السلوك الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة .. صرخة هاني خليفة ( hany khalifa cry )

 

قد يكون من الطبيعي أن يشعر أولياء أمور الأطفال من ذوي الإعاقة بالأسى والألم وهم يرون أبناءهم مختلفين عن غيرهم. ولكن من الخطأ كل الخطأ أن يشعر هؤلاء بالخجل من حالة أبنائهم تلك فيحاولون حجبهم عن أصدقائهم ومعارفهم، ويتعاظم الخجل عند بعضهم فيأنف من إرسالهم إلى مدينة الخدمات الإنسانية بحجة أنهم ليسوا بحاجة إليها مع أنها المؤسسة الإنسانية التي أخذت على عاتقها القيام بمسؤوليات نبيلة ومهام جليلة للأخذ بيد فلذة الأكباد ذوي الإعاقة وتمكينهم من الاندماج بالمجتمع وجعلهم أعضاء فاعلين وعاملين. وانطلاقاً من هذا الإدراك لطبيعة الأشخاص ذوي الإعاقة من جهة وضرورة تكامل الجهود بين الأسرة ومدينة الخدمات الإنسانية من جهة أخرى، فقد حرصنا نحن أسرة (بيان) على غرس الأسس السليمة لمبادىء السلوك الاجتماعي في نفسها بحيث تتأصل هذه المبادىء لديها وتستطيع بممارستها أن تكون اجتماعية بكل ما يحمله هذا المفهوم من معانٍ. إننا نتحدث عنها دائماً أمام أصدقائنا ونشيد بتصرفاتها، ونجلسها دائماً معنا تشاهد وتلاحظ وتتفاعل، وأصبحت تهتم بزوارنا كثيراً، فعندما يحضر بعضهم لزيارتنا تذهب مسرعة إلى غرفتها فترتدي أحسن ثيابها أناقة وجمالاً، وتصفف شعرها على المرآة وتتعطر ثم تخرج إليهم قائلة: السلام عليكم، وتصافحهم فرداً فرداً بابتسامة عريضة، وتلاعب أطفالهم وتقدم لهم ما لديها من ألعاب متنوعة بكل سرور وسعادة، وتسعى لأن تقوم بضيافتهم بنفسها. ولئن كان للعب وظيفة اجتماعية في تدريب الطفل وتسهيل اندماجه في المجتمع، فإن بيان تميل كثيراً إلى اللعب خاصة مع الأطفال سواء أكانوا أكبر منها أم أصغر، وهذا ما يجعلها بعيدة كل البعد عن الانطواء والانزواء والخجل، وهذه كلها مظاهر اجتماعية ايجابية. ما أحوجنا نحن أولياء الأمور إلى أن نتدبر معنى جملة «الأشخاص ذوي الإعاقة»، وندرك هذه احتياجاتهم ونلبيها، وعند ذلك سنسعد برؤية أطفالنا وهم يسيرون جنباً إلى جنب مع أترابهم، وبورك لمدينة الخدمات الإنسانية بما تقدمه تقدمه فعلاً من خدمات إنسانية، وبورك للقائمين عليها بحسن الجزاء، فجزاؤهم عند العلي القدير.

صرخة هاني خليفة ( hany khalifa cry ) بالكويت 60735474