الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الأحد، 9 يونيو 2013

تنمية الصحة النفسية ... صرخة هاني خليفة

صورة متحركة طبيعه

قسم يعالج المشاكل والإضطرابات النفسية وتنمية الصحة النفسية من منظور علم النفس والتنمية البشرية .

كان أحد الشبان شغوفاً لأن يعرف سر السعادة، فسأل كثيراً من الناس، إلى أن نصحه أحدهم بزيارة قرية معينة في الصين بها رجل حكيم طاعن في السن سيدّله على سرّ السعادة، وبدون إضاعة أي وقت استقل أول طائرة متوجهة إلى الصين، حيث كان شديد الحماسة للوقوف على سر السعادة، ولما وصل أخيراً إلى تلك القرية، قال لنفسه، (الآن سأكتشف السر الذي كنت أبحث عنه لمدة طويلة). ووصل إلى بيت الحكيم الصيني وطرق الباب، ففتحت له سيدة كبيرة في السن، ورحبّت به وأخذته إلى الصالون، وطلبت منه الانتظار، وطال انتظاره ثلاث ساعات أحسّ فيها بالغضب الشديد من إهمال صاحب البيت له، وأخيراً ظهر الرجل الحكيم بمظهره البسيط وملابسه المتواضعة جداً، وجلس بوقار إلى جانب الشاب، وسأله – وعلى وجهه ابتسامة – عمّا إذا كان يرغب في تناول قليلاً من الشاي، وكان الشاب في تلك اللحظة على وشك الانفجار، قائلاً في نفسه: (لقد تركني هذا الرجل العجوز أكثر من ثلاث ساعات بمفردي، وأخيراً حينما ظهر لم يعطني أي مبرّر لتأخره ولم يعتذر عن ذلك، والآن يسألني بكل بساطة عما إذا كنت أرغب في تناول الشاي).
وبينما كان الشاب منهمكاً في التفكير في ذلك كان غضبه يزداد، حتى سأله الرجل مرة أخرى بهدوء عما إذا كان يريد أن يتناول قليلاً من الشاي، فرّد عليه الشاب بعصبّية قائلاً: (نعم، أريد أن أتناول الشاي)، فطلب كوباً من الشاي وجلس بهدوء إلى جانبه، ولما حضر الشاي سأل الرجل ضيفه: (هل تريد أن أملأ لك كوباً من الشاي)، فردّ عليه الشاب بالإيجاب، فصبَّ الحكيم الشاي في الكوب، ومازال في صب الشاي إلى أن نهض الشاب واقفاً، وانفجر في الحكيم قائلاً (ألا ترى أن الكوب قد امتلأ إلى آخره، وأن الشاي قد سال خارجه وملأ المكان؟) فردّ عليه الحكيم، وقال بابتسامة هادئة: (أنا مسرور، لأنك استطعت أن تقوم بالملاحظة أخيراً)، ثم أردف قائلاً وقد نهض من مكانه: (لقد انتهت المقابلة) فصرخ الشاب في وجهه قائلاً: (ماذا تقول، لقد سافرت كل هذه المسافة، وتركتني في انتظارك أكثر من ثلاث ساعات، وملأت كل المكان بالشاي وسال على الأرض، والآن تقول لي: إن المقابلة انتهت، هل أنت تمزح معي؟).
فقال الحكيم: (اسمع يا بني، يجب أن تأتي لي مرة أخرى عندما يكون كوبك خالياً) فسأله الشاب عمّا يقصده بذلك، فردّ الحكيم الصيني قائلاً: (عندما يكون الكوب مملوءاً بالشاي فلا يمكن أن يستوعب أكثر من ذلك، وبناءً عليه إذا استمررت أن تصبَّ فيه أكثر مما يمكنه أن يستوعب فإنك ستتلف الكثير من الأشياء حولك، وهذا أيضاً ينطبق عليك، فإنك عندما استمررت في غضبك أصبح كوبك مملوءاً إلى آخره، وأخذت تصب فيه أكثر إلى أن زاد غضبك، وأصبحت عصبيّاً أكثر من اللازم، والنتيجة هنا أيضاً عبارة عن خسارة كبيرة) وبعد ذلك أوصله إلى الباب، وقال له: (إذا أردت أن تكون سعيداً يا بني، فتعّلم كيف تتحكم في شعورك وتقديراتك، وتأكد دائماً أن يكون كوبك خالياً، فهذا هو مفتاح السعادة).
إن الأحاسيس تتقلّب كما يتقلّب الجو، وهي مثل قطار الملاهي الذي يصعد ويهبط في الهواء، وتختلف الأحاسيس كألوان قوس قزح، فأنت من الممكن أن تبدأ يومك بالسعادة، وتكون منسجماً، وتدندن أغانيك المفضّلة وأنت تستعد للخروج وتتأنق في ملابسك، وأثناء ذهابك لعملك إذا ضايقك أي شخص بسيارته أثناء قيادتك، فأنت تتركه يمر ببساطة، وبدون أي انفعال وتذهب إلى عملك، وتبدأ بتحية الجميع وتتمنى لهم يوماً سعيداً، ولمَ كل هذا، فقط لأنك تشعر بالسعادة.
وفي اليوم التالي تستيقظ متأخراً في الصباح، حيث إنك نسيت ضبط التنبيه للاستيقاظ، وتدور حول نفسك ويختلط كل شيء أمامك كما لو كان هناك حريق بالمنزل، وترتدي ما يقابلك من الثياب حتى لو كانت غير منسجمة، وإذا ضايقك أحد في الطريق تكون في منتهى العصبية، وإذا بادر أحد بتحيتك متمنياً لك يوماً سعيداً فسيكون ردّك: (أرجوك اتركني وشأني، فمن أين ستأتي السعادة؟!)
في الواقع، إنه من الممكن أن يكون كوبك مملوءاً إلى آخره، ثم يفرغ ويملأ مرة أخرى، ثم يعود فيفرغ، وهكذا أكثر من مرة في اليوم.
فكما ترى الأحاسيس دائماً تتقلب مثل الطقس، فدعني أسألك: هل أنت من هؤلاء الذين يسمحون للظروف أن تؤثر على أحاسيسهم؟ فكّر في ذلك.

السعادة في متناول أيدينا:

( السعادة في بيتك فلا تبحث عنها في حديقة الآخرين)، لكننا غالباً ما نغفل عنها، بل وننظر إلى ما لدى الآخرين على أساس أن بلوغ ما عندهم هو منتهى السعادة، لم نعد راضين بما بين أيدينا، بل دائماً ما ننظر إلى ما عند الآخرين ونتمنى ما هو في حوزتهم، بينما معجزة السعادة تكمن في مواصلة اشتهاء ما نملك والحفاظ عليه بدلاً من ضياع العمر في تمني ما قد يكون سبب تعاستنا أن نحن حصلنا عليه، ألم يقل أوسكار وايلد. "ثمة مصيبتان في الحياة، الأولى: ألا تحصل على ما تريد، والثانية: أن تحصل عليه دون الاستمتاع به".
سعادتك في داخلك فلماذا تبحث عنها بعيداً وتسافر في طلبها؟!
(عندما تضحك، يضحك العالم معك.. وعندما تبكي، تبكي وحدك)
اجعل قلبك كأفئدة الطير خالية نقيّة، وعندما تضع رأسك على وسادتك فلا تحمل حقداً ولا ضغينة لأحد، واجعل الصفح والتسامح ونسيان ذنوب الآخرين مبدأك في الحياة، تعيش السعادة الحقيقية، ومما يساعدك على الشعور بهذه السعادة أن تنظر في نفسك وتصلح من عيوبك، فربما التعاسة التي تحملها بين جنبيك سببها تصرفاتك الشخصية.
والإنسان لابد أن يجعل لنفسه أهدافاً عُليا ومفيدة يحققها وينشغل بالسعي إليها، بدلاً من أن يعيش مع الأمور والأشياء الصغيرة، ويجعل منها أهدافاً كبرى وهي في الواقع تنغص عليه حياته، وتضيع وقته في ملاحقة أمور سطحية أو أمور وهمية، ثم يغضب ويخاصم ويغتم إذا لم تتحقق، فكلما كانت أهدافك راقية وعالية كلما كنت أقرب إلى السعادة.
السعادة والاستمتاع بالحياة رحلة وليست محصلة تليها، لا وقت أفضل كي تكون سعيداً أكثر من الآن، فعشْ وتمتّع باللحظة الحاضرة واغتنم الفرصة قبل فواتها.

ما هي أسباب القلق والتوتر؟

( إن كل ما حققته ليس سوى نتيجة لكل ما كنت تفكر فيه )
التوتر يؤثر على الناس باختلاف هواياتهم، ووظائفهم، وبيئاتهم، ونحن نعمل بجد طيلة حياتنا من أجل أن نشعر بالتوتر، فمثلاً: تمنيت أن تعمل في وظيفة راقية، وأن يكون لديك سيارة ومسكن وغيرهما، فإذا تحققتْ لك أمنياتك فإنك تعود إلى نقطة البداية وتطلب المزيد، والتوتر مرافق لك في كل ذلك، وهو يختلف باختلاف الناس وهمومهم، فمنهم من يساعده التوتر لتحقيق المراد، بينما آخرون يؤدي بهم إلى الشعور بالإحباط واليأس.
(إن الحياة ليست فقط أن تكون حيّاً.. بل أن تكون بصحة جيدة)
من أسباب التوتر:
1) الأفكار المكبوتة: (آلام وفشل الماضي والخوف من المستقبل)
2) الرغبات والاحتياجات والتوقعات غير المسددة في مجال العلاقات - الإنجازات - الممتلكات - المظهر - محبة الآخرين - والشهرة.
3) عوامل حيوية: كإثارة الجهاز العصبي الذاتي مما يؤدي إلى ظهور زمرة من الأعراض الجسيمة وذلك بتأثير مادة الابنفرين على الأجهزة المختلفة، وقد وجدت ثلاثة نواقل في الجهاز العصبي تلعب دوراً مهماً في القلق النفسي وهي:
أ - النورا بنفرين (nore pine phrine)
ب- السيروتونين( serotonin )
ج - الجابا (GABA)
 4) العوامل الوراثية: أثبتت الدراسات وجود عوامل وراثية واضحة في القلق النفسي لاسيما في مرض الفزع (PANIC DISORDER).
درجات التوتر:
1 – التوتر البالغ الشدة: الذي يحدث للإنسان نتيجة حادثة ذات أثر كبير على الفرد، كوفاة أحد المقربين، أو فسخ علاقة مهمة، أو الإصابة بمرض خطير.
2 – التوتر الشديد: وهو توتر يصاحب أحياناً تغيير العمل أو التخصص الدراسي.
3 – التوتر المعتدل: وهو توتر يحدث نتيجة مشاكل دراسية أو مشاكل مع الرئيس في العمل.
4 – التوتر الضعيف: وقد يحدث نتيجة بعض الظروف العائلية، أو تغير عادات الطعام والحمية.
أعراض التوتر:
تختلف أعراض التوتر من شخص لآخر بحسب قدرة الشخص على التعامل مع الموقف الذي نجم عنه التوتر، وبشكل عام يمكن تقسيم هذه الأعراض إلى:
1 – أعراض نفسية وتشمل: الشعور بالعصبية أو التحفّز، الخوف وعدم الإحساس بالراحة، الكسل وفقدان الشهية أو زيادتها، الأرق، ضعف التركيز، الضحك أو البكاء بدون سبب.
2 – أعراض فسيولوجية جسمية: كخفقان القلب، مشاكل في التنفس، رعشة في اليدين، آلام في الظهر، برودة في الأطراف، اضطرابات المعدة، وغير ذلك.
ويؤثر القلق النفسي أيضاً على التفكير والتركيز والذاكرة مما يكون له مردود سلبي على التحصيل الدراسي أو العمل.
أضرار القلق:
1) حرمان النفس من الطمأنينة.
2) عدم استقرار النفس وعدم ثبات القلب.
3) يورث الشك وعدم الثقة بالغير.
4) سبب للشقاء وحرمان الخير.
5) حصول الخوف والهلع لأحقر الأمور.
6) يورث الإنسان المهالك.
7) يفقد الإنسان القدرة على التركيز والقدرة على الاستمرارية بالعمل.
8) يسبب فقدان الشهية واضطرابات الأكل، قلة النوم، عصبية المزاج،
 علاقات اجتماعية هشة، عدم الاستمتاع بالحياة، الاكتئاب، الانتحار.
بعض الناس يصيبهم القلق نتيجة حب الدنيا بشكل مغلوط: (الطمع + طول الأمل والبعد عن الله)... هاني خليفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق