الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الأحد، 31 مارس 2013

إرشاد ذوى الاحتياجات الخاصة .. صرخة هاني خليفة


النمو حقيقة من حقائق الوجود الإنسانى، يمر الفرد بمراحل الطفولة، والمراهقة، والرشد، والشيخوخة، هذا النمو يشمل كافة جوانب شخصية الفرد الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية، بهدف تحقيق توافق الفرد مع نفسه، ومع الآخرين المحيطين به، وهذا النمو لا يحدث تلقائياً بل لابد له من رعاية وتوجيه، ولكن مسيرة هذا النمو للفرد قد يعوقها أحداث معينة سواء وراثية أو بيئية، مما يجعله لا يجارى أقرانه فى نموهم، وإنما يختلف عنهم فى جانب أو أكثر من جوانب شخصيته، ليس فى الدرجة فقط، وإنما أيضاً فى النوع، وهنا يستدعى نوعاً خاصة من التربية يطلق عليها التربية الخاصة لأن الفرد أصبح ذا حاجة خاصة0

وتقدر المنظمات الدولية اليونسكو UNESCO[*] ومنظمة الصحة العالمية WHO[**]نسبة ذوى الحاجات الخاصة (المعوقين) فى المجتمعات على النحو التالى 8% من مجموع السكان فى البلاد المتقدمة والغنية، وحوالى 10% من المجتمعات متوسطة النمو مثل مصر، وحوالى 12% من المجتمعات الفقيرة أو المتخلفة النمو، حيث ينتشر الفقر والجهل والمرض، وقد تتأثر هذه التقديرات بقيام الحروب أو المجاعات أو الأوبئة، مما سبق يتضح أن المعوقين شريحة من المجتمع لا يستهان بها، ويقدر عددهم فى مصر حسب تقديرات المنظمات الدولية المتخصصة بحوالى 10% من مجموع السكان، أى يوجد أكثر من 6 مليون فرد معوق0

واتفق حديثاً كثير من الباحثين والهيئات والمراكز المتخصصة المهتمين بالتربية الخاصة على استخدام مصطلح ذوى الاحتياجات الخاصة بدلاً من المعوقين أو ذوى الاضطرابات أو ذوى العجز، وأن ذوى الاحتياجات الخاصة هم الذين ينتمون إلى فئة أو أكثر مما يلى : الموهبة والتفوق العقلى، والإعاقة العقلية، والإعاقة البصرية، والإعاقة السمعية، والإعاقة البدنية والصحية، وصعوبات التعلم، والاضطرابات الانفعالية والسلوكية، والتوحد الطفولى0 (وزارة التربية والتعليم، (1995)، (Individuals with Disabilities Education Act. (IDEA) 1997, The Council for Exceptional children (CEC) 2002))

وبالتالى فإن ذوى الاحتياجات الخاصة لديهم واحد أو أكثر من الفئات السابقة، ويحتاج إلى خدمات ورعاية خاصة طوال حياته أو خلال فترة من حياته0

ولا شك أن ذوى الاحتياجات الخاصة (الموهوبين والمعوقين) فى كل دولة يمثلون قطاعاً هاماً فى ثروتها البشرية، غير أن هذه الأعداد الكبيرة تحتاج إلى رعاية مستمرة، ومع التطورات والمستجدات التى طرأت فى هذا الميدان فى النواحى العلمية والتطبيقية، والتى ساعدت على اكتمال الرؤية فى الاهتمام بهذه الفئات لتقديم أفضل رعاية صحية وتعليمية واجتماعية ومهنية، من خلال إتاحة الفرص للمشاركة فى عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية بأقصى قدر ممكن0

وباعتبار أن الإرشاد عملية يتم عن طريقها مساعدة شخص مضطرب، ليشعر ويسلك بطريقة أكثر فاعلية واقتناع من خلال التفاعل مع شخص عادى، حيث يقدم المرشد المعلومات وردود الفعل التى تنبه الشخص المضطرب، ليطور سلوكاته للتعامل بشكل أ كثر فعالية مع نفسه ومع بيئته، وعادة ما تهدف البرامج الإرشادية لذوى الاحتياجات الخاصة إلى إكساب الخبرات التعليمية والثقافية والمهنية والاجتماعية وفقاً لاستعدادات وقدرات وظروف الإعاقة ونوعها وشدتها، وذلك بهدف الوصول بهؤلاء الأفراد إلى الاعتماد على أنفسهم وإعدادهم كمواطنين لهم حق فى الحياة ولهم أدوارهم فى خدمة المجتمع مهما كان حجم الإسهام0

ويمثل الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة مشكلة خاصة لذويهم بدءاً بالوالدين وامتداداً إلى كل أفراد الأسرة المباشرة لهم، وبالتالى فإن موضوع إرشاد والدى هؤلاء الأطفال لكيفية إدراك ظروفهم وحاجاتهم والتعامل معهم فى مراحل العمر المختلفة يجب أن ينال اهتمام الباحثين0

ولقد تزايدت الدراسات والبحوث التى تقدم خدمات إرشادية لذوى الاحتياجات الخاصة عموماً بهدف تهيئة فرص النمو الجسمى والنفسى والعقلى والاجتماعى، والاستفادة بأقصى ما يمكن من نقاط القوة لذوى الاحتياجات الخاصة، ولكن فى البيئة العربية انصب الاهتمام على فئات معينة من خلال دراسات فردية لم تتوافر فيها البرامج التى يشرف عليها مؤسسات أو مراكز بحوث أو وزارات باستثناء مركز الإرشاد النفسى بجامعة عين شمس، الذى يعقد مؤتمرات ودورات تدريبية لذوى الاحتياجات الخاصة (الموهوبين – المعوقين)0

وتشير الدراسات والبحوث إلى أن كفاءة البرامج الإرشادية المقدمة للأفراد ذوى الاحتياجات الخاصة يجب أن يراعى فيها ما يلى :

· نوع كل فئة من فئات ذوى الاحتياجات الخاصة0

· مراعاة الجنس، والثقافة السائدة0

· تحديد خطة تطبيق البرنامج الإرشادى الفردى والجماعى0

· مراعاة الاحتياجات البدنية والطبية0

· توافر فريق متكامل يتضمن (الأخصائى الاجتماعى – الأخصائى النفسى، الطبيب، أساتذة التربية الخاصة)0

· التواصل بين المدرسة والأسرة حتى تتكامل الخدمة الإرشادية0

وفيما يلى نستعرض المفاهيم الأساسية لذوى الاحتياجات الخاصة، والبرامج الإرشادية المقدمة لهم عامة، والتوجه الإرشادى فى استراتيجيات دمج ذوى الاحتياجات الخاصة، والبرامج الإرشادية المقدمة لكل فئة على حدة0

يخطئ الكثيرون فى اعتبار الإعاقة سبباً لحالة، بينما هى فى واقع الأمر نتيجة لمجموعة متداخلة من الأسباب، كما أنه لا يمكن فصل مفهوم الإعاقة عن مضمونه الاجتماعى، حيث أن الحواجز والمعوقات الاجتماعية أو الطبيعية التى تؤدى إلى الحد من قدرة الطفل على الاستجابة لمتطلبات بيئته تختلف من مجتمع لآخر، وعليه فإن الطفل الذى يعتبر معاقاً فى مجتمع قد لا يعتبر معاقاً فى مجتمع آخر، أو الطفل الذى يعتبر معاقاً فى موقف ما قد لا يعتبر معاقاً فى موقف آخر، ولهذا يجب أن نميز بين المفاهيم الثلاثة التالية والتى كثيراً ما يخطئ البعض فى استخدامها كمترادفات :

1-الضعف Impairment :

ويعنى فقدان أو اختلال فى الوظيفة النفسية أو الفسيولوجية، فمصطلح ضعف السمع مثلاً يشير إلى حالة سمعية أقل من الحالة العادية0

2-العجز Disability :

تعنى محدودية القدرة أو العجز عن قيام الطفل بأى نشاط نتيجة الضعف بالصورة التى يؤدى بها الطفل العادى أو ضمن حدود أداء الطفل العادى، وهنا إشارة إلى قصور فى مستوى أداء الوظائف الفسيولوجية أو النفسية نتيجة للإصابة بخلل أو عيب فيهما0



3-الإعاقة Handicap :

تعنى عدم قدرة الطفل على تلبية متطلباته وأداء دوره الطبيعى فى الحياة المرتبط بعمره وجنسه وخصائصه الاجتماعية والثقافية نتيجة ضعف أو تلف Impairment أو نتيجة العجز Disability الذى يحد من أو يمنع الطفل عن أداء احتياجاته0

مما سبق يتضح أن الإعاقة هى المحصلة النهائية للعجز والضعف، إلا أن الضعف والعجز لا يؤديان بالضرورة إلى الإعاقة، ولهذا فإن استخدام العجز والإعاقة كمفهومين مترادفين لا يعتبر صحيحاً والإعاقة تشير إلى التأثير الناتج عن العجز0 إذن ما الإعاقة تبدأ بالضعف والاعتدال والضعف يؤدى العجز عن القيام بالنشاط الصيفى للفرد فهنا تكون الإعاقة0

والإعاقة الفعلية تعتمد على مدى قدرة الفرد والمجتمع على التغلب على آثار الاعتلال والضعف والعجز، فالفرد الذى يعانى من فقدانه لأحد أطرافه ولكنه يستطيع مزاولة عمله والتكيف مع معطيات الحياة الاجتماعية والمهنية من خلال توفير المجتمع لعناصر هذا التكيف فهذا الفرد لا يعتبر معاقاً على الرغم من أنه يعانى من اعتلال أو قصور أو فقدان لعضو أو وظيفة من وظائف الجسم إذن المجتمع له دور مهم فى إبراز الإعاقة أو عدم اعتبارها إعاقة من الناحية العملية0

الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة :

لقد حدد مركز الأطفال غير العاديين The Coumcil for Exceptional children وطبقاً للقانون رقم (476-101) لسنة (1990) والقانون المعدل رقم (17-105) لسنة (1997) الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بأنهم الذين لديهم تأخر أو إعاقة فى إحدى المجالات التالية : (النمو الجسمى، النمو العقلى المعرفى، النمو الانفعالى، النمو الاجتماعى، النمو اللغوى) وممن تتراوح أعمارهم من (3-9) سنوات ولكى يطلق لفظ الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة لابد من توافر محكين أساسين هما :

1-أن يكون لدى الطفل واحد أو أكثر من التأخر أو العجز أو الإعاقة فى المجالات السابقة0

2-أن يتطلب الطفل برامج تربية أوخدمات خاصة0

وقد حدد كل من كنوبلاش وسورنسون Knoblauch & Sorenson (1997) الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة بأنهم الذين يعانون من الضعف فى السمع أو الأصم والضعف فى البصر أو الكفيف، والضعف فى اللغة والكلام (التواصل) والضعف الجسمى والصحى، والمعاقون المعاقين عقلياً، وصعوبات التعلم الأكاديمية والنمائية والاضطرابات الانفعالية السلوكية، والتوحد ثم أضيف إليهم فئة الموهوبين والمتفوقين عقلياً وكذلك فئة المتأخرين دراسياً0

وفيما يلى شكل توضيحى يقدمه المؤلف لتصنيف الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وفقاً لجوانب الشخصية المختلفة0

لقد حدد كل من وزارة التربية والتعليم فى مؤتمرها القومى الأول للتربية الخاصة فى مصر (1995 : 65) والتعديلات التى تمت على القانون رقم (476-101) لسنة 1997 لقانون تربية ذوى الاحتياجات الخاصة Individual with Disabilities Education Act ,1997 وكذلك المجلس القومى للتعليم والبحث العلمى والتكنولوجيا (2000 : 9-10)، ومركز الأطفال غير العاديين The Council for Exceptional children (CEC), 2002 أن ذوى الاحتياجات الخاصة هم الذين ينتمون إلى فئة أو أكثر من الفئات التالية :

1-الموهبة والتفوق العقلى0

2-الإعاقة العقلية بمستوياتها المختلفة0

3-الإعاقة البصرية (الكلية – الجزئية)0

4-الإعاقة السمعية (الكلية – الجزئية)0

5-الإعاقة الجسمية والصحية0

6-صعوبات التعلم النمائية والأكاديمية0

7-الاضطرابات الانفعالية والسلوكية0

8-التوحد الطفولى0

9-فئة الأقليات التى تنتمى إلى أكثر من فئة مما سبق ومنها : الإعاقات المتعددة والمحرومين ثقافياً والمتأخرين دراسياً، والجانحين0

وأضاف بريس Brice (2001) فئة الأطفال ذوى اضطرابات التواصل Communication disorders وهم الأطفال الذين لديهم صعوبات فى القدرة على التواصل وتبادل المعلومات مع الآخرين، وتظهر هذه الحالات مع الإعاقة السمعية أو صعوبات التعلم، أو نتيجة عيوب نيورولوجية (عصبية)، أو عيوب فموية مثل تشقق فى الحلق، أو تشقق الشفتين0

وكذلك لابد من توافر شرطين لكى يطلق على الأطفال صفة ذوى الاحتياجات الخاصة وهما :

أولا : أن يكون لدى الطفل واحد أو أكثر من الصعوبات التى ذكرت سابقاً0

ثانياً : يتطلب الطفل تربية خاصة أو خدمات خاصة
هاني خليفة بالكويت 60735474 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق