الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الأحد، 24 فبراير 2013

بنت الاكابر ... صرخة هاني خليفة

‏بنـــت الأكابر‏ 
كانت رائعة الجمال.. ‬تنتسب لعائلة كبيرة.. ‬ولأنها آخر العنقود كانت - ‬أيضا - ‬مدللة.. ‬سيارة.. ‬فلوس.. ‬ملابس أحدث الصيحات.. ‬تمشي فوق الأرض كالطاووس، ‬فالأنثي الجميلة تعرف جيدا كيف تروج جمالها وتلقي به بين الرجال كما يلقي خبير التنويم المغناطيسي يده في وجه زائره فيصبح في خبر كان!‬
المهم أن رشا - ‬ولم يكن هذا الاسم قد انتشر بعد في الثمانينيات - ‬لم تهتم بمذاكرتها في الثانوية العامة قدر اهتمامها بجمالها وأناقتها وزيادة شعبيتها سواء بين المعجبين في النادي الكبير الذي كانت احدي عضواته.. ‬أو حيثما كانت تتواجد، ‬فقد كانت مشروع قنبلة اقترب انفجارها في مدن الرجال!‬
ورغم صغر سن رشا فقد علمتها صديقات السوء من نفس الطبقة الراقية التدخين، ‬وكانت تتفنن في اخفاء علب السجائر المستوردة عن عيون أسرتها التي كانت تحلف بأخلاق فتاتها الحسناء!.. ‬إلا أن رشا أدركت منذ بداية العام الثالث الثانوي أنها سوف تحقق فشلا ذريعا بخلاف ما تتوقعه وتتمناه أسرتها، ‬فلجأت للمذاكرة مع مجموعة من زميلاتها.. ‬وذات ليلة اقترحت احداهن علي »‬الشلة« ‬تعاطي بعض الحبوب المنشطة لطرد شبح النوم بعد ساعات المذاكرة الطويلة.. ‬وليلة بعد ليلة أدمنت رشا هذه الأقراص.. ‬واعتقدت أسرتها أن طول السهر وراء شحوب وجهها ونقص وزنها بشكل ملحوظ!.. ‬وقبل أيام من الامتحانات أرادت الحسناء الصغيرة
‬أن تضاعف نشاطها فتناولت أكثر من قرص.. ‬قيل ثلاثة.. ‬وقيل أربعة!.. ‬وقبل أن تنسحب عباءة الليل المظلمة ويرتدي الكون ثوب النهار الأبيض فارقت رشا الحياة!!.. ‬ظنت زميلاتها أنها قد أغشي عليها من فرط الارهاق.. ‬نقلوها للمستشفي.. ‬وهناك أعلن الأطباء حكمة النهاية في حياة بنت الأكابر!‬
.. ‬وأذكر أنني انفردت بقصة رشا وقدمتها لجريدة الأخبار التي كان لي شرف بداية حياتي الصحفية بين جدرانها في بلاط صاحبة الجلالة. ‬لكن حدث ما لم أتوقعه!‬
لم تجد القصة فرصة النشر.. ‬وكنا زمان لا نجرؤ علي أن نسأل عن سبب عدم نشر أي موضوع، ‬فالصحفي يقدم الموضوع ولرئيس التحرير حق النشر أو عدم النشر وفقا لرؤيته.. ‬كانت للصحافة قواعد وأصول، ‬وكان فيها أساتذة أكثر مما فيها من رؤساء!..‬
ورغم بعض سلبيات هذه الفترة، ‬إلا أن الممارسة الصحفية كانت ممتعة ورائعة!.. ‬المهم أنني ومن خلال علاقتي الطيبة برؤسائي علمت أن سبب عدم النشر يرجع الي تدخل الأسرة الكبيرة التي كان من بين أفرادها خال الفتاة وكان - ‬حينئذ - ‬وزيرا في الخدمة.‬
.. ‬وكان عزائي الوحيد ما قاله لي رئيسي وكان نائبا لرئيس التحرير ولعلي أحفظ ما قاله لي عن ظهر قلب رغم مرور أكثر من ثمانية وعشرين عاما علي هذه الواقعة!‬
> ‬كفاية مصيبة ‬أهلها فيها.. ‬أنا أعرف هذه الأسرة عن قرب.. ‬ووفاة ابنتهم أحدثت شرخا كبيرا بين والديها قد يصل الي حد الطلاق، ‬فالأب كان دائم التحذير لزوجته من أن ابنتها يجب أن تكون أمام عينيها ليل نهار، ‬وكانت ثورته بلا حدود لأنه أول من لاحظ ‬التغييرات التي حدثت علي ابنته وكانت الأم بحسن نية تبررها بالارهاق!.. ‬اتركهم لمصيبتهم، ‬الصحافة يا ابني أخلاق قبل أن تكون مهنة!‬
.. ‬وتلاشي ‬غضبي تدريجيا من ضياع مجهودي وعدم نشر قصة رشا.. ‬ولا أعرف سر الهدوء الذي حل بي، ‬هل كان سببه حبي لرئيسي في العمل وقناعتي بكل ما يعلمه لي.. ‬أم أنني استوعبت درس أن الصحافة أخلاق ورسالة قبل أن تكون مهنة!‬
.. ‬في منتصف التسعينيات تذكرت رشا حينما كان العميد معتصم عبدالمعطي مديرا لادارة المخدرات بمديرية أمن القاهرة - ‬وهو الآن برتبة لواء ومساعد أول لوزير الداخلية - ‬اصطحبني أيامها هذا الضابط الذي كان يحمل هو الآخر رسالة ضمن رسالات الأجهزة الأمنية ملخصها أن الوقاية خير من العلاج.. ‬اصطحبني العميد معتصم معه في جميع الندوات التي أقامها بمدارس القاهرة الاعدادية والثانوية وكان بصحبته - ‬أيضا - ‬أجهزة الفيديو والشرائط التي أحضرها معه من الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء بعثته هناك.. ‬وكانت فرحة مديري المدارس لا توصف بنجاح هذه الندوات والاقبال الهائل عليها من أولياء الأمور والتلاميذ.. ‬كانت أشرطة الفيديو تشرح خطورة المواد المخدرة وأنواعها وتقدم نماذج لضحاياها ونماذج أخري للذين دفعوا حياتهم أو صحتهم أو حريتهم ثمنا لعدم درايتهم بخطورة هذه الأقراص التي تناولوها من يد أصدقاء بزعم السهر أو النشاط أو الفرفشة!..‬
.. ‬وكانت هذه الندوات - ‬أيضا - ‬تقدم مطبوعات لأولياء الأمور وتحذرهم من الأوصاف التي قد تظهر علي أولادهم مبكرا مع رسومات لما يصيب الوجه والجسم والصوت من تغييرات حتي يتمكن الآباء من انقاذ فلذات أكبادهم قبل فوات الأوان!‬
.. ‬وكنت أهمس لنفسي مع كل ندوة: ».. ‬يا ريتك يا رشا لحقت ندوات العميد معتصم!!«.. ‬المهم أن هذه ‬الندوات اختفت بترقي العميد معتصم عبدالمعطي وكان الأجدر ‬أن تصبح سياسة لا تتغير بتغير الأشخاص.. ‬ولهذا أهيب باللواء اسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن القاهرة والذي حباه الله بموهبة قلما تتكرر في ضابط شرطة ‬ووهبه من حب الناس ما لا يحظي به سوي عدد قليل من القيادات الأمنية، ‬أهيب به أن نرجع الي تجربة اللواء معتصم عبدالمعطي التي نقلها عن مدارس أمريكا وأوربا وجربناها نحن ثم توقفنا عنها بينما لازالت تستفيد منها مدارس الغرب، ‬بل أتمني أن تصل هذه التوعية الي مراكز الشباب والأندية، ‬خاصة أن آخر احصائية للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء طالعتنا برقم مخيف يؤكد أن المصريين ينفقون ٧٢ ‬مليارا من الجنيهات علي المخدرات، ‬طبعا لشبابنا النصيب الأعظم منها!.. ‬وطبعا هذا الرقم المخيف يطل علينا رغم الحملات المكثفة والمستمرة لأجهزة الأمن لمطاردة التجار.. ‬ومهما كان هذا الرقم خلال عام أو اثنين أو ثلاثة، ‬فهو مزعج للغاية، ‬ولن تكفي مطاردة تجار الكيف و انما هذا جناح للمكافحة ولن يساعدها علي الطيران في سماء النجاح سواء الجناح الآخر الذي يعتمد علي التوعية بالطرق العلمية الناجحة وليس بالخطب والمواعظ وعبارات الانشاء، ‬فمعظم شبابنا وقع في دائرة الادمان تحت مسميات أخري دون أن يكون لديه علم بشكل وخطورة الأنواع السامة التي يتناولها وكانت ندوات العميد معتصم عبدالمعطي تقدم كل ما يتعلق بها من الألف الي الياء.. ‬لا نريد أن تسقط رشا أخري سواء كانت من بنات الأكابر.. ‬أو من بنات الفقراء!‬
بلاغ ‬للنائب العام!‬
من مفاخر مصر قضاؤها الشامخ.. ‬ونائبها ‬العمومي المستشار عبدالمجيد محمود قد أدرك معه كل المصريين أن أصحاب الحقوق لن تضيع حقوقهم عنده.. ‬ولعلني وأنا أحد المصريين أشعر مثلهم بنفس الثقة وأنا أقدم له رسالة أب حزين وصلتني مرفقا بها جميع المستندات. ‬وأنا ضعيف أمام كل أب أو أم من بسطاء مصر.. ‬فهذا الأب تعرض ابنه الصغير حازم حربي عبدالجواد لاعتداء جسيم من ‬مدرسه »‬م.م.أ« ‬تسبب عنه التواء في وجه التلميذ وأصبته بغيبوبة بعد عودته لمنزله نقل علي إثرها للمستشفي.. ‬وبالطبع بدأت النيابة التحقيق.. ‬لكن الأب البسيط يشكو الضغوط التي وقعت عليه شخصيا من بعض الأفراد والجهاز للتنازل عن البلاغ ‬كيلا يحبس المدرس، ‬بل تعرض زملاء التلميذ المصاب بمعهد أولاد شلول بمحافظة سوهاج لضغوط جعلتهم في خوف من أداء الشهادة ما عدا تلميذ واحد لم ترهبه هذه المخاوف!.. ‬يقول الأب في رسالته انه يريد من النيابة العامة أن تبعد أصحاب الضغوط عنه وعن التلاميذ وان تنهي هذا التحقيق بما يحقق العدل ويعطي كل ذي حق حقه، ‬وهذا ما تعوده الناس من ‬النيابة العامة بالفعل.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق