الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

السبت، 7 ديسمبر 2013

صرخة هاني خليفة ..... الله على جمالك ياكويت وعاشت الكويت الحبيبه

أحب هدية إلى نفسي الكتاب، وإذا صحب الكتاب شيء من التسجيلات المرئية أو الصوتية كان ذلك أفضل، وإذا كانت المحتويات شعراً فإنني أكون أكثر سعادة بها، وإذا تعلق الأمر بالفنون الشعبية الكويتية فذلك ما أتوق إليه.
أقول هذا وقد سَرَّني أن اتلقى من الأخ الكريم ناصر سلمان الخير الله مجموعة طيبة من المطبوعات الدالة على نشاطه الذي يبذله ضمن فرقة القصر الأحمر للفنون الشعبية وهي مجموعة تضم بيانات عن الفرقة، وبعض التسجيلات لأعمالها وديوان للشاعر مبارك فهد النومان المطوطح، وآخر للشاعر مطلق نهار المطيري الملقب: ابن الجهراء.
وهذه المجموعة - بالنسبة لي- قَيِّمة، فيها كل ما أحب أن أطلع عليه، ذلك أن البحث عن التراث الشعبي بكافة صنوفه من الأمور التي تستهويني، وأطلع دائماً عليها رغبة في التزود بالمعلومات منها كلما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
فرقة القصر الأحمر للفنرن الشعبية، فرقة من فرق الجهراء التي أسسها أبناء تلك البلدة العزيزة على نفسي إحياءً للفنون التي كانت دارجة في قديم الجهراء.
وقد اختارت هذه الفرقة اسم القصر الأحمر لكي يكون رمزاً لها، والقصر الأحمر من القصور التاريخية الكويتية، له أثر كبير في تاريخ الكويت منذ أيام حكم الشيخ مبارك الصباح الذي حكم البلاد منذ سنة 1896م حتى سنة 1915م.
وكل ما يكن أن يقال عن هذا القصر فإنه سوف يأتي فيما بعد.
٭٭٭
هذا ولئن كانت فرقة القصر الأحمر للفنون الشعبية ليست الفرقة الوحيدة في الجهراء، فإنها فرقة بارزة يعرفها الناس ويتتبعون أنشطتها كلما قامت بنشاط ما في مناسبة وطنية تستدعي الاحتفال، أو عيد يقتضي المشاركة بالفرح والسرور والعرضة التي تقدمها هذه الفرقة من أهم ما يدعو إلى المسرة حيث يجتمع المواطنون حول العرض المقدم، ثم يشاركون بقدر الإمكان في أعمال الاستعراض.
تم إشهار هذه الفرقة للفنون الشعبية من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في اليوم الثامن والعشرين من شهر أبريل لسنة 2001م، وصارت من ضمن الفرق الفنية المعترف بها رسمياً من قبل هذه الوزارة التي نعرف أن من مهماتها قيد كافة الفرق والجمعيات الأهلية. وعلى الرغم من حداثة فرقة القصر الأحمر للفنون الشعبية من حيث تاريخ إشهارها فإنها كانت تضم أعداداً من الأعضاء الذين لهم خبرات سابقة في فرق أخرى أو في أنشطة انفرادية متعددة.
ولذا فإنها سارت حثيثاً، فلم تتردد في إعداد أعمال فنية مهمة منذ أن أصبحت هيئة مُعترفاً بها. ففي سنة 2003م كان لها مجال مهم بالاشتراك بمهرجان الجنادرية الثامن عشر وهذا الاشتراك من المبادرات الجيدة لهذه الفرقة النشطة ومهرجان الجنادرية من المهرجانات المشهورة للفن والأدب والثقافة بعامة وهو ما تهتم المملكة العربية السعودية بإقامته في صورة دورية. والاشتراك فيه يعتبر شهادة تدل على الاتقان والإجادة للمشاركين فيه.
ولم تلبث هذه الفرقة قليلاً حتى اشتركت في أعمال أخرى داخلية وخارجية، فعلى النطاق المحلي شاركت فرقة القصر الأحمر للفنون الشعبية في كثير من الفعاليات التي تقام في البلاد وجرى تسجيل أعمالها كاملة في إذاعة الكويت وتلفزيونها، وكان أعضاء الفرقة حريصين على أن يؤكدوا اهتمامهم بالتراث الشعبي الكويتي، ويعتنوا بحفظه حتى لا يضيع مع الزمان. كما حرصوا على التعريف به في خارج الكويت عن طريق المشاركة في المناسبات التي تتم في خارج الوطن ومن ذلك أن الفرقة شاركت باحتفالات سفارة دولة الكويت بالمملكة العربية السعودية بالعيد الوطني ويوم التحرير للسنوات التالية: 2004م، 2005م، 2007م، 2009م. كما قامت بأداء أعمالها الفنية في احتفال سفارة دولة الكيوت في مملكة البحرين بالعيد الوطني ويوم التحرير وذلك في سنة 2008م، وفي مسقط شاركت سنة 2006م، في مهرجان القرية التراثية بسلطنة عمان.
وفي خارج النطاق العربي أسهمت الفرقة بنشاط فني ضمن المعرض الدولي للطوابع البريدية (إيفرو) في رومانيا، وكان ذلك في سنة 2008م، وعندما أقيم الأسبوع الثقافي الكويتي في بولندا سنة 2009م، شاركت فيه بمجموعة من فعالياتها. وفي سنة 2010م، كانت مشاركة الفرقة في الأسبوع الثقافي الكويتي في جمهورية البوسنة، وفي سيئول كان لها نشاط ضمن مهرجان الصداقة العربية الكورية الثالث الذي أقيم هناك في سنة 2012م حيث مثَّلت دولة الكويت هناك.
ولا شك في أن هذه الجهود الكبيرة والمتنوعة والمتعددة الأماكن تدل على مقدرة هذه الفرقة، وعلى أنها في عمل مستمر، فهي غزيرة الإنتاج تطوّر نفسها باستمرار رغبة في الوصول إلى المستوى المطلوب فنياً وإعلامياً.
هذا وفرقة القصر الأحمر للفنون الشعبية تقدم فنوناً متعددة كلها تسير في نطاق الفن الشعبي التراثي القديم الذي يحبه الناس، وتسعى الفرقة إلى المحافظة عليه. ومن هذه الفنون:
-1 العرضة.
-2 السامري.
-3 المجيلسي.
-4 الفريسني.
-5 الأصوات.
-6 البستات.
وذلك كما يلي:
أولاً: العرضة :
وهي من أعرق الفنون الشعبية الكويتية، وكانت ولا تزال من مظاهر الاحتفالات بالأعياد والمناسبات المهمة، وأحياناً بمناسبات حفلات الزواج الخاصة، ولذا فهي من الأنشطة ذات الشعبية الكبيرة التي يتهافت الناس على حضورها والمشاركة فيها، فكثيراً ما ترى شباباً وكهولاً من غير أفراد الفرقة وهم يحملون سيوفهم معهم ثم ينخرطون في رقصة العرضة مشاركين غيرهم في ذلك.
والحديث عن العرضة حديث طويل بسطناه في عدة مواضع منها ما جاء في كتابنا: «الأغاني، في التراث الشعبي الكويتي»، وهناك ذكرنا أن للعرضة صفتين: برية وبحرية، وبينا تميز كل واحدة من هاتين الصفتين عن الأخرى من حيث الايقاعات ومساحة العمل.
هذا فلا عجب أن نرى فرقة القصر الأحمر للفنون الشعبية تهتم بهذا النوع من أنواع الغناء الشعبي الذي يحبه الناس.
ويجدر بنا في هذا الموضع أن نذكر بعض الأبيات التي أنشدها شاعر الكويت عبدالله الفرج في سنة حرب الصريف، ومنها:

نعتزي باللي يَعَرف الجوادي
شيخنا (مبارك) حميد السجايا
دمت يا شيخ له الرب هادي
إجبر ابعلياك هيض الرعايا

ثانيا: السامري:
وهو نوع من الفنون الشعبية يطلق على الاحتفال الذي تغنى فيه الأغاني التي تسمى: السامريات؛ وهي جمع: سامرية وقد جاء هذا الاسم فيما يبدو من السمر حيث تجتمع مجموعة أو مجموعات متجانسة من محبي الطرب في الأمسيات لأداء هذا النوع من الغناء الذي يتميز بأنه غناء جماعي تحتشد حوله فرقة متكاملة أهم آلاتها الطبل والطار. وتكون اوزان الشعر الذي يتم غناؤه فيها ذات قافيتين احداهما للشطر الأول والثانية للشطر الثاني من أبيات القصيدة، وقد خرج بعض المغنين عن الاداء الجماعي، فصار الواحد منهم يغني الابيات متتابعة في الوقت الذي ترد عليه مجموعة مصاحبة له باعادة مطلع الابيات، وذلك الى ان يتم الغناء.
ومن السامريات الجميلة هذه السامرية التي قالها الشاعر فهد عبدالمحسن الخشرم:

البارحة يوم القمر غاب
ترف الحشا سيَّر عليه
سير عليه سيد الأحباب
والطار خامر بين ايديه
قلت لعشيري غَلِّق الباب
نبي نغني سامريه
بالليل حِسِّ الطار جذاب
وفنونا ماهي خفية

ثالثاً: المجيلسي:
وهو نوع من الغناء الجماعي المصحوب بحركة خفيفة يلتقي فيه صفان متقابلان على هيئة الجلوس العادي على الركبتين، وتكون الحركة برفع الجذع الانساني اثناء الانشاد الذي تتكرر فيه الابيات المغناة مع وقوف شاعر أمام كل صف من هذين الصفين يلقي كل واحد منهما بيتين في كل مرة والجالسون يلتقطون منهما ما يلقيانه ثم يرددونه، ويكون كل من في الصف متجهاً اثناء الانشاد الى من هو بجانبه، وهم ينحنون الى الامام قليلاً، ثم اليمين فاليسار. وأداؤهم هذا مصحوب بالتصفيق فقط لأن المجيلسي لا تصاحبه آلات موسيقية.
هذا وفن المجيلسي مشهور في دولة الكويت ومملكة البحرين ودولة قطر والمنطقة الشرقية وكذلك منطقة نجد من المملكة العربية السعودية ومما اشتهر هنا من أغاني المجيلسي:

يا حسين أنا عيني سهيرة ما تذوق المنام
يا من يلوم العين بأحباب لها غايبين
وأظن من مثلي سهر يابو علي ما يلام
على غزال راح قفوا به هله كاشتين
امشي وادور خيمته يا حسين بين الخيام
محدٍ ذكرهم لي ولا أدري وين هم نازلين
وهكذا….

وهذه الابيات للشاعر مطلق نهار المطيري، وسوف يأتي ذكره فيما بعد.
٭٭٭
رابعاً: الفريسني:
ويسمى - ايضا - الفرينسي، وهو نوع اخر من الغناء الجماعي الشعبي مصحوب بحركات جماعية يقوم بها عدد من المشاركين، وهذه الحركات تشبه الدبكة اللبنانية، ولكنها تتميز عنها بأن المشاركين يقومون بالانشاد في الوقت الذي يؤدون فيه حركاتهم، وهذه الحركات تعتمد على الضرب بكعب القدم على الارض بقوة محدثاً ايقاعاً يسير مع اللحن او يسير اللحن معه، ويقف المشاركون في صفين متقابلين بينهما الشاعر الذي يقول البيت من الغناء فيرد عليه الصف المقابل له، ثم ينتقل الصفان كل منهما الى الآخر، ثم يعود كل منهما الى الوراء حيث كانا من قبل، وذلك في حركة مستمرة الى نهاية الانشاد. وقد اشتهر فن الفريسني او الفرينسي بين ابناء البادية، فهم يقدمونه في افراحهم المختلفة:
ومما تم غناؤه في الفرينسي:
أبا العب واغني على مشتهايا
عسى الفال يا اهل المودة يزين
عسى الريح بأتي على ممتنايا
تراني على السد ضلعي متين
أنا من مشى في طريق الهدايا
طريق الخطا شايفه موق عيني

خامساً: الصوت
والصوت اداء خاص للغناء اشتهر في هذه المنطقة، وقد بدأ الفنان عبدالله الفرج بغنائه، ثم سار على منواله عدد من الفنانين الكويتيين الذين جاءوا من بعده ثم انتشر في الخليج العربي، ويتغنى المطرب عادة بعدد من الابيات الفصيحة او العامية، وينفرد بالغناء مصحوباً بآلة العود والمرواس الذي يشبه الطِّبل الصغير، وهو لصغره يحمل بيده واحدة هي اليد اليسرى ويضرب عليه باليد اليمنى، ويكون المطرب في اثناء غنائه محاطاً بعدد من المصاحبين يتولون التصفيق بوصفه نوعاً من أنواع الايقاع، كما يتولون ترديد بعض المقاطع اذا لزم الأمر، وبخاصة في لحن الختام الذي يسمى التوشيحة، وفن الصوت من الفنون المحبوبة، له عدد كبير من العشاق، ويطلق على اغاني الصوت: الأصوات.
ومن الاصوات التي غناها عبدالله الفرج:

قريب الفرج يا دافع الهم والعسر
مزيل الضجر ما حي الكدر كن لنا معين
فيارب أنا بسألك بعم وبالزمر
وبالتين والزيتون والطاهر الأمين
تقل عثرتي تكشف كروبي من الضرر
تجرني من الفتنة وترحم بكا الحزين

سادسا: البسته:
وهي نوع من الغناء الخفيف الذي يتميز بايقاعات سريعة متنوعة، ويعتمد عندنا على التصفيق على الاسلوب الذي يعتمد عليه فن الصوت، وهذا الفن معروف في أماكن أخرى، ولكنه هنا مزيج بين انواع الفنون المحلية مع الحرص على سرعة الايقاع، وجمال الكلمات، وكان اول من اهتم بهذا الفن البديع في الكويت فرقة التلفزيون عندما قدمت ألحاناً على هذا المنوال وقام بتلحينها الفنان غنام الديكان.
٭٭٭
هذه هي التشكيلة من أنواع الفن الشعبي المثير للطرب التي تقوم بتقديمها فرقة القصر الأحمر للفنون الشعبية، ولاشك في أنها تشكيلة كبيرة، فهي وإن كانت تتكون من ستة أنواع من الفنون، فإن كل فن منها يضم عددا من الأغاني المتنوعة الجميلة التي عودت هذه الفرقة محبيها على الاستماع إليها، والحرص على حضور حفلاتها من أجل ذلك.
وإكمالا للحديث عن الفرقة فإننا ينبغي ان نتحدث عن اسمها المشتق من اسم القصر الأحمر. وهو القصر الشهير الذي نراه شامخا في الجهراء منذ ان تم إنشاؤها في سنة 1897م، وكما ذكرنا آنفا فإن هذا القصر مشهور جدا في الكويت، له تاريخ معروف وارد في الكتب التي كتبت عن تاريخ الكويت، وله زوار يحرصون على زيارته والاطلاع على كافة جوانب البناء فيه، كما أن طلاب مدارس الكويت يحرص كل منهم على زيارته وفق برنامج معد من قبل وزارة التربية.
هذا وقد أصدر عنه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت كتابا صغيراً ولكنه جامع لكثير من المعلومات المهمة، وقد كان نشر هذا الكتاب في سنة 2001م. ذكر المجلس أن القصر يقع في جنوبي شرق مدينة الجهراء، الواحة الجميلة التي كانت زراعتها من أعرق الزراعات في الكويت وأكثرها كثافة ونماءً.
وللقصر شهرة سببها معركة الجهراء المعروفة التي جرت حوله في سنة 1920م، وكل ما يتعلق بهذه المعركة وارد في كتاب تاريخ الكويت للشيخ عبدالعزيز الرشيد، فقد كان حاضرا عند وقوعها.
شيد الشيخ مبارك الصباح هذا القصر ليكون حصنا لحماية المنطقة المحيطة به وسمي بالأحمر بسبب لون الطين الذي بني به، ونحن هنا إذا اردنا الافاضة في الحديث عن القصر من حيث بدء العمل ببنائه، ومن حيث العاملون الذين اسهموا في تحضير وسائل البناء، وفي البناء نفسه، وإذا اردنا ان نقدم عرضا وصفيا للمبنى وما يحتوي عليه من أقسام، وما يؤديه من أغراض فإننا سوف نبذل وقتا طويلا ولكننا هنا نحيل إلى كتاب المجلس الوطني الذي أشرنا إليه ففيه كل الكفاية.
بعد هذا فإن الاعتزاز بهذا القصر، وبما دار حوله في سنة 1920م خلال معركة الجهراء من أهم الدواعي إلى اختيار هذه الفرقة النشطة لاسمه كي تضعه على عنوانها كما رأينا.
٭٭٭
وكما أشرت في البداية حين قلت إن الأخ الكريم ناصر سلمان فرج الخير الله قد أهداني ضمن المجموعة التي تكرم بارسالها إلي ديوانين يضمان شيئا من قصائد الشعر النبطي، وقد ذكرتهما عندما أشرت إلى ذلك، الإهداء وهذا عرض للديوانين المهمين:
أولا: ديوان ابن الجهراء الشاعر مطلق نهار المطيري، وقد أعد الديوان الأخ فرج سلمان فرج الخير الله، واعتنى به اعتناءً خاصا بحيث جاء على أفضل صورة، ويبدأ الديوان بإهداء أعده الشاعر قال فيه: «أهدي ديواني هذا إلى قيادتنا الحكيمة وإلى أبناء وطني الكويت الغالي وإلى جميع مُحبي الشعر الشعبي، وأملي أن يحظى هذا العمل المتواضع باستحسانكم».
ثم جاءت المقدمة التي كتبها الأستاذ حمد عبدالكريم السعيد، وقد أثنى فيها كثيرا على الشاعر، وذكر أن شعره من الجودة بمكان، ونوه بقصائده المشهورة. وقال: «تتلمذت أنا شخصيا على أشعاره وحفظتها كثيرا، وليس الشعر فقط هو ما أعجبني منه، بل إن أحاديثه الجميلة اللطيفة من أسباب التعلق به، فهو كما يجبرك على سماع شعره وحفظه فإنه يرغمك على الاستمتاع بقصصه ورواياته، ومثلما أنك لا تمل قراءة شعره، فإنك تتلهف إلى سماع أحاديثه بسبب روحه الطيبة وسمو شخصيته».
ثم جاء دور الأستاذ فرج سلمان فرج الخير الله لكي يقول كلمته في هذا الديوان الذي اعده وأشرف عليه، وقد عبر فيها عن سعادته عندما طلب منه الشاعر القيام بهذه المهمة، واستمتع بالشعر كثيرا، وتابع ما فيه من دلالات على الماضي الجميل الذي كان الديوان تسجيلا له. وهو يقول عن الديوان انه: «كان شريطا سينمائيا يُعرض أمامي وأشاهد من خلاله الجهراء القديمة وحاراتها ومساكنها ومزارعها وشوارعها وأسواقها ومناسبات الأفراح والأعياد فيها، وكذلك كشتات البر في تلك الحقبة من الزمن، وهي حقبة لا يمكن ان تغيب عن خيال من عايشها».
ووسط الصور الجميلة لمزارع الجهراء القديمة وردت سيرة الشاعر الذاتية، وقد جاء فيها أنه ولد في قرية الجهراء القديمة في سنة 1930م، ونشأ في هذه القرية وترعرع بها، وهو يعيش فيها حاليا مع أهله وأولاده. وفي بداية حياته درس على يدي الشيخ ساير بن عبدالله العتيبي، ثم على يدي الملا حسين بن عبدالله العجيمان رحمهما الله.
بدأ عمله بمساعدة والده في أعمال الزراعة، ثم عمل في سنة 1958م في دائرة المعارف، وكان أول أمين مخزن لمدرسة الجهراء، وقد كان قبل ذلك من العاملين في قسم الزراعة بدائرة الأشغال العامة، ولم يترك دراسته على الرغم من انشغاله بالعمل فقد التحق بالدراسة المسائية، وتلقى خلال ذلك قسطا مفيدا من التعليم انتفع به في حياته الخاصة.
ثم ترك العمل في دائرة المعارف والتحق بالجيش الكويتي وصار ضمن كتيبة اللاسلكي السابعة وكان مقرها في منطقة جيوان واستقال من الخدمة العسكرية في سنة 1964م، وبعد توقف عن العمل لمدة سنتين عمل لمدة سنة كاملة في دائرة الكهرباء والماء مسؤولا عن اللاسلكي بموجب خبرته في الجيش. ثم عمل في وزارة التربية مرة اخرى، فصار مشرفا على تغذية مدارس الجهراء حتى سنة 1983 حيث تقاعد بسبب وصوله الى السن القانونية.
قال الشعر وهو ابن عشرين سنة، والتحق بفرقة الجهراء الشعبية وتدرج فيها إلى أن صار رئيسا لها، علما بأن رئيسها الحالي هو الأخ الكريم متعب عثمان السعيد، ولما كان الاهتمام بالفنون الشعبية في الجهراء عموما اهتماما كبيرا فقد وجد عدد من المهتمين أنفسهم في حاجة إلى إقامة فرقة أخرى، فظهرت إلى الوجود هذه الفرقة التي نتحدث عنها وهي: فرقة القصر الأحمر للفنون الشعبية.
أشعار الشاعر مطلق نهار أشعار جميلة يكفي أن نستمع إلى ما قدمناه سلفا عندما جرى حديثنا عن المجيلسي.
وقصائد الديوان منوعة ففيها الوطنية، وقصائد المناسبات الرياضية، وقصائد الاجتماعيات. ومما قاله في هذا المجال الذي يدل على التنوع؛ أبيات ذكر فيها هطول المطر ومجيء الربيع، والأنس الذي عم السكان بخروجهم في الخيمات المعتادة، ورؤيتهم للعشب الأخضر ثم جنيهم للفقع:
طاح المطر وأخضرت الأرض بالعشب
لا والله إلا حان وقت الكواشيت
تلقى الخيام أشكال، والطَّنب بالطَّنبْ
متقاصرين من عقب حكرة البيت
والفقع من كثره تشوفه على الدرب
وبالليل من كبره تشوفه على الليت
شوف الخباري ينعش العين والقلب
وعساك خضره دايم الدوم يا كويت
في عهد أمير كويتنا قايد الشعب
الله يعِزَّه طيب الفال والصيت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق