الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

السبت، 15 ديسمبر 2012

صرخة هاني خليفة ...أهمية الكمبيوتر فى تعليم التلاميذ الصم

تعتبر حاسة السمع من أهم الحواس التي أنعم الله سبحانه وتعالى على بنى البشر فيقول عز من قال ( ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) (الاسراء آية 36) ويقول الله عز وجل: ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار و ا[لأفئدة لعلكم تشكرون ) ( النحل الآية 78) ، والمتأمل في هذه الآيات الكريمة ومثيلاتها يتبين له أن لدى الانسان قوى مدركة وأن من هذه القوى السمع أولاً ثم البصر ثم العقل.
 لذا نجد أن بنى البشر يسمعون أولاً ، ثم يبحثون عن مصدر الصوت ليروه ، ثم يفكرون بعقولهم ، بناء على ذلك ، فإن أي خلل في حاسة السمع يعوق تفاعله الاجتماعي مع أقرانه ومجتمعه ، حيث أن اللغة هي أداه التواصل الاجتماعي التي تستخدم الرموز سواء كانت منطوقة أم مكتوبة أم معبر عنها بإيماءات الوجه أو حركات الجسم ، كما يعوق الحرمان من حاسة السمع الطفل من اكتساب المعلومات والخبرات والأفكار والمشاعر عند مقارنته بالطفل العادي ، فيصبح الطفل الأصم يتحدث بيديه وشفتيه وحركاته ، ويسمع بعينيه ، ولكن بتدريب الطفل الأصم وتعليمه وتأهيله يتحول من طاقة كامنه مهمله إلى فاعلة منتجه.
والإعاقة السمعية تؤثر تأثيراً واضحاً على النمو اللغوي للطفل الأصم ، حيث يعانى من عدم وصول أي رد فعل من الآخرين عندما يصدر أي صوت من الأصوات ، كما لا يوجد تعزيز لفظي من الآخرين لأى صوت يصدر عن الطفل الأصم ، وليس لديه إمكانية لسماع النماذج الكلامية من قبل الكبار كي يقلد ويكرر.
ونتيجة لانخفاض مستوى النمو اللغوي والقدرة المحدودة على القراءة لدى التلاميذ الصم ، ونتيجة لانخفاض مهارات الاستقبال والتعبير اللغوي لديهم فإن لذلك تأثيره على التحصيل الدراسي للتلاميذ خصوصاً في الجوانب المتعلقة باللغة ، والتي تعتمد على استخدام اللغة اللفظية في استقبالها أو التعبير عن اكتسابها.
أي ان المعاقين سمعياً يمتلكون جميع الحواس مثل العاديين ، كما يمتلكون الإمكانات العقلية والنفسية ما عدا حاسة السمع ، التي تمكنهم من الاتصال بالعالم المحيط بهم ، وبالتالي فإننا أمام فئة تتمتع بقدرات عقلية سليمة ومن الممكن ان نجد بين هذه الفئة مبتكرين مثلما وجدنا ذلك بين الطلاب العاديين ، ووجود تلك الاعاقة لا ينفى وجود الموهبة طالما أنها بعيدة عن القدرات العقلية ولا يمنع استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة للتعليم مثلما نستخدمها مع الطلاب العاديين. 
ونتيجة لأهمية برمجيات الكمبيوتر التعليمية وما تقدمه من امكانات للتلاميذ العاديين والتي يستطيعون من خلالها الاعتماد على أنفسهم في التعلم ، ينبغي الاستفادة من امكانات هذه البرمجيات في تنشيط القدرات والطاقات الكامنة لدى التلاميذ الصم ، وتأكيداً على ذلك يرى "Emmis 2003 " أن أهم ما يميز استخدام برمجيات الكمبيوتر التعليمية في تعليم الأطفال الصم هو المرونة التي يمكن من خلالها التحكم في كيفية تقديم المحتوى للأطفال وذلك بناء على احتياجاتهم ومتطلباتهم .
 كما أن الوسائط المتعددة تعطى العديد من الامكانات للطفل الأصم ، منها على سبيل المثال إمكانية الدمج ما بين النص ولقطات الفيديو حيث يمكن توفير قاعدة بيانات نصية وأخرى موازية لها من لقطات الفيديو بحيث يكون لكل كلمة أو نص لقطة فيديو مقابلة لها ، ونتيجة لذلك تتيح البرمجية التعليمية قدراً كبيراً من التفاعلية حيث يمكن للطفل الأصم أن يقوم بإدخال الكلمات النصية للبرنامج ليجد المقابل لها بلغة الاشارة ممثلة في لقطات الفيديو .
كما يرى "Jean 2000" أن إعداد قواميس لغة الاشارة  الالكترونية من أهم المزايا التي جعلت من الوسائط المتعددة أداه واعدة لتعلم اللغات ، وذلك من خلال تقديم معانى الكلمات مصاحبة بلقطات الفيديو الإشارية.
وإضافة لما سبق فانه يمكن القول أن برمجيات التعليم الإلكتروني تتيح بشكل خاص للأفراد الصم عدد من الفرص الجيدة لبناء طرق جديدة للاتصال بالصم ، وأيضاً تحسن من مهارات الاتصال ، كما أن الوسائط المتعددة تتيح للصم استقبال معلومات جيدة من خلال قنوات مرئية وتفاعلية ، وتعجل من فرص التعلم بالإضافة إلى تقديمها جسراً يربط ما بين الصم والأفراد ذوى القدرة السمعية الجيدة ، كما أن لبرمجيات الوسائط المتعددة قدرة كبيرة عند استخدامها في المواقف التعليمية المختلفة على تخفيض القلق لدى الأطفال الصم ، بالإضافة الى منحهم الثقة في التعامل مع متغيرات الموقف التعليمي ، وكذلك تطوير مهارات القراءة والكتابة بصفة عامة. 
 ولكننا نلاحظ أن البرامج والمؤسسات القائمة على رعاية الموهوبين واكتشافهم وتقييم الموهبة والابتكار لديهم تغفل وتتجاهل الموهوبين من ذوى الاحتياجات الخاصة . فكيف لهذا الأصم ان يصل الى تحقيق ذاته من خلال الابتكار الكامن لديه ونحن لم نسعى الى اكتشافه ومن ثم رعايته بالشكل الصحيح فما يستخدم من أدوات ومقاييس وطرق تقييم للتفكير الابتكاري والتحصيل الدراسي تعتبر غير ملائمة لحالتهم فهذه الأدوات معدة في الأساس للموهوبين والمبتكرين العاديين ، مما يؤدى الى إصدار أحكام ناقصة غير شاملة وخاطئة لمختلف جوانب مواهبهم.
وبعد أن أثبتت العديد من الدراسات فاعلية وأهمية استخدام الكمبيوتر فى تنمية التفكير الابتكاري لدى الأطفال العاديين ، فان استخدامه لدى التلاميذ الصم والبكم سيكون أكثر فاعلية لأنهم في أمس الحاجة الى وسيلة تعليمية متعددة الحواس ، مما يزيد من انتباههم وينمى تفكيرهم ، ويدفعهم الى التعلم ، ويشوقهم الى كل ما هو جديد .
لذا لابد أن تهتم المؤسسات التربوية التي ترعى التلاميذ الصم أن يتم تعليمهم عن طريق المقررات الالكترونية لأن استخدام التعليم الإلكتروني لهذه الفئة يساعد على تنمية التحصيل الدراسي والتفكير الابتكاري ويساعدنا على اخراج أقصى ما لديهم من امكانيات عقلية، ويحسن من مستوى تواصلهم مع العالم الخارجي الذى ليسي لديه القدرة الكافية للتواصل معه. 
مع تحيات / هاني خليفة خبير في الإشارات العربية للصم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق