الاضطربات الحسية وكيفية علاجها لدى الاطفال ذوى التوحد ... صــــــــــــــرخــــــــــــة هــــــاني خــــــــــليفة

  الاضطربات الحسية وكيفية علاجها لدى الاطفال ذوى التوحد  ... صرخة هاني خليفة 

رابعا:الاضطرابات الحسية الشمية :

يلاحظ بعض الاباء على أطفالهم ذوى التوحد يفحصون العالم من حولهم من خلال الشم فهم يشمون اجساد آبائهم أو ألعابهم الخاصة أو حتى الاجهزة الكهربائية بالمنزل ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية الشمية ما يلى:

·       رفض استخدام الصابون

·       شم الاطعمة قبل اكلها

·       رفض بعض الاطعمة

·       شم الادوات أو الاشياء التى تطالها يديه

·       الاحتفاظ بالاشياء البالية

خامسا: الاضطرابات الحسية التذوقية :

توجد لدى بعض الاطفال ذوى التوحد خصائص تتعلق بالتذوق حيث نجد لدى البعض منهم تفضل الاطعمة الحمضية أو العكس أو رفض بعض الاطعمة ذات طعم معين أو وضع كل شئ فى الفم لفحصه سواء كان هذا الشئ لعبة أو أداة من الادوات الموجودة حوله ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية التذوقية ما يلى :

·       وضع الاشياء فى الفم

·       تفضيل الاطعمة الحرفية

·       كراهية بعض انواع الاطعمة ذات القوام الهلامى

تفسير الاضطرابات الحسية:

بعض ذوى التوحد لايرون ولايسمعون الاشياء التى نراها نحن ونسمعها ويتذوقون ويشمون كما نفعل نحن وهذا هوالسبب الاساسى والرئيسى الذى يجعل العالم الحقيقى الذى نعيش فيه مربكا بالنسبة لهم حيث يأخذون المعلومات من خلال حواسهم بطريقة مختلفة عما نأخذها نحن0 وسوف نحاول من خلال السطور القادمة تفسير كل نوع من الاضطرابات على حدا

أولا:الاضطرابات الحسية السمعية:

ان عملية السمع تتم ليس بالاذن فحسب وانما بكيفية ذهاب الصوت الى الاذن ثم الى المخ وقد اعتدنا على وصول الصوت الى عقولنا بالطريقة الصحيحة ولا نفكر ابدا ان الصوت من الممكن ان يذهب الى عقولنا بطريقة خاطئة، الا ان ما يحدث مع ذوى التوحد عكس ذلك قد ينتقل الى المخ بطريقة ناقصة أو بطريقة مبالغ فيها 

لذلك لا يجب ان نعتقد الشخص ذو التوحد يحصل على نفس المعلومات عن طريق السمع كما نحصل عليها نحن فها هى (تمبل جراندن) وهى امراة من الاشخاص ذوى التوحد الذين تقدموا فى حياتهم العملية والعلمية بشكل كبير تقول "تعترينى الدهشة مرارا وتكرارا مما يقول الناس أنهم سمعوه لانه لايكون هونفس الشئ الذى سمعته أنا"

لذلك فان ما تسمعه أنت هوالشئ الصحيح أما ما يسمعه أطفال التوحد فهوالشئ الخاطئ أو الناقص ومع ذلك فهو لايعتقد بان ما يسمعه هو الشئ الخاطئ 

والشخص العادى عندما يرى ويسمع شيئا فان الصوت والصورة يمضيان معا فى ذات الوقت بشكل متوازن وهويفعل الامرين (السمع والرؤية) بصورة تلقائية دون جهد، اما ذو التوحد فيدخل فى مخه شيئا واحدا فقط فاذا دخلت الرؤية أو الصورة أولا فان عليها أن تتلاشى خارجة حتى يدخل الصوت وعندما تتلاشى الرؤية يبقى الصوت فقط أو على العكس يدخل الصوت أولا ثم يخرج لتدخل الصورة فقط وبذلك تكون هى الشئ الوحيد الذى يحصل الشخص ذوالتوحد عليه

الاشخاص ذو التوحد ذوى الحساسية السمعية المفرطة:

تنتشر مظاهر الاضطراب الحسى السمعى لدى ذوى التوحد بأشكال متنوعة فهذا طفل ذو توحد يغطى أذنيه بيديه لان اصواتا معينة تؤذيه وهذا طفل ذو توحد آخر منزعج لدرجة تصل الى البكاء والصراخ حينما يسمع صوت المكنسة الكهربائية أو صوت مجفف الشعر (سيشوار)وذلك شخص آخر لايستطيع التركيز فى مكان به أشخاص آخرين يتكلمون فيصبح أصوات الناس من حوله كصوت المحرك النفاث فى رأسه0 وتذكر (تمبل جراندن) أن مربيتها كانت تعاقبها بتفجير كيس بلاستيكى أو ورقى أمامها وكان صوت هذا الانفجار بالنسبة لها كالتعذيب0

وهولاء الاشخاص ذو التوحد يواجهون صعوبة بالغة فى معالجة ما يسمعونه بشكل ملائم حيث تكون العصاب الذاهبة من الاذن الى الدماغ لديهم بها حساسية شديدة جدا بحيث ان هذه الاصوات المرتفعة أو المفاجئة بالنسبة لهم ألما شديدا الامر الذى يجعلهم يصرخون أو يحاولون الهرب من المكان الذى يحدث فيه هذا الصوت أو أنهم ينهمكون فى القيام بحركات نمطية ليشغلوا أنفسهم بها حتى لايسمعون تلك الاصوات لانهم لا يستطيعون التركيز الا على مثير واحد فقط أو حاسة واحدة فقط0

وهناك من الاشخاص ذو التوحد من لديهم حساسية سمعية مرتفعة جدا لدرجة أنهم يقضون وقتا طويلا وهم ينصتون الى نبضات قلوبهم وقد يقلبون رؤوسهم ليسمعوا تدفق الدم بآذانهم أو يهمهمون بصوت ضعيف جدا يصل الى حد الهمس مع أنفسهم0

الاشخاص ذوى التوحد ذوو الحساسية السمعية الضعيفة :

وهم على النقيض من ذوى التوحد ذوو الحساسية السمعية المرتفعة أو المفرطة حيث نجد منهم من يحاول دائما تقريب أذنه من الاشياء ليسمع الاصوات بشكل قوى وهناك من يظل فترات طويلة داخل الحمام ليس بهدف النظافة وانما بهدف الاستماع الى صدى صوت المياه وهى ترتطم بالارض أو بوعاء0وهناك من يحب سماع أصوات الصافرات أو أصوات السيارات ذات المحركات الضخمة، أو أصوات ارتطام الامواج مع الصخور أو اغلاق الابواب بعنف مرات عديدة بغية سماع صوتها القوى عند الاغلاق

وهذا النوع من الاشخاص ذوى التوحد تكون الاعصاب الذاهبة من الاذن الى الدماغ بالغة النقص فى الحساسية السمعية لذلك فقد ترد الاصوات عبر الاعصاب بمنتهى الضعف وهم يحاولون بصعوبة الحصول على المعلومات من تلك الاصوات الضعيفة 

وبشكل عام لايستطيع الشخص ذو التوحد تحديد ما يجب أن يركز عليه ولذلك فعليه اما أن يسمع كل الاصوات الداخلة الى أذنه واما أن يغلق سمعه (من خلال شغل نفسه بحركات نمطية أو بالنظر الى شئ ) فلا يسمع أى شئ مما يدور حوله فها هى (تمبل جراندن)تقول "قد أكون مستمعة لاغنية مفضلة لدى فى الراديو ثم اكتشف بعد ذلك أننى أضعت نصفها حيث ينغلق سمعى فى بعض الفترات"

التشابه بين ذوى التوحد والصم:

يظهر الاطفال الصم بعض الاعراض والسلوكيات مثل الانزعاج من تغيير الروتين0العصبية والعدوانية فى بعض الاحيان والسلوك الانسحابى وهذه الاعراض والسلوكيات تجعلهم يتشابهون مع ذوى التوحد يرجع هذا التشابه بين الجانبين الى القصور أو الحرمان الحسى السمعى أو التشويش السمعى لديهم حيث يؤدى ذلك الى فهم خاطئ للموقف وبالتالى سوء التصرف ومن ثم قلة التواصل الاجتماعى والاحساس بالنقص والدونية وعدم القدرة على توصيل ما يرغب فيه الى الاخرين