تعديل السلوك وصعوبات التعلم ... صرخة هاني خليفة

معنى صعوبات التعلم

تعريف الجمعية الأمريكية الوطنية للصعوبات التعليمية:

هي إصطلاح عام لمجموعة غير متجانسة من الإضطرابات الملحوظة في واحدة أو أكثر من العمليات العقلية الأساسية المتضمنة في فهم اللغة أو إستخدامها سواء أكانت شفهية أم كتابية وهذه الإضطرابات تظهر على شكل عجز في الإستماع، أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو الحساب أو التفكير.

ويعود هذا كله إلى سوء أداء الجهاز العصبي المركزي (CNS)

تصنيف صعوبات التعلم

لقد أكد بعض المهنيين بأن مشكلات القراءة واللغة والكتابة تعتبر جوهر صعوبات التعلم.

في حين بعض المهنيين إلى أن الصعوبة في الإنتباه والذاكرة والإصغاء تعتبر الأساس الذي بجب أن يؤخذ بعين الإعتبار.

تصنيف صعوبات التعلم إلى نوعين أساسيين وهما:

1. الصعوبات التعليمية النمائية.

2. الصعوبات التعليمية الأكاديمية.

1. الصعوبات التعليمية النمائية: هي مكونة من ستة فروع مرتبطة بأداء الوظائف العليا للدماغ (Super Function) وهي:

أ. صعوبة الذاكرة.

ب. الإدراك.

جـ. اللغة.

د. التفكير.

هـ. الإصغاء.

و. التركيز والمهارات الإدراكية الحركية.

والطفل الذي يفتقد لأي من هذه الوظائف الهامة سيعاني في الأداء المدرسي - وفي إكتسابه للمهارات الأساسية.

2. الصعوبات التعليمية الأكاديمية:

هؤلاء الأطفال يتميزون بتأخرهم دراسياً عدة سنوات عن أبناء جيلهم في المهارات الأساسية المتعلقة بالقراءة والكتابة والحساب وهي كالتالي:

صعوبات تعليمية في القراءة:

يطلق عليها العسر القرائي Dyslexia

حيث يتميز الطفل بقصور في قدرته على تمييز الرموز المطبوعة وفهم الكلمات، وتمييز الأصوات وعلاقتها بالكلام، وتخزين المعلومات في الذاكرة وإستخراجها في الوقت المطلوب.

صعوبات تعليمية في الكتابة:

يطلق عليها عسر الكتابة (Dysgraphia).

لماذا تحدث صعوبة الكتابة؟

لأن عملية الكتابة تتطلب من الدماغ القيام بعمليات ذهنية مركبة في آن واحد، ومن هذه الوظائف إسترجاع المعلومات من القاموس اللغوي المخزن بالدماغ، وحركات السير والأصابع والتنسيق ما بين اليد والعين، لذلك تنشأ مشكلة الكتابة من ضعف أي مكان.

من هذه الوظائف

3. صعوبات تعليمية في المهارات الحسابية

تعرف هذه الظاهرة بمصطلح العجز الحسابي (Dyscalculia) حيث يستصعب على الطفل فهم المفاهيم المجردة، والتفسيرات المنطقية للرموز الرياضية وكذلك صعوبة التفرقة ما بينها، وقد تظهر تلك الصعوبات عند الأطفال من خلال عدم التمييز في إتجاهات الأرقام مثل 2، 6/7، 8 أو عدم معرفة وضع المنزلة في المكان الصحيح. إضافة إلى صعوبة في المسائل الكلامية وتحويل الأرقام إلى كلمات والعكس.

أسباب صعوبات التعلم

لابد من معرفة الأسباب التي تعود إليها صعوبات التعلم فهذا يساعد في إزالة الغموض المسيطر على هذه الظاهرة.

كذلك تسهل عملية إختيار الطرق المناسبة لمعالجتها، وهذه الأسباب تعود إلى عدة عوامل منها:

1. التلف الدماغي:

من المحتمل أن تكون صعوبات التعلم التي يعاني منها الطفل راجعة إلى تلف في الدماغ.

• - تعرض الطفل لصدمات شديدة خلال رضاعته أو أيام طفولته تلحق بجهازه العصبي آثاراً ضارة.
• - الإصابة بالحمى المرتفعة.
• - تعرض الدماغ أو إحدى مناطقه إلى نزيف.
• - كل هذه الأمور تؤدي إلى صعوبات تعلم عند الفرد.

2. العامل الوراثي:

إن معظم الدراسات التي تناولت صعوبات التعلم أن ما نسبته 25% إلى 40% من الأطفال ممن يعانون من صعوبات التعلم قد إنتقلت إليهم بفعل عامل الوراثة، فقد يعاني الأخوة أو الأخوات داخل العائلة من صعوبة مماثلة وقد توجد عند العم، العمة أو الخال والخالة... وترى هذه الدراسات أن العامل الوراثي هو العامل الهام في حصول هذه الصعوبات .

3. التأخر في النضج:

يتأخر نمو الدماغ عند بعض الأطفال، فيكون أبطأ من المعتاد. وقد يتأخر النمو الجسمي عند الطفل بشكل يجعله غير قادر على السير على توازنه وتوافق حركاته عندما يقف أو يجلس أو يمشي.. وقد يعاني من تأخر في بعض مجالات النمو كالإدراك السمعي والإدراك البصري وغيرها.

4. مشاكل التلوث والبيئة:

ليستمر المخ في إنتاج خلايا عصبية وشبكات عصبية، وذلك لمدة عام أو أكثر بعد الولادة.

فقد وجد العلماء أن التلوث البيئي من الممكن أن يؤدي إلى صعوبات التعلم بسبب تأثيره الضار على نمو الخلايا العصبية هناك مادة (الكانديوم- الرصاص) وهي من المواد التي تؤثر على الجهاز العصبي.

وقد أظهرت الدراسات أن الرصاص الناتج عن إحتراق البنزين والموجود كذلك في مواسير مياه الشرب من الممكن أن يؤدي إلى الكثير من صعوبات التعلم.

5. سوء التغذية:

إن سوء التغذية في المراحل العمرية المبكرة يؤدي إلى صعوبة تعلم بعض المهارات الأكاديمية الأساسية.

تشخيص صعوبات التعلم

يعتبر تشخيص الأطفال ذوي صعوبات التعلم من أهم المراحل التي يبنى عليها إعداد وتصميم البرامج التربوية العلاجية.

يجب أن نميز في هذه الحالة بين الغرض من تشخيص الأطفال الذين هم في سن ما قبل المدرسة، وبين الغرض من تشخيص الأطفال الذين هم على مقاعد الدراسة.

الهدف من تشخيص الأطفال في سن ما قبل المدرسة هو:

1. الكشف المبكر.

2. التقييم المتخصص والعميق.

3. تحديد ما إذا كانت هناك مشكلة حادة تتطلب علاجاً مبكراً أو تتطلب إجراءات وقائية محددة.

ويكون التشخيص فردياً لعدة مجالات لدى الطفل.

النمو الحركي والعصبي- النمو النفسي- الكلام واللغة- الجوانب الإجتماعية والإنفعالية.

الهدف من تشخيص الأطفال الذين هم على مقاعد الدراسة فهو:

1. تحديد الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.

2. تقويم الاطفال وتخطيط البرامج العلاجية بشكل منظم لهم.

3. الكشف عن نقاط القوة ونقاط الضعف لدى الطفل.

4. الكشف عن المشكلات النمائية لدى الطفل.

(العجز في الإنتباه، التفكير، الذاكرة، الإدراك، اللغة).

5. تمييز الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم عن الأطفال الذين يعانون من إعاقات أخرى.

6. تحديد الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم أكاديمية وتحديد نوع الصعوبة التي يعانون منها (القراءة، الكتابة، الحساب).

خطوات عملية التشخيص

إن عملية التشخيص هي عملية وحساسة، وتتطلب فريق عمل متكامل ومتعدد التخصصات وبالتعاون مع ولي أمر الطفل.

الخطوات الإجرائية التي يجب على الفريق القائم على التشخيص أن يلتزم بها وهي:

1. إجراء تقييم تربوي شامل لتحديد مجالات القصور.

2. تقرير وافٍ عن حالة الطفل الصحية والتأكد من عدم وجود إعاقة مصاحبة.

3. تقرير إذا كان الطفل يحتاج علاجاً طبياً جراحياً أو تربوياً.

4. إختبارات معيارية المرجع لمعرفة مستوى الأداء لقياس التحصيل الأكاديمي.

5. مقارنة أداء الطفل مع أقرانه من نفس العمر والصف.

6. القياس اليومي المباشر، وملاحظة الطفل وتسجيل أداء المهارة المحددة.

7. تقرير عن الخبرات التعليمية السابقة لديه وهل هي مناسبة لعمره الزمني أم لا.

الإستراتيجيات المستخدمة لتدريس الطلاب ذوي صعوبات التعلم الكتابية:

1. طريقة فتزجولد

1. انظر إلى الكلمة بتمعن                   2.انطق الكلمة.

3. تصور الكلمة أثناء إغلاق العينين.   4. غط الكلمة ثم أكتبها.

5. هل كتبت بالشكل الصحيح؟

6. إذا كان الإملاء خاطئاً أعد الخطوات من 1- 5.

2. طريقة هورن:

1. انطق كل كلمة بعناية.

2. انظر بتمعن إلى كل جزء من أجزاء الكلمة خلال نطقه.

3. انطق الحروف مسلسلة.

4. حاول أن تتذكر شكل الكلمة ثم حاول تهجيتها.

5. أعد النظرة في هذه المحاولة.

6. أكتب الكلمة.

7. ابحث عن الخطأ الإملائي.

8. أعد الخطوات السابقة إذا لزم الأمر.

3. أسلوب التصور البصري:

1. يكتب المعلم كلمة يستطيع الطفل أن يقرأها ولكن لا يستطيع كتابتها على السبورة أو على ورقة.

2. يقرأ التلميذ الكلمة جهراً.

3. يقرأ التلميذ حروف الكلمة.

4. يكتب التلميذ على ورقة الكلمة.

5. يطلب المعلم من التلميذ أن ينظر إلى الكلمة ويأخذ صورة بصرية لها.

6. أن يغلق عينيه ويتهجى الكلمة جهراً مع تحليل الحروف.

7. أن يكتب الكلمة ويفحصها للبحث عن الخطأ.

4. طريقة كلون للإملاء:

1. تعرض الكلمة على بطاقة أمام الطفل؛ ينظر الطفل إلى الكلمة ويدرس الحروف وترتيبها.

2. تعرض نفس الكلمة مع حذف حرف العلة أو المد، يكتب التلميذ الكلمة مع الحروف المفقودة.

3. تعرض نفس الكلمة مع حذف بعض الحروف من أماكنها، ويكتب التلميذ الكلمة الصحيحة.

4. يكتب التلميذ الكلمة بدون نموذج.

إرشادات لتحسين المستوى في الكتابة:

لكي يستطيع الطفل الكتابة، فإنه ينبغي أن يكون ممتلكاً لقدرات أولية هامة منها: التناسق البصري، التمييز البصري، الذاكرة البصرية، تشكل الحروف، وضع الجسم، اليد المستخدمة في الكتابة.

لذلك صممت برامج تهدف إلى تحسين الكتابة حصرت في أربعة أبعاد وهي:

1. مهارات ما قبل الكتابة، كمسك القلم والخربشة ورسم الخطوط.

2. مهارات رسم الحروف وتمييزها، كإنتاج الحروف بشكل منفصل، وإنتاج الحروف بشكل متصل.

3. الإنتقال من الكتابة بطريقة الحروف المنفصلة إلى الكتابة بالحروف المتصلة.

4. إستخدام مهارات الكتابة المتصلة، كالكتابة من خلال نموذج أو من خلال التنقل للكلمات والجمل.

وهنالك بعض الإجراءات العلاجية لبعض المشكلات الكتابية:

1. إمساك القلم بطريقة خاطئة:

تنبيه الطالب بالطريقة الصحيحة في مسك القلم.

التأكد من كيفية مسك الطلاب للقلم من خلال مراقبتهم وهم يكتبون.

التصحيح المستمر لطريقة الإمساك بالقلم.

2. الخطأ في طريقة كتابة الحروف أو بعضها:

كتابة الحرف الذي يخطيء فيه الطلاب على اللوح.

يوجه المعلم الطالب إلى نقطة البدء عند كتابة الحرف وطريقة السير في كتابته.

يداوم المعلم على مراقبة ورصد أخطاء الكتابة لدى الطلاب.

عمل وسائل تعليمية توضح كيفية كتابة الحرف بحجم مناسب وبالألوان.

3. عدم وضع النقاط على الحروف:

تصميم بطاقات للحروف ذات النقاط والمتشابهة في الشكل (خ، ج، ح) ويؤكد على التلاميذ للإنتباه إلى النقاط وغيرها.

التدريب على كتابة الحروف بشكل منفصل كل حرف لوحده، ثم كتابة الحروف ذات النقاط بشكل متتابع (يكتب حرف ج لوحده (20) مرة مثلاً، ثم يكتب ح، خ بالتتابع (20) مرة أيضاً... صرخة هاني خليفة 60735474