الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

السبت، 16 فبراير 2013

كلام ضد الرصاص .. صرخة هاني خليفة

إنني أستطيع أن أعطيك قلبي.. فأصبح عاشقا. أعطيك طعامي.. فأصبح جائعا. أعطيك ثروتي. فأصبح فقيرا. أعطيك عمري.. فأصبح ذكرى. و لكنى لا أستطيع أن أعطيك حريتي. إن حريتي هي دمائي، هى عقلي، هي خبز حياتي. إنني لو أعطيتك إياها فإنني أصبح قطيعا شيئا له ماض و لكن ليس أمامه مستقبل “.
هكذا جاءت كلمات الراحل محمود عوض فى كتابه (أفكار ضد الرصاص) الذي يجسد قضايا متمردين ثاروا بكلماتهم و دفعوا ثمنها لسنوات طويلة.
و أرى أننا نعيش الآن في واقع يشجع إطلاق الرصاص على المتظاهرين ليس بدعوة من النظام و لكنها من أحد نواب مجلس الشعب.
هؤلاء النواب الذين يمشون بالأغلبية و الموافقة، وقفوا يطالبون بردع كل من تسول له نفسه فى الخروج بمظاهرات و كأنهم ليسوا بنواب للشعب و لكنهم نواب للمصالح.
فهذا الحكم القاضي بإعدام حرية التعبير و المظاهرات هو حكم إعدام.
فأي محكمة عندما تقرر إعدام مجرم فإنها لا تقصد تصحيح الجريمة و القضاء عليها و إنما تقصد أن تحذر الآخرين من سلوك مرتكب الجريمة.
إذن ففي دعوة إطلاق الرصاص دعوة لتكميم الأفواه و التحدث بلغة من يرضى عنهم النواب فقط. فمن هم الشعب أم ماذا؟
أحب الحرية و أعشق هواها و أتمنى أن يمارسها الصغير و الكبير بمسئولية لا بهمجية.
لكن عندما نقتل الحرية فنحن ندعو للجبن أن يعيش خالدا. فالجبن يتحقق بإعدام الحرية، و الشجاعة تتحقق بانتشار الحرية. و السؤال هنا هل نحن فى خندق الجبن أم في عرين الشجاعة أم أننا لا نعرف طريقنا أم ماذا؟
لم أدخل طوال حياتى فى مظاهرات و كل علاقتي بها مجرد تعبير عن الرأى لا يخرج عن حدود النظام لأن من يدعو لمثل هذه التظاهرات هو إنسان يملك العقل معبرا عن رأيه و ليس مخربا لوطنه.
إن الكل يعيش تحت سلطة من هو أعلى منه و التعبير عن الرأي في مظاهرة لا يشكل خطورة طالما كان العقل يدير رأسها لا الخراب يركب رأسها.
و هل التعبير عن الرأي جريمة يعاقب عليها أصحابها بالتعرض لإطلاق الرصاص؟
و هل نواب مجلس الشعب يحبون مصر أكثر من المتظاهرين و هل يجب أن نطلق الرصاص على أهلنا و نوزع القبلات و الابتسامات على أعداءنا.. هل هذه هي السياسة؟
إذن هذه سياسة تريد المواطن شجاعا فى مواجهة عدوه، جبانا فى مواجهة حاكمه.
سياسة تدعو المواطن ليكون جبانا فى مواجهة ماضيه، شجاعا فى مواجهة مستقبله.
و أتذكر الماضى فى ثورة 1919 و التى راح فيها شهداء من المصريين برصاص الانجليز فى المظاهرات فهل تحب ان تسمع عن ضحايا مصريين برصاص مصريين؟
لك الله يا مصر فهى بلد العجائب، النائب ليس مع الشعب، و الشعب لا يهمه سوى قوت يومه، و النخبة من المثقفين تريد الإصلاح و كل بوجهة نظره.
و هذه (الخلطة) العجيبة ليس لأن الذي بناها كان أصله “حلواني".
و لكن الموضوع و ما فيه أننا نسير بمبدأ إما أن نقنع الناس بما نقوله أو نضربهم بالرصاص، و هذا ليس على مستوى السياسة و لكن على مستوى حياتنا نحن نرى من هو ضدنا أنه يكرهنا و لا نحترم ثقافة الرأى.
و عندي شك أصبح يقينا عندما كان القدير محمود يس يحتفظ برصاصته فى فيلمه ( الرصاصة لا تزال فى جيبي ) و ذلك حتى يأتى اليوم و تستخدم ضد من يلعب الشيطان فى رأسه و يقرر الخروج فى مظاهرة.اللهم احفظ مصر من كلام ضد الرصاص واحمي كل الدول العربية واحفظ ملوكها وامرائيها ومساعديهم / هاني خليفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق