رسالة إلى أمى فى عيدها .. صرخة هاني خليفة

لا أعرف ماذا أقول ... وهل تصلح الأقوال فى ابراز أو وصف محبة كمحبتك فى قلبي...أنتِ ياست النساء ...ياتاج الدنيا ...يا سعادة العمر ...ومنحة الرب...تربيت فى كَنَف تضحياتك ...ومنحتنى السلام...ومنحتنى الأمان...والدعم...والنصح...ومنحتنى أصل الوجود...ومنحتنى صفاتى كلها...ومنحتنى دمى الذى هو بعضُ من دمك...فماذا أقول ...وماذا أهديك بعد كل ذلك...تتصاغر العطايا فى ظل عطاايك التى لم تمنحيها كى تُرَد...
أنت التى تنازلتى من أجل رفعتى... ونَهَلتى من أنهار الصبر المٌرة لكى اتذوق أنا شىء من حلو الحياة...ومددتى كرامتك لى بساط كى أمر عليها فى دربي المفروش بالأشواك دون أن أتأذي....واسكنتنى قلبك....عندما لم يكن لى قوة ليكون غير قلبك لى مسكن...
يعجزنى حبي عن التعبير بحلو الكلام... و يعجزنى اكثر منحك الصامت...عملك الدؤوب بدون انتظار لكلمة شكر...فماذا أقول..إننى اتحاشي ياسيدتى تقبيلك...كى لا تسبقنى إلى لثم خديك ويديكِ دموعى التى تنساب حنينا وحنانا وشوقا وخوفا وعشقا...ياسيدتى ...تعشقك دموع العين قبل العين... وتعشقك دمائي قبل القلب.... وتحبك روحى قبل الأنفاس...
أنتِ ياسيدتى الوحيدة فى هذا الكون التى انكسر لها...وأخضِع لها كبريائي...أنت فقط يا أمي يحلو لها الانكسار... التذلل جميلا بمحضرها...أنتِ فقط...لأنك أنتِ الملكة المتوجة على عرش حياتى ولأن عمرى كله رهنا لإشارة عابرة من طرف عينيك...لأنك أمى....و حياتى ...أجبك..وكل عيد وأنتِ عيدى وسر بهجتى وسندى .. هاني خليفة