القلق النفسي
إن القلق الطبيعي هو الذي نشعر به عندما نتعرض لأزمة خارجية شديدة كفقد الوظيفة أو العمل أو مرض أحد الأولاد و الصعوبات الزوجية , و قد يسمى هذا القلق الطبيعي إنشغال البال أو الهم الذي يصيب الإنسان في ظروف صعبة و شديدة , و يتجلى القلق من خلال نوعين من الأعراض جسدية و نفسية , و تحدث هذه الأعراض معاً و بوقت واحد و إن كان بعض الناس قد ينتبه إلى نوع واحد من هذه الأعراض الجسدية أو النفسية دون النوع الآخر , و الأعراض النفسية للقلق تتمثل في ما يشعر به الإنسان من الخوف و التوتر و الإضطراب و الإنزعاج و عدم الإستقرار النفسي , و تتمثل الأعراض الجسدية للقلق بالتوتر العضلي والرجفة أو الإرتعاش و ربما الآلام و الشعور بعدم الراحة الجسدية
توهم المرض ( المُراق )
يتمثل المراق بالتوهم بوجود مرض ما على الرغم من عدم وجود هذا المرض حقيقة , و مهما قام الطبيب بالفحوصات و التحليلات و صور الأشعة و مهما أكّد للشخص بأنه ليس مصاباً بمرض ما فإن هذا الشخص يبقى يشعر و يتوهم بأنه مريض في عضو من أعضاء جسمه , و يشعر هذا المريض أن لديه أعراض مرض ما رغم تأكيد الطبيب المتكرر بعكس هذا , و قد يشعر هذا الإنسان ببعض الإطمئنان لسلامته و صحته لمدة قصيرة و لكن سرعان ما يعاوده الشك و تعود إليه مخاوفه بأنه مريض , و قد تصل قناعة المريض بمرضه لحد يفضل المصاب فيها الإنتحار على أن يكون ضحية هذا المرض المتوهم الخطير الذي لا وجود له , و في بعض الحالات الشديدة من المراق قد يصل الأمر إلى صورة من حالات الذهان الشديد كما هو الحال في مرض الفصام , و في هذه الحالة تكون شكوى المريض و قناعته بوجود المرض لها طابع غريب فمثلاً يشعر المريض أن أمعاءه مقلوبة أو أن قلبه قد انتقل من مكانه إلى مكان آخر داخل جسده أو غير ذلك مما يتوهمه , و قد يكون المراق للإنسان الذي لديه انشغال بال و إهتمام زائد بصحته الجسدية فهو يقضي كل تفكيره و وقته و ربما أمواله للعناية بجسده و صحته العامة ، و الخطر أن يصل الأمر إلى حد يفقد معه إهتماماته الأخرى بالحياة ، ولا يعود يشغل باله إلا بصحته , إن حالات المراق تتمثل في أشخاص يعتقدون بوجود المرض بينما لا وجود في الحقيقة لهذا المرض , و من البديهي أن يقال أن هؤلاء لا بد و أنهم يحتاجون إلى إجراء الفحوصات و التحليلات المطلوبة للتأكد من عدم وجود هذا المرض و لكن في نفس الوقت يجب أن لا تجري هذه الفحوصات و التحليلات على مدى الحياة ولا بد أن يوضع حد لهذه التحريات , و هنا تظهر خبرة الطبيب في معرفة متى يفحص المريض و متى لا يفعل ذلك كي لا يتم إزدياد الوهم مع الإختبارات المتكررة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق