سم الله الرحمن الرحيم
ان
حياة الفقراء صعبة , ولعله ما من مرض أشد من الفقر بعد مرض نقص الايمان ,
ولكن أي مقام يصله الفقير الصابر على فقره , او المرأة الصابرة التي لا
يستطيع زوجها توفير المصاريف ( بالدرجة المطلوبة ) فتصبر ولا تظهر الحاجة ,
وتشكر زوجها وتسليه ؟! فيقول الرسول الاعظم ومربي الانسانية (ص) لعي بن
ابي طالب (ع) : يا علي ان الله جعل الفقر امانة عند خلقه , فمن ستره
أعطاه الله مثل الصائم القائم , ومن افشاه الى من يقدر على قضاء حاجته فلم
يفعل فقد قتله , أما انه ما قتله بسيف ولا رمح ولكنه قتله بما نكى من قلبه
.
ورد
في احد الاحاديث الشريفة ان الله يتحدث بلغة المعتذر مع الفقراء يوم
القيامة , اي ان الزوج الذي يرغب في ان يوفر معيشة مرفهة لعياله ولا يستطيع
وذاك الذي يؤذيه عدم استطاعته تسديد فروضه , وتلك السيدة التي تحب ان يكون
اطفالها في رفاهية فلا يقدر زوجها على ذلك , فلا تشتكي له بل تسليه ,
هؤلاء يعتذر منهم الله تعالى يوم القيامة يقول الرسول الاعظم (ص) : اذا
كان يوم القيامة امر الله تبارك وتعالى مناديا ينادي بين يديه اين الفقراء
؟ فيقوم عنق من الناس كثير , فيقول : عبادي ! فيقولون : لبيك ربنا , فيقول
: اني لم افقركم لهوان بكم علي ولكني انما اخترتكم لمثل هذا اليوم تصفحوا
وجوه الناس فمن صنع اليكم معروفا لم يصنعه الا في فكافوه عني الجنة .
فأي مقام اسمى من هذا ؟!
فلا
غرابة ان يدخل الاعتذار السرور على هؤلاء وعلى الذين تحملوا المحن
والمصائب , فيتمون انهم لو كانوا قد تعرضوا في الدنيا للتقطيع اربا اربا ,
لتكون منزلتهم في الاخرة اسمى , الاهم من ذلك هو انهم اكتسبوا في هذا
العالم ملكة الصبر .
هاني خليفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق