أول مرة أدركت فيها ان العلاج بالاكسجين
تحت ضغط معتدل يتم استخدامه للتوحد كان منذ حوالي اربع سنوات , عندما
سألني دكتور دان روسيجنول – و الذي كان يقوم بدراسة حول تأثير العلاج
بالضغط المعتدل علي التوحد – سألني عن امكانية انضمام ابني رايات و الذي
يبلغ من العمر ثلاث سنوات الي تلك الدراسة.
في البداية كان العلاج يبدو غير منطقي بالنسبة لي . فلماذا نقوم
بعلاج حالة تعاني من الأكسدة باستخدام الأكسجين تحت ضغط؟ ومع ذلك، فالدكتور
روسينول اقنعني أنه علاج آمنا
وأنه هناك أسباب وجيهة لماذا
يمكن أن يكون فعال مع التوحد
حيث انه كان يقوم بدراسة حول تأثير العلاج بالأكسجين علي زيادة الأكسدة
و قياس التغيرات قبل و بعد العلاج بالأكسجين و تأثير ذلك علي التغيرات
السلوكية . و لقد كان ابني جزء من تلك الدراسة و التي لم تظهر أي تأخر علي
حالة ابني عند استخدام العلاج بالأكسجين تحت ضغط. كنتيجة للعلاج , فأن لغة
ابننا , التواصل الإجتماعي و الإدراك الكلي قد تحسنوا بشكل كبير . بالإضافة
إلى ذلك ، فقد حصل علي أول حركة أمعاء طبيعية في حياته.
حيث كان يعاني من الإسهال المزمن
لسنوات. أعقب دكتور رسيجنول تلك الدراسة بدراسة جديدة تم نشرها في مارس
2009 . حيث قارن فيها العلاج بالأكسجين تحت ضغط جوي 1.3 بالعلاج بالأكسجين
تحت ضغط (1.03 و الذي هو اقل ضغط ممكن تطبيقه في غرف الأكسجين تحت ضغط و هي
تجربة ايحائية لأن المريض يتم وضعه في نفس غرف الضغط لكنه في الواقع لا
يتلقي علاج ). بالنسبة للمرضي , الأطباء المعالجين و الأطباء النفسيين فلم
يقم أحد باعطائهم اي معلومات عن اي اطفال تلقوا علاج بالضغط 1.3 و ايهم تم
تلقيه للعلاج تحت ضغط (1.03 أو التجربة الإيحائية )
و لقد قام الأطباء بعدة اختبارات
لتقييم التغيرات السلوكية التي طرأت علي الأطفال . و لقد أظهرت الدراسات
تقدماً ملحوظاً بالنسبة للأطفال الذين تلقوا العلاج تحت ضغط 1.3 بالمقارنة
بالأطفال الذين تم إجراء التجربة الإيحائية عليهم. ما التأثير الذي يقوم به
العلاج تحت ضغط , و لماذا يبدوا أنه يقوم بمعالجة الأطفال المصابين
بالتوحد ؟ لا أحد يعلم الآليه الخاصة بالعلاج تحت ضغط و لكن هناك عدة
تفسيرات مختلفة . نحن نعرف من دراسات التصوير المقطعي للمخ SPECT أن أدمغة
الأطفال الذين يعانون من التوحد يمكن أن يكون بها مناطق نقص انسياب الدم
(انخفاض تدفق الدم)
أن أدمغة الأطفال الذين يعانون من التوحد يمكن أن يكون بها مناطق نقص انسياب في الدم (انخفاض تدفق الدم)
عن طريق زيادة ضغط الهواء، فنحن نقوم
بزيادة كمية الأوكسجين التي تنتشر في بلازما الدم و بالتالي زيادة إيصال
الأوكسجين إلى المخ.نحن نعلم من الدراسات التشريحية ان أدمغة الأطفال
الذين يعانون من التوحد يكون بها التهابات مزمنة , و نحن نعلم ايضاً ان
العلاج بالأكسجين تحت ضغط له تأثير مضاد للإلتهابات . بالإضافة الي ذلك فان
العلاج بالأكسجين تحت ضغط له فوائد عظيمة في علاج امراض التهابات الأمعاء ,
حيث ان العديد من الأطفال المصابين بالتوحد لديهم إلتهابات رهيبة في
الأمعاء . نحن نعرف أن بعض الأطفال المصابين بالتوحد لديهم خلل في
الميتوكوندريا , الطاقة التي تقوم بتوليد أجزاء من الخلية . و قد أظهرت
الدراسات علي الحيوانات زيادة كفاءة الميتوكوندريا , كما أظهرت زيادة كفاءة
الميتوكوندريا مع استخدام علاج الأكسجين تحت الضغط العالي . العلاج
التقليدي بالأكسجين تحت ضغط يتضمن الجلوس في غرفة ويتم بها زيادة الضغط.
في علاج الأكسجين تحت ضغط يتم استخدام كلأ
من غرف الضغط الخفيفة و الصلبة . بالنسبة لغرف الضغط الخفيفة فيتم استخدام
1.3 ضغط جوي . غرف الضغط الصلب ممكن ان يطبق بها ضغوط اعلي من ذلك , و لكن
عادة لا تزيد عن 1.5 ضغط جوي بالنسبة للتوحد . أيضاً فأن غرف الضغط الصلب
تستخدم تركيز اوكسجين أعلي . خلال رفع و تخفيض الضغط يشعر الشخص المتواجد
في الغرفة بطقطقة في أذانهم مماثل لذلك الشعور عند ركوب الطائرة .
ثم بعد ذلك يستطيع الطفل ان يبقي في الغرفة لفترة تتراوح ما بين 60 الي
90 دقيقة ثم يتم تخفيض الضغط بعد ذلك . و يتم اعطاء الجلسات مرة الي مرتين
يومياً من الإثنين الي الجمعة , بإجمالي عدد الجلسات 40 جلسة . بناء علي
العيادة و نوع الغرف يتم علاج المريض تحت ضغط 1.3 الي 1.5 ضغط جوي . و ربما
يستنشق هواء الغرفة (24% أكسجين ) أو الأكسجين المكثف (من 24% الي 100 % )
. هناك القليل جدأ من موانع استخدام علاج الأكسجين تحت ضغط , فأي شخص
يستطيع استخدام ذلك العلاج بدون أي موانع , ما عدا الأشخاص الذين يعانون من
مشاكل في الرئة . أنا الآن أعمل في عيادة أكسجين تحت ضغط و أنا أري تقدماً
ملحوظاً في الأطفال الذين يتم علاجهم هنا و ليس ابني فقط .
الأطفال الذين يأتون الينا للعلاج مثل ابني يظهرون تقدماً ملحوظاً في اللغة
، التواصل الإجتماعي , وظائف الجهاز الهضمي , و الوظائف المعرفية ككل . و
بعض النتائج الأكثر تأثيراً عند استخدام العلاج بالأكسجين تمت ملاحظتها في
الأطفال الذين يعانون من أمراض الميتوكوندريا .
- علي سبيل المثال تم تشخيص (جريس) بمرض نادر في الميتوكوندريا يسمي نقص مختزلة السيتوكروم C عندما كانت في الثانية من العمر . لقد كانت تمكث في المستشفي طول عمرها تقريباً تعاني من النوبات الصرعية و العمي الجزئي, و قد كانت ملازمة للفراش و تعاني من عدم القدرة علي النمو . و لقد بدأ أمها في اعطائها جلسات أكسجين تحت ضغط عندما كان عمرها 3 سنوات . و لقد توقفت النوبات الصرعية , كما تم ايقاف جميع الأدوية المضادة للنوبات الصرعية . لقد اصبحت رؤيتها طبيعية و بعد عدة سنوات من العلاج , خرجت من كرسيها المتحرك و اصبحت تمشي لأول مرة في حياتها . جريس تبلغ من العمر الآن 10 سنوات و مازالت مستمرة في التحسن.
- (ماسي) كانت لديها مرض في الميتوكوندريا (نقص في مركب 1 و 2 ) مما كان يجعل لديها نوبات صرعية مستمرة و التي لم تستطع الأدوية السيطرة عليها . لقد كانت ملازمة للكرسي المتحرك و لم يكن لديها المقدرة علي الكلام . بعد يومها الثاني في العلاج بالأكسجين تحت ضغط خفيف توقفت الجلسات و لم ترجع مرة اخري . بعد عام من العلاج تعلمت الزحف كما تعلمت نطق عدة كلمات .
- فتاة في السابعة من العمر تعاني من التوحد , حمضيات المرئ (حالة التهاب في الجهاز الهضمي العلوي يسبب القئ المتكرر) و كان هناك اشتباه في أمراض الميتوكوندريا مما جعلها تزداد سوئاً تدريجياً . و لم تكن تتحمل سوي انواع قليلة جداً من الطعام , و كانت تقوم بالقئ باستمرار كما لم تكن تكتسب أي وزن . و لقد كانت أمها تقول انها (تشاهدها تموت أمام عينها كل يوم ) . بعد الجلسة الثالثة قالت الفتاة انها جائعة , كما تناولت الطعام بدون قئ . وخلال شهور قليلة زاد وزنها كما زاد إدراكها الكلي و اصبحت تتجادل مع أخيها كما يفعل الأطفال مع اشقائهم .
- معظم الأطفال يستطيعوا إكتساب بعض التطورات الإيجابية البطيئة خلال ال 40 جلسة المعتادة . و لكن مؤخراً أتي إلينا لتلقي العلاج طفل يبلغ من العمر اربع سنوات و قد كان يتكلم بعدد محدود جداً من الكلمات . و قد كانت أول جلسة له بعد ظهر يوم جمعة . و عندما خرج من الجلسة أذهل أمه عندما سألها سؤال لأول مرة .بعد تلقيه جلسة واحدة تحت ضغط جوي 1.5 استمر في الكلام طوال عطلة نهاية الأسبوع , كما ابهر مدرسيه عندما ذهب الي مدرسته يوم الاثنين . و لقد استمر في التقدم خلال جلسات الأكسجين.
- أحياناً يستخدم العلاج بالأكسجين لمنع التراجع . لقد كان هناك طفل يتعالج باستخدام العلاجات الطبيه الحيوية , بما في ذلك كورس كامل من العلاج بالأكسجين . وعندما أخذ حقنة منشطة من تطعيم الثلاثي لاحظت الأم عليه تراجع في اللغة و في المهارات بالاضافة الي التهتهة في الكلام. واثناء انتظار عرضه علي دكتور المخ و الأعصاب , ققرت الأم اعادة جلسات الأكسجين تحت ضغط . و لقد لاحظت الأم انه عند بدء العلاج بالأكسجين بدء الطفل في الرجوع الي سابق عهده كما اختفت التهتهة .
- نحن أيضاً استخدمنا العلاج بالأكسجين تحت ضغط مع ابننا بعد العمليات الجراحية لتسريع عملية الشفاء , و منع التأخر الذي شهدناه بعد عملية التخدير .
• العلاج بالأكسجين تحت الضغط ليس شفائاً للتوحد , ولكنه أداة جديدة و قوية يمكن استخدامها في التدخل الطبي الحيوي لعلاج التوحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق