما يعادل ثلاثمائة دينار هي كل مدخراتي . صحت قائلا بدهشة : ولماذا ؟؟! لقد اغرتني كثيرا واحببت ان اقتنيها .. لقد قلت بنفسك للتو انها تبدو فاخرة الصنع بشكل واضح . كما انها تبدو لي بالغة القدم .. وتذكرني نوعا ما بتلك اللعبة الخيالية ( جومانجي ) ( jumanji ) في الفيلم الشهير الذي يحمل نفس اسمها .. لقد ابتعتها من احد الباعة المتجولين في ( اسكتلندا ) سالته ودهشتي لم تزول بعد : الم تجد أي شئ غريب في هذا ؟! قال في غباء وهو يمط شفتية : وما الغريب في الامر ؟! من اين تظن لبائع متجول كما تقول بلعبة ثمينه كهذة ؟! .. الحقيقة انني لم افكر بذلك .. لو اردت رايي فهذة اللعبة اثمن بكثير من المبلغ الذي دفعته للحصول عليها .. ويظهر ان هذا البائع المتجول قد سرقها من مكان مجهول وباعها اليك ظنا منه انه قد حدعك .. في حين انك انت الذي خدعة دون ان تقصد .. واشتريتها بثمن بخس كون اللعبة تحفة اثرية ثمنها من المؤكد اكبر بكثير من مجرد ثلاثمائة دينار . سكت قليلا .. ولم يرد على كلامي ثم قال بحماس مفاجئ : المهم انني قد اشتريتها الان .. هه ؟ .. هل تريد ان نجربها ؟ .. وهل تصدق هذا الهراء ؟ .. ضحك سعد ضحكة قصيرة .. وقال : فلنجرب اللعبة .. ولنر ان كان ما يقال حولها صحيحا .. فانا اشتريتها واخفيتها في غرفتي خوفا من ان يكتشف والدي انني قد انفقت مدخراتي كلها على لعبة كهذة .. خطرت في بالي في الامس فقط .. الامر الذي اغراني كي احضرها اليك ونلعبها سويا .. هه .. ماذا قلت ؟؟ رفضت بالبداية .. الا انني وبعد الحاحة وافقت .. وافقت فقط كي اسكته !! .. كما انني لم اجد سببا لرفضي لانني لا اصدق تلك التفاهات .. اصلا وقد كنت احمقا !! .. اذ لم اكن اتوقع ان ابواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها .. المهم قمت باطفاء النور واضاءة مصباح احمر صغير بناء على طلب سعد لان الضوء الاحمر يعطي جوا للعبة على حد قولة .. الا ان الجو الذي اعطاه هذا المصباح كان كريها خانقا وكاننا متنا وذهبنا الى الجحيم حيث تمرح الشياطين حولنا .. جلسنا بجانب بعضنا البعض .. وبدأ سعد بقراءة بعض التعاويذ الغريبة المكتوبة على جانب اللعبة باللغة الانجليزية بصوت حاول ان يجعلة مخيفا .. ثم قال : خالد .. سيضع كل منا اصبعا على قاعدة الكوب .. ومن المفترض ان نشعر بالكوب وهو يتحرك .. لا تقاومة .. اتركة يذهب الى الحروف التي ستشكل كلمات ما .. والتي ستكون الاجابة عن اسألتنا للارواح .. وهكذا .. هنا تذكرت شيئا : روح من نطلب ؟ .. اه فعلا .. لقد نسيت .. من هي الروح التي تود استحضارها ؟ .. قلت له بلا مبالاه : من هي الشخصيه التي تشعر انها ماتت تاركة ورائها الكثير من الالغاز والتساؤلات ؟! .. اذ ليس هناك أي حكمة من تحضير روح شخصية عادية .. وبدا بحماس يذكر اسماء اشهر الموتى الا ان اسقر بنا الرأي اخيرا على تحضير روح ( الحاكم بامر الله ) .. الحاكم الفاطمي الذي يعتبر المؤرخون اختفائة لغز من الغاز التاريخ . حسنا لنبدأ .. قرأ سعد مرة اخرى وطلبنا روح ( الحاكم بامر الله ) .. وجلسنا ننتظر .. ولكن الكوب لم يتحرك اطلاقا .. وانتظرنا مزيدا من الوقت دون جدوى .. وطلبنا ارواح موتى اخرين واخرين .. ولا نتيجة على الاطلاق !! .. حتى اصابني الملل .. كانت التجربة فاشلة تماما كما هو واضح .. وقلت له وانا في طريقي لاضاءة الصالة من الضوء الاحمر المقيت : يضهر ان ثمن لوحة ( اويجا ) الباهظ كان في جودة صناعتها وقدمها ولا شيء غير ذلك . قال متظاهرا بالامبالاة وان كانت خيبة الامل واضحة على ملامحة : ومن قال انني كنت اتوقع ان يحدث شيئا اصلا .. لقد اشتريت اللعبة للسبب الذي ذكرته لك ولاشيء غير ذلك . كان العشاء كبابا ساخنا طلبته جاهزا من احد المطاعم .. وكان هذا كافيا لتكون هذة اللعبة في غياهب النسيان . جلسنا نتناول العشاء في غرفتي وتحدثنا بعدها في امور اخرى واخرى .. لقد تأخر الوقت على الاستيقاظ مبكرا غدا للذهاب مع والدتي الى سوق الخضار . قالها وهو يتثاءب كفرس النهر .. ونهض بتكاسل .. فصحبته الى الباب مودعا بفتور : اراك لاحقا .. لقد بدأت امل صحبة هذا الفتى حقا .. فهو لا يكف عن الاتصال بي حتى حرمني تماما من الوحدة التي احبها كثيرا ... نعم - وكما ذكرت لكم - احتاج الى الصحبة الادمية احيانا ... ولكن ليس الى هذة الدرجة .. سأبدأ شيئا فشيئا بالتنصل منه وتقليل اتصالاتي معه .. كنت غارقا في هذة الخواطر وانا اقوم بتنظيف غرفة نومي من بقابا العشاء .. نظرة سريعه الى صالة المنزل من خلال باب غرفتي المفتوح .. مهلا .. رأيت شيئا غير عادي قطع علي حبل افكاري !! لقد نسي ( سعد ) لعبته عندي حيث تركناها في الصالة وليس هذا هو الغريب في الامر .. هل انا واهم ؟! .. لا .. انا لا اتخيل شيئا .. عندما تركنا اللعبة كان الكوب الذي استخدمناه في وضع مقلوب .. ولم يحركة احد بعدها .. بل ولم نقترب من اللعبة اطلاقا منذ تركناها .. انا واثق من ذلك .. فكيف ؟! .. لم اكمل عبارتي فقد هرعت الى الهاتف لاطلب رقم سعد : الو .. سعد ؟! نعم ؟ هل كان كوب لعبة ( اويجا ) في وضع مقلوب حين تركاناها ؟! قال بحيرة : بالطبع لا اذكر ... لماذا تسأل ؟؟ قلت له بشيء من التوتر : لقد نسيت لعبتك عندي في صالة المنزل .. والغريب انني وجدت الكوب في وضع معتدل وفوهته الى اعلى !! تساءل بغباء اثار اعصابي : وماذا في هذا ؟! قلت له بعصبية : الاتفهم ؟؟ .. لقد تركنا اللعبة والكوب مغلوب .. وانا لم المسة وانت لم تلمسة ايضا .. وهذا يعني ان هناك من قلبة !! .. الا يمكن ان يكون احدنا قد قلبة وهو شارد الذهن ؟. قلت بصوت مرتجف :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق