الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الأربعاء، 23 يناير 2013

طرق واستراتيجيات التواصل مع المعوقين سمعياً ... صرخة هاني خليفة

لقد شهدت التربية الخاصة ( Special Education ) تطوراَ مذهلاَ في العقود الماضية, وقد عنيت بالدفاع عن حقوق الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع, وسعت لتطوير البرامج التربوية, والعلاجية الفعالة لتدريبهم, وتعليمهم. وتعد التربية الخاصة واحدة من العلوم الآخذة بالتوسع والتطور, كونها جديدة نسبيا في إطار العلوم التربوية.
وتعد اضطرابات اللغة, ونطق الأصوات الكلامية إحدى الموضوعات التي تهتم بها التربية الخاصة. وشهد ميدان اضطراب النطق واللغة توسعاَ في العقدين الأخيرين. واصبح المصطلح الجديد الشامل هو اضطرابات التواصل ( Communication Disorders) التي تشمل مشاكل ضعف السمع, والإعاقة السمعية, والاضطرابات النطقية.
كما أن اضطرابات اللغة, ونطق الأصوات الكلامية ناتجة بالأساس عن إعاقة أساسية تحتل الإعاقة السمعية المرتبة الأولى منها, ويختلف مدى تأثير القدرات اللغوية, ونطق الأصوات الكلامية اعتمادا على شدة الفقدان السمعي, والعمر عند الإصابة. ومن الخصائص اللغوية للمعاقين سمعيا تظهر مشكلات في القدرات الفونولوجية ( الصوتية ) لدى الصم وضعاف السمع في اكتساب بدايات الكلمات ونهاياتها.
وهنالك ارتباط كبير بين الإعاقة السمعية, واضطرابات الكلام, واللغة. فبالرغم من سلامة جهاز النطق, والكلام للأطفال المعاقين سمعيا إلا انهم يلفظون أصوات الكلام بطريقة غير صحيحة في معظمها، فالأطفال ذوي الضعف السمعي البسيط يتعلمون اللغة تلقائيا, ويستخدمون اللغة بطريقة طبيعية, إلا أن إعاقتهم الرئيسية تتمثل في ميكانيكية النطق للكلام الصوتي لا في نمو اللغة لديهم. وكلما كان مقدار الفقد السمعي أكثر, ازدادت صعوبة اللغة الصوتية, والنطق بها بطريقة مشوشة, وغير صحيحة لانهم يكررون الأصوات كما سمعوها.
كما أن البذور الأولي للشخصية تغرس في السنوات الأولي من حياة الطفل فهذه المرحلة هي مرحلة التشكيل, والتعديل، والنمو, من خلال التفاعل, والاحتكاك مع عناصر البيئة المحيطة.
وقد أشارت الدراسات أن العمر المثالي لتطور اللغة, والنطق عند الأطفال العاديين هي الفترة التي تتراوح ما بين فترة الولادة, وحتى الخامسة من العمر. ويزداد التطور اكثر فأكثر, وتضطرد الزيادة بعد ذلك السن خاصة في اللغة اللفظية.
ويعتمد الطفل في ذلك التفاعل الأسري اعتماداَ جوهرياَ على حواسه, حيث تأتي الأحاديث المتباينة التي تكون خبراته بالإضافة إلى معلوماته. لذا فان الحرمان من بعض الحواس يؤدي إلى فقدان كثير من الخبرات التي يتمتع بها الطفل الطبيعي.
وحاسة السمع هي وسيلة أساسية للتواصل, وهي عملية طبيعية لا تقتضي مجهوداَ لأنها غير مرئية.
وللسمع أهمية عظيمة في حياة الإنسان, إذ انه يسمع الكلام, فيستطيع بذلك التفاهم مع الناس, ويستطيع التعلم, والتمييز بين كثير من أحداث الحياة, وتحديداَ أماكن الأشياء من حيث قربها, أو بعدها دون حاجة للرؤية. ويميز بين الأصوات فيحمي نفسه من مصادرها إذا كانت ضارة. والأذن هي أداة السمع, وهي جهاز شديد الحساسية يستطيع أن يحس بضغط الهواء العالي جداَ, كما أنها تستطيع أن تسمع الأصوات الضعيفة ( المنخفضة )جداَ التي يحرك ضغط موجاتها غشاء طبلة الأذن.
تقوم طرق التواصل مع المعاقين سمعياَ على استغلال أقصى ما يمكن أن يتوفر لديهم من بقايا سمعية, يمكن استثمارها في تحسين القدرة على نطق الأصوات الكلامية لدية.
وفيما يلي عرض موجز لهذه الطرق:
1. الطريقة اللفظية:
إن الاتصال الاجتماعي يحمل معاني أوسع من مجرد الرسالة الشفوية أو الإشارية أو المكتوبة, فالاتصال الاجتماعي يتضمن القدرة على التعبير عن المشاعر الداخلية والأفكار, وتعنى فهما لما تعنيه الكلمات أو أشارات الآخرين, فعندما يبدأ الطفل في الاتصال بغيره فهو يكتشف نفسه أولاَ, وبعد ذلك ينسب نفسه للآخرين, ويستخدم مهاراته في مساعدة نفسه وبعد ذلك مساعدة الآخرين.
معظم الأطفال الصم لديهم بقايا سمعية صالحة للاستخدام السمعي وسماع الكلام الصوتي بصورة شبه طبيعية مع استخدام المعينات السمعية المناسبة. ولأسباب ما ترك هؤلاء الأطفال أو أهملوا خلال فترة الطفولة المبكرة. مما دفع الكثير منهم استخدام طرق التواصل غير اللفظية التي تعتمد على الإشارة والإيماءات ورؤية العين بعيداَ عن استخدام الأذن في عملية الاستماع. والطرق التي تعتمد على الإشارة والإيماءات هي طرق سهلة الأداء ولا تحتاج إلى كثير من الجهد والتآزر الحركي, وهي تشبه قترة ما قبل تحدث الكلام الصوتي للطفل الصغير, ولذلك فغياب السمع في الكلام الصوتي يعطي الطفل الفرصة إلى الاستمرار في استخدام نفس الطرق التي يستخدمها في طفولته الأولى, فهي الأسهل والأفضل والممكنة لكل طفل فقد القدرة على سماع الأصوات مبكرا وقبل تعلم الكلام الصوتي.
ورغم ذلك فإن الصمم نفسه لا يعوق نمو اللغة اللفظية, فالأطفال الصم قادرون على النمو الرمزي المزدوج الشفهي ( الصوتي ) واليدوي ( الإشاري ) واستخدامهما معاَ في مواقف الاتصال, ولكن تعلم الكلام الصوتي له شروط وأهمها سلامة جهاز السمع والكلام, واللغة غير اللفظية تقتضي سلامة حاسة البصر وأعضاء الحركة كاليدين.
من هنا أصبحت اللغة غير اللفظية أسهل أداء للطفل الأصم قي ضوء ذلك, ليستمر بها ويحقق بها كثير من احتياجاته الأساسية, وخصوصاَ إذا ما دعمت هذه اللغة من قبل الآباء أو غيرهم, وكذلك من خلال الفرص المتاحة لهم في بيئاتهم, فهناك أطفال من الصم لديهم قدرات لغوية بشقيها الصوتي واليدوي مستواها عال, وهذا يرجع إلى عوامل كثيرة قد ساعدت على هذا المستوى من اللغة.
مما سبق يصبح التحدث عن طرق الاتصال التي يستخدمها الأفراد المعوقين سمعياَ خصوصا الصم ذا أهمية للأطفال الصم والأفراد السامعين المحيطين بهم, بل يجب أن تمتد الأهمية إلى كل الأفراد السامعين بالمجتمع حتى لا يترك هؤلاء الأطفال في عزلة اجتماعية في غياب تحدث لغتهم الأساسية. وتتضمن الطريقة اللفظية تدريب البقايا السمعية عند الطفل, وهو ما يعرف بالتدريب السمعي إضافة إلى ذلك فإنها تتضمن تعليم الطفل قراءة الكلام , وتؤكد على ضرورة استخدام المعينات السمعية, وأنه من المناسب أن نوضح المقصود باستخدام المعينات السمعية, والتدريب السمعي, وقراءة الشفاه.

• التدريب على استخدام المعينات السمعية :
تتطلب عملية استخدام الطفل للسماعة قدرا كبيراَ من العناية والاهتمام, فالطفل يجب ألا يستخدم السماعة طوال اليوم, ولكن يمكن استخدامها لفترة قصيرة من الوقت, ويمكن زيادة فترات الاستخدام بشكل تدريجي إلى أن يتعلم الطفل كيفية استخدامها والاستفادة منها إلى أقصى حد ممكن. ( عبد الرحيم, 1996 ).

الأمور التي يجب مراعاتها عند استخدام السماعة:
1. تشجيع الطفل على استخدام السماعة.
2. الانتباه عندما تصدر السماعة صوتاً مزعجاً (الصغير).
3. اختيار السماعة الأفضل والمناسبة لأذن الطفل.
4.توجيه الطفل وذويه إلى إطفاء السماعة في حال عدم الحاجة إليها.

• طريقة التدريب السمعي ( Auditory Training).
وهي من أقدم طرق تدريب ضعاف السمع, التي حققت اكتساب المهارات اللغوية, وحسنت نطق الأصوات الكلامية. وتركز على استغلال بقايا السمع لدى الطفل, والمحافظة عليها, وتنميتها, واستثمارها ما أمكن وذلك عن طريق تدريب الأذن على الاستماع, والانتباه السمعي, وتعويد الطفل ملاحظة الأصوات المختلفة, والدقيقة, والتمييز بينهما, والإفادة من المعينات السمعية لإسماع الطفل ما يصدر عن الآخرين, وكذلك ما يصدر عنه من أصوات, مع تدريبه على تنظيم عملية التنفس, وعلاج عيوب النطق. وتعتمد هذه الطريقة على تشخيص ضعف السمع, والتدريب المبكر عن طريق متخصصين في السمع, والتدريب السمعي, ومشاركة الوالدين, وخاصة الأمهات بعد تلقيهن التدريبات اللازمة

مميزات طريقة التدريب السمعي:
- السمع هو أكثر الوسائل المناسبة لتعليم الطفل الكلام واللغة.
- تركيز الانتباه على الصوت.
- ممكن تطبيقه مع الأطفال الصغار.
- التفاعل مع البيئة بكافة مستوياتها ضروري لنجاح الطريقة.
أهداف التدريب السمعي
1. تنمية وعي الطفل سمعيا للأصوات.
2. تنمية مهارة التميز الصوتي لدى الإجفال وخاصة الأصوات الناعمة.
3. تنمية مهارة التميز الصوتي لدى الطفل الأصم وخاصة بين الأصوات التباين الدقيقة.
• قراءة الشفاه ( Lip Reading)
تستخدم طريقة قراءة الشفاه مع الأطفال ضعاف السمع, أو الصم بهدف تنشيط فهمهم لما يقوله لهم الآخرون. ويتحقق ذلك عادة بتوجيه انتباه هؤلاء الأطفال إلى بعض الحركات, والإشارات المعينة التي تحدث على الشفاه, وبعض حركات الوجه التي تساعد على فهم الكلام. وتحتاج قراءة الشفاه إلى أصوات, والمشكلة هي أن بعض الأصوات اللغوية قليلة الظهور, أولا تظهر على شفاه المتحدث, وكذلك بعض الأصوات اللغوية تظهر بحركات سريعة يصعب أتباعها.
ويشير ساندرز إلى طريقتين من طرق قراءة الشفاه وهي
الطريقة التحليلية: وفيها يقوم المعاق سمعيا على تجزئة الكلمة إلى مقاطع ليميز الكلمة كاملة.
الطريقة التركيبية :وهنا يركز المعاق سمعيا على معنى الكلمة ومن ثم يميز الكلمات المكونة له.
ويمكن كذلك التمييز بين ثلاث طرق تستخدم في التدريب على قراءة الشفاه وهي:
- طريقة يتم التركيز فيها على أجزاء الكلمة، حيث يتعلم الطفل نطق الحروف الساكنة والحروف المتحركة، ثم يتعلم نطق مجموعة من الحروف المتحركة، ثم نطق هذه الحروف مع بعض الحروف الساكنة وهكذا، وتعرف هذه الطريقة بطريقة الصوتيات.
- طريقة لا يتم التركيز فيها على الكلمة أو الجملة، وإنما تهتم بالوحدة الكلية التي ربما تكون قصة قصيرة، حتى وإن لم يفهم منها الطفل سوى جزء صغيرة، وهي عكس الطريقة السابقة.
- طريقة تقوم على إبراز الأصوات المرئية أولاً، ثم الأصوات المدغمة بعد ذلك.

ايجابيات التواصل الشفوي:
1. الشخص الأصم يكون أكثر قدرة على فهم الكلمات المنطوقة من خلال التلميحات والإيماءات الناجمة عن حركة الشفاه.
2. يمكن الشخص من التواصل مع الآخرين الذين يسمعوه.
3. يؤكد أنصار هذا الأسلوب أن أساليب التواصل غير اللفظية (لغة الإشارة) تسهم في عزل الأشخاص الصم عن الآخرين.

سلبيات التواصل الشفوي:
1. بعض الأصوات عندما تلفظ تبدو متشابهة على الشفاه والوجه، ويعتقد الأخصائيون أن ثلث كلام الإنسان فقط، يمكن معرفته بشكل صحيح باستخدام قراءة الشفاه.
2. أنها لا ترى عن بعد ولا ترى في الظلام.
3. أنها متعبة للطرفين في إيصال المعنى لبعض المصطلحات، وعليه فأنها تستخدم مع أساليب التواصل الأخرى.
4. أن بعض الأصوات اللغوية (الوحدات الكلامية الصغيرة) تظهر بحركات سريعة يصعب إتباعها.
5. بعض الحروف (الحروف الحلقية لا تظهر على الشفتين).

الأمور التي يجب مراعاتها من قبل معلم التربية الخاصة:
- وجود مرآة وخلو من المشتتات.
- التحدث مع الطفل وجهاً لوجه.
- التحدث مع الطفل باللغة الواضحة.
- مراعاة مخارج أصوات الحروف عند النطق (القراءة).
- إظهار علامات التفاؤل على وجه المعلم.
- اختيار الوقت المناسب لتعليم الطفل.
- استخدام التعزيز المناسب.
2.الطريقة اليدوية
التواصل اليدوي هو نظام يعتمد على استخدام رموز يدوية لإيصال المعلومات الآخرين وتقسم إلى قسمين وهي:

Stock Photo - two fingers. fotosearch 
- search stock 
photos, pictures, 
images, and photo 
clipart


لغة الأصابع أو الأبجدية الإصبعية:
هي إشارات حسية مرئية يدوية للحروف الهجائية بطريقة متفق عليها، ومن السهل تعلم لغة الأصابع حيث يمكن التعبير عن الأسماء والأفعال التي يصعب التعبير عنها بلغة الإشارة بلغة الأصابع.
وهي بما تتميز به اللغة عادة من حيث هي منطوقة ومرسومة فإذا جعلت أصابع الإنسان في حركات وأوضاع تأخذها معبرة عن أبجدية اللغة فهي لا تختلف الفروق في مهارات هجاء الأصابع عن الفروق التي نلاحظها في الكتابة اليدوية بين الأفراد المختلفين فبعض أشكال الكتابة اليدوية تسهل قراءته في حين أن البعض الآخر يقرأ بصعوبة
تعتمد التهجئة الإصبعية على:
- توجيه باطن اليد إلى المتكلم.
- أن تكون ضمن مساحة محدودة موازية للكتف.
- أن تستخدم اليد الثانية لحركات الحرف.

لغة الإشارة:
يشتد الاهتمام – في السنوات الأخيرة – بلغة الإشارة للصم بعد أن أصبحت لغة معترفاً بها في كثير من دول العالم في المدارس والمعاهد ونظراَ إليها على أنها اللغة الطبيعية الأم للأصم لاتصالها بأبعاد نفسية قوية لدية ولما تميزت به من قدرتها على التعبير بسهولة – عن حاجات الأصم وتكوين المفاهيم لدية بل لقد –أصبح لدى المبدعين من الصم القدرة على إبداع قصائد شعرية ومقطوعات أدبية وترجمة الشعر الشفوي إلى هذه اللغة التي تعتمد – أساسا – على الإيقاع الحركي للجسد ولاسيما اليدين، فاليد وسيلة رائعة للتعبير بالأصابع وتكويناتها يمكن أن نضحك ونبكي أن نفرح ونغضب ، ونبدي رغبة ما ، ونطلق انفعالاً ونفرج عن أنفسنا كما يمكن الغناء والتمثيل باليد بدلا من الغناء والتمثيل الكلامي وقد أطلق احدهم شعار (( عينان للسماع )) وهناك تصور خاطئ بأن لغة الإشارة ليست لغة قد تكون مجموعة من الحركات أو الرموز أو الإيماءات ولكنها ليست لغة لها بنيتها وقواعدها .
وربما كان التصور الخاطئ الأكثر انتشارا هو أن لغات الإشارة جميعاً متشابهه أو دولية وهذا ليس صحيحاً فالاتحاد العالمي للصم أصدر بياناً يؤكد فيه : ( أنه لا توجد لغة إشارة دولية ) ولغات الإشارة متمايزة كل منها عن الأخرى مثلها مثل لغات الكلام المختلفة .
والتصور الخاطئ الآخر هو أنه من الواجب ابتكار لغة إشارات دولية كشأن الاسبرانتو لجميع الشعوب إن الصم مثلهم مثل أي مجتمع وطني ، يرون أن التخلي عن لغتهم الأصلية أمر لا يمكن قبوله .
وأخيراً يتصور بعضهم أن لغات الإشارة هي نسخ بصرية من لغات الكلام : بمعنى إن لغة الإشارة الأمريكية لابد أن تكون هي الانجليزية وهذا أيضاً بعيد عن الحقيقة فلغة الإشارة البريطانية و الأمريكية مختلفان تماما كل منهما عن الأخرى .
تدرك لغة الإشارة وتنتج من خلال قنوات بصرية وحركية لا من خلال وسيلة سمعية وشفهية كاللغة العادية ، لذلك كان لكل لغة خصائص عن الأخرى .
تدرك لغة الإشارة وتنتج من خلال قنوات بصرية وحركية لا من خلال وسيلة سمعية وشفهية كاللغة العادية لذلك كان لكل لغة خصائص عن الأخرى .
وتؤدى لغة الإشارة بيد واحدة أو بيدين تؤديان تعبيراً في أماكن مختلفة من الجسم أو أمام المتحدث بالإشارة وتشمل هذه التعبيرات الحركة والتحديد المكاني وشكل اليد وتحديد الاتجاه ومجموعة واسعة يطلق عليها الإشارات غير اليدوية وهذه المظاهر الخمسة للغة الإشارة تحدث في وقت واحد وليس في تتابع مثل خروج الأصوات في اللغة المحكية . فلغة الإشارة ليست مجرد اليدين بل يساهم في إنتاجها اتجاه نظره العين وحركة الجسم والكتفين والفم والوجه وكثيراً ما تكون هذه الإشارات غير اليدوية هي السمة الأكثر حسماً في تحديد المعنى وتركيب الجملة ووظيفة الكلمة .
وتشير أمثلة التركيب النحوي هذه إلى الإبعاد الزمنية للغة أي وقت حدوث الأفعال وهناك نطاق مكاني أيضاً للغة الإشارة إذ تستخدم الحركة في اتجاهات مختلفة في نطاق الإبعاد للتعبير عن دلالات نحوية معينة.

نتائج بعض الأبحاث حول لغة الإشارة :
لغة الإشارة لغة طبيعية ، قواعدها النحوية مستقلة عن اللغات المحكية لأنها تتطور تطوراً طبيعياً مع الزمن لدى طائفة مستخدميها ولأن الأطفال الذين يكتسبوها يفعلون ذلك بالطريقة ذاتها بالنسبة للغة أخرى ولأن مبادئ بنيتها النحوية هي ذات المبادئ لكل اللغات الإنسانية ، ولكنها تمتلك خصوصية مستقلة في نظامها تجعل كل لغة إشارة وحيدة .
هناك آراء مختلفة أولية اللغة التي يستعملها الطفل الأصم هل هي اللغة الإشارية او اللغة الشفوية المحكية ؟ وقد راجت فكرة تقول : إن تعلم لغة الإشارة المبكر يطبق تعلم اللغة الشفوية المحكية .
لقد اثبت بعض الباحثين إن الأطفال الصم من أبوين أصمين أفضل في تحصيلهم الدراسي من الأطفال لأبوين سامعين ، ويرجع ذلك إلى عنصر حاسم ، وهو اكتساب هؤلاء لغة في وقت مبكر واتصالهم المستمر بمن هم متمكنون من هذه اللغة في موضوعات الحياة اليومية وفضلاً عن ذلك فهم يعيشون مع أمثالهم حيث يستطعون أن يكونوا هويتهم الاجتماعية الخاصة دون إن يعقهم هذا من تعليم لغة مجتمعهم الأم قراءة وكتابة كما اثبت البحث أن ثنائية اللغة (الإشارة والمحكية) تقوي بعض الجوانب المعرفية.
ولقد اثبت الدراسات المتعاقبة في الولايات المتحدة إخفاق تعليم الصم وأظهرت تدني مستواهم التحصيلي عن أقرانهم في كل المستويات والأعمال على الرغم من الآمال والجهود المبذولة والأموال المنفقة على أدوات الاستماع والأساتذة المتخصصين وآخر صيحة في عالم الحسابات في محاولة لإكساب الطفل الأصم اللغة الانكليزية والفهم عن طريق الصوت ويرى الباحثون سبب الإخفاق إلى اللغة الشفوية المحكية التي يحاول السامعون فرضها على الصم لذلك يخفق الأطفال لأبوين سامعين في اكتساب لغة طبيعية بين 4 – 5 سنوات ويصلون إلى المدرسة متأخرين لغوياً واجتماعياً عن اقرأنهم الذين نشؤوا في وسط أصم وتعلموا بطريقة طبيعية لغة الإشارة فحصلوا على معلومات أكبر عن واقعهم وتمتعوا بإمكانية لغوية أفضل للغة الانجليزية وللغة الإشارة .
ومن الواضح أن الظروف المساعدة على تعلم لغة طبيعية اكثر ملائمة للتطبيع الاجتماعي للغوي والتطور الانفعالي وقد أثبتت الدراسات أن القدرة على تعلم اللغة الأولى اكبر في السنوات الأولى من حياة الطفل والذي يرغب في تعلم لغة ثانية هو في حاجة الى أساس في لغة طبيعية قبل أن يحاول تعلم هذه اللغة الثانية ولغة الأم تسهل لغة ثانية ودونها لا يتوصل إلى إتقان هذه اللغة تماما ة ومن هنا كانت الضرورة لتعلم لغة الإشارة كلغة طبيعية ولغة أولى في سن مبكرة وقد دلت بعض التجارب – تجربة الأردن مثلاً – أن تعلم لغة الإشارة كأسلوب تخاطبي في سن مبكرة غير قادر على إعطاء النتائج المتوقعة ، وان الأهل الذين يرسمون لأطفالهم ضعاف السمع سياسة تأهيلية تعتمد لغة الإشارة يدخلون في مرحلة إحباط شديدة وبالتالي لا يجوز رسم سياسة تخاطبيه تعتمد لغة الإشارة بشكل أساسي لمن دون الخمس سنوات لأنها تكرس الإعاقة وتغذي مضاعفاتها وتقفز على الأولويات والتأهيل النطقي فرصة لابد منه قبل اللجوء إلى استخدام أسلوب آخر ولغة الإشارة هي الخيار الأخير ، أما بعد الخمس سنوات فيؤخذ الأمر على أساس فردي لا جماعي حسب درجة الإعاقة وحسب الحالة.
ومع أهمية لغة الإشارة للأصم إلا انه في حاجة إلى التعبير الشفوي والقراءة والكتابة لمحاولة دمجه في المجتمع الكلي وأظهرت الدراسات والأبحاث والتجارب ضرورة استخدام الطريقتين الإشارية والشفوية في تعليم الصم للوصول إلى تواصل أفضل وقد أظهرت جمعية في فرنسا تحمل اسم : لغتان لتربية واحدة وأثبتت أحد الأبحاث أن ثنائية اللغة تقوي بعض الجوانب المعرفية وتوصل إلى أن اكتساب الطفل الأصم للغة الإشارة مع لغة المجتمع الأم بشكل متواقت هو ميزة كبيرة وليس عقبة .
وهناك كثير من الباحثين الصم وغير الصم اقترحوا برنامج تعليم ثنائي اللغة وجعلوا لغة الإشارة هي اللغة للطفل الأصم ولغة المجتمع الأم هي اللغة الثانية .وهناك مؤتمر دولي عقد في السويد لمناقشة هذا الموضوع .
ولقد قوى الاهتمام عالمياً بلغة الإشارة فقامت معاهد ومؤسسات لدراستها ودعمها وتعليمها وتأهيل أطراف متخصصة للترجمة منها واليها وأصبحت اللغة الرئيسية في المؤتمرات الدولية التي تعقد حول الصم وناضل الصم ومازالوا في سبيل الاعتراف بلغتهم وبثقافتهم المتميزة ويرون في هذا الاعتراف والتميز سبيلاً الى دمجهم الاجتماعي والتربوي والاقتصادي .
وقد رأى الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم ضرورة بذل الجهود لجمع لغة الإشارة وتوثيقها وتطويها في أرجاء الوطن العربي ووضع قاموس لها وهو يقوم حالياً بمشروعه هذا بالتعاون مع المكتب الإنمائي للأمم المتحدة .كما جعل لغة الإشارة احد محاور مؤتمر السادس الذي عقد في الشارقة والمحور الرئيسي لندوته العملية الخامسة التي عقدت في دمشق للوصول إلى حلول ملائمة لتعليم الصم .
بعض التوصيات للاتحاد العالمي عن أهمية لغة الإشارة:
هذه التوصيات التي اقترحتها لجنة الإشارة المنبثقة عن القسم العلمي في الاتحاد العالمي للصم والتي أقرها المؤتمر الحادي عشر العالمي للصم المنعقد في طوكيو 1991
- إقرار لغة الإشارة كلغة رسمية للصم وشأنها شأن اللغة الأم وحق استخدامها في جميع أنحاء العالم ودعوة جميع لحكومات لتنفيذها
- إقرار حق الأطفال الصم بالتعليم المبكر للغة الإشارة ومن ثم تعلم اللغة الثانية للقراءة والكتابة بلغة الإشارة
- تلقى الأصم العلوم المدرسية الأكاديمية بلغة الإشارة الأم .
- ضرورة إعداد برامج تعليمية لغة الإشارة إلى أهالي الصم والناس المحيطين بهم وتأهيل المعلمين تأهيلاً عالياً لإتقانها .
- إعداد أبحاث ودراسات عن لغة الإشارة في الجامعات ومراكز البحوث والمعاهد التعليمية في كل بلد ونشرها وتوزيعها .
- تشجيع الصم لحضور الاجتماعات المحلية والدولية التي تهتم بموضوع لغة الإشارة وضرورة الاطلاع على كل جديد في هذا المجال .
- زيادة تأهيل مترجمين من اللغات الأم إلى لغة الإشارة وإعداد برامج تدريبية مناسبة لهم وتطوير تقنيات الترجمة وأجهزتها السمعية وذلك لتوطيد العلاقات والاتصالات بين الصم ومجتمعهم وتمكين الصم من تلقى المعلومات والأخبار من حولهم ومن هنا ضرورة إدخال لغة الإشارة في كافة وسائل الأعلام .

لغة الإشارة بين الواقع والتطبيق :
لغة الإشارة لها الأهمية بمكان في العالم الصم وإحدى طرق الاتصال بين الأصم وبين لأراد المجتمع وليس الحديث عنها قاصراً على عملية وضع قاموس لهذه الإشارات فقط ننسى فيه الأصم وإشاراته الخاصة به دون الرجوع إليه لان هذه الإشارات التي يتعامل بها الأصم مع أقرانه أو مع المحيطين به ممن يسمعون أو حتى لقائمين على تعليمه ورعايته مختلف من مكان لأخر – من صف دراسي إلى لآخر – من معلم إلى معلم – من بيئة إلى أخرى – من دولة إلى دولة من أصم صغير إلى أصم بالغ من أصم لم تقدم إليه خدمات تعليمية إلى آخر وصل إلى درجة عالية من التعليم .
كما يجب ألا ننسى أن هناك إشارات خاصة يتعامل معها الصم فيما بينهم وهى قاصرة عليهم فقط حتى يشعرونا دواماً بالحاجة إليهم في الاستفسار والسؤال عن مدلول هذه الإشارات لذا يجب علينا عندما نتحدث عن تقنين لغة الإشارة أو تعميمها في شكل معجم أشاري للصم ألا نغفل أن يكون الصم هم أصحاب المشاركة الفعلية في وضع هذا القاموس وان تكون المجموعة المختارة ممن وصلوا إلى مراحل تعليمية عالية يمكن من خلالها الاستفسار منهم لكي تصل إلى المدلول السليم للإشارة خاصة وان هناك بعض التشابه والازدواجية في مدلول ومعنى بعض الإشارات .
كذلك يجب ألا ننسى أن تكون لغة الإشارة مادة مقررة توضع لها الأهمية التي نضعها لمادة الصوتيات الخاصة بمخارج أصوات الحروف التي نعلمها للصم وان تكون مادة لغة الإشارة وقاموسها ضمن البرامج والمناهج التي تحويها مناهج إعداد معلم التربية الخاصة للم واضعين في الاعتبار أن تزود كتب القراءة وتدريبات النطق الخاصة بالصم بأسلوب متميز عبارة عن تدريبات للمتعلم الأصم عن الإشارة خاصة في مادة التعبير اللغوي والتعبير الإنشائي وان تعميم لغة الإشارة في تلفزيونات البلاد العربية خلال النشرات الإخبارية أو الإعلامية كنوع من تعميم هذه الإشارات وخلق نوع من التواصل والتفاهم بين جمهور المشاهدين من الصم وغيرهم من الأسوياء .

لغة الإشارة عند الصم الصغار:
أن لغة الإشارة ليست قاصرة على الصم فقط فجميعنا نستعملها ونستخدمها خاصة إذا كنا في أماكن تحتاج إلى الهدوء والصمت وترجمها أهل فرق الكشافة إلى رموز للتفاهم بها فيما بينهم في معسكراتهم ومخيماتهم .
وأيضاً لغة الإشارة يستخدمها الطفل الرضيع الذي لم يصل إلى مرحلة الكلام بأن يعطي إشارة الكوب في حالة طلبة للماء أو إشارة إلى الفم في حالة طلبه للطعام مع إضافة مقاطع صغيرة من الكلمات التي توضح المطلوب فهو يلفظ (ماء) ناقصة المقطع الأخير (ما) مع الإشارة لرمز الكوب أو لفظ(فم) عند طلب الطعام..
وينتهي الأمر بهذا الطفل إلى أن يبدأ باستخدام كلمات مثل ((طعام)) في الوقت الذي يمد يده نحو الطعام ويجد صعوبة في البداية في أن يخرج الأصوات بطريقة الأم أو الأب لان بعض الأصوات يصعب عليه نطقها – ولكن الأبوين يساعدانه في تقديم ما يطلبه إليه ويجب عليهما في تلك اللحظة أن يدربانه على النطق الصحيح ورويداً رويداً يتعلم الطفل الكلمات ثم الجمل .
وقد يسأل هذا الطفل عن أشياء لا يمكنه أن يراها يسأل عن ((بابا)) عندما يغادر البيت ويطمئن عندما نجيبه بأنه سوف يعود بعد قليل لأنه مع التكرار والتعود فيما يلاحظه من حياة وأنظمة داخل البيت يستطيع أن يفهم معنى أن يغيب المرء فترة ثم يعود بعدها .
أما الطفل الأصم الذي يولد في أسرة كل أفرادها صم يستخدمون لغة الإشارة للتخاطب والاتصال فيما بينهم فعندما يمد الطفل يده إلى (تفاحة) مثلاً فنجد أن الوالد والوالدة يستجيبان فوراً بإشارة التفاحة هذه التفاحة أتريد أم هذه التفاحة ؟ وقد أثبتت الدراسات أن الطفل الأصم الذي يعيش في أسرة كل أفرادها صم فتحصيله الدراسي وإتقانه للإشارات وتفهمها أفضل بكثير من الطفل الأصم الذي يوجد في أسرة كل أفرادها يتكلمون لان لغة الإشارة هي لغة طبيعية في البيت بالرغم من ذلك فان بعض الإشارات التي يأتي بها الطفل لا تطابق تماما إشارات والدية فقد يصادف صعوبة في التحكم في بعض أصابعه ولكن لغته تقترب قليلاً من لغتهما وبالتدريج .
أما الطفل الأصم الذي يولد لأسرة أفرادها يسمعون وليست لديهم خبرة في لغة الإشارة أو كيفية التعامل مع الصم فهو يجد صعوبة في التعامل معهم وهم أيضا يبادلونه تلك الصعوبة في التفاهم معه وربما ينتهي معه وربما ينتهي الأمر بهما إلى أن يكفا عن التحدث إليه إذ يريان انه لا يفهم حديثهما وقد تلجا إلى بعض الإشارات أو الحركات مثل وضع اليد تحت الخد للدلالة على أن علية الذهاب إلى الفراش ويقتصر بينهم وبينه على بضعة أوامر تتعلق بأمور بالغة البساطة وقد يتركانه وشأنه ويبدأ في التردد على اقرأنه الصغار ممن يسمعون فلا يفهم شيئاً مما يدور حوله.لذلك نجد أن الطفل الذي يسمع ويوجد في أسرة كل أفرادها يسمعون يستخدم لغة صوتية أما الطفل الأصم في أسرة أفرادها صم فأنه يستخدم لغة الإشارة وكل منهما يحصل لغة وينمو بنفس الطريقة عقلياً واجتماعياً ووجدانياً ويشعر أي منهما بأنه معوق وسط أسرته والفرق بينهما هو أن احدهما يتكلم ويتحدث بينها الآخر فلغة الحديث لدية هي الإشارة .
والطفل الأصم لا يحس بإعاقته إلا عندما يواجه المجتمع السامع ويتمثل عائقة عندئذ في عجزة عن الاتصال لأنه لا يستطيع أن يخاطب أناساً يسمعون بالأسلوب الذي يناسبهم .
أما الطفل الأصم الذي يعيش في وسط أسرة كل أفرادها يسمعون ولا يستخدمون شكلاً من أشكال التخاطب المرئي فإنه لا يتعلم كيف يتحدث ولا كيف يتحدث ولا كيف يستخدم الإشارة وبحس بعزلته اللغوية التي ينتج عنها مشكلات حادة سواء اجتماعية وفكرية ووجدانية لذلك فعائق هذا الطفل ليس عائق اتصال فقط لان الأم والأب لم يعرفا كيف يزيلان حاجز الاتصال فيتضاعف عائق الطفل ويتفاقم .
وعلى ذلك فإن الأطفال الصم بحاجة إلى تنمية شخصية مزدوجة كأعضاء في مجتمع من الصم وكأعضاء في المجتمع ككل ولكي يتسنى لهم ذلك ينبغي أن تتاح لهم فرص اللقاء والمقابلة مع أطفال صم وراشدين صم يستخدمون لغة الإشارة وكذلك فرص اللقاء مع أناس يسمعون وعلى المخططين التربويين أن يمنعوا النظر فيما يعنيه عجز المرء عن تحصيل لغة يستخدمها تلقائياً أناس يسمعون غير أن عليهم أيضا أن ينظروا إلى الأطفال الصم على أنهم أفراد لديهم ما لدى سائر الأطفال من إمكانيات النمو العقلي والبدني والاجتماعي والثقافي والوجداني .

أهمية الدمج في إثراء لغة الإشارة عند الصم :
الهدف الرئيسي من الدمج :
يتمثل الهدف الرئيسي من الدمج لتعليم الأطفال الصم بأن تتاح لهم فرص المشاركة في حياة مجتمع البالغين لسائر الناس لذا كان من المفاهيم الرئيسية للعمل مع الأشخاص الصم بل ومع جميع المعاقين مفهوم الدمج ولكن يجب أن نضع في الاعتبار ما يترتب على دمج الصم من عواقب في مجال الاتصال فقد يتعرضوا لحظر عزلة حقيقية أن هم ادمجوا مع أناس يسمعون دون أن تتاح لهم فرص الاتصال بغيرهم من الصم ولا يمكن للأشخاص الصم أن يمارسوا المشاركة الفعالة والمنتجة إلا إذا توافرت الشروط التي تناسبهم هم لذلك يجب أن تتاح لهم إمكانية الالتقاء بغيرهم من الصم وفرص اتخاذ القرارات التي تنظم حياتهم مما يكسبهم الثقة بالنفس بذلك يتمكنون من المشاركة في حياة مجتمع أفراده يسمعون

كيف نبلغ هذا الهدف :
حتى يمكننا بلوغ هذا الهدف فلا بد من وضع برامج فبل سن المدرسة وهو ما يطلق عليها سنوات ما قبل سن الدراسة وإنشاء مدارس أو أقسام مدرسية تخصص لرياض الأطفال الصم فإذا كان المجتمع ينفق الكثير في تزويد عدد من المدرسين بتدريب خاص في تربية الصم فغن خبرة هؤلاء المدرسين وتجاربهم يمكن أن تكون اكثر جدوى إذا جمع الأطفال الصم في مدارس خاصة بدلا من دمجهم كأفراد في برامج تعليم عادية وأن يمتد ذلك إلى النظر في إنشاء برامج للتدريب قبل المهني والتدريب المهني التي تلبي للأشخاص الصم من حاجات في مجال الاتصال .
دور أندية الصم ومنظماتهم في تطوير لغة الإشارة :
فئات الصم من أهم الفئات التي ترغب دائماً في وجود أماكن خاصة بهم يجتمعون فيها لدراسة ومناقشة قضياهم العامة والخاصة ويحسون باستقلالية تامة سواء في أندية الصم أو جماعات حرة محدودة أو منظمات خاصة بالصم وذلك راجع إلى إحساسهم بأنه هناك لغة واحدة مشتركة في الاتصال فيما بينهم لغة الإشارات ويؤدي ذلك إلى خلق نوع من التزاوج والتعارف فيما بينهم مهما اختلفت الثقافات التي ينتمون إليها وينجب معظم الأزواج الصم أطفالا يسمعون وهم يعيشون حياة أسرية شبيهه بحياة سائر الناس إذا استثنينا وضع الأزواج اللغوي الذي ينشأ فيه أطفالهم ويكبرون .

تطوير الصم لثقافتهم الخاصة :
نلاحظ أنه في كثير من بلدان العالم يحاول الصم تطوير ثقافتهم الخاصة بهم وذلك من خلال ثقافة الأكثرية التي يعيشون في وسطهم وهناك أسباب كثيرة واضحة لنشوء ثقافة خاصة بالصم منها إلا أن الأشخاص الصم يستمتعون بوجودهم على شكل جماعات لأنهم يستطيعون الاتصال والتخاطب فيما بينهم بيسر وأيضا تبادل الخبرات والتجارب ومن ذلك قامت بعض البلدان التي تضم منظمات الصم والأندية المحلية للصم بأن تتولى بانتظام إقامة الحفلات والمباريات الرياضية والعروض المسرحية من خلال لغة الإشارة والإيماءات والدليل على استمرارها ومزاولة نشاطها ذلك النجاح والازدهار والنمو لتلك المنظمات لأنها تلبي حاجة حقيقية في حياة الصم وتعتبر صورة من صور الدمج وصلة من التواصل بينهم وبين سائر المجتمع ، من خلال ذلك يجب تشجيع إقامة أندية للصم وتنظيم أنشطة خاصة بهم صغاراً كانوا أم كباراً وتشجيعهم على المشاركة في أندية إدارة تلك المنظمات وأدرتها وعلى تدريب المعلمين والآباء على التخاطب بلغة الإشارة حتى يكتسب الصم من خلال هذه الخبرات والتجارب ما هم بحاجة إليه من قوة وشجاعة للمشاركة في ثقافة الأغلبية ثقافة مجتمع أفراده يسمعون ويقدمون على تعلمها ومزاولتها على الصم الذين يعيشون وسطهم .

* القاموس الإشاري العربي للصم بين المحلية ..الإقليمية ..العالمية :
إن لغة الإشارة قد تحولت من نظم التخاطب فيما بينهم, وقد يكتسبها الأطفال الصم كوسيلتهم الرئيسية, أو الوحيدة للتخاطب، لذا سنجد حتماً لغات إشارة محلية وإقليمية إذا لم تتحد مصادر هذه الإشارات.
ونحن نعلم أن جميع اللغات تتأثر بالبيئة المادية والاجتماعية التي تستخدم فيها اللغة. فإذا كان الإنسان يعيش في بيئة ساحلية فسوف نجد في لغتهم ألفاظا للعبير عن الصيد والسفن والملح وقد تخلو من اللفظ عبارات الأسد أو الثلج وذلك يصدق على لغة الإشارة لذلك كانت انسب الألفاظ للغة الإشارة هي لغة الإشارة المستخدمة في ذلك المجتمع لذلك يجب أن نبحث عن هذه اللغة ولا نستورد إشارة من المجتمع آخر هذه اللغة ستعتبر لغة أجنبية بالنسبة لجميع أفراد المجتمع سواء من الصم أو من السامعين .
وخير دليل على إيجاد قاموس أشاري عربي للصم هو أن نبدأ أولا بتنظيم دروس في لغة إشارة لمعلمي وآباء الصم والبحث عن أماكن تجمع أشخاص صم سواء في المدن أو القرى أو عن اسر أفرادها صم واستخدامها لمصادر الإشارة أو كمساعدين للمعلمين وهذا هو الأفضل مع العمل على توحيد هذه الإشارات وتقنيتها ولغة الإشارة قد تتباين وتختلف من مجموعة صم إلى مجموعة أخرى ومن مدينة إلى مدينة أخري ومن معلم إلى معلم وحتى من صف دراسي إلى صف آخر فما بالك من اختلافها من بلد إلى بلد فأي لغة من لغات الإشارة أو لهجتها ينبغي عليه الاختيار للتعليم في مدارس الصم من هذه الإشارات توحيدها لوضعها في قاموس أن هذا السؤال ليس من السهل الإجابة علية

ولكن يمكن أن نضع أمامنا ما يأتي :-
1 - لغة الاشارة وطابعها يحدده حجم وصفة الجماعة التي تستخدمها لذلك يفضل لغة الاشارة التي استقر بها المقام وتستخدمها جمعاة كبيرة من الناس وليست لغة اخرى لم يمض عليها وقت طويل ويستخدمها اشخاص يجمع بينهم تنظيم مؤقت لن يكتب له الدوام .
2 - لغة الإشارة بلغة الكلام التي يستخدمها أناس يسمعون ويقيمون في نفس المنطقة فقد يستخدم الصم حركات الشفاة يحاكون بها كلمات معينة أثناء الإتيان بالإشارة فعندما يأتي بالإشارة الدالة على العطش ربما يحاكى الشفاة المقترنة بنطق كلمة ((عطشان)) وعادة لا يقترن ذلك بأي صوت بل يكتفي بتحريك الشفاة في صمت .
3 – لكي نختار بين لغات الإشارة المحلية والإقليمية فقد تواجهنا بعض الصعوبات خاصة باللهجات لذا يجب علينا الوقوف على أي لغات الكلام تستخدم في نفس المنطقة التي تستخدم فيها لغات الإشارة (( خاصة في بلاد شمال أفريقيا)) ومن الأفضل أن تختار لغة الإشارة من لغة الكلام المستخدم في تعليم القراءة والكتابة للأطفال الصم .
4 – أما لغة الإشارة العالمية للصم والتي يجب أن تتوحد في أمور معينه يتفق عليها الجميع من خلال دراسة المعاجم والقواميس الأجنبية للغة الصم .ونعلم جميعاً أن لغة الإشارة يوجد تشابه كبير فيما بينها من بعض النواحي فيما يسمى بالسمات المشتركة بين جميع لغات الإشارة نذكر منها:
أ‌- الإيماء والحركات :
لغة الإشارة تعتمد على أنها تدارك بالعينين وأن عدداً من الإشارات التي تحاكي التلويح باليد وداعاً أو بالتهديد أو الوعيد وبعض الإشارات تحاكي و تدل على الأشياء التي تقوم بها مثال ذلك عندما نرفع الكأس إلى الفم للدلالة على الشرب أو على استعمال فرشاة المعجون أو نظافة الأسنان وهكذا وهنا تكون حركة الأيدي في الإشارة أسرع وأقصر منها في إتيان الفعل نفسه.
وفي بعض الإشارات يحاكي شكل الشيء المراد الدلالة عليه وهنا تتحرك الأيدي مقلدة حركة نفس الشيء ويأتي ذلك في الإشارة الدالة عل الطائر أو التي تدل على الفراشة عندما تحاكي الإشارة حركة الجناحين .
وقد تكون الإشارات في كثير من الحالات لا تعدو أن تكون إشارة نموذج أو إلى شئ المراد التحدث عنه أو مثله ذلك نحن نشير إلى أعلى للدلالة على السماء أو الى الشفتين للدلالة عليها وقد نشير إلى السماء للدلالة على اللون الأزرق وعندما نلجأ للإشارة لمخاطبة الناس أو التحدث عن نفسك وعن الآخرين فحين تشير إلى بدنك تعنى ((أنا)) وعندما إلى محدثك تعني ((أنت)).
وعندما تقتنع بإتقانك الإيماء ة الحركات تجد من السهل عليك التفكير في طرق للتخاطب مع أشخاص مع أشخاص مع أشخاص صم ..مثال ذلك يمكنك مثلا أن تدل على أسد بتشكيل يديك على هيئة مخلبين وإضفاء الشراسة على وجهك أو بتحريك يدك فوق ظهر رأسك كما لو كنت تلمس عفرة أسد فقد تصلح أي من الإشارتين للدلالة على ((أسد)) وهذه السمة من سمات للغة الإشارة من حيث احتوائها على الإيماء والحركات تيسر التخاطب مع الأشخاص الصم حتى عندما لا تعرف بضع إشارات غير انه ينبغي لك أن تذكر أن الأشخاص الصم قد تكون لديهم إشارة موحدة لأي من الأشياء التي تريد التحدث عنها فربما هم لا يستخدمون مثلاً سوى إشارة تشكيل يديك على هيئة مخلبين وإخفاء الشراسة على وجهك دون الإشارة التي تدل على عفرة الأسد وفي تلك الحالة ينبغي ان تستخدم الإشارة الموحدة ولكن في بعض الأحيان قد تشعر أن الإشارة الموحدة التي يستخدمها أناس صم لا يرتفع في وصفها الشيء المقصود إلى مستوى الجودة الذي تبلغه إشارة ابتكرها ولكن يجب أن تخدم الإشارة التي يؤثرها الصم أنفسهم .
ب‌- عندما ترى أشخاصاً صماً يأتون فإننا سنهتم بما تفعله أيديهم لكننا سوف نلاحظ أن الصم لا يقتصرون على استخدام أيديهم في الإشارة بل يستخدمون أجسامهم ووجوههم فعندما يريدون إضفاء نوع من الإيقاع على إشارتهم فإنهم يستخدمون حركات أجسامهم كما نفعل نحن عند الحديث فنحن نغير السرعة ونغمة الصوت للدلالة على الحدود من الجمل أما الصم فهم يأتون بوسائل بصرية للدلالة على تلك الحدود من خلال حركات طفيفة بأجسامهم وإحداث تغيرات على تعابير وجوههم والرأس تستخدم حركاتها للتعبير عن النفي والإثبات و تعابير الوجه للدلالة عن مشاعر الفرح والحزن والخوف ، ويجب أن تعير تعابير وجهك قدراً من الاهتمام عندما تتحدث مع الصم وقد يستخدم الفم وحركات الشفاة مصحوبة بإشارات اليد بحيث تصف شيئاً معيناً مثال ذلك بأنك تحرك يدك كأنك تمسك قلماً للتشبيه بحركة الكتابة ويلازمها حركات معينة بشفتيك للدلالة على أن شخصاً تسرع في الكتابة أو لم يلق عناء أو تشد عضلات وجهك أو تغمض عينيك نصف اغماضة للدلالة على أن شخصاً كتب بصعوبة من ذلك نجد أن أجزاء الجسم خاصة العينين والوجه واليدين لهما دوراً أساسياً وبارزاً في توضيح الإشارات ويحدث أحياناً أن يستخدم الشخص الأصم كلتا اليدين ليأتي إشارتين في وقت واحد .
جـ - لغة الإشارة والمحاكاة:
بعض الإشارات التي يستخدمها الصم تعتمد في أساسها على المحاكاة فكثيراً ما يأتي إشارة ((يمشي)) بأن تبرز سبابتك وأصبعك الوسطى منفرجتين ومشيرتين إلي أسفل محاكاة للساقين ثم تحرك الأصبعين محاكاة الكيفية التي يمشي بها الناس وأين يسيرون وكيف وقد تتشكل كل أصابع اليد لمحاكاة حركة الوقوف – الجلوس وأيضا الأدوات التي نستخدمها مثل ((السرير)) ونحن لا نستطيع أن نستخدم شكل اليد والإصبعان السبابة والوسطى منفرجتان إلا عندما نتحدث عن إنسان أو حيوان من ذوات الساقين كالدجاجة مثلاً وسوف نجد أن الأشخاص الصم قد تختلف إشارة اليد لديهم من بلد إلى آخر عندما يتحدثون عن السيارات أو الدراجات أو القوارب أو الفيلة.

الأسس التي تبنى عليها الإشارات
• زمن الإشارة
• تشكيل الإشارة حركة اليدين
• اتجاه حركة اليدين
• مكان التقاء اليدين بأجزاء الجسم
• مدى سرعة الإشارة وتحريكها
• تعبيرات الوجه وحركة الجسم.
سلبيات لغة الإشارة:
1. هذه الطريقة تسمح للتواصل بين الصم فقط.
2. هذه الطريقة ليست مفيدة في التواصل مع الغالبية العظمى من الناس الذين يسمعون لأنهم لا يعرفون لغة الإشارة.
3. تسهم في عزل المعاقين سمعياً عن المجتمع.
4. عدم وجود الدافعية عند الأشخاص الذين يعتمدون على لغة الإشارة لتعلم المهارات اللفظية.

3.أساليب التواصل الكلي :
ويقصد بالتواصل الكلي حق كل طفل أصم أن يتعلم استخدام جميع أشكال التواصل الممكنة حتى تنمى مهارات اللغة في سن مبكرة, ويشتمل أسلوب التواصل الكلي على الصورة الكاملة للأنماط الغوية, والحركات التعبيرية التي يقوم بها الطفل نفسه ولغة الإشارة ،والكلام ،وقراءة الشفاه ،وهجاء الأصابع ،والقراءة والكتابة
أن الاستخدام المبكر والمستمر لنظام التواصل يساعد على النمو العقلي, وقد ظهرت هذه الطريقة نتيجة الانتقادات التي وجهت لكل من طريقة الشفاه, وطريقة التدريب السمعي, ومن هذه الانتقادات:
1. صعوبة فهم الطفل الأصم للمتكلم باستخدام طريقة لغة الشفاه بسبب سرعة المتكلم.
2. صعوبة فهم الأصم للمتكلم باستخدام طريقة التدريب السمعي وذلك بسبب مدى القدرة السمعية المتبقية لدى الأصم ومدى فعالية الوسائل السمعية لدى الأصم.
المراجع العربية:
الببلاوي، أيهاب (2003). اضطرابات النطق دليل أخصائيين التخاطب والمعلمين والوالدين.القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.
حنفي, علي عبد النبي و السرطاوي, زيدان (2003),مدخل إلى الإعاقة السمعية, سلسلة إصدارات أكاديمية التربية الخاصة, الرياض.
الخطيب, جمال (2005), مقدمة في الإعاقة السمعية, الطبعة الثانية, دار الفكر للطباعة, عمان, الأردن.
الخطيب، جمال (2005). استخدامات التكنولوجيا في التربية الخاصة . عمان: دار وائل للنشر.
جيمسي، د.ليندسي (2002).استخدام الحاسوب والأجهزة مع الأفراد غير العاديين .ترجمة السرطاوي ،وعبد العزيز الخشان ،أيمن أبو جودة ،وائل .دبي :دار القلم للنشر والتوزيع.
الزريقات، إبراهيم عبد الله فرج (2005). اضطرابات الكلام واللغة التشخيص والعلاج.عمان: دار الفكر.
الزريقات, إبراهيم عبد الله فرج ( 2003 ), الإعاقة السمعية, دار وائل للطباعة والنشر, عمان.
السرطاوي ،عبد العزيز، أبو جودة ( 2000 ). اضطرابات اللغة والكلام. الرياض
عبد الواحد, محمد فتحي (2001), الإعاقة السمعية و برنامج إعادة التأهيل, الكتاب الجامعي, الإمارات.
عبد الواحد, محمد فتحى (2001), الإعاقة السمعية وبرامج إعادة التأهيل, دار الكتاب الجامعي, الإمارات, الطبعة الأولى.
عبد الواحد ،محمد فتحي (2001) . الإعاقة السمعية وبرنامج إعادة التأهيل .الطبعة الأولى . العين: دار الكتاب الجامعي .
عيادات ،يوسف (2004). الحاسوب التعليمي وتطبيقاته التربوية. الطبعة الأولى . عمان : دار المسيرة .
فارع ،شحدة وحمدان ،وجهاد وعمايرة ،موسى والعناني ،محمد (2006).مقدمة في اللغويات المعاصرة .عمان :دار وائل للنشر .
القريوتي،إبراهيم،والدقاق ،زهرة علي(2006) .دليل الوالدين في التعامل مع ذوي الاعاقة السمعية .عمان :دار يافا للنشر والتوزيع .
القريوتي ،إبراهيم (2002) ،اثر استخدام الحاسوب في تعليم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية لمادة اللغة العربية بدولة الإمارات العربية المتحدة .منشورات الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم ،الندوة العلية السابعة ،28-30 نيسان ،الدوحة ، قطر .
يحيى, خولة أحمد ( 2006 ), البرامج التربوية للأفراد ذوي الحاجات الخاصة. دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة, عمان, الأردن.
ملكاوي ،محمود (2006). فاعلية برنامج تدريبي لإمهات الأطفال المعاقين سمعياً إعاقة متوسطة في مرحلة ما قبل المدرسة 

هاني خليفة
60735474

هاني خليفة
60735474

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق