تزايد الاهتمام - حديثا - بقياس العوامل الثلاثة الكبرى للشخصية ، ولقد حظى استخبار " آيزنك " للشخصية EPQ من اعداد " آيزنك " عام 1975 ، باهتمام عالمى كبير ، حيث ترجم إلى عدة لغات مختلفة ، وبذلك أصبح - خلال السنوات الأخيرة - واحد من أكثر الأدوات استخداماً لفحص العوامل الثلاثة الكبرى للشخصية ، ولم يحظ هذا الاستخبار باهتمام فى الكويت ، ومن ثم هدفت هذه الدراسة إلى فحص الكفاءة السيكومترية للإستخبار على المجتمع الكويتى ، ووضع معايير له تناسب فئة من أفراد المجتمع الكويتى . وقد مر تقنين هذا الاستخبار بمراحل عدة ، ويشتمل الاستخبار فى صورته النهائية - على (90) عبارة ، يجاب عن كل منها بنعم أو لا ، ويقيس الذهانية ، والانبساط ، والعصابية ، والكذب ، وتتفاوت معاملات ثبات المقاييس الفرعية - فى دراستنا الحالية للإستخبار - بين مرتفع ومنخفض بطريقة معامل ألفا وطريقة القسمة النصفية وطريقة إعادة التطبيق ، حيث كانت معاملات مقبولة لمقاييس الانبساط والعصابية والكذب فقط وذلك على جميع عينات الدراسة الثلاثة ، كما تم التحقق من صدق البنود لكل مقياس فرعى على أساس ارتباط كل بند بمجموع الدرجة لبقية البنود الأخرى . وتحدد البناء العاملى لاستخبار " آيزنك " للشخصية بإستخدام طريقة المكونات الأساسية للتحليل العاملى ، والتدوير المائل بطريقة " أوبليمين " ، وقد تم استخلاص (26) عاملا من الرتبة الأولى فى عينة الدراسة الأولى وقوامها (345) فرداً ، فى حين تم استخلاص عاملان متعامدان من الرتبة الثانية لدى عينة الدراسة الأولى وقوامها (345) فردا وعينة الدراسة الثانية وقوامها (260) فرداً وعينة الدراسة الثالثة وقوامها (382) فرداً ، كما تم التحقق من الصدق الاتفاقى والاختلافى ، ووضعت معايير ( متوسطات حسابية وانحرافات معيارية ) للمقاييس الفرعية للإستخبار ، ومن ثم تم فحص الفروق بين الجنسين فى المقاييس الفرعية للقائمة ( الذهانية ، الانبساط ، العصابية ، الكذب) ، وقد كشفت نتائج الدراسة عن وجود فروق جوهرية بين الجنسين فى الذهانية والعصابية والكذب .
الصورة الكويتية لاستخبار" أيزنك" للشخصية ( صيغة الراشدين )
مقدمـة
:
تحتل النظريات العاملية فى مجال بحوث
الشخصية مكانا بارزا ومكانة راقية ، وأهمها نظرية العوامل الثلاثة التى قدمها " آيزنك " (Eysenck, 1960) والتى حاول فيها أن يبسط الشخصية إلى أبعاد ثلاثة ثنائية القطب
وهى : العصابية فى مقابل الاتزان والانبساط فى مقابل الانطواء والذهانية فى مقابل
اللاذهانية . وحاول هذا المؤلف أن يرجع هذه النظرية فيما يتعلق بعاملى الانبساط
والعصابية إلى الافكار المبكرة عن الأمزجة الأربعة : السوداوى والصفراوى، والدموى
، والبلغمى ، أو ما أسماه : نسق " جالينوس ، كانط ، فونت " ( أحمد عبد
الخالق وآخرون ، 1992) . كما تتراكم البحوث الحضارية المقارنة من بلاد مختلفة
مؤيدة عالمية هذه النظرية وقابليتها للتكرار (أنظر: أحمد عبد الخالق ، 1994) .
والعلاقة متبادلة ووثيقة بين النظرية وطرق القياس . فلم تكن لمثل هذه البحوث أن تتم
مالم تتوافر أداة مناسبة للقياس.
ولقد نشرت قائمة "آيزنك "
للشخصية EPI عام 1964 فى أصلها الإنجليزى ، وظهرت لها
ترجمات عديدة إلى العربية ، وكان أهمها التعريب المنشور الذى اضطلع به الأستاذ
الدكتور جابر عبد الحميد جابر ( بالاشتراك مع محمد فخر الاسلام) ، حيث أسهم نشر
هذه الصيغة فى ذيوع استخدام هذه الأداة المهمة للقياس فضلا عن النسق النظرى
لواضعها فى عديد من البحوث العربية ( أحمد عبد الخالق ، 1991).
وفى عام 1975 صدرت الصيغة الانجليزية
المعدلة تحت اسم : " استخبار آيزنك للشخصية "Eysenck Personality Questionnaire (EPQ) والذى يتكون من (91 بندا) يجاب عنها نعم /
لا . وهو ما نقدم له الآن ، حيث عُرِّبَتْ بنوده - مرة ثانية كسابقه - ترجمات
عديدة . وفى عام 1991 صدرت الصيغة العربية لاستخبار" آيزنك" للشخصية على
يد استاذنا الكبير الأستاذ الدكتور " أحمد عبد الخالق " حيث قام بإعداد
صيغة عربية للاطفال وللراشدين مقننة فى جمهورية مصر العربية . وواصل كل من النظرية
والاستخبار ذيوعا وانتشاراً فى البحوث السيكولوجية العربية ، فكان لزاما أن يتاح
للباحثين والممارسين فى الكويت صورة كويتية عن استخبار " آيزنك "
للشخصية لدى الراشدين ، وهذا ما اضطلع به كاتب هذه السطور .
استخبار
" آيزنك " للشخصية EPQ
تطور استخبار " آيزنك " للشخصية Eysenck Personality Questionnaire ( نقلا عن أحمد عبد الخالق ، 1991 : 11)عن عديد من استخبارات الشخصية التى وضعت منذ وقت مبكر . ويختلف إستخبار " آيزنك " للشخصية عن آخر هذه الاستخبارات السابقة ( وهو قائمة أيزنك للشخصية) فى أن إستخبار "آيزنك " للشخصية يتضمن مقياساً إضافياً ( هو الذهانية) ، كما يؤمل أن تكون قد حدثت فيه تحسينات معينة فى المقاييس الأخرى .
وكان الاستخبار الأول فى هذه السلسلة هو " استخبار مودسلى الطبى " Maudsley Medical Questionnaire (MMQ) ، وقد تَكَوَّن هذا المقياس من أربعين بنداً لقياس العصابية Neuroticism أو الانفعالية . وتلا ذلك " قائمة مودسلى للشخصية " Maudsley Personality Inventory (MPI) والتى ضمت مقياسين لقياس كل من العصابية والانبساط Extraversion . وقد تبع الأخير - بدوره - " قائمة آيزنك للشخصية " Eysenck Personality Inventory (EPI)، حيث أضيف للقائمة الأخيرة مقياس للكذب Lie ، وذلك لتقدير درجة الخداع أو التزييف . وتتاح هذه القائمة فى صورتين : أ ، ب ، وتفيد هاتان الصيغتان عند تكرار القياس للمجموعة ذاتها . وبالإضافة إلى ذلك فإن قائمة " آيزنك " للشخصية قد كُتبت بلغة إنجليزية مبسطة إلى حد ما ، وذلك حتى تكون يسيرة على المفحوصين الذين لم يتلقوا تعليماً عالياً ، فيفهموا الأسئلة دون حاجة إلى شرح المعنى لهم . كما صُمّمت قائمة " آيزنك " للشخصية أيضا بحيث تقدم تحسينات معينة كانت مطلوبة من الناحية السيكومترية بالنسبة إلى سابقتها ( وهى قائمة مودسلى للشخصية) . وعلى سبيل المثال فإن بُعْدَىْ الانبساط والعصابية قد أصبحا مستقلين تماماً فى قائمة " آيزنك " للشخصية ، على حين كانا مرتبطين معاً ارتباطاً طفيفاً فى قائمة مودسلى للشخصية ، كما أصبح ثبات قائمة أيزنك للشخصية أيضا أعلى إلى حد معين . وترتبط المقاييس المتناظرة فى القائمتين - بطبيعة الحال - ارتباطاً مرتفعاً بحيث يجب أن يُفترض أنها تقيس أبعاداً متطابقة فى الشخصية، كما تـُعد - فى معظم الأغراض العملية - متعارضة ، أى أن من الممكن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق