الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

السبت، 4 مايو 2013

الحـب الذكـــي كيف أختار شريك حياتي .. صرخة هاني خليفة

تحدثنا في المقال السابق على أن الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام أو طبائع وهي: شخص بصري، شخص سمعي، شخص حسيّ. كما تحدثنا على أهم ما يميز كل منهم، ونوردها الآن باختصار لأهمية ربطها بموضوع اليوم.

صفات الشخص البصري: يتحدث بسرعة، بصوت مرتفع، قراره حسب ما يراه أو يتخيله، دائم الحركة، أنفاس قصيرة وسريعة، يهتم بالصور والمناظر، يناسبه التخطيط الاستراتيجي، قراراته فورية مما يدفعه للمخاطرة، قد يقاطع غيره.

صفات الشخص السمعيّ: يتحدث بتوسط، بصوت متنوع، قراره حسب ما يسمعه ويحلله، متزن الحركة، يتنفس بطريقة مريحة، يهتم بالأصوات، يناسبه التخطيط المتعاقب، حذر في اتخاذ القرارات مما يخفف من نسبة المخاطرة، لديه القدرة على الاستماع للآخرين.

صفات الشخص الحسيّ: يتحدث ببطء، بصوت منخفض، قراره حسب مشاعره، بطيء الحركة، يتنفس ببطء وعمق، يهتم بالشعور والأحاسيس، يناسبه التخطيط التنفيذي، لا يحب المخاطرة نهائياً في القرارات، يستمع للآخرين بشكل واضح وملموس.

الآن السؤال الذي يطرح نفسه كيف أختار شريك حياتي؟ هل أختاره مثل طبعي أم عكس طبعي؟ أرجو أن تفكر في الموضوع جيداً قبل أن تجيب لأن كلنا يبحث عن الحب الذكــي الذي يجلب لنا السعادة ويبعدنا عن الصراخ والإهانات والعنف.
لأول وهلة يتبادر للذهن أنه من الأفضل أن تختار زوجه/ زوج عكس طبعك وذلك لكي يكون تنوع في الحياة الزوجية القادمة، ودفعاً للملل والروتين. وهذا ما كنت أسمعه كثيراً من طلبتي الذين يحضرون دوراتي التدريبية المنعقدة على مدار السنة في فنادق عمان وإربد.


ولكن الحقيقة والتي تجلب لك الحب الذكــي والسعادة هو أن تختار شريك حياتك بحيث يكون مثل طبعك يعني ( بصـري + بصـري ــ سمعـي+ سمعـي ـ حسـي + حسـي). وذلك لأن الحياة الزوجية تقوم على التوافق والألفة وهذا التوافق لن يتحقق إذا كان الزوجان مختلفين، لأن كل واحد له طبعة الخاص به حتى لو تنازل اليوم في موقف ما لزوجته لن أضمن أن يتنازل أو يترك طبعه وينزل لطبع زوجته في مواقف الحياة الزوجية القادمة. كما أنه لا يعقل أن أكون طيلة حياتي الزوجية أنزل لمستوي زوجتي أو أرتفع لمستواها وذلك حسب طبعها، وهذا يتطلب مني جهد كبير وستكون نتيجته الملل وستقول الزوجة مثلا(إلى متى سأبقى أحتمل عصبيته وصوته العالي وتهوره).

ومن خلال استشاراتي في المجال الأسري مع عدد غير معدود من العائلات وجد أن كل الخلافات الزوجية التي حضرت إلي في مركزي كان أساسها أن الزوجين مختلفان في الطباع. ولم أستقبل استشارة كان فيها الزوجان متوافقان.
وهذا يؤكد القناعة التي أتبناها والتي أنصح بها كل الشباب والبنات وهي أن تتزوج بإنسان مثل طبعي فإن كنت حسيا فسأتزوج زوجة حسية مثلي.

وأما بالنسبة لأهمية التنوع المطلوبة في الحياة الزوجية بين الزوجين، هذا يحصل حتى لو تزوجت مثل طبعك؟ كيف.!!
مثـال: سمير (بصري) ، وسهى (بصرية) تزوجا منذ فترة وهم سعداء كثيرا لأنهما يشعران بالتوافق في أغلب المواقف والتصرفات.
سمير رغم أنه بصري فهو ليس بصري 100% فهو يأخذ من صفات السمعي بنسبة ومن صفات الحسي بنسبة معينة. وهذا أيضا ينطبق على زوجته سهى. إذن التنوع في الصفات حاصل تحصيل في الحياة الزوجية المتشابهين في الطباع. بالإضافة لما ذكر تنوع خبرات الزوجين خاصة الزوج وخروجه للعمل والخلطة تجعله يكتسب صفات جديدة لشخصيته مما يعمل على زيادة التنوع في حياته الزوجية.

إن أسوأ حالات التوافق في الحياة الزوجية والتي رأيتها بعيني هي أن يكون الزوجان ضمن الطبائع التالية:

زوج (بصري) زوجة (حسية)
زوجة (بصرية) زوج (حسيّ)


وهذا أشبه مثل توم وجير (القط والفار) فهما دائما في خلاف وتناقض ومشاكل، لأن الطرف الأول سريع في الكلام والحركة وعجول في القرارات، والآخر بطيئة في الحركة والكلام والقرارات، وهذا قمة التناقض وأساس المشاكل الزوجية في مجتمعنا العربي. أعط نفسك مهلة واذهب للمحاكم وشاهد معي قضايا الطلاق وانظر في طبائع الأزواج ستجدها على الأغلب مختلفين.
ومن هنا تأتي أهمية توعية الشباب الذكور والإناث بأهمية هذا العلم الذي أطرحة وأنه من الأمور الهامة التي تضمن لنا حياة أسرية سعيدة ويخفف نسبة الطلاق بين الأزواج. ومن هنا أدعو إلى عمل فحص قبل الزواج وقبل الارتباط أصلا – وهذا جاهز عندي أعمله للراغبين قبل الارتباط- وهذا الفحص تكمن أهميته مثل أهمية الفحص الطبي المعمول به حاليا في المملكة، لذلك أتمنى أن يعي الناس أهمية هذا الموضوع لأن كثيرا من زيجاتنا محكوم عليها بالخراب أو الطلاق مسبقاً ومن أول يوم بسبب اختلاف طبائع الزوجين خاصة إذا كانا متباعدين كحالة: (بصري ـــ حسي).
أعقد أن القراء يدور في أذهانهم ثلاثة أسئلة وهي:

1. من الأفضل في الطبائع الثلاثة السابقة، هل هو البصري أم السمعي أم الحسي؟
نجيب أن كل الناس خير وبركة، فنحن بحاجة للبصري في مواقف ونحتاج السمعي في مواقف ونحتاج الحسي في مواقف أخري فكلنا يكمل الآخر في المجتمع.




2. هل يمكن تغيير طبعي؟ من حسي مثلا إلى سمعي.
لأول وهلة يتبادر لأذهان الناس أنه من المستحيل تغيير طبع الإنسان الذي مضى عليه سنين، ولكن في الحقيقة والعلم يمكن تغيير سلوكيات وطبع الإنسان وننوه أنه يحتاج أولا: لوقت طويل وثانيا: لمجاهدة النفس والمتابعة وثالثا: تغيير الصحبة والأصدقاء لأشخاص يحملون الطبع الذي أرغبه.
وللتأكد من هذه النقطة تذكر معي عندما حضرت السيرك كيف وجدت الحيوانات كيف كانت تتصرف وتعمل حركات مضحكة، هل سألت نفسك كيف وصلت هذه الحيوانات لدرجة أن تعمل حركات غير حركاتها الأصلية. في الحقيقة أن هذه الحيوانات تم تغيير طبعها وسلوكها بالتعزيز، وهذا ينطبق أصلا على الإنسان من باب الأولي.

3. من هو القائد/ المعلم/ المربي/ المحاضر، الناجح والمتميز. هل هو البصري أم السمعي أم الحسي؟
الإنسان الناجح هو من يخاطب الجمهور بلغات ثلاثة تناسب الأناس البصريين والسمعيين والحسيين، لأن كل جمهور تخاطبه على الأغلب سيتضمن الأنواع الثلاثة.

مثال:خالد يلقي محاضرة ثقافية في إحدى الدوائر الحكومية، حيث تنبه أن بين الجمهور أناس بصريين وأناس سمعيين وأناس حسيين. فكان من كلامه:

• ( تخيلوا معي يا جماعة المنظر الجميل الخلاب الذي يرسمه قول الشاعر...)
• (سأطرق أسماعكم بجملة هامة أرجو أن تنتبهوا لها لأن فيها معاني جميلة تطرب الأذان عند سماعها فارعوني سمعكم...
• (هل أصابكم شعوراً جميلا بعد أن قمنا معنا بالتمرين، هل تلمست برود صدرك الآن وهدوء قلبك إنه...)
هاني خليفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق