الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الأحد، 24 مارس 2013

صرخة هاني خليفة .. المرأة والرجل.. علاما الخلف بينكما!!

لا تكتمل الدائرة الكهربائية إلا بوجود الموجب والسالب، أي أن كل منهما يمثل جزءاً من الكمال لا الكمال نفسه، ولا يرى لهما نوراً -أي السالب والموجب- إلا إذا اتحدا، وهذا بالضبط الحال ما بين الرجل والمرأة، وكلما كان الاتحاد بينهما قوياً كان الناتج كذلك.
أرى ويرى السادة القراء بوادر معركة بين المرأة والرجل يقف وراءها أعداء الإنسانية في كل مكان، يهمسون في أذن المرأة بأن الرجل هو الذي هضم حقوقها وأذلها وسامها سوء العذاب، وأنه آن الأوان أن تسترد كرامتها المنتهكة، وحقوقها المسلوبة، وذلك بالثورة على الأعراف والتقاليد، وهذا أمر فيه بعض المنطق والثورة على الفطرة، وهذا ما لا يكون؛ إذ أن الفطرة لا تغالب.
هل تستطيع المرأة أن تكون بدون الرجل والرجل بدون المرأة؟ أعني المرأة السوية والرجل السوي، وخطابي لا يشمل المثليين الذين سوف يعودون يوماً ما إلى الخط الطبيعي ويهدم السور الذي بينهم كما أن نهدم سور برلين.  يستطيع كل من الرجل والمرأة أن يعيش في جزيرة معزولة ولو وفر له فيها كل مستلزمات الحياة، إن الطعام لا يكون طعاماً والشراب لا يكون شراباً والهواء لا يكون هواءً بدون النصف الثاني، إذن أقول كما قال الشاعر:
علاما الخلف بينكما علاما *** وهذا الضجة الكبرى إلاما
المرأة تدخل هذه المعركة الوهمية بروح منهزمة وسلاح ضعيف، فالخد الذي تبذل كل ما في وسعها لكي تصفعه في حقيقة الأمر غاية أمانيها أن تقبله، والرجل الذي تحاربه هو نفسه الذي تسعى لاستمالته بعطر شاذ، وظلال رموش كاذبة، وزينة مستعارة، ولون بشرة مصطنعة، وتكسر في الصوت، وتمايل في المشية، وكل ذلك يعد من خسائر المعركة قبل دخول الميدان وبداية العراك، أهكذا تكون الحرب أم أنك بهذه الحرب المعلنة تحاربي رجل من جنس آخر لعله رجل آلي أو من مخلوقات الفضاء البعيد؟!
إن الهدف من هذه الحرب هو تحرير المرأة ليس فقط من قيود التقاليد والأعراف، بل الأخطر هو تحريرها من قيود الفطرة! فتتنكر لأنوثتها، وتتخلى عن واجباتها، وتستقيل عن وظيفتها، وبالتالي تنشى أمة ضعيفة التكوين باهت الملامح؛ لضعف الرابط بين المرأة والرجل، فتنهار الأسرة ويكثر أولاد الليل، وترى نفس الأيادي التي تحارب الرجل بغير جريرة ولا جناح هي الأيدي التي تبني دور العجزة والمسنين ودار الأطفال مجهولي الأبوين كما يحلو للبعض تسميتهم، وما بين المهد واللحد أمة ضائعة من البداية إلى النهاية، تسود صفحات حياتها العلاقات المحرمة المتمثلة في صديق الليل وعدو النهار، وهنا في هذا العالم الظالم لا يفصل بين الحقيقة والزيف والفطرة والانتكاس إلا الكوندوم -الواقي الذكري- الذي سعى أعداء الإنسانية الذين دخلوا المعركة في صف النساء لتوزيعه مجاناً على الرجال حتى تنحسر العلاقة بينهما في حقل الجنس لا تتعداه لغيره من المعاني الكبيرة والأيام المقبلة، سترى كيف أن الذين يقفون مع المرأة في هذه المعركة سينكصون على أعقابهم إذا بان لهم الأمر، ويقولون للمخدوعات من النساء: إنا نرى ما لا ترين إنا نخاف الله رب العالمين.
علاما الخلف بينكما وأنتم لم تأتوا للحياة إلا هكذا أزوجا، قال - تعالى -: (خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها)!!
واعلمي يا فتاة الأمة أن الرجل الذي تحاربيه هو أبوك الذي سهر على راحتك، وعمل من أجل سعادتك، وبذل كل ما في وسعه لكرامتك، أو هو أخوك الذي صفت لك سريرته، وخلصت لك محبته، فعاش لك وفياً، واجتهد لك مخلصاً، أو فارس أحلامك وزينة أيامك، زوجك سترك وغطاك سعادتك، فيه تجدين الراحة، ومنه تجدين الذرية التي بها يدوم الذكر ويتصل الأجر، فعلاما الخلف بينكما!!... هاني خليفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق