الإعاقة السمعية
كما سبق أن ذكرنا هناك ارتباط وثيق
بين السمع ونمو اللغة , وفي الحقيقة فإن السمع الطبيعي ضروري لنمو اللغة المنطوقة
أو اللفظية , والطفل الذي لا يسمع اللغة من حوله يواجه صعوبة في تعلمها , ولذلك
فإن أحد أسباب اضطرابات اللغة لدي الأطفال هي الإعاقة السمعية .
يقوم الجهاز السمعي بدور هام في التقاط الأصوات ونقلها إلي
المخ ، ومن أهم العناصر التي تشكل أساس إنتاج وفهم الكلام هو الجهاز السمعي السليم
، كذلك يجب أن يكون المستمع قادراً علي اكتشاف الفروق الطفيفة التي تعكس الخصائص
الفونيمية والصوتية للكلام , ولذا فالأفراد ذوي الفقد السمعي الحاد يجدون صعوبة في
تفسير الإشارة الصوتية ، وسيدركون الكلمات بشكل مختلف عن الأفراد ذوي السمع
العادي.
ولذا فإن الإعاقة السمعية تلعب دوراً حيوياً في تدهور النطق
, فكلما ازدادت حدة الإعاقة السمعية كلما كانت مشكلات النطق المصاحبة أكبر وأعمق ،
أي أن العلاقة بينهما علاقة طردية فكلما زادت حدة الفقد السمعي زادت معها مشكلات
النطق .
ووفقاً لتعريف
اللجنة التنفيذية لمؤتمر المديرين العاملين في مجال رعاية الصم بالولايات المتحدة
الأمريكية فإن الأصم " هو الفرد الذي يعاني من عجز سمعي يصل لدرجة فقدان سمعي
70 ديسبل فأكثر , مما يحول دون اعتماد الفرد علي حاسة السمع في فهم الكلام سواء
باستخدام السماعات أو بدونها أما ضعيف السمع فهو الفرد الذي يعاني من فقدان سمعي
إلي درجة فقدان سمعي 35 : 69 ديسبل تجعله يواجه صعوبة في فهم الكلام بالاعتماد علي
حاسة السمع فقط سواء باستخدام السماعات أو
بدونها ".
وتزداد صعوبة تعلم اللغة لدي الطفل
الذي يولد أصم ، فهو يحرم من المثيرات الصوتية من بداية حياته , ولذلك نجد لديه
رغبة طبيعية في تعلم الإشارات أكثر من رغبته في تعلم اللغة المنطوقة . وفي غياب
التدريب المبكر والمكثف فإن لغة الطفل الأصم تكون تصبح مضطربة بشكل كبير , وعادة ما يعاني هذا الطفل من بطء في اكتساب
الكلمات والعبارات وتراكيب الجمل , ويواجه صعوبة كبيرة في تعلم الفونيمات النحوية
مثل الجمع والملكية وتصريف الأفعال . والعديد من هذه الفونيمات لا تلقي الاهتمام
الكامل في الحوارات الطبيعية , ولذا فإن الطفل الأصم لا يدركها حتى مع استخدام
مكبرات الصوت .
كما يواجه الطفل
الأصم صعوبات إضافية في تعلم أشكال الجمل المعقدة , ويميل إلي استخدام الجمل
البسيطة أو المعلومة. والطفل الذي يولد طبيعي السمع ويصاب بالصمم فيما بعد يكون
قادراً بشكل عام علي تعلم بعض اللغة , ويعتمد مقدار اللغة أو مقدار اضطراب اللغة
عند هذا الطفل علي الوقت الذي بدأت عنده الإعاقة السمعية , وكلما بدأت في سن مبكرة
كلما ازداد تأثيرها علي اكتساب اللغة .
الإعاقة العصبيــة :
يري بعض الخبراء أن اضطرابات اللغة لدي بعض الأطفال تأخذ
شكل الأفازيا الطفولية والنمائية والوالدية (Eisenson,J.
1986) والأفازيا هي أحد اضطرابات اللغة
التي تحدث بسبب إصابة المخ , وتظهر كثيرًا لدي الراشدين الذين كانوا طبيعي اللغة
قبل أن يتعرضوا للصدمة أو مرض عصبي أو إصابة في الرأس تدمر أجزاء محددة في المخ
وبالتالي يفقد الشخص بعض أو كل لغته .
والأفازيا النمائية –
تلك التي لا يكتسب الطفل فيها اللغة - تختلف عن الأفازيا التي تصيب الراشدين نتيجة إصابات
المخ , أما الأفازيا النمائية فالطفل فيها لا تظهر عليه أي علامة عصبية لإصابة
المخ , ولكن تظهر عليه علامات بسيطة مثل : النشاط الزائد , وشرود الذهن ، وتقلب
المزاج , وعندما تكون الإصابة العصبية نتيجة إصابة بسيطة يستخدم مصطلح إعاقة المخ
البسيطة .
وفي العديد من الحالات يتم تشخيص أفازيا الطفولة عندما
لا يصل الأطباء إلى تشخيص محدد . فعندما يعاني الطفل من اضطراب في اللغة ، وفي
نفس الوقت لا يعاني من الإعاقة السمعية ،
أو أي اضطرب انفعالي ، وليس لديه تخلف
عقلي ، في هذه الحالة يتم تشخيصه بأنه
يعاني من الأفازيا.
الشلل الدماغي :
يشير الشلل الدماغي إلي مجموعة من الأعراض تتمثل
في ضعف الوظائف العصبية , ينتج عن خلل في بنية الجهاز العصبي المركزي أو نموه فهو
اضطراب في النمو الحركي يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة نتيجة تشوه أو تلف في
الأنسجة العصبية الدماغية مصحوباً باضطرابات حسية أو معرفية أو انفعالية فالشلل
الدماغي هو أحد الإعاقات الجسمية في الجانب الحركي يظهر علي شكل ضعف في الحركة أو
شبه شلل أو عدم تناسق في الحركة يسببه تلف مناطق الحركة في الدماغ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق