الشريط


counter map
المظهر: نافذة الصورة. صور المظاهر بواسطة merrymoonmary. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع
تنشيط اخر المواضيع

تنشيط اخر المواضيع

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

أساليب وطرائق تربوية تعين على غرس القيم التربوية والإيمانية ... صرخة هاني خليفة

يجب أن يكون المعلم على دراية بالأساليب التربوية التي يستطيع من خلالها تعزيز القيم الإيمانية لدى الطلاب لأنه لا يمكن تعزيز القيم الإيمانية في نفوس الأجيال بطريقة عشوائية ، بل تحتاج إلى أساليب علمية متنوعة ، لكي تؤثر في الأجيال بالطريقة المطلوبة ، ومن الأساليب التي يتم من خلالها توضيح القيم الإيمانية وتعزيزها القدوة ، والقصة ، وأسلوب الوعظ والإرشاد ، وأسلوب الترغيب والترهيب ، وأسلوب ضرب الأمثال ، وأسلوب تمثيل الأدوار ، وأسلوب التربية بالأحداث ، وأسلوب الحوار والمناقشة ، وأسلوب حل المشكلات ، والأسلوب الاستقصائي .
ويمكن الإشارة إلى أن تنوع الأساليب التربوية له أهمية كبيرة يمكن إيضاحها فيما يلي :
1ـ أن تعددها وتنوعها عامل مشوق .
2ـ تمكن المربي من اختيار ما يناسب واقع الحال للطلاب ، والظروف المحيطة بهم .
3ـ اختلاف تقبل الناس للأساليب التربوية ، يعزز أهمية تنوعها ، فالبعض يعتبر ويتأثر بالقدوة ، والبعض يتأثر بالأسلوب العاطفي ، والبعض لا يجدي فيه إلا الأسلوب الحواري .
وفيما يلي عرض موجز لبعض هذه الأساليب التربوية :
أولاً : أسلوب القدوة :
القدوة في اللغة : "القدو" : أصل البناء الذي يتشعب منه تصريف الإقتداء ، يقال قدوة لما يقتدى به ... والقدوة : الأسوة ، يقال فلان يقتدى به .
ومن أجمل ما قيل في تعريف القدوة أنها " نموذج مثالي واقعي يجمع بين الإيمان والاعتقاد والوعي والرشد والنضج ، ويقوم على الحب والطاعة والوضوح ، يقتدي به الفرد والجماعة قولا وعملا "
وتعد القدوة من أنجح الأساليب وأشدها تأثيراً على الأولاد ، نظرا لأن الطبيعة البشرية مفطورة على التقليد والمحاكاة ولسهولة اكتساب الخبرات من خلالها ، ولكونها متجسدة وماثلة أمام المتأثرين بها .
من هنا تأتي القدوة في مقدمة الأساليب التربوية التي يكتسب الفرد من خلالها القيم والاتجاهات وذلك للأسباب التالية :      
1ـ القدوة أهم عنصر في تشكيل شخصية الإنسان وخاصة في مرحلة الطفولة .
2ـ القدوة تجسيد لمعاني القيم وأمثلة تطبيقية لها ، حيث أن القيم مفاهيم مجردة يصعب على المتعلم فهمها وتحديد مظاهرها السلوكية نظرياً ، فلا بُد من إظهارها في نماذج القدوة والسلوك العملي لكي تتضح معانيها وتظهر حية واقعية .

ثانياً : أسلوب القصـة :
يتميز الأسلوب القصصي بتأثيره الكبير على المتعلم ، فمن خلال العرض المتسلسل للقصة يتشوق المتعلم للاستماع مما يزيد من انتباهه ، وتركيزه وتفاعله مع أحداثها وبالتالي تحقيق الهدف من سرد القصة .
وقد جاء في تعريف القصة أنها : " حادثة وقعت ، لها بداية ونهاية ، مرتبطة بأسباب ونتائج ، تتخللها دروس وعبر يهفو إليها السمع ، وينجذب إليها الذهن ، ويتحرك لها الفؤاد ، ويتأثر منها الوجدان "
وعرفها آخرون بأنها : " الأخبار عن أحداث حقيقية سابقة ، بكلام حسن الألفاظ ، صِيغ بأسلوب بديع مشوق جذاب ، وقد احتوى على العبر والحكم والعجائب ، يهدي السامع بسحره للنفوس ، إلى الدين ويرشد إلى الخير وفضائل الأعمال "
لذا يُعد هذا الأسلوب من أنجح الأساليب التربوية وأكثرها استحساناً من المتعلمين ، لما فيها من تأثيرات نفسية تعمل على إثارة انفعالات ومشاعر وعواطف المستمعين وتوجيهها لتقمص شخصيات القصة والتفاعل معها ، ولما لها من تأثيرات خيالية حيث تثير قدرات متلقيها التصورية والخيالية ، ومؤثرات إدراكية حيث تؤثر على تفكير المستمع ، ويسير الدرس بالأسلوب القصصي وفق خطوات متسلسلة منتظمة تشمل : التمهيد ، وعرض القصة ، ومناقشة القصة ، وتحليلها .
ولقد استخدم القرآن الكريم أسلوب القصة في التربية ، قال تعالى : { نحن نقص عليك أحسن القصص } (سورة يوسف آية 3 ) . كما استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب القصة كوسيلة من وسائل التربية وبالذات في غرس القيم بكافة أنواعها بما فيها القيم الإسـلامية .
ويجب أن تتوفر في القصة عدة شروط منها :
1ـ أن تكون القصة منسجمة مع أهداف الإسلام ومبادئه وقيمه بحيث تقدم هذه القيم في إطار أهداف الإسلام
2ـ أن تكون مناسبة للسن الذي تكتب له .
3ـ أن تراعي العناصر الفنية للقصة من حيث البنية العامة والنسيج القصصي والأسلوب المناسب والحبكة والتشويق ، ومراعاة الإطارين الزماني والمكاني وطريقة العرض وشخصية البطل والشخصيات الثانوية ثم نوع القيم ومصدرها وطريقة عرضها وغير ذلك من شروط .
4ـ أن تتناول القصة مواضيع تتيح المجال إلى تنمية القيم ومعايير السلوك الإيجابية .

ثالثاً : أسلوب الوعظ والإرشاد :
وهو من الأساليب التربوية التي تستخدم بكثرة في المواقف التربوية المختلفة لما له من أثر على المتعلمين ، يقول أحد المفكرين : " فالقول البليغ والموعظة الحسنة والإرشاد السديد يصل إلى قلب المتعلم ويؤثر فيه بقوة " .
"والقرآن الكريم مليء بالآيات التي تتخذ أسلوب الوعظ أساساً لمنهج الدعوة وطريقاً لإصلاح الأفراد وهداية الجماعات ، وتنوعت أساليب القرآن المستخدمة في الموعظة "
وقد تكررت المواعظ في كتاب الله الذي يعد بمجمله موعظة بدليل قوله تعالى : { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور } (سورة يونس 57) .
وتضمنت السنة النبوية العديد من المواعظ البليغة وشاع استخدامها لدى السلف الصالح من خلال دروسهم وخطبهم وأشعارهم ، ولكي تتحقق الفائدة من هذا الأسلوب يجب أن تكون الموعظة :
1ـ خالصة لوجه الله تعالى .
2ـ طيبة وتتم بطريقة لبقة أو بأسلوب حكيم يقبله من تسدي إليه النصيحة .
3ـ صادرة من مصدر عليم موثوق مقرب إلى نفس المراد نصحه أو دعوته كما يجب أن يكون الناصح صادقاً.
4ـ متمشية مع القدوة أو وسائل التعليم الأخرى ذات المفعول الأكيد .
5ـ متنوعة على أن تكون بأسلوب غير مباشر عندما يكون ذلك ممكناً ، أو بطريق مباشر عندما يكون ذلك ضروريا .
6ـ مراعاة التدرج في الموعظة .
7ـ اختيار الوقت المناسب للموعظة والعبرة .
8ـ عدم الإكثار من الموعظة لئلا تملها النفوس .
ويرى الباحث أن الواعظ لا يعتمد فقط على التعبير الإنشائي في هذا الأسلوب ، بل يجب عليه أن ينوع فيها فيستخدم عدة أساليب كالأسلوب القصصي ، وأسلوب ضرب الأمثال ، والترغيب والترهيب ، وأن يختار الأوقات المناسبة للموعظة حتى تحقق الهدف منها .
 

رابعاً : أسلوب الترغيب والترهيب :
الترغيب هو " وعد يصحبه تحبيب وإغراء بمصلحة أو لذة أو متعة آجلة مؤكدة خيرة خالصة من الشوائب ، مقابل القيام بعمل صالح ، أو الامتناع عن لذة ضارة ، أو تحمل شيء ابتغاء مرضاة الله ، وذلك من الله لعباده" أما الترهيب فهو : " وعيد وتهديد بعقوبة تترتب على اقتراف إثم أو ذنب مما نهى الله عنه أو على التهاون في أداء فريضة مما أمر الله به "
ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب المناسبة للطبيعة البشرية لأن الإنسان يتحكم بسلوكه ويعدل فيه بمقدار معرفته بنتائج السلوك وما يترتب عليه من منفعة أو ضرر ، وقد استخدم القرآن الكريم أسلوب الترغيب والترهيب في مواطن عدة يبين الله سبحانه وتعالى فيه جزاء من اتبع الحق الذي أنزله مثل قوله تعالى : { إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ، خالدين فيها لا يبغون عنها حِولا } (سورة الكهف 107ــ108) وفي المقابل جزاء الكفار والعصاة مثل قوله تعالى : {والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون } (سورة الأعراف 147) .
ويعد أسلوب الترغيب والترهيب من الأساليب المؤثرة في مجال القيم ، فهو من أكثر أساليب بناء القيم لكونه يتمشى مع ما فطر الله عليه الإنسان من الرغبة في اللذة والنعيم والرفاهية وحسن البقاء والرهبة من الألم والشفاء ، ولذلك فالبدء بغرس القيم الإيمانية في النفوس يسهل لأسلوب الترغيب والترهيب مهمته ودوره في التأثير على النفوس .
ولكي يكون هذا الأسلوب فاعلاً في التعليم يجب مراعاة الآتي :
1ـ ألا يقسو المربون على الإنسان في بداية التعلم ، أو الطريق إلى الله إنما يجب أن يتدرجوا في الترهيب .
2ـ أن أسلوب الترغيب أفضل من أسلوب الترهيب .
3ـ أن المعلم يمكن أن يزيد من قوة تأثير الترغيب والترهيب بإظهار انفعالاته وخشوعه حتى تنتقل إلى الطلاب عن طريق التصوير الفني والاقتداء والتأثير خصوصاً إذا كان المعلم محبوباً لدى الطلاب .
4ـ أن يستخدم الترغيب والترهيب بطريقة مناسبة لخبرات الطلاب وموضوع التعليم والبيئة المحيطة بالمتعلم .
5ـ أن يستخدم الثواب والعقاب لتعلم الأساسيات وأداء الفروض ، وأن يستخدم الثواب فقط لداعي الإبداع والتطوع .

خامساً : أسلوب ضرب الأمثال :
ضرب الأمثال أسلوب من أساليب الإيضاح والبيان ، إن لم يكن أقواها في إبراز الحقائق المعقولة ، في صورة الأمر المحسوس . حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعين على توضيح مواعظه بضرب المثل مما يشهده الناس بأم أعينهم ، ويقع تحت حواسهم ، وفي متناول أيديهم ، ليكون وقع الموعظة في النفس أشد ، وفي الذهن أرسخ .
وقد قيل في تعريف هذا الأسلوب : "هو حالة تشبيه تحدث في النفس حالة التفات بارعة ، يلتفت بها المرء من الكلام الجديد إلى صـورة المثل المأنوس "
كما عرفه الحدري بأنه : " أسلوب من أساليب الكلام يؤتى به لعرض حقيقة من الحقائق ، أو للربط بين أمرين أحدهما غائب عن الذهن ، والآخر محسوس متخيل في الذهن ، وذلك لتقريب ما غيب عن الذهن من المعاني بصورة بلاغية موجزة تنفذ إلى أعماق النفس مثيرة للعواطف والوجدان "
وقد يفرض الموقف التعليمي على المعلم استخدام التشبيه للأشياء التي يصعب على المتعلم تخيلها وإدراكها وقد استخدم القرآن الكريم هذا الأسلوب التربوي ، فضرب العديد من الأمثال : { ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون} (سورة الزمر 27)
وقال تعالى : {وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون} (سورة الحشر 21) .
وقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب الأمثال في الكثير من أحاديثه الشريفة مثل حديث المؤمن كالنخلة .
ولضرب الأمثال فوائد في التعلم تتمثل فيما يلي :
1ـ الأمثال تبرز المعقول في صورة المحسوس الذي يلمسه الناس فيتقبله العقل ، لأن المعاني المعقولة لا تستقر في الذهن إلا إذا صيغت في صورة حسية قريبة من الفهم .
2ـ الأمثال أوقع في النفس وأبلغ في الوعظ وأقوى في الزجر وأقوم في الإقناع .
3ـ تقريب الفكرة إلى أذهان المتعلمين .
4ـ تلخيص الخبرات الإنسانية المتفق عليها ، وكلما كان المثال أكثر شمولاً لأجزاء من خبرات الإنسان وقيمه كلما  كانت أكثر استعمالاً وقيمة .
5ـ تقبل ما يراد تعلمه واكتسابه من خبرات حيث يوجد أساس لبناء الخبرات الجديدة التي يراد اكتسابها وبذلك يسهل إيداعها في الذاكرة واستدعاؤها منها .

سادساً : أسلوب تمثيل الأدوار :
يعتبر هذا الأسلوب من أكثر الأساليب التي تترك أثراً على المتعلم خصوصاً من يقوموا بتمثيل الأدوار ، وتعرف هذه الطريقة على أنه " أسلوب واسع الاستخدام في التعليم لاكتساب المهارات المعرفية ، كما أنه السبيل الوحيد لمحاكاة الخبرة لتظهر حقيقية "
وتنبع أهمية تمثيل الأدوار في تعلم القيم وتعليمها في :
1ـ تزيد من اهتمام الطلاب بموضوع الدرس المطروح .
2ـ إثراء خبرات الطلاب الوجدانية والشعورية من خلال عرض القيمة في صورة تمثيلية مشاهدة ، حيث يشارك الطلاب جميعاً في أداء أدوار محددة فيها .
3ـ توفير مواقف تجريبية ومشكلات الحياة المختلفة وكيفية التعامل معها الأمر الذي يرسخ عند الطلاب التعامل مع الأحداث والظروف .
4ـ تهيئ للطلاب الفرص المناسبة لكي يجربوا ويتدربوا على ممارسة السلوك .
وأرى هنا ضرورة العناية بهذا الأسلوب في التعليم لما له من أثر على الطلاب ، وأن يشجع المعلم الطلاب الذين يشاركون في التمثيل لتنمي عندهم هذه الموهبة ويستفاد منهم في مواقف تربوية أخرى .
سابعاً : أسلوب التربية بالأحداث :
من الوسائل التي استخدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه رضوان الله عليهم أسلوب التربية بالأحداث ، والتربية بالأحداث من الوسائل النافعة والفعالة في التربية ، وذلك " لأنها تؤثر في النفس تأثيراً خاصاً ، هو أقرب للانصهار ، وذلك لأن الحادثة تثير النفس بكاملها ، وترسل فيها قدراً من حرارة التفاعل والانفعال يكفي لصهرها أحياناً أو الوصول بها إلى قرب الانصهار ، وتلك حالة لا تحدث كل يوم في النفس وليس من اليسير الوصــول إليهــا والنفس في راحتـها وأمنـهـا وطمـأنينتــها ، مسترخية ، أو منطلقــة فـــــي تأمل رخـــــي "
ولا بُد للمربي الناجح أن يستغل الأحداث التي تواجهه في حياته ويستثمرها في التربية لما لها من تأثير نفسي كبير على المتعلم ، ومن خلال الإطلاع على أسباب نزول كثير من الآيات نجد أنها نزلت بسبب حوادث وكان الهدف منها تربية الأمة الإسلامية بالأحداث الجارية مثل حادثة انهزام المسلمين يوم حنين يوم أن أعجبوا بكثرتهم وافتتنوا به ، قال تعالى : { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين } (سورة التوبة 25)
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يغتنم فرصة الأحداث التي تقتضي توجيهاً تربوياً أو عمليا ليأخذ منه المسلمون درساً إيجابيا ، فكان يدعو إلى قيمة أو يصحح سلوكاً أو ينفي هذا السلوك الخاطئ .

يقول الأستاذ محمد قطب : " المربي البارع لا يترك الأحداث تذهب سدى بغير عبرة وبغير توجيه وإنما يستغلها لتربية النفوس وصقلها وتهذيبها فلا يكون أثرها موقوتاً لا يلبث أن يضيع " 
ومن الفوائد التربوية للتربية بالأحداث :
1ـ تؤثر تأثيراً بالغا في نفس وفكر المتعلم لأنه يكتسب مفاهيم وقعت تحت حاستي السمع والبصر ، وهذه هي درجة اليقين التي هي أعلى مراتب التعلم .
2ـ تمتاز بتنوع المفاهيم ولا تقتصر على مفهوم واحد ، وهذا مما يجعل المتعلم في استمرارية للتعلم دون شعوره بالملل .
3ـ تفتح الحوار بين المعلم والمتعلم ، مما يؤدي إلى تنامي الأفكار والمعلومات .
ولكي يكون التعليم بالأحداث فعالاً يجب على المعلم أن :
1ـ أن تكون الأحداث منتقاة لاستغلالها في التعلم مهمة للمتعلم تحوز على اهتمامه وتشغل باله فيشعر بحاجة إلى تفسيرها وإبداء الرأي فيها ، وأن ترتبط بالواقع وبالقيم ، وأن تكون مهمة لكل من الفرد والمجتمع أيضاً .
2ـ أن يشارك الطالب برأيه في الأحداث .
3ـ أن تستغل الأحداث لتدريب الطلاب على ربط النتائج بالمقدمات ، والحكم بالقرائن ، والرجوع إلى المصادر الأصيلة أو المصادر المتفق عليها .
4ـ أن يؤدي البحث في الأحداث إلى المزيد من البحث والاستقصاء والانتباه .
5ـ أن تؤدي إلى التنبؤ بالأحداث مستقبلاً وذلك بمعرفة الظروف المحيطة والمسببات واتجاهها ومن وصف وفهم الأحداث والظواهر .
 
ثامناً : أسلوب الحوار والمناقشة :
ورد للحوار عدة تعريفات منها : " أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر ، عن طريق السؤال والجواب ، بشرط وحدة الموضوع أو الهدف فيتبادلان النقاش حول أمر معين ، وقد يصلان إلى نتيجة ، وقد لا يقنع أحدهمــا الآخر "  .
ومن أشمل ما ورد في تعريف الحوار أنه : " مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين " وقال آخرون بأنه : " نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين ، يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر أحدهما دون الآخر ، ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب " 
وأسلـوب الحـوار من أكثــر طرق التدريس ملائمــة لتعليـــم القيــم وبيانــــها وتعزيـــــــــزها ، فالحـــــوار يفتح الفرصة أمام الطالب للتعبير عن أفكاره وتصوراته المختلفة حول القضايا القيمية المعروضة للنقاش ، وهو بذلك يكتشف صحتها وخطأها ، ويعمل على نقدها وتقويمها بمنهج صحيح ويطلع على آراء وتوجهات وأفكار أخرى نحوها ويكشف المدفون من مشاعرهم وقيمهم ومخاوفهم وآمالهم ، ويجعل المعلم معهم أكثر قرباً منهم ، وشعوراً بهم وتفهماً لأفكارهم وسلوكياتهم ، ومن ثم يكون أكثر تحديداً لمنهج التخاطب معهم واختيار أساليب التعليم والتوجيــــه المتبادل بينهــم وبينه ، فيشعرون بالقـرب منه والمــودة له ، فتنشأ الثقــة التي هي أساس التوجيـــه القيمي  .
والقرآن الكريم مليء بالآيات التي قامت على المحاورة والمناقشة كقوله تعالى : { أليس ذلك بقــادر علـى أن يحييَ الموتى } (سورة القيامة 40) .
ولقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب الحوار في كثير من تعليماته لإثارة انتباه المتعلمين ، وتشويقهم إلى معرفة الجواب ، وحضهم على إعمال الفكر لمعرفة الجواب ، وكان في حواره يدعم رأيه بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة على صدق كلامه .
وقد تنوعت أسئلة الرسول صلى الله عليه وسلم بين التشويق والإغراء ، والتحذير ، والتعجب والتقرير ، والتعليم وسأورد هنا نموذجاً واحداً فقط من نماذج كثيرة اعتمد فيها الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب الحوار :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس من لا درهم له ولا متاع ، قال (( إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا ، وأكل مال هذا وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار ))  فنلاحظ هنا أن سؤال الرسول كان سؤالاً تشويقياً ، وكانت إجابته مخالفة لما فهموه من السؤال ، مما يؤكد المعنى الجديد في نفوسهم .
ومن أهم الفوائد الجمة التي تعود على الشباب من خلال الحوار معهم ما يلي :
1ـ إشعار الشباب بمكانتهم الرفيعة ودورهم الكبير عن طريق الحوار المفيد البناء معهم .
2ـ إعطاء الشباب فرصة لتصحيح أخطائهم وأفكارهم وسلوكهم وإصلاح حياتهم ومجتمعهم على أساس من الوضوح والاقتناع والثقة المتبادلة والتقدير والاحترام .
3ـ تنمية قدراتهم واستعداداتهم ، وتهذيب مشاعرهم النفسية وتربية عواطفهم الوجدانية بشكل سليم وطريقة جيدة .
4ـ تحصينهم من الأفكار الهدامة والآراء الضالة والسلوك المنحرف .
5ـ مساعدة الشباب على التواصل والتفاعل والتوافق والتكيف الاجتماعي .

تاسعاً : أسلوب حل المشكلات :
هو أسلوب تعليمي تعلمي يستخدم طرق التفكير في مواجهة المشكلات ومحاولة حلها ، ويقصد به مجموعة من العمليات التي يقوم بها الفرد مستخدماً المعلومات والمعارف التي سبق له تعلمها ، والمهارات التي اكتسبها في التغلب على موقف بشكل جديد ، وغير مألوف له في السيطرة عليه ، والوصول إلى حل له ، وهو أسلوب يضع المتعلمين في موقف حقيقي يعملون فيه أذهانهم بهدف الوصول إلى حالة اتزان معرفي تشكل حالة دافعية يسعى لتحقيقها عند وصوله إلى حل أو إجابة أو اكتشاف . 
ويتضمن أسلوب حل المشكلات مجموعة من الخطوات المتداخلة والمتسلسلة تبدأ بالشعور بالمشكلة وتحديدها انتهاءً إلى تقويم حلها .
هذا وتكمن أهمية أسلوب حل المشكلات في تدريس القيم فيما يلي :
1ـ تتميز بعنايتها بتنمية مهارات التفكير عند الطلاب وبخاصة حل المشكلات واتخاذ القرار والتفكير الناقد وهي مهارات أساسية في تعليم القيم .
2ـ يسهم أسلوب حل المشكلات في توضيح المعاني القيم المتعلمة فترسخ مفاهيمها الصحيحة وتعدل مفاهيمها الخاطئة .
3ـ تجعل طريقة حل المشكلات القضايا القيمية جزءً  من حياة الطلاب ، وواقعهم المعاش .
 
عاشراً : الأسلوب الاستقصائي :
وهو من الأساليب التي يعتمد فيها المتعلم على نفسه للوصول إلى النتائج ويكون دور المعلم فيها توجيهياً و يهدف هذا الأسلوب إلى جعل المتعلم يفكر وينتج مستخدماً معلوماته في عمليات عقلية وعملية تنتهي بالوصول إلى نتائج من خلال استخدام حواسه وعقله في تكامل وانسجام بعد وضعه في موقف تعليمي مثير يدفعه إلى استخدام الأسلوب العلمي في التفكير .
وتكمن أهمية الاستقصاء في أنه :
1ـ يتوافق مع طبيعة الموضوعات القيمية التي تعتمد في تأسيسها على القناعات العقلية والذهنية وتقديرها الذاتي .
2ـ ينمي قيم المعرفة وطلب العلم والبحث عند المتعلمين ، ويعزز لديهم التعليم الذاتي والنظر إلى القضايا القيمية بموضوعية ومنطقية وتقبل وجهات نظر الآخرين ، والتعرف عليها . 
 
الحادي عشر : أسلوب الإقناع العقلي :
يعتبر الإقناع من أهم أساليب التربية الإسلامية ، وهو من الأساليب التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، "فقد دعا الإسلام إلى استعمال العقل والتفكير المنطقي السليم في فهم حقائق الأشياء والتمييز بين
الصواب والخطأ والحسن والقبيح ، والحق والباطل ، بالحجة والبرهان والاقتناع ، وليس بالتقليد الأعمى أو بالقسر والإكراه "
ولقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب الإقناع العقلي في أكثر من مناسبة ومنها مثلاً :
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا : م همه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أدنه ، فدنا منه قريباً قال: فجلس ، قال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداءك ، قال : و لا الناس يحبونه لأمهاتهم ، قال: أتحبه لأبنتك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم ، قال : أتحبه لأختك ؟ قال : لا والله ، جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونهم لأخواتهم ، قال : أتحبه لعمتك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم ، قال : أتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم ، قال : فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وأحصن فرجه فلم يكن الفتى يلتفت إلى شيء .
إن هذا الشاب قد جاء والغريزة تتوقد في نفسه ، مما يدفعه إلى أن يكسر حاجز الحياء ، ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم علناً أمام أصحابه ، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم المربي المعلم لديه جانباً لم يدركه فيه أصحابه فما هو ؟
لقد جاء هذا الشاب يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان قليل الورع عديم الديانة لم ير أنه بحاجة للاستئذان بل كان يمارس ما يريد سراً ، فأدرك صلى الله عليه وسلم هذا الجانب الخير فيه ، فماذا كانت النتيجة : (فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء ) .
 
أهمية أسلوب الإقناع في تنمية القيم :
إن أسلوب الإقناع العقلي من الأساليب التي لو طبقت في الواقع مع الشباب المسلم لأدت إلى نتائج حية وملموسة ، تظهر آثارهــا على محياهم ، فقد حث القــرآن الكريم على إقنــاع الناس بالحسنى ، فقــــــال تعـالى : { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } (سورة النحل 125) .
ولذا يتضح جلياً أهمية الإقناع العقلي للشباب المسلم ، بما يسهم في تربيتهم وتنمية القيم لديهم ، وأن لا تقتصر التربية فقط على مجرد سرد للحقائق بدون مناقشة لها ، وبدون إعطاء حرية التعبير ، وإبداء الرأي من الطرف المقابل ، حتى لو كان صغير السن ، فبدون القناعة الشخصية ، لن نصل إلى حلول مع أبنائنا ، وأسوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
 
 
الثاني عشر : أسلوب المنافسة :
يقول الجوهري : " نافس في الشيء منافسة ونفاساً ، إذا رغب فيه على وجه المباراة في الكرم ، وتنافسوا فيه أي رغبوا " .
ويعرفها دسوقي بأنها : " مجاهدة الفرد للانتصار على غيره من الأشخاص الذين يسعون أيضاً للانتصار ، وهو لا ينطوي على معاداة شخصية فقط بل رغبة ودية وموازية للإجادة "
هذا ويعتبر أسلوب المنافسة من أساليب التربية الإسلامية الأصيلة يؤكد ذلك قوله تعالى : {ختامه مسك ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} (سورة المطففين 26) .
ويقول الجزائري في تفسير هذه الآية : " قوله تعالى {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} أي وفي مثل هذا النعيم لا غيره من حطام الدنيا وشرابها وملكها الزائل يجب أن يتنافس المتنافسون أي في طلبه بالإيمان وصالح الأعمال بعد البعد كل البعد عن الشرك وسيء الأقوال وقبيح الأفعال "
كما يذكر القرآن الكريم (التنافس) بألفاظ أخرى كلفظ (المسابقة) كما في قوله تعالى : {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} (سورة الحديد 21) .
هذا وتزخر كتب السنة النبوية بالكثير من الروايات الصحيحة التي تبين حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على حث أصحابه على التنافس في أمور الخير والمسارعة إليها ومن ذلك :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا حسد إلا على اثنتين ، رجل أتاه الله الكتاب وقام به أناء الليل ، ورجل أعطاه الله مالاً فهو يتصدق به آناء الليل وآناء النهار".
وقد كنى الرسول صلى الله عليه وسلم المنافسة في هذا الحديث بالحسد المحمود والذي يقصد به (الغبطة). ومما سبق يتبين أن أسلوب المنافسة من الأساليب التي يجب على المربين ممارستها في جميع الأمور لتحفيز وترغيب المسلم في طلب معالي الأمور والمسارعة إلى الفوز بها سواء كانت دينية أو دنيوية  .. هاني خليفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق