عدم تقدير واحترام الرجل للرجل ... صرخة هاني خليفة

الدعوة لتكريم الأحياء قبل رحيلهم، لا تنفي الحاجة إلى تكريم من رحلوا عنا ولم يتسنَّ لنا تكريمهم وهم أحياء. إن المجتمعات التي لا تقدر الرجال تُقتل فيها فرص التنافس على الإنجاز والإبداع والأداء الجميل، ليس هذا فحسب، بل قد تؤدي ذلك إلى التنافر والبغضاء، وانحلال الروابط الوطنية.
إن ما نراه من عدم تقدير بعض الرؤساء للرجال البارزين الذين يعملون في معيتهم وعدم الالتفات لهم وتقدير أعمالهم، أو حتى عدم توجيه خطابات التقدير والعرفان لهم حين انتقالهم إلى محل آخر في دائرة أو مؤسسة أخرى أو حتى انتهاء فترة العمل المكلفين به، هو أمر مؤسف للغاية وينم عن ضيق أفق ويخلق التنافر ويقتل المبادرات ويضعف الروابط كما ذكرنا.
ما أجمل الرؤساء الذين يقدرون الزملاء الذين عملوا معهم بخطاب تقدير وعرفان وكلمة إطراء وثناء لتكون بمثابة تسجيل وشهادة رسمية يحتفظ بها المكرم، وبالتالي حافز لتشجيع غيره لمواصلة العمل بإخلاص وأمانة، ولعل معنى تقدير الرجال هو عدم تضييع حقوقهم الرسمية والأدبية والنظر بعين الإعجاب والفخر لأعمالهم والتشجيع والاعتراف بشخصياتهم، امتثالاً لقوله ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) وقد علّمنا خالقنا أنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً. بين ظهرانينا العديد من الرجال ممن لم يتسنَّ لنا الاعتراف والتقدير بأدوارهم المختلفة، ولولا حرج ذكر الأسماء لفعلت، وحسبي أن أولي الرأي والتفكير لهذا الأمر ولهذه المسألة الهامة في حياة الشعوب، وقد لمسناها في بعض المجتمعات الأخرى ،وخوفاً من رحيلهم فإن من أوجب الواجبات الالتفات لهذا الأمر ووضع الآليات المناسبة لتكريمهم لما لها من قيمة معنوية كبرى وحفاظاً على الآداب الاجتماعية التي توجب الشروع بدون تردد فيها، لا سيما وان ديننا الحنيف يأمر بعرفان الخيروالجميل، فضلاً عن الثقافة العلمية التي تحتم علينا ذلك.. هذا ما قصدت والله لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى... نسأل الله التوفيق. . هاني خليفة