لحظات مع الحبيب
-صلى الله عليه وسلم-
وَجْدُ الفؤُادِ دُموعُ العَينِ تُوقِدُهُ
فَكَيفَ قلبي - وقَدْ فاضتْ - يُكابِدُهُ؟
فهل يذوقُ أسيرُ العشقِ طَعمَ كرًى
وطيفُ محبوبهِ للهُدْبِ يُسْهِدُهُ؟!
إن أُطْبقَ الجَفْنُ قلبي ساهِرٌ قلقٌ
شوقاً إليهِ ولمَّا يأْتِ مَوْعِدُهُ
تُرى.. إذا حانَ يومُ الوَصْلِ يعْرفُني
أم في محيَّايَ بابُ العُذرِ يُوصِدُهُ؟
سماءُ حُزني على شكوايَ باكيةٌ
تسقي اشتياقي، وصبري كمْ تُبدِّدُهُ!
إنْ غابَ ذِكْرُكَ نارُ الحُبِّ ما خمدتْ
فإنَّ ذكراكَ في قلبي تُجدِّدُهُ
وكَيفَ تَخمدُ والأنفاسُ عاصِفةٌ
أما أسيرُ الهوى رِيحٌ تنهُّدُهُ؟!
أنا سجينُ الجوى.. هلا يُحَرِّرُني
حِبٌّ عن الرُّوحِ بُعدي ليسَ يُبْعِدُهُ
متى يُقرُّ عيوني ثلْجُ رؤيتِهِ
إن اللِّقاءَ لَظَى نفسي يُبرِّدُهُ
• • • •
ماذا أقولُ إذا أضْحى يُعاتِبُني
عمَّا جنيتُ ولمْ أبْرَحْ أُعاهِدُهُ
ماذا أقولُ لخَيْرِ الخلْقِ يا أسفى
أكانَ حُبِّي لهُ قولاً أُردِّدُهُ؟!
أكانَ حُبِّي أهازيجاً أُدندِنُها
بالاحتفالِ إذا ما جاءَ مَولِدُهُ؟!
أحُبُّهُ سَكْرَةٌ في ذِكْرِهِ عَبَرَتْ
ونارُ شوقٍ إذا ما بانَ مسْجِدُهُ؟
أيُورِثُ المُصْطفى النَّهْجَ القويمَ لنا
والدِّينُ دَينٌ لربِّي لا أُسدِّدُهُ!
شُغِلْتُ بالنَّاسِ عنْ عيبي بعَيْبِهِمُ
للنَّاسِ ربٌّ.. ولي ربٌّ أُوحِّدُهُ
فلمْ يكنْ ضائري ما جاءَ فاجِرُهُمْ
ولمْ يكنْ نافعي في اللهِ عابدُهُ
ولو قضيتُ حياتي مصلِحاً زللي
لمْ يكفِني العُمْرُ فيما كُنْتُ أُفْسِدُهُ
• • • •
كمْ قدْ مضى هالكٌ يُفْني سعادَتَهُ
وكمْ - أيا حسْرَتا - نادى مُحمَّدُهُ:
أن اتَّقِ اللهَ واتْبعني، فليْسَ سوى
محبَّةِ اللهِ قلْبُ العبْدِ تُسْعِدُهُ
يا منْ فُتِنْتَ بذي الدُنيا وزينتِها
إبْليسُ غرَّتْكَ في الدُّنيا مكائِدُهُ
أللعدوِّ وليًّا أنتَ مُتَّخِذٌ؟!
بئسَ المُوالي عدوُّ اللهِ سيِّدُهُ
• • • •
يا باعثَ المُصْطَفى للخلْقِ مرْحمةً
هذا النَّشيدُ لِسانُ القلْبِ يُنْشِدُهُ
فتُبْ على عبْدِكَ الخطَّاءِ يا أملي
ها قدْ أتاكَ مقرًّا ما جنتْ يدُهُ
وصلِّ دَوماً على خيرِ الورى خُلُقاً
وابعثْ سلامي لمنْ في القلْبِ مقْعَدُهُ.
|
هاني خليفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق